مركز السوق السعودي - المســــــــتريح اللي من العقل مليان

بسم الله الرحمن الرحيم

فن التجاوز

فن لا يتقنه الا من اعطاه الله ثقة عظيمة بنفسه تظهر جليا بقدرة التحكم في اساليب حياته واعصابه

نعم

لن تستطيع هزيمة إنسان متصالح مع نفسه

فالشر والخير موجود على مدى العصور

فهنيئا لمن اجاد الخير في كل مواقف حياته ليرى جبال الاعمال والارصدة التي سيراها لاحقا

هنيئا لهذه القلوب التي تجيد التجاوز والتي ترفعت عن دروب الظلام

على سبيل المثال لا الحصر

حرب دامت حدود 40 سنة !!!!

بسبب خطأ يمكن تلافيه او زلة يمكن حلها
بفن التجاوز والاحسان

والامثلة كثيرة

((( حرب البسوس )))

في الجاهلية، وفي شبه الجزيرة العربية تحديدا، حيث تتربع القَبَلية على عرش القوة، حلت البسوس ضيفة على ابن أختها؛ جسّاس، واصطحبت ناقتها وأطلقتها في المراعي. لم يُعجب كُليب -ملك القبائل العربية آنذاك- أن يُكرم جسّاس ضيفا دون علمه، فكانت هذه أول مُخالفة قام بها جسّاس، أمر كُليب -حينها- بإعادة الناقة إلى المراعي غير المُخصصة، الأمر الذي لم تكترث له البسوس مما دفعها لأن تُطلق ناقتها في اليوم التالي وكأن شيئا لم يكُن. حين رأى كليب الناقة مرة أخرى، غضب غضبا شديدا ورفع سهمه وضرب الناقة فوقعت ميتة. حين علمت البسوس بمقتل ناقتها، أخذت تُقلل من قيمتهم، وبأنهم غير قادرين على حماية ضيوفهم، الأمر الذي أثار حفيظة جساس ودفعه لمواجهة كليب. وانتهت المواجهة بسهم من جسّاس أصاب كليب بمقتل، فبدأت حرب البسوس -أطول حرب في تاريخ العرب- التي قادها الزير سالم -أخو كليب- لمدة أربعين سنة بين قبيلتي أبناء العمومة بكر وتغلب بسبب ناقة!

إن ما فعله الزير سالم نفعله كثيرا في علاقاتنا، لو تحلّى بقليل من الحكمة
لما حدث كل هذا لمدة أربعين سنة. كليب لم يتجاوز خطأ جساس، وجساس لم يتجاوز خطأ كليب، والمهلهل لم يتجاوز موت أخيه، وتوقفت حياته عند هذه النقطة وأخذ يحوم حولها، وجعلها نقطة البداية والنهاية، المركز وما حوله وانتهت بموته. ولعلّنا نخطئ الخطأ نفسه في علاقاتنا التي تنتهي بخلاف، بموت، أو بانفصال.

تخيلوا العقل المليان
بترك الناقة في المراعي ماذا سينقص !!، حروب تُكلّف الكثير منا. فلماذا لا نختار التجاوز والغفران؟ ولماذا نختار أن نقف عند الأخطاء ولا نغفر، أن نقف عند الموت ونُشل؟ هل اختيار الخوض في الحروب النفسية التي تُصاحب خلافاتنا أو خساراتنا أسهل من أن نتجاوزها؟

هنا نقف على قصص كثيرة
كان بالامكان التجاوز فيها

تجاوز وتغافل
فالقلوب النظيفة تجيد البداية الحسنة
لنهاية سيئة.

فهنيئا لاهل العقول المليئة بالحكمة

وفق الله الجميع لمكارم الاخلاق