إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-01-2014, 10:19 AM   #1
abu-bnan
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 781
افتراضي مقالة : من الذي سقط في الفتنه ( د / محمد السعيدي )

من الذي سقط في الفتنة؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه:لا خلاف بين المفسرين في أن الآية 49من سورة التوبة نزلت في المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) وهذا نصُ ابنِ كثيرٍ في تفسيرها ( يقول تعالى : ومن المنافقين من يقول لك يا محمد : {ائذن لي } في القعود {ولا تفتني }بالخروج معك،بسبب الجواري من نساء الروم ، قال الله تعالى : { ألا في الفتنة سقطوا } أي : قد سقطوا في الفتنة بقولهم هذا).ومثل هذا عند الطبري والبغوي والقرطبي وغيرهم رحمهم الله.ومع وضوح المراد من نص الآية ومع تظافر التفاسير على معنى واحدٍ لها وأن المراد بها أهلُ النفاق الأكبر المخرج من الملة ، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من المسارعة في تنزيلها على إخوانهم ممن يختلفون معهم في تقدير مآلات الأمور وعواقب الأحداث في كثير من القضايا الحادثة والنوازل التي تحل بالأمة .ومن تتبع مواقع التواصل الاجتماعي عرف ذلك جلياً في كثيرٍ من المواقف ، فما أن يُحَذِّرَ عالمٌ مهما بلغ قدره ولا داعية مهما بلغت شهرته من الفتنة في قضيةٍ ما حتى ترى الآية تتلى في وجهه وتُكْتَبُ على حائطه وتُعَلَّقُ في صفحته وكأنما هو الجَدُّ بن قيس الذي أنزلت بخصوصه قد بُعِث من جديد.بل إن الصحابة الكرام رضي الله عنهم لم يُروَ عنهم أنهم لمزوا أحداً من المنافقين بهذه الآية ، ولم يلمزوا بها الجد بن قيس وهم يعلمون يقيناً أنها نزلت فيه حين استأذن رسولَ الله في القعود عن الذهاب في جيش العسرة متذرعاً بخوف الفتنة بنساء بني الأصفر ، فيأخذك العجب كيف يجرؤ معاصرون على تنزيلها على إخوة لهم مؤمنين بل وعلى علماء ربانيين ، لا لشيء إلا أنهم نظروا ببصيرتهم إلى ما لم ينظر إليه سواهم بأبصارهم ، وكان الأحرى بهم حين لم يستجيبوا أن يحفظوا لمن خالفوه ما يزعمون أنهم يراعونه من مكانة الرأي مهما بلغ الخلاف معه ، لا أن يُنزلوا عليه آيات الوعيد الواردة في المنافقين والكافرين ، ثم يُتبِعوها بما شاء الله أن يبتليهم به من عبارات السفاهة وسوء الأخلاق . حملةٌ كهذه وُجِّهت للشيخ صالح الفوزان بقيةِ العلماء ومقدم الصلحاء والمشار إليه بالبنان في فنون العلم ومعارف الفضلاء ، وكانت هذه الآية ( ألا في الفتنة سقطوا) في صدر كل تعليق على موقف الشيخ حفظه الله من ذهاب شباب بلادنا إلى سوريا للمشاركة في جهاد نظامها الطاغوتي الأسدي ، حيث برر الشيخ منعه من ذلك بأنه لا يُذهب إلى بلاد الفتنة. ولم تلبث الأيام والليالي أن تتالت حتى تجلى لكل منصف صدق الشيخ ونفاذ بصيرته ، فهاهم أبناؤنا الذين تركوا الآباء والأمهات ليقاتلوا الأعداء البغضاء يحملون بنادقهم يقاتلون فيها من زعموا أنهم جاءوا لتحريرهم والدفاع عنهم، بل ظهر عنهم من أنباء الشناعة أنهم يرفعون البنادق في وجوه بعضهم، فمنهم من وضع نفسه فيما يعرف بالدولة وآخرون في جبهة النصرة وقليلون في غيرها وغيرها .أي فتنة أكبر من أن يجد المسلم نفسه يقاتل مسلماً آخر في قضية خاسرة ، أي فتنة أكبر من أن يدير المسلم ظهره للعدو ليقتل أخاه ، أي فتنة أكبر من أن يفارق الشاب جماعته ويكلم قلبي والديه بزعم جهاد الأعداء ثم يَقْتُل مسلماً أو يُقْتَل ببندقية مسلم .سيقولون هو قتلٌ بتأويل أوقتلٌ بشبهةٍ أوقتلٌ للبغاة أو دفعٌ للصائلين ، ويجِدُون أويُوجِدُ لهم شياطين الإنس عشرات الذرائع الخادعة حتى لا يشعر أحدهم ولو بشئٍ من الأسى على دم أخيه الذي سُفِك بيديه ، وحتى يجد ما يُسَوِّغُ له مكان رصاصته من قلب أخيه .