إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-12-2011, 03:06 PM   #1
المغامر
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 694
افتراضي الاستعداد للموت

بسم الله الرحمن الرحيم


حقيقة كبيرة, ومسألة عظيمة: حارت فيها العقول, وطاشت فيها الأذهان, وعَجَزَت أمامها الأفهام، وانقطعت عندها المدارك،
لا يعرف أحدٌ من الأحياء حقيقتها.

• إنها حقيقة الموت, إنها مصيبة الموت, لا يعرفها على الحقيقة إلا من ذاقها, لا يعرف الناس من الموت إلا أنه يذهب بالحياة، ويُهلك الأبدان.

• والموت خطر عظيم، وفتنة وذهول وهول, وتجربة فريدة لا يعرفها الأحياء، ولكن لابد لهم منها، في يوم قادم.

• قال الله تعالى: ) كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ (, وقال أيضاً : ) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (.

• لقد فعل الموت فعله في نفوس السلف, فقد كان يقلِّلُ الكثير, ويُكثِّر القليل, وينغِّص الفرح, ويُسلِّي الحزين.

• رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة جنازة فقام لها, فقالوا: إنها جنازة يهودية, فقال: » إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا «.

• وقد كان السلف يهابون الموت، وليس ذلك لحبِّ الدنيا، ولكن لهول المطلع, وخوف الفتنة, وعدم الثبات عند السؤال .
حال السلف على فراش الموت !!
لما احتضر أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
ولما طعن عمر
.. جاء عبدالله بن عباس ,فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك
فأعاد عليه ,
فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.

أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
__________________
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال :
ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فإضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى :
إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
____________________
معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال :
لا إله إلا الله ...
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .
______________________
بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه
ثم قال :
غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .
______________________
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بآبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين.
_______________
الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
لما جاءأبا الدرداء الموت ... قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
ثم قبض رضي الله عنه.
_________________
سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد .
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه.
______________________
الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فاحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به .
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .
_________________
الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !
____________________
الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى و قال :
يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...
ثم فاضت رضي الله عنه.
______________________
الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ....
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي .
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
______________________
الصحابي الجليل أبوموسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ...
ففعلوا ..
فقال : إجلسوا بي , فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث .
و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث .
____________________
سعد بن الربيع رضي الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف ...
_____________________
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه :
ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :
ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت
(و لعله يقصد الحجاج و من معه).
_____________________
عبادة بن الصامت رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ، قال :
أخرجوا فراشي إلى الصحن
ثم قال :
اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي
فجمعوا له .... فقال :
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس عبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا .
فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
قالوا : نعم .
فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار .
____________
• لما احتُضــر أبو هريرة رضي الله عنه بكى ، فقيـل: ما يُبكيــك؟ فقال: » ما أبكي على دنياكم هذه ، ولكن على بُعْد سفري وقلَّة زادي, فإني أمسـيت في صعود ومهبطـه إلى جنة أو نـار, فلا أدري إلى أيهما يُؤخــذ بي «.

• ولما حضر الموت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بكى، فقيل:
ما يبكيك ؟ فقال: » تذكَّرت سعد بن معاذ، وضغْطَةَ القبر «.
الإمام الشافعي رضي الله عنه
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أباعبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا
___________________________
الحسن البصري رضي الله عنه و أرضاه
حينما حضرت الحسن البصري المنية
حرك يديه و قال :
هذه منزلة صبر و إستسلام !
____________________
عبدالله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا :
لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت روحه.
____________________
الفضيل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين
لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال :
وا بعد سفراه ...
وا قلة زاداه ...!
_____________________
الإمام العالم محمد بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية.
______________________
الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا :
يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا .
يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو تفتقروا و أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى !
__________________________
الخليفة المأمون أمير المؤمنين
حينما حضر المأمون الموت قال :
أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض ...
فوضع خده على التراب و قال :
يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... !
________________________
أمير المؤمنين عبدالملك من مروان
يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال :
يا دنيا ما أطيبك !
إن طويلك لقصير

