إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-05-2017, 11:36 PM   #1
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

بسم الله الرحمن الرحيم

هاهو رمضان حط رحاله وقدم إلينا هذا الضيف المبارك
فماذا نحن فاعلون فيه ...


الخطوة الأولى :

الدعاء لبلوغ رمضان
أهم استعداد لرمضان هو الشوق لنفحاته الدينية، والتطلع لنسماته الروحية. لذلك، يُستحسَن للمسلم أن يسأل الله في كل وقت وحين أن يبلغه رمضان وهو في صحة وعافية. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (الَّلهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَان). فإذا دخل رمضان دعا المسلم ربه أن يُدخِله عليه وعلى الأمة الإسلامية بالأمن والأمان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه ويجعله مغفرة لذنوبه وآثامه.

الخطوة الثانية :

الشكر على بلوغ رمضان
إذا دخل رمضان على المسلم وهو حي يرزق، فتلك منحة كبيرة وخير وفير. فإذا وُفِّقَ العبد لصيامه وقيامه وطاعة الله فيه كما ينبغي، فتلك نعمة عظيمة وهبة كريمة تستحق الشكر والثناء، وتستوجب الاعتراف بكرم الله وفضله. لذلك، يتعين على المؤمن أن يحمد الله على مَدِّ عمره لبلوغ هذا الشهر الكريم، وشرح صدره لاغتنام هذا الفضل العظيم، وتوفيق قلبه وجسده وجميع جوارحه لأداء مختلف الطاعات والعبادات.

الخطوة الثالثة:

الإبتهاج برمضان
رمضان هو شهر الخيرات وموسم الرحمات، فيه يزداد الأجر وتضاعف الحسنات. لذلك، من الطبيعي أن يفرح المسلم لإطلالة هذا الشهر العظيم، ويبتهج لمقدم هذه المناسبة العطرة. مصداقا لقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس:58].
فالمسلم الحقيقي هو الذي يفرح بطاعة الله ويبتهج بعبادته، ويسعد بفضل الله عليه أن مَدَّ في عمره وبلَّغَه هذا الشهر الكريم.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 26-05-2017 , 11:36 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

بسم الله الرحمن الرحيم

هاهو رمضان حط رحاله وقدم إلينا هذا الضيف المبارك
فماذا نحن فاعلون فيه ...


الخطوة الأولى :

الدعاء لبلوغ رمضان
أهم استعداد لرمضان هو الشوق لنفحاته الدينية، والتطلع لنسماته الروحية. لذلك، يُستحسَن للمسلم أن يسأل الله في كل وقت وحين أن يبلغه رمضان وهو في صحة وعافية. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (الَّلهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَان). فإذا دخل رمضان دعا المسلم ربه أن يُدخِله عليه وعلى الأمة الإسلامية بالأمن والأمان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه ويجعله مغفرة لذنوبه وآثامه.

الخطوة الثانية :

الشكر على بلوغ رمضان
إذا دخل رمضان على المسلم وهو حي يرزق، فتلك منحة كبيرة وخير وفير. فإذا وُفِّقَ العبد لصيامه وقيامه وطاعة الله فيه كما ينبغي، فتلك نعمة عظيمة وهبة كريمة تستحق الشكر والثناء، وتستوجب الاعتراف بكرم الله وفضله. لذلك، يتعين على المؤمن أن يحمد الله على مَدِّ عمره لبلوغ هذا الشهر الكريم، وشرح صدره لاغتنام هذا الفضل العظيم، وتوفيق قلبه وجسده وجميع جوارحه لأداء مختلف الطاعات والعبادات.

الخطوة الثالثة:

الإبتهاج برمضان
رمضان هو شهر الخيرات وموسم الرحمات، فيه يزداد الأجر وتضاعف الحسنات. لذلك، من الطبيعي أن يفرح المسلم لإطلالة هذا الشهر العظيم، ويبتهج لمقدم هذه المناسبة العطرة. مصداقا لقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس:58].
فالمسلم الحقيقي هو الذي يفرح بطاعة الله ويبتهج بعبادته، ويسعد بفضل الله عليه أن مَدَّ في عمره وبلَّغَه هذا الشهر الكريم.
رد مع اقتباس
قديم 26-05-2017, 11:37 PM   #2
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

الخطوة الرابعة:

التخطيط لرمضان
رمضان بمثابة ورشة تدريب سنوية يُقَوِّي بها المسلم إيمانه، ويعزز بها تقواه، ويتعلم منها الصبر على الطاعة، والابتعاد عن المعصية، والإقبال على الله في كل وقت وحين. لذلك ينصح المسلم بالتخطيط المسبق للاستفادة من فضائل رمضان، وتحقيق أقصى المكاسب الروحية فيه عبر برنامج يومي ينظم من خلاله مواقيت الطاعات والعبادات، ويعاهد نفسه على الالتزام بها والسير عليها طيلة الشهر الكريم كي تنشط همته، وتقوى عزيمته، ويثبت الأجر بإذن الله.

الخطوة الخامسة:

العلم بأحكام رمضان
معرفة الأشياء خير من جهلها، والمسلم الحق هو الذي يعبد الله عن علم ومعرفة ويقين. لذلك يجب على المؤمن أن يستقبل رمضان ويستعد له بمعرفة شروطه و أحكامه وموانعه وغيرها من المسائل الفقهية المتعلقة به، حتى لا يخطئ في جنب الله وهو غافل، أو يعصيه من حيث لا يدري. فمصادر العلم في زمننا كثيرة وينابيعه في عصرنا غزيرة. وقد أوصانا الحق تعالى بالتفقه في أمور ديننا فقال: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[الأنبياء:7].

الخطوة السادسة:

التوبة الصادقة
لأننا بشرٌ، تارةً نخطئ وتارةً نصيب ! فالمسلم مهما بلغت درجات إيمانه معرض للخطأ، والمؤمن مهما وصلت درجات تقواه قابل لِلزَّلَلِ. ومن حسن حظ العباد أن الله رحيم بهم، يصفح عنهم ويغفر لهم ولا يآخذهم بأخطائهم ان اعترفوا بها وندموا عليها. لذلك، يتعين على المسلم أن يستقبل رمضان وكله عزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها كي يتوب الله عليه، ويخرج من رمضان نقيا طاهرا كيوم ولدته أمه.

الخطوة السابعة:

فتح صفحة جديدة
مادام في الجسد نَفَسٌ فالفرصة قائمة، وما دام في القلب روح فالأوان لم يَفُتْ. لذلك على المسلم أن لا يتضايق من أخطاء الماضي، وأن لا يحزن على سقطات الأمس. فالأخطاء تلقن لمرتكبها درس النجاح، والسقطات تعلم صاحبها فن النهوض. لذلك، على المسلم أن يستغل نفحات شهر رمضان لبدء صفحة جديدة طاهرة ونقية مع الله أولا، ومع نفسه ثانيا، ومع أهله ثالثا، ومع الناس من حوله رابعا وخامسا وعاشرا.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-05-2017 , 11:37 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

الخطوة الرابعة:

التخطيط لرمضان
رمضان بمثابة ورشة تدريب سنوية يُقَوِّي بها المسلم إيمانه، ويعزز بها تقواه، ويتعلم منها الصبر على الطاعة، والابتعاد عن المعصية، والإقبال على الله في كل وقت وحين. لذلك ينصح المسلم بالتخطيط المسبق للاستفادة من فضائل رمضان، وتحقيق أقصى المكاسب الروحية فيه عبر برنامج يومي ينظم من خلاله مواقيت الطاعات والعبادات، ويعاهد نفسه على الالتزام بها والسير عليها طيلة الشهر الكريم كي تنشط همته، وتقوى عزيمته، ويثبت الأجر بإذن الله.

الخطوة الخامسة:

العلم بأحكام رمضان
معرفة الأشياء خير من جهلها، والمسلم الحق هو الذي يعبد الله عن علم ومعرفة ويقين. لذلك يجب على المؤمن أن يستقبل رمضان ويستعد له بمعرفة شروطه و أحكامه وموانعه وغيرها من المسائل الفقهية المتعلقة به، حتى لا يخطئ في جنب الله وهو غافل، أو يعصيه من حيث لا يدري. فمصادر العلم في زمننا كثيرة وينابيعه في عصرنا غزيرة. وقد أوصانا الحق تعالى بالتفقه في أمور ديننا فقال: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[الأنبياء:7].

الخطوة السادسة:

التوبة الصادقة
لأننا بشرٌ، تارةً نخطئ وتارةً نصيب ! فالمسلم مهما بلغت درجات إيمانه معرض للخطأ، والمؤمن مهما وصلت درجات تقواه قابل لِلزَّلَلِ. ومن حسن حظ العباد أن الله رحيم بهم، يصفح عنهم ويغفر لهم ولا يآخذهم بأخطائهم ان اعترفوا بها وندموا عليها. لذلك، يتعين على المسلم أن يستقبل رمضان وكله عزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها كي يتوب الله عليه، ويخرج من رمضان نقيا طاهرا كيوم ولدته أمه.

الخطوة السابعة:

فتح صفحة جديدة
مادام في الجسد نَفَسٌ فالفرصة قائمة، وما دام في القلب روح فالأوان لم يَفُتْ. لذلك على المسلم أن لا يتضايق من أخطاء الماضي، وأن لا يحزن على سقطات الأمس. فالأخطاء تلقن لمرتكبها درس النجاح، والسقطات تعلم صاحبها فن النهوض. لذلك، على المسلم أن يستغل نفحات شهر رمضان لبدء صفحة جديدة طاهرة ونقية مع الله أولا، ومع نفسه ثانيا، ومع أهله ثالثا، ومع الناس من حوله رابعا وخامسا وعاشرا.
رد مع اقتباس
قديم 26-05-2017, 11:38 PM   #3
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

مهلا رمضان فلعلك زرتنا فيما مضى فوجدتنا قد خرجنا إلى الشارع نطالب بالحرية
والكرامة والعدالة الاجتماعية ونريد أن نسقط الفساد والاستبداد ففرحت واستبشرت
خيرا فلما عدت وجدتنا قد تصالحنا مع الاستبداد ووطّناه وسامحنا الفساد وعفونا

عنه ومكّناه فأنت تسرع الخطى لتتجاوز قوما ألفوا الخنوع واستحْلَوا الركوع.
مهلا رمضان فقد مررت يوما بشعب يذبح رجاله وتنتهك حرمات نسائه ويستباح عرضه
ودمه فقلت لعل هذا الواقع يذكي حمية الأخ ويؤرق كل ذي ضمير حي ولما رجعت وجدت
الحالة هي- هي بل هي أشد وطئا وأعظم خطرا بل وعجز العالم عن وجود مخرج وردع
ظالم وإنصاف مظلوم فأنت تهرول فزعا من منظر أشلاء الإنسان ودمه التي تذاع في
القنوات التلفزيونية ثم تليها باقات من المسلسلات والفرجة في واقع فُقد فيه حس
ومعنى الإنسانية.*

