إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-07-2017, 01:14 PM   #51
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

1 حينها تشرق الأرض(بنورربها)والملائكة لهم زجل بالتسبيح و التعظيم بمشهد مهيب جدا و موقف لم يتخيل الخلق عظمته و هيبته و صورته 102 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش:بُعد ما بين شحمة أذنه و عاتقه مسيرة 700 عام" 103 موقف مهول جدا حين تحيط الملائكة بالخلق ويأتي الجبار جل جلاله فيعلم الجميع بأن(الملك يومئذ الحق للرحمن و كان يوما على الكافرين عسيرا) 104 فتطرق الرؤوس وتخنس ويشفق كل واحد على نفسه ،وترعب الأنبياء وتخاف العلماء وتفزع الأولياء والشهداء من عذاب الله سبحانه 105 ويظهرللجميع أن الأمر كله للّه،ويتبرأ كل مدع من دعواه الباطلة، فلا يبقى من يدعى لنفسه معه شركا فى ربوبيته،أو إلاهيته،ولا من يدعى ذلك لغيره 106 فتوضع الأركان الرئيسية للنجاة و الفوز بندائين لأهل الموقفو يوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون) عن لاإله إلا الله 107 حينها (يبلس المجرمون) ويوقن الكافر والمشرك بالهلاك و الخسار و إذا رأى ما كان يعبده تبرأ منه و كفر به (و القوا إليهم القول إنكم لكاذبون) 108 النداء الثاني ماذا أجبتم المرسلين)عن محمد رسول الله ، و كل أمة ماذا أجابت رسولها ،و بماذا استقبلت دعوته وقبول رسالته و العمل بها 109 (و يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)ثم يكفرون بالسادة و الكبراء الذين أطاعوهم في مخالفة ما جاءت به الرسل. 110 هذا يتضمن قبول العمل بشرطيه الاخلاص و المتابعة مما يعني تبخر الكثير من الآمال التي قد يعقدها الكثير على أعمالهم بسبب الشرك و الرياء و البدع 111 بعد تقرير هذين الأصلين العظيمين تتضح الخطوط العريضة للنجاة والهلاك فينقل القرآن المشاعر التي يشعر بها الظالمون (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا) 112 ثم توضع النماذج لبيان شدة الحساب وهوله فتأمل هذه الصورة (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم )فيذهلون من شدة الموقف ويقولون(لا علم لنا) 113 قال الله يآدم:أخرج بعث النار من ولدك قال وما بعث؟قال من كل ألف 999،فذلك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترىالناس سكارى وماهم بسكارى 114 فيناديهم بصوت يسمعه من بعد ومن قرب،أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة،وواحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة 115 ولا ينبغي لأحد من أهل النار وواحد من أهل الجنة يطلبه حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنما نأتي الله عراة حفاة، قال بالحسنات والسيئات". 116 ويحكم الله تعالى بين البهائم ويقتص للجماء من القرناء ويفصل بين الوحش والطير، ثم يقول لهم: كونوا تراباً فتسوى بهم الأرض وحينئذ 117 (يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض)ويتمنى الكافر(يا ليتني كنت ترابا)ثم يؤتى بجهنم يوم القيامة يأكل بعضها بعضا يقودها 70 ألف ملك 118 (إذا رأتهم من مكان بعيد)الآية فإذا رأتهم زفرت زفرة فلا يبقى نبي ولا صديق إلا برك لركبتيه يقول: يا رب نفسي نفسي وتجثوا الأمم على ركبها 119 يكون الحساب على 3دواوين
ديوان لا يغفره الله أبدا -الشرك
ديوان لا يترك الله منه شيئا- مظالم العباد
ديوان لا يأبه الله به-ظلم العبد نفسه 120 ثم تتمايز الأمم ( و ترى كل أمة جاثية) على ركبها كل أمة تدعى إلى كتابها) فكل أمة معها رسولها و كتابها ثم تتطاير الصحف ليكون مع كل واحد كتابه 121 فتكثر الشهود يومئذ على ابن آدم من الرسول و كتابه المنزل معه و صحيفة أعماله و الأرض و الأرجل و الأيدي و الجلود إلا شهد له أو عليه يوم القيامة 122 (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد)ابن حجر:بكى رحمة لأمته لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم وعملهم قد لا يكون مستقيما فقد يفضى إلى تعذيبهم 123 فتذكربأنك مشهود عليك في كل أحوالك من فعلك ومقالك وأعظم الشهود عليك الذي لا تخفى عليه خافية (و كفى بالله شهيدا 124 حديث"لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" لأن اللعن من أبلغ الإساءة والشفاعة إحسان فالمسيء في هذه الدار باللعن سلبه الله الإحسان في للآخرة 125 سليمان بن راشد:لا يشهد أحد شهادة إلا شهد بها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد،ولا يمتدح عبدا في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد 126 ومصداق ذلك(ستكتب شهادتهم ويسألون)وفي البخاري"يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يارب فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته:هل بلغكم؟ 127 فيقولون:ما أتانا من نذير،فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ، فذلك قوله(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس 128 ثم ينادي كل إنسان باسمه واحدا واحدا ويسألون واحدا واحدا، وتعرض أعمالهم على رب العزة جل جلاله قليلها وكثيرها حسنها وقبيحها لا يغيب شئ 129 وتكون المحاسبة بمشهد من النبيين وغيرهم(وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق)وقال(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) 130 و في الحديث "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أبلاه" 131 سئل نبينا:أيتكررعلينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟قال نعم ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه قال الزبير:والله إن الأمر لشديد 132 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة -يعنى من النعيم-أن يقال له ألم نصح جسمك ونرويك من الماء البارد 133 هذه الأمة أول من تحاسب " نحن الآخرون من أهل الدنيا ، الأولون يوم القيأمة،المقضى لهم قبل الخلائق " رواه مسلم 134 أول من يعذب ثلاث: رجل قاتل حتى قتل ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن ورجل آتاه الله مالا فتسعر بهم النار جميعا بسبب الرياء فهي لم تكن خالصة 135 في هذه البداية شدة و هول لمن يرى مصير هؤلاء الذين كانوا يُحسن الظن بهم ،وأن أعمال العباد ستتعرض لتمحيص دقيق لا يكاد يسلم منه أحد 136 (فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب..) قال القرطبي :فدل على أن المحاسبة تكون عند إتيان الكتب،لأن الناس إذا بعثوا لا يكونوا ذاكرين لأعمالهم. 137 (لا تخفى منكم خافية)لأن المقام يقتضي إفشاء الحال وإقامة الحجة والمبالغة في العدل و كمال العلم { يوم تبلى السرائر } 138 خص أصحاب اليمين بقراءة كتبهم(يقرءون كتابهم) لفرحهم بها بخلاف الآخر الذي يأخذه الحياء وحبسة اللسان والتتعتع، والعجز فكأن قراءتهم كلا قراءة 139 أما أصحاب اليمين فأمرهم على عكس ذلك،فيقرؤن كتابهم أحسن قراءة وأبينها،ولا يقنعون بقراءتهم وحدهم حتى يقولوا لأهل المحشر(هاؤم أقرأواكتابيه) 140 (فسوف يحاسب حسابا يسيراً)سهلا هينا،وهذا هو العرض أن يقال له:فعلت كذا وفعلت كذا،ثم يقال له:سترتها عليك في الدنيا،وأنا أغفرها لك اليوم 141 قال هلال بن سعد:إن الله يغفر الذنوب ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيامة وإن تاب منها"و ذلك ليعلم فضل الله عليه 142 قوله عليه الصلاة و السلام "من نوقش الحساب عذب"والمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة 143 والذي يظهر أن الصحف تنشر دفعة واحدة للطائع والعاصي والكافر،فيسر المؤمن سرورا كاملا وإن كان عاصيا فرح أن مآله للجنة ونشر الكتب من أشد المواقف 144 و قد يُبهم الأمر عليه حينئذ ،فيفرح لظنه النجاة ،فإن مرَّ على الصراط زلت قدمه لمكان معاصيه ،فينفذ فيه الوعيد ،ثم يخرج بالشفاعة 145 و يؤتى الكافر كتابه بشماله من وراء ظهره، تُثنى يده إلى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك ( فيدعوا ثبورا و يصلى سعيرا ) 146 الحساب 4 أقسام من لا حساب عليهم ومن يحاسب يسيرا،ومن يناقش ويعذب ثم ينجو بالشفاعة من عصاة المؤمنين،من يناقش ويخلد في العذاب وهم الكفرة 147 أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة ،وأول ما يقضى بين الناس في الدماء ، لأن ذاك في حق الحق ،وذا في حق الخلق 148 لم يوجب الله شيئا من الفرائض غالبا إلا وجعل له من جنسه نافلة حتى إذا قام العبد بذلك الواجب وفيه خلل، كان له ما يجبره من النافلة فاحرص عليها 149 يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال و معاذير ،وأما الثالثة فآخذ كتابه بيمينه وآخذ بشماله " رواه الترمذي 150 فالجدال لأهل الأهواء يجادلون لأنهم لا يعرفون ربهم فيظنون أنهم إذا جادلوه نجوا وقامت حجتهم(فيحلفون له كما يحلفون لكم)(ذلكم ظنكم بربكم ...)
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #51  
قديم 12-07-2017 , 01:14 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

1 حينها تشرق الأرض(بنورربها)والملائكة لهم زجل بالتسبيح و التعظيم بمشهد مهيب جدا و موقف لم يتخيل الخلق عظمته و هيبته و صورته 102 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش:بُعد ما بين شحمة أذنه و عاتقه مسيرة 700 عام" 103 موقف مهول جدا حين تحيط الملائكة بالخلق ويأتي الجبار جل جلاله فيعلم الجميع بأن(الملك يومئذ الحق للرحمن و كان يوما على الكافرين عسيرا) 104 فتطرق الرؤوس وتخنس ويشفق كل واحد على نفسه ،وترعب الأنبياء وتخاف العلماء وتفزع الأولياء والشهداء من عذاب الله سبحانه 105 ويظهرللجميع أن الأمر كله للّه،ويتبرأ كل مدع من دعواه الباطلة، فلا يبقى من يدعى لنفسه معه شركا فى ربوبيته،أو إلاهيته،ولا من يدعى ذلك لغيره 106 فتوضع الأركان الرئيسية للنجاة و الفوز بندائين لأهل الموقفو يوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون) عن لاإله إلا الله 107 حينها (يبلس المجرمون) ويوقن الكافر والمشرك بالهلاك و الخسار و إذا رأى ما كان يعبده تبرأ منه و كفر به (و القوا إليهم القول إنكم لكاذبون) 108 النداء الثاني ماذا أجبتم المرسلين)عن محمد رسول الله ، و كل أمة ماذا أجابت رسولها ،و بماذا استقبلت دعوته وقبول رسالته و العمل بها 109 (و يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)ثم يكفرون بالسادة و الكبراء الذين أطاعوهم في مخالفة ما جاءت به الرسل. 110 هذا يتضمن قبول العمل بشرطيه الاخلاص و المتابعة مما يعني تبخر الكثير من الآمال التي قد يعقدها الكثير على أعمالهم بسبب الشرك و الرياء و البدع 111 بعد تقرير هذين الأصلين العظيمين تتضح الخطوط العريضة للنجاة والهلاك فينقل القرآن المشاعر التي يشعر بها الظالمون (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا) 112 ثم توضع النماذج لبيان شدة الحساب وهوله فتأمل هذه الصورة (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم )فيذهلون من شدة الموقف ويقولون(لا علم لنا) 113 قال الله يآدم:أخرج بعث النار من ولدك قال وما بعث؟قال من كل ألف 999،فذلك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترىالناس سكارى وماهم بسكارى 114 فيناديهم بصوت يسمعه من بعد ومن قرب،أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة،وواحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة 115 ولا ينبغي لأحد من أهل النار وواحد من أهل الجنة يطلبه حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنما نأتي الله عراة حفاة، قال بالحسنات والسيئات". 116 ويحكم الله تعالى بين البهائم ويقتص للجماء من القرناء ويفصل بين الوحش والطير، ثم يقول لهم: كونوا تراباً فتسوى بهم الأرض وحينئذ 117 (يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض)ويتمنى الكافر(يا ليتني كنت ترابا)ثم يؤتى بجهنم يوم القيامة يأكل بعضها بعضا يقودها 70 ألف ملك 118 (إذا رأتهم من مكان بعيد)الآية فإذا رأتهم زفرت زفرة فلا يبقى نبي ولا صديق إلا برك لركبتيه يقول: يا رب نفسي نفسي وتجثوا الأمم على ركبها 119 يكون الحساب على 3دواوين
ديوان لا يغفره الله أبدا -الشرك
ديوان لا يترك الله منه شيئا- مظالم العباد
ديوان لا يأبه الله به-ظلم العبد نفسه 120 ثم تتمايز الأمم ( و ترى كل أمة جاثية) على ركبها كل أمة تدعى إلى كتابها) فكل أمة معها رسولها و كتابها ثم تتطاير الصحف ليكون مع كل واحد كتابه 121 فتكثر الشهود يومئذ على ابن آدم من الرسول و كتابه المنزل معه و صحيفة أعماله و الأرض و الأرجل و الأيدي و الجلود إلا شهد له أو عليه يوم القيامة 122 (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد)ابن حجر:بكى رحمة لأمته لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم وعملهم قد لا يكون مستقيما فقد يفضى إلى تعذيبهم 123 فتذكربأنك مشهود عليك في كل أحوالك من فعلك ومقالك وأعظم الشهود عليك الذي لا تخفى عليه خافية (و كفى بالله شهيدا 124 حديث"لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" لأن اللعن من أبلغ الإساءة والشفاعة إحسان فالمسيء في هذه الدار باللعن سلبه الله الإحسان في للآخرة 125 سليمان بن راشد:لا يشهد أحد شهادة إلا شهد بها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد،ولا يمتدح عبدا في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد 126 ومصداق ذلك(ستكتب شهادتهم ويسألون)وفي البخاري"يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يارب فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته:هل بلغكم؟ 127 فيقولون:ما أتانا من نذير،فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ، فذلك قوله(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس 128 ثم ينادي كل إنسان باسمه واحدا واحدا ويسألون واحدا واحدا، وتعرض أعمالهم على رب العزة جل جلاله قليلها وكثيرها حسنها وقبيحها لا يغيب شئ 129 وتكون المحاسبة بمشهد من النبيين وغيرهم(وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق)وقال(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) 130 و في الحديث "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أبلاه" 131 سئل نبينا:أيتكررعلينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟قال نعم ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه قال الزبير:والله إن الأمر لشديد 132 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة -يعنى من النعيم-أن يقال له ألم نصح جسمك ونرويك من الماء البارد 133 هذه الأمة أول من تحاسب " نحن الآخرون من أهل الدنيا ، الأولون يوم القيأمة،المقضى لهم قبل الخلائق " رواه مسلم 134 أول من يعذب ثلاث: رجل قاتل حتى قتل ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن ورجل آتاه الله مالا فتسعر بهم النار جميعا بسبب الرياء فهي لم تكن خالصة 135 في هذه البداية شدة و هول لمن يرى مصير هؤلاء الذين كانوا يُحسن الظن بهم ،وأن أعمال العباد ستتعرض لتمحيص دقيق لا يكاد يسلم منه أحد 136 (فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب..) قال القرطبي :فدل على أن المحاسبة تكون عند إتيان الكتب،لأن الناس إذا بعثوا لا يكونوا ذاكرين لأعمالهم. 137 (لا تخفى منكم خافية)لأن المقام يقتضي إفشاء الحال وإقامة الحجة والمبالغة في العدل و كمال العلم { يوم تبلى السرائر } 138 خص أصحاب اليمين بقراءة كتبهم(يقرءون كتابهم) لفرحهم بها بخلاف الآخر الذي يأخذه الحياء وحبسة اللسان والتتعتع، والعجز فكأن قراءتهم كلا قراءة 139 أما أصحاب اليمين فأمرهم على عكس ذلك،فيقرؤن كتابهم أحسن قراءة وأبينها،ولا يقنعون بقراءتهم وحدهم حتى يقولوا لأهل المحشر(هاؤم أقرأواكتابيه) 140 (فسوف يحاسب حسابا يسيراً)سهلا هينا،وهذا هو العرض أن يقال له:فعلت كذا وفعلت كذا،ثم يقال له:سترتها عليك في الدنيا،وأنا أغفرها لك اليوم 141 قال هلال بن سعد:إن الله يغفر الذنوب ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيامة وإن تاب منها"و ذلك ليعلم فضل الله عليه 142 قوله عليه الصلاة و السلام "من نوقش الحساب عذب"والمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة 143 والذي يظهر أن الصحف تنشر دفعة واحدة للطائع والعاصي والكافر،فيسر المؤمن سرورا كاملا وإن كان عاصيا فرح أن مآله للجنة ونشر الكتب من أشد المواقف 144 و قد يُبهم الأمر عليه حينئذ ،فيفرح لظنه النجاة ،فإن مرَّ على الصراط زلت قدمه لمكان معاصيه ،فينفذ فيه الوعيد ،ثم يخرج بالشفاعة 145 و يؤتى الكافر كتابه بشماله من وراء ظهره، تُثنى يده إلى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك ( فيدعوا ثبورا و يصلى سعيرا ) 146 الحساب 4 أقسام من لا حساب عليهم ومن يحاسب يسيرا،ومن يناقش ويعذب ثم ينجو بالشفاعة من عصاة المؤمنين،من يناقش ويخلد في العذاب وهم الكفرة 147 أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة ،وأول ما يقضى بين الناس في الدماء ، لأن ذاك في حق الحق ،وذا في حق الخلق 148 لم يوجب الله شيئا من الفرائض غالبا إلا وجعل له من جنسه نافلة حتى إذا قام العبد بذلك الواجب وفيه خلل، كان له ما يجبره من النافلة فاحرص عليها 149 يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال و معاذير ،وأما الثالثة فآخذ كتابه بيمينه وآخذ بشماله " رواه الترمذي 150 فالجدال لأهل الأهواء يجادلون لأنهم لا يعرفون ربهم فيظنون أنهم إذا جادلوه نجوا وقامت حجتهم(فيحلفون له كما يحلفون لكم)(ذلكم ظنكم بربكم ...)
