مركز السوق السعودي

مركز السوق السعودي (https://mrkazksa.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (https://mrkazksa.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ... (https://mrkazksa.com/vb/showthread.php?t=94239)

ابوبيان 08-07-2017 11:58 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
https://www.youtube.com/watch?v=LbLi5Zzr4hU

ابوبيان 12-07-2017 11:17 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
فإن الله تعالى لم يخلقنا عبثاً ولم يتركنا سدى كما قال تعالى {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } وقال تعالى { أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} بل خلَقَنا اللهُ لنوحده بالعبادة كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وأرسل إلينا خير رسله وأنزل علينا خير كتبه وشرع لنا أحسن شرائعه {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
فهذه الدنيا التي نحن فيها هي دار اختبار وابتلاء كما قال تعالى {الذي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } فالسعيد من اغتنم هذه الفرصة فعبد الله وحده وتبرأ من الشرك وأهله . واتقى ربه في سره وجهره، وعمل عملاً صالحاً ينفعه يوم لقاء ربه.
والشقي من فرّط فيها، وانشغل بزهرة الدنيا وملاهيها، فأشرك مع الله إلها آخر، أو أحدث في الدين ما لم يأذن به الله عز وجل، أو دنس نفسه بالموبقات أو ضيع العمر مصراً على المعاصي والسيئات.
عباد الله:
إن مما يعين العبد على الاستقامة في هذه الدنيا أن يواظب على محاسبة نفسه ومراجعة عمله كما قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
فلنكثر محاسبة أنفسنا بأن يستعرض كل منا سيرته وعمله على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فينظر هل هو على ما يرضي الله من التوحيد والسنة والسلامة من الشرك والبدعة وهل هو قائم بالواجبات تارك للمحرمات، وهل هو من المتزودين من السنن والمستحبات، التاركين للمكروهات والمشتبهات.
عباد الله إن المحتضَر إذا عاين الدار الآخرة لم يتمنّ شيئاً من الدنيا وإنما يتمنى أن يمهل قليلاً ليعمل صالحاً كما قال تعالى {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } وقال تعالى {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ } نعم يتمنون العودة للدنيا ولكنها أمنية بعيدة المنال، وطلب لا يجابون إليه بحال، وها نحن في المهلة التي يتمناها كل محتضر مفرّط فلنغتمها قبل فوات الأوان بعمارتها بالإيمان الخالص والعمل الصالح.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
أما بعد:
فإن هذه الدنيا دار عمل ولا حساب فيها وإن الآخرة دار حساب ولا عمل فيها فمن حاسب نفسه في الدنيا واستعد لما بعد الموت بالبر والتقوى ثقّل الله ميزانه ويمّن كتابه ويَسّر حسابه، ومن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني خف ميزانه وتعسّر حسابه وأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا }
اللهم اجعلنا ممن يأخذ كتابه بيمينه فيحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله في الجنة مسروراً، اللهم لا تجعلنا ممن يؤتى كتابه وراْء ظهره فيحاسب حساباً عسيراً ويدعو ويلاً وثبوراً ويصلى عذاباً سعيراً إنك أنت الغفور الرحيم

ابوبيان 12-07-2017 11:35 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
الساعة -
يوم القيامة يقول الله سبحانه وتعالى:
(الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ)،
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن يوم القيامة، فقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى يوم القيامة، وما فيه من أحداث.

كيف يوم القيامة:

لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن يوم القيامة وأهواله فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) سورة الحج،1-2،
وإلى غير ذلك من الآيات التي تدلّ على شدّة هول الأمر وفظاعته، ولذلك يكون المؤمن الذي بُشّر بالجنّة في قبره خائفاً وَجِلاً في الموقف، وحتى الأنبياء والمرسلون الذين يكونون في ظلّ الرّحمن في يوم القيامة فإنّهم يخافون من هول المشهد، ويفزع النّاس إليهم ليطلبوا من الله تعالى أن يفصل بينهم ويقضي، فكلّ منهم يقول نفسي نفسي.

وأمّا المؤمن فإنّه حين يأخذ كتابه بيمينه فلا يعلم حينها مصير سيّئاته، وهل سترجح على حسناته أم لا، وإن رجحت حسناته فإنّه لا يدري أيضاً ما يكون حاله على الصّراط، والنّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يكون قائماً على الصّراط، وهو يقول: (ربّ سلم سلم، وذلك حتّى تعجز أعمال العباد، ويجيئ الرّجل ولا يستطيع السّير إلا زحفاً) ر رواه مسلم ، وفي الصّحيحين:
(يضرب الصّراط بين ظهري جهنّم، فأكون أنا وأمّتي أوّل من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرّسل، ودعوى الرّسل يومئذ اللهم سلم سلم).

وبعد الصّراط ينتظر النّاس القصاص على قنطرة المظالم، وذلك كما في الحديث الذي رواه البخاري، عن أبي سعيد الخدري، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (إذا خلص المؤمنون من النّار، حبسوا بقنطرة بين الجنّة والنّار، فيتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنّة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنّة أدلّ بمنزله كان في الدّنيا). قال الإمام القرطبي - رحمه الله - عن الصّراط في كتابه التذكرة: تفكّر الآن فيما يحلّ بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصّراط ودقته، ثمّ وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثمّ قرع سمعك شهيق النّار وتغيّظها، وقد كلفت أن تمشي على الصّراط، مع ضعف حالك واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدّة الصّراط ، فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك، فأحسست بحدّته واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثّاني، والخلائق بين يديك يزلون، ويتعثرون، وتتناولهم زبانية النّار بالخطاطيف والكلاليب، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم وتعلو أرجلهم، فيا له من منظر
ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجال ما أضيقه، فاللهم سلم سلم.

وإنّ من ينجو من مرحلة معيّنة من الحساب فإنّه لا يدخل الجنّة مباشرةً، وذلك حتى يمرّ بباقي المراحل، إلا أنّه قد ورد النّص على أنّ بعض النّاس قد يُعفى من شيء منها، مثل أولئك الذين يدخلون الجنّة بغير حساب، لكنّهم سيمرّون على الصّراط، وحاصل ما ذكره العلماء في مراحل يوم القيامة ما يلي: حشر الخلائق جميعاً إلى الموقف العظيم، الشّفاعة العظمى، أخذ الكتاب بالأيمان والشّمائل، الميزان، الحوض، المرور على الصّراط، المرور على قنطرة المظالم، دخول الجنّة أو النّار.

(1) علامات يوم القيامة قال سبحانه وتعالى: (اقتربت السّاعة وانشقّ القمر) سورة القمر،1 ،
وقال سبحانه وتعالى: (فهل ينظرون إلا السّاعة أن تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطها) سورة امحمد،18 ، أي جاءت علاماتها وأماراتها، قال الإمام البغوي رحمه الله: وكانت بعثة النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - من أشراط السّاعة، ولقد أكثر النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - من ذكرها، وذلك لأنّ أمرها يعتبر شديداً، وشأنها عظيماً، وقد فصّلها النّبي -
صلّى الله عليه و سلّم - وذكر أماراتها، وأخبرنا عمّا سيأتي بين يديها من الفتن، ونَبّهَ الأمّة إلى ذلك، وحذّرهم ليتأهبوا لذلك.

وأمّا عن موعد السّاعة فإنّه ممّا انفرد الله عزّ وجلّ بعلمه، وقام بإخفائه عن العباد، وذلك لأجل مصلحتهم، وذلك لكي يكونوا على استعداد دائماً، قال العلماء:
(علامات القيامة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم ظهر وانقضى، وهو الأمارات البعيدة، وقسم ظهر ولم ينقض، بل لا يزال في زيادة، والقسم الثّالث هي الأمارات الكبيرة التي تعقبها السّاعة، فمن العلامات التي انقضت بعثة النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - حيث قال:" بعثت أنا والسّاعة كهاتين، وأشار إلى إصبعيه السّبابة والوسطى) رواه البخاري،
ومن القسم الثّاني الذي لم ينقض ما أخبر عنه الرسول - صلّى الله عليه وسلّم - في أحاديث كثيرة كقوله: (لا تقوم السّاعة حتى يكون أسعد النّاس بالدّينا لكع بن لكع)، رواه أحمد، ومنها: موت العلماء، وكثرة القتل، وفشو الجهل، وكثرة الفتن، وكثرة الزّلازل، ومنها التشبّه بالكفار، واستفاضة المال وفشو المنكرات، وفشو الرّبا، والزّنا، وخروج المتبرّجات، وغير ذلك، واشتغال رعاة الإبل البهم بالتطاول في البنيان،
وأمّا القسم الثّالث: وهي الأمارات العظام، والأشراط الجسام التي تعقبها السّاعة مباشرةً فمنها: خروج الدّجال، ونزول عيسى بن مريم، وخروج المهدي، وخروج الدّابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشّمس من مغربها.

(2) تقسيم علامات الساعة لقد قام العلماء بتقسيم علامات السّاعة حسب ظهورها إلى:
(3) علامات السّاعة التي ظهرت وانقضت، وهي جزء من علامات السّاعة الصّغرى.
علامات السّاعة التي ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار في الظهور إلى يومنا هذا.

علامات السّاعة التي تظهر قبيل علامات السّاعة الكبرى المألوفة، وهي: ظهور الرّايات السّود، موطئةً لخروج المهدي. انحسار نهر الفرات عن كنز من ذهب، واقتتال النّاس عليه.

المعارك التي تنشب بين المهدي وأعدائه، وآخرها الخسف الذي يحل بجيش السّفياني على مشارف مكّة
(ذي الحليفة). ظهور المهدي كقائد للمسلمين، وقدوم أبدال الشام وعصائب أهل العراق كمبايعين له.

علامات السّاعة الكبرى وتقسم إلى قسمين:
العلامات المألوفة لنا: وهي ظهور الدّجال، ونزول عيسى بن مريم، وخروج يأجوج ومأجوج.
العلامات غير المألوفة: وهي طلوع الشّمس من المغرب، وخروج الدّابة، والدخان، والخسوفات.
أحداث أخرى: مثل تخريب الكعبة، وترك المدينة النّبوية، ورفع القرآن من المصاحف. آخر من تقوم عليهم السّاعة
ثمّ نهاية العالم.

ابوبيان 12-07-2017 11:40 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
اليَوْمُ الآخِرُ
هُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ وَأوَّلُهُ مِنْ خُرُوجِ النَّاسِ مِنْ قُبُورِهِم إلى اسْتِقْرَارِ أهْلِ الجنَّةِ فِي الجَنَّةِ وأهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ، وَفي ذلِكَ اليومِ تدْنُو الشَّمْسُ مِنْ رُؤُوسِ العِبَادِ وَتَحْصُلُ فِيهِ أحْوَالٌ صَعْبَةٌ يَنْجُو مِنْها المؤْمِنُونَ الأتْقِيَاءُ، ويُجْمَعُ النَّاسُ للحِسَابِ فَتُعْرَضُ عَلَيْهِمْ أعْمالُهُمْ سَوَاءٌ كَانَتْ خَيْرًا أم شَرًّا، وتُوزَنُ أعْمَالُهُم بِميزانٍ فَتُوضَعُ الحَسَنَاتُ في كَفَّةٍ والسَّيّئاتُ في الكفّةِ الأخْرى.

البعْثُ
وَهُوَ انْشِقَاقُ القُبُورِ وَخُرُوجُ النَّاسِ منها للحِسَابِ بَعْدَ إعَادةِ الأجْسَادِ التي أكَلَهَا التُّرَابُ، وَهِيَ أجْسَادُ غَيْرِ الأنْبِياءِ والشُّهَدَاءِ، فَهؤُلاءِ لا يأْكُلُ التُّرَابُ أجْسَادَهُمْ، وَكَذلِكَ بعْضُ الأوْلِيَاءِ لا يَأكُلُ التُّرَابُ أجْسَادَهُمْ.

الحَشْر
وَيَكُونُ بَعْدَ البَعْثِ حَيْثُ يُجْمَعُ الناسُ إلى مكانٍ ليُسألوا عَنْ أعْمَالِهِم التِي عَمِلُوهَا، وَهذَا المَكَانُ هُوَ الأرْضُ المبَدَّلَةُ فهذه الأرْضُ التي نَعِيشُ عَلَيْهَا تُدَكُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُقُ اللهُ أرْضًا أخْرَى لا جِبَالَ فيها ولا وِدْيَانَ.

والناس في الحَشْرِ يَكُونُون على ثَلاثَةِ أقْسَامٍ
١ــ قسمٌ يُحْشَرُونَ طَاعِمِينَ رَاكِبِينَ كَاسِينَ، وَهُمُ الأتْقِيَاءُ أي الّذِينَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا يُؤَدُّونَ الوَاجِبَاتِ وَيَجْتَنِبُونَ المحَرَّمَاتِ.

٢ــ وَقِسْمٌ يُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً، وَهُمُ المسْلِمُونَ مِنْ أهْلِ الكَبائِرِ

٣ــ وَقِسْمٌ يُحْشَرُونَ وَهُمْ يُجَرُّونَ عَلَى وُجُوههِم وهؤلاء هُمُ الكفَّارُ، وَقَدْ وَرَدَ في عَذَابِ المتَكَبّرِينَ الّذِينَ يَتَكَبَّرونَ على عِبادِ اللهِ أنهُمْ يُحْشَرُونَ بِحَجْمِ النَّمْلِ الصَّغِيرِ بِصُورَةِ بَنِي ءآدَمَ فَيَدُوسُهُمُ النَّاسُ بِأقْدَامِهِمْ إهَانَةً لَهُم وَلا يَمُوتُونَ.

ابوبيان 12-07-2017 11:54 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
أَحِبَّتِى مَواقِفُ القِيامَةِ خَمْسُونَ مَوْقِفًا كُلُّ مَوْقِفٍ مِقْدارُهُ أَلْفُ سَنَةٍ مِنْ سَنَواتِ الدُّنْيا قالَ تَعالى ﴿ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤) ﴾ سُورَةُ الْمَعارِجِ. لَكِنَّ هَذِهِ الْمُدَّةَ الطَّويلَةَ تَكُونُ عَلى التَّقِيِّ مِقْدارَ صَلاةِ الفَريضَةِ فَفِى صَحيحِ ابْنِ حِبَّانَ عَنْ رَسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ “يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسينَ أَلْفَ سَنَةٍ” فَقيلَ لَهُ “ما أَطْوَلَ هَذا اليَوْمَ” فَقالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ “وَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلى المُؤْمِنِ (أَيِ الكامِلِ) حَتَّى يَكونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صلاَةٍ مَكْتوبَةٍ يُصَلِّيها في الدُّنْيا” اهـ فَمَنْ صَبَرَ فى الدُّنْيا عَلى أَداءِ الواجِباتِ وَٱجْتِنابِ الـمُحَرَّماتِ يَقْصُرُ انْتِظارُهُ فى ذَلِكَ اليَوْمِ، فَٱحْرِصْ أَنْ تَكونَ مِنْ أُولَئِكَ الـمُؤْمِنينَ ما بَقِىَ لَكَ نَفَسٌ مِنْ عُمْرِكَ، وَٱعْمَلْ فى أَيّامٍ قِصارٍ لِأَيَّامٍ طِوالٍ تَرْبَحْ رِبْحًا لا مُنْتَهى لِسُرُورِهِ، إِنْ صَبَرْتَ عَنِ الـمَعاصِى فى الدُّنْيا لِتَخْلَصَ مِنْ عَذابِ يَوْمٍ مِقْدارُهُ خَمْسونَ أَلْفَ سَنَةٍ يَكُنْ رِبْحُكَ كَثيرًا وَتَعَبُكَ فى الدُّنْيا بِالنِّسْبَةِ لِمَا تَرْبَحُ فى الآخِرَةِ يَسيرًا.

إِخْوَةَ الإِيمانِ يَوْمُ القِيامَةِ يَبْدَأُ مِنْ بَعْثِ الأَجْسادِ إِلى اسْتِقَرارِ أَهْلِ الجَنَّةِ في الجَنَّةِ وَأَهْلِ النّارِ في النّارِ وَالبَعْثُ هُوَ خُرُوجُ الـمَوْتَى مِنَ القُبورِ بَعْدَ إِعادَةِ الجَسَدِ الَّذي أَكَلَهُ التُّرابُ إِنْ كانَ مِنَ الأَجْسادِ الَّتي يَأْكُلُها التُّرابُ وَهِيَ أَجْسادُ غَيْرِ الأَنْبِيَاءِ لِقَوْلِهِ صَلّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ “إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسادَ الأَنْبِيَاءِ” اهـ وَكَذَلِكَ شُهَداءُ الـمَعْرَكَةِ الَّذينَ ماتُوا في قِتالِ الكُفّارِ وَبَعْضُ الأَوْلِيَاءِ لاَ تَأْكُلُ الأَرْضُ أَجْسادَهُمْ لِمَا تَواتَرَ مِنْ مُشاهَدَةِ ذَلِكَ.

ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَكُونُ الحَشْرُ أَيِ الجَمْعُ أَيْ جَمْعُ النَّاسِ إِلى أَرْضِ الـمَحْشَرِ قالَ تَعالى ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٤٧)﴾ سورَةُ الكَهْفِ. أَيْ جَمَعْناهُمْ إِلى الْمَوْقِفِ فَلَمْ نَتْرُكْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَيَكونُ حَشْرُ النّاسِ عَلى ثَلاثَةِ أَقْسامٍ قِسْمٌ كاسُونَ راكِبُونَ عَلى نُوقٍ رَحائِلُها مِنْ ذَهَبٍ طاعِمُونَ شارِبُونَ وَهُمُ الأَتْقِيَاءُ وَقِسْمٌ حُفاةٌ عُراةٌ وَهُمُ العُصاةُ وَقِسْمٌ يُحْشَرونَ حُفاةً عُراةً عَلى وُجوهِهِمْ وَهُمُ الكُفّارُ فَفِي مُسْنَدِ الإِمامِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ “إِنَّ الصَّادِقَ الْـمَصْدُوقَ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسلمَ حَدَّثَنِي أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عَلى ثَلاَثَةَ أَفْوَاجٍ فَوْجٌ رَاكِبِينَ طَاعِمِينَ كَاسِينَ وَفَوْجٌ يَـمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ وفَوْجٌ تَسْحَبُهُمُ الـمَلائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَتَحْشُرُهُمْ إِلى النَّار” اهـ

وَفي سُنَنِ النَّسائِيِّ أَيْضًا عَنْ عائِشَةَ رَضِىَ اللهُ عَنْها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قَالَ يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ حُفَاةً عُراةً غُرْلاً (أي بعضهم) فَقالَتْ عائِشَةُ فَكَيْفَ بِالعَوْرَاتِ قَالَ ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)﴾ سورَةُ عَبَسَ اهـ، وَقَدْ صَحَّ أَيُّها الأَحِبَّةُ أَنَّ الشّامَ هِيَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ فَيَخْرُجُ النّاسُ مِنْ قُبورِهِمْ ويُوَجَّهُونَ إِلى بِلادِ الشّامِ ثُمَّ يُنْقَلونَ عِنْدَ دَكِّ الجِبالِ إِلى ظُلْمَةٍ عِنْدَ الصِّراطِ ثُمَّ يُرَدُّونَ بَعْدَ تَبْديلِ صِفاتِ الأَرْضِ إِلى الأَرْضِ الـمُبَدَّلَةِ وَهِيَ أَرْضٌ بَيْضاءُ كَالفِضَّةِ لَيْسَ عَلَيْها شَجَرٌ وَلا وِهادٌ وَلا جِبَالٌ وَعَلَيْها يَكونُ الحِسابُ أَيْ عَلَى الأَرْضِ الـمُبَدَّلَةِ يَكونُ عَرْضُ الأَعْمالِ عَلى العِبادِ كُلُّ واحِدٍ يُعْرَضُ عَلَيْهِ ما عَمِلَ في الدُّنْيا ثُمَّ يُجْزَوْنَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلى حَسَناتِهِمْ بِالنَّعيمِ الـمُقيمِ وَعلى سَيِّئاتِهِمْ بِالعَذابِ الأَلِيمِ.

وَمِنْ مَواقِفِ ذَلِكَ اليَوْمِ العَظيمِ مَوْقِفُ وَزْنِ الأَعْمالِ، فَقَدْ أَخْبَرَنا اللهُ أَنَّ أَعْمالَ العِبادِ تُوزَنُ يَوْمَ القِيامَةِ، يَقولُ اللهُ سُبْحانَهُ ﴿وَالوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ الذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (٩)﴾ سورَةُ الأَعْرافِ. وَالـمِيزانُ الَّذي تُوزَنُ عَلَيْهِ الأَعْمالُ ذَلِكَ اليَوْمَ شَبِيهٌ بِميزانِ الدُّنْيا فَلَهُ قَصَبَةٌ وَكَفَّتانِ لَكِنَّهُ عَظيمُ الجِرْمِ كَبِيرُ الحَجْمِ فَتُوضَعُ الحَسَناتُ في كَفَّةٍ وَالسَّيِّئاتُ في كَفَّةٍ ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦)﴾ سورَةُ القارِعَةِ أَيْ مَنْ رَجَحَتْ حَسَناتُهُ عَلى سَيِّئاتِهِ ﴿فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (٧)﴾ فَأُولَئِكَ هُمُ الـمُفْلِحونَ أَفْلَحُوا وَظَفِرُوا وَرَبِحُوا لِأَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِلا عَذابٍ حَيْثُ العِيشَةُ الـمَرْضِيَّةُ ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨)﴾ أَيْ رَجَحَتْ سَيِّئاتُهُ عَلى حَسَناتِهِ أَوْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَناتٌ بِالْمَرَّةِ وَهُوَ الكافِرُ ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩)﴾ أَيْ فَمَصِيرُهُ إِلى جَهَنَّمَ وَسُمِّيَتْ هاوِيَةً لِأَنَّهُ يَهْوِي فِيها مَعَ بُعْدِ قَعْرِها فَأَمَّا الكافِرُ فَيَصِلُ إِلى القَعْرِ وَأَمّا الـمُسْلِمُ الَّذِى يُعَذَّبُ فِيها فَلا يَصِلُ إِلَيْهِ ﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (۱۰)﴾ سورَةُ القارِعَةِ تَعْظيمٌ لِشِدَّتِها فَقَدْ وَرَدَ فى الحَديثِ أَنَّهُ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ (۱۱)﴾ سورَةُ القارِعَةِ أَىْ حارَّةٌ انْتَهَى حَرُّها فَنَارُ الدُّنْيا جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْها كَمَا في الحَدِيثِ الَّذِى رَواهُ البُخارِىُّ وَغَيْرُهُ.

فَالْمُؤْمِنُ الَّذي وُزِنَتْ أَعْمالُهُ فَرَجَحَتْ سَيِّئاتُهُ عَلى حَسَناتِهِ فى خَطَرٍ شَديدٍ إِذْ هُوَ تَحْتَ خَطَرِ الـمَشِيئَةِ إِنْ شاءَ اللهُ عَذَّبَهُ فى النّارِ عَذابًا أَليمًا وَإِنْ شاءَ عَفَا عَنْهُ وَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ لَكِنَّهُ إِذا دَخَلَ النّارَ بِمَعاصِيهِ فَلا بُدَّ أَنْ يَخْرُجَ مِنْها بَعْدَ مُدَّةٍ بِسَبَبِ إِيمانِهِ كَما جاءَ فى الحَديثِ “يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قالَ لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَفى قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمانٍ” اهـ رَواهُ البُخَارِىُّ.

إِخْوانِي سَتَأْتِي لَحْظَةٌ يَقِفُ كُلٌّ مِنّا فيها حَيْثُ تُوضَعُ أَعْمالُهُ عَلى الـمِيزانِ وَهُوَ يَنْظُرُ وَيَنْتَظِرُ حُكْمَ اللهِ فيهِ، فَما أَصْعَبَها مِنْ لَحْظَةٍ في ذَلِكَ اليَوْمِ الَّذي تَذْهَلُ فيهِ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرى النّاسَ سُكارَى وَما هُمْ بِسُكارَى وَلَكِنَّ عَذابَ اللهِ شَديدٌ ذَلِكَ اليَوْمَ الَّذي تَشَقَّقُ فيهِ السَّمَواتُ وَتَشْتَعِلُ فيهِ البِحارُ فَٱعْمَلْ أَخي وَٱجْتَهِدْ في الطّاعاتِ وتَعَلَّمْ وعَلِّمِ الخَيْراتِ فَإِنَّ الدُّنْيا دارُ العَمَلِ وَالآخِرَةَ دارُ الجَزاءِ عَلى العَمَلِ، وَقَدْ رَوى البُخَارِىُّ عَنْ سَيِّدِنا عَلِىٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قالَ “ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً وَٱرْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلا عَمَلَ” اهـ.

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ ماجَهْ عَنْ شَدّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ “الكَيِّسُ مَنْ دانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالعاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَواها وَتَمَنَّى عَلى اللهِ” اهـ الكَيِّسُ أَيِ العَاقِلُ الـمُتَبَصِّرُ فِي الأُمُورِ النَّاظِرُ فِي العَوَاقِبِ مَنْ دانَ نَفْسَهُ أَىْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ القِيامَةِ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَيْ عَمِلَ العَمَلَ الَّذِى يَنْفَعُهُ فى الآخِرَةِ أَىِ الطاعاتِ وَتَرَكَ ما يَضُرُّهُ فيها أَيِ الْمُحَرَّماتِ وَالعاجِزُ وَهُوَ الَّذى غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ فَقَصَّرَ في طاعَةِ اللهِ رَبِّ العالَمِينَ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَواها أَيْ جَعَلَهَا تَابِعَةً لِهَوَاهَا فَلَمْ يَكُفَّهَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَلَمْ يَمْنَعْهَا عَنِ الوُقوعِ فى الْـمُحَرَّمَاتِ وَتَمَنَّى عَلى اللهِ أَيْ يُذْنِبُ وَيَتَمَنَّى الجَنَّةَ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ وَإِنَابَةٍ.

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا عَنْ أَميرِ الـمُؤْمِنينَ سَيِّدِنا أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهُ أَنَّهُ قالَ “حاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحاسَبُوا، وَزِنُوا أَعْمالَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَإِنَّما يَخِفُّ الحِسابُ يَوْمَ القِيامَةِ عَلى مَنْ حاسَبَ نَفْسَهُ في الدُّنْيا، وَتَزَيَّـنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ” أَىْ عَرْضِ الأَعْمالِ في الآخِرَةِ وَهُوَ عَلى ما قالَ تَعالى ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (۱۸)﴾

ابوبيان 12-07-2017 12:02 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
قلنا... إن من الناس من يأخذ كتابه بيمينه ويحاسبه الله حسابا يسيرا ومن الناس من يأخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره ويحاسبه الله حسابا عسيرا ومن الناس من يدخل إلى الجنة مباشرة بغير حساب ولا عذاب ...
فهل يا ترى بانتهاء الحساب تنتهي أهوال القيامة؟!!
كلا!!!!!!!!!!! بل إذا انقضى الحساب أمر الله جل وعلا أن ينصب الميزان فإن الحساب هو لتقريرالأعمال والميزان لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بحسبها وليظهر عدل الله للبشرية كلها في ساحة الحساب فتوزن أعمال المؤمن لإظهار فضله وتوزن أعمال الكافر لإظهار خزيه وذله على رءوس الأشهاد قال عز وجل...... وما ربك بظلام للعبيد....
والله أسأل أن يثقل موازيننا يوم نلقاه ..إنه ولي ذلك ومولاه
المـــــيزان


الميزان ....على صورته وكيفيته التي يوجد عليها هو من الغيب الذي أمر الصادق المصدوق أن نؤمن به من غير زيادة ولا نقصان وهذه هي حقيقة الإيمان ويا خسران من كذب بالغيب وأنكر وضع الميزان وقدح في آيات الرحيم الرحمن واستهزأ بكلام سيد ولد عدنان ثم تطاول فقال قولة ملحد خبيث جبان... لا يعرف معني الايمان ويتجرء علي الله ويقول .... الميزان لا يحتاج إليه إلا البقال أو الفوال!!!!!!! فهذا حري بأن يكون ممن لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا لأنه بجهله وغبائه وانغلاق قلبه ظن أن ميزان الآخرة كميزان الدنيا ومن البديهي أن جميع أحوال الآخرة لا تكيف أبدا ولا تقاس البتة بأحوال الدنيا..
ولقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله إجماع أهل السنة على الإيمان بالميزان وأن الميزان له لسان وكِفتان وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية المشهورة والذي دلت عليه السنة أن ميزان الأعمال الذي توزن به الأعمال يوم القيامة له كفتان حسيتان مشاهدتان والله أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات
لا يعلم حقيقة وطبيعة وكيفية الميزان إلا الملك الرحمن وإلا فهل تستطيع أن تتصور ميزانا يوضع في يوم القيامة يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ...لو وزنت فيه السماوات والأرض لوزنهما؟ وكيف تتصور هذا الميزان؟قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال .....يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزنت فيه السماوات والأرض لوسعت فتقول الملائكة إذا رأت الميزان.... يا رب..... لمن يزن هذا؟ فيقول الملك جل وعلا لمن أشاء من خلقي.... فتقول الملائكة... سبحانك.... ما عبدناك حق عبادتك...
. فإذا رأت الملائكة الميزان عرفت أنها ما عبدت الرحمن حق عبادته. وهذا من شدة الرعب والهول... فإن مشهد الميزان من أرهب مشاهد القيامة فالميزان حق
تخيل الملائكه الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون عندما يرو الميزان يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبدتك .. ما وفيناك يارب عبادتك ...رغم ان الملائكه جالسون للذكر فقط فمنهم المسبح ومن المستغفر ومنهم الذاكر ومنهم القائم ومنهم الخاشع ...سبحان الله رغم ذلك كله يقولن ما عبدناك حق عبادتك ...فماذاانت فاعل وماذا تقول ؟
قال جل وعلا........ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ
قال جل وعلا....... فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
فمن ثقل ميزانه ولو بحسنة سعد سعادة لا شقاوة بعدها أبدا ومن خف ميزانه ولو بسيئة شقي شقاوة لا سعادة بعدها أبدا أما من استوت موازينه بأن تساوت حسناته مع سيئاته فهؤلاء على الراجح هم أهل الأعراف الذين يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار وهؤلاء قصرت بهم سيئاتهم فلم يدخلوا الجنة، ومنعتهم حسناتهم من أن يدخلوا النار فحبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فإذا التفت أهل الأعراف إلى أهل الجنة سلموا عليهم،
قال جل وعلا...... وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
اذن أقسام الموازين ثلاثــــــــــــــــــــــــه ..



