بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
======
أما بعد فهذه الفتوى قد قرأتها أخواتي الفضليات فأحببت احضارها للاستفادة نفعنا الله بما فيها
ويل لمن كذب ليضحك الناس ويل له ويل له ويل له
لو
سمحت يلشيخ وليد هذا الحديث صحيح ام غير صحيح
وشكرا ويارب تكون بصحة وخير
بسم الله
الحمد لله.عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وهو معاوية بن حيدة القشيري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له)رواه الترمذي وأبوداود والنسائي وهو حديث حسن ,وقوى إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى .
وقد فهم بعض طلبة العلم من خلال هذا الحديث أن النكت والطرائف الغير حقيقية أنها حرام مادام أنها لم تقع وهذا فهم خاطئ وسنبينه في النقاط التالية:
أولا:ماهو الكذب ؟
هل هو الإخبار بخلاف الواقع أم الإخبار بشئ لم يحدث في الواقع ؟
الجواب :الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع وليس بشئ لم يحدث في الواقع ,مثال ذلك قوله تعالى (وضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا )الآية وهذا مثل لم يقع.وقوله تعالى (وهل أتاك نبؤ الخصم إذ تسوروا المحراب )الآية حيث قال أحدهما (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة )الآية .فأراد الملكان اختبار
نبي الله داود عليه السلام بشئ لم يقع أصلا.
ومن ذلك قول النحاة في كتبهم (ضرب زيد عمروا),وما يدرى من زيد ومن عمرو وهل ضربه أم لم يضربه .
فالطرائف أو النكت التي ليس لها أصل وتختلق تجوز بشروط:
1-ألا تكون عن شخص بعينه .
2-ألا تجرح مشاعر أو تؤذي مشاعر شخص أو طائفة من الناس .
3-ألا تقترن بكلام محرم فيه سخف .
4-أن يكون القصد منها الامتاع والمؤانسة .
فالنكت التي تقال في الصعايدة مثلا في أغلبها جائزة ولو لم تكن حقيقية لأن الصعايدة لايغضبون من هذه النكت بل هم ينشرونها ,والناس يعرفون أنها غير حقيقة
فلا مشكلة في ذلك ولا يكون هذا النوع من الطرائف مصداق من مصاديق الحديث المذكور في السؤال .
أما النكت التي فيها كذب على أشخاص معروفين كالنكت التي تلصق بشخصيات معينة لأجل التهكم والإضحاك فهي في غاية القباحة وهي داخلة في الحديث ,ومن الطرائف والنكت الجائزة المضحكة نكت تقال على ألسنة الحيوانات مثلا ,أو الطيور ,أو التي تتحدث عن الحمقى أو اهل المعاصي من غير تعيين شخص بعينه
فهذا تحرير القول في هذه المسألة ,وليعلم أن من أسباب الجنوح في الفكر تشابه الحقائق في صفاتها فتلتبس على البعض فيطلق القول بالتحريم فيقع في تأثيم
شريحة واسعة من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .والله الموفق .
ملحوظة : الشيخ هو وليد الجهمي