إنه حقاً زيغ القلوب وابتغاء الفتنة الذي أخبر عنه الحق سبحانه وتعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).أي فتنة أعظم من ذلك ؟أعظم من ذلك أن يشرب الشاب من هناك استرخاص الدماء والقتل بأهون تأويل ، وتكفيرَ الدول وتكفيرَ المجتمعات إلى أن يتصل أحدهم من حلب بأهله في المملكة العربية السعودية ليخبرهم أنه قادم مع كتائب الحق بزعمه ليحرر جزيرة العرب من اليهود والطواغيت ، وكأن أهله مقيمون في تل أبيب أو القدس أو حيفا أو الناصرة ، ويتصل آخر بأخيه ليرسل معه رسالة إلى خاله يتوعده بأن رأسه هو أول رأس سوف يُدَحْرِجُه حين يقدم فاتحا هو والرايات السود، وكأن خاله حارساً شخصياً لبنيامين نتنياهو أو إيهود باراك.نعم لقد صدق الشيخ حفظه الله وبر وعلم بما علمه الله وببصيرته ما لم يعلمه من تداعوا ليفسدوا على الناس نصيحته كما تتداعى الذباب لتفسد الطعام على آكليه .في مثل الموقف الذي وقفه الشيخ صالح الفوزان يظهر أهل العلم الربانيون الذين لا تُرهبهم سطوة الجماهير وصولتها عن قول الحق في مكانه وأوانه .لم يكن الشيخ حفظه الله منكراً لأصل الجهاد حاشاه ذلك ولا منكراً حق السوريين الآن في دفع من صال عليهم من جيش النصيرية الكافرين ، لكنه يُنكِرُ أن يُغلب أهل سوريا على جهادهم ويدخل فيه من لا علم له به ، في وقتٍ يعلم المبصرون أن سوريا أصبحت مرتعاً لشتى جهات الاستخبارات تفعل فيها ما تريد ، والشاب الغِر بل الكبير الأغر لا علم لهم بمكايد المخابرات العالمية وكيف تُدير خُدعها وتُجند أعداءها ليعملوا في خدمة مشاريعها ، فيظنون أن كل من لبس العمامة صار شيخاً ، وكل من أرسل لحيته صار ورِعَاً دَيِّنا، فيتقاطرون لينضموا إلى فصائل أنشأتها المخابرات أو اخترقتها ، ليصبحوا أدوات في مشاريعها، وهذا كله ما حصل .فمن الذي سقط في الفتنة إذاً ، هل هو الشيخ الذي علم أن أهل البلاد أعرف بشعابها وما يصلحها ، وأن الوافدين عليها سيكونون شراً في مثل تلك الأجواء وإن راموا في عزائمهم أن يكونوا خيراً لها . أم الذي سقط في الفتنة من جرّأ الشباب على العلماء وحط من مكانتهم عندهم وأوهمهم أن الواقع نوع من المعرفة فوق مستوى هؤلاء المشايخ الذين لاهم لهم إلا جمع الكلمة ولزوم الجماعة وطاعة السلاطين ، حتى أصبح قول العالم في نفوس الشباب لا يساوي عندهم نكات المهرجين ، يسمعونه فيضحكون مستخفين أو يعرضون ساخرين .أم الذي سقط في الفتنة من حَرَمَ الأمةَ بكثرة استخفافه بأهل العلم من أن يكون العلماء قادة المجتمعات يوجهونها فيما يُرضي الله ويصلح الدنيا والآخرة .نعم حَرَمُوا الأمة من العلماء لأنهم اوهموا الشباب بأن العالم لا يكون للأمة حتى يكون تابعاً لها وليس ناصحا ، وحين يقف العالِم في موقف الناصح المحذر من الفتن التي يعرفها العلماء حين تُقْبِل ويعرفها الغوغاء بعدما تفعل بالناس من الشر فعلها ، حين يقف العالم هناك يقولون له ما قاله الله في المنافقين {ألا في الفتنة سقطوا} . أم الذي سقط في الفتنة هم من هوَّن في أنفسِ الناس أوامر رسول الله صلى الله عليه ونواهيه في السمع والطاعة في غير معصية وصوروها على أنها تشريع للاستبداد وإقرار للظلم ، فاستهان الكثيرون بسبب هذا التلبيس بواجب الطاعة فتفلت الشباب من آبائهم وأهليهم نافرين إلى معركة لم يُدْعَو إليها وكان حضورهم فيها شراً عليها وأضحوا فيها أدوات تتحرك في ضرب الثورة وتشويه الجهاد وتأخير النصر.حفظ الله الشيخ وكثَّر في الأمة من أمثاله وأعاذنا من الرؤوس الجهال الذين أخبر عنهم المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))؛ متفق عليه.




محمد بن إبراهيم السعيدي
الثلاثاء5/ 3 /1435للهجرة
abu-bnan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 08-01-2014 , 10:19 AM
abu-bnan abu-bnan غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 781
افتراضي مقالة : من الذي سقط في الفتنه ( د / محمد السعيدي )

من الذي سقط في الفتنة؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه:لا خلاف بين المفسرين في أن الآية 49من سورة التوبة نزلت في المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) وهذا نصُ ابنِ كثيرٍ في تفسيرها ( يقول تعالى : ومن المنافقين من يقول لك يا محمد : {ائذن لي } في القعود {ولا تفتني }بالخروج معك،بسبب الجواري من نساء الروم ، قال الله تعالى : { ألا في الفتنة سقطوا } أي : قد سقطوا في الفتنة بقولهم هذا).ومثل هذا عند الطبري والبغوي والقرطبي وغيرهم رحمهم الله.ومع وضوح المراد من نص الآية ومع تظافر التفاسير على معنى واحدٍ لها وأن المراد بها أهلُ النفاق الأكبر المخرج من الملة ، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من المسارعة في تنزيلها على إخوانهم ممن يختلفون معهم في تقدير مآلات الأمور وعواقب الأحداث في كثير من القضايا الحادثة والنوازل التي تحل بالأمة .ومن تتبع مواقع التواصل الاجتماعي عرف ذلك جلياً في كثيرٍ من المواقف ، فما أن يُحَذِّرَ عالمٌ مهما بلغ قدره ولا داعية مهما بلغت شهرته من الفتنة في قضيةٍ ما حتى ترى الآية تتلى في وجهه وتُكْتَبُ على حائطه وتُعَلَّقُ في صفحته وكأنما هو الجَدُّ بن قيس الذي أنزلت بخصوصه قد بُعِث من جديد.بل إن الصحابة الكرام رضي الله عنهم لم يُروَ عنهم أنهم لمزوا أحداً من المنافقين بهذه الآية ، ولم يلمزوا بها الجد بن قيس وهم يعلمون يقيناً أنها نزلت فيه حين استأذن رسولَ الله في القعود عن الذهاب في جيش العسرة متذرعاً بخوف الفتنة بنساء بني الأصفر ، فيأخذك العجب كيف يجرؤ معاصرون على تنزيلها على إخوة لهم مؤمنين بل وعلى علماء ربانيين ، لا لشيء إلا أنهم نظروا ببصيرتهم إلى ما لم ينظر إليه سواهم بأبصارهم ، وكان الأحرى بهم حين لم يستجيبوا أن يحفظوا لمن خالفوه ما يزعمون أنهم يراعونه من مكانة الرأي مهما بلغ الخلاف معه ، لا أن يُنزلوا عليه آيات الوعيد الواردة في المنافقين والكافرين ، ثم يُتبِعوها بما شاء الله أن يبتليهم به من عبارات السفاهة وسوء الأخلاق . حملةٌ كهذه وُجِّهت للشيخ صالح الفوزان بقيةِ العلماء ومقدم الصلحاء والمشار إليه بالبنان في فنون العلم ومعارف الفضلاء ، وكانت هذه الآية ( ألا في الفتنة سقطوا) في صدر كل تعليق على موقف الشيخ حفظه الله من ذهاب شباب بلادنا إلى سوريا للمشاركة في جهاد نظامها الطاغوتي الأسدي ، حيث برر الشيخ منعه من ذلك بأنه لا يُذهب إلى بلاد الفتنة. ولم تلبث الأيام والليالي أن تتالت حتى تجلى لكل منصف صدق الشيخ ونفاذ بصيرته ، فهاهم أبناؤنا الذين تركوا الآباء والأمهات ليقاتلوا الأعداء البغضاء يحملون بنادقهم يقاتلون فيها من زعموا أنهم جاءوا لتحريرهم والدفاع عنهم، بل ظهر عنهم من أنباء الشناعة أنهم يرفعون البنادق في وجوه بعضهم، فمنهم من وضع نفسه فيما يعرف بالدولة وآخرون في جبهة النصرة وقليلون في غيرها وغيرها .أي فتنة أكبر من أن يجد المسلم نفسه يقاتل مسلماً آخر في قضية خاسرة ، أي فتنة أكبر من أن يدير المسلم ظهره للعدو ليقتل أخاه ، أي فتنة أكبر من أن يفارق الشاب جماعته ويكلم قلبي والديه بزعم جهاد الأعداء ثم يَقْتُل مسلماً أو يُقْتَل ببندقية مسلم .سيقولون هو قتلٌ بتأويل أوقتلٌ بشبهةٍ أوقتلٌ للبغاة أو دفعٌ للصائلين ، ويجِدُون أويُوجِدُ لهم شياطين الإنس عشرات الذرائع الخادعة حتى لا يشعر أحدهم ولو بشئٍ من الأسى على دم أخيه الذي سُفِك بيديه ، وحتى يجد ما يُسَوِّغُ له مكان رصاصته من قلب أخيه .