1- من ثقل ميزان بالحسنات ......
2- من خف ميزانه من الحسنات .....
3- من تساوت سيئاته مع حسناته.....
فلا تحتقر أي عمل صالح وإن قل وألا تستهين بمعصية وإن صغرت فبحسنة واحدة قد يثقل الميزان وبسيئة واحدة قد يخف الميزان بل بكلمة واحدة قد تنال رضوان الرحمن وبكلمة واحدة قد تنال سخط الجبار سبحانه وتعالى
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم....
وقال صلي الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقي اخاك بوجه طليق ..... وقال ايضا اتقوا النار ولو بشق تمره ...
فلا تحتقر اي عمل تفعله او اي كلمه تقولها .....فقد يستهين كثير منا بخطورة الكلمة وكم من كلمات أشعلت حروبا بين أمم ودول.....بل بكلمة يهدم بيت.... وبكلمة يدخل المرء دين الله... وبكلمة يخرج المرء من دين الله... وبكلمة يستحل الرجل فرج امرأة....وبكلمة يحرم عليه فرجها.. فالكلمة لها خطرها في دين الله..... فبكلمة تنال الرضوان.....وبكلمة قد يتعرض المرء لسخط الرحمن..... فحسنة قد تدخل العبد الجنة.... لأنها تثقل ميزانه.... وسيئة قد تدخل العبد النار.... لأن بها يخف ميزانه عند الملك القهار جل وعلا........لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق.... فلا تقل: هذا عمل بسيط.... وهذه طاعة صغيرة أو حقيرة فكم من عمل صغير عظمته النية وكم من عمل عظيم صغرته النية فلو تصدقت بجنيه واحد لله والله يعلم فقرك ويعلم منك حاجتك له... فربما سبق جنيهك هذا ملايين الجنيهات لغيرك من الأغنياء... والله أعلم بحالك وحالهم............ فلا تحقرن من المعروف شيئا
فإن عجزت عن بعض الأشياء فإنك لن تعجز أن تهش وتبش في وجه إخوانك ولو أن تلقاهم بوجه طليق فما من بيت يخلو من المشاكل ولكن ما ذنب إخوانك إن خرجت إليهم بوجه عبوس فكن كما قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق....
فقد ينجو العبد من النار بشق تمرة فإن ثقل الميزان بحسنة سعد صاحب هذه الحسنة سعادة لا شقاوة بعدها أبدا ...
وإن خف الميزان بسيئة شقي العبد شقاوة لا سعادة بعدها أبدا...
وإن تساوت الموازين فهؤلاء هم أهل الأعراف والراجح من أقوال كثيرة لأهل العلم..... أن الله جل وعلا يتغمدهم برحمته... فيدخلهم الجنة.
ما الذي يوزن في الميزان؟

اختلف العلماء في الشئ الذي يوضع في الميزان ويوزن فمنهم من قال الاعمال ومنهم من قال العبد ومنهم من قال الصحف ..... فهيا بنا لنري دليل كل من ذلك

الرأي الأول : الأعمال
من قال ان الاعمال هي التي توزن ... اي اعمال العبد من صلاة وصيام وزكاة وحج وصدقة وبر وعمرة واحسان وذكر الله واستغفار والصلاه علي رسول الله والنوافل والتصدق واعمال الخير التي يفعلها العباد وغير ذلك وقد اعترض البعض علي ذلك فقالوا .... هذه الأعمال أعراض لا أجسام والأعراض لا توزن ولا توضع في الميزان فكيف توزن الصلاة وهى ليست جسما؟ وكيف توزن الزكاة؟ وكيف يوزن الحج؟ وكيف توزن الصدقة؟ وكيف يوزن بر الوالدين؟! فهذه الأعمال أعراض لا أجسام والأعراض لا توزن في الميزان فكيف تقولون بأن الأعمال هي التي توزن يوم القيامة؟
فكان الرد جميلا ...... أن الله جل وعلا يوم القيامة يحول الأعراض إلى أجسام توضع في الميزان فيخف الميزان ويثقل بحسب الحسنات والسيئات... فكيف من يجعل الكافر يمشي علي بطنه كيف لا يستطيع ان يحول الاعمال من اعراض الي اجسام فسبحانه يقول للشيئ كن فيكون .... فمن استطاع ان يخلق الانسان من عدم قادر علي ان يحول اعماله من اعراض الي اجسام ....
قال صلى الله عليه وسلم قال ......كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..
فهذه كلمة يثقل الله بها الميزان وأما كيف؟ فنقول يحول الله الأعراض إلى أجسام وتوضع في الميزان فيثقل الميزان ويخف بحسب الحسنات والسيئات.
قال صلى الله عليه وسلم قال ....ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق....
فحسن الخلق أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة.
وقال صلي الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ ما بين السماء والارض ......
وقال ايضا من احتبس فرسا في سبيل الله ايمانا بالله وتصديقا بوعده كان شبعه وريه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامه ....
.. فالأعراض تتحول إلى أجسام وتوضع في الميزان يوم القيامة ويثقل الميزان ويخف بحسب الحسنات والسيئات هذه أدلة أصحاب القول الأول الذين قالوا إن الأعمال هي التي توزن في الميزان يوم القيام

القــــــــــــــــــول الثاني يزن العامل نفسه :
قالو أن الذي يوزن في الميزان هو العامل نفسه...... وليس الأعمال... الشخص نفسه هو الذي يوضع في الميزان .... سبحانك ربي ... فاما ان يثقل ميزانه زاما ان يخف ميزان واما ان تستوي حسناته مع سيئاته فكل علي قدره ما عمل في الدنيا ..... ولكن هل معني ذلك ان الرجل الغليظ الثمين يزن عن الرجل النحيف ؟؟؟
كلا والله .... فرب رجل غليظ ذو شحم ولحم اوزانه فيالدنيا اطيان ولكن لا يساوي عند الله شيئا .....رب رجل كبير قبيله او كبير بلده او كبير قريه في الدنيا ولكن عند الله لا يساوي شيئا ....
وهذ تأكيد لكلامنا قول حبيبنا وتعلمون جميعا من هو حبيبنا صلي الله عليه وسلم .....فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه ليأتي الرجل السمين العظيم فلا يزن عند الله يوم القيامة جناح بعوضه
أي.. أنه يؤتى برجل سمين عظيم منتفخ يوم القيامة فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله جناح بعوضة.... إذ إن الموازين إذا وضع فيها العباد لا تخف ولا تثقل بحسب ضخامة الأبدان وكثرة الشحم والدهن.... وإنما تثقل وتخف بحسب الحسنات والسيئات وأقول.... من الظلم أن نحكم قانون الدنيا في قوانين الآخرة أو في عالم الآخرة،
ومن المعلوم في موازين الدنيا أن الرجل السمين العظيم إذا صعد على الميزان يثقل فإن وضع في الكفة الأخرى رجل نحيف هزيل فإنه يخف لكن موازين الآخرة تختلف فيوضع في الميزان الرجل السمين العظيم الذي ملأ بطنه بالحرام والذي ملأ بطنه بأموال الناس بالباطل والذي أكل اموال اليتامي ظلما والذي ملأ بطنه بأموال اليتامى ظلما وبهتانا والذي ملأ بطنه بالرشوة وأكل الحرام يوضع في الميزان مع أنه منتفخ فلا يزن عند الله جناح بعوضة وفي المقابل يؤتى برجل نحيف خفيف لو وضع في كفة ووضع جبل أحد في كفة لرجحت كفة هذا الرجل
وهذا مثل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فإنه كان رجلا ضعيف البنية نحيفا لكنه قوي الإيمان كان رجلا خفيف الجسم والبدن لكنه ثقيل الأعمال والافعال
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه صعد ابن مسعود رضي الله عنه يوما على شجرة أراك يجني سواكا فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم مم تضحكون؟ قالوا نضحك من دقة ساقيه يا رسول الله فقال والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد..
مر على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجل فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا نقول هذا من أشرف الناس هذا حري إن خطب أن يخطب وان شفع ان يشفع وان قال ان يسمع لقوله.فسكت النبي صلى الله عليه واله وسلم ومر رجل آخر فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم ما تقولون في هذا؟قالوا نقول والله يا رسول الله هذا من فقراء المدينة هذا حري ان خطب لم ينكح وان شفع لا يشفع وان قال لا يسمع لقوله فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا (أي الفقير) خير من ملء الأرض من مثل هذا (أي من الغني)

القول الثـالــث: أن الذي يوزن في ميزان العبد يوم القيامة هي الصحف.
ومعني ذلك ان الله سبحانه وتعالي هندما يوضع الميزان علي ارض المحشر فتوزن صحفك وسجلاتك من يوم ان سطرت عليك الملائكه الحسنات والسيئات فتوضع الصحف والسجلات فتوزن ... فان ثقلت صحف حسناتك فكنت ممن ثقلت موازينهم وان ثقلت سيئاتك علي حسناتم فكنت ممن خفت موازينهم وان تساوت حسناتك مع سيئاتك فأنت من أهل الاعراف الذين يتغمدهم الله برحمته ويدخلهم الجنه
..واستدلوا بهذا الحديث الشريف .....
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى سيخلص رجلا من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر عليه تسعة وتسعون سجلا كل سجل مثل مد البصر، فيقول الله جل وعلا للعبد أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول العبد لا يا رب! فيقول أفلك عذر؟ فيقول العبد لا يا رب فيقول الله جل وعلا بلى إن لك عندنا حسنة، فتخرج بطاقة مكتوب فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول العبد يا رب! ما هذه البطاقة إلى جوار هذه السجلات؟! فيقول الله جل وعلا احضر وزنك فإنه لا ظلم عليك اليوم فتوضع السجلات أي الصحف في كفة وتوضع البطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فإنه لا يثقل مع اسم الله شيء
أسأل الله جل وعلا أن يثقل موازيننا يوم نلقاه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. .......ثم..... ماذا بعد الميزان؟!
إن الحساب لتقرير الأعمال وإن الوزن لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بحسبها فإذا وزنت الأعمال وتقرر الجزاء وما بقي إلا أن يلقى كل واحد مصيره فيأمر الملك جل وعلا أن ينصب الصراط على متن جهنم ليمر عليه المتقون إلى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدرا ليمر عليه المتقون إلى جنات عدن وليمر عليه المشركون والمجرمون إلى نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى.

ابوبيان 12-07-2017 12:08 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
http://www.kalemtayeb.com/index.php/...quran/sub/1159

ابوبيان 12-07-2017 01:09 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
روايات الحديث التي فيها (تَصديقًا لقولِ الحَبرِ)
( جاء حَبرٌ منَ الأحبارِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا محمدُ ، إنا نَجِدُ : أنَّ اللهَ يَجعَلُ السماواتِ على إصبَعٍ والأرَضينَ على إصبَعٍ ، والشجرَ على إصبَعٍ ، والماءَ والثَّرى على إصبَعٍ ، وسائرَ الخلائقِ على إصبَعٍ ، فيقولُ أنا المَلِكُ ، فضحِك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ نَواجِذُه تَصديقًا لقولِ الحَبرِ ، ثم قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : }
وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{.) ( الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم 4811، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[)
- (جاء حبرٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا محمدُ ! أو يا أبا القاسمِ ! إنَّ اللهَ تعالى يُمسِك السماواتِ يومَ القيامة على إِصبعٍ . والأرضِينَ على إصبِعٍ . والجبالَ والشجرَ على إِصبِعٍ . والماءَ والثَّرى على إِصبَعٍ . وسائرَ الخلقِ على إِصبَعٍ . ثم يهزُّهنَّ فيقول : أنا الملِك . أنا الملِكُ . فضحك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تعجُّبًا مما قال الحَبرُ . تصديقًا له . ثم قرأ : (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [ 39 / الزمر / 67 ] . وفي رواية : جاء حَبرٌ من اليهودِ إلى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . بمثل حديث فضيل . ولم يذكر : ثم يهزُّهنَّ . وقال : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضحك حتى بدت نواجذُه تعجُّبًا لما قال . تصديقًا له . ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ " وتلا الآية .) ( الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2786، خلاصة حكم المحدث: صحيح)
(أنّ يَهودِيًّا جاء إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا محمدُ، إنَّ اللهَ يُمسِكُ السماواتِ على إصبَعٍ، والأرَضينَ على إصبَعٍ، والجبالَ على إصبَعٍ، والشجَرَ على إصبَعٍ، والخلائِقَ على إصبَعٍ، ثم يقولُ : أنا الملِكُ. فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ نواجِذُه، ثم قرَأ : { وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ } . قال يحيى بنُ سعيدٍ وزاد فيه فُضَيلُ بنُ عِياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن عُبَيدَةَ، عن عبدِ اللهِ : فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تعجُّبًا وتصديقًا له .) (الراوي : عبدالله بن مسعود ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح البخاري ، الصفحة أو الرقم: 7414 ، خلاصة حكم المحدث: ]صحيح[، شرح الحديث )
- (جاءَ حَبرٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ : يا مُحمَّدُ أو يا رسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ يحمِلُ السَّمواتِ على إصبعٍ والأرضينَ على إصبعٍ والجبالَ على إصبعٍ ، والشَّجرَ على إصبعٍ ، والماءَ ، والثَّرى على إصبَعٍ ، وسائرَ الخلقِ على إصبعٍ يَهُزُّهنَّ فيقولُ : أَنا الملِكُ . قالَ : فَضحِكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، حتَّى بدَت نواجذُهُ تَصديقًا ، لقولِ الحبرِ ، ثمَّ قرأَ : وَمَاقَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلى آخرِ الآيةَ) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم 6/170، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح)
- (جاء حبرٌ من اليهودِ إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقال : إنَّه إذا كان يومُ القيامةِ جعل اللهُ السَّماواتِ على أصبعٍ ، والأرْضين على أصبعٍ ، والجبالَ والشَّجرَ على أصبعٍ ، والماءَ والثَّرَى على أصبعٍ ، والخلائقَ كلَّها على أصبعٍ ، ثمَّ يهزُّهنَّ ثمَّ يقولُ : أنا الملكُ أنا الملكُ ، قال : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – ضحِك حتَّى بدت نواجذُه ، تعجُّبًا له ، وتصديقًا له ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - : }وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم 184/1، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح[)
روايات الحديث التي لا تحوي العبارة (تَصديقًا لقولِ الحَبرِ)
(أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قرأ هذه الآيات يوما على المنبر } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَواتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمينِهِ } الآية ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : هكذا بأصابعه يحركها يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر ، أنا الملك ، أنا العزيز ، أنا الكريم ، فرجف برسول الله – صلى الله عليه وسلم – المنبر حتى قلنا ليخرن به) (الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم 171/1، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح[)
- (أتَى النَّبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – رجلٌ من أهلِ الكتابِ ، فقال : يا أبا القاسمِ : أَبَلغَك أنَّ اللهَ – عزَّ وجلَّ – يحمِلُ الخلائقَ على أصبعٍ ، والسَّماواتِ على أصبعٍ ، والأرْضين على أصبعٍ ، والشَّجرَ على أصبعٍ ، والثَّرَى على أصبعٍ ، قال : فضحِك النَّبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – حتَّى بدت نواجذُه ، قال : فأنزل اللهُ تعالَى : } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ { إلى آخرِ الآيةِ) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم 179/1، خلاصة حكم المحدث: ]أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح[)
- (جاءَ جَائِي من أَهلِ الكتابِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال : يا محمَّدُ ! إنَّ اللَّهَ يَضعُ السَّماواتِ على أصبَعٍ ، والجبالَ على أصبَعٍ ، والشَّجرَ على أصبَعٍ ، والماءَ والثَّرى على أصبَعٍ ، ثمَّ يقولُ : أنا الملِكُ ؟ فضحِك رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى بدَت نواجِذُه ، ثمَّ قال : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم 7/141، خلاصة حكم المحدث: متفق عليه [أي:بين العلماء[)
- (أتى النَّبيَّ رجُلٌ من أهلِ الكتابِ فقال يا أبا القاسِمِ أبلغَكَ إنَّ اللَّهَ يحمِلُ الخلائقَ علَى إصبَعٍ والسَّمواتِ علَى إصبَعٍ والأرضَ علَى إصبَعٍ والشَّجرَ علَى إصبَعٍ والثَّرى كذا علَى إصبَعٍ قالَ فضحِكَ رسولُ اللَّهِ حتَّى بدَتْ نواجذُهُ فأنزلَ اللهُ تعالى }وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَواتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمينِهِ{) (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم 543، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح)
- (إنَّ رسولَ اللهِ قَرَأَ : }وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ والْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَ السَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ{ قال فَبَسَطَ رسولُ اللهِ يَدَيْه قال فيقول اللهُ تبارَكَ وتعالَى : أنَاْ الجبارُ أنَاْ المَلِكُ أَيْنَ الجبارونَ أَيْنَ المُتكبرونَ أنَاْ كذا أنَاْ كذا فرَجَفَ المِنْبَرُ برسولِ اللهِ حتى قُلْنا لَيَخِرَّنَّ به) (الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم 546، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم)
- (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قرأَ هذهِ الآيةَ ذاتَ يومٍ على المنبرِ } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ هكذا بيدِه ويُحَرِّكُها يُقْبِلُ بها ويُدْبِرُ يُمَجِّدُ الرَّبُّ نفسَه أنا الجبارُ أنا المتكبرُ أنا العزيزُ أنا الكريمُ فَرَجَفَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المنبرُ حتى قُلنا ليَخُرَّنَّ بهِ) (الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم 7/596، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم).
العبارة : (تَصديقًا لقولِ الحَبرِ ، تصديقًا له) هي من كلام الرّاوي . والدليل هو أنّ الآية التي قرأها الرسول: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) كانت ردّا على قول الحبر، وقد أبرزت الآية صورة مختلفة عن تلك التي ذكرها الحبر. وأكّدت الآية أنّ اليهود لم يقدروا اللّه حقّ قدره، والآية تنزّه اللّه عن شرك اليهود.
وعليه، فإنّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضحك تعجُّبًا مما قال الحَبرُ لا تصديقًا له. ودليل ذلك أيضا أنّ هنالك روايات أخرى عن نفس الرّاوي (عبدالله بن مسعود) لا تذكر العبارة : (تصديقًا له). وكذلك رواية عبدالله بن عمر لا تذكر العبارة : (تصديقًا له).
العبارة (والجبالَ والشَّجرَ على أصبعٍ) لا تتفق مع آيات دكّ الجبال وتسييرها :-
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) (الكهف 47)
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة وَمَا يَكُون فِيهِ مِنْ الْأُمُور الْعِظَام كَمَا قَالَ تَعَالَى : " يَوْم تَمُور السَّمَاء مَوْرًا وَتَسِير الْجِبَال سَيْرًا " أَيْ تَذْهَب مِنْ أَمَاكِنهَا وَتَزُول كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَتَرَى الْجِبَال تَحْسَبهَا جَامِدَة وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السَّحَاب " وَقَالَ تَعَالَى " وَتَكُون الْجِبَال كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش " وَقَالَ " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْجِبَال فَقُلْ يَنْسِفهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا " يَذْكُر تَعَالَى بِأَنَّهُ تَذْهَب الْجِبَال وَتَتَسَاوَى الْمِهَاد وَتَبْقَى الْأَرْض قَاعًا صَفْصَفًا أَيْ سَطْحًا مُسْتَوِيًا لَا عِوَج فِيهِ وَلَا أَمْتًا أَيْ لَا وَادِي وَلَا جَبَل وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَتَرَى الْأَرْض بَارِزَة " أَيْ بَادِيَة ظَاهِرَة لَيْسَ فِيهَا مَعْلَم لِأَحَدٍ وَلَا مَكَان يُوَارِي أَحَدًا بَلْ الْخَلْق كُلّهمْ ضَاحُونَ لِرَبِّهِمْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُمْ خَافِيَة. قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة " وَتَرَى الْأَرْض بَارِزَة " لَا حَجَر فِيهَا وَلَا غَيَابَة قَالَ قَتَادَة : لَا بِنَاء وَلَا شَجَر (ابن كثير).
- ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا) (طه 105). يَقُول تَعَالَى " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْجِبَال " أَيْ هَلْ تَبْقَى يَوْم الْقِيَامَة أَوْ تَزُول ؟ فَقُلْ يَنْسِفهَا رَبِّي نَسْفًا أَيْ يُذْهِبهَا عَنْ أَمَاكِنهَا وَيَمْحَقهَا وَيُسَيِّرهَا تَسْيِيرًا (ابن كثير).
- (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) (الطور 10-9). وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا : أَيْ تَذْهَب فَتَصِير هَبَاء مُنْبَثًّا وَتُنْسَف نَسْفًا (ابن كثير).
- (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا) (الواقعة 5).أَيْ فُتِّتَتْ فَتًّا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ وَقَالَ اِبْن زَيْد صَارَتْ الْجِبَال كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " كَثِيبًا مَهِيلًا" . (ابن كثير).
- (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا) (الواقعة 6). قَالَ أَبُو إِسْحَاق عَنْ الْحَارِث عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : هَبَاء مُنْبَثًّا كَرَهْجِ الْغُبَار يَسْطَع ثُمَّ يَذْهَب فَلَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْء وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " فَكَانَتْ هَبَاء مُنْبَثًّا " الْهَبَاء الَّذِي يَطِير مِنْ النَّار إِذَا اِضْطَرَمَتْ يَطِير مِنْهُ الشَّرَر فَإِذَا وَقَعَ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا وَقَالَ عِكْرِمَة: الْمُنْبَثّ الَّذِي قَدْ ذَرَتْهُ الرِّيح وَبَثَّتْهُ وَقَالَ قَتَادَة " هَبَاء مُنْبَثًّا " كَيَبِيسِ الشَّجَر الَّذِي تَذْرُوهُ الرِّيَاح . وَهَذِهِ الْآيَة كَأَخَوَاتِهَا الدَّالَّة عَلَى زَوَال الْجِبَال عَنْ أَمَاكِنهَا يَوْم الْقِيَامَة وَذَهَابهَا وَتَسْيِيرهَا وَنَسْفهَا أَيْ قَلْعهَا وَصَيْرُورَتهَا كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش(ابن كثير).
- (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ) (المعارج 9-8). كَالْعِهْنِ : أَيْ كَالصُّوفِ الْمَنْفُوش قَالَهُ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَهَذِهِ الْآيَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى" وَتَكُون الْجِبَال كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش " (ابن كثير).
- (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا) (المزمل 14)
" يَوْم تَرْجُف الْأَرْض وَالْجِبَال " أَيْ تَزَلْزَل " وَكَانَتْ الْجِبَال كَثِيبًا مَهِيلًا " أَيْ تَصِير كَكُثْبَانِ الرَّمَل بَعْد مَا كَانَتْ حِجَارَة صَمَّاء ثُمَّ إِنَّهَا تُنْسَف نَسْفًا فَلَا يَبْقَى مِنْهَا شَيْء إِلَّا ذَهَبَ حَتَّى تَصِير الْأَرْض قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا أَيْ وَادِيًا وَلَا أَمْتًا أَيْ رَابِيَة وَمَعْنَاهُ لَا شَيْء يَنْخَفِض وَلَا شَيْء يَرْتَفِع (ابن كثير).
- (وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ) (المرسلات 10). أَيْ ذَهَبَ بِهَا فَلَا يَبْقَى لَهَا عَيْن وَلَا أَثَر كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْجِبَال فَقُلْ يَنْسِفهَا رَبِّي نَسْفًا " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " وَيَوْم نُسَيِّر الْجِبَال وَتَرَى الْأَرْض بَارِزَة وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِر مِنْهُمْ أَحَدًا (ابن كثير).
- (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) (النبأ 20). كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَتَرَى الْجِبَال تَحْسَبهَا جَامِدَة وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السَّحَاب" وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَتَكُون الْجِبَال كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش" وَقَالَ هَاهُنَا " فَكَانَتْ سَرَابًا " أَيْ يُخَيَّل إِلَى النَّاظِر أَنَّهَا شَيْء وَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ بَعْد هَذَا تَذْهَب بِالْكُلِّيَّةِ فَلَا عَيْن وَلَا أَثَر كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْجِبَال فَقُلْ يَنْسِفهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا " وَقَالَ تَعَالَى وَيَوْم نُسَيِّر الْجِبَال وَتَرَى الْأَرْض بَارِزَة (ابن كثير).
- (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) (التكوير 3). أَيْ زَالَتْ عَنْ أَمَاكِنهَا وَنُسِفَتْ فَتُرِكَتْ الْأَرْض قَاعًا صَفْصَفًا (ابن كثير).
- (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (القارعة 5). يَعْنِي قَدْ صَارَتْ كَأَنَّهَا الصُّوف الْمَنْفُوش الَّذِي قَدْ شَرَعَ فِي الذَّهَاب وَالتَّمَزُّق قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ " الْعِهْن " الصُّوف ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَمَّا يَئُول آلَيْهِ عَمَل الْعَامِلِينَ وَمَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ مِنْ الْكَرَامَة وَالْإِهَانَة بِحَسَبِ أَعْمَاله فَقَالَ (ابن كثير).
العبارة (وسائرَ الخلائقِ على إصبَعٍ) لا تتفق مع الحديث الصحيح الذي بيّن أنّ الناس يومئذ على جسر جهنم :-
- (قال ابن عباس : أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت : لا . قال : أجل والله ما تدري حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} قالت : قلت : فأين الناس يومئذ يا رسول الله ؟ ! قال : على جسر جهنم ) (الراوي: مجاهد - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 3241 ).
- (قال ابن عباس : أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت : لا : قال : أجل والله ما تدري ، حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله : { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه }قالت : قلت فأين الناس يومئذ ؟ قال : على جسر جهنم ) (الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم 599 ).
- (قال ابن عباس أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت : لا ، قال : أجل والله ، ما تدري أن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا ، تجري فيها أودية القيح والدم ؟ قلت : أنهارا ؟ قال : لا بل أودية ثم قال : أتدرون ما سعة جهنم ؟ قلت : لا قال : أجل والله ما تدري ، حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عن قوله : { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه }
فأين الناس يومئذ يا رسول الله ؟ قال : هم على جسر جهنم.) (الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم 652 ).