• وهذا إبراهيم النخعي لما حضره الموت بكى، فقيل: ما يبكيك ؟ قال: » انتظر ملك الموت، لا أدري بالجنة يبشرني أم بالنار «.
• أيها المسلمون : لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت, حتى لا ينسى الإنسان ما أمامه, فتستهلكه الحياة الدنيا ، وتَشْغَله عن الحقيقة ، فكان يقول: » أكثروا من ذكر هاذم اللذات ، فإنه ما ذكرَهُ أحد في ضيق إلا وسَّعه, ولا ذكرهُ في سعة إلا ضيَّقها عليه «.
• ولما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكيس الناس، وأحزم الناس قال: » أكثرُهم ذكراً للموت, وأكثرهم استعداداً للموت, أولئك الأكياس, ذهبوا بشرف الدنيا، وكرامة الآخرة «.
• وكان السلف يأخذون بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكثرون ذكر الموت، حتى قال قبيصةُ عن سفيان الثوري: »ما جلست مع سفيان الثوري مجلساً إلا ذكر الموت, وما رأيت أحداً كان أكثر ذكراً للموت منه «.
• وكان سعيد بن جُبير يقول: » لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيتُ أن يفسد عليَّ قلبي «.
• وكان ذكر الموت عند السلف يفعل فعله فيهم؛ فقد قال الحسن البصري : » فضح الموت الدنيا ، فلم يترك فيها لذي لبِّ فرحاً «.
• وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: » من أكثر من ذكر الموت : قَلَّ فرحُهُ ، وقلَّ حسدُهُ «.
• ولهذا كان بعض السلف إذا ذكر الموت اضطرب, فقد كان محمد بن النضر إذا ذكر الموت اضطربت مفاصله.
• وكان الحسن بن صالح إذا قيل له صف لنا غسْل الميت لا يستطيع من كثرة البكاء.
• وكان الإمام أحمد بن حنبل إذا ذكر الموت خنقته العبرة, وكان يقول: » الخوف يمنعني الطعام والشراب «.
• قام محمد بن المنكدر ذات ليلة يصلي فمرَّ بآية فبكى واتصل بكاؤه ولم يسكت, وانعقد لسانُهُ عن الكلام، فخشيَ عليه أهلُهُ فدعو صديقاً له يُسمى أبا حازم, فلما جاءه هدأ ، فسأله: ما يبكيك ؟ قال : مررت بقوله تعالى: ) وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ(, فبكى أبو حازم معه, وأخذا يتجاوبان البكاء، فقال أهلُهُ : أتينا بك لتخفِّف عنه فزدْته
المغامر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 07-12-2011 , 03:06 PM
المغامر المغامر غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 694
افتراضي الاستعداد للموت

بسم الله الرحمن الرحيم


حقيقة كبيرة, ومسألة عظيمة: حارت فيها العقول, وطاشت فيها الأذهان, وعَجَزَت أمامها الأفهام، وانقطعت عندها المدارك،
لا يعرف أحدٌ من الأحياء حقيقتها.

• إنها حقيقة الموت, إنها مصيبة الموت, لا يعرفها على الحقيقة إلا من ذاقها, لا يعرف الناس من الموت إلا أنه يذهب بالحياة، ويُهلك الأبدان.

• والموت خطر عظيم، وفتنة وذهول وهول, وتجربة فريدة لا يعرفها الأحياء، ولكن لابد لهم منها، في يوم قادم.

• قال الله تعالى: ) كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ (, وقال أيضاً : ) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (.

• لقد فعل الموت فعله في نفوس السلف, فقد كان يقلِّلُ الكثير, ويُكثِّر القليل, وينغِّص الفرح, ويُسلِّي الحزين.

• رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة جنازة فقام لها, فقالوا: إنها جنازة يهودية, فقال: » إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا «.

• وقد كان السلف يهابون الموت، وليس ذلك لحبِّ الدنيا، ولكن لهول المطلع, وخوف الفتنة, وعدم الثبات عند السؤال .
حال السلف على فراش الموت !!
لما احتضر أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
ولما طعن عمر
.. جاء عبدالله بن عباس ,فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك
فأعاد عليه ,
فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.

أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
__________________
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال :
ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فإضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى :
إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
____________________
معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال :
لا إله إلا الله ...
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .
______________________
بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه
ثم قال :
غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .
______________________
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بآبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين.
_______________
الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه
لما جاءأبا الدرداء الموت ... قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
ثم قبض رضي الله عنه.
_________________
سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد .
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه.
______________________
الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فاحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به .
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .
_________________
الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !
____________________
الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى و قال :
يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...
ثم فاضت رضي الله عنه.
______________________
الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ....
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي .
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
______________________
الصحابي الجليل أبوموسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ...
ففعلوا ..
فقال : إجلسوا بي , فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث .
و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث .
____________________
سعد بن الربيع رضي الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف ...
_____________________
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه :
ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :
ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت
(و لعله يقصد الحجاج و من معه).
_____________________
عبادة بن الصامت رضي الله عنه و أرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ، قال :
أخرجوا فراشي إلى الصحن
ثم قال :
اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي
فجمعوا له .... فقال :
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس عبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا .
فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
قالوا : نعم .
فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار .
____________
• لما احتُضــر أبو هريرة رضي الله عنه بكى ، فقيـل: ما يُبكيــك؟ فقال: » ما أبكي على دنياكم هذه ، ولكن على بُعْد سفري وقلَّة زادي, فإني أمسـيت في صعود ومهبطـه إلى جنة أو نـار, فلا أدري إلى أيهما يُؤخــذ بي «.

• ولما حضر الموت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بكى، فقيل:
ما يبكيك ؟ فقال: » تذكَّرت سعد بن معاذ، وضغْطَةَ القبر «.
الإمام الشافعي رضي الله عنه
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أباعبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا
___________________________
الحسن البصري رضي الله عنه و أرضاه
حينما حضرت الحسن البصري المنية
حرك يديه و قال :
هذه منزلة صبر و إستسلام !
____________________
عبدالله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا :
لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت روحه.
____________________
الفضيل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين
لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال :
وا بعد سفراه ...
وا قلة زاداه ...!
_____________________
الإمام العالم محمد بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية.
______________________
الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا :
يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا .
يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو تفتقروا و أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى !
__________________________
الخليفة المأمون أمير المؤمنين
حينما حضر المأمون الموت قال :
أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض ...
فوضع خده على التراب و قال :
يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... !
________________________
أمير المؤمنين عبدالملك من مروان
يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال :
يا دنيا ما أطيبك !
إن طويلك لقصير

