 سورة مريم
السورةالتاسعة عشرة:سورة مريم.
السورة مكية من المثاني (أقل من مئة)آية.وفيها سجدةبالآية 58.
تسمى هذه السورة: 1-سورة مريم
وذلك لاشتمالها على قصتها ، وتشريفاً للسيدة العذراء ، البتول ، مريم إبنة عمران ، وتخليداً لتلك المعجزة الباهرة فى خلق إنسان بلا أب ، ثم انطاق الله للوليد وهو طفل فى المهد ، وما جرى من أحداث غريبة رافقت ميلاد عيسى عليه السلام . ولم تذكر امرأة باسمها صريحاً فى القرآن الكريم إلا "مريم" ، عليهما السلام.
ذكرت فى القرآن الكريم أربعاً وثلاثين مرة.
2-وتسمى السورة أيضا "كهيعص"
وذلك لافتتاحها بها.
إن الصلة بين هذه السورة وسورة الكهف قوية جداً ، وذلك واضح فى النقاط التالية :
1- احتواء السورتين على أعاجيب قدرة الله تعالى ..
إذا كانت سورة الكهف : قد اشتملت على أعاجيب القصص ، مثل : قصة أصحاب الكهف " وقصة موسى وفتاه ، وقصة ذى القرنين .
فإن سورة مريم : قد اشتملت على الأعاجيب ، مثل : قصة ولادة يحيى عليه السلام ، وقصة ولادة عيسى عليه السلام ولهذا ذكرت مريم بعد الكهف.
2-الحديث عن الأنبياء والمرسلين فى السورتين . إذا كان تعالى قد ذكر فى الكهف المرسلين إجمالاً فى قوله تعالى "وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين"
فقد ذكر سبحانه فى مريم بعض المرسلين تفصيلاً ، حيث ذكر فيها : زكريا ويحيى وعيسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وإسماعيل وإدريس على سبيل المثال.
3- الحديث عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيهما .
فإذا كانت الكهف قد ختمت بقوله تعالى "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا" فإن مريم قد ختمت بقوله تعالى "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً" .
4-أصحاب الكهف من قوم عيسى وبالتالي مجئ سورة مريم التى تحتوى على تفصيل قصة عيسى عليه السلام بعدها : فيه غاية المناسبة .
محور مواضيع السورة:
السورة مكية وبالتالي غرضها أصبح معروفا لدينا وهو:1- تقرير التوحيد وتنزيه الله جل وعلا و إثبات وحدانية الله تعالى :
وهى إذ تعنى بهذا الهدف ، وتحاول إثباته ، تواجه :
أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، الذين يجعلون لله الولد بصفة خاصة، إن سورة مريم تعد نموذجاً للحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه بغياً .
فلقد اختلف اليهود والنصارى حول المسيح بغياً .
قال اليهود : إنه ابن زنى .
وقالت النصارى : إنه ابن الله وغير ذلك
فجاءت سورة مريم تحسم هذا الخلاف .
حيث قال تعالى "ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذى فيه يمترون * ".
2- تثبيت عقيدة الإيمان بالبعث والحزاء بطريق عرض بعض مشاهد يوم القيامة.
3- إثبات وحدة الرسالة
ولتأكيد هذا الهدف وإثباته وتوضيحه : تسوق السورة من القصص ستاً ، لتثبت أن أصحابها من الأنبياء جميعاً كانت رسالتهم واحدة ، وأنهم جميعاً دعواً إلى توحيد الله تعالى قاموا بتبليغ الدعوة إلى وحدانية الله خير قيام .
والقصص الست هى :
قصة زكريا ويحيى .
قصة مريم وعيسى .
قصة إبراهيم .
قصة موسى .
قصة إسماعيل .
قصة إدريس .
السورة تحمل الكثير من الدروس والعبر وتحمل أهداف تربوبة في بر الوالدين والدعوة لله بالحكمة وغيرها من الأهداف .
لما قرئ صدر هذه السورة على النجاشى ملك الحبشة من المسلمين المهاجرين إليها . بكى حتى أخضل لحيته ، وبكى أساقفته حتى أخضلوا لحاهم حين سمعوا ما يتلى عليهم وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون".
وقد كانت هذه السورة واستجارة المسلمين سبباً فى إسلامه .
السورة جميلة جدا بل سور القرآن كله ...وكلما كتبت عن سورة وأعجبني ما تتميز به أجد السورة التي تليها أجمل وهكذا في كل السور سبحان الله ...ولعل هذا يبرر لي التوسع بدل الاختصار ..اللهم تقبل منا .
لاتنسوني من صالح دعائكم . | 