ابوبيان 12-07-2017 01:13 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
1 أقسم الله بوقوعها(إن الساعة لآتية لا ريب فيها) و أخبر عنها بصيغة الماضي(أتى أمر الله)وما زال يقربها حتى جعلها كغد(و لتنظر نفس ما قدمت لغد). 2 مدح الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب{ إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار}أي ذكرهم للآخرة وعملهم لها،قال قتادة: كانوا يذَكّرون الناس الدار الآخرة والعمل لها. 3 وأخبرعن المؤمنين بأنهم(مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) خائفون وجلون من وقوعها فهم مستعدون لها عاملون من أجلها. 4 و السؤال:كيف يتذكرها أو يستعد لها أو يشفق من وقوعها من لا يعلم أوصافها و قوارعها و زلازلها و مصاعبها و كيفية تسلسل مواقفها! . 5 قالت رابعة بنت اسماعيل:ما رأيت ثلجا قط إلا ذكرت تطاير الصحف ولا رأيت جرادا قط إلا ذكرت الحشر ولا سمعت أذانا قط إلا ذكرت منادي القيامة . 6 نحن هنا نساعدك و نقرب لك أحداثها لتكون ملماً به مدركا لوقائعها مما يزيد الإيمان بها و يحث للاستعداد لها،و لما سئل نبينا:متى تقع؟أجاب"ما أعددت لها" . 7 قال الحسن : يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط : ليلة تبيت مع أهل القبور ولم تبت ليلة قبلها و ليلة صبيحتها يوم القيامة . 8 يطول الليل جدا حتى يرتاب الناس ويأخذهم الخوف فيخرجون إلى المساجد والصعدات يجأرون ويدعون،فيطلع الفجر ولكن الشمس خرجت من مغربها . 9 هذا التغير الكوني في هذا النظام الدقيق هو العلامة الفارقة بين قرب انتهاء الحياة الدنيا و القيام الوشيك ليوم الدين . 10 تموت الشهوات حينها ويكثر النادمون والمتحسرون ويوقن الناس بيوم القيامة ولكن(لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) . 11 فيترتب على خروجها غلق باب التوبة كما في مسلم "حتى تخرج الشمس من مغربها "
أ‌- فلا ينفع إيمان الكافر
ب‌- لا تنفع توبة العاصي . 12 حينها تبدأ أطناب الأرض الأربعة ( القرآن و الكعبة و الدين و المؤمنون ) بالذهاب و التلاشي إيذاناً بذهاب الدنيا و زوالها. 13 "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة و لا نسك" فهذا ذهاب الدين"لا تقوم الساعة و في الأرض من يقول الله الله" 14 " ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقَى في الأرضِ منه آيةٌ"و هذا ذهاب القرآن،قال ابن تيمية:فلا يبقى في الصدور منه كلمة،ولا في المصاحف منه حرف 15 ويخرب الكعبة ذوالسويقتين من الحبشة فيهدمها حجرا حجرا ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظرإليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله" 16 ثم يرسل الله ريحا باردة فلا يبقى على وجه الأرضِ أحد في قلبِه مثقال ذرة من خيرإلا قبضته حتى لوأن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه" 17 فذهاب هذه الأوتاد الأربعة يترتب عليها فساد الناس وانحرافهم بأربعة مظاهر 1فساد العقيدة2فساد الأخلاق3لا يعرفون معروفا 4لا ينكرون منكرا 18 " فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون:فما تأمرنا؟فيأمرهم بعبادة الأوثان" فتنتشر الأوثان في الأرض ..فساد العقيدة 19 والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريقِ فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراءَ هذا الحائط 20 فيجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير لا يكترثون ..فساد أخلاقي،فالفساد شئ والسكوت عنه شئ وعدم إنكاره ثم الرضا به 21 لم يصل الناس إلى هذه الدرجة من الفساد العقدي والانحطاط الأخلاقي من قبل ولكن هناك مقاربة لها دون الوصول لهاالفترة التي جاءت قبل مبعث نبينا 22 "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ،عربِهم وعجمهم،إلا بقايا من أهل الكتاب "و هنا يظهر فضل نبينا على الناس إذ كان الشمس التي أشرقت عليهم 23 فالموحدون في الأرض قليل و الكتب المنزلة حرفت فلم يبق لهم إلا تعظيمهم البيت على شركهم فكادت تقوم الساعة " بعثت أنا و الساعة كهاتين" 24 بينما الناس في فسادهم وغيهم وهم في ذلك دار رزقُهم ،حسن عيشهم لم يبق عليها إلا شرارالخلق،تظهر آخر العلامات الكبرى قبل القيام الوشيك ليوم القيامة 25 (ستخرج نار من عدن تحشر الناس وأومأ بيده إلى الشام) فهي تخرج من قعر عدن ثم تنتشر في الأرض وتلم الناس إلى الشام أرض المحشر و المنشر 26 هي نار عظيمة وعجيبة تسير مع الناس وتبيت معهم و تقيل معهم حيث قالوا و تصبح معهم حيث أصبحوا و تمسي حيث أمسوا كما في البخاري 27 تحشرهم على ثلاثة أنواع راكبين طاعمين و قسم يتعاقبون على البعير و قسم على أرجلهم ماشين تسوقهم النار سوقا من تخلف منهم أحرقته 28 علماء الجيلوجيا اليوم ينصحون أهل عدن بمغادرتها نظراً للكم الهائل من النار في باطنها و التي ستنفجر في أي لحظة- بإذن الله- ! 29 هذا الحشر إلى الشام هو الحشر الثاني و الأخير في الدنيا و سيأتي حشران آخران في الآخرة هما حشر الموقف قبل الحساب و حشرالمؤمنين قبل دخول الجنة 30 بعد هذه الآية العظيمة يكون قيام الساعة وشيكا وعلى الأبواب ولكن تحديد وقتها مما استأثر الله بعلمه .....لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل 31 إخفاء وقتها وتذكير الله بذلك دليل على عظمتها (ثقلت في السموات و الأرض) إضافة إلى وقوعها بغته سرعتها (كلمح البصر أو هو أقرب) 32 البداية تكون بالنفخ في الصور فهو بالنسبة ليوم القيامة كالآذان للصلاة إعلام بدخولها فينفرط نظام الكون حينئذ و تنتهي الحياة الدنيا 33 يصورالقرآن البداية(يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) 34 في النفخة الأولى يفزع الناس ويموجون ويصيحون كأنهم سكارى وليس هذا خاصاً بالناس بل(ففزع من في السموات والأرض) مكلفين وغيرهم ثم يموتون 35 قال ابن حجر"هما نفختان فقط فالأولى يموت فيها من كان حيا و يُغشى على من لم يمت ممن استثنى الله،و الثانية يعيش بها من مات ويفيق من غُشي عليه" 36 ذكر القرآن 3 صور للأطفال للتنبيه على شدته
أ(تضع كل ذات حمل حملها )
ب(وتذهل كل مرضعة عما ارضعت)
ج(يوما يجعل الولدان شيبا)
فكيف بغيرهم ! 37 "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ(إذا الشمس كورت)و(إذا السماء انفطرت)و(إذا السماء انشقت)حسنه ابن حجر، تفكر فيها ! 38 الذي أمامنا في حياتنا هي السماء و الأرض و الجبال و البحار و النجوم و الحيوانات و الوحوش فأخبرنا الله عن مصيرها يوم القيامة 39 فتأمل ما يحصل للأرض( يوم ترجف الأرض..) ثم ( يوم ترج الأرض رجا ) ثم ( إذا دكت الأرض دكا ) و من أعظم من يبين حالها سورة الزلزلة 40 وهذه الجبال الثابته اليوم فإنها ترجف ثم تحرك عن أماكنها(نسير الجبال) ثم (وبست الجبال بسا )حتى تكون ( كثيبلا مهيلا)وتكون(كالعهن المنفوش) 41 و أما البحار فجاء مصيرها بآيتين ( فجرت ) و سجرت ) فالتسجير هو الاشتعال و أما قوله ( فجرت ) فطغيانها و تغير قوانينها 42 وهذه السماء الجميلة القوية الصافية أجمع وصف لها حينئذ(فهي يومئذ واهية)و تكون(كالمهل)فشبه انحلالها بالزيت وهي تمور مورا أي تتحرك وتضطرب 43 ثم تنشق وتتغير الوانها(فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) فهي تتفجر يوم القيامة بنجومها و كواكبها حتى تختلط الوانها ثم تسلخ سلخا(كشطت) 44 فالكسوف في الدنيا من قبيل هذا التغير لتذكيرالقلوب الغافلة وإيقاظها وليرى الناس أنموذج القيامة وأنه قد يؤخذ من لا ذنب له فكيف من غرق فيها 45 (و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من الأرض إلا من شاء الله) فنفحة الصعق تموت عند سماعها كل نفس في السموات و في الأرض 46 (إنا نحن نرث السموات والأرض ومن عليها)فمات أهل السموات والأرض وورثها الله وحده وبقي آخرا كما كان أولا(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار 47 بين النفختين أربعون ثم يُنزل الله من السماء ماء كمني الرجال فينبتون كما ينبت البقل فيبقى عجب الذنب لا يبلى منه يركب الخلق يوم القيامة 48 إذا تهيأت الأجساد نفخ نفخة البعث(فإذاهم قيام ينظرون)هكذا مباشرة بالرغم من الكم الهائل للأرواح ولكن(ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) 49 حقيقة البعث أنه دعوة من الله( يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده)فبدأ الله الخلق للدنيا بالحمد وبدأ النشأة الأخرىبالحمد وختم مصيرهم به 50 اهتم القرآن كثيرا بالتدليل على وقوع البعث وتقريره ونوع في ذلك ما بين الأدلة النقلية والعقلية والكونية حتى أقسم الله به(ليجمعنكم إلى يوم القيامة)

ابوبيان 12-07-2017 01:13 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
51 (إن الذي أحياها لمحي الموتي)(قل يحييها الذي أنشأها أول مرة)( أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)(لتجزى كل نفس بما تسعى } 52 ثم أمر الله نبيه بالقسم في ثلاثة مواضع من القرآن على وقوع البعث كما يوجد في سورة البقرة لوحدها خمسة قصص على إحياء الموتى 53 كما اهتم القرآن ببعض الصور الحسية المؤثرة في تصوير البعث(و استمع يوم يناد المناد من مكان قريب) إلى(يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً) 54 ثم نقل لنا وصف الوانهم ( يومئذ زرقا) من شدة الرعب و الخوف و الحسرة(يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا)و أبصارهم شاخصة (لا يرتد إليهم طرفهم ) 55 (و افئدتهم هواء) فهي فارغة من صدورهم (إذ القلوب لدى الحناجر) فحينها (يعض الظالم على يديه)يدعون بالويل والثبور (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا..) 56 ثم نقل لنا(قالوا من بعثنا من مرقدنا)ثم كيف ينطلقون للموقف(يوم يخرجون من الأجداث سراعا)في انتشارهم(كالفراش المبثوث)(كالجراد لمنتشر) 57 فيحشرالمؤمنون في أحسن حال بينما يحشرغيرهم(على وجوههم عميا و بكما و صما)(الذي أمشاهم على أرجلهم قادرأن يمشيهم على وجوههم)البخاري 58 ابن مسعود:يحشرالناس أعرىماكانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوافمن كسا لله كساه الله ومن أطعم لله أطعمه ومن سقا سقاه ومن عفا لله عفاعنه 59 و قد قرر العلماء بأن موقف القيامة طويل ويشمل أحوالا كثيرة ومتغيرة فهم عمي وبكم في بعض المواقف يبصرون ويجادلون في بعضها. 60 "يحشر الناس على ارض بيضاء عفراء " فبين هذا الحديث اختلاف ارض المحشر عن أرضنا هذه من حيث اللون و الطبيعة 61 "بيضاء عفراء" أبيض يميل للحمرة كما يخرج الخبز من النار ليس فيها معلم لأحد"لا منخفض ولا مرتفع"ما لهم من ملجأ يومئذ وما لهم من نكير 62 في قوله( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ) توبيخ للذين كانوا(يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله..) 63 كما في تبديل الأرض درس مهم لكل من يقطع الرحم و يتباغض من أجل قطعة أرض لا تغني و لا تسمن من جوع يكفيه منها مترين في متر 64 فيجتمع عليها كل المخلوقات من الإنس و الجن وحيوانات البر والبحر والطير(وما من دابة في الارض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم....يحشرون) 65 فتأمل ازدحامهم وانضغاطهم،وتدافعهم،حيث لا فرار ولا انتصار، ولا ملاذ ولا مهرب، والشمس على قدر ميل،ولا ظل إلا ظل العرش فهنيئا لمن استظل به 66 والعرق منهم على قدرأعمالهم حتى يغوص في الأرض 70 ذراعا كما في -مسلم-هذا عمقه تحت؛أما فوق فإنه على قدرأعمالهم حتى إن البعض يلجمه العرق 67 كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار فإن القيامة تقوم في يوم الجمعة 68 لا ينتصف ذلك النهارحتى يقيل أهل الجنة فيها وأهل النار فيها (أصحاب الجنة يومئذ خيرمستقرا وأحسن مقيلا) 69 فمن تأذى من حرها اليوم فليتذكرحرالموقف قال بعض السلف:لو طلعت الشمس على الأرض كهيتئها يوم القيامة لأحرقت الأرض وذاب الصخر وجفت الأنهار 70 قال الغزالي:واعلم أن كل عرق لم يخرجه التعب في سبيل الله من حج وجهاد وصيام قضاء حاجة مسلم فسيخرجه الحياء والخوف في صعيد القيامة 71 في هذا الحر والزحام يشتد العطش ولكل نبي حوض تشرب منه أمته فقط وحوض نبينا مسيرة شهرفي شهرماؤه ابيض من الثلج وأحلى من العسل يذاد عنه أناس 72 بسبب ما أحدثوا بعده من الارتداد عن دينه أو ابتداع مالم يأذن به الله أو بسبب مخالفتهم لسنته عليه الصلاة و السلام وقد سئل :كيف تعرف أمتك و تميزها؟ 73 فقال:إن امتي غرا محجلين من آثار الوضوء،فمن كان أكثر سجودا ووضوءا كان وجهه أعظم ضياء وأشد إشراقا فهم على مراتب من عظم النور 74 في هذا الموقف الرهيب و ليس لأحد إلا موضع قدميه من شدة الزحام و الناس وقوفاً و ابصارهم شاخصة يأتي أناس بوضع مختلف ! 75 سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ... 76 قال ابن رجب:اختلفت أعمالهم فِي الصورة،وجمعها معنى واحد ،وهومجاهدتهم لأنفسهم فأطفئوا حر نار الشهوة أوالغضب فوقاهم الله حرالشمس جزاءوفاقا 77 ولا ينحصر الإظلال في هذه الخصال فقط بل هناك غيرها،وقد جمعها الحافظ ابن حجر و أفردها بكتاب خاص ثم السخاوي وغيره إلى 97 خصلة 78 "والذي نفسي بيده،لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ، إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاه يتعر) البخاري 79 في البخاري"إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة"فهذا وعيد لكل من يتصرف بالمال تصرفاً غير شرعي إلا أن يتوب 80 .كما يدل حديث"لكل غادر لواء يوم القيامة"على أن في الموقف ألوية، فمنها ألوية خزي وفضيحة يعرف بها أهلها،ومنها ألوية حمد وثناء كلواء الحمد 81 فلما كان الغدر لا يقع إلا بسبب خفي عوقب بضد ما فعل وهي شهرته التي تتضمن الخزي على رؤوس الأشهاد ويكون ذلك اللواء(عند استه)زيادة في الفضيحة 82 في السنن(من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة و أحد شقيه مائل) فهذا وعيد لمن لم يعدل بين زوجاته فيما يملك 83 و تأمل حديث حذيفة عند أبي داود" قال: (( من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه )) 84 كما أن هناك ذنوب توعد الله أصحابها بأن لا يكلمهم كلام لطف بهم و لا ينظر لهم بعين الرحمة و لا يزكيهم أي: من الذنوب والأدناس، بل يأمر بهم إلى النار 85 منهم المسبل والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان وكاتم العلم ورجل له فضل ماء يمنعه ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه رضي وإن لم يعط سخط 86 النائحة إذا لم تتب قبل موتها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربال من قطران"فالجرب كالقميص ع جلدها والقطران يحرقه ويلذعه مع سوء اللون والرائحة 87 في ذلك اليوم(يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه *....) فيفر كل واحد من صاحبه حذرا من مطالبته إياه،إما لما بينهم من التبعات أو لئلا يروا ماهو فيه من الشدة 88 قال الأبهري: يفر منهم لما يتبين له من عجزهم وقلة حيلتهم ، ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئاً سوى ربه تعالى" فلا تتعلق بغير الله. 89 عندما يشتد الموقف ويطول يذهب الناس لآدم ثم إلى نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى فيدلهم على محمد عبد غفرالله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر 90 فيستجيب لهم ويقول أنا لها فيذهب ويسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة الكبرى،ويؤذن له فيها,ويحمد ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذ 91 فيكرمه الله بإجابة سؤاله للفصل و الحساب وإظهار فضله للأولين والآخرين فقام مقاماً حمده عليه أهل الموقف كلهم مسلمهم وكافرهم أولهم وآخرهم 92 ويعطيه الله و يكرمه بأمرين في الشفاعة الكبرى:
أ الفصل بين أهل الموقف وإراحتهم من الوقوف و الزحام
ب دخول 70 الفاً من امته ممن لا حساب عليهم 93 من قال حين يسمع النداء:اللهم رب هذه الدعوة التامة"موعود بشفاعة نبينا وهوفي أشد الحاجة لها وليس المقصود الشفاعة الكبرى لأنها عامة للخلق 94 لكن المقصود الأنواع الأخرى من الشفاعة لرفع الدرجات في الجنة أوعدم دخول النار لمن استحقها من الموحدين أو اخراج من دخلها منهم 95 و ليس هذا بأول مظاهر تشريفه و إظهار فضله يوم القيامة فهو سيد ولد آدم وأول من تنشق الأرض عنه من الناس ويبعث راكبا إلى المحشر 96 وله اللواء الذي آدم فمن دونه تحت لوائه،وله الحوض الذي ليس في الموقف أكثر واردا منه وهو أول الأنبياء يُقضى بين أمته، وأولهم جوازاعلى الصراط 97 شفاعة خاصة به لفتح أبواب الجنة ودخولها وهو صاحب الوسيلة أعلى منازل الجنة،ويشفع لخلائق لا يعلم عدتهم إلا الله مع غيره ممن أذن الله لهم 98 فبعد الشفاعة الكبرى يأتي الله لفصل القضاء بين العباد، فأخبر الله بمجيئه سبحانه و تعالى والملائكة و مجيئ جهنم كما في سورة الفجر 99 (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا)،فيحيطون بأهل الموقف ثم الثانية يصفون بعدهم،ثم هكذا إلى السابعة بـ 7 صفوف حول أهل الموقف 100 ثم يأتي الله عز وجل ( في ظلل من الغمام و الملائكة)(وجاء ربك و الملك صفا صفا) ( و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)

ابوبيان 12-07-2017 01:14 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
1 حينها تشرق الأرض(بنورربها)والملائكة لهم زجل بالتسبيح و التعظيم بمشهد مهيب جدا و موقف لم يتخيل الخلق عظمته و هيبته و صورته 102 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش:بُعد ما بين شحمة أذنه و عاتقه مسيرة 700 عام" 103 موقف مهول جدا حين تحيط الملائكة بالخلق ويأتي الجبار جل جلاله فيعلم الجميع بأن(الملك يومئذ الحق للرحمن و كان يوما على الكافرين عسيرا) 104 فتطرق الرؤوس وتخنس ويشفق كل واحد على نفسه ،وترعب الأنبياء وتخاف العلماء وتفزع الأولياء والشهداء من عذاب الله سبحانه 105 ويظهرللجميع أن الأمر كله للّه،ويتبرأ كل مدع من دعواه الباطلة، فلا يبقى من يدعى لنفسه معه شركا فى ربوبيته،أو إلاهيته،ولا من يدعى ذلك لغيره 106 فتوضع الأركان الرئيسية للنجاة و الفوز بندائين لأهل الموقف:(و يوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون) عن لاإله إلا الله 107 حينها (يبلس المجرمون) ويوقن الكافر والمشرك بالهلاك و الخسار و إذا رأى ما كان يعبده تبرأ منه و كفر به (و القوا إليهم القول إنكم لكاذبون) 108 النداء الثاني :(ماذا أجبتم المرسلين)عن محمد رسول الله ، و كل أمة ماذا أجابت رسولها ،و بماذا استقبلت دعوته وقبول رسالته و العمل بها 109 (و يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)ثم يكفرون بالسادة و الكبراء الذين أطاعوهم في مخالفة ما جاءت به الرسل. 110 هذا يتضمن قبول العمل بشرطيه الاخلاص و المتابعة مما يعني تبخر الكثير من الآمال التي قد يعقدها الكثير على أعمالهم بسبب الشرك و الرياء و البدع 111 بعد تقرير هذين الأصلين العظيمين تتضح الخطوط العريضة للنجاة والهلاك فينقل القرآن المشاعر التي يشعر بها الظالمون (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا) 112 ثم توضع النماذج لبيان شدة الحساب وهوله فتأمل هذه الصورة (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم )فيذهلون من شدة الموقف ويقولون(لا علم لنا) 113 قال الله يآدم:أخرج بعث النار من ولدك قال وما بعث؟قال من كل ألف 999،فذلك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترىالناس سكارى وماهم بسكارى 114 فيناديهم بصوت يسمعه من بعد ومن قرب،أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة،وواحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة 115 ولا ينبغي لأحد من أهل النار وواحد من أهل الجنة يطلبه حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنما نأتي الله عراة حفاة، قال بالحسنات والسيئات". 116 ويحكم الله تعالى بين البهائم ويقتص للجماء من القرناء ويفصل بين الوحش والطير، ثم يقول لهم: كونوا تراباً فتسوى بهم الأرض وحينئذ 117 (يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض)ويتمنى الكافر(يا ليتني كنت ترابا)ثم يؤتى بجهنم يوم القيامة يأكل بعضها بعضا يقودها 70 ألف ملك 118 (إذا رأتهم من مكان بعيد)الآية فإذا رأتهم زفرت زفرة فلا يبقى نبي ولا صديق إلا برك لركبتيه يقول: يا رب نفسي نفسي وتجثوا الأمم على ركبها 119 يكون الحساب على 3دواوين
ديوان لا يغفره الله أبدا -الشرك
ديوان لا يترك الله منه شيئا- مظالم العباد
ديوان لا يأبه الله به-ظلم العبد نفسه 120 ثم تتمايز الأمم ( و ترى كل أمة جاثية) على ركبها كل أمة تدعى إلى كتابها) فكل أمة معها رسولها و كتابها ثم تتطاير الصحف ليكون مع كل واحد كتابه 121 فتكثر الشهود يومئذ على ابن آدم من الرسول و كتابه المنزل معه و صحيفة أعماله و الأرض و الأرجل و الأيدي و الجلود إلا شهد له أو عليه يوم القيامة 122 (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد)ابن حجر:بكى رحمة لأمته لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم وعملهم قد لا يكون مستقيما فقد يفضى إلى تعذيبهم 123 فتذكربأنك مشهود عليك في كل أحوالك من فعلك ومقالك وأعظم الشهود عليك الذي لا تخفى عليه خافية (و كفى بالله شهيدا 124 حديث"لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" لأن اللعن من أبلغ الإساءة والشفاعة إحسان فالمسيء في هذه الدار باللعن سلبه الله الإحسان في للآخرة 125 سليمان بن راشد:لا يشهد أحد شهادة إلا شهد بها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد،ولا يمتدح عبدا في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد 126 ومصداق ذلك(ستكتب شهادتهم ويسألون)وفي البخاري"يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يارب فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته:هل بلغكم؟ 127 فيقولون:ما أتانا من نذير،فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ، فذلك قوله(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس 128 ثم ينادي كل إنسان باسمه واحدا واحدا ويسألون واحدا واحدا، وتعرض أعمالهم على رب العزة جل جلاله قليلها وكثيرها حسنها وقبيحها لا يغيب شئ 129 وتكون المحاسبة بمشهد من النبيين وغيرهم(وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق)وقال(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) 130 و في الحديث "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أبلاه" 131 سئل نبينا:أيتكررعلينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟قال نعم ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه قال الزبير:والله إن الأمر لشديد 132 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة -يعنى من النعيم-أن يقال له ألم نصح جسمك ونرويك من الماء البارد 133 هذه الأمة أول من تحاسب " نحن الآخرون من أهل الدنيا ، الأولون يوم القيأمة،المقضى لهم قبل الخلائق " رواه مسلم 134 أول من يعذب ثلاث: رجل قاتل حتى قتل ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن ورجل آتاه الله مالا فتسعر بهم النار جميعا بسبب الرياء فهي لم تكن خالصة 135 في هذه البداية شدة و هول لمن يرى مصير هؤلاء الذين كانوا يُحسن الظن بهم ،وأن أعمال العباد ستتعرض لتمحيص دقيق لا يكاد يسلم منه أحد 136 (فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب..) قال القرطبي :فدل على أن المحاسبة تكون عند إتيان الكتب،لأن الناس إذا بعثوا لا يكونوا ذاكرين لأعمالهم. 137 (لا تخفى منكم خافية)لأن المقام يقتضي إفشاء الحال وإقامة الحجة والمبالغة في العدل و كمال العلم { يوم تبلى السرائر } 138 خص أصحاب اليمين بقراءة كتبهم(يقرءون كتابهم) لفرحهم بها بخلاف الآخر الذي يأخذه الحياء وحبسة اللسان والتتعتع، والعجز فكأن قراءتهم كلا قراءة 139 أما أصحاب اليمين فأمرهم على عكس ذلك،فيقرؤن كتابهم أحسن قراءة وأبينها،ولا يقنعون بقراءتهم وحدهم حتى يقولوا لأهل المحشر(هاؤم أقرأواكتابيه) 140 (فسوف يحاسب حسابا يسيراً)سهلا هينا،وهذا هو العرض أن يقال له:فعلت كذا وفعلت كذا،ثم يقال له:سترتها عليك في الدنيا،وأنا أغفرها لك اليوم 141 قال هلال بن سعد:إن الله يغفر الذنوب ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيامة وإن تاب منها"و ذلك ليعلم فضل الله عليه 142 قوله عليه الصلاة و السلام "من نوقش الحساب عذب"والمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة 143 والذي يظهر أن الصحف تنشر دفعة واحدة للطائع والعاصي والكافر،فيسر المؤمن سرورا كاملا وإن كان عاصيا فرح أن مآله للجنة ونشر الكتب من أشد المواقف 144 و قد يُبهم الأمر عليه حينئذ ،فيفرح لظنه النجاة ،فإن مرَّ على الصراط زلت قدمه لمكان معاصيه ،فينفذ فيه الوعيد ،ثم يخرج بالشفاعة 145 و يؤتى الكافر كتابه بشماله من وراء ظهره، تُثنى يده إلى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك ( فيدعوا ثبورا و يصلى سعيرا ) 146 الحساب 4 أقسام من لا حساب عليهم ومن يحاسب يسيرا،ومن يناقش ويعذب ثم ينجو بالشفاعة من عصاة المؤمنين،من يناقش ويخلد في العذاب وهم الكفرة 147 أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة ،وأول ما يقضى بين الناس في الدماء ، لأن ذاك في حق الحق ،وذا في حق الخلق 148 لم يوجب الله شيئا من الفرائض غالبا إلا وجعل له من جنسه نافلة حتى إذا قام العبد بذلك الواجب وفيه خلل، كان له ما يجبره من النافلة فاحرص عليها 149 يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال و معاذير ،وأما الثالثة فآخذ كتابه بيمينه وآخذ بشماله " رواه الترمذي 150 فالجدال لأهل الأهواء يجادلون لأنهم لا يعرفون ربهم فيظنون أنهم إذا جادلوه نجوا وقامت حجتهم(فيحلفون له كما يحلفون لكم)(ذلكم ظنكم بربكم ...)