إنه حقاً زيغ القلوب وابتغاء الفتنة الذي أخبر عنه الحق سبحانه وتعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).أي فتنة أعظم من ذلك ؟أعظم من ذلك أن يشرب الشاب من هناك استرخاص الدماء والقتل بأهون تأويل ، وتكفيرَ الدول وتكفيرَ المجتمعات إلى أن يتصل أحدهم من حلب بأهله في المملكة العربية السعودية ليخبرهم أنه قادم مع كتائب الحق بزعمه ليحرر جزيرة العرب من اليهود والطواغيت ، وكأن أهله مقيمون في تل أبيب أو القدس أو حيفا أو الناصرة ، ويتصل آخر بأخيه ليرسل معه رسالة إلى خاله يتوعده بأن رأسه هو أول رأس سوف يُدَحْرِجُه حين يقدم فاتحا هو والرايات السود، وكأن خاله حارساً شخصياً لبنيامين نتنياهو أو إيهود باراك.نعم لقد صدق الشيخ حفظه الله وبر وعلم بما علمه الله وببصيرته ما لم يعلمه من تداعوا ليفسدوا على الناس نصيحته كما تتداعى الذباب لتفسد الطعام على آكليه .في مثل الموقف الذي وقفه الشيخ صالح الفوزان يظهر أهل العلم الربانيون الذين لا تُرهبهم سطوة الجماهير وصولتها عن قول الحق في مكانه وأوانه .لم يكن الشيخ حفظه الله منكراً لأصل الجهاد حاشاه ذلك ولا منكراً حق السوريين الآن في دفع من صال عليهم من جيش النصيرية الكافرين ، لكنه يُنكِرُ أن يُغلب أهل سوريا على جهادهم ويدخل فيه من لا علم له به ، في وقتٍ يعلم المبصرون أن سوريا أصبحت مرتعاً لشتى جهات الاستخبارات تفعل فيها ما تريد ، والشاب الغِر بل الكبير الأغر لا علم لهم بمكايد المخابرات العالمية وكيف تُدير خُدعها وتُجند أعداءها ليعملوا في خدمة مشاريعها ، فيظنون أن كل من لبس العمامة صار شيخاً ، وكل من أرسل لحيته صار ورِعَاً دَيِّنا، فيتقاطرون لينضموا إلى فصائل أنشأتها المخابرات أو اخترقتها ، ليصبحوا أدوات في مشاريعها، وهذا كله ما حصل .فمن الذي سقط في الفتنة إذاً ، هل هو الشيخ الذي علم أن أهل البلاد أعرف بشعابها وما يصلحها ، وأن الوافدين عليها سيكونون شراً في مثل تلك الأجواء وإن راموا في عزائمهم أن يكونوا خيراً لها . أم الذي سقط في الفتنة من جرّأ الشباب على العلماء وحط من مكانتهم عندهم وأوهمهم أن الواقع نوع من المعرفة فوق مستوى هؤلاء المشايخ الذين لاهم لهم إلا جمع الكلمة ولزوم الجماعة وطاعة السلاطين ، حتى أصبح قول العالم في نفوس الشباب لا يساوي عندهم نكات المهرجين ، يسمعونه فيضحكون مستخفين أو يعرضون ساخرين .أم الذي سقط في الفتنة من حَرَمَ الأمةَ بكثرة استخفافه بأهل العلم من أن يكون العلماء قادة المجتمعات يوجهونها فيما يُرضي الله ويصلح الدنيا والآخرة .نعم حَرَمُوا الأمة من العلماء لأنهم اوهموا الشباب بأن العالم لا يكون للأمة حتى يكون تابعاً لها وليس ناصحا ، وحين يقف العالِم في موقف الناصح المحذر من الفتن التي يعرفها العلماء حين تُقْبِل ويعرفها الغوغاء بعدما تفعل بالناس من الشر فعلها ، حين يقف العالم هناك يقولون له ما قاله الله في المنافقين {ألا في الفتنة سقطوا} . أم الذي سقط في الفتنة هم من هوَّن في أنفسِ الناس أوامر رسول الله صلى الله عليه ونواهيه في السمع والطاعة في غير معصية وصوروها على أنها تشريع للاستبداد وإقرار للظلم ، فاستهان الكثيرون بسبب هذا التلبيس بواجب الطاعة فتفلت الشباب من آبائهم وأهليهم نافرين إلى معركة لم يُدْعَو إليها وكان حضورهم فيها شراً عليها وأضحوا فيها أدوات تتحرك في ضرب الثورة وتشويه الجهاد وتأخير النصر.حفظ الله الشيخ وكثَّر في الأمة من أمثاله وأعاذنا من الرؤوس الجهال الذين أخبر عنهم المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))؛ متفق عليه.