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:15 PM   #52
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

151 فيختم الله على فيه وتنطق جوارحه التي لم تكن ناطقة في الدنيا تشهد عليه(اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيدهم..)(وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا 152 والمعاذير لله تعالى يعتذر الكريم ويقيم حجته عليهم (و شهدوا على أنفسهم أنهم كافرين)ثم يبعثهم إلى النار"لا أحد أحب إليه العذر من الله"البخاري 153 ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا،وسخرت لك الأنعام، والحرث وترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول:لا فيقول: اليوم أنساك كما نسيتني 154 والعرضة الثالثة للمؤمنين وهو العرض الأكبر يخلو بهم فيعاتبهم في تلك الخلوات و يقررهم بذنوبهم ثم يغفر لهم ويرضى عنهم 155 إن الله يدني المؤمن يوم القيامة حتى يلقي عليه كنفه ويقول:فعلت كذا وكذايوم كذا،فيقول:نعم فيقول:أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم 156 وفي الصحيحين أيضا " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أيسر منه فلا يرى.. 157 قال القرطبي : فمن استحى من الله في الدنيا مما يصنع استحى الله عن سؤاله في القيامة ولم يجمع عليه حياءين كما لم يجمع عليه خوفين 158 [من ستر على مسلم عورته، ستر الله عورته يوم القيامة] ، قال أبو حامد الغزالي : فهذا إنما يرجوه عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم 159 واحتمل تقصيرهم في حقه ولم يحرك لسانه بذكر مساوئ الناس ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، فهذا جدير بأن يجازى بمثله في القيامة. 160 كما أن الإعسارمن أعظم كرب الدنيا بل هوأعظمها فجوزي من نفس عن أحد من المعسرين بتفريج أعظم كرب الآخرة وهو هول الموقف وشدائده 161 الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم قال"كان تاجر يداين الناس،فإذارأى معسرا،قال لصبيانه:تجاوزوا عنه،لعل الله أن يتجاوزعنا،فتجاوز الله عنه 162 أما مظالم العباد فالقصاص،قال الثوري:إنك أن تلقى الله عز وجل ب 70 ذنبا فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد 163 في البخاري"من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارا ولادرهم إن كان له عمل صالح أخذه منه بقدر مظلمته 164 وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" "إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاةويأتي قد شئتم هذا وقذف هذا 165 وأكل هذا وسفك دم هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل انقضاء ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"مسلم 166 قال الربيع بن خيثم:إن أهل الدَين في الآخرة أشد تقاضيا له منكم في الدنيا"قال ابن مسعود:يؤخذ بيد العبد أوالأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين 167 ثم ينادي مناد:هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة بأن يكون لها الحق على ابنها أو أختها أو أبيها أو على زوجها. 168 ما من أمير عشيرة إلا يؤتى يوم القيامة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه"وعيد لمن ضيع من استرعاه أوخانه أوظلمه بالمطالبة بمظالم العباد 169 "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا"وإنما حسابه لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله 170 ثم يرد المظالم إلى أهلها حبة حبة، ويستحل كل من تعرض له بلسانه ويده ،حتى يموت ولم يبق عليه فريضة ولا مظلمة، فهذا حري أن يدخل الجنة بغير حساب 171 وإذا انقضى الحساب تبين له و ما عليه من السيئات و الحسنات حيث أخذوا حقهم من حسناته و أخذ من حسناتهم و استبعد أي عمل لم يتوفربه شرطا القبول 172 يكون الميزان بعد الحساب لتوزن سيئاته وحسناته التي صفت له أيهما يرجح و من ثم يحدد المصير بعد الميزان إما إلى جنة أو نار 173 ابن مسعود"من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة،ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار،ومن استوت له كان من أصحاب الأعراف 174 فالميزان دقيق يخف أو يثقل بمثقال حبة(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" 175 "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرؤوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) رواه البخاري. 176 حديث البطاقة"فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء»من فوائده كيفية الميزان ووزن الأعمال 177 وأما الكفار، فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، ، ولكن تعد أعمالهم وتحصى، فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها 178 فالهدف من حساب الكفار عرض أعمالهم عليهم وتوبيخهم عليها فكان الحساب لبيان مراتب العذاب لا لأجل دخولهم الجنة . 179 فبعض الكفار أشد عذابا من بعض لكثرة سيئاته وقلة حسناته قال ابن تيمية:ومن كان له حسنات خفف عنه العذاب كما أن أبا طالب أخف عذابا من أبي لهب . 180 قال عليه الصلاة و السلام: «ما شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن» و صاحبه أحب الناس إلى الله وأقربهم من النبيين مجلساً 181 فالميزان يعتبر من أشد المواقف قالت عائشة:هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال: أما في3 مواطن فلا يذكر أحد أحداعند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه 182 أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله من وراء ظهره،وعند الصراط إذا وضع على ظهر جهنم حتى يجوز" 183 بعد الميزان يتحدد المصير و يعرف كل إنسان ما له أو عليه فإما الجنة أو النار ثم مآله إلى الجنة إن كان موحدا أو الخلود الأبدي السرمدي للكافرين 184 فيؤذن:لتتبع كل أمة ما كانت تعبد،فمن كان يعبد الشمس يتبعها وم كان يعبد الطواغيت،فيتساقطون في النار فورودهم للناردخولهم فيها قال الله عن فرعون 185 (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)و قال(إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون*لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها و كل فيها خالدون) 186 و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيقال لهم:ماذا تنتظرون؟لتتبع كل أمة ما تعبد،قالوا:يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا افقر ما كنا إليهم فيقول: 187 أنا ربكم فيقولون:نعوذ بالله منك!لا نشرك بالله شيئا فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون نعم،فيكشف عن ساقه فيسجدون إلا من 188 كان يسجد رياءفلا يستطيع!تأمل التصاق المنافقين بالمؤمنين قال سليم بن عامر:ما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور،ويميز الله بين المؤمن والمنافق 189 فيضرب الصراط على متن جهنم و يعطى المؤمن والمنافق نورا للعبور فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين فقالوا(انظرونا نقتبس من نوركم) 190 ثم يضرب السور ليحجز بين المؤمنين و المنافقين فإذا دخل المؤمنون واستكملوا أغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة 191 قال مجاهد:كان المنافقون مع المؤمنين أحياء وأمواتا، ويعطون النور جميعا يوم القيامة،ويطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور،ويمايز بينهم حينئذ. 192 والجسردحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم 193 فقوله"دحض مزلة " هما بمعنى واحد وهو الموضع الذي تزل فيه الاقدام ولا تستقر أما الكلاليب فهي حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم وترسل في التنور 194 واما الحسك فهو شوك صلب من حديد وأما السعدان فبفتح السين واسكان العين وهو نبت له شوكة عظيمة و الجسر أدق من الشعرة و أحد من السيف 195 ابن مسعود{نورهم يسعى بين أيديهم.. }قال:على قدر أعمالهم يمرون على الصراط،منهم من نوره مثل الجبل وأدناهم من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ أخرى 196 ابن عباس:ليس أحد من أهل التوحيد إلا يعطى نورا يوم القيامة،فأما المنافق فيطفأ نوره، فيشفق المؤمن من ذلك و يقول (ربنا أتمم لنا نورنا) 197 فمرورهم على الصراط بحسب ما معهم من النور،و النور بحسب أعمالهم،فمنهم من يضئ له نوره ومنهم من يطفأ ويضيئ ومنهم من يطفأ بالكلية وهم المنافقون 198 ثم قسمهم إلى 3 أقسام:
قسم يسلم فلا يناله شئ أصلا
وقسم يخدش ثم يسلم
وقسم يكردس فيسقط في جهنم 199 و من هول الموقف لا يتكلم أحد حينئذ إلا الرسل و الملائكة و شعارهم "اللهم سلم سلم"و الأمانة و الرحم تطالبان بحقهما 200 كما في صحيح مسلم(فتقومان جنبتى الصراط )أي جانباه وذلك لعظم أمرهما وكبر موقعهما فتقومان بمطالبة كل من يريد الجواز بحقهما 201 فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها،قد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال،والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال 202 فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق تصرخ و تخطف للجحيم فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، ومجاز ما أضيقه فاللهم
سلم 203 وهناك من يمر على الصراط و هو لا يسمع حسيس جهنم و لا يرى لهيبها و هم عنها مبعدون فهنيئاً لهم 204 أما الكافر والمنافق فلا يستضيء بنور المؤمن ، كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من }. 205 بكى ابن رواحة فبكت امرأته فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بكيت حين رأيتك تبكي.فقال عبد الله: إني علمت أني وارد النار فما أدري أناج منها أم لا؟ 206 فإذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لمظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة 207 قال القرطبي:علم الله أن القصاص لا يستنفذ حسناتهم ا.هـ فلا تمنعهم هذه المظالم من دخول الجنة و هي مظالم بين المؤمنين خاصة 208 كما أن القصاص قد يبقى معه شيئا في النفوس لا حيلة له في تطهيره حتى إذا هذبوا ونقوا باطناوظاهراأذن لهم في دخول الجنة(ونزعنا ما في صدورهم من غل 209 فإذا خلص المؤمنون من الصراط تذكروا إخوانهم الذين سقطوا في النار "فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله تعالى في استقصاء الحق . 210 من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون"ربنا كانوا يصومون و يصلون و يحجون فيقال لهم :أخرجوا من عرفتم"مسلم . 211 فإذا خرج الموحدون من النار بالشفاعة بعد مكوثهم فيها ما شاء الله وأستقر أهل الجنة والنار فيهما ذبح الموت بينهما ونودي أهلهما"خلود بلاموت". 212 و من البشائر أن ما يحصل للمؤمن في الدنيا و البرزخ و القيامة من الألم و الأهوال و العذاب من المكفرات التي يكفر الله بها خطاياه لأن التكليف لا ينقطع إلا بدخول الجنة و النار . 213 و منها أيضا قال ابن حجر و وقع في حديث أبي سعيد عند احمد انه يخفف الوقوف عن المؤمن حتى يكون كصلاة مكتوبة وسنده حسن . 214 خطب عمر بن عبدالعزيز و في آخرالخطبة قال: إما إلى جنة و إما إلى نار، إن كنا مصدقين إنا لحمقى ، و إن كنا مكذبين إنا لحمقى، ثم نزل. 215 تمت بحمد الله و فضله و منته فله الحمد أولاً و آخرا و ظاهرا و باطنا.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #52  
قديم 12-07-2017 , 01:15 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

151 فيختم الله على فيه وتنطق جوارحه التي لم تكن ناطقة في الدنيا تشهد عليه(اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيدهم..)(وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا 152 والمعاذير لله تعالى يعتذر الكريم ويقيم حجته عليهم (و شهدوا على أنفسهم أنهم كافرين)ثم يبعثهم إلى النار"لا أحد أحب إليه العذر من الله"البخاري 153 ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا،وسخرت لك الأنعام، والحرث وترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول:لا فيقول: اليوم أنساك كما نسيتني 154 والعرضة الثالثة للمؤمنين وهو العرض الأكبر يخلو بهم فيعاتبهم في تلك الخلوات و يقررهم بذنوبهم ثم يغفر لهم ويرضى عنهم 155 إن الله يدني المؤمن يوم القيامة حتى يلقي عليه كنفه ويقول:فعلت كذا وكذايوم كذا،فيقول:نعم فيقول:أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم 156 وفي الصحيحين أيضا " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أيسر منه فلا يرى.. 157 قال القرطبي : فمن استحى من الله في الدنيا مما يصنع استحى الله عن سؤاله في القيامة ولم يجمع عليه حياءين كما لم يجمع عليه خوفين 158 [من ستر على مسلم عورته، ستر الله عورته يوم القيامة] ، قال أبو حامد الغزالي : فهذا إنما يرجوه عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم 159 واحتمل تقصيرهم في حقه ولم يحرك لسانه بذكر مساوئ الناس ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، فهذا جدير بأن يجازى بمثله في القيامة. 160 كما أن الإعسارمن أعظم كرب الدنيا بل هوأعظمها فجوزي من نفس عن أحد من المعسرين بتفريج أعظم كرب الآخرة وهو هول الموقف وشدائده 161 الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم قال"كان تاجر يداين الناس،فإذارأى معسرا،قال لصبيانه:تجاوزوا عنه،لعل الله أن يتجاوزعنا،فتجاوز الله عنه 162 أما مظالم العباد فالقصاص،قال الثوري:إنك أن تلقى الله عز وجل ب 70 ذنبا فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد 163 في البخاري"من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارا ولادرهم إن كان له عمل صالح أخذه منه بقدر مظلمته 164 وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" "إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاةويأتي قد شئتم هذا وقذف هذا 165 وأكل هذا وسفك دم هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل انقضاء ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"مسلم 166 قال الربيع بن خيثم:إن أهل الدَين في الآخرة أشد تقاضيا له منكم في الدنيا"قال ابن مسعود:يؤخذ بيد العبد أوالأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين 167 ثم ينادي مناد:هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة بأن يكون لها الحق على ابنها أو أختها أو أبيها أو على زوجها. 168 ما من أمير عشيرة إلا يؤتى يوم القيامة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه"وعيد لمن ضيع من استرعاه أوخانه أوظلمه بالمطالبة بمظالم العباد 169 "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا"وإنما حسابه لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله 170 ثم يرد المظالم إلى أهلها حبة حبة، ويستحل كل من تعرض له بلسانه ويده ،حتى يموت ولم يبق عليه فريضة ولا مظلمة، فهذا حري أن يدخل الجنة بغير حساب 171 وإذا انقضى الحساب تبين له و ما عليه من السيئات و الحسنات حيث أخذوا حقهم من حسناته و أخذ من حسناتهم و استبعد أي عمل لم يتوفربه شرطا القبول 172 يكون الميزان بعد الحساب لتوزن سيئاته وحسناته التي صفت له أيهما يرجح و من ثم يحدد المصير بعد الميزان إما إلى جنة أو نار 173 ابن مسعود"من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة،ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار،ومن استوت له كان من أصحاب الأعراف 174 فالميزان دقيق يخف أو يثقل بمثقال حبة(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" 175 "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرؤوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) رواه البخاري. 176 حديث البطاقة"فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء»من فوائده كيفية الميزان ووزن الأعمال 177 وأما الكفار، فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، ، ولكن تعد أعمالهم وتحصى، فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها 178 فالهدف من حساب الكفار عرض أعمالهم عليهم وتوبيخهم عليها فكان الحساب لبيان مراتب العذاب لا لأجل دخولهم الجنة . 179 فبعض الكفار أشد عذابا من بعض لكثرة سيئاته وقلة حسناته قال ابن تيمية:ومن كان له حسنات خفف عنه العذاب كما أن أبا طالب أخف عذابا من أبي لهب . 180 قال عليه الصلاة و السلام: «ما شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن» و صاحبه أحب الناس إلى الله وأقربهم من النبيين مجلساً 181 فالميزان يعتبر من أشد المواقف قالت عائشة:هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال: أما في3 مواطن فلا يذكر أحد أحداعند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه 182 أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله من وراء ظهره،وعند الصراط إذا وضع على ظهر جهنم حتى يجوز" 183 بعد الميزان يتحدد المصير و يعرف كل إنسان ما له أو عليه فإما الجنة أو النار ثم مآله إلى الجنة إن كان موحدا أو الخلود الأبدي السرمدي للكافرين 184 فيؤذن:لتتبع كل أمة ما كانت تعبد،فمن كان يعبد الشمس يتبعها وم كان يعبد الطواغيت،فيتساقطون في النار فورودهم للناردخولهم فيها قال الله عن فرعون 185 (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)و قال(إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون*لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها و كل فيها خالدون) 186 و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيقال لهم:ماذا تنتظرون؟لتتبع كل أمة ما تعبد،قالوا:يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا افقر ما كنا إليهم فيقول: 187 أنا ربكم فيقولون:نعوذ بالله منك!لا نشرك بالله شيئا فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون نعم،فيكشف عن ساقه فيسجدون إلا من 188 كان يسجد رياءفلا يستطيع!تأمل التصاق المنافقين بالمؤمنين قال سليم بن عامر:ما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور،ويميز الله بين المؤمن والمنافق 189 فيضرب الصراط على متن جهنم و يعطى المؤمن والمنافق نورا للعبور فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين فقالوا(انظرونا نقتبس من نوركم) 190 ثم يضرب السور ليحجز بين المؤمنين و المنافقين فإذا دخل المؤمنون واستكملوا أغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة 191 قال مجاهد:كان المنافقون مع المؤمنين أحياء وأمواتا، ويعطون النور جميعا يوم القيامة،ويطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور،ويمايز بينهم حينئذ. 192 والجسردحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم 193 فقوله"دحض مزلة " هما بمعنى واحد وهو الموضع الذي تزل فيه الاقدام ولا تستقر أما الكلاليب فهي حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم وترسل في التنور 194 واما الحسك فهو شوك صلب من حديد وأما السعدان فبفتح السين واسكان العين وهو نبت له شوكة عظيمة و الجسر أدق من الشعرة و أحد من السيف 195 ابن مسعود{نورهم يسعى بين أيديهم.. }قال:على قدر أعمالهم يمرون على الصراط،منهم من نوره مثل الجبل وأدناهم من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ أخرى 196 ابن عباس:ليس أحد من أهل التوحيد إلا يعطى نورا يوم القيامة،فأما المنافق فيطفأ نوره، فيشفق المؤمن من ذلك و يقول (ربنا أتمم لنا نورنا) 197 فمرورهم على الصراط بحسب ما معهم من النور،و النور بحسب أعمالهم،فمنهم من يضئ له نوره ومنهم من يطفأ ويضيئ ومنهم من يطفأ بالكلية وهم المنافقون 198 ثم قسمهم إلى 3 أقسام:
قسم يسلم فلا يناله شئ أصلا
وقسم يخدش ثم يسلم
وقسم يكردس فيسقط في جهنم 199 و من هول الموقف لا يتكلم أحد حينئذ إلا الرسل و الملائكة و شعارهم "اللهم سلم سلم"و الأمانة و الرحم تطالبان بحقهما 200 كما في صحيح مسلم(فتقومان جنبتى الصراط )أي جانباه وذلك لعظم أمرهما وكبر موقعهما فتقومان بمطالبة كل من يريد الجواز بحقهما 201 فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها،قد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال،والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال 202 فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق تصرخ و تخطف للجحيم فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، ومجاز ما أضيقه فاللهم
سلم 203 وهناك من يمر على الصراط و هو لا يسمع حسيس جهنم و لا يرى لهيبها و هم عنها مبعدون فهنيئاً لهم 204 أما الكافر والمنافق فلا يستضيء بنور المؤمن ، كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من }. 205 بكى ابن رواحة فبكت امرأته فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بكيت حين رأيتك تبكي.فقال عبد الله: إني علمت أني وارد النار فما أدري أناج منها أم لا؟ 206 فإذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لمظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة 207 قال القرطبي:علم الله أن القصاص لا يستنفذ حسناتهم ا.هـ فلا تمنعهم هذه المظالم من دخول الجنة و هي مظالم بين المؤمنين خاصة 208 كما أن القصاص قد يبقى معه شيئا في النفوس لا حيلة له في تطهيره حتى إذا هذبوا ونقوا باطناوظاهراأذن لهم في دخول الجنة(ونزعنا ما في صدورهم من غل 209 فإذا خلص المؤمنون من الصراط تذكروا إخوانهم الذين سقطوا في النار "فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله تعالى في استقصاء الحق . 210 من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون"ربنا كانوا يصومون و يصلون و يحجون فيقال لهم :أخرجوا من عرفتم"مسلم . 211 فإذا خرج الموحدون من النار بالشفاعة بعد مكوثهم فيها ما شاء الله وأستقر أهل الجنة والنار فيهما ذبح الموت بينهما ونودي أهلهما"خلود بلاموت". 212 و من البشائر أن ما يحصل للمؤمن في الدنيا و البرزخ و القيامة من الألم و الأهوال و العذاب من المكفرات التي يكفر الله بها خطاياه لأن التكليف لا ينقطع إلا بدخول الجنة و النار . 213 و منها أيضا قال ابن حجر و وقع في حديث أبي سعيد عند احمد انه يخفف الوقوف عن المؤمن حتى يكون كصلاة مكتوبة وسنده حسن . 214 خطب عمر بن عبدالعزيز و في آخرالخطبة قال: إما إلى جنة و إما إلى نار، إن كنا مصدقين إنا لحمقى ، و إن كنا مكذبين إنا لحمقى، ثم نزل. 215 تمت بحمد الله و فضله و منته فله الحمد أولاً و آخرا و ظاهرا و باطنا.
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:17 PM   #53
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

معنى العبد
س: ما معنى العبد ?
ج: العبد إن أريد به المعبد أي المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر وغير ذلك الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ,ولكل منها رسم يقف عليه وحد ينتهي إليه وكل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة( ذلك تقدير العزيز العليم )تدبير العدل الحكيم, وإن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين هم عباده المكرمون, وأولياؤه المتقون, الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
تعريف العبادة
س: ماهي العبادة ?
ج: العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده.
متى يكون العمل عبادة
س: متى يكون العمل عبادة ?
ج: إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل قال الله تعالى( والذين آمنوا أشد حبا لله )وقال تعالى( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ).
علامة محبة العبد ربه عز وجل
س: ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ?
ج: علامة ذلك: أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه ;ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه.
كيفية معرفة العباد ما يحبه الله ويرضاه
س: بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ?
ج: عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب آمرا بما يحبه الله ويرضاه ناهيا عما يكرهه ويأباه وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة, وظهرت حكمته البالغة قال الله تعالى( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقال تعالى( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
شروط العبادة
س: كم شروط العبادة ?
ج: ثلاثة: الأول: صدق العزيمة وهو شرط في وجودها ,والثاني :إخلاص النية ,والثالث :موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ,وهما شرطان في قبولها.
صدق العزيمة
س:ما هو صدق العزيمة ?
ج: هو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
معنى إخلاص النية
س: ما معنى إخلاص النية ?
ج: هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة وإلباطنة ابتغاء وجه الله تعالى قال الله عز وجل( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )وقال تعالى( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )وقال تعالى ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )وقال تعالى( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )وغيرها من الآيات.
الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به
س: ماهو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ?
ج: هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام قال الله تبارك وتعالى( إن الدين عند الله الإسلام )وقال تعالى( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها )وقال تعالى( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )وقال تعالى( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )وقال تعالى( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )وغيرها من الآيات.
مراتب دين الإسلام
س: كم مراتب دين الإسلام ?
ج: هو ثلاث مراتب الإسلام والإيمان والإحسان وكل واحد منها إذا أطلق شمل الدين كله.
معنى الإسلام
س: ما معنى الإسلام ?
ج: معناه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك قال الله تعالى( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله )وقال تعالى( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )وقال تعالى( فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ).
الدليل على شمول الإسلام الدين كله عند الإطلاق
س: ما الدليل على شموله الدين كله عند الإطلاق ?
ج: قال الله تعالى( إن الدين عند الله الإسلام )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ )وقال صلى الله عليه وسلم( أفضل الإسلام إيمان بالله )وغير ذلك كثير.
تعريف الإسلام بالأركان الخمسة
س: ما الدليل على تعريفه بالأركان الخمسة عند التفصيل ?
ج: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل إياه عن الدين( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا )وقوله صلى الله عليه وسلم( بني الإسلام على خمس )فذكر هذه غير أنه قدم الحج على صوم رمضان وكلاهما في الصحيحين.
محل الشهادتين من الدين
س: ما محل الشهادتين من الدين ?
ج: لا يدخل العبد في الدين إلا بهما قال الله تعالى( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله )الحديث وغير ذلك كثير.
دليل شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ?
ج: قول الله تعالى( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )وقوله تعالى( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) وقوله تعالى( وما من إله إلا الله )وقوله تعالى( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ) الآيات وقوله تعالى( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا )الآيات وغيرها.
معنى شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ?
ج: معناها: نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه قال الله تعالى( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ).
شروط شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله التي لا تنفع قائلها إلا باجتماعها فيه ?
ج: شروطها سبعة:
الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا
والثاني: استيقان القلب بها
الثالث: الانقياد لها ظاهرا وباطنا
الرابع: القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها
الخامس: الإخلاص فيها
السادس: الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط
السابع: المحبة لها ولأهلها, والموالاة والمعاداة لأجلها.
دليل اشتراط العلم بلا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ?
ج: قول الله تعالى( إلا من شهد بالحق )أي بلا إله إلا الله( وهم يعلمون )بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ).
دليل اشتراط اليقين بلا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة ?
ج: قول الله عز وجل( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا )إلى قوله( أولئك هم الصادقون )وقول النبي صلى الله عليه وسلم( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة( من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة ) كلاهما في الصحيح .
دليل اشتراط الانقياد للا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ).
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #53  
قديم 12-07-2017 , 01:17 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

معنى العبد
س: ما معنى العبد ?
ج: العبد إن أريد به المعبد أي المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر وغير ذلك الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ,ولكل منها رسم يقف عليه وحد ينتهي إليه وكل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة( ذلك تقدير العزيز العليم )تدبير العدل الحكيم, وإن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين هم عباده المكرمون, وأولياؤه المتقون, الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
تعريف العبادة
س: ماهي العبادة ?
ج: العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده.
متى يكون العمل عبادة
س: متى يكون العمل عبادة ?
ج: إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل قال الله تعالى( والذين آمنوا أشد حبا لله )وقال تعالى( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ).
علامة محبة العبد ربه عز وجل
س: ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ?
ج: علامة ذلك: أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه ;ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه.
كيفية معرفة العباد ما يحبه الله ويرضاه
س: بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ?
ج: عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب آمرا بما يحبه الله ويرضاه ناهيا عما يكرهه ويأباه وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة, وظهرت حكمته البالغة قال الله تعالى( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقال تعالى( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
شروط العبادة
س: كم شروط العبادة ?
ج: ثلاثة: الأول: صدق العزيمة وهو شرط في وجودها ,والثاني :إخلاص النية ,والثالث :موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ,وهما شرطان في قبولها.
صدق العزيمة
س:ما هو صدق العزيمة ?
ج: هو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
معنى إخلاص النية
س: ما معنى إخلاص النية ?
ج: هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة وإلباطنة ابتغاء وجه الله تعالى قال الله عز وجل( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )وقال تعالى( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )وقال تعالى ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )وقال تعالى( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )وغيرها من الآيات.
الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به
س: ماهو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ?
ج: هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام قال الله تبارك وتعالى( إن الدين عند الله الإسلام )وقال تعالى( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها )وقال تعالى( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )وقال تعالى( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )وقال تعالى( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )وغيرها من الآيات.
مراتب دين الإسلام
س: كم مراتب دين الإسلام ?
ج: هو ثلاث مراتب الإسلام والإيمان والإحسان وكل واحد منها إذا أطلق شمل الدين كله.
معنى الإسلام
س: ما معنى الإسلام ?
ج: معناه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك قال الله تعالى( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله )وقال تعالى( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )وقال تعالى( فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ).
الدليل على شمول الإسلام الدين كله عند الإطلاق
س: ما الدليل على شموله الدين كله عند الإطلاق ?
ج: قال الله تعالى( إن الدين عند الله الإسلام )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ )وقال صلى الله عليه وسلم( أفضل الإسلام إيمان بالله )وغير ذلك كثير.
تعريف الإسلام بالأركان الخمسة
س: ما الدليل على تعريفه بالأركان الخمسة عند التفصيل ?
ج: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل إياه عن الدين( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا )وقوله صلى الله عليه وسلم( بني الإسلام على خمس )فذكر هذه غير أنه قدم الحج على صوم رمضان وكلاهما في الصحيحين.
محل الشهادتين من الدين
س: ما محل الشهادتين من الدين ?
ج: لا يدخل العبد في الدين إلا بهما قال الله تعالى( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله )الحديث وغير ذلك كثير.
دليل شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ?
ج: قول الله تعالى( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )وقوله تعالى( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) وقوله تعالى( وما من إله إلا الله )وقوله تعالى( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ) الآيات وقوله تعالى( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا )الآيات وغيرها.
معنى شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ?
ج: معناها: نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه قال الله تعالى( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ).
شروط شهادة أن لا إله إلا الله
س: ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله التي لا تنفع قائلها إلا باجتماعها فيه ?
ج: شروطها سبعة:
الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا
والثاني: استيقان القلب بها
الثالث: الانقياد لها ظاهرا وباطنا
الرابع: القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها
الخامس: الإخلاص فيها
السادس: الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط
السابع: المحبة لها ولأهلها, والموالاة والمعاداة لأجلها.
دليل اشتراط العلم بلا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ?
ج: قول الله تعالى( إلا من شهد بالحق )أي بلا إله إلا الله( وهم يعلمون )بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ).
دليل اشتراط اليقين بلا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة ?
ج: قول الله عز وجل( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا )إلى قوله( أولئك هم الصادقون )وقول النبي صلى الله عليه وسلم( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة( من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة ) كلاهما في الصحيح .
دليل اشتراط الانقياد للا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ).
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:17 PM   #54
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل اشتراط قبول لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ) إلى قوله( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )الآيات.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ, فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ,ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ).
دليل اشتراط الإخلاص في لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ألا لله الدين الخالص )وقال تعالى( فاعبد الله مخلصا له الدين )وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )وقال صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبغي بذلك وجه الله ).
دليل اشتراط الصدق في لا إله إلا الله
س: ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )إلى آخر الآيات وقال النبي صلى الله عليه وسلم( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار )وقال للأعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أفلح إن صدق ).
دليل اشتراط المحبة في لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ).
دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله
س: ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ?
ج: قال الله عز وجل( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم )إلى قوله( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )إلى آخر الآيات. وقال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان )الآيتين. وقال تعالى( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله )الآية. وقال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )إلى آخر السورة وغير ذلك من الآيات.
دليل شهادة أن محمدا رسول الله
س: ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله ?
ج: قول الله تعالى( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )الآية. وقوله تعالى( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ).وقوله تعالى( والله يعلم إنك لرسوله )وغيرها من الآيات.
معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
س: ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ?
ج: هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله إلى كافة الناس إنسهم وجنهم( شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي وفيما أحل من حلال وحرم من حرام والامتثال والانقياد لما أمر به والكف والانتهاء عما نهى عنه واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضا بما قضاه والتسليم له وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ;لأنه مبلغ عن الله رسالته ولم يتوفه الله حتى كمل به الدين وبلغ البلاغ المبين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله.
شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
س: ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ?
ج: قد قدمنا لك أن العبد لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين وأنهما متلازمتان فشروط الشهادة الأولى هي شروط في الثانية كما أنها هي شروط في الأولى.
دليل الصلاة والزكاة
س: ما دليل الصلاة والزكاة ?
ج: قال الله تعالى( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )وقال تعالى( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )وقال تعالى( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة )الآية وغيرها.
دليل الصوم
س: ما دليل الصوم ?
ج: قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )وقال تعالى( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) الآيات, وفي حديث الأعرابي: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام. فقال( شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا )الحديث.
دليل الحج
س: ما دليل الحج ?
ج: قال الله تعالى( وأتموا الحج والعمرة لله )وقال تعالى( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى كتب عليكم الحج )الحديث في الصحيحين وتقدم حديث جبريل وحديث( بني الإسلام على خمس )وغيرها كثير.
حكم من جحد واحدا من أركان الإسلام
س: ما حكم من جحد واحدا منها أو أقر به واستكبر عنه ?
ج: يقتل كفرا كغيره من المكذبين والمستكبرين مثل إبليس وفرعون.
حكم من أقر بأركان الإسلام ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل
س: ما حكم من أقر بها ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟
ج: أما الصلاة فمن أخرها عن وقتها بهذه الصفة فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل حدا لقوله تعالى فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وحديث (أمرت أن أقاتل الناس) الحديث وغيرها
أما الزكاة فإن كان مانعها ممن لا شوكة له أخذها الإمام منه قهرا ,ونكله بأخذ شيء من ماله لقوله صلى الله عليه وسلم ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها ) الحديث ,وإن كانوا جماعة ولهم شوكة وجب على الإمام قتالهم حتى يؤدوها للآيات والأحاديث السابقة وغيرها وفعله أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
أما الصوم فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه الإمام أو نائبه بما يكون زاجرا له ولأمثاله .
أما الحج فكل عمر العبد وقت له لا يفوت إلا بالموت والواجب فيه المبادرة ,وقد جاء الوعيد الأخروي في التهاون فيه, ولم ترد فيه عقوبة خاصة في الدنيا.
معنى الإيمان بالله
س: ماهو الإيمان?
ج: الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه.
الدليل على كون الإيمان قول وعمل
س: ما الدليل على كونه قولا وعملا?
ج: قال الله تعالى( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم )الآية وقال تعالى( فآمنوا بالله ورسوله )وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما, وهي من عمل القلب اعتقادا ,ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما وقال تعالى( وما كان الله ليضيع إيمانكم )يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة, سمى الصلاة كلها إيمانا وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح.
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان, وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال( إيمان بالله ورسوله ).
الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه
س: ما الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه?
ج: قوله تعالى( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )(وزدناهم هدى )( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى )( والذين اهتدوا زادهم هدى )( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )( فاخشوهم فزادهم إيمانا )( وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )وغير ذلك من الآيات, وقال صلى الله عليه وسلم( لو أنكم تكونون في كل حالة كحالتكم عندي لصافحتكم الملائكة ) أو كما قال.
الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه
س: ما الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه?
ج: قال تعالى( والسابقون السابقون أولئك المقربون )-إلى-( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين )وقال تعالى( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين )وقال تعالى( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله )الآيات, وفي حديث الشفاعة( أن الله يخرج من النار من كان في قلبه وزن دينار من إيمان ,ثم من كان في قلبه نصف دينار من إيمان )- وفي رواية يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة .
الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله
س: ما الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله عند الإطلاق?
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد القيس آمركم بالإيمان بالله وحده قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ,وإقام الصلاة ,وإيتاء الزكاة ,وأن تؤدوا من المغنم الخمس ).
الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة
س: ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة عند التفصيل?
ج: قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال جبريل عليه السلام أخبرني عن الإيمان قال( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )
س: ما دليلها من الكتاب جملة?
ج: قول الله تعالى( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين )وقوله تعالى( إنا كل شيء خلقناه بقدر )وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراده.
معنى الإيمان بالله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بالله عز وجل?
ج: هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به هو الأول فليس قبله شيء ,والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء حي قيوم أحد صمد( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #54  
قديم 12-07-2017 , 01:17 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل اشتراط قبول لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ) إلى قوله( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )الآيات.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ, فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ,ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ).
دليل اشتراط الإخلاص في لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ألا لله الدين الخالص )وقال تعالى( فاعبد الله مخلصا له الدين )وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )وقال صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبغي بذلك وجه الله ).
دليل اشتراط الصدق في لا إله إلا الله
س: ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )إلى آخر الآيات وقال النبي صلى الله عليه وسلم( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار )وقال للأعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أفلح إن صدق ).
دليل اشتراط المحبة في لا إله إلا الله
س: ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ?
ج: قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ).
دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله
س: ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ?
ج: قال الله عز وجل( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم )إلى قوله( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )إلى آخر الآيات. وقال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان )الآيتين. وقال تعالى( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله )الآية. وقال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )إلى آخر السورة وغير ذلك من الآيات.
دليل شهادة أن محمدا رسول الله
س: ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله ?
ج: قول الله تعالى( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )الآية. وقوله تعالى( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ).وقوله تعالى( والله يعلم إنك لرسوله )وغيرها من الآيات.
معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
س: ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ?
ج: هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله إلى كافة الناس إنسهم وجنهم( شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي وفيما أحل من حلال وحرم من حرام والامتثال والانقياد لما أمر به والكف والانتهاء عما نهى عنه واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضا بما قضاه والتسليم له وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ;لأنه مبلغ عن الله رسالته ولم يتوفه الله حتى كمل به الدين وبلغ البلاغ المبين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله.
شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
س: ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ?
ج: قد قدمنا لك أن العبد لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين وأنهما متلازمتان فشروط الشهادة الأولى هي شروط في الثانية كما أنها هي شروط في الأولى.
دليل الصلاة والزكاة
س: ما دليل الصلاة والزكاة ?
ج: قال الله تعالى( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )وقال تعالى( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )وقال تعالى( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة )الآية وغيرها.
دليل الصوم
س: ما دليل الصوم ?
ج: قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )وقال تعالى( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) الآيات, وفي حديث الأعرابي: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام. فقال( شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا )الحديث.
دليل الحج
س: ما دليل الحج ?
ج: قال الله تعالى( وأتموا الحج والعمرة لله )وقال تعالى( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى كتب عليكم الحج )الحديث في الصحيحين وتقدم حديث جبريل وحديث( بني الإسلام على خمس )وغيرها كثير.
حكم من جحد واحدا من أركان الإسلام
س: ما حكم من جحد واحدا منها أو أقر به واستكبر عنه ?
ج: يقتل كفرا كغيره من المكذبين والمستكبرين مثل إبليس وفرعون.
حكم من أقر بأركان الإسلام ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل
س: ما حكم من أقر بها ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟
ج: أما الصلاة فمن أخرها عن وقتها بهذه الصفة فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل حدا لقوله تعالى فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وحديث (أمرت أن أقاتل الناس) الحديث وغيرها
أما الزكاة فإن كان مانعها ممن لا شوكة له أخذها الإمام منه قهرا ,ونكله بأخذ شيء من ماله لقوله صلى الله عليه وسلم ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها ) الحديث ,وإن كانوا جماعة ولهم شوكة وجب على الإمام قتالهم حتى يؤدوها للآيات والأحاديث السابقة وغيرها وفعله أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
أما الصوم فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه الإمام أو نائبه بما يكون زاجرا له ولأمثاله .
أما الحج فكل عمر العبد وقت له لا يفوت إلا بالموت والواجب فيه المبادرة ,وقد جاء الوعيد الأخروي في التهاون فيه, ولم ترد فيه عقوبة خاصة في الدنيا.
معنى الإيمان بالله
س: ماهو الإيمان?
ج: الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه.
الدليل على كون الإيمان قول وعمل
س: ما الدليل على كونه قولا وعملا?
ج: قال الله تعالى( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم )الآية وقال تعالى( فآمنوا بالله ورسوله )وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما, وهي من عمل القلب اعتقادا ,ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما وقال تعالى( وما كان الله ليضيع إيمانكم )يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة, سمى الصلاة كلها إيمانا وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح.
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان, وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال( إيمان بالله ورسوله ).
الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه
س: ما الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه?
ج: قوله تعالى( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )(وزدناهم هدى )( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى )( والذين اهتدوا زادهم هدى )( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )( فاخشوهم فزادهم إيمانا )( وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )وغير ذلك من الآيات, وقال صلى الله عليه وسلم( لو أنكم تكونون في كل حالة كحالتكم عندي لصافحتكم الملائكة ) أو كما قال.
الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه
س: ما الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه?
ج: قال تعالى( والسابقون السابقون أولئك المقربون )-إلى-( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين )وقال تعالى( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين )وقال تعالى( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله )الآيات, وفي حديث الشفاعة( أن الله يخرج من النار من كان في قلبه وزن دينار من إيمان ,ثم من كان في قلبه نصف دينار من إيمان )- وفي رواية يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة .
الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله
س: ما الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله عند الإطلاق?
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد القيس آمركم بالإيمان بالله وحده قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ,وإقام الصلاة ,وإيتاء الزكاة ,وأن تؤدوا من المغنم الخمس ).
الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة
س: ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة عند التفصيل?
ج: قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال جبريل عليه السلام أخبرني عن الإيمان قال( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )
س: ما دليلها من الكتاب جملة?
ج: قول الله تعالى( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين )وقوله تعالى( إنا كل شيء خلقناه بقدر )وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراده.
معنى الإيمان بالله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بالله عز وجل?
ج: هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به هو الأول فليس قبله شيء ,والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء حي قيوم أحد صمد( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:18 PM   #55
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

توحيد الإلهية
س: ما هو توحيد الإلهية?
ج: هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان كما قال تعالى( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )وقال تعالى( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )وقال تعالى( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )وغير ذلك من الآيات, وهذا قد وفت به شهادة أن لا إله إلا الله.
ضد توحيد الإلهية
س: ما هو ضد توحيد الإلهية?
ج: ضده الشرك وهو نوعان شرك أكبر ينافيه بالكلية وشرك أصغر ينافي كماله.
الشرك الأكبر
س: ما هوالشرك الأكبر?
: هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويرغب إليه ويتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله وغير ذلك قال تعالى( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )وغير ذلك من الآيات
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا )وهو في الصحيحين, ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم, والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر, قال الله تعالى( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين )وغير ذلك من الآيات.
الشرك الأصغر
س: ما هو الشرك الأصغر?
ج: هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى قال الله تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )فسئل عنه فقال( الرياء )ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه ) ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها قال صلى الله عليه وسلم( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد )وقال صلى الله عليه وسلم( لا تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة )وقال صلى الله عليه وسلم( لا تحلفوا إلا بالله) وقال صلى الله عليه وسلم( من حلف بالأمانة فليس منا )وقال صلى الله عليه وسلم( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )وفي رواية( وأشرك )ومنه قول ما شاء الله وشئت قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال له ذلك ( أجعلتني لله ندا بل ما شاء والله وحده )ومنه قول لولا الله وأنت وما لي إلا الله وأنت وأنا داخل على الله وعليك ونحو ذلك, قال صلى الله عليه وسلم( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )قال أهل العلم ويجوز لولا الله ثم فلان ,ولا يجوز لولا الله وفلان.
س: ما الفرق بين الواو وثم في هذه الألفاظ?
ج: لأن العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية فيكون من قال ما شاء الله وشئت قارنا مشيئة العبد بمشيئة الله مسويا بها بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية فمن قال ما شاء الله ,ثم شئت فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى لا تكون إلا بعدها كما قال تعالى( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) وكذلك البقية.
توحيد الربوبية
س: ما هو توحيد الربوبية?
ج: هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره والمتصرف فيه لم يكن له شريك في الملك ,ولم يكن له ولي من الذل ولا راد لأمره ولا معقب لحكمه ولا مضاد له ولا مماثل له ولا سمي له ولا منازع في شيء من معاني ربوبيته ومقتضيات أسمائه وصفاته, قال الله تعالى( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور )الآيات بل السورة كلها وقال تعالى( الحمد لله رب العالمين )وقال تعالى( قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار )الآيات
وقال تعالى( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون )وقال تعالى( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )وقال تعالى( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون )الآيات وقال تعالى( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )وقال تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )وقال تعالى( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )وقال تعالى( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ).
ضد توحيد الربوبية
س: ما ضد توحيد الربوبية?
ج: هو اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيء من تدبير الكون من إيجاد أو إعدام أو إحياء أو إماتة أو جلب خير أو دفع شر أو غير ذلك من معاني الربوبية أو اعتقاد منازع له في شيء من مقتضيات أسمائه وصفاته كعلم الغيب وكالعظمة والكبرياء ونحو ذلك, قال الله تعالى( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ) الآيات
وقال تعالى( إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله )الآية وقال تعالى( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )
وقال تبارك وتعالى( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )الآيات, وقال تعالى( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )الآية وقال تعالى( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما أسكنته ناري )وهو في الصحيح.
توحيد الأسماء والصفات
س: ما هو توحيد الأسماء والصفات?
ج: هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى, وإمرارها كما جاءت بلا كيف كما جمع الله تعالى بين إثباتها ,ونفي التكييف عنها في كتابه في غير موضع كقوله تعالى( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )وقوله تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )وقوله تعالى( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )وغير ذلك, وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني لما ذكر آلهتهم- انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى( قل هو الله أحد الله الصمد )والصمد الذي( لم يلد ولم يولد )لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث( ولم يكن له كفوا أحد )لله قال لم يكن له شبيه ولا عديل, وليس كمثله شيء.
دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة
س: ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة?
ج: قال الله عز وجل( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه )وقال سبحانه( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى )وقال عز وجل( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات,
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )وهو في الصحيح, وقال صلى الله عليه وسلم( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ,أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي )الحديث.
مثال الأسماء الحسنى من القرآن
س: ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن?
ج: مثل قوله تعالى( إن الله كان عليا كبيرا )( إن الله كان لطيفا خبيرا )( إن الله كان عليما قديرا )( إن الله كان سميعا بصيرا )( إن الله كان عزيزا حكيما )( إن الله كان غفورا رحيما )( إنه بهم رءوف رحيم )( والله غني حليم )( إنه حميد مجيد )(إن ربي على كل شيء حفيظ )( إن ربي قريب مجيب )( إن الله كان عليكم رقيبا )( وكفى بالله وكيلا )( وكفى بالله حسيبا )( و كان على كل شيء مقيتا )( إنه على كل شيء شهيد )( إنه بكل شيء محيط ) وقال تعالى( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )وقال تعالى( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) وقوله تعالى( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات.
مثال الأسماء الحسنى من السنة
س: ما مثال الأسماء الحسنى من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم, لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض )وقوله صلى الله عليه وسلم( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ,ولا في السماء وهو السميع العليم )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه )الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء, وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء )الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن )الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا مقلب القلوب )الحديث وغير ذلك كثير.
دلالة الأسماء الحسنى
س: على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى?
ج: هي على ثلاثة أنواع دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما.
س: ما مثال ذلك?
ج: مثال ذلك: اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى وهو الله عز وجل مطابقة وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها كالحياة والقدرة التزاما ,وهكذا سائر أسمائه وذلك بخلاف المخلوق فقد يسمى حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظالم وعزيزا وهو ذليل وشريفا وهو وضيع وكريما وهو لئيم وصالحا وهو طالح وسعيدا وهو شقي وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك, فسبحان الله وبحمده هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه.
دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن
س: على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن?
ج: هي على أربعة أقسام:
الأول: الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى وهو الله ;ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له كقوله تعالى
( هو الله الخالق البارئ المصور )ونحو ذلك, ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء.
الثاني: الثاني ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى السميع المتضمن سمعه الواسع جميع الأصوات, سواء عنده سرها وعلانيتها واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها ,واسمه العليم المتضمن علمه المحيط الذي( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر )واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما وغير ذلك.
الثالث: ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك.
الرابع: ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس السلام.
أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل
س: كم أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل?
ج: منها ما يطلق على الله مفردا أو مع غيره وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلاق كالحي القيوم الأحد الصمد ونحو ذلك, ومنها ما لا يطلق على الله إلا مع مقابله وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا كالضار النافع, والخافض الرافع والمعطي المانع والمعز المذل ونحو ذلك فلا يجوز إطلاق الضار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل كل على انفراده, ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك لا في الكتاب ولا في السنة, ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم لم يطلق في القرآن إلا مع متعلقه كقوله تعالى( إنا من المجرمين منتقمون )أو بإضافة ذو إلى الصفة المشتق منها كقوله تعالى( والله عزيز ذو انتقام ).
مثال صفات الذات من الكتاب
س: تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية فما مثال صفات الذات من الكتاب ?
ج: مثل قوله تعالى( بل يداه مبسوطتان )(كل شيء هالك إلا وجهه )( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )( ولتصنع على عيني )( أبصر به وأسمع )( إنني معكما أسمع وأرى )( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )( وكلم الله موسى تكليما )( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين )( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة )( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )وغير ذلك.
مثال صفات الذات من السنة
س: ما مثال صفات الذات من السنة ?
ج: كقوله صلى الله عليه وسلم( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )وقوله صلى الله عليه وسلم( يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ,فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض )وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال( إن الله لا يخفي عليكم أن الله ليس بأعور )وأشار بيده إلى عينه الحديث, وفي حديث الاستخارة( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنكم لا تدعون أصم لا غايبا تدعون سميعا بصيرا قرييا )وقوله صلى الله عليه وسلم( إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي )الحديث, وفي حديث البعث( يقول الله تعالى: يا آدم فيقول لبيك )الحديث, وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف ,وكلامه لأهل الجنة وغير ذلك ما لا يحصى.
مثال صفات الأفعال من الكتاب
س: ما مثال صفات الأفعال من الكتاب?
ج: مثل قوله تعالى( ثم استوى إلى السماء )وقوله( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله )الآية, وقوله تعالى( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )وقوله تعالى( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )وقوله تعالى( وكتبنا له في الألواح من كل شيء )وقوله تعالى( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )وقوله تعالى( إن الله يفعل ما يشاء )وغيرها من الآيات.
مثال صفات الأفعال من السنة
س: ما مثال صفات الأفعال من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة( فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ) الحديث, ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان لا الصورة فافهم, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي )وفي حديث احتجاج آدم وموسى: “فقال آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده” فكلامه تعالى ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا وخطه التوراة صفة فعل, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) الحديث, وغيرها كثير.
أسماء الله كلها توقيفية
س: هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء أم أسماء الله كلها توقيفية؟
ج: لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا ولا كلها يشتق منها أسماء بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعالى( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم )وسمى نفسه الخالق الرازق المحي المميت المدبر, ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء ,والمقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعالى( يخادعون الله وهو خادعهم )( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )( نسوا الله فنسيهم )ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات, فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك, وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ولا يقوله مسلم ولا عاقل ,فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ,وقد علم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم.
ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى
س: ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعالي؟
ج: يتضمن اسمه العلي الأعلى الصفة المشتق منها وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه, علو فوقيته تعالى على عرشه عال على جميع خلقه بائن منهم رقيب عليهم يعلم ما هم عليه قد أحاط بكل شيء علما لا تخفى عليه منهم خافية. وعلو قهره فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع, بل كل شيء خاضع لعظمته, ذليل لعزته مستكين لكبريائه, تحت تصرفه وقهره لا خروج له من قبضته. وعلو شأنه, فجميع صفات الكمال له ثابتة وجميع النقائص عنه منتفية عز وجل وتبارك وتعالى وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة لا ينفك معنى منها عن الآخر.
دليل علو الفوقية من الكتاب
س: ما دليل علو الفوقية من الكتاب?
ج: الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى فمنها هذه الأسماء وما في معناها ومنها قوله( الرحمن على العرش استوى )في سبعة مواضع من القرآن ومنها قوله تعالى ءأمنتم من في السماء )الآيتين, ومنها قوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم )ومنها قوله تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )وقوله تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه )وقوله( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )وقوله تعالى( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )وغير ذلك كثير.
دليل علو الفوقية من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة لا تحصى, منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال( والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه )وقوله لسعد في قصة قريظة “لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة” وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية( أين الله )قالت في السماء قال( اعتقها فإنها مؤمنة) وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة( ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ) الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان )الحديث وغير ذلك كثير, وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية.
مسألة الاستواء
س: ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء?
ج: قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الرسالة ,وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم, وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها( آمنا به كل من عند ربنا )(آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ).
دليل علو القهر من الكتاب
س: ما دليل علو القهر من الكتاب?
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى( وهو القاهر فوق عباده )وهو متضمن لعلو القهر والفوقية. وقوله تعالى( سبحانه هو الله الواحد القهار )وقوله تعالى( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )وقوله تعالى( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار )وقوله تعالى( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها )وقول تعالى( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )وغير ذلك من الآيات.
دليل علو القهر من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت )وغير ذلك كثير.
دليل علو الشأن
س: ما دليل علو الشأن وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ?
ج: اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونا له أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته عن أن يكون له منازع أو مغالب أو ولي من الذل أو نصير وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير وتعالى في كماله و حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه في الأرض أو في السماء وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا وعن ترك الخلق سدى بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة أو أن يهضمه شيئا من حسناته, وتعالى في كمال غناه عن أن يطعم أو يرزق أو يفتقر إلى غيره في شيء وتعالى في جميع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل وسبحانه وبحمده وعز وجل وتبارك وتعالى وتنزه وتقدس عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته وأسماءه الحسنى وصفاته العلى( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )ونصوص الوحي من الكتاب والسنة في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #55  
قديم 12-07-2017 , 01:18 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

توحيد الإلهية
س: ما هو توحيد الإلهية?
ج: هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان كما قال تعالى( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )وقال تعالى( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )وقال تعالى( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )وغير ذلك من الآيات, وهذا قد وفت به شهادة أن لا إله إلا الله.
ضد توحيد الإلهية
س: ما هو ضد توحيد الإلهية?
ج: ضده الشرك وهو نوعان شرك أكبر ينافيه بالكلية وشرك أصغر ينافي كماله.
الشرك الأكبر
س: ما هوالشرك الأكبر?
: هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويرغب إليه ويتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله وغير ذلك قال تعالى( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار )وقال تعالى( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )وغير ذلك من الآيات
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا )وهو في الصحيحين, ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم, والمبطن له كالمنافقين المخادعين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر, قال الله تعالى( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين )وغير ذلك من الآيات.
الشرك الأصغر
س: ما هو الشرك الأصغر?
ج: هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى قال الله تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )وقال النبي صلى الله عليه وسلم( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )فسئل عنه فقال( الرياء )ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه ) ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها قال صلى الله عليه وسلم( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد )وقال صلى الله عليه وسلم( لا تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة )وقال صلى الله عليه وسلم( لا تحلفوا إلا بالله) وقال صلى الله عليه وسلم( من حلف بالأمانة فليس منا )وقال صلى الله عليه وسلم( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )وفي رواية( وأشرك )ومنه قول ما شاء الله وشئت قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال له ذلك ( أجعلتني لله ندا بل ما شاء والله وحده )ومنه قول لولا الله وأنت وما لي إلا الله وأنت وأنا داخل على الله وعليك ونحو ذلك, قال صلى الله عليه وسلم( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )قال أهل العلم ويجوز لولا الله ثم فلان ,ولا يجوز لولا الله وفلان.
س: ما الفرق بين الواو وثم في هذه الألفاظ?
ج: لأن العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية فيكون من قال ما شاء الله وشئت قارنا مشيئة العبد بمشيئة الله مسويا بها بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية فمن قال ما شاء الله ,ثم شئت فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى لا تكون إلا بعدها كما قال تعالى( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) وكذلك البقية.
توحيد الربوبية
س: ما هو توحيد الربوبية?
ج: هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره والمتصرف فيه لم يكن له شريك في الملك ,ولم يكن له ولي من الذل ولا راد لأمره ولا معقب لحكمه ولا مضاد له ولا مماثل له ولا سمي له ولا منازع في شيء من معاني ربوبيته ومقتضيات أسمائه وصفاته, قال الله تعالى( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور )الآيات بل السورة كلها وقال تعالى( الحمد لله رب العالمين )وقال تعالى( قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار )الآيات
وقال تعالى( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون )وقال تعالى( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )وقال تعالى( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون )الآيات وقال تعالى( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )وقال تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )وقال تعالى( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )وقال تعالى( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ).
ضد توحيد الربوبية
س: ما ضد توحيد الربوبية?
ج: هو اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيء من تدبير الكون من إيجاد أو إعدام أو إحياء أو إماتة أو جلب خير أو دفع شر أو غير ذلك من معاني الربوبية أو اعتقاد منازع له في شيء من مقتضيات أسمائه وصفاته كعلم الغيب وكالعظمة والكبرياء ونحو ذلك, قال الله تعالى( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ) الآيات
وقال تعالى( إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله )الآية وقال تعالى( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )
وقال تبارك وتعالى( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )الآيات, وقال تعالى( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )الآية وقال تعالى( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما أسكنته ناري )وهو في الصحيح.
توحيد الأسماء والصفات
س: ما هو توحيد الأسماء والصفات?
ج: هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى, وإمرارها كما جاءت بلا كيف كما جمع الله تعالى بين إثباتها ,ونفي التكييف عنها في كتابه في غير موضع كقوله تعالى( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )وقوله تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )وقوله تعالى( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )وغير ذلك, وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني لما ذكر آلهتهم- انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى( قل هو الله أحد الله الصمد )والصمد الذي( لم يلد ولم يولد )لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث( ولم يكن له كفوا أحد )لله قال لم يكن له شبيه ولا عديل, وليس كمثله شيء.
دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة
س: ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة?
ج: قال الله عز وجل( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه )وقال سبحانه( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى )وقال عز وجل( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات,
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )وهو في الصحيح, وقال صلى الله عليه وسلم( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ,أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي )الحديث.
مثال الأسماء الحسنى من القرآن
س: ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن?
ج: مثل قوله تعالى( إن الله كان عليا كبيرا )( إن الله كان لطيفا خبيرا )( إن الله كان عليما قديرا )( إن الله كان سميعا بصيرا )( إن الله كان عزيزا حكيما )( إن الله كان غفورا رحيما )( إنه بهم رءوف رحيم )( والله غني حليم )( إنه حميد مجيد )(إن ربي على كل شيء حفيظ )( إن ربي قريب مجيب )( إن الله كان عليكم رقيبا )( وكفى بالله وكيلا )( وكفى بالله حسيبا )( و كان على كل شيء مقيتا )( إنه على كل شيء شهيد )( إنه بكل شيء محيط ) وقال تعالى( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )وقال تعالى( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) وقوله تعالى( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات.
مثال الأسماء الحسنى من السنة
س: ما مثال الأسماء الحسنى من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم, لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض )وقوله صلى الله عليه وسلم( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ,ولا في السماء وهو السميع العليم )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه )الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء, وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء )الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن )الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا مقلب القلوب )الحديث وغير ذلك كثير.
دلالة الأسماء الحسنى
س: على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى?
ج: هي على ثلاثة أنواع دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما.
س: ما مثال ذلك?
ج: مثال ذلك: اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى وهو الله عز وجل مطابقة وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها كالحياة والقدرة التزاما ,وهكذا سائر أسمائه وذلك بخلاف المخلوق فقد يسمى حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظالم وعزيزا وهو ذليل وشريفا وهو وضيع وكريما وهو لئيم وصالحا وهو طالح وسعيدا وهو شقي وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك, فسبحان الله وبحمده هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه.
دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن
س: على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن?
ج: هي على أربعة أقسام:
الأول: الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى وهو الله ;ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له كقوله تعالى
( هو الله الخالق البارئ المصور )ونحو ذلك, ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء.
الثاني: الثاني ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى السميع المتضمن سمعه الواسع جميع الأصوات, سواء عنده سرها وعلانيتها واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها ,واسمه العليم المتضمن علمه المحيط الذي( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر )واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما وغير ذلك.
الثالث: ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك.
الرابع: ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس السلام.
أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل
س: كم أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل?
ج: منها ما يطلق على الله مفردا أو مع غيره وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلاق كالحي القيوم الأحد الصمد ونحو ذلك, ومنها ما لا يطلق على الله إلا مع مقابله وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا كالضار النافع, والخافض الرافع والمعطي المانع والمعز المذل ونحو ذلك فلا يجوز إطلاق الضار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل كل على انفراده, ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك لا في الكتاب ولا في السنة, ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم لم يطلق في القرآن إلا مع متعلقه كقوله تعالى( إنا من المجرمين منتقمون )أو بإضافة ذو إلى الصفة المشتق منها كقوله تعالى( والله عزيز ذو انتقام ).
مثال صفات الذات من الكتاب
س: تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية فما مثال صفات الذات من الكتاب ?
ج: مثل قوله تعالى( بل يداه مبسوطتان )(كل شيء هالك إلا وجهه )( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )( ولتصنع على عيني )( أبصر به وأسمع )( إنني معكما أسمع وأرى )( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )( وكلم الله موسى تكليما )( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين )( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة )( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )وغير ذلك.
مثال صفات الذات من السنة
س: ما مثال صفات الذات من السنة ?
ج: كقوله صلى الله عليه وسلم( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )وقوله صلى الله عليه وسلم( يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ,فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض )وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال( إن الله لا يخفي عليكم أن الله ليس بأعور )وأشار بيده إلى عينه الحديث, وفي حديث الاستخارة( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنكم لا تدعون أصم لا غايبا تدعون سميعا بصيرا قرييا )وقوله صلى الله عليه وسلم( إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي )الحديث, وفي حديث البعث( يقول الله تعالى: يا آدم فيقول لبيك )الحديث, وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف ,وكلامه لأهل الجنة وغير ذلك ما لا يحصى.
مثال صفات الأفعال من الكتاب
س: ما مثال صفات الأفعال من الكتاب?
ج: مثل قوله تعالى( ثم استوى إلى السماء )وقوله( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله )الآية, وقوله تعالى( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )وقوله تعالى( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )وقوله تعالى( وكتبنا له في الألواح من كل شيء )وقوله تعالى( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )وقوله تعالى( إن الله يفعل ما يشاء )وغيرها من الآيات.
مثال صفات الأفعال من السنة
س: ما مثال صفات الأفعال من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة( فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ) الحديث, ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان لا الصورة فافهم, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي )وفي حديث احتجاج آدم وموسى: “فقال آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده” فكلامه تعالى ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا وخطه التوراة صفة فعل, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) الحديث, وغيرها كثير.
أسماء الله كلها توقيفية
س: هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء أم أسماء الله كلها توقيفية؟
ج: لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا ولا كلها يشتق منها أسماء بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعالى( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم )وسمى نفسه الخالق الرازق المحي المميت المدبر, ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء ,والمقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعالى( يخادعون الله وهو خادعهم )( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )( نسوا الله فنسيهم )ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات, فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك, وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ولا يقوله مسلم ولا عاقل ,فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ,وقد علم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم.
ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى
س: ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعالي؟
ج: يتضمن اسمه العلي الأعلى الصفة المشتق منها وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه, علو فوقيته تعالى على عرشه عال على جميع خلقه بائن منهم رقيب عليهم يعلم ما هم عليه قد أحاط بكل شيء علما لا تخفى عليه منهم خافية. وعلو قهره فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع, بل كل شيء خاضع لعظمته, ذليل لعزته مستكين لكبريائه, تحت تصرفه وقهره لا خروج له من قبضته. وعلو شأنه, فجميع صفات الكمال له ثابتة وجميع النقائص عنه منتفية عز وجل وتبارك وتعالى وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة لا ينفك معنى منها عن الآخر.
دليل علو الفوقية من الكتاب
س: ما دليل علو الفوقية من الكتاب?
ج: الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى فمنها هذه الأسماء وما في معناها ومنها قوله( الرحمن على العرش استوى )في سبعة مواضع من القرآن ومنها قوله تعالى ءأمنتم من في السماء )الآيتين, ومنها قوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم )ومنها قوله تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )وقوله تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه )وقوله( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )وقوله تعالى( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )وغير ذلك كثير.
دليل علو الفوقية من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة لا تحصى, منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال( والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه )وقوله لسعد في قصة قريظة “لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة” وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية( أين الله )قالت في السماء قال( اعتقها فإنها مؤمنة) وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة( ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ) الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان )الحديث وغير ذلك كثير, وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية.
مسألة الاستواء
س: ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء?
ج: قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الرسالة ,وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم, وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها( آمنا به كل من عند ربنا )(آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ).
دليل علو القهر من الكتاب
س: ما دليل علو القهر من الكتاب?
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى( وهو القاهر فوق عباده )وهو متضمن لعلو القهر والفوقية. وقوله تعالى( سبحانه هو الله الواحد القهار )وقوله تعالى( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )وقوله تعالى( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار )وقوله تعالى( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها )وقول تعالى( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )وغير ذلك من الآيات.
دليل علو القهر من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت )وغير ذلك كثير.
دليل علو الشأن
س: ما دليل علو الشأن وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ?
ج: اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونا له أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته عن أن يكون له منازع أو مغالب أو ولي من الذل أو نصير وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير وتعالى في كماله و حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه في الأرض أو في السماء وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا وعن ترك الخلق سدى بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة أو أن يهضمه شيئا من حسناته, وتعالى في كمال غناه عن أن يطعم أو يرزق أو يفتقر إلى غيره في شيء وتعالى في جميع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل وسبحانه وبحمده وعز وجل وتبارك وتعالى وتنزه وتقدس عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته وأسماءه الحسنى وصفاته العلى( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )ونصوص الوحي من الكتاب والسنة في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها.
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:19 PM   #56
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء
الحسنى من أحصاها دخل الجنة
س: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى ( من أحصاها دخل الجنة ) ?
ج: قد فسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به ,وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها, وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرءوف الحليم الجواد الكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة, وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد العقاب سريع الحساب ;فليقف منه عند الخشية والرهبة.
ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء الإعزاز والإذلال والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه, وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون.
ضد توحيد الأسماء والصفات
س: ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟
ج: ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته, وهو ثلاثة أنواع.
الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
الثالث: إلحاد النفاة المعطلة وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك, وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)،( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)،( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) .
جميع أنواع التوحيد متلازمة
س: هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟
ج: نعم هي متلازمة فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله, فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله فهذا شرك في الإلهية, وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك, هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته, ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات.
الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة
س: ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلة ذلك من الكتاب كثيرة منها قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) وقوله تعالى إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) وقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره, وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور, والأحاديث في شأنهم كثيرة.
معنى الإيمان بالملائكة
س: ما معنى الإيمان بالملائكة ؟
ج: هو الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون و( عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)،( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )،( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لايفترون) ولا يسأمون ولايستحسرون.
أنواع الملائكة باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به
س: اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟
ج: هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة, فمنهم الموكل بأداء الوحي إلى الرسل ،وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام.
ومنهم الموكل بالقطر،وهو ميكائيل عليه السلام. ومنهم الموكل بالصور،وهو اسرافيل عليه السلام. ومنهم الموكل
بقبض الأرواح،وهو ملك الموت وأعوانه. ومنهم الموكل بأعمال العباد،وهم الكرام الكاتبون. ومنهم الموكل بحفظ
العبد من بين يديه ومن خلفه ،وهم المعقبات. ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها، وهم رضوان ومن معه. ومنهم
الموكل بالنار وعذابها،وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر.ومنهم الموكل بفتنة القبر،وهم منكر ونكير
ومنهم حملة العرش.ومنهم الكروبيون.ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام ومن تخليقها وكتابة مايراد بها.ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ماعليهم،ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر.ومنهم صفوف قيام لا يفترون.ومنهم ركع سجد لا يرفعون.ومنهم غير من ذلك(وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر).ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى.
دليل الإيمان بالكتب
س: ما دليل الإيمان بالكتب ؟
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )وقوله تعالى(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم )الآيات وغيرها كثير ويكفي في ذلك قوله تعالى(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
هل سميت جميع الكتب في القرآن
س: هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟
ج: سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جملة فقال تعالى(الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل )وقال تعالى(وآتينا داود زبورا )وقال تعالى(أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى )وقال تعالى(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الإيمان به تفصيلا,وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا فنقول فيه ما أمر الله به رسوله(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
معنى الإيمان بكتب الله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟
ج: معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل وأن الله تكلم بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي, ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري, ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) وقال تعالى لموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي )،(وكلم الله موسى تكليما ) وقال تعالى في شأن التوراة وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وقال في عيسى(و آتيناه الإنجيل ( وقال تعالىوآتينا داود زبورا ) وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل
وقال تعالى في شأن القرآن( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) وقال تعالى فيه( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) وقال تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الآيات, وقال تعالى فيه إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) الآيات, وغيرها كثير.
منزلة القرآن من الكتب
س: ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة?
ج: قال الله تعالى فيهوأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال تعالى وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)
وقال تعالى ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) قال أهل التفسير :مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها، يعني يصدق ما فيها من الصحيح, وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير, ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) وغير ذلك.
الذي يجب التزامه في حق القرآن
س: ما الذي يجب التزامه في حق القرآن على جميع الأمة ؟
ج: هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه, قال تعالى وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) وقال تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) وقال تعالى والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ) وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال:” فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به” وفي حديث علي مرفوعا “إنها ستكون فتن “قلت: ما المخرج منها يا رسول الله قال:”كتاب الله ” وذكر الحديث.
معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه
س: ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟
ج: حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلال حلاله, وتحريم حرامه والانقياد لأوامره, والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله, والاتعاظ بقصصه والعمل بمحكمه ,والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده, والذب عنه لتحريف الغالين وانتحال المبطلين, والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة.
حكم من قال بخلق القرآن
س: ما حكم من قال بخلق القرآن ؟
ج: القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا وآمن به المؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن, فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق, والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق, والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق.
قال الله تعالى إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) وقال تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) وقال تعالى اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) وقال تعالى وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “أديموا النظر في المصحف” والنصوص في ذلك لا تحصى, ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية, لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام ,فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
صفة الكلام ذاتية أو فعلية
س: هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
ج: أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه وأنزله بعلمه وهو أعلم بما ينزل ,وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي “الحديث- ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معا, فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا ,وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء, وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء, (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )،( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )،( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) .
الواقفة وما حكمهم
س: من هم الواقفة وما حكمهم ؟
ج: الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق, قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :”من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق, وإلا فهو شر من الجهمية”.
حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق
س: ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
ج: هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ;لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد, وبين الملفوظ به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني, ورجع إلى قول الجهمية, وإذا قيل غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ,وهذا من بدع الاتحادية, ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى:” من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ,ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع”.
دليل الإيمان بالرسل
س: ما دليل الإيمان بالرسل ؟
ج: أدلته كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا؛ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” آمنت بالله ورسله” .
معنى الإيمان بالرسل
س: ما معنى الإيمان بالرسل ؟
ج: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده ,والكفر بما يعبد من دونه وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون, وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون, وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به لم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه( فهل على الرسل إلا البلاغ )،وأنهم كلهم كانوا على الحق المبين, وإن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا, واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وكلم موسى تكليما, ورفع إدريس مكانا عليا, وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وإن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات.
اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه
س: هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه ؟
ج: اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا ويكفر بكل ما يعبد ما دونه. وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يفرض على الآخرين, ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين امتحانا من الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
الدليل على اتفاق الرسل في أصل العبادة
س: ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟
ج: الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل,
أما المجمل فمثل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وقوله تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) الآيات.
وأما المفصل فمثل قوله تعالى ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني)،( وقال موسى إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما)، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار)،( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار) وغيرها من الآيات.
دليل اختلاف شرائع الرسل في فروعها من الحلال والحرام
س: ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها من الحلال والحرام ؟
ج: قول الله عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : ” شرعة ومنهاجا” سبيلا وسنة ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي، وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم :”نحن معشر الأنبياء أخوة لعلات ديننا واحد ” يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه كل كتاب أنزله, وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام( ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
هل قص الله جميع الرسل في القرآن
س: هل قص الله جميع الرسل في القرآن ؟
ج: قد قص الله علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة ثم قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ) فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل, وإجمالا فيما أجمل.
ما سمي من الرسل في القرآن
س: كم سمى منهم في القرآن?
ج: سمى منهم فيه: آدم ،ونوح، وإدريس, وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل،وإسحاق، ويعقوب، ويوسف ،ولوط وشعيب، ويونس, وموسى، وهارون، وإلياس، وزكريا ،ويحيى ،واليسع، وذا الكفل ،وداود، وسليمان ،وأيوب، وذكر الأسباط جملة- وعيسى ،ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
أولو العزم من الرسل
س: من هم أولو العزم من الرسل ؟
ج: هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه, الموضع الأول في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) الآية, الموضع الثاني في سورة الشورى وهو قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الآية.
أول الرسل
س: من هو أول الرسل ؟
ج: أولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام، كما قال تعالى إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم .(
س: متى كان الاختلاف ؟
ج: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .(
خاتم النبيين
س: من هو خاتم النبيين ؟
ج: خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .
س: ما الدليل على ذلك ؟
ج: قال الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه” ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال:” وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وغير ذلك كثير.
ما اختص به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء
س: بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء ؟
ج: له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة قد أفردت بالتصنيف: منها كونه خاتم النبيين كما ذكرنا,ومنها كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما فسر به قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) وقال صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم ولا فخر ” ومنها بعثه صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم كما قال تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) الآية.
وقال تعالى وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) وقال صلى الله عليه وسلم :” أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر ,وجعلت لي الأرض مسجدا وطهور فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ,وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ,وأعطيت الشفاعة ,وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة” وقال صلى الله عليه وسلم :” والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ,ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص.
معجزات الأنبياء
س: ما معجزات الأنبياء ؟
ج: المعجزات هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة وهي أما حسية تشاهد بالبصر ,أو تسمع كخروج الناقة من الصخرة وانقلاب العصا حية وكلام الجمادات ونحو ذلك ,وإما معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنبي إلا وله صلى الله عليه وسلم أعظم منها في بابها فمن المحسوسات انشقاق القمر وحنين الجذع ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ,وكلام الذراع وتسبيح الطعام وغير ذلك مما تواترت به الأخبار الصحيحة ولكنها كغيرها من معجزات الأنبياء التي انقرضت بانقراض أعصارهم ,ولم يبق إلا ذكرها وإنما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه و( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #56  
قديم 12-07-2017 , 01:19 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء
الحسنى من أحصاها دخل الجنة
س: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى ( من أحصاها دخل الجنة ) ?
ج: قد فسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به ,وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها, وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرءوف الحليم الجواد الكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة, وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد العقاب سريع الحساب ;فليقف منه عند الخشية والرهبة.
ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء الإعزاز والإذلال والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه, وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون.
ضد توحيد الأسماء والصفات
س: ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟
ج: ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته, وهو ثلاثة أنواع.
الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
الثالث: إلحاد النفاة المعطلة وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك, وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)،( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)،( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) .
جميع أنواع التوحيد متلازمة
س: هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟
ج: نعم هي متلازمة فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله, فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله فهذا شرك في الإلهية, وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك, هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته, ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات.
الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة
س: ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلة ذلك من الكتاب كثيرة منها قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) وقوله تعالى إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) وقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره, وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور, والأحاديث في شأنهم كثيرة.
معنى الإيمان بالملائكة
س: ما معنى الإيمان بالملائكة ؟
ج: هو الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون و( عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)،( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )،( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لايفترون) ولا يسأمون ولايستحسرون.
أنواع الملائكة باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به
س: اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟
ج: هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة, فمنهم الموكل بأداء الوحي إلى الرسل ،وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام.
ومنهم الموكل بالقطر،وهو ميكائيل عليه السلام. ومنهم الموكل بالصور،وهو اسرافيل عليه السلام. ومنهم الموكل
بقبض الأرواح،وهو ملك الموت وأعوانه. ومنهم الموكل بأعمال العباد،وهم الكرام الكاتبون. ومنهم الموكل بحفظ
العبد من بين يديه ومن خلفه ،وهم المعقبات. ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها، وهم رضوان ومن معه. ومنهم
الموكل بالنار وعذابها،وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر.ومنهم الموكل بفتنة القبر،وهم منكر ونكير
ومنهم حملة العرش.ومنهم الكروبيون.ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام ومن تخليقها وكتابة مايراد بها.ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ماعليهم،ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر.ومنهم صفوف قيام لا يفترون.ومنهم ركع سجد لا يرفعون.ومنهم غير من ذلك(وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر).ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى.
دليل الإيمان بالكتب
س: ما دليل الإيمان بالكتب ؟
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )وقوله تعالى(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم )الآيات وغيرها كثير ويكفي في ذلك قوله تعالى(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
هل سميت جميع الكتب في القرآن
س: هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟
ج: سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جملة فقال تعالى(الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل )وقال تعالى(وآتينا داود زبورا )وقال تعالى(أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى )وقال تعالى(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الإيمان به تفصيلا,وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا فنقول فيه ما أمر الله به رسوله(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
معنى الإيمان بكتب الله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟
ج: معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل وأن الله تكلم بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي, ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري, ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) وقال تعالى لموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي )،(وكلم الله موسى تكليما ) وقال تعالى في شأن التوراة وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وقال في عيسى(و آتيناه الإنجيل ( وقال تعالىوآتينا داود زبورا ) وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل
وقال تعالى في شأن القرآن( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) وقال تعالى فيه( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) وقال تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الآيات, وقال تعالى فيه إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) الآيات, وغيرها كثير.
منزلة القرآن من الكتب
س: ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة?
ج: قال الله تعالى فيهوأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال تعالى وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)
وقال تعالى ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) قال أهل التفسير :مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها، يعني يصدق ما فيها من الصحيح, وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير, ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) وغير ذلك.
الذي يجب التزامه في حق القرآن
س: ما الذي يجب التزامه في حق القرآن على جميع الأمة ؟
ج: هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه, قال تعالى وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) وقال تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) وقال تعالى والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ) وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال:” فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به” وفي حديث علي مرفوعا “إنها ستكون فتن “قلت: ما المخرج منها يا رسول الله قال:”كتاب الله ” وذكر الحديث.
معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه
س: ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟
ج: حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلال حلاله, وتحريم حرامه والانقياد لأوامره, والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله, والاتعاظ بقصصه والعمل بمحكمه ,والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده, والذب عنه لتحريف الغالين وانتحال المبطلين, والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة.
حكم من قال بخلق القرآن
س: ما حكم من قال بخلق القرآن ؟
ج: القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا وآمن به المؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن, فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق, والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق, والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق.
قال الله تعالى إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) وقال تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) وقال تعالى اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) وقال تعالى وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “أديموا النظر في المصحف” والنصوص في ذلك لا تحصى, ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية, لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام ,فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
صفة الكلام ذاتية أو فعلية
س: هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
ج: أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه وأنزله بعلمه وهو أعلم بما ينزل ,وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي “الحديث- ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معا, فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا ,وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء, وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء, (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )،( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )،( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) .
الواقفة وما حكمهم
س: من هم الواقفة وما حكمهم ؟
ج: الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق, قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :”من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق, وإلا فهو شر من الجهمية”.
حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق
س: ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
ج: هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ;لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد, وبين الملفوظ به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني, ورجع إلى قول الجهمية, وإذا قيل غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ,وهذا من بدع الاتحادية, ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى:” من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ,ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع”.
دليل الإيمان بالرسل
س: ما دليل الإيمان بالرسل ؟
ج: أدلته كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا؛ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” آمنت بالله ورسله” .
معنى الإيمان بالرسل
س: ما معنى الإيمان بالرسل ؟
ج: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده ,والكفر بما يعبد من دونه وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون, وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون, وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به لم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه( فهل على الرسل إلا البلاغ )،وأنهم كلهم كانوا على الحق المبين, وإن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا, واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وكلم موسى تكليما, ورفع إدريس مكانا عليا, وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وإن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات.
اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه
س: هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه ؟
ج: اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا ويكفر بكل ما يعبد ما دونه. وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يفرض على الآخرين, ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين امتحانا من الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
الدليل على اتفاق الرسل في أصل العبادة
س: ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟
ج: الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل,
أما المجمل فمثل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وقوله تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) الآيات.
وأما المفصل فمثل قوله تعالى ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني)،( وقال موسى إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما)، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار)،( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار) وغيرها من الآيات.
دليل اختلاف شرائع الرسل في فروعها من الحلال والحرام
س: ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها من الحلال والحرام ؟
ج: قول الله عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : ” شرعة ومنهاجا” سبيلا وسنة ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي، وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم :”نحن معشر الأنبياء أخوة لعلات ديننا واحد ” يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه كل كتاب أنزله, وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام( ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
هل قص الله جميع الرسل في القرآن
س: هل قص الله جميع الرسل في القرآن ؟
ج: قد قص الله علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة ثم قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ) فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل, وإجمالا فيما أجمل.
ما سمي من الرسل في القرآن
س: كم سمى منهم في القرآن?
ج: سمى منهم فيه: آدم ،ونوح، وإدريس, وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل،وإسحاق، ويعقوب، ويوسف ،ولوط وشعيب، ويونس, وموسى، وهارون، وإلياس، وزكريا ،ويحيى ،واليسع، وذا الكفل ،وداود، وسليمان ،وأيوب، وذكر الأسباط جملة- وعيسى ،ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
أولو العزم من الرسل
س: من هم أولو العزم من الرسل ؟
ج: هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه, الموضع الأول في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) الآية, الموضع الثاني في سورة الشورى وهو قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الآية.
أول الرسل
س: من هو أول الرسل ؟
ج: أولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام، كما قال تعالى إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم .(
س: متى كان الاختلاف ؟
ج: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .(
خاتم النبيين
س: من هو خاتم النبيين ؟
ج: خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .
س: ما الدليل على ذلك ؟
ج: قال الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه” ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال:” وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وغير ذلك كثير.
ما اختص به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء
س: بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء ؟
ج: له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة قد أفردت بالتصنيف: منها كونه خاتم النبيين كما ذكرنا,ومنها كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما فسر به قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) وقال صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم ولا فخر ” ومنها بعثه صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم كما قال تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) الآية.
وقال تعالى وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) وقال صلى الله عليه وسلم :” أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر ,وجعلت لي الأرض مسجدا وطهور فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ,وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ,وأعطيت الشفاعة ,وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة” وقال صلى الله عليه وسلم :” والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ,ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص.
معجزات الأنبياء
س: ما معجزات الأنبياء ؟
ج: المعجزات هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة وهي أما حسية تشاهد بالبصر ,أو تسمع كخروج الناقة من الصخرة وانقلاب العصا حية وكلام الجمادات ونحو ذلك ,وإما معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنبي إلا وله صلى الله عليه وسلم أعظم منها في بابها فمن المحسوسات انشقاق القمر وحنين الجذع ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ,وكلام الذراع وتسبيح الطعام وغير ذلك مما تواترت به الأخبار الصحيحة ولكنها كغيرها من معجزات الأنبياء التي انقرضت بانقراض أعصارهم ,ولم يبق إلا ذكرها وإنما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه و( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( .
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:22 PM   #57
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل إعجاز القرآن
س: ما دليل إعجاز القرآن ؟
ج: الدليل على ذلك نزوله في أكثر من عشرين سنة متحديا به أفصح الخلق وأقدرها على الكلام ,وأبلغها منطقا ,وأعلاها بيانا قائلا فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )،( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات )،( قل فأتوا بسورة مثله ) فلم يفعلوا ولم يروموا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل ممكن مع كون حروفه وكلماته من جنس كلامهم الذي به يتحاورون, وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( .
وقال صلى الله عليه وسلم:” ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة” وقد صنف الناس في وجوه إعجاز القرآن من جهة الألفاظ والمعاني والأخبار الماضية ,والآتية من المغيبات وما بلغوا من ذلك إلا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر.
دليل الإيمان باليوم الآخر
س: ما دليل الإيمان باليوم الآخر ؟
ج: قال الله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) وقال تعالى إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ) وقال تعالى إن الساعة لآتية لا ريب فيها ) إلى غير ذلك من الآيات.
معنى الإيمان باليوم الآخر
س: ما معنى الإيمان باليوم الآخر وما الذي يدخل فيه ؟
ج: معناه التصديق الجازم بإتيانه لا محالة والعمل بموجب ذلك ,ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون قبلها لا محالة. وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع وتفاصيل المحشر ونشر الصحف ووضع الموازين وبالصراط والحوض والشفاعة وغيرها وبالجنة ونعيمها الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عز وجل, وبالنار وعذابها الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل.
مجيء الساعة من مفاتيح الغيب
س: هل يعلم أحد متى تكون الساعة ؟
ج: مجيء الساعة من مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها كما قال تعالى إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) وقال تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ) الآيتين ،وقال تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها) الآيات، ولما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني عن الساعة قال:” ما المسئول عنها بأعلم من السائل” وذكر أماراتها وزاد في رواية:” في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى” وتلا الآية السابقة.
أمارات الساعة من الكتاب
س: ما مثال أمارات الساعة من الكتاب ؟
ج: مثل قوله تعالى هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) الآية, وقوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وقوله تعالىحتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق ) الآيات, وقوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) الآيات, وقوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) الآيات وغيرها.
أمارات الساعة من السنة
س: ما مثال أمارات الساعة من السنة ?
ج: مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربها وأحاديث الدابة وأحاديث الفتن كالدجال والملاحم. وأحاديث نزول عيسى, وخروج يأجوج ومأجوج وأحاديث الدخان, وأحاديث الريح التي تقبض كل نفس مؤمنة, وأحاديث النار التي تظهر وأحاديث الخسوف وغيرها.
دليل الإيمان بالموت
س: ما دليل الإيمان بالموت ؟
ج: قال الله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) وقال تعالى كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إنك ميت وإنهم ميتون ) وقال تعالى وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ) وقال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقال تعالى كل شيء هالك إلا وجهه) وقال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت ) وغير ذلك من الآيات, وفيه من الأحاديث ما لا يحصى ,والأمر مشاهد لا يجهله أحد وليس فيه شك ولا تردد ولكن عناد واستكبار ولا يعمل على موجب إيمانه به وبما بعده إلا عباد الله المخلصون ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان إن ذلك بأجله لم ينقص منه شيئا قال الله تعالى كل يجري لأجل مسمى ) وقال تعالى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .(
دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب
س: ما دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ( وقال تعالى وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) الآية، وقال تعالى ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) وقال تعالى سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) وغير ذلك من الآيات.
دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة ؟
ج: الأحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر فمنها حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال:” إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ,فيراهما جميعا – قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس – قال وأما المنافق والكافر فيقال له :ما كنت تقول في هذا الرجل ؟فيقول :لا أدري كنت أقول ما يقول الناس, فيقال. لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ” وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ,وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ” وحديث القبرين وفيه – “إنهما ليعذبان “وحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال:” يهود تعذب في قبورها “وحديث أسماء قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة, وقالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر, وفي قصة الكسوف وأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يتعوذوا من عذاب القبر , وكل هذه الأحاديث في الصحيج وقد سقنا منها نحو ستين حديثا من طرق ثابتة عن جماعة من الصحابة يرفعونها في شرحنا على “السلم” فليراجع.
دليل البعث من القبر
س: ما دليل البعث من القبر ؟
ج: قول الله تعالى يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) إلى قوله تعالى ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ) وقوله تعالى وهو الذي ييدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) وقوله تعالى كما بدأنا أول خلق نعيده ) وقوله تعالى( ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) الآيات ،وقوله أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه فال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) إلى آخر السورة ،وقوله تعالى أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ) إلى آخر السورة ،وقوله تعالى ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير) وغيرها من الآيات ،وكثيرا ما يضرب الله تعالى لذلك مثلا بإحيائه الأرض بالماء فتصبح تهتز مخضرة بالنبات بعد موتها بالجدب إذ كانت قبل هامدة وبذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في حديث العقيلي الطويل حيث قال:” ولعمر إلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت عنه القبر حتى تخلقه من قبل رأسه فيستوي جالسا يقول ربك مهيم ؟ أي ما أمرك وما شأنك؟ لما كان منه يقول رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله قلت :يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال: أنبؤك بمثل ذلك في آلاء الله الأرض أشرفت عليها وهي في مدرة بالية فقلت لا تحيى أبدا؟ فأرسل الله عليها السماء فلم تلبث عنها إلا أياما حتى أشرفت عليها فإذا هي مشربة واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الأصواء من مصارعكم ” الحديث وغيره كثير.
حكم من كذب بالبعث
س: ما حكم من كذب بالبعث ؟
ج: هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله. قال الله تعالى وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) وقال تعالى وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )، وقال تعالى زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك على الله يسير ) وغيرها من الآيات ,وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى:” كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ,وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد” .
دليل النفخ في الصور
س: ما دليل النفخ في الصور وكم نفخات ينفخ فيه ؟
ج: قال الله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) ففي هذه الآية ذكر نفختين الأولى للصعق ,والثانية للبعث وقال تعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) الآية فمن فسر الفزع في هذه الآية بالصعق فهي النفخة الأولى المذكورة في آية الزمر ,ويؤيده حديث مسلم وفيه:” ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا – قال – وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله – قال – فيصعق ويصعق الناس, ثم يرسل الله أو قال: ينزل الله مطرا كأنه الطل أو قال الظل- شعبة الشاك- فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ” الحديث, ومن فسر الفزع بدون الصعق فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختين ويؤيده ما في حديث الصور الطويل فإن فيه ذكر ثلاث نفخات: نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين.
صفة الحشر من الكتاب
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #57  
قديم 12-07-2017 , 01:22 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل إعجاز القرآن
س: ما دليل إعجاز القرآن ؟
ج: الدليل على ذلك نزوله في أكثر من عشرين سنة متحديا به أفصح الخلق وأقدرها على الكلام ,وأبلغها منطقا ,وأعلاها بيانا قائلا فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )،( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات )،( قل فأتوا بسورة مثله ) فلم يفعلوا ولم يروموا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل ممكن مع كون حروفه وكلماته من جنس كلامهم الذي به يتحاورون, وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( .
وقال صلى الله عليه وسلم:” ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة” وقد صنف الناس في وجوه إعجاز القرآن من جهة الألفاظ والمعاني والأخبار الماضية ,والآتية من المغيبات وما بلغوا من ذلك إلا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر.
دليل الإيمان باليوم الآخر
س: ما دليل الإيمان باليوم الآخر ؟
ج: قال الله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) وقال تعالى إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ) وقال تعالى إن الساعة لآتية لا ريب فيها ) إلى غير ذلك من الآيات.
معنى الإيمان باليوم الآخر
س: ما معنى الإيمان باليوم الآخر وما الذي يدخل فيه ؟
ج: معناه التصديق الجازم بإتيانه لا محالة والعمل بموجب ذلك ,ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون قبلها لا محالة. وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع وتفاصيل المحشر ونشر الصحف ووضع الموازين وبالصراط والحوض والشفاعة وغيرها وبالجنة ونعيمها الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عز وجل, وبالنار وعذابها الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل.
مجيء الساعة من مفاتيح الغيب
س: هل يعلم أحد متى تكون الساعة ؟
ج: مجيء الساعة من مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها كما قال تعالى إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) وقال تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ) الآيتين ،وقال تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها) الآيات، ولما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني عن الساعة قال:” ما المسئول عنها بأعلم من السائل” وذكر أماراتها وزاد في رواية:” في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى” وتلا الآية السابقة.
أمارات الساعة من الكتاب
س: ما مثال أمارات الساعة من الكتاب ؟
ج: مثل قوله تعالى هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) الآية, وقوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وقوله تعالىحتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق ) الآيات, وقوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) الآيات, وقوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) الآيات وغيرها.
أمارات الساعة من السنة
س: ما مثال أمارات الساعة من السنة ?
ج: مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربها وأحاديث الدابة وأحاديث الفتن كالدجال والملاحم. وأحاديث نزول عيسى, وخروج يأجوج ومأجوج وأحاديث الدخان, وأحاديث الريح التي تقبض كل نفس مؤمنة, وأحاديث النار التي تظهر وأحاديث الخسوف وغيرها.
دليل الإيمان بالموت
س: ما دليل الإيمان بالموت ؟
ج: قال الله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) وقال تعالى كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إنك ميت وإنهم ميتون ) وقال تعالى وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ) وقال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقال تعالى كل شيء هالك إلا وجهه) وقال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت ) وغير ذلك من الآيات, وفيه من الأحاديث ما لا يحصى ,والأمر مشاهد لا يجهله أحد وليس فيه شك ولا تردد ولكن عناد واستكبار ولا يعمل على موجب إيمانه به وبما بعده إلا عباد الله المخلصون ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان إن ذلك بأجله لم ينقص منه شيئا قال الله تعالى كل يجري لأجل مسمى ) وقال تعالى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .(
دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب
س: ما دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ( وقال تعالى وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) الآية، وقال تعالى ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) وقال تعالى سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) وغير ذلك من الآيات.
دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة ؟
ج: الأحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر فمنها حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال:” إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ,فيراهما جميعا – قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس – قال وأما المنافق والكافر فيقال له :ما كنت تقول في هذا الرجل ؟فيقول :لا أدري كنت أقول ما يقول الناس, فيقال. لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ” وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ,وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ” وحديث القبرين وفيه – “إنهما ليعذبان “وحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال:” يهود تعذب في قبورها “وحديث أسماء قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة, وقالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر, وفي قصة الكسوف وأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يتعوذوا من عذاب القبر , وكل هذه الأحاديث في الصحيج وقد سقنا منها نحو ستين حديثا من طرق ثابتة عن جماعة من الصحابة يرفعونها في شرحنا على “السلم” فليراجع.
دليل البعث من القبر
س: ما دليل البعث من القبر ؟
ج: قول الله تعالى يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) إلى قوله تعالى ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ) وقوله تعالى وهو الذي ييدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) وقوله تعالى كما بدأنا أول خلق نعيده ) وقوله تعالى( ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) الآيات ،وقوله أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه فال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) إلى آخر السورة ،وقوله تعالى أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ) إلى آخر السورة ،وقوله تعالى ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير) وغيرها من الآيات ،وكثيرا ما يضرب الله تعالى لذلك مثلا بإحيائه الأرض بالماء فتصبح تهتز مخضرة بالنبات بعد موتها بالجدب إذ كانت قبل هامدة وبذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في حديث العقيلي الطويل حيث قال:” ولعمر إلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت عنه القبر حتى تخلقه من قبل رأسه فيستوي جالسا يقول ربك مهيم ؟ أي ما أمرك وما شأنك؟ لما كان منه يقول رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله قلت :يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال: أنبؤك بمثل ذلك في آلاء الله الأرض أشرفت عليها وهي في مدرة بالية فقلت لا تحيى أبدا؟ فأرسل الله عليها السماء فلم تلبث عنها إلا أياما حتى أشرفت عليها فإذا هي مشربة واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الأصواء من مصارعكم ” الحديث وغيره كثير.
حكم من كذب بالبعث
س: ما حكم من كذب بالبعث ؟
ج: هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله. قال الله تعالى وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) وقال تعالى وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )، وقال تعالى زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك على الله يسير ) وغيرها من الآيات ,وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى:” كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ,وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد” .
دليل النفخ في الصور
س: ما دليل النفخ في الصور وكم نفخات ينفخ فيه ؟
ج: قال الله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) ففي هذه الآية ذكر نفختين الأولى للصعق ,والثانية للبعث وقال تعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) الآية فمن فسر الفزع في هذه الآية بالصعق فهي النفخة الأولى المذكورة في آية الزمر ,ويؤيده حديث مسلم وفيه:” ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا – قال – وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله – قال – فيصعق ويصعق الناس, ثم يرسل الله أو قال: ينزل الله مطرا كأنه الطل أو قال الظل- شعبة الشاك- فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ” الحديث, ومن فسر الفزع بدون الصعق فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختين ويؤيده ما في حديث الصور الطويل فإن فيه ذكر ثلاث نفخات: نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين.
صفة الحشر من الكتاب
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:24 PM   #58
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

س: كيف صفة الحشر من الكتاب ؟
ج: في صفته آيات كثيرة ،منها قوله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) الآية ،وقوله تعالى وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) الآيات، وقوله تعالى يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) الآيات، وقوله تعالى وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون ) الآيات، وقوله تعالى يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) وهو نقل الأقدام إلى المحشر كأخفاف الإبل، وقوله تعالى ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم ) وغير ذلك من الآيات كثير.
صفة الحشر من السنة
س: كيف صفته من السنة ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير ،وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا, وتصبح معهم حيث أصبحوا, وتمسي معهم حيث أمسوا ” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه قال “أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ” قال صلى الله عليه وسلم :”إنكم محشورون حفاة عراة عزلا كما بدأنا أول خلق نعيده – الآية. وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم” الحديث وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال” الأمر أشد من أن يهمهم ذلك” .
صفة الموقف من الكتاب
س: كيف صفة الموقف من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى:” ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ) الآيات وقال تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) الآيات. قال تعالى وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) الآيات. وقال تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) الآيات. وقال تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان ) الآيات. وغير ذلك كثير.
صفة الموقف من السنة وصفة العرض والحساب من الكتاب
س: كيف صفة الموقف من السنة ؟
ج: فيها أحاديث كثيرة منها عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) قال:” يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه” وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم” وهذه في الصحيح وغيرها كثير.
س: كيف صفة العرض والحساب من الكتاب ؟
ج: قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) الآيات ،وقال تعالى وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ) الآيات ،وقال تعالى ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) وقال تعالى يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقال تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كان يعملون ) وقال تعالى وقفوهم إنهم مسئولون ) الآيات وغيرها كثير
س: كيف صفة ذلك من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها قوله صلى الله عليه وسلم:” من نوقش الحساب عذب ” قالت عائشة رضي الله عنها: أليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسير) قال:” ذلك العرض “وقال صلى الله عليه وسلم :” يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملئ الأرض ذهبا كنت تفتدي به فيقول نعم فيقال: قد سئلت ما هو أيسر من ذلك – وفي رواية فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك ” وقال صلى الله عليه وسلم” ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة ” وقال صلى الله عليه وسلم” يدنو أحدكم – يعني المؤمنين – من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول – إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ” وغير ذلك من الأحاديث.
صفة نشر الصحف من الكتاب
س: كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟
ج: قال تعالى وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) وقال تعالى وإذا الصحف نشرت) قال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ) قال تعالى فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) إلى قوله – (الخاطئون ) وفي آية الانشقاق (وأما من أوتي كتابه بيمينه ) – وقال وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ) فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من أمامه ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بالله عز وجل.
صفة نشر الصحف من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها قوله صلى الله عليه وسلم:” يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتين، فيقول سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم , ثم تطوى صحيفة حسناته, وأما الآخرون أو الكفار فينادى عليهم على رءوس الأشهاد: (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) وقالت عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال” يا عائشة أما عند ثلاث فلا أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا, وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فلا, وحين يخرج عنق من النار ) الحديث بطوله رواه أحمد وأبو داود وغير ذلك من الأحاديث
دليل الميزان من الكتاب وكيفية صفة الوزن
س: ما دليل الميزان من الكتاب وكيف صفة الوزن ؟
ج: قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) وقال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )وقال تعالى في الكافرين فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) وغير ذلك من الآيات.
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان وإنها ترجح بتسعين سجلا من السيئات كل سجل منها مدى البصر, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود رضي الله عنه:” أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد” وقال صلى الله عليه وسلم : “إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ” – وقال – اقرأوا( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) وغير ذلك من الأحاديث.
دليل الصراط من الكتاب
س: ما دليل الصراط من الكتاب؟
ج: قال الله عز وجل وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) وقال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ) الآيات.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #58  
قديم 12-07-2017 , 01:24 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

س: كيف صفة الحشر من الكتاب ؟
ج: في صفته آيات كثيرة ،منها قوله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) الآية ،وقوله تعالى وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) الآيات، وقوله تعالى يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) الآيات، وقوله تعالى وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون ) الآيات، وقوله تعالى يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) وهو نقل الأقدام إلى المحشر كأخفاف الإبل، وقوله تعالى ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم ) وغير ذلك من الآيات كثير.
صفة الحشر من السنة
س: كيف صفته من السنة ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير ،وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا, وتصبح معهم حيث أصبحوا, وتمسي معهم حيث أمسوا ” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه قال “أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ” قال صلى الله عليه وسلم :”إنكم محشورون حفاة عراة عزلا كما بدأنا أول خلق نعيده – الآية. وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم” الحديث وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال” الأمر أشد من أن يهمهم ذلك” .
صفة الموقف من الكتاب
س: كيف صفة الموقف من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى:” ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ) الآيات وقال تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) الآيات. قال تعالى وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) الآيات. وقال تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) الآيات. وقال تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان ) الآيات. وغير ذلك كثير.
صفة الموقف من السنة وصفة العرض والحساب من الكتاب
س: كيف صفة الموقف من السنة ؟
ج: فيها أحاديث كثيرة منها عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) قال:” يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه” وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم” وهذه في الصحيح وغيرها كثير.
س: كيف صفة العرض والحساب من الكتاب ؟
ج: قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) الآيات ،وقال تعالى وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ) الآيات ،وقال تعالى ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) وقال تعالى يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقال تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كان يعملون ) وقال تعالى وقفوهم إنهم مسئولون ) الآيات وغيرها كثير
س: كيف صفة ذلك من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها قوله صلى الله عليه وسلم:” من نوقش الحساب عذب ” قالت عائشة رضي الله عنها: أليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسير) قال:” ذلك العرض “وقال صلى الله عليه وسلم :” يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملئ الأرض ذهبا كنت تفتدي به فيقول نعم فيقال: قد سئلت ما هو أيسر من ذلك – وفي رواية فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك ” وقال صلى الله عليه وسلم” ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة ” وقال صلى الله عليه وسلم” يدنو أحدكم – يعني المؤمنين – من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول – إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ” وغير ذلك من الأحاديث.
صفة نشر الصحف من الكتاب
س: كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟
ج: قال تعالى وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) وقال تعالى وإذا الصحف نشرت) قال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ) قال تعالى فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) إلى قوله – (الخاطئون ) وفي آية الانشقاق (وأما من أوتي كتابه بيمينه ) – وقال وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ) فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من أمامه ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بالله عز وجل.
