رد: [[[[ رواية .. أنا والدكتورة منال ]]]] ... الفصل الرابع وفي ذات ليلة وبينما كنت منغمس في العزف سمعت صرخه
فرميت العود وفزعت
فوجدت زوجتي مغمى عليها على سجادتها وهي تصلي
ارتبكت رفعتها ناديت حاولت لم أفلح
فأتيت بالماء وسكبته على وجهها فقامت وهي تقول
خفت ؟
فقلت مابك ؟
مجنونه ؟
فقالت يا احمد اتق الله .. خاف الله فيني خلاص انا مليت بانفجر
انا بانجلط من تصرفاتك
انا حبيت اوصل لك رساله بأنك في أي لحظة ممكن تفقدني بهذا الشكل
طول ما انا وانت على قيد الحياة ماراح اخليك ولا افرط فيك مستحيل حتى لو على جثتي
لكن ترى من كثرة الكبت اللي اشيله بقلبي ممكن اطقّ واطب ساكته في أي لحظة
وقتها لايمكن ان تتدارك ماحصل .. ولن ينفعك الندم مهما ندمت
لايمكن تسامح نفسك على اللي سويته فيني وفي إبنك المسكين
....
تركتها تتكلم وتفرّغ كل مابداخلها حتى انتهت
ثم تأسفت لها
ثم ذهبت وتوضأت وصليت ركعتين لأول مره في حياتي أقوم الليل
ثم غادرت المنزل بعدها الى صلاة الفجر
ورجعت ثم تناولت معها القهوة ووجبة الافطار ثم خرجت إلى العمل
بعد ان نظرت الى المرآة وصرفت لوجهي الكئيب كمـّـاً من السباب الهائل
وأنا في الطريق قلت لنفسي لابدّ أن أضع حداً لهذه المهزلة مهما كان الثمن
فأنا الآن ليس أمامي خيار ثالث
إما أن أخسر زوجتي وإما أن أخسر منال
وصلت الى الدوام
حاولت أن اتماسك
حقيقة لم أستطع أن اكمل دوامي من كثرة التفكير
فحب منال قد وصل في قلبي إلى مرحلة متقدمة جداً
وهي ليست رخيصة ليتم التخلي عنها بسهوله
ولكنها أيضاً ليست أغلى من زوجتي
وأنا في خضم التفكير
وإذا بأحدهم بجانبي يستمع لمقطع قصيدة شعبية
غابت ثمان سنين حلٍ وترحال
كان المكتب خالي من المراجعين
وكأن الله هيأ لي هذا الجو لأفيق مما أنا فيه
استمعتُ الى القصيده ثم طلبت منه ارسالها ألي
فإذا بها قصيده تتكلم عن شخص غاب عن محبوبته ثمان سنوات
ثم حينما أتى وجدها قد تزوجت وأنجبت ورأى طفلها يلعب بين الأطفال
ثم ناداه ليقبـّـله وبعد أن قبـّــل الطفل ارتجل هذه القصيدة
والتي ودع فيها ذلك الحب احتراماً لذاته وحفاظاً على كرامته
فقال :
غابت ثمان سنين حـلّ ٍ وترحـال
غابـت ثمـانٍ كلهـا مدلهـمّـه
قضيتها بالحب والشـوق رحـال
وحبٍ تحـدى كـل ياسـه وهمـه
سألت عنها سنين وشهور وليـال
ولافيـه فـجّ غيـر وجـّهت يـــمـه
وعقب الثمان الي تعبها برى الحال
جاب الزمـان الكارثـة والمطمـه
جاني ولدها يبتسم بيـن الاطفـال
ومن بسمته ذكرت أنا بسمة أمـه
شفته وصاحت داخلي كل الآمـال
بصوتٍ عجزت بكتم الانفاس المـه
ركضت له دمعي على الخد همال
من كثرشوقي قمت بلحيـل أظمـه
ساعة حظنته والطفل في يدي مال
شميت ريحتها على أطراف كمـه
واستلهمت نفسي مقادير الاهـوال
وتم الضياع وأكــّـدت لـي متمـه
اليوم بنت الناس في بيت رجـال
وحبّ على غير الشرف لي مذمـه
ليت الغياب اللي شغل غربتي طال
ولادور العاشق على حـرق دمـه
برجع غريب مسكنه بـر ورمـال
يموت يحيـى يندفـن مـا يهمـه
توقفـّـت كثيراً عند هذه القصيده ثم قلت في نفسي أي كرامة يحملها هذا الرجل حين قال
واليوم بنت الناس في بيت رجـّـال
حبّ ٍ على غير الشرف لي مذمـّــه
ثم رميت القلم من يدي وخرجت من المكتب
متجهاً إلى المنزل
وأنا بين مصدّق ٍ ومكـــذّب
هل يعقل بأنني أنا هو أنا
هل هذا ماتربيت عليه وهل هذا هو ماكنت عليه من خلق رفيع جعل الكل يحترمني طوال هذه السنوات
ولكنني لم أمارس معها خطأ يخص العرض
ولو يا احمد
مجرد لقاءاتك المتكرره بها تعتبر خيانة لزوجها وخيانة لزوجتك وانتهاك لعرضها وخصوصيتها كامرأة
وخصوصية طفلتها البريئة وخطأً فادحاً في حق أهلها وقبيلتها
فأنت لاترضى أبداً بأن تقابل زوجتك رجل غريب في الفندق لتتبادل معه اطراف الحديث والأكل والشرب
وكأنها من محارمه ..
عاتبت نفسي كثيراً
ثم قررت قراراً نهائياً أن أنهي هذه العلاقة بأسرع وقت
حتى وإن كلفني ذلك حياتي ..
كانت الليله هي موعد لقاءنا هناك
كلمتها
وقلت لها بأن اللقاء سيكون في فندق آخر غير الفندق الذي نلتقي به كل مرة
أعطيتها عنوان الفندق
لم تسأل عن السبب
وافقت فوراً
ذهبنا الى الفندق الجديد المتفق عليه ..
جلسنا هناك
فلاحظـَـت بفطنتها فوراً بأن هناك تغيراً طرأ على محياي
سألتني مالخبر ؟
فأخبرتها بكل مادار في ذهني
فقالت ولكنني لم اطلب منك يوماً بان نلتقي في خلوه لوحدنا
وكل لقاءاتنا كانت أمام الملأ
ولم نمارس خطأ يخدش الحياء فيما يخص شرفنا أو شرف عائلتنا
فقلت أرجوك يامنال
إن مانقوم به هو اكبر خطأ
وانتي لاترضين لزوجك أن يلتقي بواحده في هذا المكان ليتبادل معها الرومانسيات في غفلة منك
فقالت زوجي أهملني حتى وصلت الى هذا الحد الذي جعلني أبحث عن الحب والحنان الذي لم أجده إلا عندك
والآن تريد أن تمنّ عليّ به بعد أن أصبحت أشعر بطعم الحياة وأعيش السعاده بكل تفاصيلها معك
أرجوك يا احمد انا لا اريد منك اكثر من جلسة نتسامر فيها فقط ويـُشعـِر كل منا الآخر بالاهتمام
انت تعرف بأنني ولمايقارب سبعة أشهر الآن مرّت على علاقتنا .. لم تلمس يدي يدك
ولم اكشف لك عن وجهي ولم اطلب منك ان نذهب الى أي مكان نخلو فيه ببعضنا من غير رقيب
ثم تفاجأني بهذا الشك بأنني أريد أن ادمر حياتك الزوجيه واخطف قلبك من زوجتك وأخرب بيتك
فقلت لها
ارجوك منال انا لم اقل ذلك ولكن مانقوم به شرعاً لايجوز ثم انه لايجوز عرفاً ولا أدباً
وقد غفلنا عن انفسنا لفتره معينه ولكن لايعني ذلك أن نستمر على نفس الخطأ ..
الآن الرجوع عن الخطأ خير من التمادي في الباطل ..
مانحن فيه ياسيدتي ليس حب .. هذا عبث
الحب هو الذي يتم بين شاب وشابة لم يتزوجا ثم يتوّج بالزواج إما أن تكوني على ذمة رجل فهذا حراااااام ..
وبعد جدال طويل ومحاوله منها لإقناعي بأنها لاتريد مني أكثر من جلسة بريئة أشعرها فيها بالاهتمام فقط
وممانعتي لذلك..
فاجأتني باقتراح مــُـفزع ..
فقالت :
أنا لا استطيع ان اتخلى عنك أبداً مهما كان الثمن
وانا لدي الاستعداد ان اتطلق من زوجي لأتزوجك
ثم اخذت تترجاني وتستميت في إقناعي بهذه الفكرة ..
قلت ياستي انا انسان فاهم ومتعلم والرسول صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من خبب امرأة على زوجها
فقالت انت لم تخببني على زوجي ..
زوجي هو الذي أهملني .. انا لاأحبه .. انا لاأريده .. انا أريدك أنت تكون زوجي ......الخ
وبعد أن رأيت بأن الجدال سيطول من غير فائدة
قررت أن انهي العلاقه بأسلوبي
فقلت لها :
نهاية الكلام انا من الآن ورايح زميل عمل فقط
ولاتحاولي ان تتجاوزي ذلك أبداً
وامسحي من ذاكرتك كل ماحصل بيننا من علاقة كانت فعلاً بريئة ولكنها في نفس الوقت كانت خاطئة ..
غادرتُ المكان فوراً وتركتها تواجه مصيرها بنفسها .
أ.هـ
يتبع الفصل الخامس
غداً بإذن الله |