*مهلاً رمضان ما أسرع أيامك ،،، ها هو رمضان يطوي زيارته لنا بأسرع ما يكون ،،
بكل أعمالنا فيه ،،، فما أسعد السعيد ،، وما أشقى الشقي بالأمس بدأ ،، و غداً
ينتهي ،، وبعده نمني أنفسنا بلقيا.
يا من حرم هذا الشهر ،، وجب عليك والله أن تبكي ،، فأنت لم تفز في سيد الشهور
،، فسأل نفسك متى ستفوز لم نستغلك يا رمضان حق استغلالك مهما عملنا فيك ،،
فالطمع لرحمة ومغفرة وعتق أكبر من ثلاثين يوماً كلنا مقصرون ،، من منا صام حق
الصيام ،، ومن منا قام حق القيام ،، نرضي أنفسنا باليسير وأيامك تسير هنيئاً
لمن صام وصامت جوارحه ،،، وهنيئاً لمن قام حتى كلت قدماه ،، ودمعت من الخشوع
عيناه.
لنتساأل و نحن نودع هذا الشهر الفضيل " هل قدمنا فيه ما يشفع لنا يوما لا ينفع
المال و للبنين , أم ألهتنا أيامنا و ليالنا دون قيامه , هل كان في القوم أمر
يسر يأمرهم بالصوم و الزكاة " هل كان الشباب يقوم الليل مع القائمين و يصوم مع
الصائمين أم كان لشباب صومهم و قيامهم " أم ألهتهم كرة القدم تحت الأضواء دون
القيام بما أوجب الله عليهم, أخوتي فلتعلموا أن هذا الشهر ليس كسائر الشهور بل
سيدهم و أعظمهم و فرصة لا تكرر لغسل النفس و مغفرة الذنوب.
مهلا رمضان فلماذا هذه العجلة ستتبدل أشياء كثيرة و ستعود الحياة لروتينها
اليومي من مشاكل و اعتصامات و شكاوى و مجازر و قتل و احتكار و كذب و زور, و
ستعود الفتاة و الفتى لما نهي عنه في هذا رمضان كنت حائلا دون الكثير و الكثير
من المعاصي و كنت سيد الشهور و ستبقى فلماذا تودعنا و نحن لا زلن نريد صيامك و
قيامك و لنا أمنيات لم تتحقق بعد فمهلا رمضان لسنا مستعجلين زحمة السير و زحمة
الحياة لن يفتقدها أحد كما نفتقدك سنفتقدك سنفتقد الطمأنينة التي كسيتها
للعالم وسنفتقد تلك الطفلة التي تصر أن تذهب مع والداتها للصلاة.
أيا زائرنا العظيم , لوعة في القلب اختلجت , كم سننظم من الأمال و المنى
للقياك مرة ثانية ؟ و كيف نضمن لقاءك مرة أخرى و نحن في دنيا فانية ؟ فهل
سنبلغك مرة ثانية أم ستبلغنا و نحن تحت الثرى و هل من بعد رحيلك يا ضيفنا
العظيم سيحلو لنا زمان و المكان و السهر و المنام ؟
كل ما حولي رأيته يئن و يشكو فراقك يا خير الشهور و لا زلت أتذكر ليلتنا
الأنيسة حينما آذن هلالك بالظهور و أشرقت أرواحنا و قلوبنا بهجة حينما مددت
إلينا يد الوصال و ها أنت تمد إلينا يد الوداع.
بالأمس كنت أقول رمضان أهلا و الآن أقول , رمضان مهلا ما أسرع خطاك تأتي على
شوق و تمضي على عجل.
ها هو شهر الخير قد قوضت خيامه و انتهت أيامه, فحق لنا أن نحزن على فراقه, و
أن نذرف الدموع عند وداعه و كيف لا نحزن على فراقه و نحن لا ندري هل ندرك غيره
أم لا؟ كيف لا تجري دموعنا على رحيله؟ و نحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح
أم لا ؟ و هل ازددنا فيه قربا من ربنا أم لا ؟ كيف لا نحزن عليه هو شهر
الرحمات و تكفير السيئات و إقالة العثرات.
يمضي رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام و أساء فيه آخرون, يمضي و هو شاهد لنا أو
علينا, شاهد للمشمر بصيامه و قيامه و بره و إحسانه و شاهد على المقصر بغفلته و
إعراضه و نسيانه.
رمضان سوق قام ثم انفض, ربح فيه من ربح و خسر فيه من خسر في ليله كم سجد من
ساجد و كم ذكر فيه من ذاكر و كم شكر فيه من شاكر و كم خشع فيه من خاشع و كم
فرط فيه من مفرط و كم عصى فيه من عاص؟.
رحل شهر الصوم فما أسعد نفوس الفائزين و ما ألذ عيش المقبولين و ما أذل نفوس
العصاة المذنبين و ما أقبح حال المسيئين المفرطين. لا بد من وقفة محاسبة جادة
ننظر فيها ماذا قدمنا في شهرنا من عمل ؟ و ما هي الفوائد التي استفدناها منه ؟
و ما هي الأمور التي قصرنا فيها ؟ فمن كان محسنا فليحمد الله و ليزدد إحسانا و
ليسأل الله الثبات و القبول و الغفران , و من كان مقصرا فليتب إلى مولاه قبل
حلول الأجل.
تذكر أيها الصائم و أنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام , و انقضاء الأعوام, فإن
في مرورها و سرعتها عبرة للمعتبرين و عظة للمتعظين قال عز و جل " يقلب الله
الليل و النهار و إن في ذالك لعبرة لأولي الأبصار " النور44" بالأمس القريب
كنا نلتقي التهاني بقدومه و نسأل الله بلوغه و اليوم نودعه بكل أسى و نلتقي
التعازي برحليه, فهيهات أن تعود مرة أخرى فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان و
ما دمت في زمن الإمكان.
و تذكر أخي الصائم أن العبرة بالخواتيم فأجعل ختام شهرك الاستغفار و التوبة. و
الله مر و كأنه يوم واحد و اليوم ها نحن على مفارقة شهر الرحمة و الخيرات
نرجوا من الله عز و جل أن يعيده علينا و على الأمة الإسلامية و شعب الموريتاني
بصفة خاصة أعواما أخرى و أن يعتق رقابنا و إياكم من النيران إنه و لي ذالك و
القدير.
حللت يا رمضان فامتلأت المساجد وفرحت الصلوات بكثرة التائبين وخصوصا صلاة
الفجر التي تشكو من قلة الصفوف في غيرك من الشهور، واشتد الزحام على أفضل
المجودين في التراويح وكثر الترحال من حي لآخر ومن منطقة لأخرى بحثا عن قارئ
حاذق يشنف أسماع المصلين بآي الوحي يتلوها على السامعين ويترنم بها كأنها
تتنزل اللحظة غضة طرية، فإذا بعاصي البارحة مخبت اليوم وإذا بفاتر الأمس مجتهد
اللحظة، وكأن لرمضان سحر يجعل الحجر تبرا والتراب مسكا أظفرا، فرمضان شهر ليس
كباقي الشهور وأيامه ليست كباقي الأيام كما أن لياليه ليست كباقي الليالي فهو
شهر الخير والبر والبركة والصبر والنصر شهر يتغير فيه برنامج الإنسان وعاداته
واهتماماته فهو مدرسة سنوية لتخريج أهل الصبر وتتويج أهل التقوى وإبراز أهل
الشكر.
رمضان مناسبة تتجدد سنويا لتذكرنا أن سلفنا الصالح فعلوا فيه الكثير من
المنجزات العظام، وأن جل التحولات العميقة في تاريخ الأمة كانت خلال شهر
رمضان، ابتداء من نزول القرآن ومرورا بغزوة بدر التي سميت بالفرقان وتيمنا
بالزلاقة في زمن الرباط والمرابطين وانتهاء بكل الانتصارات الحاسمة في تاريخ
المسلمين، فهل نحيي رمضان ونعيش نفس الأجواء التي أحدثت ذالكم التغيير وتلكم
الخصوصية.
تتسارع أيام رمضان وتمضي أوقاته وساعاته بسرعة مذهلة كأنها البرق الخاطف، وكأن
الشهر أسبوعا والأسبوع لحظات، ترى ما الذي جعل هذا الضيف العظيم يخفف زيارته
ويستعجل مستقبليه، أتراه يريد أن يخفف ويرحم أهل الجد والاجتهاد الذين أظمئوا
نهارهم وأسهروا ليلهم في ما ينفعهم واستغلوا أوقات فراغهم في بناء أخلاقهم
واستكمال نقصهم، واقتصدوا في نفقاتهم وفروا من مصروفهم من أجل إعانة فقير أو
محتاج في شهر من مقاصد صيامه التضامن في الجوع ومن معاني الأكل فيه إفطار
الصائمين، أم تراه يريد أن يتخفف من أهل الفراغ والكسل الذين ضيعوا ليلهم في
اللهو وأحيانا في الفسق ثم ناموا جل نهارهم فإذا استيقظوا سبوا وشتموا ولعنوا
كأنهم صيام عقوبة وقهرا بل إن منهم من اقترف جريمة القتل في شهر العتق، قوم
إذا أنفقوا أسرفوا واشتروا ما يأكلون وما لا يأكلون وأكثروا الوحم والتشهي
وملئوا بطونهم حتى عجزوا عن القيام وما فضل ألقوه في حاويات الأزبال حتى أصبحت
تشتكي إلى خالقها عجزها عن استيعاب ما يطرح فيها وفيما حولها وتستغفر لرجال
النظافة الذين أُتعِبوا جهدا ورائحة كريهة.


وداعا يا أياما قضيناها صياما
وداعا يا ليالي أمضيناها قياما
وداعا يا شهر القربات و الطاعات
وداعا يا شهر العتق من النيران
وداعا يا سبب مغفرة و الذنوب و الخطايا
وداعا يا خير الشهور
وداعا رمضان ...
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-05-2017 , 11:38 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

مهلا رمضان فلعلك زرتنا فيما مضى فوجدتنا قد خرجنا إلى الشارع نطالب بالحرية
والكرامة والعدالة الاجتماعية ونريد أن نسقط الفساد والاستبداد ففرحت واستبشرت
خيرا فلما عدت وجدتنا قد تصالحنا مع الاستبداد ووطّناه وسامحنا الفساد وعفونا

عنه ومكّناه فأنت تسرع الخطى لتتجاوز قوما ألفوا الخنوع واستحْلَوا الركوع.
مهلا رمضان فقد مررت يوما بشعب يذبح رجاله وتنتهك حرمات نسائه ويستباح عرضه
ودمه فقلت لعل هذا الواقع يذكي حمية الأخ ويؤرق كل ذي ضمير حي ولما رجعت وجدت
الحالة هي- هي بل هي أشد وطئا وأعظم خطرا بل وعجز العالم عن وجود مخرج وردع
ظالم وإنصاف مظلوم فأنت تهرول فزعا من منظر أشلاء الإنسان ودمه التي تذاع في
القنوات التلفزيونية ثم تليها باقات من المسلسلات والفرجة في واقع فُقد فيه حس
ومعنى الإنسانية.*

*مهلاً رمضان ما أسرع أيامك ،،، ها هو رمضان يطوي زيارته لنا بأسرع ما يكون ،،
بكل أعمالنا فيه ،،، فما أسعد السعيد ،، وما أشقى الشقي بالأمس بدأ ،، و غداً
ينتهي ،، وبعده نمني أنفسنا بلقيا.
يا من حرم هذا الشهر ،، وجب عليك والله أن تبكي ،، فأنت لم تفز في سيد الشهور
،، فسأل نفسك متى ستفوز لم نستغلك يا رمضان حق استغلالك مهما عملنا فيك ،،
فالطمع لرحمة ومغفرة وعتق أكبر من ثلاثين يوماً كلنا مقصرون ،، من منا صام حق
الصيام ،، ومن منا قام حق القيام ،، نرضي أنفسنا باليسير وأيامك تسير هنيئاً
لمن صام وصامت جوارحه ،،، وهنيئاً لمن قام حتى كلت قدماه ،، ودمعت من الخشوع
عيناه.
لنتساأل و نحن نودع هذا الشهر الفضيل " هل قدمنا فيه ما يشفع لنا يوما لا ينفع
المال و للبنين , أم ألهتنا أيامنا و ليالنا دون قيامه , هل كان في القوم أمر
يسر يأمرهم بالصوم و الزكاة " هل كان الشباب يقوم الليل مع القائمين و يصوم مع
الصائمين أم كان لشباب صومهم و قيامهم " أم ألهتهم كرة القدم تحت الأضواء دون
القيام بما أوجب الله عليهم, أخوتي فلتعلموا أن هذا الشهر ليس كسائر الشهور بل
سيدهم و أعظمهم و فرصة لا تكرر لغسل النفس و مغفرة الذنوب.
مهلا رمضان فلماذا هذه العجلة ستتبدل أشياء كثيرة و ستعود الحياة لروتينها
اليومي من مشاكل و اعتصامات و شكاوى و مجازر و قتل و احتكار و كذب و زور, و
ستعود الفتاة و الفتى لما نهي عنه في هذا رمضان كنت حائلا دون الكثير و الكثير
من المعاصي و كنت سيد الشهور و ستبقى فلماذا تودعنا و نحن لا زلن نريد صيامك و
قيامك و لنا أمنيات لم تتحقق بعد فمهلا رمضان لسنا مستعجلين زحمة السير و زحمة
الحياة لن يفتقدها أحد كما نفتقدك سنفتقدك سنفتقد الطمأنينة التي كسيتها
للعالم وسنفتقد تلك الطفلة التي تصر أن تذهب مع والداتها للصلاة.
أيا زائرنا العظيم , لوعة في القلب اختلجت , كم سننظم من الأمال و المنى
للقياك مرة ثانية ؟ و كيف نضمن لقاءك مرة أخرى و نحن في دنيا فانية ؟ فهل
سنبلغك مرة ثانية أم ستبلغنا و نحن تحت الثرى و هل من بعد رحيلك يا ضيفنا
العظيم سيحلو لنا زمان و المكان و السهر و المنام ؟
كل ما حولي رأيته يئن و يشكو فراقك يا خير الشهور و لا زلت أتذكر ليلتنا
الأنيسة حينما آذن هلالك بالظهور و أشرقت أرواحنا و قلوبنا بهجة حينما مددت
إلينا يد الوصال و ها أنت تمد إلينا يد الوداع.
بالأمس كنت أقول رمضان أهلا و الآن أقول , رمضان مهلا ما أسرع خطاك تأتي على
شوق و تمضي على عجل.
ها هو شهر الخير قد قوضت خيامه و انتهت أيامه, فحق لنا أن نحزن على فراقه, و
أن نذرف الدموع عند وداعه و كيف لا نحزن على فراقه و نحن لا ندري هل ندرك غيره
أم لا؟ كيف لا تجري دموعنا على رحيله؟ و نحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح
أم لا ؟ و هل ازددنا فيه قربا من ربنا أم لا ؟ كيف لا نحزن عليه هو شهر
الرحمات و تكفير السيئات و إقالة العثرات.
يمضي رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام و أساء فيه آخرون, يمضي و هو شاهد لنا أو
علينا, شاهد للمشمر بصيامه و قيامه و بره و إحسانه و شاهد على المقصر بغفلته و
إعراضه و نسيانه.
رمضان سوق قام ثم انفض, ربح فيه من ربح و خسر فيه من خسر في ليله كم سجد من
ساجد و كم ذكر فيه من ذاكر و كم شكر فيه من شاكر و كم خشع فيه من خاشع و كم
فرط فيه من مفرط و كم عصى فيه من عاص؟.
رحل شهر الصوم فما أسعد نفوس الفائزين و ما ألذ عيش المقبولين و ما أذل نفوس
العصاة المذنبين و ما أقبح حال المسيئين المفرطين. لا بد من وقفة محاسبة جادة
ننظر فيها ماذا قدمنا في شهرنا من عمل ؟ و ما هي الفوائد التي استفدناها منه ؟
و ما هي الأمور التي قصرنا فيها ؟ فمن كان محسنا فليحمد الله و ليزدد إحسانا و
ليسأل الله الثبات و القبول و الغفران , و من كان مقصرا فليتب إلى مولاه قبل
حلول الأجل.
تذكر أيها الصائم و أنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام , و انقضاء الأعوام, فإن
في مرورها و سرعتها عبرة للمعتبرين و عظة للمتعظين قال عز و جل " يقلب الله
الليل و النهار و إن في ذالك لعبرة لأولي الأبصار " النور44" بالأمس القريب
كنا نلتقي التهاني بقدومه و نسأل الله بلوغه و اليوم نودعه بكل أسى و نلتقي
التعازي برحليه, فهيهات أن تعود مرة أخرى فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان و
ما دمت في زمن الإمكان.
و تذكر أخي الصائم أن العبرة بالخواتيم فأجعل ختام شهرك الاستغفار و التوبة. و
الله مر و كأنه يوم واحد و اليوم ها نحن على مفارقة شهر الرحمة و الخيرات
نرجوا من الله عز و جل أن يعيده علينا و على الأمة الإسلامية و شعب الموريتاني
بصفة خاصة أعواما أخرى و أن يعتق رقابنا و إياكم من النيران إنه و لي ذالك و
القدير.
حللت يا رمضان فامتلأت المساجد وفرحت الصلوات بكثرة التائبين وخصوصا صلاة
الفجر التي تشكو من قلة الصفوف في غيرك من الشهور، واشتد الزحام على أفضل
المجودين في التراويح وكثر الترحال من حي لآخر ومن منطقة لأخرى بحثا عن قارئ
حاذق يشنف أسماع المصلين بآي الوحي يتلوها على السامعين ويترنم بها كأنها
تتنزل اللحظة غضة طرية، فإذا بعاصي البارحة مخبت اليوم وإذا بفاتر الأمس مجتهد
اللحظة، وكأن لرمضان سحر يجعل الحجر تبرا والتراب مسكا أظفرا، فرمضان شهر ليس
كباقي الشهور وأيامه ليست كباقي الأيام كما أن لياليه ليست كباقي الليالي فهو
شهر الخير والبر والبركة والصبر والنصر شهر يتغير فيه برنامج الإنسان وعاداته
واهتماماته فهو مدرسة سنوية لتخريج أهل الصبر وتتويج أهل التقوى وإبراز أهل
الشكر.
رمضان مناسبة تتجدد سنويا لتذكرنا أن سلفنا الصالح فعلوا فيه الكثير من
المنجزات العظام، وأن جل التحولات العميقة في تاريخ الأمة كانت خلال شهر
رمضان، ابتداء من نزول القرآن ومرورا بغزوة بدر التي سميت بالفرقان وتيمنا
بالزلاقة في زمن الرباط والمرابطين وانتهاء بكل الانتصارات الحاسمة في تاريخ
المسلمين، فهل نحيي رمضان ونعيش نفس الأجواء التي أحدثت ذالكم التغيير وتلكم
الخصوصية.
تتسارع أيام رمضان وتمضي أوقاته وساعاته بسرعة مذهلة كأنها البرق الخاطف، وكأن
الشهر أسبوعا والأسبوع لحظات، ترى ما الذي جعل هذا الضيف العظيم يخفف زيارته
ويستعجل مستقبليه، أتراه يريد أن يخفف ويرحم أهل الجد والاجتهاد الذين أظمئوا
نهارهم وأسهروا ليلهم في ما ينفعهم واستغلوا أوقات فراغهم في بناء أخلاقهم
واستكمال نقصهم، واقتصدوا في نفقاتهم وفروا من مصروفهم من أجل إعانة فقير أو
محتاج في شهر من مقاصد صيامه التضامن في الجوع ومن معاني الأكل فيه إفطار
الصائمين، أم تراه يريد أن يتخفف من أهل الفراغ والكسل الذين ضيعوا ليلهم في
اللهو وأحيانا في الفسق ثم ناموا جل نهارهم فإذا استيقظوا سبوا وشتموا ولعنوا
كأنهم صيام عقوبة وقهرا بل إن منهم من اقترف جريمة القتل في شهر العتق، قوم
إذا أنفقوا أسرفوا واشتروا ما يأكلون وما لا يأكلون وأكثروا الوحم والتشهي
وملئوا بطونهم حتى عجزوا عن القيام وما فضل ألقوه في حاويات الأزبال حتى أصبحت
تشتكي إلى خالقها عجزها عن استيعاب ما يطرح فيها وفيما حولها وتستغفر لرجال
النظافة الذين أُتعِبوا جهدا ورائحة كريهة.


