قال ابن قدامة رحمه الله : واعلم أن أسعد الناس وأحسنهم حالًا في الآخرة ، أقواهم حبًّا لله تعالى ، فإن الآخرة معناها القدوم على الله تعالى ودركُ سعادة لقائه . • وأصل الحب لا ينفك عن مؤمن ، وأما قوة الحب واستيلاؤه ، فذلك ينفك عنه الأكثرون ، وإنما يحصل ذلك بشيئين : • أحدهما : قطع علائق الدنيا ، وإخراج حب غير الله من القلب ، فأحد أسباب ضعف حبّه ، قوة حب الدنيا ، وبقدر ما يأنس القلب بالدنيا ، ينقص أنسه بالله ، والدنيا والآخرة ضرتان ، وسبيل قطع الدنيا عن القلب سلوك طريق الزهد ، وملازمة الصبر ، والانقياد إليهما بزمام الخوف والرجاء . • السبب الثاني لقوة المحبة : معرفة الله تعالى : فإذا حصلت المعرفة تبعتها المحبة ، ولا يوصل إلى هذه المعرفة بعد انقطاع شواغل الدنيا من القلب إلا الفكر الصافي ، والذكر الدائم ، والتشمير في الطلب ، والاستدلال عليها (المعرفة) بأفعاله سبحانه : وأقل أفعاله الأرض وما عليها ، بالإضافة إلى الملائكة وملكوت السموات . •• فاعلم أن الناس مشتركون في أصل الحب ، لكنهم يتفاوتون لتفاوت المعرفة ، فكــثيــرٌ من الناس ليس لهم من معرفة الله تعالى إلا الصفات والأسماء التي قرعت مسامعهم ، والعاِلمُ البصير يُطالع تفصيل صنع الله تعالى حتى يرى ما يُبهر عقله ، فتزدادُ عظمة الله في قلبه ، فيزدادُ حبًا له. 📚 مختصر منهاج القاصدين ٤٦-٤٥-٣٤٤ |
رد: قال ابن قدامة رحمه الله : جزاك الله خير ابوشهد |
رد: قال ابن قدامة رحمه الله : جزاك الله خير ابوشهد |
رد: قال ابن قدامة رحمه الله : بارك الله فيك على هالوقفه |
رد: قال ابن قدامة رحمه الله : ولكم مثل الجزاء وبارك الله فيكم جيمعا |
الساعة الآن 12:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir