إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-02-2010, 08:42 AM   #1
صـقر
ابو عبدالله
الادارة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 39,285
Angry معلمات يقطعن 600كلم يومياً ذهابا وعودة





القريات: منى العبدلي

يجلسن صباحا، يستعددن للمغامرة اليومية، والواجب الدائم عليهن تأديته. ليس هنالك ما يثنيهن عن أداء المهمة، رغم المشقة، وبعد المسافة، وطول ووعورة الطريق.
فتيات في عمر الزهور، درسن في جامعات المملكة، على أمل أن يتوجن بوظائف تعليمية تنسيهن تعب السهر ليالي الجامعة، برفقة الكتاب والكراس. إلا أن التخرج من الصرح العلمي، لم يكن إلا بداية مشوار تعب وكفاح آخر، خصوصا وأنهن يعملن في أماكن بعيدة جدا عن موقع سكنهن الأصلي، في غربة داخل الوطن، يشاركهن فيهن مئات، إن لم يكن آلاف المدرسات السعوديات، اللواتي سقط عدد منهن ضحايا حوادث مرور، وهن في طريقهن بين البيت والمدرسة.

600 كلم ذهابا وإيابا
معلمات مدرسة "قليب خضر"، يتجهن صباح كل يوم إلى العمل، ولسانهن يلهج بالدعاء، متجاهلات "ثقافة الخوف"، خاصة بعد الحوادث التي شهدت موتا جماعيا في الآونة الأخيرة على ذات الطريق، وقد شكلت معاناتهن "قصة تحد" مع الحياة بكل ظروفها، فهن يقطعن 600 كلم يوميا، ذهابا وإيابا! مسافة لا يقطعنها بالطائرة، أو بالسيارات الفاخرة، وإنما بحافلة عادية، حالهن حال باقي عامة الناس. السائق الكهل "أبو سعد"، يستيقظ يوميا، من السبت إلى الأربعاء، في تمام الساعة الثانية والنصف صباحا، فالوقت كالسيف، إن لم يقطعه، لن تصل المعلمات إلى مدارسهن في الوقت المحدد، فالمسافة تبعد حوالي 300 كلم من مدينة "سكاكا" – "الجوف" إلى قرى "القريات". يبدأ أبو سعد المشوار، بالذهاب إلى المعلمة "ز.م الرويلي"، أولى الصاعدات إلى الحافلة التي تقلهم. الرويلي، التي تدرس مادة الرياضيات، تروي حكايتها، قائلة "أخرج من المنزل الساعة الثانية وخمس وثلاثون دقيقة فجرا، ولا أعود إليه إلا الساعة السابعة والنصف مساء.يومي بكامله تقريبا أقضيه بين الطريق والمدرسة، وفي بيتي الثاني "حافلة العم أبو سعد"، ما سبب لي معاناة شخصية، حيث أنني لا أرى أهلي ولا يمكنني الجلوس معهم". التعب الجسدي ليس هو ما تتكبده الرويلي وحسب، بل يضاف إليه انشغال ذهني بتأدية واجبات التحضير للدروس. تضيف في هذا الصدد "جل ما أفكر به أن أنهي تحضير الدروس، وطباعة أوراق العمل اللازمة، لأنام بعدها استعدادا لرحلة الغد" وهي برغم هذا الجهد تقول بمرارة "لا يستغرب أحدكم إذا ما علم، أنني أعمل على عقد بند الأجور منذ عامين وحتى الآن!".

رفيقات المعاناة
الرويلي، يرافقها في معاناتها معلمات أخريات، منهن مدرسة للغة الإنجليزية، تحتفظ "الوطن" باسمها، تروي لنا حكايتها قائلة "أنا آخر الوافدين إلى أسرة "الباص"، فهذه هي السنة الرابعة لي، ولكم أن تتخيلوا المعاناة التي تحيط بنا. فالبرد قارس، ويتسرب إلى أحشائي، حيث لا مقعد لي سوى الكرسي الإضافي في الحافلة. ثلاث ساعات وقد تزيد وأنا على نفس الوضع، لا قوة لي ولا حيلة، إلا أن أمني نفسي بالنقل من مكان عملي الحالي". ولكن، هل بعد هذا المشوار المضني، على أي حال تصل المعلمات إلى مدارسهن؟ تجيب معلمة اللغة الإنجليزية "لا نصل إلى المدرسة إلا وقد داهمنا الملل، والوجع، والنعاس. لكننا نبعثر هذا كله بابتسامة نرسمها عنوة على وجوهنا، فلا نريد لما بداخلنا أن ينعكس على مستوى الشرح، وتحصيل الطالبات".

