[[[[ الصعقات الكهربائيه .. في أمواج الفوضوية ]]]]
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لازلت أترنـّــح من تلك الصعقات التي لم تكن مفاجأة بالنسبة لي بقدر ماهي مربكة ومركزة الجرعات
عن تلك الصعقات الكهربائية المتسلله عبر امواج الفوضوية مع نهاية كل سنة هجرية ..
فما أن يودع الطلاب كراسيهم ويستلموا شهاداتهم
حتى تعمّ الفوضى في أنحاء البلاد ..
ويختلط الحاضر بالباد
ويغيب التنظيم
فلم تعد تعرف العليـّـا من النظيم ..
إذ يختلط الحابل بالنابل .. والصغير بالكبير .. والمرأة بالرجل .. والطفل بالمرأه ..
والكهل بالشاب .. والتويتر بالسناب ... وينقلب الليل نهاراً والنهار ليلاً .... الخ
الكل يرسل مقاطعه من مختلف الأصقاع .. وأبعد البقاع
فهذا يرسل المقاطع من فوق السحاب وهو ينظر الى الأنهار تجري من تحته
ويكرر عبارات جورجيا جورجيا .. تلفريك تلفريك ..
والآخر يسجل لنا من البوسنة صياح الديك ..
ونحن نترنـــّح تحت سياط الخمسين درجة مؤية ..
فيسمع أحدنا مخ صديقه وهو يفور داخل جمجمته من شدة الحرارة ..
ماهذا ياصديقي ؟! فيرد صاحبه ( لاشئ سوى صوت مـُخــّـي الذي قد شارف على الاستواء ) ..
فيرد عليه بتهكـــّم ( هل تريد أن تتـناول كـِـليـَـتي اليسرى فقد استوت )
فيفيق الإثنان على شيلة زلزلة .. أو .. ولـّـع الشباب واشلع يامهنــّــا
فتضطرب فرائصه وهو يضن بأن الحرب قد بدأت تدق طبولها
وأن خيل العدو لازالت تصهل على مشارف المدينة
فيلتفت يمنة ويسرة فلايجد سوى إكديش يجرّ عربة
والشباب والفتيات يتراقصون بداخلة على تلك الشيلات !!
فـيستعيـد فوراً ذكرياته في الردّف أيام شبابه
فيـبدأ يردد :
الله يذكر ذيك الايام بالخير ..
هل تصدقون ياساده ياكرام بأنني لم أفكر في يوم من الأيام
في قضاء الصيفية في غير ربوع بلادي ..
لدي الاستعداد بأن أتحمــّـل حرّها وبردها وطقوسها المتقـلّـبه
فأنت قد تمرّ عليك الأربع فصول في يوم واحد وأنت في الرياض فقط
فلماذ تذهب لتعيش في فصل واحد فقط
ثم هل تعلمون ياساده ياكرام بأنني قد اكتشفت أيضاً
بأن المدارس هي التي تنظم أوقاتنا
وتجعلنا نصحو في الصباح الباكر كالعصافيـــر التي تملأ الكون جمالاً بتغريداتها وهي تتراقص فرحاً
بإشراقة يوم ٍ جديد مليئ بالنشاط والحيوية ..
ماأجمل الحياة في المدارس وماأجمل المدارس في الحياة
يتقارب فيها الناس فيجلس الطفل الذي لايتجاوز الخمس سنوات
أمام الراشد الذي قد جاوز الأربعين من عمره ليعلمه الألف باء
وتجلس المراهقه التي لازالت التغيرات الفيسلوجيه تربكها بتعقيداتها
أمام المعلمه التي لاترى من هذه الشابه إلا نسخة لماضيها وبهجة لحاضرها وأملاً لمستقبلها
فتبدأ تطبطب على أكتافها وهي تهمس في أذنها :
( لاتقلقي فهذه التغيرات قد مرّت على كل امرأة كانت في سنـــّـك )
وتبدأ تـُـعـلـّـمها كيف تمارس عباداتها في ظل تلك التغيرات
حتى تـتـفـتــّـح لها آفاق العلم والمعرفه
وتنزاح عن وجهها غيمة الشك والريبة ..
فأفيقوا يا أيها الذين آمنوا
ولاتسبــّـوا قدوم المدارس التي علمتنا ولازالت اليوم تعلــّم فلذات أكبادنا
وتربيهم لنا
وتكفينا مؤنة البحث عن الإجابات لأسئلتهم المحرجه
فالطالب قد يثق بمعلمه
والبنت بمعلمتها
أكثر من ثقتهم بوالديهم
فيستشيرونهم ويبدون لهم مالا يبدون لنا ..
فلم نجني بكل أسف من تلك الإجازة الطويله سوى الكسل والخمول وضياع الوقت في تلك الأجهزة
التي سلبت الألباب وضيعت الشباب
ذهبتُ يوماً في الصباح الى مشوار مهمّ
وحينما عدت في تمام الساعة العاشرة مررت على منزل اختي فوجدته مفتوحاً
وإبنها يقوم بانزال بعض الأغراض من سيارته فسألته ( الوالده صاحيه ؟ )
فقال ( نعم ) فقلت سأدخل لأسلــّـم عليها
فدخلت ثم أعدّت لنا القهوه وبدأنا نتبادل اطراف الحديث وكانت الأسره قد اجتمعت حولي
ثلاث بنات وثلاث أبناء مع الأم
فأثنيت عليهم خيراً وقلت لهم بهذا اللفظ ( والله أنتم افضل من ابنائي )
فقالوا لماذا ؟
فقلت ابنائي يقضوان الليل سهراً إلى الصباح على البلايستيشن والجوال
ولاينامون الا بعد صلاة الفجر وأحياناً بعد شروق الشمس
فما أن أكملت عبارتي
حتى ضجــّــوا بضحكاتهم التي كادت ان تشق السقف
فتركتهم حتى هدأوا
ثم سألتهم ماسبب الضحك ؟!!
فقالوا ( ياخالي احنا مواصلين من امس مانمنا .. ولاننام في كل يوم الا بعد الظهر )
فصـُعـقـت
وهربت من عندهم وأنا اردد
الله لايبلانا
الله لايبلانا
ودخلت على أبناءي أقبــّـلهم وأقول لهم ( أنتم أفضل مية مرة من عيال اختي )
هذا ولكم مني
فاااائق الود والتقدير توقيع ضامي قليل ٌمن التجاهل يعيد كل شخص الى حجمه الطبيعــي