محمد بن إبراهيم السعيدي
الثلاثاء5/ 3 /1435للهجرة
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2014, 10:27 PM   #2
abu-bnan
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 781
افتراضي رد: مقالة : من الذي سقط في الفتنه ( د / محمد السعيدي )

جزء من مقالي استشرافات المستقبل السياسي كتبته قبل أكثر من عام


بل إن الثورات العربية في هذين العامين والتي أفضت إلى التمكين السياسي للإسلاميين لم تكن بمعزل عن المخطط الأمريكي الذي قرر المُنَظِّرون له منذ أكثر من عقد من الزمان ضرورة تغيير أنظمة العالم العربي الاستبدادية وإحلال ديمقراطيات محلها ولو أدى ذلك إلى تمكين نوع من الإسلاميين يُمكن استخدامهم في نشر مفهوم إسلامي جديد قادرعلى استيعاب القيم الإمريكية وضرب الإسلام المتشدد من خلاله , وقد شجعت المؤسسة الأمريكية فعلا مفكرين وكتابا وسياسيين على إعلان طروحات علمانية الحقيقة وإلباسها زَيا إسلاميا , وهذه الطُروحات يُراد لها أن تكون بديلاً عن الإسلام المُتشدد من وجهة نظر المُنظر الأمريكي والمتمثل أكثر ما يكون التمثل في الفكر السلفي , ويُمكن مراجعة عدد من تقارير مؤسسة راند كتقريرها المسمى بناء شبكات إسلامية معتدلة وتقريرها المسمى الإسلام المدني الديمقراطي , وكذلك تقرير معهد دراسات الشرق الأدنى والذي نشر مختصراً له مركز الجزيرة للدراسات وأعده ألكسس غلني تحت عنوان بناء جسور لا جدران , وكذلك كتاب لحظة أمريكا لتغيير التاريخ لريتشارد هاس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الولايات المتحدة , وأيضا كتاب نهاية التاريخ لفوكوياما , كل هذه الدراسات السابقة على الثورات العربية تعطي بمجموعها يقينا بأن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة أبداً عن هذه الثورات وما جاء بعدها.

