إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-04-2021, 10:15 PM   #11
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: هنا مايفيدك مقتطفات عن استقبال شهر رمضان المبارك

وبعد هذا الوصف هل تريد دخول الجنة ؟
نعم أريد خول الجنة . فماذا أفعل حتى أدخلها ؟ . حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم يذكر لك أشياء كثيرة تؤهلك لدخول الجنة منها :
- قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ). رواه البخاري.
- (( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة )) [ البخاري ].
- (( من آمن بالله وبرسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة )) [ البخاري ].
- (( من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة )) [ البخاري ].
- (( من صلى البردين دخل الجنة )) [ البخاري ].( البردان : العصر والفجر ).
- (( من غدا إلى المسجد وراح أعدَّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح )) [ البخاري ].
- (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) [البخاري].
- (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة )) [ مسلم ].
- (( من قال مثل ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة )) [ أبو داود ].
- (( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )) [ أبو داود ].
- (( من قال رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًّ وجبت له الجنة )) [ أبو داود ].
- (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )) [ أبو داود ].
- (( من مات وهو بريء من ثلاث : الكبر ، والغلول ، والدّين دخل الجنة )) [ الترمذي ].
- ((من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة )) [ الترمذي ].
- (( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة )) [ الترمذي ] .
- (( من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً )) [ الترمذي ].
- (( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة )) [ البخاري ].
- (( تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة )) [ البخاري ].
- (( أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام )) [ الترمذي ].
- (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) [ البخاري ].
- (( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة )) [ البخاري ].
- (( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس )) [ مسلم ].
- ((عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة :اصدقوا إذا حدّثتم .وأوفوا إذا وعدتم .وأدّوا إذا اؤتمنتم .واحفظوا فروجكم .وغضوا أبصاركم .وكُفّوا أيديكم " [ مسند أحمد ].

والآن حدد هدفك . وسل نفسك :
هل تريد أن يكون لك قصر في الجنة ؟
عن معاذ بن أنس الجهنى ( رضي الله عنه) .عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : " من قرأ ( قل هو الله أحد ) حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة " فقال عمر( رضي الله عنه) : إذن نستكثر قصورا يا رسول الله ؟ فقال " الله أكثر وأطيب " . رواه أحمد وصححه الألباني ( السلسلة الصحيحة )1/589 .
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة " . رواه ابن ماجه هل تريد أن يكون لك بيت في الجنة ؟ • قال - صلى الله عليه وسلم - (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) رواه (هـ) و البزار وابن حبان في (صحيحه) عن جابر.قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 6128 في صحيح الجامع.
• قال - صلى الله عليه وسلم - (إذا مات ولد العبد قال الله - تعالى -لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده. فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجعك فيقول الله - تعالى -: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد). (ت) عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال الألباني (حسن) انظر رياض الصالحين [1 / 362] • عن أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة) أخرجه مسلم.
عن أبى أُمامه ( رضي الله عنه) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقا وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلقه " . صححه الألباني هل تريد أن تكون غرف بيتك لا مثيل لها ؟ ‏ قال تعالى : (( لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحتها الأنهار وعد الله لا يُخلفُ الله الميعاد )) ( 20 سورة الزمر .
- عن ‏ ‏النعمان بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏علي ‏ ‏قال ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله قال لمن ‏ ‏أطاب ‏ ‏الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام ‏ ‏( رواه الترمذي ).
- قال: (صلى الله عليه وسلم )" إن المتحابين في الله لتُرى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقال من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابين في الله عز وجل " . رواه أحمد .

هل تريد أن يكون لك غراس في الجنة ؟
- عن ابن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : " لقيت إبراهيم ليله أسرى بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبه التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غرسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " . رواه الترمذي.
- عن أبى هريرة (رضي الله عنه ) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مر به وهو يغرس غرسا فقال: يا أبا هريرة ما الذي تغرس ؟ قلت : غراسا لي ، قال : ألا أدلك على غرس خير لك من هذا ؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : قل سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة " . رواه ابن ماجه.
- فقد قال عليه الصلاة والسلام " ما في الجنة شجره إلا وساقها من ذهب " . رواه الترمذي.

هل تريد أن يكون لك نخيل في الجنة ؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " ( صحيح الجامع ).

هل تريد أن يكون لك كنوز في الجنة ؟
- عن عبد الله بن قيس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : ((يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ )) فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : ((قل لا حول ولا قوة إلا بالله )) . رواه البخاري ومسلم .

هل تريد أن تكون نساؤك في الجنة من الحور العين ؟
‏عن ‏ ‏سهل بن معاذ ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء ‏( ‏رواه ‏ ‏أبو داود ‏ ‏) .

يا خاطب الحــور الحسـان وطالبا ‍*** لـوصـالهن بجنــــة الحيـــوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلـبـت *** بذلت ما تحوي من الأثمــان
أو كنت تدري أين مسكنهـــــا جعـــلــت ‍ *** السعي منك لها على الأجفان

وبعد هذا كله هل اشتقت إلى الجنة ؟ إذا قلت : نعم ؛ فأبشر بالخير واستعد له : {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ}.وإذا قلت : لا . فجدد إيمانك وراجع إسلامك , وأقبل على شانك , فالأيام تمر وما مضى لن يعود , ولن يبق إلا الواحد المعبود .

فحيى على جنات عدن فإنها ‍*** منزلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ‍ *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

فسلوا الله الجنة , بل كونوا من أصحاب الهمم العالية فسلوه الفردوس . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ" ( صحيح البخاري 22/433).

اللهم إنا نسألك رضوانك والجنة، ونعوذ بك اللهم من سخطك ومن النار. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك اللهم من النار وما قرب إليها من قول أو عمل. اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك اللهم من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #11  
قديم 05-04-2021 , 10:15 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: هنا مايفيدك مقتطفات عن استقبال شهر رمضان المبارك

وبعد هذا الوصف هل تريد دخول الجنة ؟
نعم أريد خول الجنة . فماذا أفعل حتى أدخلها ؟ . حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم يذكر لك أشياء كثيرة تؤهلك لدخول الجنة منها :
- قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ). رواه البخاري.
- (( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة )) [ البخاري ].
- (( من آمن بالله وبرسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة )) [ البخاري ].
- (( من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة )) [ البخاري ].
- (( من صلى البردين دخل الجنة )) [ البخاري ].( البردان : العصر والفجر ).
- (( من غدا إلى المسجد وراح أعدَّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح )) [ البخاري ].
- (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) [البخاري].
- (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة )) [ مسلم ].
- (( من قال مثل ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة )) [ أبو داود ].
- (( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )) [ أبو داود ].
- (( من قال رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًّ وجبت له الجنة )) [ أبو داود ].
- (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )) [ أبو داود ].
- (( من مات وهو بريء من ثلاث : الكبر ، والغلول ، والدّين دخل الجنة )) [ الترمذي ].
- ((من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة )) [ الترمذي ].
- (( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة )) [ الترمذي ] .
- (( من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً )) [ الترمذي ].
- (( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة )) [ البخاري ].
- (( تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة )) [ البخاري ].
- (( أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام )) [ الترمذي ].
- (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) [ البخاري ].
- (( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة )) [ البخاري ].
- (( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس )) [ مسلم ].
- ((عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة :اصدقوا إذا حدّثتم .وأوفوا إذا وعدتم .وأدّوا إذا اؤتمنتم .واحفظوا فروجكم .وغضوا أبصاركم .وكُفّوا أيديكم " [ مسند أحمد ].