أبناء بلا عناية
المعاناة تزداد حجما مع المدرسات المتزوجات، وخصوصا إذا كان لديهن أبناء. فمن شأن هذا الترحال اليومي الدائم، أن ينعكس سلبا على عناية الأم بأبنائها.تقول "ر.ح العنزي"، معلمة اللغة الإنجليزية، "أنا متزوجة، ولدي اثنان من الأبناء، وكلاهما يدرسا. وأنا منذ أربع سنوات على هذه الحال، أكابد تعب المسافة، رغم أنني على بند الأجر اليومي. أخرج منذ الساعة الثالثة صباحا، ليخرج أولادي إلى مدارسهم دون أن يجدوا من يرعاهم ويهتم بلبسهم وإفطارهم، سوى العاملة المنزلية". وتتابع العنزي، "لا أعود إلى المنزل إلا الساعة السابعة مساء. أضطر بعدها لإخفاء المعاناة عن أبنائي، فأتابع تحصيلهم العلمي، وأحل الواجبات معهم، رغم التعب الذي أشعره، إلا أن نفسي تأبى التقصير مع أطفالي".

نظرات العمال ونباح الكلاب
"غ. العتيبي"، مدرسة لغة انجليزية، هي الأخرى. يبعد مقر عملها، هي وثلاث من زميلاتها، 15 كلم، عن أولى المدارس التي تصل لها حافلة "أبو سعد". التجربة بالنسبة لها، مثيرة للخوف والقلق "نغادر منازلنا في جنح الظلام، وكثيرا ما أخاف النزول إلى إحدى المحطات لأداء صلاة الفجر، فصوت نباح الكلاب في الظلام مخيف، ناهيك عن نظرات عمال المحطات المريبة، إضافة إلى كثير من المفاجآت والمواقف المفزعة التي تصادفنا في الطريق". هذه المفاجآت دفعت العتيبي إلى الظن أنها على حافة الموت، في أكثر من مرة، حيث تستذكر "تلفظت بالشهادتين أكثر من مرة، لأننا بالفعل كدنا نهلك في حادث مشين. فالطريق من سكاكا إلى مدرستنا في "قليب خضر"، طريق دولي وباتجاه واحد."

يحفرن في الرمال
لا يخلو الأمر من بعض المواقف الطريفة، المضحكة والمبكية في آن معا، بحسب تعبير المعلمات. فالمساهمة في أعمال الحفر لإكمال المسير، والوصول في وقت مبكر، أحد المواقف التي ترويها "ش.م الشمري"، معلمة اللغة العربية، حيث تسرد "تعرضنا في مرة من المرات إلى كثبان رملي، أثر نعاس أصاب سائق الحافلة، فانحرفت السيارة عن الطريق وارتطمت بالكثبان، مما دفعنا للخروج من "الباص" والمساهمة في أعمال الحفر". وتضيف الشمري ضاحكة "لكِ أن تتخيلي المنظر والحالة التي تعترينا حينها".
لم يكن ذلك هو الموقف الوحيد، تقول الشمري، مضيفة "أذكر في إحدى المرات، تعطلت بنا الحافلة، واضطررنا إلى الوقوف بجانب الطريق، بانتظار أحد يرأف بنا ويقلنا". وتتابع في تفصيل تجربتها "بالرغم من هذه المآسي، إلا أننا نقوم بأعمالنا على أكمل وجه، وما زلنا على أمل أن ننقل في يوم ما، ولكننا صدمنا حينما ذكر لنا بأن منطقة الجوف مكتفية، وأرقام طالبات النقل بالمئات، فإلى متى سيدوم هذا الانتظار، ومتى يتحقق الأمل؟!".

تنساب في هدوء
"تخرج في منتصف الليل وكأنها لص! تحمل حذاءها في يدها، حتى لا يصدر صوتا يوقظ زوجها وأبنائها". تلك هي أم فهد، شريكة زميلاتها في الرحلة اليومية بحافلة "أبو سعد"، حيث تقول "معاناتي تكمن مع طفلي الاثنين، وطفلتي التي لم تتجاوز شهرها الثالث. أغادر المنزل بعد تقبيل أطفالي واحتضان الطفلة الصغيرة، والتي تشعر باليتم وأمها على قيد الحياة. أرحل عنهم بخطى بطيئة، تاركة خلفي النظرات التي تتشح بالحزن على مصيرهم أثناء غيابي. فغالبا ما يعاني أبنائي كبقية الأطفال، من ارتفاع في درجة الحرارة، وغير ذلك من الأعراض التي تصيب الأطفال". تصمت أم فهد قليلا، وتلحظ بين جوانحها ألما وحزنا، لتتابع بقولها "طيف صغيرتي لا يغادر خيالي، ومصير طفلي اللعوب مع الخادمة التي لا تتحمله أثناء وجودي. مع هذا وبعد عودتي أحاول جاهدة تلبية جميع متطلباتهم، باذلة قصارى جهدي لأعوضهم عن غيابي، لأرضي ضميري، لعل الله يرحمنا ويجمع شملنا."
هذا ما حكته أم فهد، وعدد من زميلاتها، أما البقية الباقية من الزميلات، فأجبن بـ"لا تعليق"، عندما توجهت لهن "الوطن" بالسؤال. وكأن الصمت، أبلغ وقعا من الكلام، وكأن لسان حالهن "معاناتنا اليومية، تكفي عن سرد ألف حكاية، وحكاية".

هنا ..


توقيع صـقر الشروط العشرة في كتابة الموضوعات في مركز السوق السعودي
صـقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 21-02-2010 , 08:42 AM
صـقر صـقر غير متواجد حالياً
ابو عبدالله
الادارة
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 39,285
Angry معلمات يقطعن 600كلم يومياً ذهابا وعودة





القريات: منى العبدلي

يجلسن صباحا، يستعددن للمغامرة اليومية، والواجب الدائم عليهن تأديته. ليس هنالك ما يثنيهن عن أداء المهمة، رغم المشقة، وبعد المسافة، وطول ووعورة الطريق.
فتيات في عمر الزهور، درسن في جامعات المملكة، على أمل أن يتوجن بوظائف تعليمية تنسيهن تعب السهر ليالي الجامعة، برفقة الكتاب والكراس. إلا أن التخرج من الصرح العلمي، لم يكن إلا بداية مشوار تعب وكفاح آخر، خصوصا وأنهن يعملن في أماكن بعيدة جدا عن موقع سكنهن الأصلي، في غربة داخل الوطن، يشاركهن فيهن مئات، إن لم يكن آلاف المدرسات السعوديات، اللواتي سقط عدد منهن ضحايا حوادث مرور، وهن في طريقهن بين البيت والمدرسة.

600 كلم ذهابا وإيابا
معلمات مدرسة "قليب خضر"، يتجهن صباح كل يوم إلى العمل، ولسانهن يلهج بالدعاء، متجاهلات "ثقافة الخوف"، خاصة بعد الحوادث التي شهدت موتا جماعيا في الآونة الأخيرة على ذات الطريق، وقد شكلت معاناتهن "قصة تحد" مع الحياة بكل ظروفها، فهن يقطعن 600 كلم يوميا، ذهابا وإيابا! مسافة لا يقطعنها بالطائرة، أو بالسيارات الفاخرة، وإنما بحافلة عادية، حالهن حال باقي عامة الناس. السائق الكهل "أبو سعد"، يستيقظ يوميا، من السبت إلى الأربعاء، في تمام الساعة الثانية والنصف صباحا، فالوقت كالسيف، إن لم يقطعه، لن تصل المعلمات إلى مدارسهن في الوقت المحدد، فالمسافة تبعد حوالي 300 كلم من مدينة "سكاكا" – "الجوف" إلى قرى "القريات". يبدأ أبو سعد المشوار، بالذهاب إلى المعلمة "ز.م الرويلي"، أولى الصاعدات إلى الحافلة التي تقلهم. الرويلي، التي تدرس مادة الرياضيات، تروي حكايتها، قائلة "أخرج من المنزل الساعة الثانية وخمس وثلاثون دقيقة فجرا، ولا أعود إليه إلا الساعة السابعة والنصف مساء.يومي بكامله تقريبا أقضيه بين الطريق والمدرسة، وفي بيتي الثاني "حافلة العم أبو سعد"، ما سبب لي معاناة شخصية، حيث أنني لا أرى أهلي ولا يمكنني الجلوس معهم". التعب الجسدي ليس هو ما تتكبده الرويلي وحسب، بل يضاف إليه انشغال ذهني بتأدية واجبات التحضير للدروس. تضيف في هذا الصدد "جل ما أفكر به أن أنهي تحضير الدروس، وطباعة أوراق العمل اللازمة، لأنام بعدها استعدادا لرحلة الغد" وهي برغم هذا الجهد تقول بمرارة "لا يستغرب أحدكم إذا ما علم، أنني أعمل على عقد بند الأجور منذ عامين وحتى الآن!".

رفيقات المعاناة
الرويلي، يرافقها في معاناتها معلمات أخريات، منهن مدرسة للغة الإنجليزية، تحتفظ "الوطن" باسمها، تروي لنا حكايتها قائلة "أنا آخر الوافدين إلى أسرة "الباص"، فهذه هي السنة الرابعة لي، ولكم أن تتخيلوا المعاناة التي تحيط بنا. فالبرد قارس، ويتسرب إلى أحشائي، حيث لا مقعد لي سوى الكرسي الإضافي في الحافلة. ثلاث ساعات وقد تزيد وأنا على نفس الوضع، لا قوة لي ولا حيلة، إلا أن أمني نفسي بالنقل من مكان عملي الحالي". ولكن، هل بعد هذا المشوار المضني، على أي حال تصل المعلمات إلى مدارسهن؟ تجيب معلمة اللغة الإنجليزية "لا نصل إلى المدرسة إلا وقد داهمنا الملل، والوجع، والنعاس. لكننا نبعثر هذا كله بابتسامة نرسمها عنوة على وجوهنا، فلا نريد لما بداخلنا أن ينعكس على مستوى الشرح، وتحصيل الطالبات".

أبناء بلا عناية
المعاناة تزداد حجما مع المدرسات المتزوجات، وخصوصا إذا كان لديهن أبناء. فمن شأن هذا الترحال اليومي الدائم، أن ينعكس سلبا على عناية الأم بأبنائها.تقول "ر.ح العنزي"، معلمة اللغة الإنجليزية، "أنا متزوجة، ولدي اثنان من الأبناء، وكلاهما يدرسا. وأنا منذ أربع سنوات على هذه الحال، أكابد تعب المسافة، رغم أنني على بند الأجر اليومي. أخرج منذ الساعة الثالثة صباحا، ليخرج أولادي إلى مدارسهم دون أن يجدوا من يرعاهم ويهتم بلبسهم وإفطارهم، سوى العاملة المنزلية". وتتابع العنزي، "لا أعود إلى المنزل إلا الساعة السابعة مساء. أضطر بعدها لإخفاء المعاناة عن أبنائي، فأتابع تحصيلهم العلمي، وأحل الواجبات معهم، رغم التعب الذي أشعره، إلا أن نفسي تأبى التقصير مع أطفالي".