صفة نشر الصحف من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها قوله صلى الله عليه وسلم:” يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتين، فيقول سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم , ثم تطوى صحيفة حسناته, وأما الآخرون أو الكفار فينادى عليهم على رءوس الأشهاد: (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) وقالت عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال” يا عائشة أما عند ثلاث فلا أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا, وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فلا, وحين يخرج عنق من النار ) الحديث بطوله رواه أحمد وأبو داود وغير ذلك من الأحاديث
دليل الميزان من الكتاب وكيفية صفة الوزن
س: ما دليل الميزان من الكتاب وكيف صفة الوزن ؟
ج: قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) وقال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )وقال تعالى في الكافرين فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) وغير ذلك من الآيات.
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة :منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان وإنها ترجح بتسعين سجلا من السيئات كل سجل منها مدى البصر, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود رضي الله عنه:” أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد” وقال صلى الله عليه وسلم : “إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ” – وقال – اقرأوا( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) وغير ذلك من الأحاديث.
دليل الصراط من الكتاب
س: ما دليل الصراط من الكتاب؟
ج: قال الله عز وجل وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) وقال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ) الآيات.
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:38 PM   #59
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل الصراط من السنة وصفته
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة: منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة:” يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ،فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ” الحديث في الصحيح وقال أبو سعيد رضي الله عنه: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف.
دليل القصاص من الكتاب
س: ما دليل القصاص من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ) إلى قوله والله يقضي بالحق ) الآيات، وقوله تعالى وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) الآيات.
دليل القصاص وصفته من السنة
س: ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أول ما يقضى بين الناس في الدماء ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه” وقوله صلى الله عليه وسلم :”يخلص المؤمنون من النار فيجلسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ) وكلها في الصحيح وغيرها كثير.
دليل الحوض من الكتاب
س: ما دليل الحوض من الكتاب ؟
ج: قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر) السورة.
دليل الحوض وصفته من السنة
س: ما دليله وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أنا فرطكم على الحوض ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن” وقوله صلى الله عليه وسلم :”حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر” وغير ذلك من الأحاديث فيه كثير.
دليل الإيمان بالجنة والنار
س: ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟
ج: قال الله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) الآية. وغيرها ما لا يحصى, وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل” ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق, والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق ” الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ” أخرجاه وفي رواية” من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء ” .
معنى الإيمان بالجنة والنار
س: ما معنى الإيمان بالجنة والنار?
ج: معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا, ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.
الدليل على وجود الجنة والنار
س: ما الدليل على وجودهما الآن ؟
ج: أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان فقال في الجنة أعدت للمتقين )، وقال في النار أعدت للكافرين ) وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء” الحديث, وتقدم في فتنة وعذاب القبر “إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده ” الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم” أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم “، وقال صلى الله عليه وسلم” اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت ربي أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير “، وقال صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء وقال صلى الله عليه وسلم” لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال اذهب فانظر إليها ” الحديث وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء ،وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى.
الدليل على بقاء الجنة والنار أبدا
س: ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟
ج: قال الله تعالى في الجنة خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )، وقال تعالى ما هم منها بمخرجين )، وقال تعالى فيها عطاء غير مجذوذ )، وقال تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة )، وقال تعالى إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )، وقال تعالى إن المتقين في مقام أمين ) إلى قوله لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى )، وغيرها من الآيات فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها, وكذلك النار قال تعالى فيها إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا )، وقال تعالى ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى وما هم بخارجين من النار )، وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )، وقال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها )، وقال تعالى إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى )، وغير ذلك من الآيات . فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها أنهم خالدون فيها أبدا فنفى تعالى خروجهم منها بقوله :وما هم بخارجين ، ونفى انقطاعها عنهم بقوله :لا يفتر عنهم ، ونفى فناءهم فيها بقوله :لا يموت فيها ولا يحيى ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ” الحديث, وقال صلى الله عليه وسلم:” إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ,ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم” – وفي لفظ – كل خالد فيما هو فيه ،وفي رواية ثم :قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) وهي في الصحيح وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .
الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة
س: ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟
ج: قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )، وقال تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )، وقال تعالى في الكفار كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه, وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:” إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا” وقوله :”كما ترون هذا “أي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ,كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :”ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ” وهذا تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع, تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو أعلم الخلق بالله عز وجل, وفي حديث صهيب عند مسلم:” فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ” ثم تلا هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح “سلم الوصول” خمسة وأربعين حديثا عن أكثر من ثلاثين صحابيا, ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ,وكان من الذين قال الله تعالى فيهم كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) نسأل الله تعالى العفو والعافية وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه .آمين.
دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون
س: ما دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون ؟
ج: قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة, بقيود ثقيلة وأخبرنا تعالى إنها ملك له، ليس لأحد فيها شيء فقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا (.
فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )،( ما من شفيع إلا من بعد إذنه )،(وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )،( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) وأما ممن تكون فكما أخبرنا تعالى إنها لا تكون إلا من بعد إذنه أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) وقال لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) وأما لمن تكون فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )،(يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص, وأما غيرهم فقال تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) وقال تعالى عنهم فما لنا من شافعين ولا صديق حميم )، وقال تعالى فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :”ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع ” الحديث ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة بل قال :”فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة “ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة, وقال له أبو هريرة رضي الله عنه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال” من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه” .
أنواع الشفاعة وأعظمها
س: كم أنواع الشفاعة وما أعظمها ؟
ج: أعظمها: الشفاعة العظمى في موقف القيامة في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده ,وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل كما قال تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف ,وطال المقام واشتد القلق، وألجمهم العرق ،التمسوا الشفاعة في أن يفصل الله بينهم فيأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ابن مريم وكلهم يقول نفسي نفسي إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما.
الثانية: الشفاعة في استفتاح باب الجنة ،وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته.
الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
الرابعة: في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل.
الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة، وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه هو المقدم فيها ,ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون ،ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة.
السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار ,وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب كما في مسلم ,وغيره ولا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي – بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم الجنة وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة.
أثر العمل في دخول الجنة والنجاة من النار
س: هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله – قالوا يا رسول الله ولا أنت – قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ” وفي رواية” سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله – قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل” .
الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة
س: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون(؟
ج: لا منافاة بينهما بحمد الله، فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية ;لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه, والمنفي في الحديث هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة, فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة( رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين .(
دليل الإيمان بالقدر جملة
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #59  
قديم 12-07-2017 , 01:38 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل الصراط من السنة وصفته
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة: منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة:” يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ،فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ” الحديث في الصحيح وقال أبو سعيد رضي الله عنه: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف.
دليل القصاص من الكتاب
س: ما دليل القصاص من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ) إلى قوله والله يقضي بالحق ) الآيات، وقوله تعالى وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) الآيات.
دليل القصاص وصفته من السنة
س: ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أول ما يقضى بين الناس في الدماء ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه” وقوله صلى الله عليه وسلم :”يخلص المؤمنون من النار فيجلسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ) وكلها في الصحيح وغيرها كثير.
دليل الحوض من الكتاب
س: ما دليل الحوض من الكتاب ؟
ج: قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر) السورة.
دليل الحوض وصفته من السنة
س: ما دليله وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أنا فرطكم على الحوض ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن” وقوله صلى الله عليه وسلم :”حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر” وغير ذلك من الأحاديث فيه كثير.
دليل الإيمان بالجنة والنار
س: ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟
ج: قال الله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) الآية. وغيرها ما لا يحصى, وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل” ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق, والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق ” الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ” أخرجاه وفي رواية” من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء ” .
معنى الإيمان بالجنة والنار
س: ما معنى الإيمان بالجنة والنار?
ج: معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا, ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.
الدليل على وجود الجنة والنار
س: ما الدليل على وجودهما الآن ؟
ج: أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان فقال في الجنة أعدت للمتقين )، وقال في النار أعدت للكافرين ) وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء” الحديث, وتقدم في فتنة وعذاب القبر “إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده ” الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم” أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم “، وقال صلى الله عليه وسلم” اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت ربي أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير “، وقال صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء وقال صلى الله عليه وسلم” لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال اذهب فانظر إليها ” الحديث وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء ،وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى.
الدليل على بقاء الجنة والنار أبدا
س: ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟
ج: قال الله تعالى في الجنة خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )، وقال تعالى ما هم منها بمخرجين )، وقال تعالى فيها عطاء غير مجذوذ )، وقال تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة )، وقال تعالى إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )، وقال تعالى إن المتقين في مقام أمين ) إلى قوله لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى )، وغيرها من الآيات فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها, وكذلك النار قال تعالى فيها إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا )، وقال تعالى ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى وما هم بخارجين من النار )، وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )، وقال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها )، وقال تعالى إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى )، وغير ذلك من الآيات . فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها أنهم خالدون فيها أبدا فنفى تعالى خروجهم منها بقوله :وما هم بخارجين ، ونفى انقطاعها عنهم بقوله :لا يفتر عنهم ، ونفى فناءهم فيها بقوله :لا يموت فيها ولا يحيى ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ” الحديث, وقال صلى الله عليه وسلم:” إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ,ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم” – وفي لفظ – كل خالد فيما هو فيه ،وفي رواية ثم :قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) وهي في الصحيح وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .
الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة
س: ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟
ج: قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )، وقال تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )، وقال تعالى في الكفار كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه, وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:” إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا” وقوله :”كما ترون هذا “أي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ,كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :”ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ” وهذا تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع, تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو أعلم الخلق بالله عز وجل, وفي حديث صهيب عند مسلم:” فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ” ثم تلا هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح “سلم الوصول” خمسة وأربعين حديثا عن أكثر من ثلاثين صحابيا, ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ,وكان من الذين قال الله تعالى فيهم كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) نسأل الله تعالى العفو والعافية وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه .آمين.
دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون
س: ما دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون ؟
ج: قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة, بقيود ثقيلة وأخبرنا تعالى إنها ملك له، ليس لأحد فيها شيء فقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا (.
فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )،( ما من شفيع إلا من بعد إذنه )،(وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )،( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) وأما ممن تكون فكما أخبرنا تعالى إنها لا تكون إلا من بعد إذنه أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) وقال لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) وأما لمن تكون فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )،(يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص, وأما غيرهم فقال تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) وقال تعالى عنهم فما لنا من شافعين ولا صديق حميم )، وقال تعالى فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :”ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع ” الحديث ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة بل قال :”فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة “ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة, وقال له أبو هريرة رضي الله عنه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال” من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه” .
أنواع الشفاعة وأعظمها
س: كم أنواع الشفاعة وما أعظمها ؟
ج: أعظمها: الشفاعة العظمى في موقف القيامة في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده ,وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل كما قال تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف ,وطال المقام واشتد القلق، وألجمهم العرق ،التمسوا الشفاعة في أن يفصل الله بينهم فيأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ابن مريم وكلهم يقول نفسي نفسي إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما.
الثانية: الشفاعة في استفتاح باب الجنة ،وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته.
الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
الرابعة: في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل.
الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة، وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه هو المقدم فيها ,ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون ،ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة.
السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار ,وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب كما في مسلم ,وغيره ولا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي – بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم الجنة وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة.
أثر العمل في دخول الجنة والنجاة من النار
س: هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله – قالوا يا رسول الله ولا أنت – قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ” وفي رواية” سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله – قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل” .
الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة
س: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون(؟
ج: لا منافاة بينهما بحمد الله، فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية ;لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه, والمنفي في الحديث هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة, فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة( رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين .(
دليل الإيمان بالقدر جملة
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2017, 01:38 PM   #60
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

س: ما دليل الإيمان بالقدر جملة ؟
ج: قال الله تعالى وكان أمر الله قدرا مقدورا )، وقال تعالى ليقضي الله أمرا كان مفعولا )، وقال تعالى وكان أمر الله مفعولا )، وقال تعالى ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) الآية ،وقال تعالى وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله )، وقال تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) وغير ذلك من الآيات, وتقدم في حديث جبريل:” وتؤمن بالقدر خيره وشره ” وقال صلى الله عليه وسلم” واعلم أنما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك” وقال صلى الله عليه وسلم” وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل” وقال صلى الله عليه وسلم “كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ” وغير ذلك من الأحاديث.
مراتب الإيمان بالقدر
س: كم مراتب الإيمان بالقدر؟
ج: الإيمان بالقدر على أربع مراتب:
المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء ،الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض, وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم, وعلم أرزاقهم ،وآجالهم ،وأقوالهم ،وأعمالهم، وجميع حركاتهم، وسكناتهم وأسرارهم، وعلانياتهم ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار.
المرتبة الثانية: الإيمان بكتابة ذلك وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن، وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم.
المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون، ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن, فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة, وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه، لا لعدم قدرة الله عليه ،تعالى الله عن ذلك وعز وجل (وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا (
المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه ما من ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا فيما بينهما إلا والله خالقها ،وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه .
س: ما دليل المرتبة الأولى وهي الإيمان بالعلم ؟
ج: قال الله تعالى هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة )، وقال تعالى وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )، وقال تعالى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر )، وقال تعالى عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) الآيات، وقال تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته)، وقال تعالى إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )، وقال تعالى أليس الله بأعلم بالشاكرين )،( أليس الله بأعلم بما في صدور العالمين )، وقال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )، وقال تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) وفي الصحيح قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال نعم. قال ففيم يعمل العاملون؟ قال :”كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له ” وفيه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال:” الله أعلم بما كانوا عاملين” وفي مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ” وفيه قال صلى الله عليه وسلم:” إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار , وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة” وفيه قال صلى الله عليه وسلم :”ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار” قالوا يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل, قال:” اعملوا فكل ميسر لما خلق له “ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى – إلى قوله – فسنيسره للعسرى ) وغير ذلك من الأحاديث.
س: ما دليل المرتبة الثانية وهي الإيمان بكتابة المقادير؟
ج: قال الله تعالى وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)،وقال تعالىإن ذلك في كتاب) ، وقال تعالى في محاجة موسى وفرعون قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )،وقال تعالى وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير )، وغير ذلك من الآيات وقال صلى الله عليه وسلم :” ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة ” رواه مسلم، وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيم العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال :”لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ فقال:” اعملوا فكل ميسر – وفي رواية كل عامل ميسر لعمله ” وغير ذلك من الأحاديث.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #60  
قديم 12-07-2017 , 01:38 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

س: ما دليل الإيمان بالقدر جملة ؟
ج: قال الله تعالى وكان أمر الله قدرا مقدورا )، وقال تعالى ليقضي الله أمرا كان مفعولا )، وقال تعالى وكان أمر الله مفعولا )، وقال تعالى ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) الآية ،وقال تعالى وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله )، وقال تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) وغير ذلك من الآيات, وتقدم في حديث جبريل:” وتؤمن بالقدر خيره وشره ” وقال صلى الله عليه وسلم” واعلم أنما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك” وقال صلى الله عليه وسلم” وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل” وقال صلى الله عليه وسلم “كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ” وغير ذلك من الأحاديث.
مراتب الإيمان بالقدر
س: كم مراتب الإيمان بالقدر؟
ج: الإيمان بالقدر على أربع مراتب:
المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء ،الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض, وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم, وعلم أرزاقهم ،وآجالهم ،وأقوالهم ،وأعمالهم، وجميع حركاتهم، وسكناتهم وأسرارهم، وعلانياتهم ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار.
المرتبة الثانية: الإيمان بكتابة ذلك وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن، وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم.
المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون، ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن, فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة, وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه، لا لعدم قدرة الله عليه ،تعالى الله عن ذلك وعز وجل (وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا (
المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه ما من ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا فيما بينهما إلا والله خالقها ،وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه .
س: ما دليل المرتبة الأولى وهي الإيمان بالعلم ؟
ج: قال الله تعالى هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة )، وقال تعالى وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )، وقال تعالى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر )، وقال تعالى عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) الآيات، وقال تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته)، وقال تعالى إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )، وقال تعالى أليس الله بأعلم بالشاكرين )،( أليس الله بأعلم بما في صدور العالمين )، وقال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )، وقال تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) وفي الصحيح قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال نعم. قال ففيم يعمل العاملون؟ قال :”كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له ” وفيه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال:” الله أعلم بما كانوا عاملين” وفي مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ” وفيه قال صلى الله عليه وسلم:” إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار , وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة” وفيه قال صلى الله عليه وسلم :”ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار” قالوا يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل, قال:” اعملوا فكل ميسر لما خلق له “ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى – إلى قوله – فسنيسره للعسرى ) وغير ذلك من الأحاديث.
س: ما دليل المرتبة الثانية وهي الإيمان بكتابة المقادير؟
ج: قال الله تعالى وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)،وقال تعالىإن ذلك في كتاب) ، وقال تعالى في محاجة موسى وفرعون قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )،وقال تعالى وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير )، وغير ذلك من الآيات وقال صلى الله عليه وسلم :” ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة ” رواه مسلم، وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيم العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال :”لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ فقال:” اعملوا فكل ميسر – وفي رواية كل عامل ميسر لعمله ” وغير ذلك من الأحاديث.
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 AM