والآن حدد هدفك . وسل نفسك :
هل تريد أن يكون لك قصر في الجنة ؟
عن معاذ بن أنس الجهنى ( رضي الله عنه) .عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : " من قرأ ( قل هو الله أحد ) حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة " فقال عمر( رضي الله عنه) : إذن نستكثر قصورا يا رسول الله ؟ فقال " الله أكثر وأطيب " . رواه أحمد وصححه الألباني ( السلسلة الصحيحة )1/589 .
عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة " . رواه ابن ماجه هل تريد أن يكون لك بيت في الجنة ؟ • قال - صلى الله عليه وسلم - (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) رواه (هـ) و البزار وابن حبان في (صحيحه) عن جابر.قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 6128 في صحيح الجامع.
• قال - صلى الله عليه وسلم - (إذا مات ولد العبد قال الله - تعالى -لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده. فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجعك فيقول الله - تعالى -: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد). (ت) عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال الألباني (حسن) انظر رياض الصالحين [1 / 362] • عن أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة) أخرجه مسلم.
عن أبى أُمامه ( رضي الله عنه) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقا وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلقه " . صححه الألباني هل تريد أن تكون غرف بيتك لا مثيل لها ؟ ‏ قال تعالى : (( لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحتها الأنهار وعد الله لا يُخلفُ الله الميعاد )) ( 20 سورة الزمر .
- عن ‏ ‏النعمان بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏علي ‏ ‏قال ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله قال لمن ‏ ‏أطاب ‏ ‏الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام ‏ ‏( رواه الترمذي ).
- قال: (صلى الله عليه وسلم )" إن المتحابين في الله لتُرى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقال من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابين في الله عز وجل " . رواه أحمد .

هل تريد أن يكون لك غراس في الجنة ؟
- عن ابن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : " لقيت إبراهيم ليله أسرى بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبه التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غرسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " . رواه الترمذي.
- عن أبى هريرة (رضي الله عنه ) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مر به وهو يغرس غرسا فقال: يا أبا هريرة ما الذي تغرس ؟ قلت : غراسا لي ، قال : ألا أدلك على غرس خير لك من هذا ؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : قل سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة " . رواه ابن ماجه.
- فقد قال عليه الصلاة والسلام " ما في الجنة شجره إلا وساقها من ذهب " . رواه الترمذي.

هل تريد أن يكون لك نخيل في الجنة ؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " ( صحيح الجامع ).

هل تريد أن يكون لك كنوز في الجنة ؟
- عن عبد الله بن قيس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : ((يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ )) فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : ((قل لا حول ولا قوة إلا بالله )) . رواه البخاري ومسلم .

هل تريد أن تكون نساؤك في الجنة من الحور العين ؟
‏عن ‏ ‏سهل بن معاذ ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء ‏( ‏رواه ‏ ‏أبو داود ‏ ‏) .

يا خاطب الحــور الحسـان وطالبا ‍*** لـوصـالهن بجنــــة الحيـــوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلـبـت *** بذلت ما تحوي من الأثمــان
أو كنت تدري أين مسكنهـــــا جعـــلــت ‍ *** السعي منك لها على الأجفان

وبعد هذا كله هل اشتقت إلى الجنة ؟ إذا قلت : نعم ؛ فأبشر بالخير واستعد له : {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ}.وإذا قلت : لا . فجدد إيمانك وراجع إسلامك , وأقبل على شانك , فالأيام تمر وما مضى لن يعود , ولن يبق إلا الواحد المعبود .

فحيى على جنات عدن فإنها ‍*** منزلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ‍ *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

فسلوا الله الجنة , بل كونوا من أصحاب الهمم العالية فسلوه الفردوس . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ" ( صحيح البخاري 22/433).

اللهم إنا نسألك رضوانك والجنة، ونعوذ بك اللهم من سخطك ومن النار. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك اللهم من النار وما قرب إليها من قول أو عمل. اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك اللهم من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
رد مع اقتباس
قديم 06-04-2021, 07:36 PM   #12
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: هنا مايفيدك مقتطفات عن استقبال شهر رمضان المبارك

ما معنى قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)[1]. ما هذه النفحات؟ وكيف نتعرض لها؟
--------
التعرض لنفحات الله هو التعرض لعطاءات الله، وعطاءات الله غير خيرات الله، فخيرات الله نأخذها بالحواس ويستفيد بها الجسم كالطعام والشراب، لكن عطاءات الله تنزل على القلب الذي صلح وانصلح وأصبح جاهزاً لنزول العطاءات من الله جل في علاه.
ففي هذه الليالي تنزل عطاءات من الله، ومن هذه العطاءات أن يتنزل الله في قلب المؤمن بالسكينة: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (4الفتح).
أن يُنزل الله في قلبه الطمأنينة: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (28الرعد)، أن يجعل الله عز وجل في قلبه نوراً يمشي به في الناس: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) (122الأنعام)، أن يجعل الله له ميزاناً في قلبه يكشف به الطيب من الخبيث، والحسن من السيء والحق من الباطل: (إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً ) (29الأنفال)، أو أن يأخذه الله عز وجل ويرفع عنه حجاب الران ويجعله ينظر بعين قلبه في ملكوت حضرة الرحمن.
قال صلى الله عليه وسلم عن بعض مارأى ليلة أُسري به: (فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، نَظَرْتُ أَسْفَلَ مِنِّي، فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّيَاطِينُ يَحُومُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ أَنْ لا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَرَأَوْا الْعَجَائِبَ)[2].
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (75الأنعام).
أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيجعله من أهل مقام الإحسان فيعبد الله عبادة فيها لذة وفيها خشية، يعبد الله كأنه يراه، وهذه عبادات الخاشين الخاشعين لله عز وجل.
أو يُكرمه الله عزَّ وجلَّ فيفتح له في قلبه عين يتلقى منها الإلهام المباشر من الله، فتجده مسدداً في القول، لا يقول قولاً إلا وهذا القول تجده صحيحاً فيما يحكيه ويرويه وفيما يتحدث فيه، لأن الله عزَّ وجلَّ يلهمه بهذا الحديث من عنده: (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) (65الكهف).
أو يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيقرِّبه قرب قرابة من حبيب الله ومصطفاه، ويجعل سرَّه متصلاً بأصله، فيرى السرَّ - سرَّ الوصول - وهو حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيفتح له آذان فؤاده فيسمع تسبيح الكائنات: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) (44الإسراء) - لكن هناك إناس يفقهون!!، سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه عندما اختاره خاله لخلافته، قالت له زوجته: لماذا تفضل ابن أختك على ابنك؟ وساقت عليه كبار القوم، فأمر بإتيان الاثنين، وأعطى كل واحد منهما أمراً أن يذهب إلى الغابة ويُحضر حِمْلاً كبيراً من حشائش الغابة. فذهب ابنه وجاء بحمل ضخم في لحظات، واستمر الإمام أحمد الرفاعي ولم يأتِ!! فلما استبطأه أمرهم أن يذهبوا إليه ويطلبوه، فجاء وليس معه شيء، فقال له: لِمَ لم تأتِ بما أمرتُك به؟!! قال: يا سيدي ،كلما هممت أن أقطع نبتة سمعتها تذكر الله عزَّ وجلَّ فأستحي من الله عز وجل أن أقطعها وهي تَذْكُرُه!!، فقال لمن حوله: هل عرفتم لِمَ وضعتُ السرَّ هنا؟! هذا أعمى وهذا بصير، هل يصح أن يقود أعمى مبصرين؟! إن كان في هذا الزمان كذلك!، كما قال القائل:
إذا كان الغراب دليل قوم هوى بهم إلى وادي الخراب
فعطايا الله عزَّ وجلَّ لا تُعدُّ ولا تُحدّ، أشرنا إلى ذرة من هذه العطايا الإلهية التي يتعرض لها الصالحون، وذكر هذه العطايا لا يسعه وقت ولا تتحمله العقول، وإنما ينزل من المحبوب الأعظم عز وجل إلى قلوب الأحبة مباشرة بدون واسطة، نسأل الله عز وجل أن نكون من أهل هذه العطاءات أجمعين.
ونتعرض لهذه العطاءات بتجهيز القلب: (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (89الشعراء)، وقال الله في شأن الخليل إبراهيم: (إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (84الصافات)
لا بد أن يكون القلب سليم من الحظوظ والأهواء، ومن الميل إلى الفاني وإلى الشهوات وإلى كل المستلذات والمستحسنات، ويكون له ميل واحد في الله ولله عز وجل، يكون كما قال الله في هذه الإشارة: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) هواه هو الله فقط، (وَأَضَلَّهُ اللَّهُ ) أضله الله عن الناس والدنيا وما فيها من شهوات وملذات (عَلَى عِلْمٍ) بأن يراها، (وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ ) فلا يسمع إلا من الله، (وَقَلْبِهِ ) فلا يرى إلا نور الله المنبث في الكائنات.
فالمطلوب أن يكون الإنسان كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ)[3]. ولذلك قال الرجل الصالح:
قد كان لي أهواء مفرقة
فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي
تركت للناس دنياهم ودينهم
شغلاً بذاتك يا ديني ودنيائي
لا بد أن يجمع كل الهموم، قال صلى الله عليه وسلم في ذلك: (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، كَفَاهُ اللَّهُ مَا هَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06-04-2021 , 07:36 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: هنا مايفيدك مقتطفات عن استقبال شهر رمضان المبارك