نظرات العمال ونباح الكلاب
"غ. العتيبي"، مدرسة لغة انجليزية، هي الأخرى. يبعد مقر عملها، هي وثلاث من زميلاتها، 15 كلم، عن أولى المدارس التي تصل لها حافلة "أبو سعد". التجربة بالنسبة لها، مثيرة للخوف والقلق "نغادر منازلنا في جنح الظلام، وكثيرا ما أخاف النزول إلى إحدى المحطات لأداء صلاة الفجر، فصوت نباح الكلاب في الظلام مخيف، ناهيك عن نظرات عمال المحطات المريبة، إضافة إلى كثير من المفاجآت والمواقف المفزعة التي تصادفنا في الطريق". هذه المفاجآت دفعت العتيبي إلى الظن أنها على حافة الموت، في أكثر من مرة، حيث تستذكر "تلفظت بالشهادتين أكثر من مرة، لأننا بالفعل كدنا نهلك في حادث مشين. فالطريق من سكاكا إلى مدرستنا في "قليب خضر"، طريق دولي وباتجاه واحد."

يحفرن في الرمال
لا يخلو الأمر من بعض المواقف الطريفة، المضحكة والمبكية في آن معا، بحسب تعبير المعلمات. فالمساهمة في أعمال الحفر لإكمال المسير، والوصول في وقت مبكر، أحد المواقف التي ترويها "ش.م الشمري"، معلمة اللغة العربية، حيث تسرد "تعرضنا في مرة من المرات إلى كثبان رملي، أثر نعاس أصاب سائق الحافلة، فانحرفت السيارة عن الطريق وارتطمت بالكثبان، مما دفعنا للخروج من "الباص" والمساهمة في أعمال الحفر". وتضيف الشمري ضاحكة "لكِ أن تتخيلي المنظر والحالة التي تعترينا حينها".
لم يكن ذلك هو الموقف الوحيد، تقول الشمري، مضيفة "أذكر في إحدى المرات، تعطلت بنا الحافلة، واضطررنا إلى الوقوف بجانب الطريق، بانتظار أحد يرأف بنا ويقلنا". وتتابع في تفصيل تجربتها "بالرغم من هذه المآسي، إلا أننا نقوم بأعمالنا على أكمل وجه، وما زلنا على أمل أن ننقل في يوم ما، ولكننا صدمنا حينما ذكر لنا بأن منطقة الجوف مكتفية، وأرقام طالبات النقل بالمئات، فإلى متى سيدوم هذا الانتظار، ومتى يتحقق الأمل؟!".

تنساب في هدوء
"تخرج في منتصف الليل وكأنها لص! تحمل حذاءها في يدها، حتى لا يصدر صوتا يوقظ زوجها وأبنائها". تلك هي أم فهد، شريكة زميلاتها في الرحلة اليومية بحافلة "أبو سعد"، حيث تقول "معاناتي تكمن مع طفلي الاثنين، وطفلتي التي لم تتجاوز شهرها الثالث. أغادر المنزل بعد تقبيل أطفالي واحتضان الطفلة الصغيرة، والتي تشعر باليتم وأمها على قيد الحياة. أرحل عنهم بخطى بطيئة، تاركة خلفي النظرات التي تتشح بالحزن على مصيرهم أثناء غيابي. فغالبا ما يعاني أبنائي كبقية الأطفال، من ارتفاع في درجة الحرارة، وغير ذلك من الأعراض التي تصيب الأطفال". تصمت أم فهد قليلا، وتلحظ بين جوانحها ألما وحزنا، لتتابع بقولها "طيف صغيرتي لا يغادر خيالي، ومصير طفلي اللعوب مع الخادمة التي لا تتحمله أثناء وجودي. مع هذا وبعد عودتي أحاول جاهدة تلبية جميع متطلباتهم، باذلة قصارى جهدي لأعوضهم عن غيابي، لأرضي ضميري، لعل الله يرحمنا ويجمع شملنا."
هذا ما حكته أم فهد، وعدد من زميلاتها، أما البقية الباقية من الزميلات، فأجبن بـ"لا تعليق"، عندما توجهت لهن "الوطن" بالسؤال. وكأن الصمت، أبلغ وقعا من الكلام، وكأن لسان حالهن "معاناتنا اليومية، تكفي عن سرد ألف حكاية، وحكاية".

هنا ..


توقيع صـقر الشروط العشرة في كتابة الموضوعات في مركز السوق السعودي
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 AM