سورة الكهف السلام علبكم ورحمة الله وبركاته
سورة الثامنة عشر:سورة الكهف.
السورة "مكية" ماعدا بعض آياتها، وهي من "المئين".
السور المكية موجهة عادة للمشركين لكن سورة الكهف
السورة موجهة لأهل الكتاب
ولذلك : نجد أن السورة لم تبدأ بحرف أو جملة من حروف التهجى ، كما هو الطابع الشائع فى السور المكية ، بل بدأت بجملة"الحمدلله ربما لإظهار هذه التفرقة .
فضل السورة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
1-"من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة : أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق" .
2-"من قرأن ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال ".
3-"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، عصم من الدجال."
صلة هذه السورة بسورة الإسراء قبلها شديدة الوضوح:
1- إذا كانت سورة الإسراء قد افتتحت بالتسبيح "سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً ". فإن سورة الكهف : قد افتتحت بالتحميد "الحمد لله الذى أنزل إلى عبده الكتاب"
وفى ذلك غاية المناسبة بين فاتحتيهما .
إذ التسبيح والتحميد : مقترنان فى سائر الكلام نحو "سبح بحمد ربك".
2- إذا كانت الإسراء قد اختتمت بآية العز بالحمد فى قوله تعالى "وقل الحمد الذى لم يتخذ ولداً "
فإن سورة الكهف قد افتتحت بالحمد كما ذكرت سابقا.
3- اليهود أمروا المشركين أن يسألوا النبى صلى الله عليه وسلم ، عن أشياء ثلاثة : الروح ، قصة أصحاب الكهف ، وقصة ذى القرنين .
وقد أجاب تعالى عن السؤال الأول : فى سورة الإسراء .
فناسب أن تكون الإجابة عن باقى الأسئلة فى السورة التالية .
وفى ذلك ما يؤكد قوة المناسبة بينهما .
4- إذا كان تعالى قد قال فى سورة الإسراء :
"وما أوتيتم من العلم إلا قليلاًَ" والخطاب فيها لليهود
فقد أقام الدليل على ذلك فى سورة الكهف :
وذلك بقصة موسى نبى بنى إسرائيل مع الخضر التى كان سببها ذكر العلم والأعلم "فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما. علمت رشداً".
5-إذا كان تعالى قد قال فى آخر الإسراء "فإذا جاء وعد الآخرة ، جئنا بكم لفيفاً"
فقد شرح ذلك فى الكهف .
بقوله تعالى :"فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقاً * وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور فجمعناهم جمعاً * الخ الآية.
أما علاقة هذه السورة بباقي السور :
سورة الكهف هي إحدى سور خمس بدأت "بالحمد لله"دون باقى سور القرآن الكريم .. وهذه السور هي :
الفاتحة،الأنعام،الكهف،سبأ،فاطر. هذه السور الخمس
أشارت فى فواتحها إلى أصول عقيدة هذا الدين . وفى هذا ما فيه من الإشارة إلى أن هذا الدين بتمامه ، وهذه العقيدة بأصولها ، وهذا بالإيمان بأركانه : لنعمة كبرى ، ومنة عظمى تستحق منا أن نحمد الله تعالى دائماًعليها .
هذه السورة تختلف عن غيرها من السور المكية فى عرضها لقصص القرآن للاستشهاد به .
فبينما السور الأخرى تسوق من التاريخ الأدلة على عقاب الله للمعارضين.
وهى أدلة تحكى الكوارث الطبيعية التى تنزل بهم بسبب كفرهم وتحديهم للرسول الذى أرسل إليهم كالزلازل والصواعق وغيرها؛
نجد بأن سورة الكهف تسوق من التاريخ الأدلةعلى تأييده للمؤمنين :
1-قصة أهل الكهف : قصة أصحاب الكهف وما فيها من إعجاز وتدليل على قدرته تعالى ، مع بيان الكثير من دروسها التربوية والدعوية . تصور هذا التأييد من الله تعالى لمجموعة من الشبان المؤمنين ، بحمايتهم من بطش الحاكم الظالم ، بعد أن وقفوا فى مواجهة حكمه معلنين ومؤكدين وحدة الألوهية .
2- قصة موسى مع الخضر : تبرز فضل الله على المؤمنين .
وهو فضل يختلف من مؤمن إلى مؤمن ، والناس فيه من أجل ذلك متفاوتون .
فموسى عليه السلام وإن كان صاحب رسالة لكن كان فى حاجة إلى ما حبا به الله الخضر من علم وقدرة على حل جميع مشاكله.
3-كما نجد أن قصة ذى القرنين : تعلن تأييد الله تعالى لملك مؤمن ، ونصره على الظلم والفساد ، وتمكينه من وقاية الضعفاء فى ملكه .
السورة بقصصها الثلاث والأمثال التي ضربها وعرض مشاهد القيامة كلها ترسخ أصول الدين والعقيدة .
السورة وما ذكر عنها قليل لكن أتمنى أن أكون قد قدمت المختصر المفيد ..تقبل الله منا ومنكم.لاتنسوني من صالح دعائكميكم ورحمة الله وبركاته |