وداعا يا أياما قضيناها صياما
وداعا يا ليالي أمضيناها قياما
وداعا يا شهر القربات و الطاعات
وداعا يا شهر العتق من النيران
وداعا يا سبب مغفرة و الذنوب و الخطايا
وداعا يا خير الشهور
وداعا رمضان ...
رد مع اقتباس
قديم 26-05-2017, 11:53 PM   #4
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

إن لله نفحات ومن هذه المنح والنفحات التي طالما امتن الله بها على عباده هذا الشهر الكريم العظيم الذي أنزل فيه القرآن. هذا الشهر الذي فيه ليلة واحدة هي خيرٌ من ألف شهر.قال صلى الله عليه وسلم:«أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [رواه النسائي].

هذه واحدة من المنح التي يمنحنا الله إياها لكي ننال بها جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومع ذلك يمر رمضان على بعض المسلمين هداهم الله كغيره من الشهور بل إنه وللأسف قد يكون أسوأ حالاً عند البعض، روى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة» .

فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذا موسمكم قد حل، وضيفكم قد أطل، فأين كرم الضيافة وأنتم أهل الكرم؟ وأين البشاشة والفرح وضيفكم خير الضيوف؟.
إن من أدرك رمضان وهو في عافية ،لفي نعمة عظيمة عليه شُكرها، وشكر هذه النعمة يكون بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجلان من بنى قضاعة أسلما على عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي أو ذُكر ذلك للنبي فقال: «أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف وكذا ركعة (صلاة سنة)» [رواه أحمد].

معاشر الاحباب : إن البركات تتنزل في هذا الشهر الكريم. فهل من راغب؟ والرحمات تتنزل في هذا الشهر فهل من تائب؟ هذه أنهار الخير وبحاره تتدفق في ليالي هذا الشهر الكريم فأين الجادون؟ هل من مشمر للطاعة، باذل لمهر الحور العين. ليالٍ تمر وتمضي كلمح البصر، ويذهب الجهد والتعب وتبقى حلاوة الطاعة،فهذا الثمن يا خاطب الحور، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر، صيام وقيام وصدقة وتلاوة قرآن ومجالس ذكر وغير ذلك من أعمال البر والطاعة. والثمن الجنة إن شاء الله.

أيها الإخوة: ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن بعضاً ممن أدرك رمضان الماضي أصبح من أهل القبور، أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات وآخذ البنين والبنات، فاختطفهم من بين أيدينا، أسكتهم والله فما نطقوا، وأرداهم فما تكلموا، كأنهم والله ما ضحكوا مع من ضحك، ولا أكلوا مع من أكل، ولا شربوا مع من شرب.

كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ
من بين أهل وجيران وإخوان
حيَّاً فما أقرب القاصي من الداني

الله الله في صلاة القيام «التراويح»، فكما أن شهر رمضان شهر الصيام، فهو كذلك شهر القيام قال تعالى في صفة عباده المحسنين( كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) [الذاريات:17].

وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان].

وقال صلى الله عليه وسلم : «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» [رواه أهل السنن]

أخواني: حافظوا على شهركم وأكثروا فيه من طاعة ربكم لعلكم تُكتبون فيه من الفائزين.

حافظوا على صيامكم مما يخل به أو يفسده من الأعمال السيئة والأقوال الآثمة، فاحفظوا أسماعكم عن سماع ما حرم الله من الأغاني وقول الزور والغيبة والنميمة،واحفظوا أبصاركم عن رؤية ما حرم الله عليكم من المناظر الفاتنة ،فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس ، واحفظوا ألسنتكم من قول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة والشتم والسباب ،فإن سابك أحد فلا ترد عليه بالمثل بل قل إني صائم ،فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل هو إمساك كذلك عن كل ما حرم الله.

لا تنسَ إخوانك الفقراء والمساكين والمحتاجين فالصدقة في رمضان مضاعفة والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

ليكن لك أخي مع القرآن وقفات وتأملات فهو شهر القرآن، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» [البخاري:6، مسلم:2308].لقد كان القرآن أنيسه وسميره صلى الله عليه وسلم في رمضان.
وفقنا الله وإياكم لاغتنام رمضان وجعلنا وإياكم من المعتوقين فيه من النار آمين آمين.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-05-2017 , 11:53 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

إن لله نفحات ومن هذه المنح والنفحات التي طالما امتن الله بها على عباده هذا الشهر الكريم العظيم الذي أنزل فيه القرآن. هذا الشهر الذي فيه ليلة واحدة هي خيرٌ من ألف شهر.قال صلى الله عليه وسلم:«أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [رواه النسائي].

هذه واحدة من المنح التي يمنحنا الله إياها لكي ننال بها جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومع ذلك يمر رمضان على بعض المسلمين هداهم الله كغيره من الشهور بل إنه وللأسف قد يكون أسوأ حالاً عند البعض، روى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة» .

فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذا موسمكم قد حل، وضيفكم قد أطل، فأين كرم الضيافة وأنتم أهل الكرم؟ وأين البشاشة والفرح وضيفكم خير الضيوف؟.
إن من أدرك رمضان وهو في عافية ،لفي نعمة عظيمة عليه شُكرها، وشكر هذه النعمة يكون بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجلان من بنى قضاعة أسلما على عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي أو ذُكر ذلك للنبي فقال: «أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف وكذا ركعة (صلاة سنة)» [رواه أحمد].

معاشر الاحباب : إن البركات تتنزل في هذا الشهر الكريم. فهل من راغب؟ والرحمات تتنزل في هذا الشهر فهل من تائب؟ هذه أنهار الخير وبحاره تتدفق في ليالي هذا الشهر الكريم فأين الجادون؟ هل من مشمر للطاعة، باذل لمهر الحور العين. ليالٍ تمر وتمضي كلمح البصر، ويذهب الجهد والتعب وتبقى حلاوة الطاعة،فهذا الثمن يا خاطب الحور، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر، صيام وقيام وصدقة وتلاوة قرآن ومجالس ذكر وغير ذلك من أعمال البر والطاعة. والثمن الجنة إن شاء الله.

أيها الإخوة: ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن بعضاً ممن أدرك رمضان الماضي أصبح من أهل القبور، أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات وآخذ البنين والبنات، فاختطفهم من بين أيدينا، أسكتهم والله فما نطقوا، وأرداهم فما تكلموا، كأنهم والله ما ضحكوا مع من ضحك، ولا أكلوا مع من أكل، ولا شربوا مع من شرب.

كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ
من بين أهل وجيران وإخوان
حيَّاً فما أقرب القاصي من الداني

الله الله في صلاة القيام «التراويح»، فكما أن شهر رمضان شهر الصيام، فهو كذلك شهر القيام قال تعالى في صفة عباده المحسنين( كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) [الذاريات:17].

وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان].

وقال صلى الله عليه وسلم : «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» [رواه أهل السنن]

أخواني: حافظوا على شهركم وأكثروا فيه من طاعة ربكم لعلكم تُكتبون فيه من الفائزين.

حافظوا على صيامكم مما يخل به أو يفسده من الأعمال السيئة والأقوال الآثمة، فاحفظوا أسماعكم عن سماع ما حرم الله من الأغاني وقول الزور والغيبة والنميمة،واحفظوا أبصاركم عن رؤية ما حرم الله عليكم من المناظر الفاتنة ،فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس ، واحفظوا ألسنتكم من قول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة والشتم والسباب ،فإن سابك أحد فلا ترد عليه بالمثل بل قل إني صائم ،فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل هو إمساك كذلك عن كل ما حرم الله.

لا تنسَ إخوانك الفقراء والمساكين والمحتاجين فالصدقة في رمضان مضاعفة والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

ليكن لك أخي مع القرآن وقفات وتأملات فهو شهر القرآن، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» [البخاري:6، مسلم:2308].لقد كان القرآن أنيسه وسميره صلى الله عليه وسلم في رمضان.
وفقنا الله وإياكم لاغتنام رمضان وجعلنا وإياكم من المعتوقين فيه من النار آمين آمين.
رد مع اقتباس
قديم 27-05-2017, 12:45 AM   #5
الصبر جميل
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 934
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوبيان مشاهدة المشاركة
إن لله نفحات ومن هذه المنح والنفحات التي طالما امتن الله بها على عباده هذا الشهر الكريم العظيم الذي أنزل فيه القرآن. هذا الشهر الذي فيه ليلة واحدة هي خيرٌ من ألف شهر.قال صلى الله عليه وسلم:«أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [رواه النسائي].

هذه واحدة من المنح التي يمنحنا الله إياها لكي ننال بها جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومع ذلك يمر رمضان على بعض المسلمين هداهم الله كغيره من الشهور بل إنه وللأسف قد يكون أسوأ حالاً عند البعض، روى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة» .

فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذا موسمكم قد حل، وضيفكم قد أطل، فأين كرم الضيافة وأنتم أهل الكرم؟ وأين البشاشة والفرح وضيفكم خير الضيوف؟.
إن من أدرك رمضان وهو في عافية ،لفي نعمة عظيمة عليه شُكرها، وشكر هذه النعمة يكون بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجلان من بنى قضاعة أسلما على عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي أو ذُكر ذلك للنبي فقال: «أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف وكذا ركعة (صلاة سنة)» [رواه أحمد].

معاشر الاحباب : إن البركات تتنزل في هذا الشهر الكريم. فهل من راغب؟ والرحمات تتنزل في هذا الشهر فهل من تائب؟ هذه أنهار الخير وبحاره تتدفق في ليالي هذا الشهر الكريم فأين الجادون؟ هل من مشمر للطاعة، باذل لمهر الحور العين. ليالٍ تمر وتمضي كلمح البصر، ويذهب الجهد والتعب وتبقى حلاوة الطاعة،فهذا الثمن يا خاطب الحور، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر، صيام وقيام وصدقة وتلاوة قرآن ومجالس ذكر وغير ذلك من أعمال البر والطاعة. والثمن الجنة إن شاء الله.

أيها الإخوة: ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن بعضاً ممن أدرك رمضان الماضي أصبح من أهل القبور، أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات وآخذ البنين والبنات، فاختطفهم من بين أيدينا، أسكتهم والله فما نطقوا، وأرداهم فما تكلموا، كأنهم والله ما ضحكوا مع من ضحك، ولا أكلوا مع من أكل، ولا شربوا مع من شرب.

كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ
من بين أهل وجيران وإخوان
حيَّاً فما أقرب القاصي من الداني

الله الله في صلاة القيام «التراويح»، فكما أن شهر رمضان شهر الصيام، فهو كذلك شهر القيام قال تعالى في صفة عباده المحسنين( كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) [الذاريات:17].

وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان].

وقال صلى الله عليه وسلم : «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» [رواه أهل السنن]

أخواني: حافظوا على شهركم وأكثروا فيه من طاعة ربكم لعلكم تُكتبون فيه من الفائزين.

حافظوا على صيامكم مما يخل به أو يفسده من الأعمال السيئة والأقوال الآثمة، فاحفظوا أسماعكم عن سماع ما حرم الله من الأغاني وقول الزور والغيبة والنميمة،واحفظوا أبصاركم عن رؤية ما حرم الله عليكم من المناظر الفاتنة ،فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس ، واحفظوا ألسنتكم من قول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة والشتم والسباب ،فإن سابك أحد فلا ترد عليه بالمثل بل قل إني صائم ،فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل هو إمساك كذلك عن كل ما حرم الله.

لا تنسَ إخوانك الفقراء والمساكين والمحتاجين فالصدقة في رمضان مضاعفة والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

ليكن لك أخي مع القرآن وقفات وتأملات فهو شهر القرآن، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» [البخاري:6، مسلم:2308].لقد كان القرآن أنيسه وسميره صلى الله عليه وسلم في رمضان.
وفقنا الله وإياكم لاغتنام رمضان وجعلنا وإياكم من المعتوقين فيه من النار آمين آمين.
نسأل الله الرضا والقبول والعتق من النار وأن يثبتنا على طاعته على الوجه الذي يحبه ويرضاه
الصبر جميل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-05-2017 , 12:45 AM
الصبر جميل الصبر جميل غير متواجد حالياً
موقوف
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 934
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوبيان مشاهدة المشاركة
إن لله نفحات ومن هذه المنح والنفحات التي طالما امتن الله بها على عباده هذا الشهر الكريم العظيم الذي أنزل فيه القرآن. هذا الشهر الذي فيه ليلة واحدة هي خيرٌ من ألف شهر.قال صلى الله عليه وسلم:«أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [رواه النسائي].

هذه واحدة من المنح التي يمنحنا الله إياها لكي ننال بها جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومع ذلك يمر رمضان على بعض المسلمين هداهم الله كغيره من الشهور بل إنه وللأسف قد يكون أسوأ حالاً عند البعض، روى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة» .

فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذا موسمكم قد حل، وضيفكم قد أطل، فأين كرم الضيافة وأنتم أهل الكرم؟ وأين البشاشة والفرح وضيفكم خير الضيوف؟.
إن من أدرك رمضان وهو في عافية ،لفي نعمة عظيمة عليه شُكرها، وشكر هذه النعمة يكون بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجلان من بنى قضاعة أسلما على عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي أو ذُكر ذلك للنبي فقال: «أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف وكذا ركعة (صلاة سنة)» [رواه أحمد].

معاشر الاحباب : إن البركات تتنزل في هذا الشهر الكريم. فهل من راغب؟ والرحمات تتنزل في هذا الشهر فهل من تائب؟ هذه أنهار الخير وبحاره تتدفق في ليالي هذا الشهر الكريم فأين الجادون؟ هل من مشمر للطاعة، باذل لمهر الحور العين. ليالٍ تمر وتمضي كلمح البصر، ويذهب الجهد والتعب وتبقى حلاوة الطاعة،فهذا الثمن يا خاطب الحور، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر، صيام وقيام وصدقة وتلاوة قرآن ومجالس ذكر وغير ذلك من أعمال البر والطاعة. والثمن الجنة إن شاء الله.

أيها الإخوة: ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن بعضاً ممن أدرك رمضان الماضي أصبح من أهل القبور، أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات وآخذ البنين والبنات، فاختطفهم من بين أيدينا، أسكتهم والله فما نطقوا، وأرداهم فما تكلموا، كأنهم والله ما ضحكوا مع من ضحك، ولا أكلوا مع من أكل، ولا شربوا مع من شرب.

كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ
من بين أهل وجيران وإخوان
حيَّاً فما أقرب القاصي من الداني

الله الله في صلاة القيام «التراويح»، فكما أن شهر رمضان شهر الصيام، فهو كذلك شهر القيام قال تعالى في صفة عباده المحسنين( كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) [الذاريات:17].

وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان].

وقال صلى الله عليه وسلم : «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» [رواه أهل السنن]

أخواني: حافظوا على شهركم وأكثروا فيه من طاعة ربكم لعلكم تُكتبون فيه من الفائزين.

حافظوا على صيامكم مما يخل به أو يفسده من الأعمال السيئة والأقوال الآثمة، فاحفظوا أسماعكم عن سماع ما حرم الله من الأغاني وقول الزور والغيبة والنميمة،واحفظوا أبصاركم عن رؤية ما حرم الله عليكم من المناظر الفاتنة ،فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس ، واحفظوا ألسنتكم من قول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة والشتم والسباب ،فإن سابك أحد فلا ترد عليه بالمثل بل قل إني صائم ،فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل هو إمساك كذلك عن كل ما حرم الله.

لا تنسَ إخوانك الفقراء والمساكين والمحتاجين فالصدقة في رمضان مضاعفة والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

ليكن لك أخي مع القرآن وقفات وتأملات فهو شهر القرآن، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» [البخاري:6، مسلم:2308].لقد كان القرآن أنيسه وسميره صلى الله عليه وسلم في رمضان.
وفقنا الله وإياكم لاغتنام رمضان وجعلنا وإياكم من المعتوقين فيه من النار آمين آمين.
نسأل الله الرضا والقبول والعتق من النار وأن يثبتنا على طاعته على الوجه الذي يحبه ويرضاه
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2017, 07:52 PM   #6
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قال أبو هريرة رضي الله عنه إن في الجنـة حـوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف[عن يمينها ويسارها كذلك] وهي تقول : اين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر

وقال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله. مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل

وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا. قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها. قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما

غناء الحور العين

ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه ، نحن المقيمات فلا يظعنه)ا

وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الحور العين لتغنين في الجنة ، يقلن : نحن الحور الحسان ، خبئنا لأزواج كرام)
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28-05-2017 , 07:52 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قال أبو هريرة رضي الله عنه إن في الجنـة حـوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف[عن يمينها ويسارها كذلك] وهي تقول : اين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر

وقال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله. مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل

وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار : يا أبا يحيى شوقنا. قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها. قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما

غناء الحور العين

ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه ، نحن المقيمات فلا يظعنه)ا

وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الحور العين لتغنين في الجنة ، يقلن : نحن الحور الحسان ، خبئنا لأزواج كرام)
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2017, 07:55 PM   #7
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

وصف الجنة

https://ar.islamway.net/article/557/...AC%D9%86%D8%A9
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28-05-2017 , 07:55 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

وصف الجنة

https://ar.islamway.net/article/557/...AC%D9%86%D8%A9
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2017, 07:56 PM   #8
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

هذا كله القليل القليل مما أعد الله سبحانه و تعالى لعباده المؤمنين.

أعد لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت


إخوةالإيمان إقرأوا هذه الصفحة و ستتغير حياتكم إن شاء الله

الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ملاطها المسك و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و ترابها الزعفران ،من يدخلها ينعم لايباس و يخلد لا يموت لاتبلى ثيابه و لا يفنى شبابه.
في الصحيحين عن النبي ص : » » إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ،طولها ستون ميلا ،للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم، فلا يرى بعضهم بعضا. « «
عن علي رضي الله عنه

إن أحدهم لأعرف بمنزله في الجنة من مسكنه في الدنيا ، يساق الذين أتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ، حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عندها شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان ، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها، فشربوا منها ، فأذهبت ما في بطونهم من أذى أو قذي أو بأس ، ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نظرة النعيم فلن تغير أبشارهم بعدها أبدا ، ولن تشعث أشعارهم. صحة وعافية دائمة

ثم تتلقاهم الولدان يطيفون بهم وجوههم كاللؤلؤ تنير من النور ، كما يطيف أهل الدنيا بالحميم يقدم من غيبته ، فيقولون : أبشر بما أعد الله لك من الكرامة ، فيسير معه وسط قصور و أنهار وفي كل مرة يمر على خدم يحسبهم ملوك القصور، فيقال له خدمك.

ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين ، فتقول أنت رأيته ، فيقول نعم أنا رأيته وهو ذا بأثري ، فيستخف إحداهن من الفرح و الشوق و الولع بحبيبها و قرة عينها حتى تقوم على أسكفة الباب ، فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى سقفه فإذا هو مثل اللؤلؤ ، فلولا أن الله قدره له لألم أن يذهب ببصره ، ثم طأطأ رأسه فنظر إلى أزواجه ، وأكواب موضوعة و نمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة فنظروا إلى تلك النعمة وقالوا: "" الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ""

ثم ينادي مناد: تحيون فلا تموتون أبدا، وتصحون لا تمرضون أبدا.
.
إذا هم بتناول الثمار تدلت الثمار حتى تصل فمه ، فهم يتناولونها قياما و قعودا و مضطجعين ، و أنهار من عسل مصفى ، و أنهار من لبن ومن كأس ما بها من صداع و لا ندامة ، وماء غير آسن. و في الجنة لشجرة يسير الراكب فيه ظلها مئة عام لا يقطعها
إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه، فيخر بين يديك مشويا.

إن الرجل ليتكيء في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ، ثم تأتيه إمرأة فتضرب على منكبيه ، العين إمرأة شابة حسناء جميلة بيضاء البشرة شديدة سواد العين يرى الناظر وجهه في كبد إحداهن ، كالمرآة من رقة الجلد حسن كالياقوت و المرجان مطيعات مقصورات على أزواجهن لم يطأهن إنس ولا جان فتكون اللذة أعظم أثداءهن كالرمان # نواهد و كواعب #.رقتهن كرقة الجلد الذي رأيته في داخل البيضة مما يلي ا لقشرة .
فينظر وجهه في خدها لأنها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة يكون عليها لتضيء ما بين المشرق و المغرب ، يكون عليها سبعون ثوبا ، ينفذ بصره حتى يرى مخ ساقها ، على فرش مرفوعة ناعمة لينة وزرابي مبثوثة وخيم من لآليء مجوفة في البساتين على ضفاف الأنهار ، والولدان يطوفون للخدمة .... و أنت في أشد الفرح و السرور

لا يمل الرجل زوجته ولا تمله ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء إذا قام عنها عادت بكرا كما كانت، إن الرجل يعطى قوة مئة رجل في المطعم و المشرب و الشهوة و الجماع لتكتمل اللذة و النعمة.