ابوبيان 12-07-2017 01:15 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
151 فيختم الله على فيه وتنطق جوارحه التي لم تكن ناطقة في الدنيا تشهد عليه(اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيدهم..)(وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا 152 والمعاذير لله تعالى يعتذر الكريم ويقيم حجته عليهم (و شهدوا على أنفسهم أنهم كافرين)ثم يبعثهم إلى النار"لا أحد أحب إليه العذر من الله"البخاري 153 ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا،وسخرت لك الأنعام، والحرث وترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول:لا فيقول: اليوم أنساك كما نسيتني 154 والعرضة الثالثة للمؤمنين وهو العرض الأكبر يخلو بهم فيعاتبهم في تلك الخلوات و يقررهم بذنوبهم ثم يغفر لهم ويرضى عنهم 155 إن الله يدني المؤمن يوم القيامة حتى يلقي عليه كنفه ويقول:فعلت كذا وكذايوم كذا،فيقول:نعم فيقول:أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم 156 وفي الصحيحين أيضا " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أيسر منه فلا يرى.. 157 قال القرطبي : فمن استحى من الله في الدنيا مما يصنع استحى الله عن سؤاله في القيامة ولم يجمع عليه حياءين كما لم يجمع عليه خوفين 158 [من ستر على مسلم عورته، ستر الله عورته يوم القيامة] ، قال أبو حامد الغزالي : فهذا إنما يرجوه عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم 159 واحتمل تقصيرهم في حقه ولم يحرك لسانه بذكر مساوئ الناس ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، فهذا جدير بأن يجازى بمثله في القيامة. 160 كما أن الإعسارمن أعظم كرب الدنيا بل هوأعظمها فجوزي من نفس عن أحد من المعسرين بتفريج أعظم كرب الآخرة وهو هول الموقف وشدائده 161 الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم قال"كان تاجر يداين الناس،فإذارأى معسرا،قال لصبيانه:تجاوزوا عنه،لعل الله أن يتجاوزعنا،فتجاوز الله عنه 162 أما مظالم العباد فالقصاص،قال الثوري:إنك أن تلقى الله عز وجل ب 70 ذنبا فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد 163 في البخاري"من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارا ولادرهم إن كان له عمل صالح أخذه منه بقدر مظلمته 164 وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" "إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاةويأتي قد شئتم هذا وقذف هذا 165 وأكل هذا وسفك دم هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل انقضاء ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"مسلم 166 قال الربيع بن خيثم:إن أهل الدَين في الآخرة أشد تقاضيا له منكم في الدنيا"قال ابن مسعود:يؤخذ بيد العبد أوالأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين 167 ثم ينادي مناد:هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة بأن يكون لها الحق على ابنها أو أختها أو أبيها أو على زوجها. 168 ما من أمير عشيرة إلا يؤتى يوم القيامة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه"وعيد لمن ضيع من استرعاه أوخانه أوظلمه بالمطالبة بمظالم العباد 169 "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا"وإنما حسابه لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله 170 ثم يرد المظالم إلى أهلها حبة حبة، ويستحل كل من تعرض له بلسانه ويده ،حتى يموت ولم يبق عليه فريضة ولا مظلمة، فهذا حري أن يدخل الجنة بغير حساب 171 وإذا انقضى الحساب تبين له و ما عليه من السيئات و الحسنات حيث أخذوا حقهم من حسناته و أخذ من حسناتهم و استبعد أي عمل لم يتوفربه شرطا القبول 172 يكون الميزان بعد الحساب لتوزن سيئاته وحسناته التي صفت له أيهما يرجح و من ثم يحدد المصير بعد الميزان إما إلى جنة أو نار 173 ابن مسعود"من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة،ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار،ومن استوت له كان من أصحاب الأعراف 174 فالميزان دقيق يخف أو يثقل بمثقال حبة(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" 175 "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرؤوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) رواه البخاري. 176 حديث البطاقة"فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء»من فوائده كيفية الميزان ووزن الأعمال 177 وأما الكفار، فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، ، ولكن تعد أعمالهم وتحصى، فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها 178 فالهدف من حساب الكفار عرض أعمالهم عليهم وتوبيخهم عليها فكان الحساب لبيان مراتب العذاب لا لأجل دخولهم الجنة . 179 فبعض الكفار أشد عذابا من بعض لكثرة سيئاته وقلة حسناته قال ابن تيمية:ومن كان له حسنات خفف عنه العذاب كما أن أبا طالب أخف عذابا من أبي لهب . 180 قال عليه الصلاة و السلام: «ما شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن» و صاحبه أحب الناس إلى الله وأقربهم من النبيين مجلساً 181 فالميزان يعتبر من أشد المواقف قالت عائشة:هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال: أما في3 مواطن فلا يذكر أحد أحداعند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه 182 أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله من وراء ظهره،وعند الصراط إذا وضع على ظهر جهنم حتى يجوز" 183 بعد الميزان يتحدد المصير و يعرف كل إنسان ما له أو عليه فإما الجنة أو النار ثم مآله إلى الجنة إن كان موحدا أو الخلود الأبدي السرمدي للكافرين 184 فيؤذن:لتتبع كل أمة ما كانت تعبد،فمن كان يعبد الشمس يتبعها وم كان يعبد الطواغيت،فيتساقطون في النار فورودهم للناردخولهم فيها قال الله عن فرعون 185 (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)و قال(إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون*لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها و كل فيها خالدون) 186 و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيقال لهم:ماذا تنتظرون؟لتتبع كل أمة ما تعبد،قالوا:يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا افقر ما كنا إليهم فيقول: 187 أنا ربكم فيقولون:نعوذ بالله منك!لا نشرك بالله شيئا فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون نعم،فيكشف عن ساقه فيسجدون إلا من 188 كان يسجد رياءفلا يستطيع!تأمل التصاق المنافقين بالمؤمنين قال سليم بن عامر:ما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور،ويميز الله بين المؤمن والمنافق 189 فيضرب الصراط على متن جهنم و يعطى المؤمن والمنافق نورا للعبور فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين فقالوا(انظرونا نقتبس من نوركم) 190 ثم يضرب السور ليحجز بين المؤمنين و المنافقين فإذا دخل المؤمنون واستكملوا أغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة 191 قال مجاهد:كان المنافقون مع المؤمنين أحياء وأمواتا، ويعطون النور جميعا يوم القيامة،ويطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور،ويمايز بينهم حينئذ. 192 والجسردحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم 193 فقوله"دحض مزلة " هما بمعنى واحد وهو الموضع الذي تزل فيه الاقدام ولا تستقر أما الكلاليب فهي حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم وترسل في التنور 194 واما الحسك فهو شوك صلب من حديد وأما السعدان فبفتح السين واسكان العين وهو نبت له شوكة عظيمة و الجسر أدق من الشعرة و أحد من السيف 195 ابن مسعود{نورهم يسعى بين أيديهم.. }قال:على قدر أعمالهم يمرون على الصراط،منهم من نوره مثل الجبل وأدناهم من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ أخرى 196 ابن عباس:ليس أحد من أهل التوحيد إلا يعطى نورا يوم القيامة،فأما المنافق فيطفأ نوره، فيشفق المؤمن من ذلك و يقول (ربنا أتمم لنا نورنا) 197 فمرورهم على الصراط بحسب ما معهم من النور،و النور بحسب أعمالهم،فمنهم من يضئ له نوره ومنهم من يطفأ ويضيئ ومنهم من يطفأ بالكلية وهم المنافقون 198 ثم قسمهم إلى 3 أقسام:
قسم يسلم فلا يناله شئ أصلا
وقسم يخدش ثم يسلم
وقسم يكردس فيسقط في جهنم 199 و من هول الموقف لا يتكلم أحد حينئذ إلا الرسل و الملائكة و شعارهم "اللهم سلم سلم"و الأمانة و الرحم تطالبان بحقهما 200 كما في صحيح مسلم(فتقومان جنبتى الصراط )أي جانباه وذلك لعظم أمرهما وكبر موقعهما فتقومان بمطالبة كل من يريد الجواز بحقهما 201 فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها،قد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال،والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال 202 فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق تصرخ و تخطف للجحيم فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، ومجاز ما أضيقه فاللهم
سلم 203 وهناك من يمر على الصراط و هو لا يسمع حسيس جهنم و لا يرى لهيبها و هم عنها مبعدون فهنيئاً لهم 204 أما الكافر والمنافق فلا يستضيء بنور المؤمن ، كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من }. 205 بكى ابن رواحة فبكت امرأته فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بكيت حين رأيتك تبكي.فقال عبد الله: إني علمت أني وارد النار فما أدري أناج منها أم لا؟ 206 فإذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لمظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة 207 قال القرطبي:علم الله أن القصاص لا يستنفذ حسناتهم ا.هـ فلا تمنعهم هذه المظالم من دخول الجنة و هي مظالم بين المؤمنين خاصة 208 كما أن القصاص قد يبقى معه شيئا في النفوس لا حيلة له في تطهيره حتى إذا هذبوا ونقوا باطناوظاهراأذن لهم في دخول الجنة(ونزعنا ما في صدورهم من غل 209 فإذا خلص المؤمنون من الصراط تذكروا إخوانهم الذين سقطوا في النار "فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله تعالى في استقصاء الحق . 210 من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون"ربنا كانوا يصومون و يصلون و يحجون فيقال لهم :أخرجوا من عرفتم"مسلم . 211 فإذا خرج الموحدون من النار بالشفاعة بعد مكوثهم فيها ما شاء الله وأستقر أهل الجنة والنار فيهما ذبح الموت بينهما ونودي أهلهما"خلود بلاموت". 212 و من البشائر أن ما يحصل للمؤمن في الدنيا و البرزخ و القيامة من الألم و الأهوال و العذاب من المكفرات التي يكفر الله بها خطاياه لأن التكليف لا ينقطع إلا بدخول الجنة و النار . 213 و منها أيضا قال ابن حجر و وقع في حديث أبي سعيد عند احمد انه يخفف الوقوف عن المؤمن حتى يكون كصلاة مكتوبة وسنده حسن . 214 خطب عمر بن عبدالعزيز و في آخرالخطبة قال: إما إلى جنة و إما إلى نار، إن كنا مصدقين إنا لحمقى ، و إن كنا مكذبين إنا لحمقى، ثم نزل. 215 تمت بحمد الله و فضله و منته فله الحمد أولاً و آخرا و ظاهرا و باطنا.

ابوبيان 12-07-2017 01:17 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
معنى العبد
س: ما معنى العبد ?
ج: العبد إن أريد به المعبد أي المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر وغير ذلك الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ,ولكل منها رسم يقف عليه وحد ينتهي إليه وكل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة( ذلك تقدير العزيز العليم )تدبير العدل الحكيم, وإن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين هم عباده المكرمون, وأولياؤه المتقون, الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
تعريف العبادة
س: ماهي العبادة ?
ج: العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده.
متى يكون العمل عبادة
س: متى يكون العمل عبادة ?
ج: إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل قال الله تعالى( والذين آمنوا أشد حبا لله )وقال تعالى( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ).
علامة محبة العبد ربه عز وجل
س: ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ?
ج: علامة ذلك: أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه ;ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه.
كيفية معرفة العباد ما يحبه الله ويرضاه
س: بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ?
ج: عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب آمرا بما يحبه الله ويرضاه ناهيا عما يكرهه ويأباه وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة, وظهرت حكمته البالغة قال الله تعالى( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقال تعالى( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
شروط العبادة
س: كم شروط العبادة ?
ج: ثلاثة: الأول: صدق العزيمة وهو شرط في وجودها ,والثاني :إخلاص النية ,والثالث :موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ,وهما شرطان في قبولها.
صدق العزيمة
س:ما هو صدق العزيمة ?
ج: هو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
معنى إخلاص النية
س: ما معنى إخلاص النية ?
ج: هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة وإلباطنة ابتغاء وجه الله تعالى قال الله عز وجل( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )وقال تعالى( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )وقال تعالى ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )وقال تعالى( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )وغيرها من الآيات.
الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به
س: ماهو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ?
ج: هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام قال الله تبارك وتعالى( إن الدين عند الله الإسلام )وقال تعالى( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها )وقال تعالى( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )وقال تعالى( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )وقال تعالى( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )وغيرها من الآيات.
مراتب دين الإسلام
س: كم مراتب دين الإسلام ?
ج: هو ثلاث مراتب الإسلام والإيمان والإحسان وكل واحد منها إذا أطلق شمل الدين كله.
معنى الإسلام
س: ما معنى الإسلام ?
ج: معناه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك قال الله تعالى( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله )وقال تعالى( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )وقال تعالى( فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ).
الدليل على شمول الإسلام الدين كله عند الإطلاق
س: ما الدليل على شموله الدين كله عند الإطلاق ?
ج: قال الله تعالى( إن الدين عند الله الإسلام )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ )وقال صلى الله عليه وسلم( أفضل الإسلام إيمان بالله )وغير ذلك كثير.
تعريف الإسلام بالأركان الخمسة
س: ما الدليل على تعريفه بالأركان الخمسة عند التفصيل ?
ج: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل إياه عن الدين( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا )وقوله صلى الله عليه وسلم( بني الإسلام على خمس )فذكر هذه غير أنه قدم الحج على صوم رمضان وكلاهما في الصحيحين.
محل الشهادتين من الدين
س: ما محل الشهادتين من الدين ?
ج: لا يدخل العبد في الدين إلا بهما قال الله تعالى( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله )الحديث وغير ذلك كثير.
دليل شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ?
ج: قول الله تعالى( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )وقوله تعالى( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) وقوله تعالى( وما من إله إلا الله )وقوله تعالى( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ) الآيات وقوله تعالى( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا )الآيات وغيرها.
معنى شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ?
ج: معناها: نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه قال الله تعالى( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ).
شروط شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله التي لا تنفع قائلها إلا باجتماعها فيه ?
ج: شروطها سبعة:
الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا
والثاني: استيقان القلب بها
الثالث: الانقياد لها ظاهرا وباطنا
الرابع: القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها
الخامس: الإخلاص فيها
السادس: الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط
السابع: المحبة لها ولأهلها, والموالاة والمعاداة لأجلها.
دليل اشتراط العلم بلا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ?
ج: قول الله تعالى( إلا من شهد بالحق )أي بلا إله إلا الله( وهم يعلمون )بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ).
دليل اشتراط اليقين بلا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة ?
ج: قول الله عز وجل( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا )إلى قوله( أولئك هم الصادقون )وقول النبي صلى الله عليه وسلم( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة( من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة ) كلاهما في الصحيح .
دليل اشتراط الانقياد للا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ).

ابوبيان 12-07-2017 01:17 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
دليل اشتراط قبول لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ) إلى قوله( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )الآيات.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ, فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ,ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ).
دليل اشتراط الإخلاص في لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ألا لله الدين الخالص )وقال تعالى( فاعبد الله مخلصا له الدين )وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )وقال صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبغي بذلك وجه الله ).
دليل اشتراط الصدق في لا إله إلا الله
س: ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )إلى آخر الآيات وقال النبي صلى الله عليه وسلم( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار )وقال للأعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أفلح إن صدق ).
دليل اشتراط المحبة في لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ).
دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله
س: ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ?
ج: قال الله عز وجل( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم )إلى قوله( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )إلى آخر الآيات. وقال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان )الآيتين. وقال تعالى( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله )الآية. وقال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )إلى آخر السورة وغير ذلك من الآيات.
دليل شهادة أن محمدا رسول الله
س: ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله ?
ج: قول الله تعالى( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )الآية. وقوله تعالى( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ).وقوله تعالى( والله يعلم إنك لرسوله )وغيرها من الآيات.
معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
س: ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ?
ج: هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله إلى كافة الناس إنسهم وجنهم( شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي وفيما أحل من حلال وحرم من حرام والامتثال والانقياد لما أمر به والكف والانتهاء عما نهى عنه واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضا بما قضاه والتسليم له وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ;لأنه مبلغ عن الله رسالته ولم يتوفه الله حتى كمل به الدين وبلغ البلاغ المبين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله.
شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
س: ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ?
ج: قد قدمنا لك أن العبد لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين وأنهما متلازمتان فشروط الشهادة الأولى هي شروط في الثانية كما أنها هي شروط في الأولى.
دليل الصلاة والزكاة
س: ما دليل الصلاة والزكاة ?
ج: قال الله تعالى( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )وقال تعالى( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )وقال تعالى( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة )الآية وغيرها.
دليل الصوم
س: ما دليل الصوم ?
ج: قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )وقال تعالى( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) الآيات, وفي حديث الأعرابي: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام. فقال( شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا )الحديث.
دليل الحج
س: ما دليل الحج ?
ج: قال الله تعالى( وأتموا الحج والعمرة لله )وقال تعالى( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى كتب عليكم الحج )الحديث في الصحيحين وتقدم حديث جبريل وحديث( بني الإسلام على خمس )وغيرها كثير.
حكم من جحد واحدا من أركان الإسلام
س: ما حكم من جحد واحدا منها أو أقر به واستكبر عنه ?
ج: يقتل كفرا كغيره من المكذبين والمستكبرين مثل إبليس وفرعون.
حكم من أقر بأركان الإسلام ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل
س: ما حكم من أقر بها ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟
ج: أما الصلاة فمن أخرها عن وقتها بهذه الصفة فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل حدا لقوله تعالى :(فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وحديث (أمرت أن أقاتل الناس) الحديث وغيرها
أما الزكاة فإن كان مانعها ممن لا شوكة له أخذها الإمام منه قهرا ,ونكله بأخذ شيء من ماله لقوله صلى الله عليه وسلم:( ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها ) الحديث ,وإن كانوا جماعة ولهم شوكة وجب على الإمام قتالهم حتى يؤدوها للآيات والأحاديث السابقة وغيرها وفعله أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
أما الصوم فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه الإمام أو نائبه بما يكون زاجرا له ولأمثاله .
أما الحج فكل عمر العبد وقت له لا يفوت إلا بالموت والواجب فيه المبادرة ,وقد جاء الوعيد الأخروي في التهاون فيه, ولم ترد فيه عقوبة خاصة في الدنيا.
معنى الإيمان بالله
س: ماهو الإيمان?
ج: الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه.
الدليل على كون الإيمان قول وعمل
س: ما الدليل على كونه قولا وعملا?
ج: قال الله تعالى( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم )الآية وقال تعالى( فآمنوا بالله ورسوله )وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما, وهي من عمل القلب اعتقادا ,ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما وقال تعالى( وما كان الله ليضيع إيمانكم )يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة, سمى الصلاة كلها إيمانا وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح.
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان, وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال( إيمان بالله ورسوله ).
الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه
س: ما الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه?
ج: قوله تعالى( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )(وزدناهم هدى )( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى )( والذين اهتدوا زادهم هدى )( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )( فاخشوهم فزادهم إيمانا )( وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )وغير ذلك من الآيات, وقال صلى الله عليه وسلم( لو أنكم تكونون في كل حالة كحالتكم عندي لصافحتكم الملائكة ) أو كما قال.
الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه
س: ما الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه?
ج: قال تعالى( والسابقون السابقون أولئك المقربون )-إلى-( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين )وقال تعالى( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين )وقال تعالى( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله )الآيات, وفي حديث الشفاعة( أن الله يخرج من النار من كان في قلبه وزن دينار من إيمان ,ثم من كان في قلبه نصف دينار من إيمان )- وفي رواية يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة .
الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله
س: ما الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله عند الإطلاق?
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد القيس:( آمركم بالإيمان بالله وحده قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ,وإقام الصلاة ,وإيتاء الزكاة ,وأن تؤدوا من المغنم الخمس ).
الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة
س: ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة عند التفصيل?
ج: قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال جبريل عليه السلام أخبرني عن الإيمان قال( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )
س: ما دليلها من الكتاب جملة?
ج: قول الله تعالى( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين )وقوله تعالى( إنا كل شيء خلقناه بقدر )وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراده.
معنى الإيمان بالله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بالله عز وجل?
ج: هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به هو الأول فليس قبله شيء ,والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء حي قيوم أحد صمد( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.

ابوبيان 12-07-2017 01:18 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
توحيد الإلهية
س: ما هو توحيد الإلهية?
ج: هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان كما قال تعالى( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )وقال تعالى( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )وقال تعالى( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )وغير ذلك من الآيات, وهذا قد وفت به شهادة أن لا إله إلا الله.
ضد توحيد الإلهية
س: ما هو ضد توحيد الإلهية?
ج: ضده الشرك وهو نوعان شرك أكبر ينافيه بالكلية وشرك أصغر ينافي كماله.
الشرك الأكبر
س: ما هوالشرك الأكبر?
: هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويرغب إليه ويتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله وغير ذلك قال تعالى( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )وغير ذلك من الآيات
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا )وهو في الصحيحين, ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم, والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر, قال الله تعالى( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين )وغير ذلك من الآيات.
الشرك الأصغر
س: ما هو الشرك الأصغر?
ج: هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى قال الله تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )فسئل عنه فقال( الرياء )ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه ) ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها قال صلى الله عليه وسلم( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد )وقال صلى الله عليه وسلم( لا تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة )وقال صلى الله عليه وسلم( لا تحلفوا إلا بالله) وقال صلى الله عليه وسلم( من حلف بالأمانة فليس منا )وقال صلى الله عليه وسلم( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )وفي رواية( وأشرك )ومنه قول ما شاء الله وشئت قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال له ذلك ( أجعلتني لله ندا بل ما شاء والله وحده )ومنه قول لولا الله وأنت وما لي إلا الله وأنت وأنا داخل على الله وعليك ونحو ذلك, قال صلى الله عليه وسلم( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )قال أهل العلم ويجوز لولا الله ثم فلان ,ولا يجوز لولا الله وفلان.
س: ما الفرق بين الواو وثم في هذه الألفاظ?
ج: لأن العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية فيكون من قال ما شاء الله وشئت قارنا مشيئة العبد بمشيئة الله مسويا بها بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية فمن قال ما شاء الله ,ثم شئت فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى لا تكون إلا بعدها كما قال تعالى( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) وكذلك البقية.
توحيد الربوبية
س: ما هو توحيد الربوبية?
ج: هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره والمتصرف فيه لم يكن له شريك في الملك ,ولم يكن له ولي من الذل ولا راد لأمره ولا معقب لحكمه ولا مضاد له ولا مماثل له ولا سمي له ولا منازع في شيء من معاني ربوبيته ومقتضيات أسمائه وصفاته, قال الله تعالى( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور )الآيات بل السورة كلها وقال تعالى( الحمد لله رب العالمين )وقال تعالى( قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار )الآيات
وقال تعالى( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون )وقال تعالى( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )وقال تعالى( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون )الآيات وقال تعالى( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )وقال تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )وقال تعالى( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )وقال تعالى( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ).
ضد توحيد الربوبية
س: ما ضد توحيد الربوبية?
ج: هو اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيء من تدبير الكون من إيجاد أو إعدام أو إحياء أو إماتة أو جلب خير أو دفع شر أو غير ذلك من معاني الربوبية أو اعتقاد منازع له في شيء من مقتضيات أسمائه وصفاته كعلم الغيب وكالعظمة والكبرياء ونحو ذلك, قال الله تعالى( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ) الآيات
وقال تعالى( إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله )الآية وقال تعالى( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )
وقال تبارك وتعالى( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )الآيات, وقال تعالى( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )الآية وقال تعالى( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )وقال النبي صلى الله عليه وسلم:( يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما أسكنته ناري )وهو في الصحيح.
توحيد الأسماء والصفات
س: ما هو توحيد الأسماء والصفات?
ج: هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى, وإمرارها كما جاءت بلا كيف كما جمع الله تعالى بين إثباتها ,ونفي التكييف عنها في كتابه في غير موضع كقوله تعالى( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )وقوله تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )وقوله تعالى( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )وغير ذلك, وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني لما ذكر آلهتهم- انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى( قل هو الله أحد الله الصمد )والصمد الذي( لم يلد ولم يولد )لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث( ولم يكن له كفوا أحد )لله قال لم يكن له شبيه ولا عديل, وليس كمثله شيء.
دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة
س: ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة?
ج: قال الله عز وجل( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه )وقال سبحانه( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى )وقال عز وجل( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات,
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )وهو في الصحيح, وقال صلى الله عليه وسلم( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ,أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي )الحديث.
مثال الأسماء الحسنى من القرآن
س: ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن?
ج: مثل قوله تعالى( إن الله كان عليا كبيرا )( إن الله كان لطيفا خبيرا )( إن الله كان عليما قديرا )( إن الله كان سميعا بصيرا )( إن الله كان عزيزا حكيما )( إن الله كان غفورا رحيما )( إنه بهم رءوف رحيم )( والله غني حليم )( إنه حميد مجيد )(إن ربي على كل شيء حفيظ )( إن ربي قريب مجيب )( إن الله كان عليكم رقيبا )( وكفى بالله وكيلا )( وكفى بالله حسيبا )( و كان على كل شيء مقيتا )( إنه على كل شيء شهيد )( إنه بكل شيء محيط ) وقال تعالى( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )وقال تعالى( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) وقوله تعالى( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات.
مثال الأسماء الحسنى من السنة
س: ما مثال الأسماء الحسنى من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم, لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض )وقوله صلى الله عليه وسلم( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ,ولا في السماء وهو السميع العليم )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه )الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء, وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء )الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن )الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا مقلب القلوب )الحديث وغير ذلك كثير.
دلالة الأسماء الحسنى
س: على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى?
ج: هي على ثلاثة أنواع دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما.
س: ما مثال ذلك?
ج: مثال ذلك: اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى وهو الله عز وجل مطابقة وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها كالحياة والقدرة التزاما ,وهكذا سائر أسمائه وذلك بخلاف المخلوق فقد يسمى حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظالم وعزيزا وهو ذليل وشريفا وهو وضيع وكريما وهو لئيم وصالحا وهو طالح وسعيدا وهو شقي وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك, فسبحان الله وبحمده هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه.
دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن
س: على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن?
ج: هي على أربعة أقسام:
الأول: الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى وهو الله ;ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له كقوله تعالى
( هو الله الخالق البارئ المصور )ونحو ذلك, ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء.
الثاني: الثاني ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى السميع المتضمن سمعه الواسع جميع الأصوات, سواء عنده سرها وعلانيتها واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها ,واسمه العليم المتضمن علمه المحيط الذي( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر )واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما وغير ذلك.
الثالث: ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك.
الرابع: ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس السلام.
أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل
س: كم أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل?
ج: منها ما يطلق على الله مفردا أو مع غيره وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلاق كالحي القيوم الأحد الصمد ونحو ذلك, ومنها ما لا يطلق على الله إلا مع مقابله وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا كالضار النافع, والخافض الرافع والمعطي المانع والمعز المذل ونحو ذلك فلا يجوز إطلاق الضار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل كل على انفراده, ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك لا في الكتاب ولا في السنة, ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم لم يطلق في القرآن إلا مع متعلقه كقوله تعالى( إنا من المجرمين منتقمون )أو بإضافة ذو إلى الصفة المشتق منها كقوله تعالى( والله عزيز ذو انتقام ).
مثال صفات الذات من الكتاب
س: تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية فما مثال صفات الذات من الكتاب ?
ج: مثل قوله تعالى( بل يداه مبسوطتان )(كل شيء هالك إلا وجهه )( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )( ولتصنع على عيني )( أبصر به وأسمع )( إنني معكما أسمع وأرى )( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )( وكلم الله موسى تكليما )( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين )( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة )( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )وغير ذلك.
مثال صفات الذات من السنة
س: ما مثال صفات الذات من السنة ?
ج: كقوله صلى الله عليه وسلم( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )وقوله صلى الله عليه وسلم( يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ,فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض )وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال( إن الله لا يخفي عليكم أن الله ليس بأعور )وأشار بيده إلى عينه الحديث, وفي حديث الاستخارة( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنكم لا تدعون أصم لا غايبا تدعون سميعا بصيرا قرييا )وقوله صلى الله عليه وسلم( إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي )الحديث, وفي حديث البعث( يقول الله تعالى: يا آدم فيقول لبيك )الحديث, وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف ,وكلامه لأهل الجنة وغير ذلك ما لا يحصى.
مثال صفات الأفعال من الكتاب
س: ما مثال صفات الأفعال من الكتاب?
ج: مثل قوله تعالى( ثم استوى إلى السماء )وقوله( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله )الآية, وقوله تعالى( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )وقوله تعالى( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )وقوله تعالى( وكتبنا له في الألواح من كل شيء )وقوله تعالى( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )وقوله تعالى( إن الله يفعل ما يشاء )وغيرها من الآيات.
مثال صفات الأفعال من السنة
س: ما مثال صفات الأفعال من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة( فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ) الحديث, ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان لا الصورة فافهم, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي )وفي حديث احتجاج آدم وموسى: “فقال آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده” فكلامه تعالى ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا وخطه التوراة صفة فعل, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) الحديث, وغيرها كثير.
أسماء الله كلها توقيفية
س: هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء أم أسماء الله كلها توقيفية؟
ج: لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا ولا كلها يشتق منها أسماء بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعالى( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم )وسمى نفسه الخالق الرازق المحي المميت المدبر, ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء ,والمقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعالى( يخادعون الله وهو خادعهم )( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )( نسوا الله فنسيهم )ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات, فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك, وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ولا يقوله مسلم ولا عاقل ,فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ,وقد علم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم.
ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى
س: ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعالي؟
ج: يتضمن اسمه العلي الأعلى الصفة المشتق منها وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه, علو فوقيته تعالى على عرشه عال على جميع خلقه بائن منهم رقيب عليهم يعلم ما هم عليه قد أحاط بكل شيء علما لا تخفى عليه منهم خافية. وعلو قهره فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع, بل كل شيء خاضع لعظمته, ذليل لعزته مستكين لكبريائه, تحت تصرفه وقهره لا خروج له من قبضته. وعلو شأنه, فجميع صفات الكمال له ثابتة وجميع النقائص عنه منتفية عز وجل وتبارك وتعالى وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة لا ينفك معنى منها عن الآخر.
دليل علو الفوقية من الكتاب
س: ما دليل علو الفوقية من الكتاب?
ج: الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى فمنها هذه الأسماء وما في معناها ومنها قوله( الرحمن على العرش استوى )في سبعة مواضع من القرآن ومنها قوله تعالى:( ءأمنتم من في السماء )الآيتين, ومنها قوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم )ومنها قوله تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )وقوله تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه )وقوله( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )وقوله تعالى( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )وغير ذلك كثير.
دليل علو الفوقية من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة لا تحصى, منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال( والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه )وقوله لسعد في قصة قريظة “لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة” وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية( أين الله )قالت في السماء قال( اعتقها فإنها مؤمنة) وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة( ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ) الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان )الحديث وغير ذلك كثير, وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية.
مسألة الاستواء
س: ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء?
ج: قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الرسالة ,وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم, وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها( آمنا به كل من عند ربنا )(آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ).
دليل علو القهر من الكتاب
س: ما دليل علو القهر من الكتاب?
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى( وهو القاهر فوق عباده )وهو متضمن لعلو القهر والفوقية. وقوله تعالى( سبحانه هو الله الواحد القهار )وقوله تعالى( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )وقوله تعالى( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار )وقوله تعالى( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها )وقول تعالى( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )وغير ذلك من الآيات.
دليل علو القهر من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم:( أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت )وغير ذلك كثير.
دليل علو الشأن
س: ما دليل علو الشأن وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ?
ج: اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونا له أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته عن أن يكون له منازع أو مغالب أو ولي من الذل أو نصير وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير وتعالى في كماله و حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه في الأرض أو في السماء وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا وعن ترك الخلق سدى بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة أو أن يهضمه شيئا من حسناته, وتعالى في كمال غناه عن أن يطعم أو يرزق أو يفتقر إلى غيره في شيء وتعالى في جميع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل وسبحانه وبحمده وعز وجل وتبارك وتعالى وتنزه وتقدس عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته وأسماءه الحسنى وصفاته العلى( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )ونصوص الوحي من الكتاب والسنة في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها.