ما معنى قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)[1]. ما هذه النفحات؟ وكيف نتعرض لها؟
--------
التعرض لنفحات الله هو التعرض لعطاءات الله، وعطاءات الله غير خيرات الله، فخيرات الله نأخذها بالحواس ويستفيد بها الجسم كالطعام والشراب، لكن عطاءات الله تنزل على القلب الذي صلح وانصلح وأصبح جاهزاً لنزول العطاءات من الله جل في علاه.
ففي هذه الليالي تنزل عطاءات من الله، ومن هذه العطاءات أن يتنزل الله في قلب المؤمن بالسكينة: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (4الفتح).
أن يُنزل الله في قلبه الطمأنينة: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (28الرعد)، أن يجعل الله عز وجل في قلبه نوراً يمشي به في الناس: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) (122الأنعام)، أن يجعل الله له ميزاناً في قلبه يكشف به الطيب من الخبيث، والحسن من السيء والحق من الباطل: (إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً ) (29الأنفال)، أو أن يأخذه الله عز وجل ويرفع عنه حجاب الران ويجعله ينظر بعين قلبه في ملكوت حضرة الرحمن.
قال صلى الله عليه وسلم عن بعض مارأى ليلة أُسري به: (فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، نَظَرْتُ أَسْفَلَ مِنِّي، فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّيَاطِينُ يَحُومُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ أَنْ لا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَرَأَوْا الْعَجَائِبَ)[2].
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (75الأنعام).
أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيجعله من أهل مقام الإحسان فيعبد الله عبادة فيها لذة وفيها خشية، يعبد الله كأنه يراه، وهذه عبادات الخاشين الخاشعين لله عز وجل.
أو يُكرمه الله عزَّ وجلَّ فيفتح له في قلبه عين يتلقى منها الإلهام المباشر من الله، فتجده مسدداً في القول، لا يقول قولاً إلا وهذا القول تجده صحيحاً فيما يحكيه ويرويه وفيما يتحدث فيه، لأن الله عزَّ وجلَّ يلهمه بهذا الحديث من عنده: (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) (65الكهف).
أو يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيقرِّبه قرب قرابة من حبيب الله ومصطفاه، ويجعل سرَّه متصلاً بأصله، فيرى السرَّ - سرَّ الوصول - وهو حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيفتح له آذان فؤاده فيسمع تسبيح الكائنات: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) (44الإسراء) - لكن هناك إناس يفقهون!!، سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه عندما اختاره خاله لخلافته، قالت له زوجته: لماذا تفضل ابن أختك على ابنك؟ وساقت عليه كبار القوم، فأمر بإتيان الاثنين، وأعطى كل واحد منهما أمراً أن يذهب إلى الغابة ويُحضر حِمْلاً كبيراً من حشائش الغابة. فذهب ابنه وجاء بحمل ضخم في لحظات، واستمر الإمام أحمد الرفاعي ولم يأتِ!! فلما استبطأه أمرهم أن يذهبوا إليه ويطلبوه، فجاء وليس معه شيء، فقال له: لِمَ لم تأتِ بما أمرتُك به؟!! قال: يا سيدي ،كلما هممت أن أقطع نبتة سمعتها تذكر الله عزَّ وجلَّ فأستحي من الله عز وجل أن أقطعها وهي تَذْكُرُه!!، فقال لمن حوله: هل عرفتم لِمَ وضعتُ السرَّ هنا؟! هذا أعمى وهذا بصير، هل يصح أن يقود أعمى مبصرين؟! إن كان في هذا الزمان كذلك!، كما قال القائل:
إذا كان الغراب دليل قوم هوى بهم إلى وادي الخراب
فعطايا الله عزَّ وجلَّ لا تُعدُّ ولا تُحدّ، أشرنا إلى ذرة من هذه العطايا الإلهية التي يتعرض لها الصالحون، وذكر هذه العطايا لا يسعه وقت ولا تتحمله العقول، وإنما ينزل من المحبوب الأعظم عز وجل إلى قلوب الأحبة مباشرة بدون واسطة، نسأل الله عز وجل أن نكون من أهل هذه العطاءات أجمعين.
ونتعرض لهذه العطاءات بتجهيز القلب: (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (89الشعراء)، وقال الله في شأن الخليل إبراهيم: (إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (84الصافات)
لا بد أن يكون القلب سليم من الحظوظ والأهواء، ومن الميل إلى الفاني وإلى الشهوات وإلى كل المستلذات والمستحسنات، ويكون له ميل واحد في الله ولله عز وجل، يكون كما قال الله في هذه الإشارة: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) هواه هو الله فقط، (وَأَضَلَّهُ اللَّهُ ) أضله الله عن الناس والدنيا وما فيها من شهوات وملذات (عَلَى عِلْمٍ) بأن يراها، (وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ ) فلا يسمع إلا من الله، (وَقَلْبِهِ ) فلا يرى إلا نور الله المنبث في الكائنات.
فالمطلوب أن يكون الإنسان كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ)[3]. ولذلك قال الرجل الصالح:
قد كان لي أهواء مفرقة
فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي
تركت للناس دنياهم ودينهم
شغلاً بذاتك يا ديني ودنيائي
لا بد أن يجمع كل الهموم، قال صلى الله عليه وسلم في ذلك: (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، كَفَاهُ اللَّهُ مَا هَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)
رد مع اقتباس
قديم 06-04-2021, 07:38 PM   #13
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: هنا مايفيدك مقتطفات عن استقبال شهر رمضان المبارك