• وهذا إبراهيم النخعي لما حضره الموت بكى، فقيل: ما يبكيك ؟ قال: » انتظر ملك الموت، لا أدري بالجنة يبشرني أم بالنار «.
• أيها المسلمون : لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت, حتى لا ينسى الإنسان ما أمامه, فتستهلكه الحياة الدنيا ، وتَشْغَله عن الحقيقة ، فكان يقول: » أكثروا من ذكر هاذم اللذات ، فإنه ما ذكرَهُ أحد في ضيق إلا وسَّعه, ولا ذكرهُ في سعة إلا ضيَّقها عليه «.
• ولما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكيس الناس، وأحزم الناس قال: » أكثرُهم ذكراً للموت, وأكثرهم استعداداً للموت, أولئك الأكياس, ذهبوا بشرف الدنيا، وكرامة الآخرة «.
• وكان السلف يأخذون بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكثرون ذكر الموت، حتى قال قبيصةُ عن سفيان الثوري: »ما جلست مع سفيان الثوري مجلساً إلا ذكر الموت, وما رأيت أحداً كان أكثر ذكراً للموت منه «.
• وكان سعيد بن جُبير يقول: » لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيتُ أن يفسد عليَّ قلبي «.
• وكان ذكر الموت عند السلف يفعل فعله فيهم؛ فقد قال الحسن البصري : » فضح الموت الدنيا ، فلم يترك فيها لذي لبِّ فرحاً «.
• وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: » من أكثر من ذكر الموت : قَلَّ فرحُهُ ، وقلَّ حسدُهُ «.
• ولهذا كان بعض السلف إذا ذكر الموت اضطرب, فقد كان محمد بن النضر إذا ذكر الموت اضطربت مفاصله.
• وكان الحسن بن صالح إذا قيل له صف لنا غسْل الميت لا يستطيع من كثرة البكاء.
• وكان الإمام أحمد بن حنبل إذا ذكر الموت خنقته العبرة, وكان يقول: » الخوف يمنعني الطعام والشراب «.
• قام محمد بن المنكدر ذات ليلة يصلي فمرَّ بآية فبكى واتصل بكاؤه ولم يسكت, وانعقد لسانُهُ عن الكلام، فخشيَ عليه أهلُهُ فدعو صديقاً له يُسمى أبا حازم, فلما جاءه هدأ ، فسأله: ما يبكيك ؟ قال : مررت بقوله تعالى: ) وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ(, فبكى أبو حازم معه, وأخذا يتجاوبان البكاء، فقال أهلُهُ : أتينا بك لتخفِّف عنه فزدْته
رد مع اقتباس
قديم 20-12-2011, 06:35 PM   #2
الأصيله
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 396
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جـــزآآآك آلله خــييــر’’’
الأصيله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-12-2011 , 06:35 PM
الأصيله الأصيله غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 396
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جـــزآآآك آلله خــييــر’’’
رد مع اقتباس
قديم 23-12-2011, 02:02 AM   #3
M7tar M3k
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,248
افتراضي رد: الاستعداد للموت

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
M7tar M3k غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-12-2011 , 02:02 AM
M7tar M3k M7tar M3k غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,248
افتراضي رد: الاستعداد للموت

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
رد مع اقتباس
قديم 24-12-2011, 06:17 PM   #4
التيار
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 56
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله كل خير
التيار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24-12-2011 , 06:17 PM
التيار التيار غير متواجد حالياً
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 56
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله كل خير
رد مع اقتباس
قديم 25-12-2011, 01:18 AM   #5
شماليه
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,242
افتراضي رد: الاستعداد للموت

الله يجزاك خير اللهم لا تشغلنا الا بطاعتك يارب العالمين ياارحم الراحمين
شماليه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-12-2011 , 01:18 AM
شماليه شماليه غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,242
افتراضي رد: الاستعداد للموت

الله يجزاك خير اللهم لا تشغلنا الا بطاعتك يارب العالمين ياارحم الراحمين
رد مع اقتباس
قديم 25-12-2011, 08:25 PM   #6
نور
رُوح لايمَسُـهَا عَـابِر
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,084
افتراضي رد: الاستعداد للموت

نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25-12-2011 , 08:25 PM
نور نور غير متواجد حالياً
رُوح لايمَسُـهَا عَـابِر
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,084
افتراضي رد: الاستعداد للموت

رد مع اقتباس
قديم 13-01-2012, 06:33 PM   #7
الأمير
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 49
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله خير
الأمير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13-01-2012 , 06:33 PM
الأمير الأمير غير متواجد حالياً
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 49
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله خير
رد مع اقتباس
قديم 14-01-2012, 01:35 AM   #8
rayeq
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 12,097
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله كل خير

وبارك فيك يالغااالي
rayeq غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14-01-2012 , 01:35 AM
rayeq rayeq غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 12,097
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله كل خير

وبارك فيك يالغااالي
رد مع اقتباس
قديم 19-01-2012, 07:56 PM   #9
المستثمرا لطويل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 281
افتراضي رد: الاستعداد للموت

يعطيك العافية
المستثمرا لطويل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19-01-2012 , 07:56 PM
المستثمرا لطويل المستثمرا لطويل غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 281
افتراضي رد: الاستعداد للموت

يعطيك العافية
رد مع اقتباس
قديم 09-02-2012, 06:26 PM   #10
خسران 2006
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 519
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله كل خير
خسران 2006 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-02-2012 , 06:26 PM
خسران 2006 خسران 2006 غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 519
افتراضي رد: الاستعداد للموت

جزاك الله كل خير
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 08:40 PM