يُـحكى أنّ ملكًا من ملوك الجـنّ أراد تعديلَ دستورِ قبيلتهِ لكثرة المُـشتكين على المسؤلين فيها فأمر بعدةِ أمور ؛ من أهمها ما أفسد كل الخلق وهو ( الفـساد)
أمر هذا الملك بمعاقبة من يثبت عليه الفساد بما تقتضيه الحاجة فسرى هذا الأمر كما أراد
فسـجّـن وفصلَ وجلد وطبّق عقوباتٍ كثيرةً عليهم ؛ ولم ينتهوا عن ذلك
السؤال الذي ينبغى أن يُـسأل هو :
لماذا هؤلاء الجـن لم يكفّوا عن الفساد وقد نبههم ملكهم بأنه سيعاقب المفسدين منهم وكذلك لم يعتبروا ممّـن عاقبهم ؟
استمرّت حيرة الملكِ وطال الفسادُ كلّ بقاع القبيلة وانتشرَ عـما كان عليه سابقًا وازداد صُـراخ المُـستضعفين منهم وكثرت شكواهم .
وهُـنا سقطت هيبة سيدهم من نظرهم وأصبحوا لا يثقون فيه فأخاف ذلك الملك ونادى فيمن حوله أن إئتوني بحكيم أو عالمٍ يعينني على حل هذه المشكلة .
فأشار عليه أحد عفاريتهِ بـماردٍ مُـعتزلٍ للجـن يتعبّـد الله في صومعته فأتى هذا الماردُ الحكيم وعليه ثيابٌ رثّـة أبلاها الزمن تنبئ عن شخصيّـة جديرةٍ بالتقدير ؛ فلمّـا رآه ملك الجنِ أكبرَهُ وبان عليه انبهاره من ملامحِ وجه هذا الماردِ الحاذق .
فحكى له الملك ما صار وما آل إليه حال قبيلتهِ فقال له الماردُ - أيها الملك :
سمعتُ خبرًا من الإنس أن رجلاً وجدّ على قارعة الطريقِ معولاً أو قدّومًا ( قطعة حديد يستخدمها الناس للقطع) وثمنها زهيد يستطيع الفقير أن يمكلها فأخذها ذلك الرجل وقصد أمير المؤمنين في زمنهم وهو رجل اسمه ( عمر بن الخطاب) فقال له : يا أمير المؤمنين قد وجدتها على قارعة الطريق وهي عندك إلى أن يأتي صاحبها ويطلبها ؛ فقال عمر : دعها واذهب بارك الله فيك .
ونظر عـمر في أحد أصحابة ويُـدعى عليّ بن أبي طالب نظرة استغراب من أمانة هذا الرجل على قطعةِ حديدٍ زهيدةٍ لن يبحث عنها أحد ؛ وفهم ذلك عليًا ؛ فقال : يا أمير المؤمنين ( قد عدلتَ فعدلوا)
وسكت المارد
فقال الملك : لم أفهم شيئًا .
فقال المارد: أيها الملك إن ابنك جهيمًا هو خازن بيت المال وليس جديرٌ بذلك والكل يعرف أنه يأخذ منه بغير وجه حق .
وأيضًا هو مسؤول عن صادرات البلدِ وإيراداته ؛ ومسؤولٌ أيضًا عن صيانةِ طرقِ البلدةِ وتصاريحِ حوانيتها ومسؤول أيضًا عن توزيع الزكاة على المحتاجين .
فكيف يجمع ابنكَ بين تلك المهامِ كلها وهو ليس أهلٌ لواحدةٍ منها وتريدُ أن يعمّ العدل و
يقلّ الفساد ؟
ولا ننسى ابنك مرجان ؛ وهو مسؤول عن مصروفات الدفاع عن القبيلة وهو ليس أهلٌ لذلك أيضًا وقد ثبتَ لديك ولدى الجنِ عامةَ فساده وضعفه في تدبير أمن القبيلة .
أيها الملك : ابدأ بنفسك وأبنائك وأصلح أمورهم وعاقبهم بما عاقبت به غيرهم وسترى كيف تستقيم أمور القبيلة ويحبكّ الجـنّ وتصلح لك جميع الأمور .
المهم : المارد الآن تُـصرف لأهله معونة أسَـر الشـهداء .
يُـحكى أنّ ملكًا من ملوك الجـنّ أراد تعديلَ دستورِ قبيلتهِ لكثرة المُـشتكين على المسؤلين فيها فأمر بعدةِ أمور ؛ من أهمها ما أفسد كل الخلق وهو ( الفـساد)
أمر هذا الملك بمعاقبة من يثبت عليه الفساد بما تقتضيه الحاجة فسرى هذا الأمر كما أراد
فسـجّـن وفصلَ وجلد وطبّق عقوباتٍ كثيرةً عليهم ؛ ولم ينتهوا عن ذلك
السؤال الذي ينبغى أن يُـسأل هو :
لماذا هؤلاء الجـن لم يكفّوا عن الفساد وقد نبههم ملكهم بأنه سيعاقب المفسدين منهم وكذلك لم يعتبروا ممّـن عاقبهم ؟
استمرّت حيرة الملكِ وطال الفسادُ كلّ بقاع القبيلة وانتشرَ عـما كان عليه سابقًا وازداد صُـراخ المُـستضعفين منهم وكثرت شكواهم .
وهُـنا سقطت هيبة سيدهم من نظرهم وأصبحوا لا يثقون فيه فأخاف ذلك الملك ونادى فيمن حوله أن إئتوني بحكيم أو عالمٍ يعينني على حل هذه المشكلة .
فأشار عليه أحد عفاريتهِ بـماردٍ مُـعتزلٍ للجـن يتعبّـد الله في صومعته فأتى هذا الماردُ الحكيم وعليه ثيابٌ رثّـة أبلاها الزمن تنبئ عن شخصيّـة جديرةٍ بالتقدير ؛ فلمّـا رآه ملك الجنِ أكبرَهُ وبان عليه انبهاره من ملامحِ وجه هذا الماردِ الحاذق .
فحكى له الملك ما صار وما آل إليه حال قبيلتهِ فقال له الماردُ - أيها الملك :
سمعتُ خبرًا من الإنس أن رجلاً وجدّ على قارعة الطريقِ معولاً أو قدّومًا ( قطعة حديد يستخدمها الناس للقطع) وثمنها زهيد يستطيع الفقير أن يمكلها فأخذها ذلك الرجل وقصد أمير المؤمنين في زمنهم وهو رجل اسمه ( عمر بن الخطاب) فقال له : يا أمير المؤمنين قد وجدتها على قارعة الطريق وهي عندك إلى أن يأتي صاحبها ويطلبها ؛ فقال عمر : دعها واذهب بارك الله فيك .
ونظر عـمر في أحد أصحابة ويُـدعى عليّ بن أبي طالب نظرة استغراب من أمانة هذا الرجل على قطعةِ حديدٍ زهيدةٍ لن يبحث عنها أحد ؛ وفهم ذلك عليًا ؛ فقال : يا أمير المؤمنين ( قد عدلتَ فعدلوا)
وسكت المارد
فقال الملك : لم أفهم شيئًا .
فقال المارد: أيها الملك إن ابنك جهيمًا هو خازن بيت المال وليس جديرٌ بذلك والكل يعرف أنه يأخذ منه بغير وجه حق .
وأيضًا هو مسؤول عن صادرات البلدِ وإيراداته ؛ ومسؤولٌ أيضًا عن صيانةِ طرقِ البلدةِ وتصاريحِ حوانيتها ومسؤول أيضًا عن توزيع الزكاة على المحتاجين .
فكيف يجمع ابنكَ بين تلك المهامِ كلها وهو ليس أهلٌ لواحدةٍ منها وتريدُ أن يعمّ العدل و
يقلّ الفساد ؟
ولا ننسى ابنك مرجان ؛ وهو مسؤول عن مصروفات الدفاع عن القبيلة وهو ليس أهلٌ لذلك أيضًا وقد ثبتَ لديك ولدى الجنِ عامةَ فساده وضعفه في تدبير أمن القبيلة .
أيها الملك : ابدأ بنفسك وأبنائك وأصلح أمورهم وعاقبهم بما عاقبت به غيرهم وسترى كيف تستقيم أمور القبيلة ويحبكّ الجـنّ وتصلح لك جميع الأمور .
المهم : المارد الآن تُـصرف لأهله معونة أسَـر الشـهداء .