ونحن في أيام الخير والبركة، أيام شهر شعبان، ونستعد ونتأهل لمزيد الخيرات وعظيم البركات من الله عزَّ وجلَّ في شهر رمضان؛ ماذا ينبغي علينا أن نفعله جميعاً الآن؟ أن نعمل بقول واحد للحبيب!! فيه خيرٌ لنا في الدنيا وسعادة يوم الدين، قال صلى الله عليه وسلم: {إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها فعسى أن تصيبكم نفحة لن تشقوا بعدها أبدًا}[1]. ما هذه النفحات التي ينبغي أن نتعرض لها؟ وكيف نستعد ونتجهز لها لنكون من أهلها؟ وتتنزل علينا بفضل الله عزَّ وجلَّ في حينها ووقتها؟
إن نفحات الله عزَّ وجلَّ التي ذكرها الحبيب ليست نفحات حسِّيَّة أرضية؛ كأكل أو شرب، أو مال أو مناصب فانية، وإنما النفحات التي تنزل من الله على قدر الله جلَّ في علاه، أن يمنح عبدًا مغفرته؛ فيغفر له ما تقدم من ذنبه، أن يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ على عبد فَيُبَدِّلَ ذنوبه حسنات.
أن يتنزل الله عزَّ وجلَّ على عبد فيجعل صدره منشرحًا للطاعات، ويجعله حريصًا على قيامه بأعمال البِرِّ والنوافل تقربًا لله جلَّ في علاه، لا رياءً ولا سمعةً بين خلق الله.
أن يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ على عبد فيجعل الموت بين عينيه، ويجعل الآخرة ملموحًا لناظر قلبه، فيمشي ويقعد ويتحرك ويسكن وهو ينتظر الموت، وينظر لما قدمه لنفسه في أخراه، فيمتنع عن الشَّرِّ وعن السوء وعن أهله، ويسارع إلى الخيرات والنوافل والقربات، ويحرص على أن يكون في كل أنفاسه في الطاعات، وأن يتأسى فيها كلها ويقتدي فيها بهدي سيِّد السادات؛ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أن يوفق الله عزَّ وجلَّ العبد فيحفظه بحفظه من الوقوع في الكبائر، ويحفظ سرَّه وخاطره من التفكير في الصغائر، فلا يفكر أبدًا في الذنوب، ولا يخطر على باله أبدًا أن يقع في العيوب، بل كلُّ فكره دائمٌ في كل ما يحبِّه الله، وفيما كان عليه سيدنا رسول الله، فيحرص على العمل بقول الله جلَّ في علاه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [21الأحزاب].
أن يوفق الله عزَّ وجلَّ العبد فيجعل لسانه مستقيم، لا ينطق إلا بالقول الذي يرضي العزيز الكريم، فيدخل في قول الله في ثُلَّة مِنْ خَلْقِ الله: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ [24الحج].
أن يتنزل الله عزَّ وجلَّ بالسكينة في قلبه، والسكينة تتنزل من الله على القلوب العامرة بالإيمان بالله: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [4الفتح].
أن يطمئن الله عزَّ وجلَّ قلبه عند الشدائد والمحن والملمات، فيدخل في بشرى الله عزَّ وجلَّ في قوله: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [28الرعد]. فيكون الناس في هلع وجزع، وهو مطمئن بالله، متوكل على حضرة الله، لا يخشى سوىً من الخلق، وقد اعتمد على الله: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [3الطلاق].
أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيعلِّمه علمًا بغير تَعَلُّم: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ﴾ [282البقرة].
أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ ويجعل له نورًا في قلبه؛ يميز به بين الطيب والخبيث، بين الحلال والحرام، بين السيئ والأسوأ: ﴿إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾ [29الأنفال]. فيكون من المَعْنِيِّينَ بقول البشير النذير صلى الله عليه وسلم: {اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله}[2].
أن يجعل له عزَّ وجلَّ دعاءه مجاب، ورجاءه مستجاب، فلا يرفع أكف الضراعة إلى الله إلا ولبَّاه، بل لا يتحرك في قلبه خطرة إلا وأجابها مولاه، إن الله عزَّ وجلَّ قال في قوم: ﴿لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ [34الزمر]. قيل للإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: كيف حالك مع الله؟ فقال رضي الله عنه: ما احتجت إلى شيء إلا وقلت: يا ربِّ، عَبْدُكَ جعفر يحتاج إلى كذا. فما أستتم كلامي إلا وأجد هذا الشيء بجواري. عَبْدٌ جعله الله مُجَابَ الدعاء، مُحَقَّقَ الرجاء.
عطايا الله لا تعدّ، ونفحات الله عزَّ وجلَّ لا تحدّ، كيف نستعد لها ونتهيأ لها؟!!
معلوم أن عطاء الله لا يتنزل في الجيوب، ولكن يتنزل في القلوب، ولذلك قال الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم}[3].
فالاستعداد لعطاء لله يكون بتجهيز القلوب، وتجهيز القلوب يحتاج إلى أمرين:
الأمر الأول طُهْرَتُها من أيِّ أمر فيه شرٌّ أو ضُرٌّ يتعلق بالخَلْق؛ أن يُخْرِجَ من القلب البُغض والكُره، والغل والحسد، والأنانية والأثرة، والشح والطمع، وكلَّ أمر يعطل بين الإنسان وبين إخوانه المؤمنين، لأن الله جعل شرط الأخوة الإيمانية - لمن يريد أن يدخل فيها في الدنيا، ويكون فيها في الآخرة مع خير البرية - أن يكون قلبه ليس فيه أي شيء نحو جميع البرية: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ [47الحجر].
ونضع بعد ذلك قواعد الأخوة الإيمانية، ونوطد العلاقات على المائدة القرآنية، وبما أمرنا به خير البرية صلى الله عليه وسلم؛ نجعل في القلوب الحُبَّ لبعضنا، نجعل في القلوب النفع لإخواننا، الرغبة في الصلح بين المتخاصمين، الرغبة في التأليف بين المتنافرين، الكَفَّ عن التنازع في أيِّ أمر من أمور الدنيا أو من أمور الدين، وَنَرُدَّ الخلاف إلى المتخصصين، وما يحكمون به نقول كما علَّمنا ربُّ العالمين: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ [285البقرة].
أن نسعى دائمًا وأبدًا لوحدة المسلمين، وَلَـمِّ شمل المؤمنين، ولا نجعل المؤمنين متفرقين إلى فِرَقٍ شتى، وإلى أحزاب متشاكسة ومتناوءة، لأن هذا يحجب عنا جميعًا فضل الله، وكرم الله، وعطاء الله جلَّ في علاه، فإن الله عزَّ وجلَّ جعل الخير والبركة بالقرى التي تجتمع على تقوى الله وطاعة الله، وتدع النزاعات والخلافات والإحن جانبًا: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾ [96الأعراف].
خرج سيدنا موسى عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة وأتم السلام ومعه بنو إسرائيل لصلاة الاستسقاء، وإذا بربِّ العزِّة يقول له: يا موسى، لا أستجيب لكم وفيكم نَمَّام. قال: يا ربِّ ومَنْ هو؟ قال: يا موسى أأنهى عن النميمة وأكون نمام؟!!! فدعاهم سيدنا موسى للتوبة النصوح أجمعين، فنزل عليهم المطر بالخير من عند ربِّ العالمين، عندما اجتمعوا على الألفة والمحبة، والتواد وطاعة الله عزَّ وجلَّ.
وهكذا دين الله عزَّ وجلَّ، وعطاء الله، ينزل على الجماعة إذا كانت الجماعة كلها على قلب رجل واحد، يقول فيهم نبيُّها صلى الله عليه وسلم: {ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}[4].
قد يكون بيننا خلاف في الرأي، فأصحاب رسول الله كانوا يختلفون في الرؤى، لكن كان هديهم ومبدؤهم: (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية). لا يتحول الخلاف إلى خصام ولا إلى نزاع، ولا إلى حقد ولا إلى كُره، ولا إلى حرب - لأن الحرب لا تكون إلا على الكافرين ظاهرين الكفر، أو المشركين المحاربين لنا، أما كل من يقول (لا إله إلا اله محمد رسول الله) فهو أخي، ارتضى رأيًا من الدين وعمل به، فلا بأس، لكن لا يفرضه عليَّ، ولا يقتتل من أجل هذا الرأي، وأنا أيضًا لي رأيي الذي أختاره من دين الله ما دام يطابق شرع الله، وله دليل في كتاب الله، وله برهان في سنة رسول الله، وإذا اختلفنا فنرجع إلى العلماء العاملين، أهل الوسطية الذين قال لنا فيهم الله: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [43النحل].