إن في الجنة حوراء يقال لها اللعبة ، كل الحور يعجبن بها ، يضربن بأيديهن على كتفها ويقلن لها : طوبى لك يالعبة ، لو يعلم الطالبون لك لجدوا ، مكتوب بين عينيها : من كان يبتغي أن يكون له مثلي فليعمل برضاء ربي.

وما يزيد من هذه النعمة هو إطلاعهم على أهل الجحيم - عفانا الله منها - وهم في شدة و قسوة تتلقفهم العقارب والثعابين ، شرابهم حمأ مسنون ، ومأكلهم شجرة الزقوم رؤوسها كأنها الشياطين.

أما آن الأوان أن تجتهد وتكد للفوز بنعيم لا يفنى
ألا أن سلعة الله غالية.
قال صلى الله عليه وسلم:"" إذا سألتم الله فأسأله الفردوس، فإنه وسط الجنة و أعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ""
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28-05-2017 , 07:56 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

هذا كله القليل القليل مما أعد الله سبحانه و تعالى لعباده المؤمنين.

أعد لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت


إخوةالإيمان إقرأوا هذه الصفحة و ستتغير حياتكم إن شاء الله

الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ملاطها المسك و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و ترابها الزعفران ،من يدخلها ينعم لايباس و يخلد لا يموت لاتبلى ثيابه و لا يفنى شبابه.
في الصحيحين عن النبي ص : » » إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ،طولها ستون ميلا ،للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم، فلا يرى بعضهم بعضا. « «
عن علي رضي الله عنه

إن أحدهم لأعرف بمنزله في الجنة من مسكنه في الدنيا ، يساق الذين أتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ، حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عندها شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان ، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها، فشربوا منها ، فأذهبت ما في بطونهم من أذى أو قذي أو بأس ، ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نظرة النعيم فلن تغير أبشارهم بعدها أبدا ، ولن تشعث أشعارهم. صحة وعافية دائمة

ثم تتلقاهم الولدان يطيفون بهم وجوههم كاللؤلؤ تنير من النور ، كما يطيف أهل الدنيا بالحميم يقدم من غيبته ، فيقولون : أبشر بما أعد الله لك من الكرامة ، فيسير معه وسط قصور و أنهار وفي كل مرة يمر على خدم يحسبهم ملوك القصور، فيقال له خدمك.

ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين ، فتقول أنت رأيته ، فيقول نعم أنا رأيته وهو ذا بأثري ، فيستخف إحداهن من الفرح و الشوق و الولع بحبيبها و قرة عينها حتى تقوم على أسكفة الباب ، فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى سقفه فإذا هو مثل اللؤلؤ ، فلولا أن الله قدره له لألم أن يذهب ببصره ، ثم طأطأ رأسه فنظر إلى أزواجه ، وأكواب موضوعة و نمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة فنظروا إلى تلك النعمة وقالوا: "" الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ""

ثم ينادي مناد: تحيون فلا تموتون أبدا، وتصحون لا تمرضون أبدا.
.
إذا هم بتناول الثمار تدلت الثمار حتى تصل فمه ، فهم يتناولونها قياما و قعودا و مضطجعين ، و أنهار من عسل مصفى ، و أنهار من لبن ومن كأس ما بها من صداع و لا ندامة ، وماء غير آسن. و في الجنة لشجرة يسير الراكب فيه ظلها مئة عام لا يقطعها
إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه، فيخر بين يديك مشويا.

إن الرجل ليتكيء في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ، ثم تأتيه إمرأة فتضرب على منكبيه ، العين إمرأة شابة حسناء جميلة بيضاء البشرة شديدة سواد العين يرى الناظر وجهه في كبد إحداهن ، كالمرآة من رقة الجلد حسن كالياقوت و المرجان مطيعات مقصورات على أزواجهن لم يطأهن إنس ولا جان فتكون اللذة أعظم أثداءهن كالرمان # نواهد و كواعب #.رقتهن كرقة الجلد الذي رأيته في داخل البيضة مما يلي ا لقشرة .
فينظر وجهه في خدها لأنها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة يكون عليها لتضيء ما بين المشرق و المغرب ، يكون عليها سبعون ثوبا ، ينفذ بصره حتى يرى مخ ساقها ، على فرش مرفوعة ناعمة لينة وزرابي مبثوثة وخيم من لآليء مجوفة في البساتين على ضفاف الأنهار ، والولدان يطوفون للخدمة .... و أنت في أشد الفرح و السرور

لا يمل الرجل زوجته ولا تمله ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء إذا قام عنها عادت بكرا كما كانت، إن الرجل يعطى قوة مئة رجل في المطعم و المشرب و الشهوة و الجماع لتكتمل اللذة و النعمة.


إن في الجنة حوراء يقال لها اللعبة ، كل الحور يعجبن بها ، يضربن بأيديهن على كتفها ويقلن لها : طوبى لك يالعبة ، لو يعلم الطالبون لك لجدوا ، مكتوب بين عينيها : من كان يبتغي أن يكون له مثلي فليعمل برضاء ربي.

وما يزيد من هذه النعمة هو إطلاعهم على أهل الجحيم - عفانا الله منها - وهم في شدة و قسوة تتلقفهم العقارب والثعابين ، شرابهم حمأ مسنون ، ومأكلهم شجرة الزقوم رؤوسها كأنها الشياطين.

أما آن الأوان أن تجتهد وتكد للفوز بنعيم لا يفنى
ألا أن سلعة الله غالية.
قال صلى الله عليه وسلم:"" إذا سألتم الله فأسأله الفردوس، فإنه وسط الجنة و أعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ""
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2017, 08:05 PM   #9
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

من التاريخ

https://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=26385
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28-05-2017 , 08:05 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

من التاريخ

https://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=26385
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 12:39 AM   #10
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

فاتقوا الله عبادَ الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (اتَّقوا الله وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان:33]، واعلم أنّه مهما طال بك الزّمان فإنَّ المردَّ إلى الله والمصيرَ إمَّا إلى جنّةٍ أو نار.

أيّها المسلمون:
في أوّلِ يومٍ من أيّام شهرِ رمَضان المبارَك نهنِّئ أنفسَنا والمسلمين ببلوغِ هذا الشّهرِ العظيم، جعَلَه الله مبَاركًا على أمّةِ الإسلام وعمومِ المسلمين في مشارِقِ الأرضِ ومغَاربها، أهلَّه الله علينا بالأمنِ والإيمان والسلامَةِ والإسلام والعِزّ والنّصر والتمكين للمسلمين.

أيّها المؤمنون:
تستقبِل الأمّة هذا الزائرَ المحبوب بفرحٍ غامِر وسرورٍ ظاهرٍ وبهجةٍ بك يا رَمَضان، إنّ يومَ إقبالك لهوَ يومٌ تفتّحت له قلوبُنا وصدورُنا، فاستقبَلناك بملءِ النّفس غبطةً واستبشارًا وأمَلاً، استبشرنا بعودةِ فضائِك الطاهر الذي تسبَح به أرواحُنا بعد جفافِها وركودِها، واستبشَرنا بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ بعدَ طول إعراضِنا وإباقنا، أعاننا الله على بِرِّك ورفدِك، فكم تاقت لك الأرواحُ وهفَت لشذوِ أذانِك الآذانُ وهمَت سحائبُك الندِيّة هتّانةً بالرّحمة والغفران. في رحابِكَ تورِق الأيادي والنّفوس فتفيضُ بالبِرِّ والإحسان.

رمضانُ إطلالةُ بُشرى فمنذ هلَّ هِلاله والسماءُ مشرقة بالسّناء، بل عمَّ النور والندَى كلَّ الأكوان. هذه الأيّامُ نسأل الله -تعالى- أن يبارِك في قدومها وورودها، وأن يجعلَ لنا وللمسلمين الحظَّ الأوفَرَ مِن يُمنِها وسعودها. فرائِدُ قلائدِ الأيّام وغُرَر جَبَهات الأعوام، كيف لا وهو مِلءُ أسماعنا وأبصارِنا وحديثُ منابِرِنا وزينَةُ منائِرِنا وبضاعَةُ أسواقِنا وحياةُ مساجدنا. اللهمَّ كما بلَّغتَنا رمضانَ فنسألك التّمامَ والقَبول.

عبادَ الله:
مَن مِنَ المسلمين لا يعرِف فضلَ هذا الشهرِ وقدرَه، فهو سيِّد الشهور وخيرُها، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة:185]، من صامه وقامه غفِر له ما تقدَّم من ذنبِه، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر، وقد ثبت في الصحيحَين عن النبي أن مَن صام رمَضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه، وأنّ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه، وأنّ من قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه(صحيح البخاري: 35، 37، 38، وصحيح مسلم: 759، 760).

هذا هو رمضانُ، أعظم القرُبات فيه الصومُ الذي افترضه الله -تعالى- تحقيقًا للتّقوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، فهو شهرُ تزكيةِ النفوس وتربيتِها، والتّقوى حساسيّةٌ في الضمير وصَفاء في الشعورِ وشفافيّة في النفس ومراقبةٌ لله -تعالى-، فالصّوم ينمِّي الشعورَ بالمراقبة ويزكِّي النفس بالطاعة.

أمَّا ثواب الصائمين فذاك أمرٌ مردُّه إلى الكريم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ قال: "قال الله عزّ وجلّ: كلُّ عمَلِ ابنِ آدم له إلاَّ الصّوم، فإنه لي وأنا أجزِي به، والصيام جُنّة، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل: إني امرُؤ صائم. والذي نفس محمّد بيده، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يومَ القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح بفطره، وإذا لقيَ ربَّه فرح بصومه" (صحيح البخاري: 1904، صحيح مسلم: 1151)

وفي رواية عندهما: "يدع طعامَه وشرابه وشهوتَه من أجلي" (صحيح البخاري: 1894)، وفي صحيح مسلم أنّ النبيّ قال: "ورمضانُ إلى رمضان مكفِّرات لما بينهنّ إذا اجتُنِبت الكبائر" (صحيح مسلم: 233).

فيا من أوجَعته الذنوبُ وأزرَى بهِ العِصيان، بادِر برفعِ يدٍ في ظلامِ الليل ولا تقنَط من رحمةِ الله الكريم الذي يقول بين آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186]، ورغِم أنفُ من أدرَكَه رمضانُ فلم يغفَر له؛ وذلك لما فيه مِنَ النفحاتِ والرحمات التي لا يحرَمُها إلاَّ من حرَم نفسَه، ففي الصحيحَين أنّ النبيَّ قال: "إذا جاء رمضانُ فتِّحَت أبواب الجنة وغلِّقَت أبواب النار وصفِّدَت الشياطين" (صحيح البخاري: 1898، 1899، صحيح مسلم: 1079).

