بعد ان كنت معتقلا خارج اسوار المنتدى 14 شهرا عدت لكم بقصة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
منعت عن المنتدي اكقر من 14 شهرا لكلمة أخذت في غير سياغها
ولكن من فضل الله دائما التمس العذر لاخي لانا في زمن المتغبرات
فمتعود ان وجدت الباب مفتوحا دخلت واذا مؤصدا التمس لاخي العذر
وهذا كلاما ليس تزلفا لاني بحمد الله لم اتعود ذلك ..
.
دعونا مما مضى واسمعوا مني هذه القصة .....
..
..
في آخر يوم دراسي حدث لي موقفا مع قريبي احمد جعلني البسه
تهمة مكتملة القرائن ، كونه صاحب قرار في منشئة حكومية نافذ بها !!
فقد قدر الله عليه أن احتاجه في تسجيل أصغر أبنائي - من الزوجة الأخيرة -*
في المدرسه التي يديرها وهو صاحب القرار فيها !!
وزاد من وقع الصدمة عليه أني ذهبت إليه وكلي ثقة بتسجل إبني المدلل !!
ولكن فاجأني برد لم أضعه في الحسبان : اسف ..استنفذت العدد المسموح
لي بالتسجيل في سجلات المدرسة وهو 9 طلاب وهذه السجلات أمامك !!
اشتط غضبا من ذلك الموقف الذي وضعني في حرج مع إبني وأمه النافذة !!
..
فاستدرت مظهرا له استيائي واتجهت مباشرة إلى مدرسة قريبة منه !!
وما كنت أعلم أن من يديرها هو أحد زملائي السابقين !!
عرضت عليه حاجتي مسبوقة بتذمري الشديد من وابن عمي احمد
الذي لم تشفع لي عنده صلة القرابة وصلة الفضل الذي بيننا !!*
فقال لي : لقد سبقك بهذا الطلب 8 أولياء أمور ورفضت طلبهم جميعا
لاكتمال العدد وإنتهاء التسجيل ولكن طلبك أمر بالنسبة لي يصعب رفضه !!
أخذ مني الملف الذي أحمله وأتمم عملية التسجيل ورجعت فرحا بتسجيله !!
..
الا أن موقف ابن عمي المشين لم يزل ماثلا أمامي لم يفارق مخيلتي لحظة !!
ولكي أزيح هذا الكابوس الجاثم على صدري عرضت فعلته المشينة في نظري*
على أحد الاقارب لعلمي أنه مثلي تحكمه عاطفة حميمة تجاه أبنائه ويعلم مدى
تأثير رفض تسجل إبن مدلل على نفسية أب تتملكه عاطفة جياشة تجاه إبنه !!
وقبل أكمل وافقني بالخطأ الذي إغترفه في حقي وحق رابط القربة بيننا !!
..
وبالصدفة كان حاضر مجلسنا شاب لم يقع تحت تأثير العاطفة مثلنا بعد !!
استسمحنا بقوله : اتسمحون لي بالمشاركة وإبداء الرأي !!
قلنا : تفضل . فقال بنبرة حادة : لماذا لاتحسبون الأمور بنتائجها ؟ !!
و ماهي المعايير الناجعة التي تفاضلون بها بين إنسان وآخر ؟ !!
أحمد سجل 9 ورفض 1 والآخر سجل 1 ورفض 8
هيا امنحوا لكل واحد الدرجة التي تحصل عليها جراء تعامله مع المجتمع*
من خلال موقع المسئولية بشرط تحكيم العقل والتجرد من العاطفة !!
..
تداولنا أمرنا بيننا وبحثنا عن وسيلة تعطينا الحق في تحميل احمد مسؤولية*
الجرم المغترف فلم نجد !! فقلت له : لكن أنا لايهمني الآخرون أنا يهمني أبني
قال : الا تعلم أن حق المجتمع مقدم على حق الفرد !!
وأن الانسان يحكم عليه بناء على الخدمات التي يقدمها لمجتمعه ، وأن التعامل*
بإنتقائية ظلم للمجتمع !! عقليا .. اقتنعت برأييه ....ولكن عاطفيا لم أقتنع !!*
..
ثم أردف قائلا : أنا لاتهمني قناعاتكم العاطفية ولكن لو عدنا لأدوات تقييمنا
نحد مع الأسف الأغلبية بمجتمعنا يقيم الشخص من منظور عاطفي بحت ،
دون أن يكلف نفسه بإيقاظ العقل ولو لحظة واحدة لكي يشركه في الأمر !!*
وبالتالي توقعنا العاطفة في براثن الأنانية المجحفة في حق الآخرين ، لماذا ؟!
..
لأننا لانملك معايير عقلية للتمييز بين الناس ، نعم رفض الطلب يولد غصة !!*
ولكن .. لماذا لانستبين سبب الرفض قبل الحكم على صاحبه ؟
ولماذا نلغي كل الخدمات الجليلة التي قد يقدمها الشخص تجاه المجتمع*
بمجرد انه اعتذر عن خدمة فرد يهمنا امره ؟!!
..
المشكلة من تعمقنا في الأنانية أصبحنا نؤمن بمقولة :
( أنا ومن بعدي الطوفان ) دون الشعور بكارثيتها على المجتمع !!
..
فالمجتمعات يقوى ترابطها بقوة نمو ثقافة الايثار فيما بينها !!
وما أجمل أن تؤثر على نفسك في شيء أنت في أمس الحاجة إليه ..
..
قال تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )
..
..*
سبع الليل |