السرحان طفران
عثرت على قصيدة كوميدية للشاعر الكبير حسين سرحان في أوراقي
القديمة , وقد نشرها في صحيفة (( صوت الحجاز )) بتاريخ
13/6/1358 هـ . ووجدت فيها اشياء كثيرة يمكن أن نفهم من
خلالها ظروف الشاعر وارهاصاته , مع أنها فكهة . وكوميدية ..
الا أنها غنية . وتعكس أبعاد نفس تتألم , وقد يخالفه البعض في طريقة
ربطه المادة بالروح .. أو ارتباط النقود بالمشاعر .. ولست أريد أن
أعقب بل أنشر ــ هنا ــ القصيدة اعجابا بها .. وطمعا في أن يتأملها القاريء
جيداً
لا تعشقِـــيني فقد أٌَََََصبحتُ (( طفــــــــرانا ))
خَـــلاَ من الجيبِ ما قد كان مَــــــــــــــــــــلآنا
وأبهظتــني ديونٌ لا ســـــدادَ لهــــــــــــــــــــا
وبان من جَـــلَــدي مالم يكن بانَــــــــــــــــــــا
وبعتَُ كُتبي بوكسٍ ما ارتقبتُ بهـــــــــــــــــا
يُســــراً قريـــباً ولا استرفدتُ انسانَــــــــــــــا
صفرُ اليدينِ مقيمٌ فوق رابيـــــــــــــــــــــــــةٍ
أمامَ ( خندمةٍ ) يستلهمُ البانَــــــــــــــــــــــــا(1)
لو أنه صِفــرُ ذِهـــــنٍ غير صفر يــــــــــــدٍ
اذن لما هانَ منه اليوم ما هانَـــــــــــــــــــــــا
لوجِــئتِـــه عصر يومٍ وهو متكــــــــــــــــيءٌ
في المنحنى ممعنٌ في الفكرِ امعانَــــــــــــــــا
لارتَـــــبتِ في عقلـــهِ لولا تأملــــــــــــــــــهُ
ثم انقلبتِ وقد أفعمتِ أحزانَــــــــــــــــــــــا!!
(1) خندمة جبل بالمعابدة