25-04-2017
, 04:00 AM
|
مراقب سابق | تاريخ التسجيل: Aug 2016 الدولة: في قلب شجرة التوت
المشاركات: 3,097
| | |
رد: [[[[ رواية .. أنا والدكتورة منال ]]]] ... الفصل السابع
أصبحت أمامها وجهاً لوجه
ولكنها لم تتأملني كثيراً
أما أنا فقد تفاجأت بدخولها بداية ً
ثم أخذتُ أتأملها
هل هذه الدكتورة منال فعلاً
نعم هي هي
نفس النبره ونفس خفة الروح واللطافة لم تتغير
كانت أول مابدأت الوالد بسؤال ظريف
عمــّـي لو دخل عليك جمل مع الباب وش تسوي ؟
فقال الوالد ( والله يابنيتي ياكلني ماقدر انحاش )
فضحكت وقالت انا باذن الله اطـلـّـعـك من هنا وانت تقدر تنحاش ..
ضحك الجميع الا أنا
فهذه النبرات الساحرة وخفة الروح
بدأت تحرّك عندي كل ساكن .. وتــُـسكــّـن كل متحرك ..
بدأ الاضطراب يدب في جسدي
فجلستُ بعد ان كنت واقفاً
قامت بالكشفت على الوالد وسألته بعض الأسئله
ثم قالت هؤلاء ابناءك
فقال نعم
وكنا ثلاثة
فقالت مين الكبير فيهم
فقال الدكتور احمد
فنظرت ألي لتكلمني وتشرح لي حالة الوالد
فتماسكتُ ثم وقفت ..
تأملت وجهي قليلاً باستغراب ودهشة
ثم قالت الاستاذ احمد
فكرر عليها والدي قوله : هذا ولدي الكبير ( الدكتور أحمد )
فقالت دكتور ؟!
فقلت نعم يادكتورة منال .. الدكتور احمد
وكان يبدو الإرتباك ظاهراً عليّ
فقالت بنبرة خافته ( ماشاء الله )
وضح عليها الارتباك قليلاً
ولكنها سرعان ماتماسكت
فبادرتني بالسلام الحارّ والسؤال عن الصحه والأحوال وكيفك وكيف الوالده ان شاء الله تمام
هذا الوالد ؟
فقلت نعم ..
ثم استأذنت اخواني في الخروج قليلاً لتتحدث معي حول موضوع الوالد فخرجوا
فتكلمت معي وقالت بأن التحاليل سليمه ولكن هناك اشتباه في ورم وغالب الظن بأنه ورم حميد بإذن الله
ولكن لابد من المنظار واجراء العملية اذا استدعت الحالة
ثم طلبت الأوراق من الممرضه وطلبت مني التوقيع عليها
ثم بدأت تسألني عن احوالي مرة أخرى ومتى حصلت على الدكتوراه وكيف ؟
فأخبرتها بأنني واصلت الدراسة بعد خروجي من المستشفى وحصلت على الدكتوراه
وانا محامي الآن ولدي مكتب محاماة معتمد
فقالت ممتاز احتاجك في موضوع لو سمحت بعد ان تنتهي من زيارة الوالد
أنتظرك في المكتب فضلاً لاأمراً
فقلت بإذن الله
ثم سألتها عن صحتها فأخبرتني بأنها بخير وانها لاتزال تعاني من الضغط والسكر ولكنه لم يمثل لها أي عائق
وانها لم تمكث بعدي طويلاً في المستشفى حيث تم قبولها في برنامج الزمالة الامريكية ثم قطعت الكلام فجأة
وبدون مقدمات وقالت على فكرة كيف نورة نسيت اسألك عنها ..
فأطبقت شفاهي ثم وقفت صامتاً وأنا أبحلق عينيّ فيها حيرانَ أسـِفا ..
ثم كررت السؤال فلم أجب
ثم نظرت إلى والدي باستغراب
ثم نظرت إلي ثم أعادت النظر إلى والدي
فقال : نورة يابنتي توفيت من سنه ونصف تقريباً
ادعي لها بالرحمة ..
