" حـريــصٌ عليـــــكم " ..
بسم الله الرحمـن الرحيـم
قال عز وجـل : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
في هذه الآيـة تتضح لنا أوصافا جليله وصف الله بها نبيّه محمد - صلى الله عليه وسلم - فمـن صـور حرصه عليه أفضل الصلاة والتسليم : * حرصـه على هدايـة النـاس :
كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار . رواه البخاري .
مع أنه غلام يهودي ، ولم يعد خادما للنبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه الحرص على هداية الخلق . * حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته يوم القيامة :
قال عليه الصلاة والسلام : إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض – ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء – فقال :
فيأتونني فأقول أنا لها ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول : يا رب أمتي أمتي ... الحديث . رواه البخاري ومسلم . * حرصه صلى الله عليه وسلم على عدم المشقـّة عليهم في التكاليف :
سواء في الصلاة أو الحج أو السنـن ..
* حرصه صلى الله عليه وسلم على شباب أمته : حدّث مالك بن الحويرث رضي الله عنه فقال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا - فظن أنا قد اشتقنا أهلنا ، فسألنا عن من تركنا من أهلنا ، فأخبرناه ، فقال : ارجعوا إلى أهليكم ، فأقيموا فيهم ، وعلموهم ، ومروهم . متفق عليه .
ولعلّ ما نشاهده من تطاول على نبينا - صلى الله عليه وسلم - لا يزيدنا إلا حبـا له وتقيدا بسنته في مواقف مشرّفه لم يستثني فيها أحدا نفسه بل أصبح المسلمون داخليا وخارجيا يدا واحده تصفع كل من تبع الهوى وأرداه الشيطـان وأغواه ..
اللهم صلّ وسلم على محمد ما ذكره الذاكرون , اللهم صلّ وسلم على محمد ما غفل عن ذكره الغافلون
والله الهادي إلى سواء السبيل .. (( جزى الله خيرا من نقله إلى مواقع أخرى )) |