لكن هؤلاء يسبُّون هؤلاء، وهؤلاء يشتمون هؤلاء، وهؤلاء يشنعون على هؤلاء، وهؤلاء يحاولون أن يقبِّحوا هؤلاء وآراءهم، ليس هذا من دين الله عزَّ وجلَّ - يا إخواني - وإنما من النفوس التي بعدت عن رحمة المليك القدوس عزَّ وجلَّ، وإذا مشينا في ذلك وحلَّ بنا العنا، فإن رحمة الله عزَّ وجلَّ تتوقف عن هذه البلاد حتى يرجعوا إلى قول الله: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ [103آل عمران].
إذن لابد أن أؤهل قلبي لنزول العطاء بالصفاء لجميع خلق الله، أؤهل قلبي نحو الله بأن أملأه بالإخلاص لله وحده في أي عمل في السرِّ والعلانية، لا أعمل عملاً - مهما قلَّ - رياءً ولا سمعةً ولا شهرة، وإنما عملي لله، وقولي لله، وعبادتي لله، وإنفاقي لله، وكل أحوالي لله، قال صلى الله عليه وسلم: {من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، فقد استكمل ولاية الله عزَّ وجلَّ}[5].
ولابد أن أكون صادقًا في اتباعي خير النبيِّين والمرسلين، ولا يتم ذلك إلا إذا اتبعته على عِلْمٍ، فلا أجتهد في موضع لا ينبغي فيه الاجتهاد، وإنما أجالس العلماء وأتعلم من الحكماء ما به أصدق في متابعتي لسيِّد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم. فإذا كان الإنسان يعمل خالصًا لوجه الله، يا بشراه، قال ربُّ العزَّة عزَّ وجلَّ: ﴿الإخلاص سرٌ من أسراري أستودعه قلب من أحب من عبادي﴾[6]. وما أمرنا أن نعبده إلا بالإخلاص: ﴿لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [5البينة].
وأن نقوم بين يديه عزَّ وجلَّ دائمًا وأبداَّ مرتدين ثياب العبودية، نشعر أننا في حاجة إلى الله، وأننا فقراء إلى الغني، وأننا جهلاء أمام حضرة العليم، وأننا نحتاج إلى الله عزَّ وجلَّ في كل أنفاسنا، فإذا تجهَّز العبد بذلك كان أهلاً لعطاء الله وخير الله وإكرام الله، قال صلى الله عليه وسلم: {أتاكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله تعالى فيه، فيستجيب الدعاء، ويحقق الرجاء، ويضاعف الأعمال، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه من رحمة الله عزَّ وجلَّ}[7]. أو كما قال، (تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (31النور).
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أعاننا وقوانا وجعلنا من عباده الأتقياء الأنقياء. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (70القصص). وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا عَبْدُ الله ورسولُه، بلَّغَ الرسالة، وأدَّى الأمانة، وتركنا على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلَّا هالك.
اللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد خير النبيِّين، وبشارة الأنبياء السابقين، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدِّين. صلَّى الله عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته المباركين، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدِّين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
كان أصحاب حضرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُؤهلون أنفسهم، ويجهزون أنفسهم لفضل الله الوارد في شهر رمضان، بمراجعة أنفسهم عمَّا سبق لهم من أعمال، وما هم في حاجة إليه من أحوال، ليتحقق لهم من الله الآمال، فينظرون فيما مضى من العمل، ويستحضرون الذنوب التي وقعوا فيها أو التي فعلوها، ولذلك كانوا يكثرون في هذا الشهر المبارك شهر شعبان من التوبة إلى الله عزَّ وجلَّ، يتوب كلُّ واحد منهم إلى الله، ولا يتوقف لسانه عن الاستغفار، وقلبه - مع الاستغفار - في الوجل والندم والأسف من الله عزَّ وجلَّ، فيأسفون على ما فاتهم من تقصير في الطاعات، ويندمون على ما فعلوه من المعاصي والمخالفات، ويقدمون التوبة النصوحة لله عزَّ وجلَّ، لعلَّ الله عزَّ وجلَّ يغفر لهم ولنا فيما مضى من الأيام، ويوفقنا لعمل الصالح وصالح العمل فيما بقي من الأيام.
وكانوا ينظرون إلى ما عليهم من الواجبات يؤدوها في هذه الأيام المتبقيات، فكانت نساؤهم يَصُمْنَّ ما تبقى عليهن من أيام - أفطرنها في شهر رمضان ولم يصمنها - في هذه الأيام من شهر شعبان، وكان من جملة ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها فقد كانت تصوم ما عليها من رمضان في شهر شعبان، حتى يدخل شهر رمضان وليس عليه دَيْنٌ لحضرة الديان عزَّ وجلَّ.
وكان من فطنتهم وكياستهم يجعلون زكاة أموالهم في شهر شعبان - وزكاة المال لابد أن تكون مرة في العام، والعام لابد أن يكون عاماً هجرياً، لا يجوز أن نحسبها بالعام الميلادي، لأن العام الهجري ينقص عن العام الميلادي إحدى عشر يومًا تقريبًا - فكانوا يجعلون وقت إخراج زكاة المال في شهر شعبان، وزكاة المال لمن بلغ عنده النصاب، والنصاب أن يكون ما معه من المال يساوي ثمن 85 جراماً ذهباً، أي ما يزيد عن عشرين ألف جنيه الآن، ومرَّ عليه عام، فإذا كان كذلك يُخرج عنه رُبْعَ العشر، أي: اثنان ونصف في المائة، أي عن كلِّ ألفٍ خمسة وعشرين جنيهاً - يخرجها في شهر شعبان، ولما سئلوا في ذلك، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان أصحاب النَّبِيِّ رضي الله عنهم يخرجون زكاة أموالهم في شهر شعبان، ليتقوَّى الفقير والمسكين على صيام شهر رمضان)، حتى يُوَّفِرَ على نفسه العناء - عناء العمل والكدح والكَدِّ - في شهر رمضان.
وقد حثَّ النَّبِيُّ كُلَّ أهل الإيمان على أن يخففوا الأعمال عن العمال الذين يعملون عندهم في شهر رمضان، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ خَفَّفَ عَنْ مملوكه فيه وقاه الله من عذاب جهنم يوم القيامة)[8]، فكانوا يخرجون زكاة أموالهم في شهر شعبان ليتقوى الفقير والمسكين، فيكون عنده رصيد من المال يكفي حاجاته في رمضان فيتفرغ في رمضان لطاعة الله وعبادة الله، ولا يكابد العمل لأن الله أغناه بما أعطاه له إخوانه المسلمين.
وكان التجار يأتون بالبضاعة في شهر شعبان، فيشتري المؤمن ما يحتاج إليه من ضروريات في شعبان، فإذا هَلَّ هلالُ رمضان تفرَّغوا لطاعة الله، لم يدخلوا الأسواق إلا لِمَاماً، لأنهم دخلوا سوق العبادة وسوق الطاعة؛ يقرأون القرآن ويحافظون على صلاة القيام، ويحافظون على صلاتهم وعلى صلة أرحامهم.
وكانوا كذلك يتجهزون في شهر شعبان بأن يصالحوا مَنْ بينهم وبينه خصومة، ويسترضون مَنْ بينهم وبينه نفور أو عداوة، ويصلون أرحامهم ويَبِرُّون آباءهم وأمهاتهم، حتى إذا دخل المسلمون شهر رمضان دخلوا وكأنهم رجلٌ واحد؛ قلوب صافية، وصدورهم منشرحة لله، وأبدان هينة لينة في طاعة الله، وجوارح محفوظة مصونة من معصية الله، وألسنة لا تكِلُّ ولا تمِلُّ مِنْ ذِكْرِ الله، وتبادل للخير وتعاون على البرّ، فيعمهم الله عزَّ وجلَّ بنفحات رمضان وما أكثرها الآن.
وما أحوجنا جميعًا أهل هذه القرية - وأهل مصر أجمعين - إلى وحدة الصف، وإلى جمع القلوب، وإلى النَّهْيِ عن الشتات وَلَـمِّ الفرقة، وأن نضع أيدينا في أيدي بعضنا، ونتجه جميعًا إلى الله نطلب من الله عزَّ وجلَّ لعله يرفع عنا غضبه ومقته.
اللهم انظر إلينا نظرة رضا وحنان وبدِّلْ حالنا إلى أحسن حال.
اللهم ألف بين قلوب عبادك المؤمنين، وأصلح شأن أهل مصر أجمعين، حكَّاماً ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، وأذهب العند والكيد والغل والحقد من نفوس المسئولين أجمعين، واجعلهم حريصين على العمل لإعلاء هذا الدين، ولرفعة هذا الوطن، ولما فيه خير المسلمين، فقراء وأغنياء، وأصحاء ومرضى وضعفاء، حتى نكون جميعًا في خير مِنَّةٍ يا أكرم الأكرمين.