فسكتت قليلاً ثم قالت لاحول ولاقوة الا بالله الله يرحمها
انا آسفه يادكتور ماكنت اقصد ازعاجك ..... الخ
فقال الوالد :
اللي مثل نورة ماينخاف عليها يابنيتي
صايمه قايمه مصليه عابدة ربها
ابشرك انها توفيت وهي صايمه ومعـتكفه في مصلاها يوم الجمعه بعد العصر تنتظر ساعة الاستجابة
وتدعي ربها ومصحفها قدامها مفتوح على نهاية سورة الكهف ..
خرجت انا
وتركتها عند الوالد فذهبتُ الى دورات المياه
وغسلت وجهي واستعذت من الشيطان
ثم نزلت الى المصلى وصليت ثم دعيت للمرحومه ..
ثم تماسكت وذهبت إليها في المكتب لأرى ماذا تريد
فوجدتها قد تأترث وأخذت تتأسف وتصبـّـرني
فقلت هذا طريقنا جميعاً والموضوع صار له اكثر من سنة ونصف
والحمدلله على كل حال قد امتصيت الصدمه خلاص وتعايشت مع واقعي
صحيح انني مرضت في البداية وكدت أهلك حزناً عليها
ولكن أخيراً علمت بأن الحزن لايقدم ولايؤخر
وأنه ليس أمامنا إلا أن نتصدق عن المرحومه وندعو لها
فهذا هو ماينفعها
فقالت صدقت
ثم قلت لها
طلبتي حظوري في المكتب آمري
فقالت : لا خلاص نأجل الموضوع بعدين
فأصريت عليها
فقالت والله مادري وش اقولك يادكتور
لكنك فعلاً أتيت في الوقت المناسب
( أبو بنتي ) قد وقع في مشكله ماليه تخص العمل ليس له ذنب فيها سوى أنه كان مديراً للصندوق
وهو مسجون الآن بتهمة اختلاس
وهناك من يحاول أن يوقعه ليصبح ضحية أو كبش فداء للتغطية على الفاعل الحقيقي
فقلت أرسلي كل مايخص القضية لي في المكتب وسأدرسها ويكون خير باذن الله
شكرتني وغادرتها مودعاً
في اليوم التالي أحضر شقيقها كل مايخص الموضوع
ولكنه للأسف كان ناقصاً لا استفيد منه كثيراً
ذهبت الى قسم الشرطه .. طلبت الرجل تكلمت معه ثم قابلت المحققين
فأخبروني بأن الأمر واضح وشبه منتهي وأن الرجل سيخرج لأنه لم يثبت عليه شيئ
وأن المُدان الحقيقي قد اعترف بكل شيئ وصدقت أقواله شرعاً
وأن المسأله مسألة وقت فقط ويخرج هذا الرجل بالكفاله
كل ماقمت به هو تسريع اجراءات خروجه وكفالته
ثم أتصلت بالدكتوره لأبشرها بأن الرجل خرج بالكفاله
فقالت من الذي كفله ؟
فقلت أنا ..
شكرتني كثيراً ثم سألتني عن الأتعاب فرفضت وأخبرتها بأن الموضوع بسيط جداً
وأن الرجل لم يثبت عليه شيئ أصلاً ولم أترافع عنه بل كل ماقمت به هو مجرد الكفاله فقط
حاوَلـَـت كثيراً ولكنني رفضت رفضاً قاطعاً أن آخذ ريالاً واحداً بمايخص هذاالموضوع
فهذا أقل ما اقدمه لها من خدمة وانا تحت الأمر دوماً ..
ففاجأتني بأن عملية الوالد على حسابها وأقسمت بأن لاأدفع للمستشفى ريالاً واحداً
زرت الوالد فوجدته يثني عليها وعلى عنايتها به ويسألني عنها
فقلت هذه زميله لي في عملي القديم في المستشفى السابق
أخبرت الوالد بانها رفضت أن ندفع للمستشفى تكاليف التنويم والعمليه
فغضب ثم دعاها فحضرت فعاتبها على ذلك
فقالت من أخبرك ؟
فقال أحمد
فقالت ولم يخبرك بأنه أخرج (أبو بنتي ) من السجن بدون مقابل
قال لا
قالت إذا أراد أن يدفع للمستشفى فلابد أن ياخذ تكاليف القضية
فضحك الوالد وقال ( مادام الدعوى مزارق طيب أنتم زملاء وتفاهموا فيمابينكم )
أ.هـ |