ابوبيان 12-07-2017 01:19 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء
الحسنى من أحصاها دخل الجنة
س: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى ( من أحصاها دخل الجنة ) ?
ج: قد فسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به ,وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها, وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرءوف الحليم الجواد الكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة, وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد العقاب سريع الحساب ;فليقف منه عند الخشية والرهبة.
ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء الإعزاز والإذلال والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه, وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون.
ضد توحيد الأسماء والصفات
س: ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟
ج: ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته, وهو ثلاثة أنواع.
الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
الثالث: إلحاد النفاة المعطلة وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك, وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)،( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)،( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) .
جميع أنواع التوحيد متلازمة
س: هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟
ج: نعم هي متلازمة فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله, فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله فهذا شرك في الإلهية, وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك, هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته, ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات.
الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة
س: ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلة ذلك من الكتاب كثيرة منها قوله تعالى:( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) وقوله تعالى :(إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) وقوله تعالى :(من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره, وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور, والأحاديث في شأنهم كثيرة.
معنى الإيمان بالملائكة
س: ما معنى الإيمان بالملائكة ؟
ج: هو الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون و( عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)،( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )،( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لايفترون) ولا يسأمون ولايستحسرون.
أنواع الملائكة باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به
س: اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟
ج: هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة, فمنهم الموكل بأداء الوحي إلى الرسل ،وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام.
ومنهم الموكل بالقطر،وهو ميكائيل عليه السلام. ومنهم الموكل بالصور،وهو اسرافيل عليه السلام. ومنهم الموكل
بقبض الأرواح،وهو ملك الموت وأعوانه. ومنهم الموكل بأعمال العباد،وهم الكرام الكاتبون. ومنهم الموكل بحفظ
العبد من بين يديه ومن خلفه ،وهم المعقبات. ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها، وهم رضوان ومن معه. ومنهم
الموكل بالنار وعذابها،وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر.ومنهم الموكل بفتنة القبر،وهم منكر ونكير
ومنهم حملة العرش.ومنهم الكروبيون.ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام ومن تخليقها وكتابة مايراد بها.ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ماعليهم،ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر.ومنهم صفوف قيام لا يفترون.ومنهم ركع سجد لا يرفعون.ومنهم غير من ذلك(وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر).ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى.
دليل الإيمان بالكتب
س: ما دليل الإيمان بالكتب ؟
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )وقوله تعالى(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم )الآيات وغيرها كثير ويكفي في ذلك قوله تعالى(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
هل سميت جميع الكتب في القرآن
س: هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟
ج: سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جملة فقال تعالى(الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل )وقال تعالى(وآتينا داود زبورا )وقال تعالى(أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى )وقال تعالى(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الإيمان به تفصيلا,وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا فنقول فيه ما أمر الله به رسوله(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
معنى الإيمان بكتب الله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟
ج: معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل وأن الله تكلم بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي, ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري, ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى:( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) وقال تعالى لموسى:( إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي )،(وكلم الله موسى تكليما ) وقال تعالى في شأن التوراة :(وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وقال في عيسى(و آتيناه الإنجيل ( وقال تعالى:(وآتينا داود زبورا ) وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل
وقال تعالى في شأن القرآن( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) وقال تعالى فيه( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) وقال تعالى:( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الآيات, وقال تعالى فيه :(إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) الآيات, وغيرها كثير.
منزلة القرآن من الكتب
س: ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة?
ج: قال الله تعالى فيه:(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال تعالى:( وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)
وقال تعالى:( ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) قال أهل التفسير :مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها، يعني يصدق ما فيها من الصحيح, وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير, ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى:( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) وغير ذلك.
الذي يجب التزامه في حق القرآن
س: ما الذي يجب التزامه في حق القرآن على جميع الأمة ؟
ج: هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه, قال تعالى :(وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) وقال تعالى :(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) وقال تعالى :(والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ) وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال:” فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به” وفي حديث علي مرفوعا “إنها ستكون فتن “قلت: ما المخرج منها يا رسول الله قال:”كتاب الله ” وذكر الحديث.
معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه
س: ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟
ج: حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلال حلاله, وتحريم حرامه والانقياد لأوامره, والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله, والاتعاظ بقصصه والعمل بمحكمه ,والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده, والذب عنه لتحريف الغالين وانتحال المبطلين, والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة.
حكم من قال بخلق القرآن
س: ما حكم من قال بخلق القرآن ؟
ج: القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا وآمن به المؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن, فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق, والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق, والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق.
قال الله تعالى:( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) وقال تعالى :(بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) وقال تعالى :(اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) وقال تعالى:( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “أديموا النظر في المصحف” والنصوص في ذلك لا تحصى, ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية, لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام ,فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
صفة الكلام ذاتية أو فعلية
س: هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
ج: أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه وأنزله بعلمه وهو أعلم بما ينزل ,وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي “الحديث- ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معا, فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا ,وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء, وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء, (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )،( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )،( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) .
الواقفة وما حكمهم
س: من هم الواقفة وما حكمهم ؟
ج: الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق, قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :”من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق, وإلا فهو شر من الجهمية”.
حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق
س: ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
ج: هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ;لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد, وبين الملفوظ به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني, ورجع إلى قول الجهمية, وإذا قيل غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ,وهذا من بدع الاتحادية, ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى:” من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ,ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع”.
دليل الإيمان بالرسل
س: ما دليل الإيمان بالرسل ؟
ج: أدلته كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى:( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا؛ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” آمنت بالله ورسله” .
معنى الإيمان بالرسل
س: ما معنى الإيمان بالرسل ؟
ج: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده ,والكفر بما يعبد من دونه وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون, وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون, وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به لم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه( فهل على الرسل إلا البلاغ )،وأنهم كلهم كانوا على الحق المبين, وإن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا, واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وكلم موسى تكليما, ورفع إدريس مكانا عليا, وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وإن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات.
اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه
س: هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه ؟
ج: اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا ويكفر بكل ما يعبد ما دونه. وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يفرض على الآخرين, ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين امتحانا من الله تعالى:( ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
الدليل على اتفاق الرسل في أصل العبادة
س: ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟
ج: الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل,
أما المجمل فمثل قوله تعالى:( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعالى:( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وقوله تعالى:( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) الآيات.
وأما المفصل فمثل قوله تعالى:( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني)،( وقال موسى إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما)، وقال المسيح :(يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار)،( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار) وغيرها من الآيات.
دليل اختلاف شرائع الرسل في فروعها من الحلال والحرام
س: ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها من الحلال والحرام ؟
ج: قول الله عز وجل:( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : ” شرعة ومنهاجا” سبيلا وسنة ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي، وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم :”نحن معشر الأنبياء أخوة لعلات ديننا واحد ” يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه كل كتاب أنزله, وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام( ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
هل قص الله جميع الرسل في القرآن
س: هل قص الله جميع الرسل في القرآن ؟
ج: قد قص الله علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة ثم قال تعالى :(ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ) فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل, وإجمالا فيما أجمل.
ما سمي من الرسل في القرآن
س: كم سمى منهم في القرآن?
ج: سمى منهم فيه: آدم ،ونوح، وإدريس, وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل،وإسحاق، ويعقوب، ويوسف ،ولوط وشعيب، ويونس, وموسى، وهارون، وإلياس، وزكريا ،ويحيى ،واليسع، وذا الكفل ،وداود، وسليمان ،وأيوب، وذكر الأسباط جملة- وعيسى ،ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
أولو العزم من الرسل
س: من هم أولو العزم من الرسل ؟
ج: هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه, الموضع الأول في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى:( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) الآية, الموضع الثاني في سورة الشورى وهو قوله تعالى:( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الآية.
أول الرسل
س: من هو أول الرسل ؟
ج: أولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام، كما قال تعالى:( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى :(كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم .(
س: متى كان الاختلاف ؟
ج: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .(
خاتم النبيين
س: من هو خاتم النبيين ؟
ج: خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .
س: ما الدليل على ذلك ؟
ج: قال الله تعالى:( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه” ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال:” وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وغير ذلك كثير.
ما اختص به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء
س: بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء ؟
ج: له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة قد أفردت بالتصنيف: منها كونه خاتم النبيين كما ذكرنا,ومنها كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما فسر به قوله تعالى:( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) وقال صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم ولا فخر ” ومنها بعثه صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم كما قال تعالى :( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) الآية.
وقال تعالى :( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) وقال صلى الله عليه وسلم :” أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر ,وجعلت لي الأرض مسجدا وطهور فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ,وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ,وأعطيت الشفاعة ,وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة” وقال صلى الله عليه وسلم :” والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ,ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص.
معجزات الأنبياء
س: ما معجزات الأنبياء ؟
ج: المعجزات هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة وهي أما حسية تشاهد بالبصر ,أو تسمع كخروج الناقة من الصخرة وانقلاب العصا حية وكلام الجمادات ونحو ذلك ,وإما معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنبي إلا وله صلى الله عليه وسلم أعظم منها في بابها فمن المحسوسات انشقاق القمر وحنين الجذع ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ,وكلام الذراع وتسبيح الطعام وغير ذلك مما تواترت به الأخبار الصحيحة ولكنها كغيرها من معجزات الأنبياء التي انقرضت بانقراض أعصارهم ,ولم يبق إلا ذكرها وإنما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه و( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( .

ابوبيان 12-07-2017 01:22 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
دليل إعجاز القرآن
س: ما دليل إعجاز القرآن ؟
ج: الدليل على ذلك نزوله في أكثر من عشرين سنة متحديا به أفصح الخلق وأقدرها على الكلام ,وأبلغها منطقا ,وأعلاها بيانا قائل:(ا فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )،( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات )،( قل فأتوا بسورة مثله ) فلم يفعلوا ولم يروموا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل ممكن مع كون حروفه وكلماته من جنس كلامهم الذي به يتحاورون, وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( .
وقال صلى الله عليه وسلم:” ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة” وقد صنف الناس في وجوه إعجاز القرآن من جهة الألفاظ والمعاني والأخبار الماضية ,والآتية من المغيبات وما بلغوا من ذلك إلا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر.
دليل الإيمان باليوم الآخر
س: ما دليل الإيمان باليوم الآخر ؟
ج: قال الله تعالى:( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) وقال تعالى:( إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ) وقال تعالى :(إن الساعة لآتية لا ريب فيها ) إلى غير ذلك من الآيات.
معنى الإيمان باليوم الآخر
س: ما معنى الإيمان باليوم الآخر وما الذي يدخل فيه ؟
ج: معناه التصديق الجازم بإتيانه لا محالة والعمل بموجب ذلك ,ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون قبلها لا محالة. وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع وتفاصيل المحشر ونشر الصحف ووضع الموازين وبالصراط والحوض والشفاعة وغيرها وبالجنة ونعيمها الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عز وجل, وبالنار وعذابها الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل.
مجيء الساعة من مفاتيح الغيب
س: هل يعلم أحد متى تكون الساعة ؟
ج: مجيء الساعة من مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها كما قال تعالى:( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) وقال تعالى:( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ) الآيتين ،وقال تعالى:( يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها) الآيات، ولما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني عن الساعة قال:” ما المسئول عنها بأعلم من السائل” وذكر أماراتها وزاد في رواية:” في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى” وتلا الآية السابقة.
أمارات الساعة من الكتاب
س: ما مثال أمارات الساعة من الكتاب ؟
ج: مثل قوله تعالى :(هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) الآية, وقوله تعالى:( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وقوله تعالى:(حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق ) الآيات, وقوله تعالى:( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) الآيات, وقوله تعالى:( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) الآيات وغيرها.
أمارات الساعة من السنة
س: ما مثال أمارات الساعة من السنة ?
ج: مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربها وأحاديث الدابة وأحاديث الفتن كالدجال والملاحم. وأحاديث نزول عيسى, وخروج يأجوج ومأجوج وأحاديث الدخان, وأحاديث الريح التي تقبض كل نفس مؤمنة, وأحاديث النار التي تظهر وأحاديث الخسوف وغيرها.
دليل الإيمان بالموت
س: ما دليل الإيمان بالموت ؟
ج: قال الله تعالى :(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) وقال تعالى:( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:( إنك ميت وإنهم ميتون ) وقال تعالى:( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ) وقال تعالى:( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقال تعالى :(كل شيء هالك إلا وجهه) وقال تعالى:( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) وغير ذلك من الآيات, وفيه من الأحاديث ما لا يحصى ,والأمر مشاهد لا يجهله أحد وليس فيه شك ولا تردد ولكن عناد واستكبار ولا يعمل على موجب إيمانه به وبما بعده إلا عباد الله المخلصون ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان إن ذلك بأجله لم ينقص منه شيئا قال الله تعالى:( كل يجري لأجل مسمى ) وقال تعالى :(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .(
دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب
س: ما دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى :(كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ( وقال تعالى :(وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال تعالى:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) الآية، وقال تعالى:( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) وقال تعالى:( سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) وغير ذلك من الآيات.
دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة ؟
ج: الأحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر فمنها حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال:” إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ,فيراهما جميعا – قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس – قال وأما المنافق والكافر فيقال له :ما كنت تقول في هذا الرجل ؟فيقول :لا أدري كنت أقول ما يقول الناس, فيقال. لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ” وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ,وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ” وحديث القبرين وفيه – “إنهما ليعذبان “وحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال:” يهود تعذب في قبورها “وحديث أسماء قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة, وقالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر, وفي قصة الكسوف وأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يتعوذوا من عذاب القبر , وكل هذه الأحاديث في الصحيج وقد سقنا منها نحو ستين حديثا من طرق ثابتة عن جماعة من الصحابة يرفعونها في شرحنا على “السلم” فليراجع.
دليل البعث من القبر
س: ما دليل البعث من القبر ؟
ج: قول الله تعالى:( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) إلى قوله تعالى :(ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ) وقوله تعالى :(وهو الذي ييدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) وقوله تعالى:( كما بدأنا أول خلق نعيده ) وقوله تعالى( ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) الآيات ،وقوله:( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه فال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) إلى آخر السورة ،وقوله تعالى:( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ) إلى آخر السورة ،وقوله تعالى:( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير) وغيرها من الآيات ،وكثيرا ما يضرب الله تعالى لذلك مثلا بإحيائه الأرض بالماء فتصبح تهتز مخضرة بالنبات بعد موتها بالجدب إذ كانت قبل هامدة وبذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في حديث العقيلي الطويل حيث قال:” ولعمر إلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت عنه القبر حتى تخلقه من قبل رأسه فيستوي جالسا يقول ربك مهيم ؟ أي ما أمرك وما شأنك؟ لما كان منه يقول رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله قلت :يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال: أنبؤك بمثل ذلك في آلاء الله الأرض أشرفت عليها وهي في مدرة بالية فقلت لا تحيى أبدا؟ فأرسل الله عليها السماء فلم تلبث عنها إلا أياما حتى أشرفت عليها فإذا هي مشربة واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الأصواء من مصارعكم ” الحديث وغيره كثير.
حكم من كذب بالبعث
س: ما حكم من كذب بالبعث ؟
ج: هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله. قال الله تعالى:( وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) وقال تعالى:( وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )، وقال تعالى :(زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك على الله يسير ) وغيرها من الآيات ,وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى:” كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ,وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد” .
دليل النفخ في الصور
س: ما دليل النفخ في الصور وكم نفخات ينفخ فيه ؟
ج: قال الله تعالى :(ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) ففي هذه الآية ذكر نفختين الأولى للصعق ,والثانية للبعث وقال تعالى :(ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) الآية فمن فسر الفزع في هذه الآية بالصعق فهي النفخة الأولى المذكورة في آية الزمر ,ويؤيده حديث مسلم وفيه:” ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا – قال – وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله – قال – فيصعق ويصعق الناس, ثم يرسل الله أو قال: ينزل الله مطرا كأنه الطل أو قال الظل- شعبة الشاك- فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ” الحديث, ومن فسر الفزع بدون الصعق فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختين ويؤيده ما في حديث الصور الطويل فإن فيه ذكر ثلاث نفخات: نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين.
صفة الحشر من الكتاب

ابوبيان 12-07-2017 01:24 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
س: كيف صفة الحشر من الكتاب ؟
ج: في صفته آيات كثيرة ،منها قوله تعالى:( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) الآية ،وقوله تعالى :(وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) الآيات، وقوله تعالى :(يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) الآيات، وقوله تعالى:( وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون ) الآيات، وقوله تعالى:( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) وهو نقل الأقدام إلى المحشر كأخفاف الإبل، وقوله تعالى :(ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم ) وغير ذلك من الآيات كثير.
صفة الحشر من السنة
س: كيف صفته من السنة ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير ،وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا, وتصبح معهم حيث أصبحوا, وتمسي معهم حيث أمسوا ” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه قال “أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ” قال صلى الله عليه وسلم :”إنكم محشورون حفاة عراة عزلا كما بدأنا أول خلق نعيده – الآية. وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم” الحديث وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال” الأمر أشد من أن يهمهم ذلك” .
صفة الموقف من الكتاب
س: كيف صفة الموقف من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى:” ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ) الآيات وقال تعالى:( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) الآيات. قال تعالى:( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) الآيات. وقال تعالى:( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) الآيات. وقال تعالى:( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) الآيات. وغير ذلك كثير.
صفة الموقف من السنة وصفة العرض والحساب من الكتاب
س: كيف صفة الموقف من السنة ؟
ج: فيها أحاديث كثيرة منها عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) قال:” يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه” وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم” وهذه في الصحيح وغيرها كثير.
س: كيف صفة العرض والحساب من الكتاب ؟
ج: قال تعالى:( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) الآيات ،وقال تعالى:( وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ) الآيات ،وقال تعالى:( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) وقال تعالى:( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقال تعالى:( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كان يعملون ) وقال تعالى:( وقفوهم إنهم مسئولون ) الآيات وغيرها كثير
س: كيف صفة ذلك من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها قوله صلى الله عليه وسلم:” من نوقش الحساب عذب ” قالت عائشة رضي الله عنها: أليس يقول الله تعالى:( فسوف يحاسب حسابا يسير) قال:” ذلك العرض “وقال صلى الله عليه وسلم :” يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملئ الأرض ذهبا كنت تفتدي به فيقول نعم فيقال: قد سئلت ما هو أيسر من ذلك – وفي رواية فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك ” وقال صلى الله عليه وسلم” ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة ” وقال صلى الله عليه وسلم” يدنو أحدكم – يعني المؤمنين – من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول – إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ” وغير ذلك من الأحاديث.
صفة نشر الصحف من الكتاب
س: كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟
ج: قال تعالى:( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) وقال تعالى:( وإذا الصحف نشرت) قال تعالى:( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ) قال تعالى:( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) إلى قوله – (الخاطئون ) وفي آية الانشقاق (وأما من أوتي كتابه بيمينه ) – وقال :( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ) فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من أمامه ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بالله عز وجل.
صفة نشر الصحف من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها قوله صلى الله عليه وسلم:” يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتين، فيقول سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم , ثم تطوى صحيفة حسناته, وأما الآخرون أو الكفار فينادى عليهم على رءوس الأشهاد: (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) وقالت عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال” يا عائشة أما عند ثلاث فلا أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا, وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فلا, وحين يخرج عنق من النار ) الحديث بطوله رواه أحمد وأبو داود وغير ذلك من الأحاديث
دليل الميزان من الكتاب وكيفية صفة الوزن
س: ما دليل الميزان من الكتاب وكيف صفة الوزن ؟
ج: قال الله تعالى:( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) وقال تعالى:( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )وقال تعالى في الكافرين:( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) وغير ذلك من الآيات.
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان وإنها ترجح بتسعين سجلا من السيئات كل سجل منها مدى البصر, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود رضي الله عنه:” أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد” وقال صلى الله عليه وسلم : “إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ” – وقال – اقرأوا( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) وغير ذلك من الأحاديث.
دليل الصراط من الكتاب
س: ما دليل الصراط من الكتاب؟
ج: قال الله عز وجل:( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) وقال تعالى :(يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ) الآيات.

ابوبيان 12-07-2017 01:38 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
دليل الصراط من السنة وصفته
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة: منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة:” يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ،فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ” الحديث في الصحيح وقال أبو سعيد رضي الله عنه: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف.
دليل القصاص من الكتاب
س: ما دليل القصاص من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى:( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) وقال تعالى :(اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ) إلى قوله:( والله يقضي بالحق ) الآيات، وقوله تعالى:( وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) الآيات.
دليل القصاص وصفته من السنة
س: ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أول ما يقضى بين الناس في الدماء ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه” وقوله صلى الله عليه وسلم :”يخلص المؤمنون من النار فيجلسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ) وكلها في الصحيح وغيرها كثير.
دليل الحوض من الكتاب
س: ما دليل الحوض من الكتاب ؟
ج: قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:( إنا أعطيناك الكوثر) السورة.
دليل الحوض وصفته من السنة
س: ما دليله وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أنا فرطكم على الحوض ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن” وقوله صلى الله عليه وسلم :”حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر” وغير ذلك من الأحاديث فيه كثير.
دليل الإيمان بالجنة والنار
س: ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟
ج: قال الله تعالى :(فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) الآية. وغيرها ما لا يحصى, وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل” ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق, والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق ” الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ” أخرجاه وفي رواية” من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء ” .
معنى الإيمان بالجنة والنار
س: ما معنى الإيمان بالجنة والنار?
ج: معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا, ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.
الدليل على وجود الجنة والنار
س: ما الدليل على وجودهما الآن ؟
ج: أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان فقال في الجنة:( أعدت للمتقين )، وقال في النار:( أعدت للكافرين ) وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء” الحديث, وتقدم في فتنة وعذاب القبر “إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده ” الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم” أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم “، وقال صلى الله عليه وسلم” اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت ربي أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير “، وقال صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء وقال صلى الله عليه وسلم” لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال اذهب فانظر إليها ” الحديث وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء ،وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى.
الدليل على بقاء الجنة والنار أبدا
س: ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟
ج: قال الله تعالى في الجنة:( خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )، وقال تعالى:( ما هم منها بمخرجين )، وقال تعالى فيها:( عطاء غير مجذوذ )، وقال تعالى:( لا مقطوعة ولا ممنوعة )، وقال تعالى:( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )، وقال تعالى:( إن المتقين في مقام أمين ) إلى قوله:( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى )، وغيرها من الآيات فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها, وكذلك النار قال تعالى فيها:( إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى:( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا )، وقال تعالى:( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى:( وما هم بخارجين من النار )، وقال تعالى:( لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )، وقال تعالى:( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها )، وقال تعالى :(إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى )، وغير ذلك من الآيات . فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها أنهم خالدون فيها أبدا فنفى تعالى خروجهم منها بقوله :وما هم بخارجين ، ونفى انقطاعها عنهم بقوله :لا يفتر عنهم ، ونفى فناءهم فيها بقوله :لا يموت فيها ولا يحيى ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ” الحديث, وقال صلى الله عليه وسلم:” إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ,ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم” – وفي لفظ – كل خالد فيما هو فيه ،وفي رواية ثم :قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :(وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) وهي في الصحيح وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .
الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة
س: ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟
ج: قال الله تعالى :(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )، وقال تعالى:( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )، وقال تعالى في الكفار:( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه, وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:” إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا” وقوله :”كما ترون هذا “أي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ,كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :”ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ” وهذا تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع, تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو أعلم الخلق بالله عز وجل, وفي حديث صهيب عند مسلم:” فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ” ثم تلا هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح “سلم الوصول” خمسة وأربعين حديثا عن أكثر من ثلاثين صحابيا, ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ,وكان من الذين قال الله تعالى فيهم :(كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) نسأل الله تعالى العفو والعافية وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه .آمين.
دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون
س: ما دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون ؟
ج: قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة, بقيود ثقيلة وأخبرنا تعالى إنها ملك له، ليس لأحد فيها شيء فقال تعالى:( قل لله الشفاعة جميعا (.
فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى :(من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )،( ما من شفيع إلا من بعد إذنه )،(وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )،( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) وأما ممن تكون فكما أخبرنا تعالى إنها لا تكون إلا من بعد إذنه أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى:( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) وقال :(لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) وأما لمن تكون فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى:( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )،(يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص, وأما غيرهم فقال تعالى :(ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) وقال تعالى عنهم:( فما لنا من شافعين ولا صديق حميم )، وقال تعالى فيهم:( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :”ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع ” الحديث ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة بل قال :”فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة “ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة, وقال له أبو هريرة رضي الله عنه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال” من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه” .
أنواع الشفاعة وأعظمها
س: كم أنواع الشفاعة وما أعظمها ؟
ج: أعظمها: الشفاعة العظمى في موقف القيامة في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده ,وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل كما قال تعالى:( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف ,وطال المقام واشتد القلق، وألجمهم العرق ،التمسوا الشفاعة في أن يفصل الله بينهم فيأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ابن مريم وكلهم يقول نفسي نفسي إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما.
الثانية: الشفاعة في استفتاح باب الجنة ،وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته.
الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
الرابعة: في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل.
الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة، وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه هو المقدم فيها ,ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون ،ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة.
السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار ,وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب كما في مسلم ,وغيره ولا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي – بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم الجنة وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة.
أثر العمل في دخول الجنة والنجاة من النار
س: هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله – قالوا يا رسول الله ولا أنت – قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ” وفي رواية” سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله – قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل” .
الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة
س: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى:( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون(؟
ج: لا منافاة بينهما بحمد الله، فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية ;لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه, والمنفي في الحديث هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة, فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة( رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين .(
دليل الإيمان بالقدر جملة

ابوبيان 12-07-2017 01:38 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
س: ما دليل الإيمان بالقدر جملة ؟
ج: قال الله تعالى:( وكان أمر الله قدرا مقدورا )، وقال تعالى:( ليقضي الله أمرا كان مفعولا )، وقال تعالى:( وكان أمر الله مفعولا )، وقال تعالى:( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) الآية ،وقال تعالى :(وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله )، وقال تعالى:( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) وغير ذلك من الآيات, وتقدم في حديث جبريل:” وتؤمن بالقدر خيره وشره ” وقال صلى الله عليه وسلم” واعلم أنما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك” وقال صلى الله عليه وسلم” وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل” وقال صلى الله عليه وسلم “كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ” وغير ذلك من الأحاديث.
مراتب الإيمان بالقدر
س: كم مراتب الإيمان بالقدر؟
ج: الإيمان بالقدر على أربع مراتب:
المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء ،الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض, وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم, وعلم أرزاقهم ،وآجالهم ،وأقوالهم ،وأعمالهم، وجميع حركاتهم، وسكناتهم وأسرارهم، وعلانياتهم ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار.
المرتبة الثانية: الإيمان بكتابة ذلك وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن، وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم.
المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون، ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن, فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة, وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه، لا لعدم قدرة الله عليه ،تعالى الله عن ذلك وعز وجل (وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا (
المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه ما من ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا فيما بينهما إلا والله خالقها ،وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه .
س: ما دليل المرتبة الأولى وهي الإيمان بالعلم ؟
ج: قال الله تعالى:( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة )، وقال تعالى:( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )، وقال تعالى :(عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر )، وقال تعالى:( عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) الآيات، وقال تعالى :(الله أعلم حيث يجعل رسالته)، وقال تعالى:( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )، وقال تعالى:( أليس الله بأعلم بالشاكرين )،( أليس الله بأعلم بما في صدور العالمين )، وقال تعالى:( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )، وقال تعالى:( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) وفي الصحيح قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال نعم. قال ففيم يعمل العاملون؟ قال :”كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له ” وفيه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال:” الله أعلم بما كانوا عاملين” وفي مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ” وفيه قال صلى الله عليه وسلم:” إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار , وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة” وفيه قال صلى الله عليه وسلم :”ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار” قالوا يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل, قال:” اعملوا فكل ميسر لما خلق له “ثم قرأ :( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى – إلى قوله – فسنيسره للعسرى ) وغير ذلك من الأحاديث.
س: ما دليل المرتبة الثانية وهي الإيمان بكتابة المقادير؟
ج: قال الله تعالى :(وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)،وقال تعالى:(إن ذلك في كتاب) ، وقال تعالى في محاجة موسى وفرعون:( قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )،وقال تعالى :(وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير )، وغير ذلك من الآيات وقال صلى الله عليه وسلم :” ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة ” رواه مسلم، وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيم العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال :”لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ فقال:” اعملوا فكل ميسر – وفي رواية كل عامل ميسر لعمله ” وغير ذلك من الأحاديث.