شهرُ رمضان شهرُ القيام والتراويحِ والذّكر والتسابيح، فاعمُروا لياليَه بالصلاةِ والدّعاء وقراءةِ القرآن، ورُبَّ دعوةٍ صادقةٍ بجَوف ليلٍ تسري حتى تجاوِزَ السماءَ، فيكتب الله بها لَك سعادةَ الدّارين.

ورمضانُ شهر القرآنِ؛ حيث كان جبريل -عليه السلام- يلقى النبيَّ فيه في كلِّ ليلة فيدارِسُه القرآن، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185].

وقد كان السلَفُ -رحمهم الله- إذا جاءَ رمَضان ترَكوا الحديثَ وتفرَّغوا لقراءةِ القرآنِ، وسيرتُهم إلى وقتٍ قريب شاهدةٌ لمن يختِم القرآن في رمضانَ كلَّ يوم أو كلَّ ثلاثةِ أيّام ونحو ذَلِك.

فالهَجوا - رعاكُم الله - بذِكرِ ربِّكم، ورَطِّبوا ألسِنَتكم بتلاوةِ كِتابِه، فبهِ تزكو النّفوس وتنشرِح الصدور وتعظُم الأجور.

أيّها المسلِمون:
الجودُ والإنفاق مرتَبِط بالقرآن، فعن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبيّ أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حيث يلقاه جبريلُ فيدارسه القرآن، فلرسولُ الله حين يلقَاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الرّيح المرسلة" (صحيح البخاري: 3220، ومسلم: 2308)، وذلك أنَّ رمضانَ شهر يجودُ الله فيه على عبادِه بالرحمة والمغفِرة والعِتق من النار والرِّزق والفضل، فمن جادَ على عبادِ الله جاد الله عليه.

واليومَ وقد جفِّفَت كثيرٌ مِن منابع العطاءِ فمَن للفقراءِ والمساكين واليتامى والأيامى؟! من لشعوبٍ قهَرَتها الخُطوب وأوهَنَتها الحروبُ، سيحُلّ بهم الشّتاءُ عمَّا قريب، إخوةٌ لكم في الدّين من لهم بعدَ الله إلاَّ أنتم؟! فهل نتَّخِذ من هذا الشهر الكريم تجديدًا للبِرِّ والإحسان؟!

فيا مَن أفاء الله عليه من الموسرينَ، إنَّ الله هو الذي يعطِي ويمنَع ويخفِض ويرفَع، وهو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون، والمؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة، (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39]، ولن يُعدَم الموسِر محتاجًا يعرِفه بنفسِه أو جهاتٍ موثوقَةٍ تعينُه.

أيّها المسلمون:
الصومُ حِكَم وأسرار، ومنها أنّه حِرمان مشروع وتأدِيبٌ بالجوع وخُشوع لله وخضوع، يستثير الشَّفَقةَ ويحضُّ على الصّدقة، يكسِر الكِبر، ويعلِّم الصبر، ويسنُّ خِلالَ البرّ، حتى إذا جاعَ مَن ألِفَ الشِّبَع وحُرِم المترَف أسبابَ المُتَع عرَف الحرمانَ كيف يقع والجوعَ كيفَ ألمُه إذا لذع.

أيّها المؤمنون الصّائمون:
رمَضان شهرُ الفُتوحات والانتِصارات، وبقدر ما نستبشِر بحلوله بقدرِ ما نعقِد الآمالَ أن يبدِّل الله حالَ الأمّة إلى عزٍّ ونصرٍ وتمكين، وأن يردَّها إليهِ ردًّا جميلاً، وإلاَّ فإنّ رمَضانَ يحلّ بِنا والأمة مثخَنَة بالجراح مثقَلَة بالآلام.

يحلُّ رمضانُ ومسرَى رسولِ الله محتَلّ من حُثالةٍ نجِسة قد أصاب رجسُها أصقاعَ الأرض. يحُلّ رمضان والمرابِطون في أكنافِ بيت المقدِس من المؤمنين يقتَلون ويشرَّدون وتهدَم منازلهم وتجرَف أراضيهم وتبَادُ جماعتهم برِعايةِ الظالمين الذين شغَلوا الناسَ بطغيانٍ مماثلٍ له في أرضِ العراق، فإلى الله المشتكى.

إنَّ أقلَّ حقٍّ لإخوانِكم وليس بقليلٍ في هذا الشهرِ الكريم أن تذكروهم بدعاءٍ صادق، وأن تدعُوا الله لهم في سجودِكم وإخباتكم، وأن تشاطِروهم قضاياهم وتهتمّوا بأحوالهم، ومن لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم، (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) [النساء:84].

إنّ رمضانَ موسمُ الإنابة والتّوبة، أفما آن للأمّة أن تحقِّق العبوديةَ الصادقة لخالقها، وأن تركنَ لباريها وتستنزِل النصرَ من السماء بأسبابه، وتتوجَّه إلى الله لا إلى سواه؟! إنّ الآمالَ كبيرة، والثّقةَ في اللهِ -تعالى- كامِلة، وهو المستعانُ وعليه البلاغ.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:183-185].

بارَك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيم، ونفعَنا وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله -تعالى- لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب وخطيئةٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرّحِيم.

الخطبة الثانية:

أمّا بعد:

أيّها المؤمِنون:
حينَما يستقبِل المسلم موسمًا يرجو غنيمَتَه فإنّه يجب عليه ابتداءً تفقُّد نفسِه ومراجعةُ عملِه حتى لا يتلبَّس بشيءٍ من الحوائِلِ والموانِعِ التي تحول بينَه وبين قبولِ العمَل أو تُلحِق النقصَ فيه؛ إذ ما الفائِدة من تشميرٍ مهدورٍ أجرُه وعمَلٍ يرجَى ثوابه فيلحقُ وِزره؟! ومِن ذلك التّفقُّه في دينِ الله واجتنابُ الذنوبِ والمعاصي ومحبِطات الأعمال وإعفافُ الجوارح.

قال ابن رجب -رحمه الله-: "واعلَم أنه لا يتِمّ التقربُ إلى الله بتركِ هذه الشهواتِ المباحَة أصلاً في غيرِ حالِ الصيام إلاَّ بعد التقرُّب إليه بتركِ ما حرّم الله في كلّ حالٍ كالكذب والظلمِ والعدوان على الناس في دمائِهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبيّ: "من لم يدَع قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجةٌ أن يدَع طعامه وشرابَه" (صحيح البخاري: 6057).

أيّها المسلمون:
إنّ مقصودَ الصيام تربيةُ النفس على طاعةِ الله وتزكيتُها بالصبر وتنمِيَة التقوى واستعلاؤُها على الشهوات، وكما يمنَع الجسدُ عن بعض المباحاتِ فمِن باب أولى منعُ الجوارِحِ عنِ الحرام.

إنَّ وقتَ رمضان أثمنُ من أن يضيَّع في السهراتِ الفارغات أو التسكُّع في الأسواقِ أو أمام شاشاتِ الفضائيات التي لو لم يكُن فيها إلاَّ إضاعةُ الوقت الثمينِ لكان ذلك كافيًا في ذمِّها، كيف وقد أجلبَت بخيلها ورجلِها وضاعفَت جُهدها لتقومَ بدورِها ودورِ الشياطينِ المصفَّدَة؟!

وأخيرًا، فكم بين من يَرعَى رمضانَ كأنه حبيبٌ زار بعد طولِ بِعاد وطيف خَيالٍ ألمَّ في طيبِ سُهاد، شغَلَه أنسُه بالعبادة عن الأنامِ، فهو يتمنَّى لو كان على الدّوام، وآخرُ يرى رمضانَ موسِمًا لنيلِ الشهواتِ، قد فرَّط في الإنابةِ والتوبة، واستكثَرَ من العثراتِ فازدادَ وِزرًا على وزره، واكتسب بأيّامه خُسرًا على خُسره، ولم يتزوَّد منه ليوم حشرِه. فاللهمَّ أعِنّا على ذكرك وشكرِك وحسن عبادتك.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29-05-2017 , 12:39 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

فاتقوا الله عبادَ الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (اتَّقوا الله وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان:33]، واعلم أنّه مهما طال بك الزّمان فإنَّ المردَّ إلى الله والمصيرَ إمَّا إلى جنّةٍ أو نار.

أيّها المسلمون:
في أوّلِ يومٍ من أيّام شهرِ رمَضان المبارَك نهنِّئ أنفسَنا والمسلمين ببلوغِ هذا الشّهرِ العظيم، جعَلَه الله مبَاركًا على أمّةِ الإسلام وعمومِ المسلمين في مشارِقِ الأرضِ ومغَاربها، أهلَّه الله علينا بالأمنِ والإيمان والسلامَةِ والإسلام والعِزّ والنّصر والتمكين للمسلمين.

أيّها المؤمنون:
تستقبِل الأمّة هذا الزائرَ المحبوب بفرحٍ غامِر وسرورٍ ظاهرٍ وبهجةٍ بك يا رَمَضان، إنّ يومَ إقبالك لهوَ يومٌ تفتّحت له قلوبُنا وصدورُنا، فاستقبَلناك بملءِ النّفس غبطةً واستبشارًا وأمَلاً، استبشرنا بعودةِ فضائِك الطاهر الذي تسبَح به أرواحُنا بعد جفافِها وركودِها، واستبشَرنا بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ بعدَ طول إعراضِنا وإباقنا، أعاننا الله على بِرِّك ورفدِك، فكم تاقت لك الأرواحُ وهفَت لشذوِ أذانِك الآذانُ وهمَت سحائبُك الندِيّة هتّانةً بالرّحمة والغفران. في رحابِكَ تورِق الأيادي والنّفوس فتفيضُ بالبِرِّ والإحسان.

رمضانُ إطلالةُ بُشرى فمنذ هلَّ هِلاله والسماءُ مشرقة بالسّناء، بل عمَّ النور والندَى كلَّ الأكوان. هذه الأيّامُ نسأل الله -تعالى- أن يبارِك في قدومها وورودها، وأن يجعلَ لنا وللمسلمين الحظَّ الأوفَرَ مِن يُمنِها وسعودها. فرائِدُ قلائدِ الأيّام وغُرَر جَبَهات الأعوام، كيف لا وهو مِلءُ أسماعنا وأبصارِنا وحديثُ منابِرِنا وزينَةُ منائِرِنا وبضاعَةُ أسواقِنا وحياةُ مساجدنا. اللهمَّ كما بلَّغتَنا رمضانَ فنسألك التّمامَ والقَبول.