ويبدو لي أن موعد التغيير لم يكن قد حان في نظر الولايات المتحدة حين قامت الثورة السورية , فالنظام هناك لازال شابا وقويا ومتماسكا ولا يُعَرِّض المصالح الأمريكية والصهيونية لأي مخاطر , كما أنه يتعاون بشكل جيد مع حليف الباطن , وأعني به الجمهورية الإيرانية وأصابعها في لبنان وغيرها ,أما المعارضة السورية في الخارج ضعيفة جداً وغير مؤثرة في الداخل إطلاقاً , أما المعارضة في الداخل فشأنها أضعف بكثير وإن كان النظام يُعطيها في بعض الأحيان فرصة للتنفس والتنفيس لكنه تنفس من منخر واحد ومن يحاول استخدام منخريه كليهما يتعرض لقطع أنفه بالكلية .

لذلك لم تتعاطف الولايات الأمريكية المتحدة مع الثورة السورية في أشهرها الأولى , وكانت أول مطالبة أمريكية للرئيس السوري بالرحيل على لسان أوباما بعد أشهر من اندلاع المظاهرات السورية السلمية ومقابلتها حكوميا بالقمع الدموي الوحشي , ومع ذلك لم يلتفت سوى القليل للتناقض بين موقف أمريكا من ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وموقفها من ثورة سوريا , وكان هذا القليل من الإسلاميين السلفيين وحدهم , ولو التفت الآخرون له لكان وحده مؤشراً كبيراً وواضحا على عنصر المؤامرة فيما سبقه من أحداث.

ولا زال موقف الأمريكيين من سوريا مريباً في أحسن أوصافه حتى بالنسبة لمن لازالوا يُحسنون الظن بها أو أؤلئك الذين ملأوا آذاننا بنقد فكرة المؤامرة , أما أسوأ أوصافه وهو أكثرها مطابقة للواقع , فإنه موقف خبيث لا يعبأ بما يُراق من دماء السوريين المظلومة في سبيل تحقيق أحد أهداف الولايات المتحدة في المنطقة وهو تحطيم جميع القوى العسكرية المجاورة لإسرائيل .
abu-bnan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-09-2014 , 10:27 PM
abu-bnan abu-bnan غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 781
افتراضي رد: مقالة : من الذي سقط في الفتنه ( د / محمد السعيدي )

جزء من مقالي استشرافات المستقبل السياسي كتبته قبل أكثر من عام


بل إن الثورات العربية في هذين العامين والتي أفضت إلى التمكين السياسي للإسلاميين لم تكن بمعزل عن المخطط الأمريكي الذي قرر المُنَظِّرون له منذ أكثر من عقد من الزمان ضرورة تغيير أنظمة العالم العربي الاستبدادية وإحلال ديمقراطيات محلها ولو أدى ذلك إلى تمكين نوع من الإسلاميين يُمكن استخدامهم في نشر مفهوم إسلامي جديد قادرعلى استيعاب القيم الإمريكية وضرب الإسلام المتشدد من خلاله , وقد شجعت المؤسسة الأمريكية فعلا مفكرين وكتابا وسياسيين على إعلان طروحات علمانية الحقيقة وإلباسها زَيا إسلاميا , وهذه الطُروحات يُراد لها أن تكون بديلاً عن الإسلام المُتشدد من وجهة نظر المُنظر الأمريكي والمتمثل أكثر ما يكون التمثل في الفكر السلفي , ويُمكن مراجعة عدد من تقارير مؤسسة راند كتقريرها المسمى بناء شبكات إسلامية معتدلة وتقريرها المسمى الإسلام المدني الديمقراطي , وكذلك تقرير معهد دراسات الشرق الأدنى والذي نشر مختصراً له مركز الجزيرة للدراسات وأعده ألكسس غلني تحت عنوان بناء جسور لا جدران , وكذلك كتاب لحظة أمريكا لتغيير التاريخ لريتشارد هاس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الولايات المتحدة , وأيضا كتاب نهاية التاريخ لفوكوياما , كل هذه الدراسات السابقة على الثورات العربية تعطي بمجموعها يقينا بأن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة أبداً عن هذه الثورات وما جاء بعدها.

ويبدو لي أن موعد التغيير لم يكن قد حان في نظر الولايات المتحدة حين قامت الثورة السورية , فالنظام هناك لازال شابا وقويا ومتماسكا ولا يُعَرِّض المصالح الأمريكية والصهيونية لأي مخاطر , كما أنه يتعاون بشكل جيد مع حليف الباطن , وأعني به الجمهورية الإيرانية وأصابعها في لبنان وغيرها ,أما المعارضة السورية في الخارج ضعيفة جداً وغير مؤثرة في الداخل إطلاقاً , أما المعارضة في الداخل فشأنها أضعف بكثير وإن كان النظام يُعطيها في بعض الأحيان فرصة للتنفس والتنفيس لكنه تنفس من منخر واحد ومن يحاول استخدام منخريه كليهما يتعرض لقطع أنفه بالكلية .

لذلك لم تتعاطف الولايات الأمريكية المتحدة مع الثورة السورية في أشهرها الأولى , وكانت أول مطالبة أمريكية للرئيس السوري بالرحيل على لسان أوباما بعد أشهر من اندلاع المظاهرات السورية السلمية ومقابلتها حكوميا بالقمع الدموي الوحشي , ومع ذلك لم يلتفت سوى القليل للتناقض بين موقف أمريكا من ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وموقفها من ثورة سوريا , وكان هذا القليل من الإسلاميين السلفيين وحدهم , ولو التفت الآخرون له لكان وحده مؤشراً كبيراً وواضحا على عنصر المؤامرة فيما سبقه من أحداث.

ولا زال موقف الأمريكيين من سوريا مريباً في أحسن أوصافه حتى بالنسبة لمن لازالوا يُحسنون الظن بها أو أؤلئك الذين ملأوا آذاننا بنقد فكرة المؤامرة , أما أسوأ أوصافه وهو أكثرها مطابقة للواقع , فإنه موقف خبيث لا يعبأ بما يُراق من دماء السوريين المظلومة في سبيل تحقيق أحد أهداف الولايات المتحدة في المنطقة وهو تحطيم جميع القوى العسكرية المجاورة لإسرائيل .
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2014, 10:27 PM   #3
abu-bnan
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 781
افتراضي رد: مقالة : من الذي سقط في الفتنه ( د / محمد السعيدي )






نـظــرات مـن ثـقـب الأزمــة




1- مواقع إيرانية رسمية وغير رسمية تتحدث بصراحة عن المشروع الصفوي التوسعي وطموحاتها في السعودية والخليج ، لماذا يا ترى؟
2- مواقع إيرانية كذلك تسرب أحاديث عن أعوان لها داخل السعودية ودول الخليج ، وإمكانية استخدامهم في القريب العاجل ، لماذا ياترى؟
3- رؤوس عفنة عميلة لإيران في بعض دول الخليج بدأت بالإفصاح عن مكنوناتها وتبشير المنطقة بالمستقبل الصفوي القادم ، لماذا ياترى؟
4- الجواب فيما يبدو : أن هناك حرباً معنوية بدأت الآلة الإيرانية بالعمل عليها بحذر، تستهدف شعوب المنطقة ، فهل ستجد فينا مُنَاخاً خصبا؟
5- محبون ومخلصون بدؤوا دون قصد في المشاركة في هذه الحرب المعنوية عن طريق التغريد بما تُديره الآلة الإيرانية والتأكيد عليه ، فهل يجدر هذا؟
6-عندي أن من يحمل اللسان الإيراني المسموم أكثر ضرراً ممن يحمل بنادقهم ، فلماذا يصبح أحدنا موظفاً لترويج دعايات كيهان ووكالة مهر الإيرانية؟
7- يجب تحذير الدول من خطر أعدائنا لكن ذلك لا يكون عن طريق تخويف الشعوب وإقلاقها ، يزعجني كثيراً من يقول لنا تحسسوا رقابكم وهو يزعم النصيحة وبعد النظر .
8- يجب أن تعلن لخصمك عن نقاط قوتك لا عن مواطن ضعفك ، حدثونا: أن الذئب يفر من الطفل الصامد المتجهم ، وقد يكون صموده لأنه لم يكن يدري أن الذي أمامه هو الذئب.
9- الخطة الأمريصفيونية لن تستكمل فصولها في المنطقة إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً، فلنا الوعد الحق ولغيرنا الوعد المفترى.
10- ما مضى من فصول الفشل يجب أن نفهمه على أنه دروس مؤلمة يتداركها الجميع ، الحكومات والعلماء والدعاة والكتاب والجماعات والأحزاب.
11- لو وسعنا دائرة نظرنا قليلاً لوجدنا إيران المزهوة بنصرها تخسر من نفسها كثيراً ، إن أحشاءها تتمزق ، هل يصمد إنسان بلا أحشاء؟!
12- إن ما يبدو لنا اليوم هو الأذرعة المستعارة لإيران[كتائبها العربية] أما أذرعتها الحقيقية فتخفيها تحت جُبَّتِها ، لو أظهرتها لتبين لك أنها تتساقط من الجذام.
13- وعي حقيقي داخل إيران ، انقلاب على الخرافة ، والطائفية والتمييز وضنك العيش ، إن جبهتها الداخلية ركام من الهشيم ،فهل يراد أن نكون كذلك؟!
14- الفارس الشجاع يسقط صريعاً وهو لا يزال يتوعد قاتله ، والجبان يضيع تدبيره وهو يتأمل قسمات خصمه .
15- لا يمكن استخدام التاريخ للتخويف وإشاعة القلق فقط ، فحتى عصور الفُرْقة بين المسلمين شهدت انتصارات السلاجقة والمرابطين والأيوبيين .
16- عصرنا الحاضر أيضا شهد أشياء جميلة ، نشأة السعودية في ظروف ليس من المعتاد أن تنشأ في ظلها الدول ونتفيأ جميعاً ظلها المديد
17- شهد عصرنا الحاضر أيضا انقضاء ما يعرف بالاستعمار ، وعودة الناس إلى التدين ، ونبذ الخرافة باسم الدين .
18- شهدالعصر الحديث أيضا افتضاح إيران ومعها مذهب الرفض بعد أن اغتر بها جموع من المسلمين ثلاثة عقود.
19- شهد العصر الحديث انتشاراً غير مسبوق للإسلام في أوربا والأمريكتين وبقاعاً لم يدخلها من قبل فأوشك أن يكون ألاول في العالم
20- شهد العصر الحديث سقوط الاتحاد السوفييتي واستقلال الجمهوريات الإسلامية في وسط آسيا وعودة كبيرة من أهلها للدين بعد غياب 400 عام
21 - شهد العصر الحديث عودة مسلمي شرق أوربا إلى أحضان أمتهم واعتزازهم بهويتهم الإسلامية بعد أن حرموا منها مائة عام
22- شهد العصر الحديث حصول مسلمي جنوب أفريقيا وتايلند وفيتنام وكمبوديا وغرب الصين على كثير من حقوقهم ولازال العمل على أشده لتحصيل المزيد
23- شهد العصر الحديث نهضة اقتصادية وصناعية وزراعية في الدول الإسلامية شرق آسيا ولاسيما ماليزيا رغم الجهود الخبيثة لإجهاض نهضتهم
24- شهد العصر الحديث توقف الحرب في الفلبين بتحقيق الكثير من مطالب المسلمين على يد جبهة مورو الإسلامية وسوف يلتفتون غداً لإعمار بلادهم.
25 - شهد العصر الحديث تسنم حركة إسلامية قيادة تركيا بعد سبعين عاماً من الكفاح السياسي الرصين ونجاحها في الجانب الاقتصادي العسير .
26- شهد عصرنا سقوط الفكر الماركسي بعد أن ساد 80 عاما وتفرغت عظمى الدول بعد سقوطه لعداوة الأسلام ومن يحمله
27- يقول مصطفى محمود من قرأ التاريخ لم يعرف اليأس ، وأقول : حتى الحاضر من قرأه بإنصاف تفتحت أمامه أبواب الأمل .
28- أشياء كثيرة تمت وهي تبعث الفأل وأشياء كثيرة كان يمكن أن تتم وأشياء كثيرة سوف تتم بإذن الله شريطة أن نعمل بطريقة صحيحة
29- لدى اليمنيين مصادر قوة كثيرة لم يستخدموها بعد في مواجهة المد الصفوي لن يستمر الحوثي في نجاحاته إلا إذا استمروا على إهمالها
30- هناك من ينصحون دول الخليج والسعودية بترك إيران تتعثر في الوحل اليمني وهذه من أعظم المجازفات والدعوات السياسية الهدامة
31 - وحدة الصف اليمني مطلب ملح منذ زمن بعيد وهو اليوم أكثر إلحاحاً وتناسي الخلافات والحظوظ الشخصية وتقديم الأولويات أصبح فرضا
32- دول الخليج والسعودية على الوجه الأخص الأقدر على جمع كلمة اليمنيين بشرط واحد وهو شعور اليمنيين بالحاجة لهذه الوحدة والإخلاص من أجلها
33 - قال تعالى ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ) . ثم أخبرنا سبحانه متى يكون ذلك (لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
34 - الصبر واليقين بآيات الله هما مفتاح النصر الإلهي ، واليقين يتبعه العمل وتقديم الهدى على الهوى ، هذا هو المشروع الإسلامي الحق.
abu-bnan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-09-2014 , 10:27 PM
abu-bnan abu-bnan غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 781
افتراضي رد: مقالة : من الذي سقط في الفتنه ( د / محمد السعيدي )






نـظــرات مـن ثـقـب الأزمــة




1- مواقع إيرانية رسمية وغير رسمية تتحدث بصراحة عن المشروع الصفوي التوسعي وطموحاتها في السعودية والخليج ، لماذا يا ترى؟
2- مواقع إيرانية كذلك تسرب أحاديث عن أعوان لها داخل السعودية ودول الخليج ، وإمكانية استخدامهم في القريب العاجل ، لماذا ياترى؟
3- رؤوس عفنة عميلة لإيران في بعض دول الخليج بدأت بالإفصاح عن مكنوناتها وتبشير المنطقة بالمستقبل الصفوي القادم ، لماذا ياترى؟
4- الجواب فيما يبدو : أن هناك حرباً معنوية بدأت الآلة الإيرانية بالعمل عليها بحذر، تستهدف شعوب المنطقة ، فهل ستجد فينا مُنَاخاً خصبا؟
5- محبون ومخلصون بدؤوا دون قصد في المشاركة في هذه الحرب المعنوية عن طريق التغريد بما تُديره الآلة الإيرانية والتأكيد عليه ، فهل يجدر هذا؟
6-عندي أن من يحمل اللسان الإيراني المسموم أكثر ضرراً ممن يحمل بنادقهم ، فلماذا يصبح أحدنا موظفاً لترويج دعايات كيهان ووكالة مهر الإيرانية؟
7- يجب تحذير الدول من خطر أعدائنا لكن ذلك لا يكون عن طريق تخويف الشعوب وإقلاقها ، يزعجني كثيراً من يقول لنا تحسسوا رقابكم وهو يزعم النصيحة وبعد النظر .
8- يجب أن تعلن لخصمك عن نقاط قوتك لا عن مواطن ضعفك ، حدثونا: أن الذئب يفر من الطفل الصامد المتجهم ، وقد يكون صموده لأنه لم يكن يدري أن الذي أمامه هو الذئب.
9- الخطة الأمريصفيونية لن تستكمل فصولها في المنطقة إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً، فلنا الوعد الحق ولغيرنا الوعد المفترى.
10- ما مضى من فصول الفشل يجب أن نفهمه على أنه دروس مؤلمة يتداركها الجميع ، الحكومات والعلماء والدعاة والكتاب والجماعات والأحزاب.
11- لو وسعنا دائرة نظرنا قليلاً لوجدنا إيران المزهوة بنصرها تخسر من نفسها كثيراً ، إن أحشاءها تتمزق ، هل يصمد إنسان بلا أحشاء؟!
12- إن ما يبدو لنا اليوم هو الأذرعة المستعارة لإيران[كتائبها العربية] أما أذرعتها الحقيقية فتخفيها تحت جُبَّتِها ، لو أظهرتها لتبين لك أنها تتساقط من الجذام.
13- وعي حقيقي داخل إيران ، انقلاب على الخرافة ، والطائفية والتمييز وضنك العيش ، إن جبهتها الداخلية ركام من الهشيم ،فهل يراد أن نكون كذلك؟!
14- الفارس الشجاع يسقط صريعاً وهو لا يزال يتوعد قاتله ، والجبان يضيع تدبيره وهو يتأمل قسمات خصمه .
15- لا يمكن استخدام التاريخ للتخويف وإشاعة القلق فقط ، فحتى عصور الفُرْقة بين المسلمين شهدت انتصارات السلاجقة والمرابطين والأيوبيين .
16- عصرنا الحاضر أيضا شهد أشياء جميلة ، نشأة السعودية في ظروف ليس من المعتاد أن تنشأ في ظلها الدول ونتفيأ جميعاً ظلها المديد
17- شهد عصرنا الحاضر أيضا انقضاء ما يعرف بالاستعمار ، وعودة الناس إلى التدين ، ونبذ الخرافة باسم الدين .
18- شهدالعصر الحديث أيضا افتضاح إيران ومعها مذهب الرفض بعد أن اغتر بها جموع من المسلمين ثلاثة عقود.
19- شهد العصر الحديث انتشاراً غير مسبوق للإسلام في أوربا والأمريكتين وبقاعاً لم يدخلها من قبل فأوشك أن يكون ألاول في العالم
20- شهد العصر الحديث سقوط الاتحاد السوفييتي واستقلال الجمهوريات الإسلامية في وسط آسيا وعودة كبيرة من أهلها للدين بعد غياب 400 عام
21 - شهد العصر الحديث عودة مسلمي شرق أوربا إلى أحضان أمتهم واعتزازهم بهويتهم الإسلامية بعد أن حرموا منها مائة عام
22- شهد العصر الحديث حصول مسلمي جنوب أفريقيا وتايلند وفيتنام وكمبوديا وغرب الصين على كثير من حقوقهم ولازال العمل على أشده لتحصيل المزيد
23- شهد العصر الحديث نهضة اقتصادية وصناعية وزراعية في الدول الإسلامية شرق آسيا ولاسيما ماليزيا رغم الجهود الخبيثة لإجهاض نهضتهم
24- شهد العصر الحديث توقف الحرب في الفلبين بتحقيق الكثير من مطالب المسلمين على يد جبهة مورو الإسلامية وسوف يلتفتون غداً لإعمار بلادهم.
25 - شهد العصر الحديث تسنم حركة إسلامية قيادة تركيا بعد سبعين عاماً من الكفاح السياسي الرصين ونجاحها في الجانب الاقتصادي العسير .
26- شهد عصرنا سقوط الفكر الماركسي بعد أن ساد 80 عاما وتفرغت عظمى الدول بعد سقوطه لعداوة الأسلام ومن يحمله
27- يقول مصطفى محمود من قرأ التاريخ لم يعرف اليأس ، وأقول : حتى الحاضر من قرأه بإنصاف تفتحت أمامه أبواب الأمل .
28- أشياء كثيرة تمت وهي تبعث الفأل وأشياء كثيرة كان يمكن أن تتم وأشياء كثيرة سوف تتم بإذن الله شريطة أن نعمل بطريقة صحيحة
29- لدى اليمنيين مصادر قوة كثيرة لم يستخدموها بعد في مواجهة المد الصفوي لن يستمر الحوثي في نجاحاته إلا إذا استمروا على إهمالها
30- هناك من ينصحون دول الخليج والسعودية بترك إيران تتعثر في الوحل اليمني وهذه من أعظم المجازفات والدعوات السياسية الهدامة
31 - وحدة الصف اليمني مطلب ملح منذ زمن بعيد وهو اليوم أكثر إلحاحاً وتناسي الخلافات والحظوظ الشخصية وتقديم الأولويات أصبح فرضا
32- دول الخليج والسعودية على الوجه الأخص الأقدر على جمع كلمة اليمنيين بشرط واحد وهو شعور اليمنيين بالحاجة لهذه الوحدة والإخلاص من أجلها
33 - قال تعالى ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ) . ثم أخبرنا سبحانه متى يكون ذلك (لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
34 - الصبر واليقين بآيات الله هما مفتاح النصر الإلهي ، واليقين يتبعه العمل وتقديم الهدى على الهوى ، هذا هو المشروع الإسلامي الحق.
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 AM