ابوبيان 12-07-2017 01:39 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
ما يدخل في مرتبة كتابة المقادير
س: كم يدخل في هذه المرتبة من التقادير ؟
ج: يدخل في ذلك خمسة من التقادير كلها ترجع إلى العلم:
التقدير الأول: كتابة ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ،عندما خلق الله القلم، وهو التقدير الأزلي.
الثاني: التقدير العمري، حين أخذ الميثاق، يوم( ألست بربكم(
الثالث: التقدير العمري أيضا عند تخليق النطفة في الرحم.
الرابع: التقدير الحولي في ليلة القدر.
الخامس: التقدير اليومي،وهو تنفيذ كل ذلك إلى مواضعه.
دليل التقدير اللأزلي
س: ما دليل التقدير اللأزلي ؟
ج: قال الله تعالى :( أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )الآيات وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم :”كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال :وعرشه على الماء ) وقال صلى الله عليه وسلم :”إن أول ما خلق الله القلم فقال له :اكتب فقال رب وماذا أكتب؟ قال :كتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ” الحديث في السنن ،وقال صلى الله عليه وسلم :”يا أبا هريرة جف القلم بما هو كائن ” الحديث في البخاري وغير ذلك كثير.
دليل التقدير العمري يوم الميثاق
س: ما دليل التقدير العمري يوم الميثاق ؟
ج: قال الله تعالى:( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ) الآيات .وروى إسحاق بن راهويه أن رجلا قال يا رسول الله أتبتدأ الأعمال أم قد مضى القضاء فقال :”إن الله تعالى لما أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم ،ثم أفاض بهم في كفيه فقال :هؤلاء للجنة ،وهؤلاء للنار ,فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة, وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار “وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية :(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون ” الحديث بطوله وفي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا :لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا ،فقال للذي في يده اليمنى :”هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا “ثم قال للذي في شماله :”هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ،ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا “- فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه؟ فقال :”سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل “ثم قال صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال :”فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير ” قال الترمذي :هذا حديث حسن صحيح غريب
دليل التقدير العمري الذي عند أول تخليق النطفة
س: ما دليل التقدير العمري الذي عند أول تخليق النطفة ؟
ج: قال الله تعالى:( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ,ثم يكون علقة مثل ذلك ,ثم يكون مضغة مثل ذلك ,ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ،ويؤمر بأربع كلمات ،يكتب رزقه ،وأجله ،وعمله ،وشقي أو سعيد ,فوالذي لا إله غيره ،إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينهما إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ،وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ” وفيه روايات غير هذه عن جماعة من الصحابة بألفاظ أخر والمعنى واحد.
دليل التقدير الحولي في ليلة القدر
س: ما دليل التقدير الحولي في ليلة القدر ؟
ج: قال الله تعالى:( فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا ) الآيات.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما :يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت أو حياة ورزق ومطر حتى الحجاج يقال يحج فلان ويحج فلان ،وكذا قال الحسن وسعيد بن جبير ومقاتل وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم.
دليل التقدير اليومي
س: ما دليل التقدير اليومي؟
ج: قال تعالى:( كل يوم هو في شأن ) وفي صحيح الحاكم قال ابن عباس رضي الله عنهما :”إن مما خلق الله تعالى لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة أو مرة ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل, ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى :(كل يوم هو في شأن ) وكل هذه التقادير كالتفصيل من القدر السابق ،وهو الأزلي الذي أمر الله تعالى القلم عندما خلقه أن يكتبه في اللوح، المحفوظ وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم قوله تعالى:( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) وكل ذلك صادر عن علم الله الذي هو صفته تبارك وتعالى.
ما يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة
س: ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة ؟
ج: اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه ،بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح ،ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها قال بعضهم :أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟قال:” لا اعملوا فكل ميسر ” ثم قرأ:( فأما من أعطى واتقى ) الآية فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها أسبابا وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في المعاش والمعاد ،وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة فهو مهيأ له ميسر له ,فإذا علم العبد أن مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشد اجتهادا في فعلها والقيام بها وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه ,وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع أحاديث القدر ما كنت أشد اجتهادا مني الآن، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ” وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له : أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها هل ترد من قدر الله شيئا ؟قال :”هي من قدر الله” يعني أن الله تعالى قدر الخير والشر وأسباب كل منهما.
دليل المرتبة الثالثة وهو الإيمان بالمشيئة
س: ما دليل المرتبة الثالثة وهو الإيمان بالمشيئة ؟
ج: قال الله تعالى :(وما تشاءون إلا أن يشاء الله )، وقال تعالى :(ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله)، وقال تعالى :(من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم )، وقال تعالى :(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة )، (ولو شاء الله ما اقتتلوا ) ،(ولو يشاء الله لانتصر منهم ) ،وقال تعالى :(فعال لما يريد ) ،(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )،( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون )،( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ) وغير ذلك من الآيات ما لا يحصى.
وقال صلى الله عليه وسلم:” قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء ” وقال صلى الله عليه وسلم في نومهم في الوادي:” أن الله تعالى قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء “وقال :”اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء ” وقال :”لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ،ولكن قولوا :ما شاء الله وحده ” وقال صلى الله عليه وسلم :”من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين “” إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي ” وغير ذلك من الأحاديث في ذكر المشيئة والإرادة ما لا يحصى.
الجواب لمن قال كيف يشاء الله ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه
س: قد أخبرنا الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفاته أنه يحب المحسنين والمتقين والصابرين, ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ،ولا يحب الكافرين ولا الظالمين ،ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. مع كون كل ذلك بمشيئة الله وإرادته ,وأنه لو شاء لم يكن ذلك ،فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد, فما الجواب لمن قال كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحب؟
ج: اعلم أن الإرادة في النصوص جاءت على معنيين :إرادة كونية قدرية ،هي المشيئة ،ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا ،بل يدخل فيها الكفر والإيمان ،والطاعات والعصيان ،والمرضي والمحبوب ،والمكروه وضده, وهذه الإرادة ليس لأحد خروج منها ولا محيص عنها كقوله تعالى :(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا )، وقوله تعالى :(ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ) الآيات وغيرها. وإرادة دينية شرعية ،مختصة بمراضي الله ومحابه ،وعلى مقتضاها أمر عباده ونهاهم كقوله تعالى :(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )، وقوله تعالى :(يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم ) وغيرها من الآيات ،وهذه الإرادة لا يحصل اتباعها إلا لمن سبقت له بذلك الإرادة الكونية. فتجتمع الإرادة الكونية والشرعية في حق المؤمن الطائع ،وتنفرد الكونية في حق الفاجر العاصي, فالله سبحانه دعا عباده عامة إلى مرضاته وهدى لإجابته من شاء منهم كما قال تعالى :(والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) فعمم سبحانه الدعوة وخص الهداية بمن شاء :(إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى).
دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر وهي مرتبة الخلق
س: ما دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر وهي مرتبة الخلق ؟
ج: قال الله تعالى :(الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )، وقال تعالى :(هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض )، وقال تعالى :(هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )، وقال تعالى:( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء )، وقال تعالى :(والله خلقكم وما تعملون )، وقال تعالى :(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها )، وقال تعالى:(من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون )، وقال تعالى :(ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) وغير ذلك من الآيات, وللبخاري في خلق أفعال العباد عن حذيفة مرفوعا : “إن الله يصنع كل صانع وصنعته “وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها إنك أنت وليها ومولاها ” وغير ذلك من الأحاديث.
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم والخير كله في يديك والشر ليس إليك
س: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :”والخير كله في يديك والشر ليس إليك ” مع أن الله سبحانه خالق كل شيء؟
ج: معنى ذلك أن أفعال الله عز وجل كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه ،فإنه تعالى حكم عدل وجميع أفعاله حكمة وعدل يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى، وما كان في نفس المقدور من شر فمن جهة إضافته إلى العبد لما يلحقه من المهالك وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا، كما قال تعالى :(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ،وقال تعالى :(وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )، وقال تعالى:( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون).
هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالهم المضافة إليهم
س: هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالهم المضافة إليهم ؟
ج: نعم للعباد قدرة على أعمالهم ،ولهم مشيئة وإرادة ،وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة ،وبحسبها كلفوا ،وعليها يثابون ويعاقبون ،ولم يكلفهم الله إلا وسعهم ،وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به ،ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه، ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ،ولا يفعلون إلا بجعله إياهم فاعلين كما تقدم في نصوص المشيئة والإرادة والخلق ،فكما لم يوجدوا أنفسهم ،لم يوجدوا أفعالهم ،فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم وأفعالهم تابعة لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله, إذ هو خالقهم ،وخالق قدرتهم وإرادتهم ومشيئتهم وأفعالهم, وليس مشيئتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم هي عين مشيئة الله وإرادته وقدرته وأفعاله ،كما ليسوا هم إياه ،تعالى الله ،عن ذلك بل أفعالهم المخلوقة لله قائمة بهم ،لائقة بهم ،مضافة إليهم حقيقة ،فالله فاعل حقيقة ،والعبد منفعل حقيقة ، والله هاد حقيقة ، والعبد مهتد حقيقة ،ولهذا أضاف كلا من الفعلين إلى من قام به فقال تعالى :(من يهد الله فهو المهتد ) فإضافة الهداية إلى الله حقيقة، وإضافة الاهتداء إلى البعد حقيقة ،فكما ليس الهادي هو عين المهتدي ،فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتداء ,وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة ،وذلك العبد يكون ضالا حقيقة, وهكذا جميع تصرف الله في عباده ،فمن أضاف الفعل والانفعال إلى العبد كفر, ومن أضاف إلى الله كفر, ومن أضاف الفعل إلى الخالق والانفعال إلى المخلوق كلاهما حقيقة فهو المؤمن حقيقة.
جواب من قال أليس ممكنا في قدرة الله أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين
س: ما جواب من قال أليس ممكنا في قدرة الله أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا ؟
ج: بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى :(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) الآية ،وقال تعالى :(ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) وغيرها من الآيات ,ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته, فقول القائل :لم كان من عباده الطائع والعاصي ؟كقول من قال لم كان من أسمائه الضار النافع والمعطي المانع والخافض الرافع والمنعم والمنتقم ونحو ذلك ؟ إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه ،وآثار صفاته، ,فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض عليه في أسمائه وصفاته ،بل وعلى إلهيته وربوبيته:( فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون).
منزلة الإيمان بالقدر من الدين
شعب الإيمان
س: ما منزلة الإيمان بالقدر من الدين ؟
ج: الإيمان بالقدر نظام التوحيد ،كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجز عن شره هي نظام الشرع ،ولا ينتظم أمر الدين ويستقيم إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع ،كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر ثم قال لمن قال له أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، قال: “اعملوا فكل ميسر لما خلق له ” فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع ،فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته ،وجعل العبد مستقلا بأفعاله خالقا لها ،فأثبت مع الله تعالى خالقا ،بل أثبت أن جميع المخلوقين خالقون, ومن أثبت محتجا به على الشرع محاربا له به ،نافيا عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله تعالى إياها وكلفه بحسبها زاعما أن الله كلف عباده ما لا يطاق ،كتكليف الأعمى ينقط المصحف فقد نسب الله تعالى إلى الظلم ،وكان إمامه في ذلك إبليس لعنه الله تعالى إذ يقول :(فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) وأما المؤمنون حقا ،فيؤمنون بالقدر خيره وشره ،وأن الله خالق ذلك كله ،وينقادون للشرع أمره ونهيه، ويحكمونه في أنفسهم سرا وجهرا ،وأن الهداية والإضلال بيد الله يهدي من يشاء بفضله, ويضل من يشاء بعدله ,وهو أعلم بمواقع فضله وعدله :(وهو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ) وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة, وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا لا على القدر ،وإنما يعزون أنفسهم بالقدر عند المصائب ;فإذا وفقوا لحسنة عرفوا الحق لأهله فقالوا :(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )، ولم يقولوا قال الفاجر :(إنما أوتيته على علم عندي ) وإذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال الأبوان :(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ولم يقولوا كقول الشيطان الرجيم :(رب بما أغويتني ) إذا أصابتهم مصيبة :(قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) ولم يقولوا كما قال الذين كفروا :(وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير).
س: كم شعب الإيمان ؟
ج: قال الله تعالى:( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربي واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” الإيمان بضع وستون ” وفي رواية :”بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان”.

ابوبيان 12-07-2017 01:42 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
تفسير العلماء لشعب الإيمان
س: بما فسر العلماء هذه الشعب?
ج: قد عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا ،ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا في الإيمان ،بل يكفي الإيمان بها جملة ،وهي لا تخرج عن الكتاب والسنة، فعلى العبد امتثال أوامرهما ،واجتناب زواجرهما ،وتصديق أخبارهما ،وقد استكمل شعب الإيمان ،والذي عددوه حق كله من أمور الإيمان ،ولكن القطع بأنه هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج إلى توقيف.
خلاصة ما عده العلماء من شعب الإيمان
س: اذكر خلاصة ما عدوه ؟
ج: قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله: إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب ،وأعمال اللسان ،وأعمال البدن ،فأعمال القلب :المعتقدات والنيات، على أربع وعشرين خصلة, الإيمان بالله ويدخل فيه: الإيمان بذاته ،وصفاته ،وتوحيده ،بأنه :(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) واعتقاد حدوث ما دونه ،والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله ،والقدر خيره وشره ،والإيمان باليوم الآخر ،ويدخل فيه ،المسألة في القبر، والبعث والنشور ،والحساب والميزان ،والصراط ،والجنة ،والنار ،ومحبة الله، والحب والبغض فيه ،ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ،واعتقاد تعظيمه ،ويدخل فيه: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته ،والإخلاص ،ويدخل فيه :ترك الرياء ،والنفاق ،والتوبة، والخوف، والرجاء ،والشكر ،والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء ،والتوكل ،والرحمة ،والتواضع ،ويدخل فيه :توقير الكبير ،ورحمة الصغير، وترك التكبر والعجب ،وترك الحسد ،وترك الحقد ،وترك الغضب.
وأعمال اللسان: وتشتمل على سبع خصال: التلفظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعاء ،والذكر، ويدخل فيه :الاستغفار واجتناب اللغو ،وأعمال البدن :وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة :منها ما يتعلق بالأعيان، وهي خمس عشرة خصلة :التطهر حسيا وحكما ،ويدخل فيه إطعام الطعام ،وإكرام الضيف ،الصيام فرضا ونفلا، والاعتكاف ،والتماس ليلة القدر، والحج ،والعمرة ،الطواف كذلك ، والفرار بالدين، ويدخل فيه :الهجرة من دار الشرك ،والوفاء بالنذر، والتحري في الأيمان ،وأداء الكفارات ،ومنها ما يتعلق بالاتباع ،وهي ست خصال: التعفف بالنكاح، والقيام بحقوق العيال, وبر الوالدين، ويدخل فيه :اجتناب العقوق ،وتربية الأولاد، وصلة الرحم ،وطاعة السادة ،والرفق بالعبيد, ومنها ما يتعلق بالعامة ،وهي سبع عشرة خصلة: القيام بالإمارة مع العدل ،ومتابعة الجماعة، وطاعة أولي الأمر، والإصلاح بين الناس ،ويدخل فيه: قتال الخوارج والبغاة ،والمعاونة على البر، ويدخل فيه :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد ،ومنه :المرابطة وأداء الأمانة ،ومنه :أداء الخمس ،والقرض مع وفائه ،وإكرام الجار، وحسن المعاملة ،ويدخل فيه: جمع المال من حله ،وإنفاقه في حقه ،ويدخل فيه :ترك التبذير والإسراف, ورد السلام ،وتشميت العاطس ،وكف الضرر عن الناس، واجتناب اللهو، وإماطة الأذى عن الطريق، فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر والله أعلم.
دليل الإحسان من الكتاب والسنة
الإحسان في العبادة
س: ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلته كثيرة ،منها قوله تعالى:( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )،( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )،( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)،( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )،(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن الله كتب الإحسان على كل شيء ” وقال صلى الله عليه وسلم ك:”نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له”.
س: ما هو الإحسان في العبادة ؟
ج: فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له :”فأخبرني عن الإحسان؟ قال :أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ،أعلاهما :عبادة الله كأنك تراه ,وهذا مقام المشاهدة ،وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الإحسان .
الثاني :مقام المراقبة ،وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه ،فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى ;لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل .ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر.
ما يضداد الإيمان
س: ما هو ضد الإيمان؟
ج: ضد الإيمان الكفر ،وهو أصل له شعب ،كما أن الإيمان أصل له شعب ،وقد عرفت مما تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ،فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ،فالطاعات كلها من شعب الإيمان، وقد سمي في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا, والمعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمي في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي، فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران :كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية، وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ,وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه، وهو الكفر العملي الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك.
كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية
س: بين لي كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية وفصل لي ما أجملته في إزالته إياه؟
ج: قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل ،قول القلب واللسان ،وعمل القلب واللسان والجوارح ،فقول القلب ،هو التصديق ،وقول اللسان ،هو التكلم بكلمة الإسلام, وعمل القلب، هو النية والإخلاص, وعمل الجوارح ،هو الانقياد بجميع الطاعات, فإذا زالت جميع هذه الأربعة قول القلب وعمله ،وقول اللسان وعمل الجوارح زال الإيمان بالكلية ،وإذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية ،فإن تصديق القلب شرط في انعقادها وكونها نافعة وذلك كمن كذب بأسماء الله وصفاته، أو بأي شيء مما أرسل الله به وأنزل به كتبه, وإن زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان كله بزواله ،وإنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده ،كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.
أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة
كفر الجهل والتكذيب
س: كم أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة ؟
ج: علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام :كفر جهل وتكذيب ،وكفر جحود, وكفر عناد واستكبار ،وكفر نفاق.
س: ما كفر الجهل والتكذيب ؟
ج: هو ما كان ظاهرا وباطنا ،كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من الأمم الذين قال الله تعالى فيهم :(الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون )، وقال تعالى :(وأعرض عن الجاهلين)، وقال تعالى:( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ) الآيات، وقال تعالى:( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) الآيات وغيرها.
كفر الجحود
س: ما هو كفر الجحود ؟
ج: هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ،ككفر فرعون وقومه بموسى، وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى في كفر فرعون وقومه:( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )، وقال تعالى في اليهود:( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ،وقال تعالى :(وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون).
كفر العناد والاستكبار
كفر النفاق
س: ما كفر العناد والاستكبار ؟
ج: هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به ،ككفر إبليس إذ يقول الله تعالى فيه:( إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره وإنما اعترض عليه وطعن في حكمة الآمر به وعدله وقال:( ء أسجد لمن خلقت طينا)، وقال:( لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) ، وقال:( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين( .
س: ما هو كفر النفاق ؟
ج: هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس، ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال الله تعالى فيهم:( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون – إلى قوله: إن الله على كل شيء قدير) وغيرها من الآيات.
الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة
س: ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ؟
ج: هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله، كقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ” وقوله صلى الله عليه وسلم” سباب المسلم فسوق وقتاله كفر” فأطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر, وسمى من يفعل ذلك كفارا، مع قول الله تعالى:( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما – إلى قوله – إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان ولم ينف عنهم شيئا من ذلك, وقال تعالى في آية القصاص :(فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ) فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ،والتوبة معروضة بعد” زاد في رواية” ولا يقتل وهو مؤمن – وفي رواية – ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم ” الحديث فى الصحيحين مع حديث أبي ذر فيهما أيضا، قال صلى الله عليه وسلم “ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة” قلت وإن زنى وإن سرق قال:” وإن زنى وإن سرق” ثلاثا ثم قال في الرابعة “على رغم أنف أبي ذر ” فهذا يدل على أنه لم ينف عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الإيمان بالكلية مع التوحيد فإنه لو أراد ذلك لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة ,وإن فعل تلك المعاصي فلن يدخل الجنة إلا نفس مومنة, وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله , وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله إياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمها بل يكفر باعتقاد حلها ,وإن لم يفعلها والله سبحانه وتعالى أعلم.
السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين
س: إذا قيل لنا هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ,فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟
ج: اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ,ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ,ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا إنما كنا نخوض ونلعب قال الله تعالى قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله.
أقسام الظلم والفسوق والنفاق
س: إلى كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق ?
ج: ينقسم كل منهما إلى قسمين أكبر هو الكفر وأصغر دون ذلك.
مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال الظلم الأكبر ما ذكره الله تعالى في قوله إن الشرك لظلم عظيم وقوله تعالى إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه وقوله تعالى ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه .
مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال الفسوق الأكبر ما ذكره الله تعالى بقوله إن المنافقين هم الفاسقون وقوله تعالى إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه وقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين روي أنها نزلت في الوليد بن عقبة.
مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال النفاق الأكبر ما قدمنا ذكره في الآيات من صدر البقرة وقوله تعالى إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم إلى قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار الآيات وقوله تعالى إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون وغير ذلك من الآيات, ومثال النفاق الذي دون ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ,وإذا وعد أخلف ,وإذا ائتمن خان وحديث أربع من كن فيه كان منافقا الحديث .
حكم السحر والساحر
س: ما حكم السحر والساحر?
ج: السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني كما قال تعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله وتأثيره ثابت في الأحاديث الصحيحة.
وأما الساحر فإن كان سحره مما يتلقى عن الشياطين كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر لقوله تعالى وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر إلى قوله- ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق الآيات.
حد الساحر
س: ما حد الساحر ؟
ج: روى الترمذي عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربه بالسيف وصحح وقفه قال والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول مالك بن أنس وقال الشافعي رحمه الله تعالى: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر ,فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير عليه قتلا ,وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد الله وابنته حفصة وعثمان بن عفان وجندب بن عبد الله وجندب بن كعب بن وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم رحمهم الله.
تعريف النشرة وحكمها
الرقى المشروعة
س: ما النشرة وما حكمها ?
ج: النشرة حل السحر عن المسحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان ,وإن كانت بالرقى والتعاويذ المشروعة فلا بأس بذلك.
س: ما الرقى المشروعة?
ج: هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العربي, واعتقد كل من الراقي والمرتقي أن تأثيرها لا يكون إلا بإذن الله عز وجل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقاه جبريل عليه السلام ورقى هو كثيرا من الصحابة وأقرهم على فعلها بل وأمرهم بها وأحل لهم أخذ الأجرة عليها ,كل ذلك في الصحيحين وغيرهما.
الرقى الممنوعة
س: ما الرقى الممنوعة?
ج: هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ولا كانت بالعربية بل هي من عمل الشيطان واستخدامه ,والتقرب إليه بما يحبه كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل ,والطلاسم كشمس المعارف وشموس الأنوار وغيرهما مما أدخله أعداء الإسلام عليه ,وليست منه في شيء ولا من علومه في ظل ولا فيء كما بيناه في شرح السلم وغيره.
حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها
س: ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم من علق شيئا وكل إليه وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت وقال صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك وقال صلى الله عليه وسلم من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له وفي رواية من تعلق تميمة فقد أشرك وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر ماهذا ؟ فقال من الواهنة قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ,فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ثم تلا قوله تعالى وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة, وهذا في حكم المرفوع.
س: ما حكم المعلق إذا كان من القرآن ؟
ج: يروى جوازه عن بعض السلف وأكثرهم على منعه كعبد الله بن عكيم وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وأصحابه رضي الله عنهم وهو الأولى لعموم النهي عن التعليق, ولعدم شيء من المرفوع يخصص ذلك ولصون القرآن عن إهانته إذ قد يحملونه غالبا على غير طهارة, ولئلا يتوصل بذلك إلى تعليق غيره , ولسد الذريعة عن اعتقاد المحظور والتفات القلوب إلى غير الله عز وجل لا سيما في هذا الزمان.
حكم الكهان
س: ما حكم الكهان ؟
ج: الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطين الذين يوحون إليهم كما قال تعالى وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم الآية ويتنزلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة كما قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة الحديث في الصحيح بكماله ومن ذلك الخط بالأرض الذي يسمونه ضرب الرمل وكذا الطرق بالحصى ونحوه.
حكم من صدق كاهنا
س: ما حكم من صدق كاهنا ؟
ج: قال الله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وقال تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو الآية وقال تعالى أم عندهم الغيب فهم يكتبون وقال تعالى أعنده علم الغيب فهو يرى وقال تعالى والله يعلم وأنتم لا تعلمون وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما
حكم التنجيم
س: ما حكم التنجيم ؟
ج: قال الله تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر وقال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وقال تعالى والنجوم مسخرات بأمره وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الأئمة وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم “ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق” وقال قتادة رحمه الله تعالى: خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها ,فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به.
حكم الاستسقاء بالأنواء
حكم الطيرة وما يذهبها
س: ما حكم الاستسقاء بالأنواء.
ج: قال الله تعالى وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون وقال النبي صلى الله عليه وسلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ,والطعن في الأنساب, والاستسقاء بالأنواء ,والنياحة وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ,فأما من قال مطرنا بفضل الله ,فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب, وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب
س: ما حكم الطيرة وما يذهبها.
ج: قال الله تعالى ألا إنما طائرهم عند الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وقال صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيرة شرك قال ابن مسعود: وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل, وقال صلى الله عليه وسلم إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك وقال صلى الله عليه وسلم أصدقها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدا ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك
حكم العين
س: ما حكم العين ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم العين حق ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال استرقوا لها فإن بها النظرة وقالت عائشة رضي الله عنها أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسترقي من العين, وقال صلى الله عليه وسلم لا رقية إلا من عين أو حمة وكلها في الصحيح وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة, ولا تأثير لها إلا بإذن الله وقد فسر بها قوله عز وجل وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر عن كثير من السلف رضي الله عنهم.
أقسام المعاصي
س: إلى كم قسم تنقسم المعاصي?
ج: تنقسم إلى صغائر هي السيئات, وكبائر هي الموبقات.
ما تكفر به السيئات
س: بماذا تكفر السيئات؟
ج: قال الله تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وقال تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات فأخبرنا الله تعالى أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات وكذلك جاء في الحديث واتبع السيئة الحسنة تمحها وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة أن إسباغ الوضوء على المكاره ,ونقل الخطى إلى المساجد والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ,ورمضان إلى رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر وصيام عاشوراء وغيرها من الطاعات إنها كفارات للسيئات والخطايا وأكثر تلك الأحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه يحمل المطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها.