**************

التعديل الأخير تم بواسطة ابوبيان ; 06-04-2021 الساعة 07:52 PM سبب آخر: خطا في النص
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #13  
قديم 06-04-2021 , 07:38 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: هنا مايفيدك مقتطفات عن استقبال شهر رمضان المبارك

ونحن في أيام الخير والبركة، أيام شهر شعبان، ونستعد ونتأهل لمزيد الخيرات وعظيم البركات من الله عزَّ وجلَّ في شهر رمضان؛ ماذا ينبغي علينا أن نفعله جميعاً الآن؟ أن نعمل بقول واحد للحبيب!! فيه خيرٌ لنا في الدنيا وسعادة يوم الدين، قال صلى الله عليه وسلم: {إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها فعسى أن تصيبكم نفحة لن تشقوا بعدها أبدًا}[1]. ما هذه النفحات التي ينبغي أن نتعرض لها؟ وكيف نستعد ونتجهز لها لنكون من أهلها؟ وتتنزل علينا بفضل الله عزَّ وجلَّ في حينها ووقتها؟
إن نفحات الله عزَّ وجلَّ التي ذكرها الحبيب ليست نفحات حسِّيَّة أرضية؛ كأكل أو شرب، أو مال أو مناصب فانية، وإنما النفحات التي تنزل من الله على قدر الله جلَّ في علاه، أن يمنح عبدًا مغفرته؛ فيغفر له ما تقدم من ذنبه، أن يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ على عبد فَيُبَدِّلَ ذنوبه حسنات.
أن يتنزل الله عزَّ وجلَّ على عبد فيجعل صدره منشرحًا للطاعات، ويجعله حريصًا على قيامه بأعمال البِرِّ والنوافل تقربًا لله جلَّ في علاه، لا رياءً ولا سمعةً بين خلق الله.
أن يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ على عبد فيجعل الموت بين عينيه، ويجعل الآخرة ملموحًا لناظر قلبه، فيمشي ويقعد ويتحرك ويسكن وهو ينتظر الموت، وينظر لما قدمه لنفسه في أخراه، فيمتنع عن الشَّرِّ وعن السوء وعن أهله، ويسارع إلى الخيرات والنوافل والقربات، ويحرص على أن يكون في كل أنفاسه في الطاعات، وأن يتأسى فيها كلها ويقتدي فيها بهدي سيِّد السادات؛ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أن يوفق الله عزَّ وجلَّ العبد فيحفظه بحفظه من الوقوع في الكبائر، ويحفظ سرَّه وخاطره من التفكير في الصغائر، فلا يفكر أبدًا في الذنوب، ولا يخطر على باله أبدًا أن يقع في العيوب، بل كلُّ فكره دائمٌ في كل ما يحبِّه الله، وفيما كان عليه سيدنا رسول الله، فيحرص على العمل بقول الله جلَّ في علاه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [21الأحزاب].
أن يوفق الله عزَّ وجلَّ العبد فيجعل لسانه مستقيم، لا ينطق إلا بالقول الذي يرضي العزيز الكريم، فيدخل في قول الله في ثُلَّة مِنْ خَلْقِ الله: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ [24الحج].
أن يتنزل الله عزَّ وجلَّ بالسكينة في قلبه، والسكينة تتنزل من الله على القلوب العامرة بالإيمان بالله: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [4الفتح].
أن يطمئن الله عزَّ وجلَّ قلبه عند الشدائد والمحن والملمات، فيدخل في بشرى الله عزَّ وجلَّ في قوله: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [28الرعد]. فيكون الناس في هلع وجزع، وهو مطمئن بالله، متوكل على حضرة الله، لا يخشى سوىً من الخلق، وقد اعتمد على الله: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [3الطلاق].
أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيعلِّمه علمًا بغير تَعَلُّم: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ﴾ [282البقرة].
أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ ويجعل له نورًا في قلبه؛ يميز به بين الطيب والخبيث، بين الحلال والحرام، بين السيئ والأسوأ: ﴿إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾ [29الأنفال]. فيكون من المَعْنِيِّينَ بقول البشير النذير صلى الله عليه وسلم: {اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله}[2].
أن يجعل له عزَّ وجلَّ دعاءه مجاب، ورجاءه مستجاب، فلا يرفع أكف الضراعة إلى الله إلا ولبَّاه، بل لا يتحرك في قلبه خطرة إلا وأجابها مولاه، إن الله عزَّ وجلَّ قال في قوم: ﴿لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ [34الزمر]. قيل للإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: كيف حالك مع الله؟ فقال رضي الله عنه: ما احتجت إلى شيء إلا وقلت: يا ربِّ، عَبْدُكَ جعفر يحتاج إلى كذا. فما أستتم كلامي إلا وأجد هذا الشيء بجواري. عَبْدٌ جعله الله مُجَابَ الدعاء، مُحَقَّقَ الرجاء.
عطايا الله لا تعدّ، ونفحات الله عزَّ وجلَّ لا تحدّ، كيف نستعد لها ونتهيأ لها؟!!
معلوم أن عطاء الله لا يتنزل في الجيوب، ولكن يتنزل في القلوب، ولذلك قال الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم}[3].
فالاستعداد لعطاء لله يكون بتجهيز القلوب، وتجهيز القلوب يحتاج إلى أمرين:
الأمر الأول طُهْرَتُها من أيِّ أمر فيه شرٌّ أو ضُرٌّ يتعلق بالخَلْق؛ أن يُخْرِجَ من القلب البُغض والكُره، والغل والحسد، والأنانية والأثرة، والشح والطمع، وكلَّ أمر يعطل بين الإنسان وبين إخوانه المؤمنين، لأن الله جعل شرط الأخوة الإيمانية - لمن يريد أن يدخل فيها في الدنيا، ويكون فيها في الآخرة مع خير البرية - أن يكون قلبه ليس فيه أي شيء نحو جميع البرية: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ [47الحجر].
