إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-07-2017, 10:33 PM   #11
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: >> ماذا بعد رمضان ؟???

لم يُخْلَق الإنسان في هذه الحيــــاة لعمارة الأرض أو استمرارها كما يزعُم البعض، إنما خُلِق لهدف وغاية واحدة وهي: عبــــادة الله عزَّ وجلَّ ..
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريـــات: 56]
والعبادة لا تقتصر على مجرد الصلاة والصيـــام وغيرها من الأعمال ..
وإنما العبادة أن تعيش حيــــاتك كلها لله ..
يقول الله جلَّ وعلا {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]
فكل حركاتك وسكناتك تكون لله .. تأكل لله؛ لكي تتقوي على القيام في الصلاة .. تنـــام لله؛ لكي تجدد نشاطك فتتقوى على أداء العبادات .. تعمل لله؛ لكي تكُف نفسك وأولادك عن سؤال الناس وأكل الحرام .. حتى إذا أحببت أحدًا تحبه لله، وإذا كرهت أحدًا تكرهه لله ..
فهل أنت تعيش لله؟ .. أم تعيش لأهوائك وشهواتك وآمالك؟!
ولو مُت الآن، ماذا سيكون مصيرك؟ .. هل إلى الجنة أم النــــار؟!
كلنا نرجو من الله سبحانه وتعالى الجنة .. نسأل الله أن يُدخلنا الجنة ويعتقنا من النار ..

ولكن، ما العمل الذي عَمِلته لتستحق دخول الجنة؟!
عَنْ النَّبِيِّ قَالَ “سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ”، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!، قَالَ “وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ” [صحيح البخاري]
فلن يدخل الجنة أحدًا بعمله، حتى الرسول حبيب الرحمن الذي قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ..
قال رسول الله “وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ” [صحيح البخاري]
وإذا كنت لا تعلم أمصيرك إلى الجنة أم النـــار، فلابد أن نسعي لعتق رقبتك من النار في رمضان ..
قال تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (*) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71,72]

اللهم أعتق رقابنــــا من النــــار
دعاء يتردد كثيرًا على ألسنتنا، إلا إننا لم نتدبَّر معناه جيدًا .. ولك أن تتأمل في معنى العتق قول الله عزَّ وجلَّ {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (*) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (*) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (*) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: 12,15]
النــار مولاهم .. أي إن هناك أناس مِلكٌ للنار والعياذ بالله تعالى ..
وقد بدأت الآيـــات بوصف حال المؤمنين يوم القيامة، وأنهم يُعْطَون نورًا على قدر أعمالهم .. كما قال رسول الله “فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين أيديهم، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلاً يُعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة ويطفيء مرة” [صحيح الترغيب والترهيب (3591)]
فعلي قدر حسنــاتك وأعمالك يكُن نورك يوم القيامة،،
فإذا رأى المنافقون نور المؤمنين يوم القيامة، وهم قد طُفِيء نورهم وبقوا في الظلمات حائرين، قالوا للمؤمنين: { انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ } أي: أمهلونا لننال من نوركم ما نمشي به، لننجو من العذاب .. [تفسير السعدي]
والمنافقون هم الذين يعيشون في الدنيــا وفق أهواء الناس؛ ليرضوا عنهم .. فكيفما سار الناس، ساروا معهم .. فإذا وجد الناس يسيرون في الطريق إلى الله في وقتٍ من الأوقات، تديَّن معهم وسار في طريقهم .. ولكنه لم يذهب معهم لأجل نيل رضا الله تعالى، بل لأجل لذته الشخصية ..
فتجده مع أهل الإيمان بمظهر التديُّن، وإذا تركهم عاد لمعاصيه القديمة .. فيعيش بوجهين!
وقد قال رسول الله “تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” [متفق عليه]

صفـــات أصحـــاب النــــار
وقد وضحت لنا الآيـــات صفات هؤلاء المنافقين الذين هم ملك للنار .. وهي:
1) يفتنون أنفسهم .. “فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ”
فيُعَرِّض نفسه للفتن التي يعلم أنه ضعيفٌ أمامها .. كمن يعمل عملاً ما ويعلم أن هذا العمل سيوقعه في الحرام، فيفتن نفسه .. أو من يسهر الليل ويعلم إنه لن يتمكن من القيام لصلاة الفجر، فيفتن نفسه بتضييع فرض قد فرضه الله تعالى عليه ..
2) التربص والشك في وعود الله سبحانه وتعالى .. “وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ”
فلا يوقن بوعود الله ورسوله .. كالذي يسمع قوله تعالى {.. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (*) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ..} [الطلاق: 2,3]، فيشترط أن يأتيه الرزق أولاً حتى يترك عمله الحرام وذلك لأنه لا يثق في وعد الله تعالى ..
أو كالذي يعلم وعد الرسول “.. ما نقص مال عبد من صدقة ..” [رواه الترمذي وصححه الألباني]، ومع ذلك يأبى أن يتصدَّق؛ خشية ضياع ماله.
3) الغرق في بحر الأماني .. “وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ”
قال الحسن البصري “ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا : نُحْسِنَ الظنَّ بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظنَّ لأحسنوا العمل” [تفسير الألوسي (4:239)]
فالأماني رأس مال المُفلسين، وهي بحرٌ جميع ركابه غرقى ..
كالذي يتناسى معاصيه ويقول أن الله غفورٌ رحيم، دون أن يتوب أو يعمل صالحات يُكفِّر بها عن سيئاته .. وقد قال سبحانه وتعالى {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (*) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49,50]
فلا تغرق في بحر الأماني واعمل الصالحات؛ لأن هذه صفة من يرجون رحمة الله تعالى،،
4) الاغترار بوعود الشيطان .. “وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ”
احذر أن يخدعك الشيطان ويمكر بك!

هذه صفات من كانت النــار مولاهم .. فهل أنت النــار مولاك؟!
إذًا، معنى العتق هو الخروج من ولاية النـــار .. ألا تكون النــار مولاك .. وألا تكون من أصحاب النار، أي تتخلى عن ملكية النار لك ..
هل أدركت الخطر المُدْلَهِم الذي تنجو منه بالعتق؟
واعلم أن فرص العتق في غير رمضان قليلة؛ ففي كل ليلة من رمضان أمامك فرصة كي تُعتَق من النــار ..
فهل أُعتِقَت رقبتك في الأيـــام الماضية أم لا؟!
إنها فرصتك لكي لا تكون من أهل جهنم، فضع هذا الهدف نُصب عينيك وتُب من صفات أصحاب النار ..
اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين،،
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #11  
قديم 06-07-2017 , 10:33 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: >> ماذا بعد رمضان ؟???

لم يُخْلَق الإنسان في هذه الحيــــاة لعمارة الأرض أو استمرارها كما يزعُم البعض، إنما خُلِق لهدف وغاية واحدة وهي: عبــــادة الله عزَّ وجلَّ ..
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريـــات: 56]
والعبادة لا تقتصر على مجرد الصلاة والصيـــام وغيرها من الأعمال ..
وإنما العبادة أن تعيش حيــــاتك كلها لله ..
يقول الله جلَّ وعلا {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]
فكل حركاتك وسكناتك تكون لله .. تأكل لله؛ لكي تتقوي على القيام في الصلاة .. تنـــام لله؛ لكي تجدد نشاطك فتتقوى على أداء العبادات .. تعمل لله؛ لكي تكُف نفسك وأولادك عن سؤال الناس وأكل الحرام .. حتى إذا أحببت أحدًا تحبه لله، وإذا كرهت أحدًا تكرهه لله ..
فهل أنت تعيش لله؟ .. أم تعيش لأهوائك وشهواتك وآمالك؟!
ولو مُت الآن، ماذا سيكون مصيرك؟ .. هل إلى الجنة أم النــــار؟!
كلنا نرجو من الله سبحانه وتعالى الجنة .. نسأل الله أن يُدخلنا الجنة ويعتقنا من النار ..

ولكن، ما العمل الذي عَمِلته لتستحق دخول الجنة؟!
عَنْ النَّبِيِّ قَالَ “سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ”، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!، قَالَ “وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ” [صحيح البخاري]
فلن يدخل الجنة أحدًا بعمله، حتى الرسول حبيب الرحمن الذي قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ..
قال رسول الله “وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ” [صحيح البخاري]
وإذا كنت لا تعلم أمصيرك إلى الجنة أم النـــار، فلابد أن نسعي لعتق رقبتك من النار في رمضان ..
قال تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (*) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71,72]

اللهم أعتق رقابنــــا من النــــار
دعاء يتردد كثيرًا على ألسنتنا، إلا إننا لم نتدبَّر معناه جيدًا .. ولك أن تتأمل في معنى العتق قول الله عزَّ وجلَّ {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (*) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (*) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (*) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: 12,15]
النــار مولاهم .. أي إن هناك أناس مِلكٌ للنار والعياذ بالله تعالى ..
وقد بدأت الآيـــات بوصف حال المؤمنين يوم القيامة، وأنهم يُعْطَون نورًا على قدر أعمالهم .. كما قال رسول الله “فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين أيديهم، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلاً يُعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة ويطفيء مرة” [صحيح الترغيب والترهيب (3591)]
فعلي قدر حسنــاتك وأعمالك يكُن نورك يوم القيامة،،
فإذا رأى المنافقون نور المؤمنين يوم القيامة، وهم قد طُفِيء نورهم وبقوا في الظلمات حائرين، قالوا للمؤمنين: { انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ } أي: أمهلونا لننال من نوركم ما نمشي به، لننجو من العذاب .. [تفسير السعدي]
والمنافقون هم الذين يعيشون في الدنيــا وفق أهواء الناس؛ ليرضوا عنهم .. فكيفما سار الناس، ساروا معهم .. فإذا وجد الناس يسيرون في الطريق إلى الله في وقتٍ من الأوقات، تديَّن معهم وسار في طريقهم .. ولكنه لم يذهب معهم لأجل نيل رضا الله تعالى، بل لأجل لذته الشخصية ..
فتجده مع أهل الإيمان بمظهر التديُّن، وإذا تركهم عاد لمعاصيه القديمة .. فيعيش بوجهين!
وقد قال رسول الله “تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” [متفق عليه]

صفـــات أصحـــاب النــــار
وقد وضحت لنا الآيـــات صفات هؤلاء المنافقين الذين هم ملك للنار .. وهي:
1) يفتنون أنفسهم .. “فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ”
فيُعَرِّض نفسه للفتن التي يعلم أنه ضعيفٌ أمامها .. كمن يعمل عملاً ما ويعلم أن هذا العمل سيوقعه في الحرام، فيفتن نفسه .. أو من يسهر الليل ويعلم إنه لن يتمكن من القيام لصلاة الفجر، فيفتن نفسه بتضييع فرض قد فرضه الله تعالى عليه ..
2) التربص والشك في وعود الله سبحانه وتعالى .. “وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ”
فلا يوقن بوعود الله ورسوله .. كالذي يسمع قوله تعالى {.. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (*) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ..} [الطلاق: 2,3]، فيشترط أن يأتيه الرزق أولاً حتى يترك عمله الحرام وذلك لأنه لا يثق في وعد الله تعالى ..
أو كالذي يعلم وعد الرسول “.. ما نقص مال عبد من صدقة ..” [رواه الترمذي وصححه الألباني]، ومع ذلك يأبى أن يتصدَّق؛ خشية ضياع ماله.
3) الغرق في بحر الأماني .. “وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ”
قال الحسن البصري “ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا : نُحْسِنَ الظنَّ بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظنَّ لأحسنوا العمل” [تفسير الألوسي (4:239)]
فالأماني رأس مال المُفلسين، وهي بحرٌ جميع ركابه غرقى ..
كالذي يتناسى معاصيه ويقول أن الله غفورٌ رحيم، دون أن يتوب أو يعمل صالحات يُكفِّر بها عن سيئاته .. وقد قال سبحانه وتعالى {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (*) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49,50]
فلا تغرق في بحر الأماني واعمل الصالحات؛ لأن هذه صفة من يرجون رحمة الله تعالى،،
4) الاغترار بوعود الشيطان .. “وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ”
احذر أن يخدعك الشيطان ويمكر بك!