ابوبيان 12-07-2017 01:43 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
تعريف الكبائر
س: ما الكبائر?
ج: في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم فقيل هي كل ذنب ترتب عليه حد, وقيل هي كل ذنب أتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة, وقيل هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله ,وقيل غير ذلك, وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها فمنها كفر أكبر كالشرك بالله والسحر, ومنها عظيم من كبائر الإثم والفواحش ,وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والتولي يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقول الزور ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وشرب الخمر وعقوق الوالدين وغير ذلك, وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع ا هـ .
ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر وجدها أكثر من السبعين فكيف إذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة من اتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو محاربة أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد فإنه يجدها كثيرة جدا.
ما تكفر جميع الصغائر والكبائر
س: بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر ؟
ج: تكفر جميعها بالتوبة النصوح قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار وعسى من الله محققة وقال تعالى إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات الآيات وقال تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار الآيات وغيرها وقال صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبلها وقال صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش ,أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده
التوبة النصوح
س: ما التوبة النصوح?
ج: هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء: الإقلاع عن الذنب ,والندم على ارتكابه والعزم على أن لا يعود أبدا, وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن فإنه سيطالب بها يوم القيامة إن لم يتحللها منه اليوم ,ويقتص منه لا محالة وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا, قال صلى الله عليه وسلم (من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته وإلا أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه )
ما تنقطع به التوبة في حق كل فرد
س: متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس؟
ج: قال الله تعالى إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كل شيء عصي الله به فهو جهالة سواء كان عمدا أو غيره ,وإن كل ما كان قبل الموت فهو قريب وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ثبت ذلك في أحاديث كثيرة, فأما إذا عاين الملك وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص ولات حين مناص وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن الآية.
وقت انقطاع التوبة من عمر الدنيا
س: متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟
ج: قال الله تعالى يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا الآية وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ثم قرأ الآية وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمهات وغيرها, وقال صفوان بن عسال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه رواه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة في حديث طويل.
حكم من مات من الموحدين مصرا على كبيرة
س: ما حكم من مات من الموحدين مصرا على كبيرة ؟
ج: قال الله عز وجل (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) وقال تعالى (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون) وقال تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء الآية وقال تعالى يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) وقال (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وقال تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وغير ذلك من الآيات, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من نوقش الحساب عذب فقالت له عائشة رضي الله عنها أليس يقول الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال بلى إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب وقد قدمنا من النصوص في الحشر وأحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب والصراط والشفاعات وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس ,وتباين أحوالهم في الآخرة بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا في طاعة ربهم ,وضدها من سابق ومقتصد وظالم لنفسه ;إذا عرفت هذا فاعلم أن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الأول من الصحابة والتابعين هم بإحسان من أئمة التفسير والحديث والسنة أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات:
الأولـى: قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبدا.
الثانيـة: قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار, وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يوقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يوقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال تعالى بعد أن أخبر بدخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وتناديهم فيها قال وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين – إلى قوله – ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون
الطبقة الثالثة: قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش ومعهم أصل التوحيد والإيمان فرجحت سيئاتهم بحسناتهم فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم فمنهم من تأخذه إلى كعبيه ,ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه حتى أن منهم من لم يحرم الله منه على النار إلا أثر السجود وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره من بعده من الأنبياء والأولياء والملائكة ومن شاء الله أن يكرمه , فيحد لهم حدا فيخرجونهم ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم ثم هكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير, ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن برة من خير, إلى أن يخرجوا منها من كان في قلبه وزن ذرة من خير إلى أدنى من مثقال ذرة إلى أن يقول الشفعاء ربنا لم نذر فيها خيرا ولم يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد ,ولو عمل أي عمل, ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا وأخف ذنبا كان أخف عذابا في النار وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها, وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيمانا كان بضد ذلك, والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام ,واختلفوا فيه اختلافا كثيرا فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
هل الحدود كفارات لأهلها
س: هل الحدود كفارات لأهلها؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم وحوله عصبة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ,ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه يعني غير الشرك قال عبادة: فبايعناه على ذلك.
الجمع بين حديثي عذاب الله للمذنبين وعفوه عنه
س: ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه وبين ما تقدم من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار؟
ج: لا منافاة بينهما فإن من يشاء الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعرض وقال في صفته يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه ,فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا ,وأنا أغفرها لك اليوم وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب وقد قال صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب
الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ونهانا عن اتباع غيره
س: ما الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ونهانا عن اتباع غيره ؟
ج: هو دين الإسلام الذي أرسل به رسله, وأنزل به كتبه ولم يقبل من أحد سواه ولا ينجو إلا من سلكه ,ومن سلك غيره تشعبت عليه الطرق ,وتفرقت به السبل قال الله تعالى وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وخط النبي صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله مستقيما وخط خطوطا عن يمينه وشماله, ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعوا إليه ثم قرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وقال صلى الله عليه وسلم ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ,وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ,ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط ,فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه, فالصراط الإسلام والسوران حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله ,وذلك الداعي على رأسه الصراط كتاب الله, والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم .
ما يتأتى به سلوك الصراط المستقيم والسلامة من الانحراف عنه
س: بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه؟
ج: لا يحصل ذلك إلا بالتمسك بالكتاب والسنة السير بسيرهما والوقوف عند حدودهما ,وبذلك يحصل تجريد التوحيد لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وهؤلاء المنعم عليهم المذكورون هاهنا تفصيلا هم الذين أضاف الصراط إليهم في فاتحة الكتاب بقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولا أعظم نعمة على العبد من هدايته إلى هذا الصراط المستقيم, وتجنيبه السبل المضلة, وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمته على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يريغ عنها بعدي إلا هالك .
البدع المحدثة
س: ما ضد السنة؟
ج: ضدها البدع المحدثة وهي شرع ما لم يأذن به الله وهي التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها, وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ,فإن كل محدثة ضلالة وأشار صلى الله عليه وسلم إلى وقوعها بقوله وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وعينها بقوله صلى الله عليه وسلم هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي وقد برأه الله تعالى من أهل البدع بقوله إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله الآية.
أقسام البدعة باعتبار إخلالها بالدين
س: إلى كم قسم تقسم البدعة باعتبار إخلالها بالدين?
ج: تنقسم إلى قسمين بدعة مكفرة وبدعة دون ذلك.
البدع المكفرة
س: ما البدع المكفرة?
ج: هي كثيرة وضابطها من أنكر أمرا مجمعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدين بالضرورة ;لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل ,والقول بخلق القرآن أو خلق أي صفة من صفات الله عز وجل وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وغير ذلك. وكبدعة القدرية في إنكار علم الله تعالى وأفعاله وقضائه وقدره, وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك من الأهواء, ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدين ,وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنبي عن الدين من أعدى عدو له ,وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم وإلزامهم بها .
البدعة التي هي غير مكفرة
س: ما البدعة التي هي غير مكفرة?
ج: هي ما لم تكن كذلك مما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء مما أرسل الله به رسله كبدعة المروانية التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ,ولم يقروهم عليها ولم يكفروهم بشيء منها ولم ينزعوا يدا من بيعتهم لأجلها كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها, وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد والجلوس في نفس الخطبة في الجمعة وغيرها وسبهم بعض كبار الصحابة على المنابر ونحو ذلك مما لم يكن منهم عن اعتقاد شرعية بل بنوع تأويل ,وشهوات نفسانية ,وأغراض دنيوية.
أقسام البدع بحسب ما تقع فيه
س: كم أقسام البدع بحسب ما تقع فيه?
ج: تنقسم إلى بدع في العبادات وبدع في المعاملات.
أقسام البدع في العبادات
س: إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات؟
ج: إلى قسمين:
الأول: التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو الرقص والصفق والغناء ,وأنواع المعازف وغيرها مما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال الله تعالى فيهم وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية . والثاني: التعبد بما أصله مشروع ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلا هو في الإحرام عبادة مشروعة ,فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة. وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات النهي وكصيام يوم الشك ,وصيام العيدين ونحو ذلك.
أحوال البدعة مع العبادة التي تقع فيها
س: كم حالة للبدعة مع العبادة التي تقع فيها?
ج: لها حالتان
الأولـى: أن تبطلها جميعا كمن زاد في صلاة الفجر ركعة ثالثة أو في المغرب رابعة في الرباعية خامسة متعمدا ,وكذلك أن نقص مثل ذلك.
الحالة الثانية: أن تبطل البدعة ,وحدها كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيه كمن زاد في الوضوء على ثلاث غسلات فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ببطلانه بل قال( فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم )ونحو ذلك.
البدع في المعاملات
س: ما البدع في المعاملات؟
ج: هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله كاشتراط الولاء لغير المعتق كما في قصة بريرة لما اشترط أهلها الولاء قام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ,فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ,وإن كان مائة شرط فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق وكذلك كل شرط أحل حراما أو حرم حلالا .
الواجب التزامه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
س: ما الواجب التزامه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته؟
ج: الواجب لهم علينا سلامة قلوبنا وألسنتنا لهم ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم ,والتنويه بشأنهم كما نوه تعالى بذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن وثبتت الأحاديث الصحيحة في الكتب المشهورة من الأمهات وغيرها في فضائلهم, قال الله عز وجل محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما وقال تعالى: والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم وقال تعالى والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وقال تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة الآية وقال تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة الآية. وغيرها كثير نعلم ونعتقد أن الله تعالى اطلع على أهل بدر ,فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر, وبأنه لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه, وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل وخمسمائة قال الله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم الآية ,ونشهد بأنهم أفضل القرون من هذه الأمة التي هي أفضل الأمم وأن من أنفق مثل أحد ذهبا ممن بعدهم لم يبلغ مد أحدهم ,ولا نصفه مع الاعتقاد أنهم لم يكونوا معصومين بل يجوز عليهم الخطأ ,ولكنهم مجتهدون للمصيب منم أجران ولمن أخطأ أجر واحد على اجتهاده ,وخطؤه مغفور ولهم من الفضائل والصالحات والسوابق ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع وهل يغير يسير النجاسة البحر إذا وقعت فيه رضي الله عنهم وأرضاهم, وكذلك القول في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, ونبرأ من كل من وقع في صدره أو لسانه سوء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته أو على أحد منهم, ونشهد الله تعالى على حبهم وموالاتهم ,والذب عنهم ما استطعنا حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته إذ يقول لا تسبوا أصحابي الله الله في أصحابي وقال إني تارك فيكم ثقلين ,أولهما كتاب الله فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي الحديث في الصحيحين وغيرهما.
أفضل الصحابة إجمالا
س: من أفضل الصحابة إجمالا؟
ج: أفضلهم السابقون الأولون من المهاجرين ثم من الأنصار, ثم أهل بدر, فأحد, فبيعة الرضوان, فمن بعدهم ثم (من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) .
أفضل الصحابة تفصيلا
س: من أفضل الصحابة تفصيلا؟
ج: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ,ثم عمر ,ثم عثمان ,ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا تفاضل بينهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في الغار ما ظنك باثنين الله ثالثهما وقال صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخي وصاحبي وقال صلى الله عليه وسلم إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ,وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين وقال النبي صلى الله عليه وسلم إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك وقال صلى الله عليه وسلم لقد كان فيما قبلكم محدثون ,فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر وقال صلى الله عليه وسلم في تكلم الذئب والبقرة فإني أومن به وأبو بكر وعمر وما هما ثم: ولما ذهب عثمان إلى مكة في بيعة الرضوان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان وقال صلى الله عليه وسلم من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان وقال صلى الله عليه وسلم من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان, وقال فيه صلى الله عليه وسلم ألا أستحيي ممن استحيت منه الملائكة وقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه أنت مني وأنا منك وأخبر صلى الله عليه وسلم عنه أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وقال صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه وقال صلى الله عليه وسلم ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وقال صلى الله عليه وسلم عشرة في الجنة النبي في الجنة, وأبو بكر في الجنة, وعمر في الجنة, وعثمان في الجنة, وعلي في الجنة, وطلحة في الجنة, والزبير بن العوام في الجنة, وسعد بن مالك في الجنة, وعبد الرحمن بن عوف في الجنة, قال سعيد بن زيد ولو شئت لسمعت العاشر يعني نفسه رضي الله عنهم أجمعين وقال صلى الله عليه وسلم أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر وأصدقها حياء عثمان, وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ,وأقرؤها لكتاب الله عز وجل أبي, وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ,ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة, وأنهما ريحانتاه, وقال صلى الله عليه وسلم اللهم إني أحبهما فأحبهما وقال في الحسن إن هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فكان الأمر كما قال ,وقال في أمهما إنها سيدة نساء أهل الجنة وقد ثبت لكثير من الصحابة فضائل على العموم والانفراد كثيرة لا تحصى ,ولا يلزم من إثبات فضيلة لأحدهم في شيء أن يكون أفضل من الآخرين من كل وجه إلا الخلفاء الأربعة, أما الثلاثة فلحديث ابن عمر السابق ,وأما علي فبإجماع أهل السنة أنه كان بعدهم أفضل من على وجه الأرض.
مدة الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
س: كم مدة الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ج: روى أبو داود وغيره عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافة النبوة ثلاثون سنة, ثم يؤتي الله الملك من يشاء الحديث فكان ذلك مدة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ,فأبو بكر سنتان ,وثلاثة أشهر, وعمر عشر سنين وستة أشهر, وعثمان اثنتا عشرة سنة, وعلي أربع سنين وتسعة أشهر ,ويكملها ثلاثين بيعة الحسن بن علي ستة أشهر وأول ملوك الإسلام. معاوية رضي الله عنه وهو خيرهم وأفضلهم ثم كان بعده ملكا عضوضا إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فعده أهل السنة خليفة خامسا لسيره بسيرة الخلفاء الراشدين.
الدليل على خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة جملة
س: ما الدليل على خلافة هؤلاء الأربعة جملة?
ج: الأدلة عليها كثيرة لا تحصى فمنها حصر مدتها في ثلاثين سنة فكانت مدة ولايتهم, ومنها ما تقدم من تفضيلهم على غيرهم وتفاضلهم على ترتيب خلافتهم, ومنها ما روى أبو داود وغيره عن سمرة بن جندب أن رجلا قال يا رسول الله إني رأيت كأن دلوا أدلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا, ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع, ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها ,فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها ,فانتشطت وانتضح عليه منها شيء, ومنها وهو أقواها إجماع من يعتد بإجماعهم على خلافة هؤلاء الأربعة, ولا يطعن في خلافة أحد منهم إلا ضال مبتدع.
الدليل على خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة إجمالا
الدليل على خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إجمالا
الدليل على خلافة أبي بكر وتقديمه فيها
س: ما الدليل على خلافة الثلاثة إجمالا؟
ج: الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدم ومنها حديث أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل أنا رأيت كان ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر , ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان وقال صلى الله عليه وسلم رأى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر وكلا الحديثين في السنن.
س: ما الدليل على خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إجمالا؟
ج: على ذلك أدلة كثيرة منها ما في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ,ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين ,وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه, ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب ,فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن
س: ما الدليل على خلافة أبي بكر وتقديمه فيها؟
ج: الأدلة على ذلك لا تحصى منها ما تقدم ,ومنها ما في صحيح البخاري ومسلم أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع قالت أرأيت إن جئت ولم أجدك – كأنها تقول الموت – قال صلى الله عليه وسلم : إن لم تجديني فأتي أبا بكر ومنها ما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ,ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وهكذا قال صلى الله عليه وسلم في تقديمه في صلاة في مرض موته صلى الله عليه وسلم , وأجمع على بيعته جميع أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار فمن بعدهم.
الدليل على تقديم عمر في الخلافة بعد أبي بكر
س: ما الدليل على تقديم عمر في الخلافة بعد أبي بكر.
ج: أدلته كثيرة منها ما تقدم, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ومنها ما في حديث الفتنة التي تموج كموج البحر .قال حذيفة رضي الله عنه لعمر أن بينك وبينها بابا مغلقا قال أيفتح أم يكسر؟ قال بل يكسر قال عمر: إذا لا يغلق فكان الباب عمر وكسره قتله فلم يرفع بعده السيف بين الأمة, وقد أجمع الأمة على تقديمه في الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنهما.
الدليل على تقديم عثمان بعد أبي بكر وعمر في الخلافة
س: ما الدليل على تقديم عثمان بعدهما في الخلافة؟
ج: الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدم ومنها حديث كعب بن عجرة قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقر بها فمر رجل مقنع رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا يومئذ على الهدى فوثبت فأخذت بضبعي عثمان ,ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت هذا قال هذا رواه ابن ماجة, ورواه الترمذي عن مرة بن كعب ,وقال هذا حديث حسن صحيح وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه يقول ذلك ثلاث مرات, رواه ابن ماجة بإسناد صحيح والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه وأجمع على بيعته أهل الشورى ثم سائر الصحابة وأول من بايعه علي رضي الله عنه بعد عبد الرحمن بن عوف ثم الناس بعده.
الدليل على خلافة علي وأولويته بالحق بعد أبي بكر وعمر وعثمان
س: ما الدليل على خلافة علي وأولويته بالحق بعدهم؟
ج: أدلة ذلك كثيرة منها ما تقدم ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ,ويدعونه إلى النار فكان مع علي رضي الله عنه فقتله أهل الشام ,وهو يدعوهم إلى السنة والجماعة ,وطاعة الإمام الحق علي بن أبي طالب رضي الله عنه ,والحديث في الصحيح, وفيه قال صلى الله عليه وسلم تمرق مارقة على حين فرقة من الناس يقتلهم أولى الطائفتين بالحق فمرقت الخوارج فقتلهم علي رضي الله عنه يوم النهروان ,وهو الأولى بالحق بإجماع أهل السنة قاطبة رحمهم الله تعالى.
الواجب لولاة الأمور
س: ما الواجب لولاة الأمور?
ج: الواجب لهم النصيحة بموالاتهم على الحق ,وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم برفق, والصلاة خلفهم والجهاد معهم ,وأداء الصدقات إليهم والصبر عليهم وإن جاروا , وترك الخروج بالسيف عليهم ما لم يظهروا كفرا بواحا ,وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم ,وأن يدعى لهم بالصلاح والتوفيق.
الدليل على وجوب طاعة ولاة الأمور
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: الأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم الآية. وقول النبي صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد وقال صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا يكرهه ;فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا ,وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان وقال صلى الله عليه وسلم إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا وقال صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ,فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة وقال إنما الطاعة في المعروف وقال صلى الله عليه وسلم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع وقال صلى الله عليه وسلم من خلع يدا من طاعة الله يوم القيامة لا حجة له, ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وقال صلى الله عليه وسلم من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة ,وهو جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان وقال صلى الله عليه وسلم ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا أفلا نقاتلهم؟ قال لا ما صلوا وغير ذلك من الأحاديث وهذه كلها في الصحيح.
من يجب عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراتبه
س: على من يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما مراتبه؟
ج: قال الله عز وجل ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون وقال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ,فإن لم يستطع فبلسانه ,فإن لم يستطع فبقلبه ,وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم
وفي هذا الباب من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما لا يحصى وكلها تدل على وجوب الأمر بالمعروف ,والنهي عن المنكر على كل من رآه لا يسقط عنه إلا أن يقوم به غيره كل بحسبه ,وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه أعلم كان عليه أوجب ,وله ألزم ولم ينج عند نزول العذاب بأهل المعاصي إلا الناهون عنها, وقد أفردنا هذه المسألة برسالة بها وافية ولطالبي الحق كافية ولله الحمد والمنة.
حكم كرامات الأولياء
س: ما حكم كرامات الأولياء?
ج: كرامات الأولياء حق وهو ظهور الأمر الخارق على أيديهم الذي لا صنع لهم فيه ولم يكن بطريق التحدي بل يجريه الله على أيديهم ,وإن لم يعلموا به كقصة أصحاب الكهف ,وأصحاب الصخرة ,وجريج الراهب وكلها معجزات لأنبيائهم ;ولهذا كانت في هذه الأمة أكثر وأعظم لعظم معجزات نبيها ,وكرامته على الله عز وجل , كما وقع لأبي بكر في أيام الردة وكنداء عمر لسارية وهو على المنبر ,فأبلغه وهو بالشام وككتابته إلى نيل مصر فجرى وكخيل العلاء بن الحضرمي إد خاض بها البحر في غزو الروم, وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النار التي أوقدها له الأسود العنسي وغير ذلك مما وقع لكثير منهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده في عصر الصحابة والتابعين لهم بإحسان ومن بعدهم إلى الآن ,وإلى يوم القيامة, وكلها في الحقيقة معجزات لنبينا صلى الله عليه وسلم لأنهم إنما نالوا ذاك بمتابعته ,فإن اتفق شيء من الخوارق لغير متبع النبي صلى الله عليه وسلم فهي فتنة وشعوذة لا كرامة, وليس من اتفقت له من أولياء الرحمن بل من أولياء الشيطان والعياذ بالله.
أولياء الله
س: من هم أولياء الله؟
ج: هم كل من آمن بالله واتقاه واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم بينهم فقال الذين آمنوا وكانوا يتقون الآيات, وقال تعالى الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات الآية وقال تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المتقون وقال الحسن رحمه الله تعالى: ادعى قوم محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الآية وقال الشافعي رحمه الله تعالى: “إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء ,فلا تصدقوه ولا تغتروا به حتى تعلموا متابعته للرسول صلى الله عليه وسلم .
الطائفة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها على الحق
س: من هي الطائفة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة لا يضرهم من خالفهم ,حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى .
ج: هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة كما استثناها النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الفرق بقوله: كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وفي رواية قال هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي , نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم ,وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ,وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

ابوبيان 14-07-2017 07:50 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
http://www.bukhari-pedia.net/book/ershad_sary/11200

تصحيح صحيح البخاري ..

ابوبيان 14-07-2017 07:58 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
أمة مذنبة ورب غفور

وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ.3:هود
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ ، حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ أَوْ يَرْتَفِعَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.29:الانفال
اللهم كما كتبت لنا رحمتك فى الدنيا اكتبها لنا فى الآخرة اللهم إنا عبيدك نستغفرك ونتوب إليك
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.107:آل عمران
يا الله يا رحمان يا رحيم يا من كتبت رحمتك للمؤمنين اكتبنا من المغفورين
ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ.64:البقرة
اللهم لا تجعلنا ممن يتولون عن طاعتك ولا تحرمنا يا الله من الفلاح فى الدارين
اللهم اكرمنا بمنازلنا فى الفردوس وجنبنا النيران
ليكن يقيننا كيقين اهل الايمان فى رحمة الله الواسعه وعفو الله ومغفرة الله ذو الفضل العظيم
تعرضوا لايات الرحمة لتروا كيف جعل الله من النبى محمد صلى الله عليه وسلم وآله واصحابه رضوان الله عليهم رحمة و نبراسا ومثلا للناس أجمعين
آيات الرحمة فى القرآن تهدينا إلى الايمان بالرحمان
والله يختصُّ برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم.74:آل عمران
الله الرحمان الرحيم خصكم بالدين الخاتم والرسول الخاتم والقرآن الكريم فاقبلوا على رحمته واكثروا من الاستغفار تنالوا خيرى الدنيا والاخرة
الاستغفار وصية نبى الله نوح لقومه
قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا.10-12:نوح
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.29:الانفال
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ21:الحديد
قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور
الحمد لله على انعام الله المنعم
الحمد لله على فضل الله ذو الفضل
الحمد لله على رحمة الله
الحمد لله على توفيقه ان جعلنا من امة النبى محمد صلى الله عليه وسلم
وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ
وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ
وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً.113:النساء
اللهم نحمدك ان جعلتنا من اتباع النبى محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اكتبنا من المتقين
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ
إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ.156:آل عمران
ورد فى مسند الامام احمد بن حنبل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا ، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ : أَيْ رَبِّ , مَا لَهَا إِنَّمَا يَدْخُلُهَا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ ، وَقَالَتِ النَّارُ أَيْ رَبِّ ، إِنَّمَا يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ , فَقَالَ : أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَأَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا , فَأَمَّا الْجَنَّةُ : فَإِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا ، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لَهَا نَشْئًا ، وَأَمَّا النَّارُ , فَيُلْقَوْنَ فِيهَا وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ وَيُلْقَوْنَ فِيهَا ، وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ ، هُنَاكَ تَمْتَلِئُ , وَيَدْنُو بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ , وَتَقُولُ : قَطْ قَطْ
يقول الرحمن فى الحديث القدسى
يابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي
يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك
يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة.رواه الترمذى
فى صحيح الادب للبخارى عن ابو هريرة رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه
إن الله تعالى لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي
‏رأى رسول الله صلى عليه وسلم عارضة الجنة مكتوب عليها
أمة مذنبة ورب غفور
يا احباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل تطرح الام ولدها فى النار؟
الله عز وجل أرحم بعباده من الام بولدها
ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون
ومما رواه البيهقي في الشُّعَب
جاء أعرابى الى رسول الله فقال له يارسول الله من يحاسب الخلق يوم القيامة؟
فقال الرسول: الله
فقال الأعرابى: بنفسه؟؟
فقال النبى: بنفسه
فضحك الأعرابى وقال: اللهم لك الحمد
فقال النبى: لما الابتسام يا أعرابى؟
فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى و إذا حاسب سامح
قال النبى: فقه الأعرابى
الله الرحمان الرحيم ارسل للناس محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
‏ إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً
فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها
فجعل الرجل ينزعهن ويغلبنه يتقحمن فيها
وأنا آخذ بحجزكم عن النار وهم يقتحمون فيه
ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
حدثني أبو بكر- وصدق ابو بكر-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتوضأ ويصلى ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول
إن عبداً أصاب ذنباً فقال : يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي
فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له
ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر فقال
يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي
قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له
ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر
فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي
قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل مايشاء
رواه البخاري ومسلم
وفي الحديث القدسي : يابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي
يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك
يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة
والَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
ومَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون
اُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
وفي الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه حيث يذكرني
والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة
يا عبد الله تقرب إلي الله شبراً , يتقرب إليك ذراعاً .يا حبيب الله تقرب إلي الله زراعاً يتقرب إليك باعا
أقبل إلي الله ماشيا يقبل عليك مهرولا
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
سيد الاستغفار ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ
وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
آمنا بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا طمعا فى عفو الله ورحمته ومغفرته
وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ
وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