ونضع بعد ذلك قواعد الأخوة الإيمانية، ونوطد العلاقات على المائدة القرآنية، وبما أمرنا به خير البرية صلى الله عليه وسلم؛ نجعل في القلوب الحُبَّ لبعضنا، نجعل في القلوب النفع لإخواننا، الرغبة في الصلح بين المتخاصمين، الرغبة في التأليف بين المتنافرين، الكَفَّ عن التنازع في أيِّ أمر من أمور الدنيا أو من أمور الدين، وَنَرُدَّ الخلاف إلى المتخصصين، وما يحكمون به نقول كما علَّمنا ربُّ العالمين: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ [285البقرة].
أن نسعى دائمًا وأبدًا لوحدة المسلمين، وَلَـمِّ شمل المؤمنين، ولا نجعل المؤمنين متفرقين إلى فِرَقٍ شتى، وإلى أحزاب متشاكسة ومتناوءة، لأن هذا يحجب عنا جميعًا فضل الله، وكرم الله، وعطاء الله جلَّ في علاه، فإن الله عزَّ وجلَّ جعل الخير والبركة بالقرى التي تجتمع على تقوى الله وطاعة الله، وتدع النزاعات والخلافات والإحن جانبًا: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾ [96الأعراف].
خرج سيدنا موسى عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة وأتم السلام ومعه بنو إسرائيل لصلاة الاستسقاء، وإذا بربِّ العزِّة يقول له: يا موسى، لا أستجيب لكم وفيكم نَمَّام. قال: يا ربِّ ومَنْ هو؟ قال: يا موسى أأنهى عن النميمة وأكون نمام؟!!! فدعاهم سيدنا موسى للتوبة النصوح أجمعين، فنزل عليهم المطر بالخير من عند ربِّ العالمين، عندما اجتمعوا على الألفة والمحبة، والتواد وطاعة الله عزَّ وجلَّ.
وهكذا دين الله عزَّ وجلَّ، وعطاء الله، ينزل على الجماعة إذا كانت الجماعة كلها على قلب رجل واحد، يقول فيهم نبيُّها صلى الله عليه وسلم: {ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}[4].
قد يكون بيننا خلاف في الرأي، فأصحاب رسول الله كانوا يختلفون في الرؤى، لكن كان هديهم ومبدؤهم: (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية). لا يتحول الخلاف إلى خصام ولا إلى نزاع، ولا إلى حقد ولا إلى كُره، ولا إلى حرب - لأن الحرب لا تكون إلا على الكافرين ظاهرين الكفر، أو المشركين المحاربين لنا، أما كل من يقول (لا إله إلا اله محمد رسول الله) فهو أخي، ارتضى رأيًا من الدين وعمل به، فلا بأس، لكن لا يفرضه عليَّ، ولا يقتتل من أجل هذا الرأي، وأنا أيضًا لي رأيي الذي أختاره من دين الله ما دام يطابق شرع الله، وله دليل في كتاب الله، وله برهان في سنة رسول الله، وإذا اختلفنا فنرجع إلى العلماء العاملين، أهل الوسطية الذين قال لنا فيهم الله: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [43النحل].
لكن هؤلاء يسبُّون هؤلاء، وهؤلاء يشتمون هؤلاء، وهؤلاء يشنعون على هؤلاء، وهؤلاء يحاولون أن يقبِّحوا هؤلاء وآراءهم، ليس هذا من دين الله عزَّ وجلَّ - يا إخواني - وإنما من النفوس التي بعدت عن رحمة المليك القدوس عزَّ وجلَّ، وإذا مشينا في ذلك وحلَّ بنا العنا، فإن رحمة الله عزَّ وجلَّ تتوقف عن هذه البلاد حتى يرجعوا إلى قول الله: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ [103آل عمران].
إذن لابد أن أؤهل قلبي لنزول العطاء بالصفاء لجميع خلق الله، أؤهل قلبي نحو الله بأن أملأه بالإخلاص لله وحده في أي عمل في السرِّ والعلانية، لا أعمل عملاً - مهما قلَّ - رياءً ولا سمعةً ولا شهرة، وإنما عملي لله، وقولي لله، وعبادتي لله، وإنفاقي لله، وكل أحوالي لله، قال صلى الله عليه وسلم: {من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، فقد استكمل ولاية الله عزَّ وجلَّ}[5].
ولابد أن أكون صادقًا في اتباعي خير النبيِّين والمرسلين، ولا يتم ذلك إلا إذا اتبعته على عِلْمٍ، فلا أجتهد في موضع لا ينبغي فيه الاجتهاد، وإنما أجالس العلماء وأتعلم من الحكماء ما به أصدق في متابعتي لسيِّد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم. فإذا كان الإنسان يعمل خالصًا لوجه الله، يا بشراه، قال ربُّ العزَّة عزَّ وجلَّ: ﴿الإخلاص سرٌ من أسراري أستودعه قلب من أحب من عبادي﴾[6]. وما أمرنا أن نعبده إلا بالإخلاص: ﴿لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [5البينة].
وأن نقوم بين يديه عزَّ وجلَّ دائمًا وأبداَّ مرتدين ثياب العبودية، نشعر أننا في حاجة إلى الله، وأننا فقراء إلى الغني، وأننا جهلاء أمام حضرة العليم، وأننا نحتاج إلى الله عزَّ وجلَّ في كل أنفاسنا، فإذا تجهَّز العبد بذلك كان أهلاً لعطاء الله وخير الله وإكرام الله، قال صلى الله عليه وسلم: {أتاكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله تعالى فيه، فيستجيب الدعاء، ويحقق الرجاء، ويضاعف الأعمال، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه من رحمة الله عزَّ وجلَّ}[7]. أو كما قال، (تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (31النور).
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أعاننا وقوانا وجعلنا من عباده الأتقياء الأنقياء. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (70القصص). وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا عَبْدُ الله ورسولُه، بلَّغَ الرسالة، وأدَّى الأمانة، وتركنا على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلَّا هالك.
اللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد خير النبيِّين، وبشارة الأنبياء السابقين، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدِّين. صلَّى الله عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته المباركين، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدِّين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
كان أصحاب حضرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُؤهلون أنفسهم، ويجهزون أنفسهم لفضل الله الوارد في شهر رمضان، بمراجعة أنفسهم عمَّا سبق لهم من أعمال، وما هم في حاجة إليه من أحوال، ليتحقق لهم من الله الآمال، فينظرون فيما مضى من العمل، ويستحضرون الذنوب التي وقعوا فيها أو التي فعلوها، ولذلك كانوا يكثرون في هذا الشهر المبارك شهر شعبان من التوبة إلى الله عزَّ وجلَّ، يتوب كلُّ واحد منهم إلى الله، ولا يتوقف لسانه عن الاستغفار، وقلبه - مع الاستغفار - في الوجل والندم والأسف من الله عزَّ وجلَّ، فيأسفون على ما فاتهم من تقصير في الطاعات، ويندمون على ما فعلوه من المعاصي والمخالفات، ويقدمون التوبة النصوحة لله عزَّ وجلَّ، لعلَّ الله عزَّ وجلَّ يغفر لهم ولنا فيما مضى من الأيام، ويوفقنا لعمل الصالح وصالح العمل فيما بقي من الأيام.
وكانوا ينظرون إلى ما عليهم من الواجبات يؤدوها في هذه الأيام المتبقيات، فكانت نساؤهم يَصُمْنَّ ما تبقى عليهن من أيام - أفطرنها في شهر رمضان ولم يصمنها - في هذه الأيام من شهر شعبان، وكان من جملة ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها فقد كانت تصوم ما عليها من رمضان في شهر شعبان، حتى يدخل شهر رمضان وليس عليه دَيْنٌ لحضرة الديان عزَّ وجلَّ.
وكان من فطنتهم وكياستهم يجعلون زكاة أموالهم في شهر شعبان - وزكاة المال لابد أن تكون مرة في العام، والعام لابد أن يكون عاماً هجرياً، لا يجوز أن نحسبها بالعام الميلادي، لأن العام الهجري ينقص عن العام الميلادي إحدى عشر يومًا تقريبًا - فكانوا يجعلون وقت إخراج زكاة المال في شهر شعبان، وزكاة المال لمن بلغ عنده النصاب، والنصاب أن يكون ما معه من المال يساوي ثمن 85 جراماً ذهباً، أي ما يزيد عن عشرين ألف جنيه الآن، ومرَّ عليه عام، فإذا كان كذلك يُخرج عنه رُبْعَ العشر، أي: اثنان ونصف في المائة، أي عن كلِّ ألفٍ خمسة وعشرين جنيهاً - يخرجها في شهر شعبان، ولما سئلوا في ذلك، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان أصحاب النَّبِيِّ رضي الله عنهم يخرجون زكاة أموالهم في شهر شعبان، ليتقوَّى الفقير والمسكين على صيام شهر رمضان)، حتى يُوَّفِرَ على نفسه العناء - عناء العمل والكدح والكَدِّ - في شهر رمضان.
وقد حثَّ النَّبِيُّ كُلَّ أهل الإيمان على أن يخففوا الأعمال عن العمال الذين يعملون عندهم في شهر رمضان، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ خَفَّفَ عَنْ مملوكه فيه وقاه الله من عذاب جهنم يوم القيامة)[8]، فكانوا يخرجون زكاة أموالهم في شهر شعبان ليتقوى الفقير والمسكين، فيكون عنده رصيد من المال يكفي حاجاته في رمضان فيتفرغ في رمضان لطاعة الله وعبادة الله، ولا يكابد العمل لأن الله أغناه بما أعطاه له إخوانه المسلمين.
وكان التجار يأتون بالبضاعة في شهر شعبان، فيشتري المؤمن ما يحتاج إليه من ضروريات في شعبان، فإذا هَلَّ هلالُ رمضان تفرَّغوا لطاعة الله، لم يدخلوا الأسواق إلا لِمَاماً، لأنهم دخلوا سوق العبادة وسوق الطاعة؛ يقرأون القرآن ويحافظون على صلاة القيام، ويحافظون على صلاتهم وعلى صلة أرحامهم.
وكانوا كذلك يتجهزون في شهر شعبان بأن يصالحوا مَنْ بينهم وبينه خصومة، ويسترضون مَنْ بينهم وبينه نفور أو عداوة، ويصلون أرحامهم ويَبِرُّون آباءهم وأمهاتهم، حتى إذا دخل المسلمون شهر رمضان دخلوا وكأنهم رجلٌ واحد؛ قلوب صافية، وصدورهم منشرحة لله، وأبدان هينة لينة في طاعة الله، وجوارح محفوظة مصونة من معصية الله، وألسنة لا تكِلُّ ولا تمِلُّ مِنْ ذِكْرِ الله، وتبادل للخير وتعاون على البرّ، فيعمهم الله عزَّ وجلَّ بنفحات رمضان وما أكثرها الآن.
وما أحوجنا جميعًا أهل هذه القرية - وأهل مصر أجمعين - إلى وحدة الصف، وإلى جمع القلوب، وإلى النَّهْيِ عن الشتات وَلَـمِّ الفرقة، وأن نضع أيدينا في أيدي بعضنا، ونتجه جميعًا إلى الله نطلب من الله عزَّ وجلَّ لعله يرفع عنا غضبه ومقته.
اللهم انظر إلينا نظرة رضا وحنان وبدِّلْ حالنا إلى أحسن حال.
اللهم ألف بين قلوب عبادك المؤمنين، وأصلح شأن أهل مصر أجمعين، حكَّاماً ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، وأذهب العند والكيد والغل والحقد من نفوس المسئولين أجمعين، واجعلهم حريصين على العمل لإعلاء هذا الدين، ولرفعة هذا الوطن، ولما فيه خير المسلمين، فقراء وأغنياء، وأصحاء ومرضى وضعفاء، حتى نكون جميعًا في خير مِنَّةٍ يا أكرم الأكرمين.

**************

التعديل الأخير تم بواسطة ابوبيان ; 06-04-2021 الساعة 07:52 PM سبب آخر: خطا في النص
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 AM