هذه صفات من كانت النــار مولاهم .. فهل أنت النــار مولاك؟!
إذًا، معنى العتق هو الخروج من ولاية النـــار .. ألا تكون النــار مولاك .. وألا تكون من أصحاب النار، أي تتخلى عن ملكية النار لك ..
هل أدركت الخطر المُدْلَهِم الذي تنجو منه بالعتق؟
واعلم أن فرص العتق في غير رمضان قليلة؛ ففي كل ليلة من رمضان أمامك فرصة كي تُعتَق من النــار ..
فهل أُعتِقَت رقبتك في الأيـــام الماضية أم لا؟!
إنها فرصتك لكي لا تكون من أهل جهنم، فضع هذا الهدف نُصب عينيك وتُب من صفات أصحاب النار ..
اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين،،
رد مع اقتباس
قديم 06-07-2017, 10:35 PM   #12
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: >> ماذا بعد رمضان ؟???

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شِرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت شرته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك) [صحيح الترغيب]
.
وقد شرحه الشيخ الشنقيطي حفظه الله فقال أن الإنسان حين يُقبل على العمل الصالح يشعر برغبة شديدة وشراهة في الطاعة تجعله يود لو أن جميع حركاته وسكناته في طاعة الله من لذة وحلاوة الإيمان التي وجدها في العبادة.
.
لكن هذه الرغبة تكون لفترة
ثم يجد نفسه قد ألف الطاعة فيصيبه الفتور وضعف الإيمان لحكم بالغة، منها أن يظهر فيها صدق الصادق،
فبعض الناس إذا أصابه الفتور استمسك، وأصبح في دعاء وإنابة لله عز وجل، وخوف أن يُسلب منه ذلك العمل الصالح،
فهذا تجده يحافظ على قيام الليل والنوافل والطاعات، فإذا قصَّر قليلا تألم وانزعج كأنه فقد حياته، وهؤلاء هم أعلى الناس مقاما في العمل الصالح.
.
والبعض إذا أصابه الفتور استسلم وفرط في العبادات كلها وربما لم يستطع العودة لما كان عليه.
فالإنسان إذا شعر بلذة العبادة وحلاوتها، لابد من الفتور بعدها ليجدد النية وليتجدد الشوق فيعود للعمل الصالح بحرص أكثر وشوق أكبر. [من محاضرة حياة القلوب]
::
ويقول ابن القيم رحمه الله: (فتخلل الفترات للسالكين أمر لازم لا بدَّ منه،
فمَن كانت فَتْرَته إلى مُقَاربة وتسديد، ولم تُخْرِجه مِن فرضٍ، ولم تُدْخِله في محرَّمٍ، رُجِي له أن يعود خيرًا ممَّا كان،
قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه وأرضاه: إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنَّوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض.
وفي هذه الفترات والغيوم والحُجُب -التي تَعْرِض للسَّالكين- مِن الحِكَم ما لا يعلم تفصيله إلَّا الله، وبها يتبيَّن الصَّادق مِن الكاذب،
فالكاذب ينقلب على عقبيه، ويعود إلى رسوم طبيعته وهواه،
والصَّادق ينتظر الفرج ولا ييأس مِن روح الله، ويلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلًا مسكينًا مستكينًا، كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه البتَّة، ينتظر أن يضع فيه مالك الإناء وصانعه ما يصلح له،
لا بسبب مِن العبد، وإن كان هذا الافتقار مِن أعظم الأسباب، لكن ليس هو منك،
بل هو الذي مَنَّ عليك به، وجرَّدك منك وأخلاك عنك، وهو الذي يحول بين المرء وقلبه) [مدارج السالكين]
::
::
وللتغلب على ذلك الفتور:
1. لا تنتظري حتى يتمكن منك الفتور، ولكن إذا شعرتِ ببعض التقصير فسارعي بتجديد نشاطك بالتنويع بالعبادة.
.
2. عند الحماس لممارسة الطاعة، اجتهدي بالعبادة، وعند الفتور حافظي على الفرائض والتزمي باليسير من النوافل
فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل). [رواه البخاري]
.
3. لا تتركي نفسك للفراغ بل دوما اشغلي نفسك بعمل نافع واجعليه همك الذي تفكري فيه ليل نهار،
فالفراغ يؤدي إلى الملل وارتكاب المعاصي مما يجعلك تبتعدي عن الطاعات.
.
4. اجتهدي في التنويع في العبادات
فإن تكاسلتِ عن تلاوة القرآن فعليكِ بالاستماع،
وإن تكاسلتِ عن الإستماع فعليك بركعتين تناجي فيهم الله بذل وإنكسار،
وإن تكاسلتِ عن ذلك فعليك بالقراءة في التفاسير،
وإن تكاسلتِ عن ذلك فعليكِ بقراءة الكتب التي ترقق القلوب وتجدد الإيمان،
وإن تكاسلتِ عن ذلك فعليك بالاستماع للمقاطع الصوتية التي تنعش القلوب وتحييه وغيرها.
.
5. المداومة على الاستغفار وذكر الله مع التذلل لله عز وجل كما كان يفعل الأنبياء عليهم السلام لقوله تعالى: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]،
وقوله تعالى: (وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [هود:47]
.
6. ذكري نفسك دوما بقوله تعالى: {هم درجات عند الله} [آل عمران: 163]،
وانظري أي درجة ترغبي أن تكوني وجاهدي نفسك لتناليها.
.
يتبع بعون الله
[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]
::
::
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06-07-2017 , 10:35 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: >> ماذا بعد رمضان ؟???

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شِرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت شرته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك) [صحيح الترغيب]
.
وقد شرحه الشيخ الشنقيطي حفظه الله فقال أن الإنسان حين يُقبل على العمل الصالح يشعر برغبة شديدة وشراهة في الطاعة تجعله يود لو أن جميع حركاته وسكناته في طاعة الله من لذة وحلاوة الإيمان التي وجدها في العبادة.
.
لكن هذه الرغبة تكون لفترة
ثم يجد نفسه قد ألف الطاعة فيصيبه الفتور وضعف الإيمان لحكم بالغة، منها أن يظهر فيها صدق الصادق،
فبعض الناس إذا أصابه الفتور استمسك، وأصبح في دعاء وإنابة لله عز وجل، وخوف أن يُسلب منه ذلك العمل الصالح،
فهذا تجده يحافظ على قيام الليل والنوافل والطاعات، فإذا قصَّر قليلا تألم وانزعج كأنه فقد حياته، وهؤلاء هم أعلى الناس مقاما في العمل الصالح.
.
والبعض إذا أصابه الفتور استسلم وفرط في العبادات كلها وربما لم يستطع العودة لما كان عليه.
فالإنسان إذا شعر بلذة العبادة وحلاوتها، لابد من الفتور بعدها ليجدد النية وليتجدد الشوق فيعود للعمل الصالح بحرص أكثر وشوق أكبر. [من محاضرة حياة القلوب]
::
ويقول ابن القيم رحمه الله: (فتخلل الفترات للسالكين أمر لازم لا بدَّ منه،
فمَن كانت فَتْرَته إلى مُقَاربة وتسديد، ولم تُخْرِجه مِن فرضٍ، ولم تُدْخِله في محرَّمٍ، رُجِي له أن يعود خيرًا ممَّا كان،
قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه وأرضاه: إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنَّوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض.
وفي هذه الفترات والغيوم والحُجُب -التي تَعْرِض للسَّالكين- مِن الحِكَم ما لا يعلم تفصيله إلَّا الله، وبها يتبيَّن الصَّادق مِن الكاذب،
فالكاذب ينقلب على عقبيه، ويعود إلى رسوم طبيعته وهواه،
والصَّادق ينتظر الفرج ولا ييأس مِن روح الله، ويلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلًا مسكينًا مستكينًا، كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه البتَّة، ينتظر أن يضع فيه مالك الإناء وصانعه ما يصلح له،
لا بسبب مِن العبد، وإن كان هذا الافتقار مِن أعظم الأسباب، لكن ليس هو منك،
بل هو الذي مَنَّ عليك به، وجرَّدك منك وأخلاك عنك، وهو الذي يحول بين المرء وقلبه) [مدارج السالكين]
::
::
وللتغلب على ذلك الفتور:
1. لا تنتظري حتى يتمكن منك الفتور، ولكن إذا شعرتِ ببعض التقصير فسارعي بتجديد نشاطك بالتنويع بالعبادة.
.
2. عند الحماس لممارسة الطاعة، اجتهدي بالعبادة، وعند الفتور حافظي على الفرائض والتزمي باليسير من النوافل
فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل). [رواه البخاري]
.
3. لا تتركي نفسك للفراغ بل دوما اشغلي نفسك بعمل نافع واجعليه همك الذي تفكري فيه ليل نهار،
فالفراغ يؤدي إلى الملل وارتكاب المعاصي مما يجعلك تبتعدي عن الطاعات.
.
4. اجتهدي في التنويع في العبادات
فإن تكاسلتِ عن تلاوة القرآن فعليكِ بالاستماع،
وإن تكاسلتِ عن الإستماع فعليك بركعتين تناجي فيهم الله بذل وإنكسار،
وإن تكاسلتِ عن ذلك فعليك بالقراءة في التفاسير،
وإن تكاسلتِ عن ذلك فعليكِ بقراءة الكتب التي ترقق القلوب وتجدد الإيمان،
وإن تكاسلتِ عن ذلك فعليك بالاستماع للمقاطع الصوتية التي تنعش القلوب وتحييه وغيرها.
.
5. المداومة على الاستغفار وذكر الله مع التذلل لله عز وجل كما كان يفعل الأنبياء عليهم السلام لقوله تعالى: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]،
وقوله تعالى: (وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [هود:47]
.
6. ذكري نفسك دوما بقوله تعالى: {هم درجات عند الله} [آل عمران: 163]،
وانظري أي درجة ترغبي أن تكوني وجاهدي نفسك لتناليها.
.
يتبع بعون الله
[كتيب: سباق القلوب إلى رمضان لأم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت]
::
::
رد مع اقتباس
قديم 06-07-2017, 10:41 PM   #13
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: >> ماذا بعد رمضان ؟???

علاج الفتور في رمضان ~ مقطع سيجعلك تسارع الى الطاعات في هذا الشهر بإذن الله

https://www.youtube.com/watch?v=EFVMcsKif4U
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #13  
قديم 06-07-2017 , 10:41 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: >> ماذا بعد رمضان ؟???

علاج الفتور في رمضان ~ مقطع سيجعلك تسارع الى الطاعات في هذا الشهر بإذن الله

https://www.youtube.com/watch?v=EFVMcsKif4U
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 PM