ابوبيان 14-07-2017 08:02 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة

مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.15-16:هود
من الناس من يعمل خيرا ملتمسا الدنيا ومتاعها ومنهم من يتذكر ربه حينما يضيق حاله وينساه حينما يتسع رزقه وينفرج امره
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا
الله سبحانه منحك عقلا ، ولك ان تختار ما تحب، لك ان تتجه مستمرا فى حب الدنيا أو تفضلها دوما على الآخرة بإن يكون همك الدنيا وقد يعجل الله لك فيى الدنيا ما يشاء والامر إليه سبحانه بالقدر الذى يشاء ولمن يريد هو الله سبحانه، إذا رغبت فى الآخرة فعليك بالاستقامة والقرب من الله بطاعته وطاعة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وبطاعتك لله ولرسوله تحب الله تعالى وتحب رسوله النبى محمد صلى الله عليه وسلم وتكون قريبا منه يوم الدين برحمة الله سبحانه
وإذا احببت الدنيا على الآخرة فلن تستقيم وسيكون حبك للشيطان.
بحب الانسان للشيطان يكون كاذبا ضارا لنفسه ولغيره ظالما لنفسه ولسواه فيهون عليه كل فعل قبيح يدخن يشرب يسب الناس يكرههم يسرق يزنى يقتل إلى آخر ذلك من كل انواع القبح والاجرام و فساد العقيدة مما يضر بالكل
جيء بشارب خمر إلى سيدنا عمر قال: أقيموا عليه الحد، قال: والله يا أمير المؤمنين, إن الله قدر علي ذلك، قال: أقيموا عليه الحد مرتين؛ مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله
والانسان القريب من الله المحب لله ولرسوله طائع وصادق وحقيقة صدقه أنه يشهد إلا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وعليه فإن أختيار الانسان هو الذى يقيّم عمله
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
من الناس من يختار الاخرة ومنهم من يختار الدنيا
كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا.18-20:الاسراء
ومما ورد عن الامام احمد عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له.
مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ.20:الشورى
واحرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة ، والنصر والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا ، لم يكن له في الآخرة من نصيب
الانسان يظلم نفسه بالانشغال بالهوى ومتاع الحياة الدنيا من جمع الاموال والانشغال بالاهل والاولاد ووسائل الترفيه مقصرا فى طاعة الله وعبادته والاعتبار والتبصر والتأمل. والقرآن يدعونا إلى ضبط النفس ونحن نستمتع بما فى الحياة الدنيا
ورد فى صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة
الحياة الدنيا بما فيها من متاع و نساء وبنين وأموال وأنعام وحرث كل ذلك يجب إن يذكرنا ولا ينسينا ان حسن المآب عند الله سبحانه وتعالى فى الآخرة حيث الجنات والانهار والازواج المطهرة وفوق ذلك رضوان الله لمن يرنوا ببصره
نحو اليوم الآخر ولمن يسخر موارده فى الدنيا لمرضاة الله سبحانه
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.7:ابراهيم
خرج عمر يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع ، فأمطروا فقالوا : ما رأيناك استسقيت ؟ فقال : لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر . ثم قرأ : استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له : استغفر الله . وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله . وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولدا ; فقال له : استغفر الله . وشكا إليه آخر جفاف بستانه ; فقال له : استغفر الله . فقلنا له في ذلك ؟ فقال ما قلت من عندي شيئا ; إن الله تعالى يقول في سورة نوح
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا
مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا.11-13:نوح
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وان من سعادة العبد أن يطول عمره فى مرضاته ويرزقه الله الانابة
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
اللهم رضوانك والجنة
الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.. رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
قال صلى الله عليه وسلم: في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث أنس: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب
ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدّة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بى بؤس قط، ولا رأيت شدة قط
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ اللهم اجعلنا من اهل الجنة
ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع
طوبى لمن هدى الى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع
وَعَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
الله بصير بعباده من اهل الاستغفار

ابوبيان 14-07-2017 08:06 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
الجنة والنار


http://investigate-islam.com/al5las/...ead.php?t=5298

ابوبيان 14-07-2017 08:08 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
االارض تبكي ع المؤمن


http://www.vb.eqla3.com/showthread.php?t=814986&page=61

ابوبيان 14-07-2017 08:11 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم


أهل الجنة يزور بعضهم بعضاً، ويجتمعون في مجالس طيبة يتحدثون، ويذكرون ما كان منهم في الدنيا، وما من الله به عليهم من دخول الجنان، قال تعالى في وصف اجتماع أهل الجنة: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) [ الحجر: 47]، وأخبرنا الله بلون من ألوان الأحاديث التي يتحدثون بها في مجتمعاتهم ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقنا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البرّ الرحيم ) [ الطور : 25-27].

ومن ذلك تذكرهم أهل الشر الذين كانوا يشككون أهل الإيمان، ويدعونهم إلى الكفران، ( فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول إءنك لمن المصدقين * إءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرءاه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين * أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون ) [الصافات : 50-61].

ابوبيان 14-07-2017 08:13 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
أيها الأخوة الكرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أتَاني الليلةَ ربِّي تباركَ وتعالى في أحسنِ صورةٍ - قَالَ أحسِبُهُ قَالَ في المنامِ- فَقَالَ يا مُحمَّدُ هل تدري فيمَ يختصمُ الملأ الأعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ فوضَعَ يدَهُ بيَن كَتِفَيَّ حتَّى وجدْتُ بَردَهَا بيَن ثديَيَّ أَوْ قَالَ في نَحْري فعلمتُ ما في السَّمَاوات وما في الأَرْضِ. قَالَ يا مُحمَّد هلْ تدري فيمَ يختصمُ الملأُ الأعْلَى؟ قُلْتُ نعم في الكفَّاراتِ، والكفَّاراتُ المُكْثُ في المَسْجِدِ بعدَ الصلاةِ، والمشْي عَلَى الأقدامِ إلى الجماعاتِ؛ وإسْبَاغُ الوضوءِ في المكَارهِ، ومَنْ فعلَ ذلكَ عاشَ بخيرٍ وماتَ بخيرٍ وكَانَ منْ خَطِيئَتِهِ كَيومِ ولدتْهُ أمُّه، وقَالَ: يا مُحمَّدُ إذا صلَّيتَ فقلْ: اللَّهمَّ إنّي أسَألُكَ فِعْلَ الخيراتِ وتركَ المنكراتِ وحبَّ المسَاكينِ، وإذا أردتَ بعبادكَ فتْنَةً فاقبضْني إليكَ غيرَ مفتونٍ قَالَ والدَّرجَاتُ إفشَاءُ السَّلامِ وإطعامُ الطعامِ والصلاةُ بالليلِ والناسُ نيامٌ))
[لترمذي عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما]
أول ملاحظة أيها الأخوة أن بعض الآيات ولا تزيد عن أصابع اليد، وبعض الأحاديث ولا تزيد عن أصابع اليد، فيها حديث عن الذات الإلهية، والأولى وهذا مذهب السلف الصالح أن ندع تأويل هذه الآيات التي لا تزيد عن أصابع اليد، كيف ؟
﴿ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾
[ سورة الحديد : 54]
كيف ؟
﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ ﴾
[ سورة الفجر: 22]
كيف ؟
﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾
[ سورة الفتح: 10 ]
((أتَاني الليلةَ ربِّي تباركَ وتعالى في أحسنِ صورةٍ - قَالَ أحسِبُهُ قَالَ في المنامِ- ...))
[لترمذي عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما]

ابوبيان 16-07-2017 11:23 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
اللهم يا سامع كل شكوى ويا منتهى كل نجوى و يا عالم كل خفية ..
.. ويا كاشف كل كرب وبلية ..
.. يا قريب غير بعيد ..
.. يا منجي نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد(صلى الله عليه وسلم) ..
.. أدعوك يا الهي دعاء من اشتدت به فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته ..
..أدعوك دعاء الملهوف المكروب ..
.. الذي لايجد كشف ما نزل به إلا منك

ابوبيان 16-07-2017 11:27 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري .... ولا الشوؤن التي تجري بتقديري
لي خالق رازق ماشاء يفعل بي ..... أحاط بي علماً من قبل تصويري

ابوبيان 16-07-2017 11:46 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
بالمعصية عليه أن يتذكر علمَ الله به واطلاعَه عليه ورؤيتَه له ورؤيتَه لمقامه وحاله حتى وإن كان مستخفيا بالمعصية إذا كان مستخفيا بالمعصية.
عباد الله وفعلها خفية حياء من الناس مستخفيا مِنْهُم بِفِعْلِهاَ فهو أحد رجلين إما أنه يظن أن الله لا يراه وهذا كفر بالله جل وعلا
وإما أنه يعتقد أن الله يراه وبذلك يكون الله أهون الناظرين إليه ألا فلنتقِ الله عباد الله ولنراقب الله جل وعلا في السر والعلانية والغيب والشهادة والكيسُ من عبادِ الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني

ابوبيان 16-07-2017 11:49 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
أيها الأخوة :
يقول تبارك وتعالى في سورة الرحمن :
} يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ، فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان
{ تأملوا معي قوله تعالى في هذه الآية : } كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
{ يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : فكل يوم ؛ يغفر ذنباً ، ويفرج هماً ، ويكشف كرباً ، ويجبر كسيراً ، ويغني فقيراً ، ويعلم جاهلاً ، ويهدي ضالاً ، ويرشد حيراناً ، ويغيث لهفاناً ، ويفك عانياً ، ويشبع جائعاً ، ويكسو عارياً ، ويشفي مريضاً ، ويعافي مبتلىً ، ويقبل تائباً ، ويجزي محسناً ، وينصر مظلوماً ، ويقصم جباراً ، ويقيل عثرةً ، ويستر عورةً ، ويؤمن روعةً ، ويرفع أقواماً ، ويضع آخرين ، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع له عمل الليل قبل النهار ، وعمل النهار قبل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه .

ابوبيان 16-07-2017 11:50 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
ين أصحاب الحاجات ، أين أنتم يا من تضعون حاجتكم بين يدي من لا يملك حاجته ، ربكم كل يوم هو في شأن ، روى البخاري ومسلم ، أن النبي r قال : (( ينزل الرب تبارك وتعالى ، كل ليلة إلى السماء ، حين يبقى ثلث الليل الأخير .. فيقول : أنا الملك ؛ من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له )) .

أيها الأخوة المؤمنون :
يقول تبارك وتعالى : } وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ { فمن نسي الله أنساه الله نفسه ، عاقبه الله U بترك مصالح نفسه ، فلنحذر ذلك ـ أحبتي في الله ـ ولنكن دائما مع الله سبحانه ، طاعة وشكرا وذكرا ، فهو في كل يوم هو في شأن كما جاء في الآية الكريمة ، يغير من حال إلى حال ، فلنلجأ إليه ، ونجعل حوائجنا بين يديه ، فإذا سأل البشر بشرا مثلهم فلنسأل الله ، وإذا لجأ الناس إلى أناس مثلهم فلنلجأ إلى الله ، وإذا انتظر الخلق عطاء خلق مثلهم ، فلننتظر عطاء الله جل جلاله . } أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ، أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {.

ابوبيان 16-07-2017 11:51 AM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
أيها الأخوة المؤمنون :
} كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ { روى ابن ماجه أن النبي r فسر هذه الآية بقوله : (( يغفرُ ذنبًا ويكشفُ كربًا ويرفع قومًا ويضع آخرين )) فالله U في كل يوم يغيّر أحوال العباد من مرض إلى صحّة ومن فساد إلى صلاح ومن فقر إلى غنى ومن غنى إلى فقر على حسب المشيئة الربانية الأزلية.

أيها الأخوة :
أيوب عليه السلام عانى من المرض زمنا طويلا ، فلما أراد الله له الشفاء ، سأل ربه فشفاه ، كما قال تعالى : } وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ { أي : اضرب الأرض بها ، لينبع لك منها عين تغتسل منها وتشرب ، فيذهب عنك الضر والأذى ، ففعل ذلك ، فذهب عنه الضر، وشفاه اللّه تعالى .

يوسف عليه السلام ـ أيها الأخوة ـ يلقى في غيابة الجب ، وتلقطه السيارة ، ويباع في مصر ، وتراوده امرأة العزيز ، ويسجن ، وفي النهاية تنتهي إليه خزائن الأرض ، فيأتيه من ألقاه ، ويحتاج إليه من قلاه ، والله في علاه : } كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ { .

اسأله U أن يمن علينا بفضله ، ويسبغ علينا نعمه ويرحمنا برحمته إنه سميع مجيب .

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللهم أحينا سعداء ، وتوفنا شهداء ، واحشرنا في زمرة الأتقياء برحمتك يا أرحم الراحمين .

ابوبيان 16-07-2017 02:22 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
وائد عَظِيمَة النفعِ
قال بعضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى سَبِيْلِ النُصْحِ والإِرْشَادِ : يَا هَذَا إنَّمَا خُلِقَتِ الدُّنْيَا لِتَجُوزَهَا لا لِتَحُوزَهَا ، ولِتَعْبُرَها لا لِتَعْمُرها فاقْتُلْ هَوَاكَ الْمَائِلَ إِلَيْهَا ولا تُعَوّلْ عَلَيهَا . واعْلَمْ أَنَّ الدُنْيَا مَزْرعةُ النَّوائِبِ ومَشْرَعَةُ المَصَائِبِ ومُفَرّقَةُ المَجَامِعِ ومُجْرِيَةُ المَدَامِعْ .
(1)
اللِّيْلُ والنَّهار يَعْمَلان فِيْكَ فاعْمَلْ فيهما أَعْمَالاً صَالِحَةً تَرْبَحَ وتَحْمَدِ العَاقِبةَ الحَمَيْدَة إن شاء الله تعالى .
فائدة : حفْظُ الأَوْقَاتِ تُفيْد الأَعْمَارَ وَتُكْثِرُ الآثارْ والله الموفق .

وَالوَقْتَ أَنْفَسُ ما عُنِيْتَ بِحْفظِهِ
( وَأرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَليْكَ يضِيْعُ
(

آخر : والعُمر أنفسُ مَا لإنسان مُنْفِقُهُ
( فاجْعَلْهُ في طَاعَةِ الرحمنِ مَصْرُوْفًا
( (2)
المَلائِكةُ يَكْتُبَان مَا تَلفَّظُ به ، فَاحْرَصْ عَلَى أنْ لا تَنْطِقَ إلاَّ بِمَا يَسُرُّكَ يَوم القِيَامِة مِن ذِكر الله وما وَلاه .
(3)
اعْلَم أنَّ قِصَرَ الأمَلِ عليه مَدِارٌ عظيم وحِصْنُ قِصَرِ الأمَلِ ذِكْرُ الموِتِ وحِصْنُ حِصْنِهِ ذِكْرُ فِجْأَةِ الموتِ وَأخْذُ الإِنسان على غِرَّةٍ وغَفْلةٍ ، وهُوَ في غِرُرٍ وفُتُور عن العمل للآخرة ، فأحفظ هذه الفوائد وأعمل بها تُفْلح وتَربَحْ إنْ شاءَ الله تعالى . وَقَالَ بَعْضهم : الواجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ المُبَادَرَةُ إلَى الأَعْمَالَ الصَّالِحَةِ عَلَى أَيَّ حَالٍ كَانْ وَأنْ يَنْتَهِزَ فُرصْةَ الإمْكَانِ قَبْلَ مُفَاجأَةِ هَادِمِ اللَّذَاتِ وأَنْ يَتَوكِّلَ عَلَى اللهِ وَيَطْلُبَ مِنْهُ العَوْنَ في تَيْسِيْرهَا إلَيْهِ وَصَرْفِ المَوانِعِ الحَائِلَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا .


آخر : مُنَايَ مِن الدُّنْيَا عُلُومٌ أبثُهَا
( وأنْشُرُهَا في كُلِ بَادٍ وحَاضِرِ
( دُعَاءً إِلَى القُرْآنِ والسُنَّةِ الَّتِي
( تَنَاسَى رِجُالٌ ذِكْرَهَا في المَحاضِرِ
( وَقَدْ أبْدِلُوهَا الجَرَائِد تَارةً
( وتِلْفَازِهِمْ رأَسُ الشُرور المنَاكِرِ
( ومِذْيَاعهِمْ أيْضًِا فلا تَنْس شَرَّهُ
( فكَمْ ضَاعَ مِن وَقْتٍ بِهَا بالخَسَائِرِ
(
آخر : كُلُ امْرئٍ فِيمَا يَدِينُ يُدَانُ
( سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ عِلْمِهِ مَكَانُ
( يَا عَامِرَ الدُّنْيَا لِيَسْكُنَها وَمَا
( هِيَ باللَّتي يَبْقَى بِهَا سُكَّانُ
( تَفْنَى وتَبْقَى الأَرضُ بَعْدَكِ مِثْلَمَا
( يَبْقَى المَكَانُ وتَرْحَلْ الرُّكْبَانُ
( أَأُسَرُّ بالدنيا بكُلِّ زِيَادَةٍ
( وزِيَادَتِيْ فِيهَا هِيَ النُقْصَانٌ

(
آخر : كَأَنَّكَ لم تَسْمعْ بأخْبَار مَن مَضَى

( ولمْ تَرَ في البَاقِينَ مَا يَصْنَعُ الدَّهرُ
( فِإِنْ كُنِتَ لا تَدري فَتِلْكَ دِيَارُهُم
( عَليها مَجَالُ الرِّيحِ بَعَدكَ والقَطْرُ
( وَهَلْ أَبْصَرَتْ عَينَاكَ حيًّا بِمنزِلٍ
( عَلَى الأَرضِ إِلاَّ بالفَنَاءِ لَهُ قَبْرُ
( وَأَهْلُ الثَّرَى نَحْوَ المَقَابِرِ شُرّعٌ
( وَلَيْسَ لَهْمُ إِلاَّ إِلَى رَبَّهمْ نَشْرُ
( على ذَاكَ مَرُّوا أجْمَعُونَ وهكذا
( يَمُرُّونَ حتّى يَسْتَردُّهُم الحَشْرُ
( فَلاَ تَحْسَبنَّ الوَفْرَ مَالاً جَمْعَتَهُ
( ولكنَّ مَا قَدَّمْتَ مِن صَالِحِ وَفْرُ
( وَلَيْسَ الذِي يَبْقَى الذِي أَنْتَ جَامعٌ
( ولكنَّ مَا أَوْلَيْتَ مِنْهُ هُوَ الذُّخْرُ
( قَضَى جَامِعُوا الأَمْوَالِ لَمْ يَتَزَوَّدُوا
( سِوَى الفَقْرِ يَا بُؤْسًا لِمَنْ زَادُهُ الفَقْرُ
( بَلَى سَوفَ تَصْحُو حِيْنَ يَنْكَشِفُ الغَطَا
( وَتَذْكرُ قَوْلي حِيْنَ لا يَنْفَعُ الذِّكْرُ
( وَمَا بَيْنَ مِيُلادِ الفَتَى وَوَفَاتِهِ
( إِذَا نَصَحَ الأَقْوَامُ أَنْفسَهُمْ عُمْرُ
( لأَنَّ الذِي يَأْتِي كَمِثْلِ الذِي مَضَى
( وما هُو إِلاَّ وَقْتُكَ الضَّيِّقُ النَّزْرُ
( فصَبْرًا على الأَوقاتِ حَتَّى تَحُوْزَهَا
( فَعَمَّا قَلِيْلٍ بَعْدَهَا يَنْفَعُ الصَّبْرُ
( تَقْضِي المآربَ والسَّاعَاتُ سَاعِيَةٌ
( كأنَّهُنَّ صِعَابٌ تَحتَنَا ذُلُلُ
(
آخر : طالَ التَّبَسُط مِنَّا في حَوَائِجنَا
( وَإنَّمَا نَحْنُ فَوق الأرض أَضْيَافُ
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ أَحَدُ العُلَماءِ رَحِمَهُ الله تَعالى : عَلَيْكَ يَا أَخِي بمُحَارَبَةِ الشَّيْطَانِ ، وقَهْرِهِ ، وذَلِكَ لِخَصْلَتَيْن أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ عَدُوٌ مُظلٌ مُبين ، لا مَطْمَعَ فِيهِ بِمُصَالحَة وَاتَّقَاءِ شَرّه أَبَدًا ، لأِنَّه لاَ يُرْضِيْهِ وَيُقْنِعُهُ إِلاَّ هَلاَكُكَ أَصْلاً ، فَلا وَجْهَ إِذًا للأَمْنِ مِنْ هَذَا الْعَدُوْ وَالْغَفْلَةِ عَنْهِ ، قَالَ اللهُ جَلَّ وعَلاَ : ? أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ? ، وقال تعالى : ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ? ، وَالخَصْلَةُ الثَّانِيَةُ : أَنَّهُ مَجْبُولٌ عَلَى عَدَاوَاتِكَ ، ومُنْتَصِبٌ لِمُحَارِبَتِكَ ، في اللَّيْلِ والنَّهَارِ يَرْمِيْكَ بسِهَامِهِ ، وأَنْتَ غَافِلٌ عَنْهُ ، ثُمَّ هُوَ لَهُ مَعَ جَمِيْعِ المؤمِنِيْنَ عَدَاوَةٌ عَامَةٌ ، وَمَعَ المُجْتَهِدِ في العِبَادَةِ وَالعِلْمِ عَدَاوَةٌ خَاصَةٌ ، ومَعَهُ عَلَيْكَ أَعْوَانُ : نَفْسُكَ الأمَّارَةِ بالسَّوْء ، والهَوَى ، والدُّنْيَا ، وَهُوَ فارِغٌ وَأَنْتَ مَشْغُول ، وَهُوَ يَرَاكَ وَأَنْتَ لاَ تَرَاه ، وأَنْتَ تَنْسَاهُ وَهَوَ لاَ يَنْسَاكَ ، فَإِذًا لاَ بُدَّ مِن مُحَارَبَتِهِ وَقَهْرِهِ ، وَإِلاَّ فَلا تَأَمَنْ الفَسَادَ وَالهَلاكَ وَالدَّمَار ، وَمُحَارَبَتُهُ بالاسْتِعَاذَةِ باللهِ والإِكثارِ من ذِكْرِهِ .

شعرًا: إِذَا شئتَ أَنْ تَلْقَى عَدُوَّكَ رَاغِمًا
( فَتُحْرِقَهُ حُزُنًا وَتَقْتُلَهُ غَمًّا

( فَعَلَيْكَ بالإِخْلاصِ وَالزُّهْدِ والتُّقَى
( فَمَنْ فَازَ فِيهَا مَاتَ حُسَّادُهُ هَمًّا

(
آخر : وَلِمَ أَرَى كَالإِخْلاصِ للهِ وَحَدَهُ
( وَلا مِثل تقوْاهُ وَإكْثَارِ ذِكْرِهِ

( فَصْلٌ
اعْلَمْ وَفَّقَنا اللهُ وَإيَّاكَ وَجَمِيْعَ المُسْلِميْنَ أنَّهُ لَم يُؤْثَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنَ الصَّحَابَةِ وتَابِعْيِهْم بإِحْسَانٍ تَعْظِيْمُ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ وَالمُوَالِيْنَ لأَهْلِ البِدَعِ وَالمُنَادِيْنَ بِمُوَالاتِهمْ ، لأَنّ أَهْلِ البِدَعِ مَرْضَى قُلُوب ، وَيُخْشَى عَلَىَ مَنْ خَالطَهُمْ أَو اتَّصَلَ بِهِمْ أَنْ يَصِلَ إِلِيْهِ مِنْ مَا بِهِِِمْ مِنَ هَذَا الدَّاءِ العُضَال، لأِنّ المَرِيْضَ يُعْدِي الصَّحَيْحَ وَلاَ عَكسْ، فَالْحَذَرَ الحذرَ مِنْ جَمِيعِ أهْلِ

البدَعِ ، وَمِنْ أهْلِ البِدَعِ الذَيْنَ يَجِبُ البُعْدُ عَنْهُمْ وَهِجَرانُهُمْ : الجَهْمِيَّةُ ، والرَّافضَةُ ، وَالْمُْعَتِزلَةُ ، والْمَاتُرِيْدِيَّةُ ، وَالخَوَارُِج ، والصُّوْفِيَّةُ ، والأَشَاعَرة ، وَمَنْ عَلَىَ طَريْقَتِهمْ مِنَ الطَّوَائِف المُنْحَرِفَةِ عن طريقة السَّلَفْ ، فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أنْ يَحْذّرَهُمْ وَيُحَذِرَّ عَنْهُمَ وصلى الله على محمد وآله وسلم .
فائدة : وَقْتُ الإِنسان هُو عُمره وَمَادَة حَيَاتِه الأبدِيَّة في النَّعِيم المقيم وَمَادةُ المعِيْشَةِ الضَّنْكِ في العَذَابِ الأَلِيْم وَهو يَمَرُ مَرَّ السِّحَابْ .

ابوبيان 16-07-2017 02:24 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
قال عيسى بن مريم عليه السلام : عَجبْتُ لِثلاثةٍ : لِغَافل ولَيْسَ بِمَغْفُولِ عَنْهْ ، ومُؤَمِّلٍ دُنْيَاهُ والموتُ يَطلُبه ، وبَانٍ قَصْرًا والقَبْرُ مَسْكَنُهُ .
(3) ( الملائكةُ يَكْتُبَان مَا تلَفَّظُ به ، فاحْرَصْ عَلَى أن لا تَنْطِقَ إلا بِمَا يَسُرَّكَ يَوْمَ القِيَامَةْ كالْباقِيَاتِ الصَّالِحاتِ وَمَا وَالاهَا ) .

ابوبيان 16-07-2017 02:40 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
إنكُمْ لَتَعْلَمون أَعْمَالاً هِي أَدَقُّ في أعْينِكُم مِنْ الشَّعْر كُنَّا لَنَعُدُّها على عَهدِ رسولِ اللهِ ? مِنَ المُوبِقَاتِ .
وقَالَ بلالُ بنُ سعدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لا تَنْظُرْ إِلى صِغَرِ الخَطِيئةِ ولكنْ انظُرْ إلى عَظَمَةِ مَنْ عَصَيْتَ . ومنها : السُرورُ بِها والتَبَجُّجُ بسبَبها واعتِقَادُ التَّمَكُّنِ منها نِعْمةً حتى إنَّ المُذنِبَ المُجاهِر بالمَعَاصِي لَيَفْتخِرُ بها فيقولُ : ما رَأَيْتَنِي كَيف شَتَمتُهُ وكَيْفَ مَزَّقْتُ عِرْضَه وَكَيْفَ خَدَعْتُهُ في المُعَامَلةَ .
ومنها : أن يَتَهَاونَ بِستْرِ اللهِ عَلَيهِ .
ومنها : أن يُجاهِرَ بالذنْبِ ويُظْهِرَهُ وَيَذْكُرَهُ بَعْدَ فِعْلِهِ ، وقد قال ? : « كلُ أُمَّتِي مُعًافى إِلا المُجاهِرُون » . ومِنها أنْ تَصْدُرَ الصغيرةُ عنْ عالمِ يُقْتَدَى بِهِ فَذَلِكَ عظيمٌ ، لأَنه يَتْبَعُهُ عليها خَلْقٌ كثيرٌ ، ويَبْقَى أثَرُهَا بَعْدَهُ . واللهُ أَعْلَمْ . اللَّهُمَّ أَيْقَظْنَا مِن نَوْم الغَفْلَةِ ونَبِّهْنَا لاِغْتِنَامِ أَوقَاتِ المُهْلَةِ وَوَفِّقْنَا لِمَصَالِحِنَا واعْصِمْنَا مِنْ قَبَائِحِنَا وَذُنُوبِنَا ولا تُوآخِذْنَا بِمَا انْطَوتْ عليه ضَمَائِرُنُا وَأَكَنَّتْهُ سَرَائِرَنَا واغفر لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ ، وصلى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعين .

ابوبيان 16-07-2017 02:52 PM

رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...
 
( اللَّهُمَّ يا عظيم العفو ، يا واسع المغفرة ، يا قريب الرحمة ، يا ذا الجلال والإكرام ، هب لنا العافية في الدنيا والآخرة .
اللَّهُمَّ يا حيُّ ويا قيُّوم فَرِّغْنَا لما خَلَقْتَنَا له ، ولا تُشْغِلْنَا بما تَكَفَّلْتَ لنا به واجعلنا مِمَّن يُؤمِنُ بلقَائِك ويَرْضَى بقَضَائِك ، ويقنعُ بعطائك ويخشَاكَ حَقَّ خَشْيَتك وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين .


الساعة الآن 12:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir