فلنحذر سوء الظن والغيبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلنحذر سوء الظن والغيبة
==================
معظم أسباب الخلافات الأسرية بين الزوجين والأقارب والأرحام
والأصدقاء سوء الظن، المتمثل في الشكوك والإدعاء بمعرفة
مقاصد الآخرين، ومن ثم اتهامهم بكل قبيح من غير دليل ولا
برهان، وليس هــذا فحسب، بل تصديق كل ما يسمعون من ضعفاء
النفوس في نشر الفتنة بين الأسر والجماعات. يقول الحق سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
ومن أخطر مظاهر هــذه الفتنة نشر الشائعات بدون تثبت، وتفسير
المواقف والنيات، والغيبة والنميمة، ومن أسباب المشاكل الإجتماعية
سوء النية وخبث الطوية والحسد والكراهية، وتربية النشء على
مبادئ غير سليمة؛ في الحكم على الأشياء والمواضيع والناس،
والمؤدية للوقوع في الشبهات سواء عن قصد أو عن غير قصد دون
تبرير، وبالتالي الوقوع في الإثم والكذب والشبهات (كفى بالمرء
كذباً أن يحدث بكل ما سمع)، ولذلك ورد التحذير من الوقوع في
الشبهات (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، والمطلوب
معاملة الناس بالظاهر وإيكال السرائر إلى العلي القدير، فلا يعلم
الغيب إلا الله سبحانه وتعالى.
كما أن الغيبة والكلام في الناس في الحفلات والمناسبات الإجتماعية
عادة سيئة ففي الحديث الشريف في هــذا الشأن ورد في قصة
أبوبكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما مع الخادم: (روى
الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المختار من طريق حبان بن هلال
عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار، وكان مع أبي بكر
وعمر رضي الله عنهما رجل يخدمهما فناما فاستيقظا ولم يهيئ لهما
طعاماً فقالا إن هذا لنؤوم فأيقظاه فقالا له أئت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقل له إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يقرئانك السلام
ويستأدمانك، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنهما قد ائتدما) فجاءا فقالا
يا رسول الله بأي شيء ائتدمنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (بلحم
أخيكما والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين ثناياكما) فقالا رضي
الله عنهما استغفر لنا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: (مراه
فليستغفر لكما)).
ومن منا لا يعرف أبا بكرالصديق وعمرالفاروق من أصحاب سيد
البرية صلى الله عليه وسلم وهما مبشرين بالجنة، وأين نحن منهما؟!
اللهم إني أسألك أن تملأ قلبي حباً لك وخشية منك، وتصديقا لك، وإيمانا بك، وشوقا إليك يا ذا الجلال والإكرام، حبب إليَّ لقاءك، وأحبب لقائي، واجعل لي في لقائك الراحة والفرج والكرامة. اللهم ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقي وخذ بي سبيل الصالحين، وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم، ولا تردني في سوء وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
تقبلوا تحياتي |