رسالتي عن حقيقة التميز عندما نتحدث عن التميز تنعكس في دواخلنا الأفكار وتتبرمج الأفعال الى موجبه لحظيا
في حين نستغرق في التخيلات الحالمة التي تصور التميز على انه سلم نرتقي به الى القصور الفارهه ينظر لها الناظر على انها قمة
يرفرف عليها التميز
والحقيقة ان التميز لوحة إبداع ذاتية لا تتقنها ريشة محترف رسام ولا كاتب حامل وسام الشهرة
التميز عنوان كبير يحمل إسم " إنسان " ومشروع ضخم يبدأ من تمييز الله الإنسان بالعقل عن سائر المخلوقات وبالخير عن شر الشياطين
الوعي بأنه عاقل مكلف سيقوده الى إدارة نفسه قبل غيره لفتح بوابة الحياة المطلة على مجتمعه حيث الحقوق المستحقة منه وعليه وله
بموجب التكليف السماوي والعرف البشري
لتعطي القريب حقه والجار حقه والطريق حقه
مستحقات تقودك او تسلبك التميز الذي منح وسام شرفه عبر بوابة التاريخ الكبير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم برفعة خلقه
معلما لمن خلفه من الأمم وقد مات عنها من قبل اكثر من الف واربع مائة قرن
موروث إنساني من نبي الرحمة رواه لنا من التنزيل الرباني مطهر ومزكي ، غافر ومحي ، ومنجي ومهدي
يزرع القناعه ويصنع الكرامة
على الطريق ينتثر المال فلا ينحني له ويلتقطه ترفعا بالتميز عن البهيمة التي تلتهم طعامها من كل سبيل
ولا يبغي ولايجور على غيره تميزا لفطرته عن الرجيم اللعين الخالد المخلد في النار
تلك المبادئ تقام عليها أسس التميز لكل إنسان ، ثروة له في الدنيا
تمتدح جمال نفسه وهيبة حضوره وعلو قامته
ومورث كاذكر حسن له في الآخرين يستفيد السامع الدروس من سيرته وعطر مسك تنبعث رحمات دعاء له بالفوز بالجنة والخلود فيها
والدرس بهذه المعاني السامية النبيلة يطرق الهمم نحو التميز الحقيقي في ظل شوشرة المفاهيم العامة عن التميز المخادع الباهت في تصوير
التميز بالشهرة التي تصنعها الفرصة ويجلبها المال بتغيره للحال
جملة قصيرة نختصر بها الكلام ونجعلها ختام ( الفقه في الدين رسالة التميز )
الهاشميه4 |