كيف تـتـعرف على الديك من الدجاجــة ؟؟ كيف تـتـعرف على الديك من الدجاجــة ؟؟
من المتعارف عليه في مجتمعنا بل وعند كل من يهتمون بتربية الدجاج أن الكتاكيت الصغيرة وما يعرف ( بالصيصان) بعد فقس البيض وخروجها منه بفترة يصعب التفريق بين هذه الكتاكيت بالشكل لمعرفة الديك من الدجاجة ؛ وكنا نلاحظ جداتنا يلجؤون إلى طريقة معينة بأن يمسكوا الكتكوت من منقاره ويرفعونه للأعلى فإذا تحرك وفرفر فهو ذكر ( أي ديك ) وإذا بقي ساكنا فهو دجاجة وكنتُ أعتقد أن هذه الطريقة بدائية أو أنها غير دقيقة ومجرد اجتهاد من مربي الدجاج ؛ حتى قرأت مقالة للدكتور / عبد العزيز الخويطر يقول في سياقها :
" كنت، في إحدى زياراتي للندن، أشاهد فيلما وثائقيا يابانيا عن التفريخ الصناعي للدجاج، فرأيت فتاتين على جانبي سير متحرك عليه فراريج، فتلتقط كل فتاة منهما في جهتها فروجا من فوق السير، وتمسكه من منقاره، وترفعه بسرعة، فإن فرفر رمته في سلة على يمينها، وإن لم يفعل رمته في سلة على يسارها. وشرح المعلق أن هذه الحركة هي لمعرفة الديك من الدجاجة في هذه المرحلة المبكرة من السن."
ويتابع الخويطر: والفخر حقيقة للجاحظ الذي سبق اليابانيين وغيرهم في التفريق بين الديك والدجاجة بمجرد أن يخرجا من البيض. والسبق ليس غريبا على الجاحظ فيما يخص الحيوان وغيره، لأنه عندما يهتم بأمر ينصرف بكل إمكاناته العقلية والجسمية اليه. وهذا هو الذي أمكنه من تأليف كتاب (الحيوان)، وهو كتاب ضخم جامع، احتوى على كثير من المعلومات التي جمعها من غيره، ومن مشاهداته الدائبة، وبحوثه الدقيقة، وتجاربه المتواصلة عن الحيوانات، والطيور، والحشرات، وغير ذلك مما رأى أنه يدخل في نطاق مدلول كتابه. وما جاء في كتابه يدل على صبر وأناة، وعقل ونباهة، ودقة ملاحظة ورغبة أكيدة في الوصول إلى كنه الأشياء، وعدم الاكتفاء بالظاهر، وهو يسير في هذا بطرق علمية مبنية على أصول البحث والتنقيب والتدقيق والمقارنة."
إذن فالطريقة التي أشرنا إليها في البداية لم تكن اجتهادا وإنما هي مبنية على تجارب حقيقية رصدها ( الجاحظ) في كتابه المشهور ( الحيوان ) وأخذها عنه الناس وتوارثوها جيلا بعد جيل . |