عبادَ الله:
مَن مِنَ المسلمين لا يعرِف فضلَ هذا الشهرِ وقدرَه، فهو سيِّد الشهور وخيرُها، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة:185]، من صامه وقامه غفِر له ما تقدَّم من ذنبِه، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر، وقد ثبت في الصحيحَين عن النبي أن مَن صام رمَضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه، وأنّ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه، وأنّ من قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه(صحيح البخاري: 35، 37، 38، وصحيح مسلم: 759، 760).

هذا هو رمضانُ، أعظم القرُبات فيه الصومُ الذي افترضه الله -تعالى- تحقيقًا للتّقوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، فهو شهرُ تزكيةِ النفوس وتربيتِها، والتّقوى حساسيّةٌ في الضمير وصَفاء في الشعورِ وشفافيّة في النفس ومراقبةٌ لله -تعالى-، فالصّوم ينمِّي الشعورَ بالمراقبة ويزكِّي النفس بالطاعة.

أمَّا ثواب الصائمين فذاك أمرٌ مردُّه إلى الكريم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ قال: "قال الله عزّ وجلّ: كلُّ عمَلِ ابنِ آدم له إلاَّ الصّوم، فإنه لي وأنا أجزِي به، والصيام جُنّة، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل: إني امرُؤ صائم. والذي نفس محمّد بيده، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يومَ القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح بفطره، وإذا لقيَ ربَّه فرح بصومه" (صحيح البخاري: 1904، صحيح مسلم: 1151)

وفي رواية عندهما: "يدع طعامَه وشرابه وشهوتَه من أجلي" (صحيح البخاري: 1894)، وفي صحيح مسلم أنّ النبيّ قال: "ورمضانُ إلى رمضان مكفِّرات لما بينهنّ إذا اجتُنِبت الكبائر" (صحيح مسلم: 233).

فيا من أوجَعته الذنوبُ وأزرَى بهِ العِصيان، بادِر برفعِ يدٍ في ظلامِ الليل ولا تقنَط من رحمةِ الله الكريم الذي يقول بين آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186]، ورغِم أنفُ من أدرَكَه رمضانُ فلم يغفَر له؛ وذلك لما فيه مِنَ النفحاتِ والرحمات التي لا يحرَمُها إلاَّ من حرَم نفسَه، ففي الصحيحَين أنّ النبيَّ قال: "إذا جاء رمضانُ فتِّحَت أبواب الجنة وغلِّقَت أبواب النار وصفِّدَت الشياطين" (صحيح البخاري: 1898، 1899، صحيح مسلم: 1079).

شهرُ رمضان شهرُ القيام والتراويحِ والذّكر والتسابيح، فاعمُروا لياليَه بالصلاةِ والدّعاء وقراءةِ القرآن، ورُبَّ دعوةٍ صادقةٍ بجَوف ليلٍ تسري حتى تجاوِزَ السماءَ، فيكتب الله بها لَك سعادةَ الدّارين.

ورمضانُ شهر القرآنِ؛ حيث كان جبريل -عليه السلام- يلقى النبيَّ فيه في كلِّ ليلة فيدارِسُه القرآن، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185].

وقد كان السلَفُ -رحمهم الله- إذا جاءَ رمَضان ترَكوا الحديثَ وتفرَّغوا لقراءةِ القرآنِ، وسيرتُهم إلى وقتٍ قريب شاهدةٌ لمن يختِم القرآن في رمضانَ كلَّ يوم أو كلَّ ثلاثةِ أيّام ونحو ذَلِك.

فالهَجوا - رعاكُم الله - بذِكرِ ربِّكم، ورَطِّبوا ألسِنَتكم بتلاوةِ كِتابِه، فبهِ تزكو النّفوس وتنشرِح الصدور وتعظُم الأجور.

أيّها المسلِمون:
الجودُ والإنفاق مرتَبِط بالقرآن، فعن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبيّ أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حيث يلقاه جبريلُ فيدارسه القرآن، فلرسولُ الله حين يلقَاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الرّيح المرسلة" (صحيح البخاري: 3220، ومسلم: 2308)، وذلك أنَّ رمضانَ شهر يجودُ الله فيه على عبادِه بالرحمة والمغفِرة والعِتق من النار والرِّزق والفضل، فمن جادَ على عبادِ الله جاد الله عليه.

واليومَ وقد جفِّفَت كثيرٌ مِن منابع العطاءِ فمَن للفقراءِ والمساكين واليتامى والأيامى؟! من لشعوبٍ قهَرَتها الخُطوب وأوهَنَتها الحروبُ، سيحُلّ بهم الشّتاءُ عمَّا قريب، إخوةٌ لكم في الدّين من لهم بعدَ الله إلاَّ أنتم؟! فهل نتَّخِذ من هذا الشهر الكريم تجديدًا للبِرِّ والإحسان؟!

فيا مَن أفاء الله عليه من الموسرينَ، إنَّ الله هو الذي يعطِي ويمنَع ويخفِض ويرفَع، وهو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون، والمؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة، (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39]، ولن يُعدَم الموسِر محتاجًا يعرِفه بنفسِه أو جهاتٍ موثوقَةٍ تعينُه.

أيّها المسلمون:
الصومُ حِكَم وأسرار، ومنها أنّه حِرمان مشروع وتأدِيبٌ بالجوع وخُشوع لله وخضوع، يستثير الشَّفَقةَ ويحضُّ على الصّدقة، يكسِر الكِبر، ويعلِّم الصبر، ويسنُّ خِلالَ البرّ، حتى إذا جاعَ مَن ألِفَ الشِّبَع وحُرِم المترَف أسبابَ المُتَع عرَف الحرمانَ كيف يقع والجوعَ كيفَ ألمُه إذا لذع.

أيّها المؤمنون الصّائمون:
رمَضان شهرُ الفُتوحات والانتِصارات، وبقدر ما نستبشِر بحلوله بقدرِ ما نعقِد الآمالَ أن يبدِّل الله حالَ الأمّة إلى عزٍّ ونصرٍ وتمكين، وأن يردَّها إليهِ ردًّا جميلاً، وإلاَّ فإنّ رمَضانَ يحلّ بِنا والأمة مثخَنَة بالجراح مثقَلَة بالآلام.

يحلُّ رمضانُ ومسرَى رسولِ الله محتَلّ من حُثالةٍ نجِسة قد أصاب رجسُها أصقاعَ الأرض. يحُلّ رمضان والمرابِطون في أكنافِ بيت المقدِس من المؤمنين يقتَلون ويشرَّدون وتهدَم منازلهم وتجرَف أراضيهم وتبَادُ جماعتهم برِعايةِ الظالمين الذين شغَلوا الناسَ بطغيانٍ مماثلٍ له في أرضِ العراق، فإلى الله المشتكى.

إنَّ أقلَّ حقٍّ لإخوانِكم وليس بقليلٍ في هذا الشهرِ الكريم أن تذكروهم بدعاءٍ صادق، وأن تدعُوا الله لهم في سجودِكم وإخباتكم، وأن تشاطِروهم قضاياهم وتهتمّوا بأحوالهم، ومن لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم، (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) [النساء:84].

إنّ رمضانَ موسمُ الإنابة والتّوبة، أفما آن للأمّة أن تحقِّق العبوديةَ الصادقة لخالقها، وأن تركنَ لباريها وتستنزِل النصرَ من السماء بأسبابه، وتتوجَّه إلى الله لا إلى سواه؟! إنّ الآمالَ كبيرة، والثّقةَ في اللهِ -تعالى- كامِلة، وهو المستعانُ وعليه البلاغ.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:183-185].

بارَك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيم، ونفعَنا وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله -تعالى- لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب وخطيئةٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرّحِيم.

الخطبة الثانية:

أمّا بعد:

أيّها المؤمِنون:
حينَما يستقبِل المسلم موسمًا يرجو غنيمَتَه فإنّه يجب عليه ابتداءً تفقُّد نفسِه ومراجعةُ عملِه حتى لا يتلبَّس بشيءٍ من الحوائِلِ والموانِعِ التي تحول بينَه وبين قبولِ العمَل أو تُلحِق النقصَ فيه؛ إذ ما الفائِدة من تشميرٍ مهدورٍ أجرُه وعمَلٍ يرجَى ثوابه فيلحقُ وِزره؟! ومِن ذلك التّفقُّه في دينِ الله واجتنابُ الذنوبِ والمعاصي ومحبِطات الأعمال وإعفافُ الجوارح.

قال ابن رجب -رحمه الله-: "واعلَم أنه لا يتِمّ التقربُ إلى الله بتركِ هذه الشهواتِ المباحَة أصلاً في غيرِ حالِ الصيام إلاَّ بعد التقرُّب إليه بتركِ ما حرّم الله في كلّ حالٍ كالكذب والظلمِ والعدوان على الناس في دمائِهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبيّ: "من لم يدَع قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجةٌ أن يدَع طعامه وشرابَه" (صحيح البخاري: 6057).

أيّها المسلمون:
إنّ مقصودَ الصيام تربيةُ النفس على طاعةِ الله وتزكيتُها بالصبر وتنمِيَة التقوى واستعلاؤُها على الشهوات، وكما يمنَع الجسدُ عن بعض المباحاتِ فمِن باب أولى منعُ الجوارِحِ عنِ الحرام.

إنَّ وقتَ رمضان أثمنُ من أن يضيَّع في السهراتِ الفارغات أو التسكُّع في الأسواقِ أو أمام شاشاتِ الفضائيات التي لو لم يكُن فيها إلاَّ إضاعةُ الوقت الثمينِ لكان ذلك كافيًا في ذمِّها، كيف وقد أجلبَت بخيلها ورجلِها وضاعفَت جُهدها لتقومَ بدورِها ودورِ الشياطينِ المصفَّدَة؟!

وأخيرًا، فكم بين من يَرعَى رمضانَ كأنه حبيبٌ زار بعد طولِ بِعاد وطيف خَيالٍ ألمَّ في طيبِ سُهاد، شغَلَه أنسُه بالعبادة عن الأنامِ، فهو يتمنَّى لو كان على الدّوام، وآخرُ يرى رمضانَ موسِمًا لنيلِ الشهواتِ، قد فرَّط في الإنابةِ والتوبة، واستكثَرَ من العثراتِ فازدادَ وِزرًا على وزره، واكتسب بأيّامه خُسرًا على خُسره، ولم يتزوَّد منه ليوم حشرِه. فاللهمَّ أعِنّا على ذكرك وشكرِك وحسن عبادتك.
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 PM