إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-06-2013, 05:10 AM   #1
اسعاف دولي
كاتب قدير
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 4,966
افتراضي مع

اتمنى قراءة المقال بالكامل الصادر من كلية وارتن



المعادن النادرة : هيمنة الصين وكنوز المملكة


في عام 1978، أرسلت المملكة العربية السعودية فريقا جيولوجيا أجنبيا لمسح موقع جرانيت كبير في المنطقة الشمالية الغربية، المعروفة باسم رواسب الغريا. كانت الآمال المعلقة على الفريق هي اكتشاف اليورانيوم. كان الاكتشاف هو أن الرواسب كانت غنية بفلزات رمادية مزرقة تعرف باسم التنتالوم والنيوبيوم.مع الطلب القليل على الفلزات، تحرك المساحون، وبعد ذلك بعام، تسببت الثورة الإيرانية في أزمة نفط عالمية ثانية، مما أدى إلى الارتفاع الصاروخي لأسعار المورد الرئيس في المملكة العربية السعودية.
بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، عاد الجيولوجيون إلى رواسب الغريا. اعتبرت الشركة البريطانية التي فازت بترخيص استكشاف المنطقة في الوقت الراهن "تيرتياري مينيرالز" Tertiary Minerals هذه الرواسب أكبر مستودع معروف للتنتالوم و النيوبيوم في العالم، مع تقديرات تشير إلى وجود ما يقرب من 95.000 طن متريا متاحة الاستخراج. كان تجدد الاهتمام هذا لأنه في السنوات التي انقضت منذ ذلك المسح الأولي، استخدمت الفلزات في عدد من الأجهزة الإلكترونية الحديثة. لكن الأهم من ذلك أنها تنتمي إلى مجموعة معدنية معروفة باسم الفلزات الأرضية النادرة، وهي مورد يمكن للطلب عليه أن يقزم أسعار النفط خلال أزمات الطاقة.


يرجع السبب في ذلك إلى سيطرة الصين الآن على أكثر من 95 ٪ من موارد العالم من الفلزات الأرضية النادرة، ووضعها قيودا على صادرات الأتربة النادرة، مما تسبب في اختناق الموارد. وفي هذا الإطار، خفضت الصين حصص التصدير بنسبة 72 في المائة في النصف الثاني من العام الماضي، وفرضت تخفيضا آخر بنسبة 35 في المائة في النصف الأول من عام 2011 من مستوى العام الماضي. نتيجة لذلك، قفزت أسعار بعض الأتربة النادرة بأكثر من 1.000 ٪. تشير بعض التقديرات إلى أن الطلب العالمي على المعادن قد يتجاوز الضعف بحلول عام 2020 من 125.000 طن متريا في العام الماضي.


حث مؤخرا اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي البيت الأبيض على منع مشاريع التعدين الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أماكن أخرى حتى تخفف بكين قيودها على صادرات المعادن الأرضية النادرة، والتي تعتبر مكونات لا غنى عنها في مجموعة من المنتجات بما في ذلك السيارات الهجينة، والبطاريات المستخدمة في الهواتف النقالة، وأحجار المغناطيس ذات التقنية الفائقة، و الحفازات المستخدمة في تكرير النفط. قال عضوا مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، تشاك شومر Chuck Schumer و ديبي ستابينو Debbie Stabenow، في بيان إنهما يهدفان إلى معالجة "كنز" الصين للفلزات المربحة، والتي تتكون من مجموعة من 17 عنصرا ذات أسماء غريبة مثل التربيوم، والأوروبيوم، والدسبروزيوم، واللوتيتيوم.
لقد انخرط الصينيون في السياسة الخاصة بهم والمتعلقة بالفلزات. إنهم يقومون ببطء بتخفيف القيود المفروضة على شحنات الأتربة النادرة إلى اليابان، والتي كانت قد توقفت منذ 21 سبتمبر/ أيلول، بعد إلقاء القبض على قبطان زورق صيد صيني من جانب السلطات اليابانية في المياه الإقليمية المتنازع عليها. على الرغم من تأكيد المسؤولين الصينيين أنه لا وجود لحظر رسمي، فإن توقيت التوقف المفاجئ للشحنات اليابانية لا يبدو البتة من قبيل الصدفة. بعد ذلك وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، أوقفت الصين جميع صادراتها من المواد الأرضية النادرة لمدة 10 أيام، مما عطل التجارة بصورة فعالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وأبرزت هذه التحركات احتكار الصين العملي للموارد العالمية. تقوم الصين في الواقع بخفض حصتها من الصادرات على الفلزات الأرضية النادرة بطريقة متحكم بها ومنظمة منذ عام 2005؛ مما يعتبر تحذيرا من أن القليل ثم القليل من الموارد ستكون متاحة لبقية العالم.
في الخطاب الذي يحيل إلى أزمات الطاقة في فترة السبعينات، تشير التقارير إلى أن الزعيم الصيني السابق دنغ تشياو بينغ Deng Xiaoping قد قال في خطاب ألقاه في عام 1992، "لدى الشرق الأوسط نفطه، ولدى الصين الأتربة النادرة." بعد ذلك بسنوات، طلب الرئيس الصيني جيانغ زيمين Jiang Zemin المزيد من بلاده، قائلا :"تحسين تطوير وتطبيقات الأتربة النادرة، وتغيير ميزة الموارد إلى تفوق اقتصادي."


أسباب الهيمنة الصينية

إن سيطرة الصين على 95 ٪ من المعروض العالمي من الأتربة النادرة هي إحصائية مميزة بالنسبة لصناعة لم تبدأ في تطويرها سوى منذ فترة الخمسينات، وفقا لورقة بحثية تحدد "تطوير وسياسات صناعة الأتربة النادرة في الصين" Development and Policies of China's Rare Earth Industry ، والتي نشرها جانهينغ تشن Zhanheng Chen، نائب مدير "الجمعية الصينية للأتربة النادرة" Chinese Society of Rare Earths. تقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الصين لديها ما يقرب من 36 ٪ من احتياطيات العالم، لكنه من السهل استخراج المعادن في الصين لأسباب جيولوجية. كما أن البلاد كانت، في الماضي، أكثر تحملا للأضرار البيئية التي تتسبب فيها المناجم على المناطق المحيطة بها. في الآونة الأخيرة، تعاملت الصين بشكل أكثر صرامة مع عمليات الأتربة النادرة للتقيد بالقوانين البيئية الأكثر صرامة مع إطلاق البلد لحملات لتكون رائدة عالمية في مجال الطاقة النظيفة.


"لا أعتقد أن هناك أي شيء شرير فيما يتعلق بما تقوم به الصين مع الحظر،" يقول كيث ديلاني Keith Delaney، المدير التنفيذي ل"جمعية صناعة الأتربة النادرة والتكنولوجيا"Rare Earth Industry and Technology Association . تأسست الجمعية غير الربحية، والتي تتخذ من كولورادو مقرا لها، قبل نحو سنة لدعم الإمدادات البديلة للمواد الأرضية النادرة حول العالم. "لقد هدأت المياه، لكنها لا تقلل حقا من سرعة تأثر التجارة التي يتعين على الشركات أن تواجهها،" يضيف.


"لا أعتقد أنه كان هناك أي حظر مفروض من قبل الحكومة الصينية في الفترات الأخيرة،" يقول ز. جون تشانغ Z. John Zhang، أستاذ التسويق في كلية وارتن. "بصفة عامة، قد تكون الحكومة الصينية مذنبة بكونها حريصة جدا على التصدير، لكنها نادرا ما تفرض قيودا على الصادرات. في الواقع، حتى في هذه الحالة، تنفي الحكومة الصينية رسميا أي حظر. فهمي هو أن وعي الصين بموقفها من الاحتكار فيما يخص إنتاج العناصر الأرضية النادرة كان هناك لبعض الوقت. ومع ذلك، وحتى وقت قريب، كانت تنتج وتبيع العناصر الأرضية النادرة كما لو أنها في سوق تنافسية. لبعض الوقت الآن، تستعد الصين لتغيير الممارسات ولتتصرف بوصفها محتكرا. هذه التغييرات متوقعة، ولا يمكن أن تعاب الصين من أجل الاستفادة من قوى السوق مثل كثير من البلدان الأخرى التي تملك الموارد.


"من الناحية المثالية، تريد الصين تسعير العناصر الأرضية النادرة بشكل يجعلها تنتزع ربحية قصوى (أو الفوائد) من المشترين، لكن الثمن ليس مرتفعا بعد لتشجيع ظهور مزودين أو بدائل لذلك،" يضيف تشانغ. "الآن، مع تسييس القيود المفروضة على صادرات الأتربة النادرة بسبب سوء التوقيت، قد يكون المشترون أكثر حماسا للبحث عن بدائل على المدى الطويل."
في عام 2009، بلغت قيمة المبيعات العالمية من أكسيدات الأتربة النادرة 1.4 بليون دولارا، ونمت بنسبة فاقت 10 ٪ سنويا، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". منذ النقص الحاصل في المواد الأرضية النادرة، ارتفعت قيمتها. كما ارتفعت أسعار المواد الأرضية النادرة سبع مرات منذ أن خفضت الصين من صادراتها بنسبة 72 في المائة في النصف الثاني من عام 2010، وفقا لمجلة "بيزنيس ويك" Businessweek التابعة ل"بلومبرغ".


في عام 2009، تم تزويد الصناعات العالمية بما يقرب من 125.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة، وفقا ل"خدمات معلومات روسكيل" Roskill Information Services، وهي شركة تعنى بأبحاث الفلزات والمعادن يوجد مقرها في لندن. من هذه الكمية، زودت الصين 120.000 طنا، في حين قدمت روسيا 2.500 طنا، و الولايات المتحدة الأمريكية 2.400 طنا، والهند 25 طنا. هناك أيضا رواسب معدنية أرضية نادرة في ماليزيا، و فيتنام، والبرازيل يجري استكشافها. في المجموع، حددت روسكيل نحو 200 مشروع أتربة نادرة في أجزاء مختلفة من العالم.


بحلول عام 2014، قدرت روسكيل أن الطلب على الفلزات الأرضية النادرة سيكون 205.000 طنا، لكن من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 180.000 طنا فقط، ما سيجعل العالم يعاني من عجز قدره 25.000 طنا. ستعاني بعض العناصر الأرضية النادرة، مثل الدسبروزيوم، والذي يستعمل في صنع أحجار المغناطيس وأشعة الليزر، من عجز في العرض قدره 700 طنا، وسيعاني الأوروبيوم، المستخدم في صنع اللون الأحمر في أجهزة التلفزيون، من خصاص قدره 50 طنا فيما يخص الاحتياجات المتوقعة.


ما هي العناصر الأرضية النادرة؟

هناك ما بين 15 و17 عنصرا أرضيا نادرا يحتل أسفل صفين من الجدول الدوري. لكن في الواقع، لا تعتبر نادرة جدا. فالقشرة الأرضية تزخر بهذه المعادن، لكن نادرا ما توجد مركزة في رواسب خام قابلة للاستغلال، وتصعب معالجتها واستخراجها بشكل آمن، وفعال، وصديق للبيئة. في الواقع، تشير "هيئة المسح الجيولوجي" الأمريكية إلى أن جميع العناصر الأرضية النادرة، ما عدا البروميثيوم، متوفرة أكثر من الفضة أو الزئبق. ومع ذلك، فإن النفايات المشعة الناتجة عن استخراج المعادن الأرضية النادرة من الشواغل الرئيسة عند تطوير منجم. كما أنه من الصعب العثور على رواسب خام غنية بما فيه الكفاية بكتل مركزة لجعل عملية التعدين مجدية اقتصاديا.
في الأصل، كانت هذه العناصر تسمى "نادرة" لأنها لم تكتشف إلا بحلول القرنين 18 و19، واكتشفت على شكل مكونات الأكسيد فيما يبدو معادن نادرة، وفقا ل"هيئة المسح الجيولوجي" الأمريكية. اكتشف أول عنصر أرضي نادر الإيتريوم (Y) في عام 1787 في محجر في إيتيربيYtterby في السويد. ويستخدم هذا العنصر الخاص في الموصلات الفائقة ذات درجة الحرارة العالية.كما أن المعادن الأرضية النادرة تلعب دورا حيويا في تكنولوجيا البطاريات المنمنمة، وبالتالي أهميتها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والكاميرات الرقمية، والهواتف المحمولة.


تعني الحملة العالمية من أجل طاقة نظيفة زيادة الطلب على الفلزات الأرضية النادرة. لصنع السيارات الهجينة، و توربينات الرياح، والمصابيح الكهربائية ذات الكفاءة في استخدام الطاقة و الفلورية المدمجة، لا بد من الفلزات الأرضية النادرة. تحتوي السيارات الهجينة على 5 أرطال من المواد الأرضية النادرة فيما يخص بطارياتها وأحجار المغناطيس.


تستخدم الفلزات الأرضية النادرة لتشغيل توربينات الرياح بشكل أكثر كفاءة وبأقل صيانة. "لا يتعين تشغيل كل توربينات الرياح بالأتربة النادرة، لكن هذه التكنولوجيا مقنعة جدا،" يقول ديلاني. في مقابلة مع "ذي أوستراليان" The Australian، قال كازونورى فوكودا Kazunori Fukuda، نائب مدير قسم الفلزات غير الحديدية في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، "تعتمد كل التكنولوجيا الخضراء على الفلزات النادرة، وتعتمد التجارة العالمية كلها فيما يخص الأتربة النادرة على الصين."
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المواد الأرضية النادرة ضرورية في التطبيقات العسكرية الأمريكية، مثل الأسلحة دقيقة التوجيه، والتكنولوجيا الشبح، ونظارات الرؤية الليلية. لقد أدركت وزارة الدفاع الأمريكية أن اعتمادها على إمدادات الصين من الأتربة النادرة قد يعرض للخطر عمليات الدفاع الأمريكية، وقامت بإجراء دراسة لبحث سلسلة معروض الأتربة النادرة. مع ذلك، وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت "بلومبرغ نيوز" Bloomberg News أن وزارة الدفاع الأمريكية خلصت، بعد دراسة دامت عاما كاملا، إلى أن هيمنة الصين على المواد الأرضية النادرة لا تشكل تهديدا للأمن القومي لأن القوة العسكرية تتطلب أقل من 5 ٪ من استهلاك الولايات المتحدة الأمريكية من الأتربة النادرة.


الأجهزة الحديثة تحرك الطلب

قدرت روسكيل أن الصين استهلكت في 2008 ما يقرب من 60 ٪ من حصتها من معروض الأتربة النادرة على شكل أحجار المغناطيس، وأكثر من ذلك في عام 2009 مع تطور صناعاتها المتمثلة في وسائل النقل والتكنولوجيا الخضراء. ازداد الطلب على أحجار المغناطيس من الأتربة النادرة بنسبة 15 ٪ سنويا على مدى السنوات ال10 الماضية، وفقا لوكالة "رويترز". تستعمل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، في المقام الأول، المواد الأرضية النادرة و الحفازات في صناعة السيارات. وقدرت "هيئة المسح الجيولوجي" الأمريكية أن الاستهلاك المحلي الأمريكي من الفلزات الأرضية النادرة هو 10.200 طنا في 2007. ومع ذلك، فإن البلدان الغربية تشتري بشكل شره منتجات مثل "آيباد" iPads، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف النقالة، وأجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة، والتي تتطلب جميعها المواد الأرضية النادرة.
في الوقت الذي تعتبر فيه الصين أكبر مستهلك، فإن اليابان هي أكبر مستورد للمواد الأرضية النادرة. "هناك الكثير من القلق في اليابان أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية [بشأن الحظر] لأن اليابان لديها الكثير في خطر أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية،" يلاحظ ديلاني.


نقلت "بلومبرغ" مؤخرا عن مسئول صيني عن "لجنة منطقة التنمية الصناعية ذات التقنية العالية للأتربة النادرة باوتو" Baotou Rare Earth High-Tech Industrial Development Zone Committee قوله إن الصين قد تبدأ في استيراد بعض العناصر الأرضية النادرة الثقيلة في السنوات الثلاثة والأربعة المقبلة لتلبية الطلب المحلي المتزايد. وقال المسئول إن الطلب المحلي على الأتربة النادرة زاد بنسبة 200 ٪ في الأشهر ال12 الماضية، مع ما يقرب من نصف هذه الزيادة لم يظهر سوى منذ بداية العام.
إن كمية المواد النادرة التي تستوردها اليابان رسميا ليست كمية هائلة. في عام 2009، كانت شحناتها المخصصة من الصين فقط 38.000 طنا، والتي كانت كافية بالكاد لتلبية احتياجات "تويوتا" و"هوندا" لوحدهما، وفقا ل"ذي أوستراليان".


على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت اليابان تخزن المواد الأرضية النادرة كإجراء احترازي، لأنها تدرك جيدا اعتمادها على-وسرعة تأثرها المحتمل من-- حصص الصين التصديرية. بالإضافة إلى ذلك، تقوم اليابان بشراء الأكسيدات الأرضية النادرة في السوق السوداء، بقدر خمس استهلاكها السنوي، وفقا ل"ذي أوستراليان". قال جينيا أداتشي Ginya Adachi من "الرابطة اليابانية للأتربة النادرة" Japanese Rare Earth Association في المقال نفسه، "إن الحكومة الصينية تريد ممارسة سيطرة كاملة، لكنها لا تملك الوسائل لذلك. إنها لا تسيطر على سوق الأتربة النادرة بنفس طريقة سيطرة منظمة "أوبك" على النفط. سوف يبيع عمال المناجم المحليين حتى لو حاولت الحكومة السيطرة على الأسعار أو الحصص." كما يعترف تشين، من "الجمعية الصينية للأتربة النادرة" Chinese Society of Rare Earths، بسوق سوداء مزدهرة من المواد الأرضية النادرة في تقريره، بحيث يقدر أن ما بين 30.000 إلى 40.000 طنا تغادر الصين بصورة غير مشروعة. ومع ذلك، وفي العام الماضي، شنت الصين حملة على السوق السوداء، مستشهدة بالأضرار البيئية التي يلحقها عمال المناجم غير الشرعيين.


تحول تركيز جديد إلى التعدين في المناطق الحضرية، والتي تعيد تدوير المعادن والفلزات من الإلكترونيات المستخدمة مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة. يقدر "المعهد الوطني لعلوم المواد" أن هناك 300.000 طنا من الفلزات الأرضية النادرة في ساحات الخردة في اليابان، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". تمكنت "دووا هولدينغس" Dowa Holdings في كوساكا Kosaka من إعادة تدوير الأنتيمون، الذي يستخدم في أشباه الموصلات، والإنديوم، الذي يوجد في شاشات العرض المصنعة من الكريستال السائل. إنهم لا يزالون يبحثون عن طرق لاستخراج النيوديميوم، الذي يستخدم في المحركات الكهربائية، و الدسبروزيوم، الذي يوجد في الليزر.


تشمل العملية تجزيء الأجزاء الإلكترونية إلى مربعات من سنتيمترين وتذويبها في درجات حرارة عالية. في يوم واحد، دورت "دووا" 300 طنا من المواد، بحيث استخرجت 45 كيلوغراما من الفلزات الأرضية النادرة، كما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز".
تطور شركات يابانية أخرى محركات لن تستخدم الفلزات الأرضية النادرة. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "منظمة الطاقة الجديدة وتنمية التكنولوجيا الصناعية" New Energy and Industrial Technology Development Organization، والمعروفة اختصارا باسم N.E.D.O، تنتج الآن محركا للسيارات الهجينة يستخدم أحجار مغناطيس الفريت ferrite بدلا من الفلزات الأرضية النادرة. تصنع شركة "نيديك" Nidec Corporation محركات الآلات الثقيلة والجرارات التي لن تستخدم النيوديميوم، وفقا ل"رويترز".


البحث عن مصادر أرضية نادرة

في الوقت نفسه، تتسابق شركات أخرى حول العالم إما لرفع الإنتاج في مناجم الأتربة النادرة الحالية خارج الصين أو لاكتشاف مستودعات أرضية نادرة جديدة. و مع ذلك، فإن إطلاق منجم جديد من الأتربة النادرة يتطلب قدرا هائلا من الاستثمارات ومن الوقت. يقدر ديلاني من رابطة الأتربة النادرة أن الأمر يستغرق ما بين خمس و 12 سنة وما يناهز بليون دولارا لتشغيل منجم جديد للأتربة النادرة.
حتى فترة الثمانينات، زودت شركة "موليكورب" Molycorp Inc. التي يوجد مقرها في كولورادو معظم الفلزات الأرضية النادرة في العالم. يقع منجمها "ماونتين باس" Mountain Pass الذي يوجد في صحراء موجافي في ولاية كاليفورنيا والذي يبعد بنحو ساعة من لاس فيغاس. اكتشف المنقبون، الذين لاحظوا في البداية وجود النشاط الإشعاعي في المناطق المحيطة، المنجم في عام 1949.لقد دخل التاريخ عندما مكن الأوروبيوم المستخرج من المنجم التلفزيون للبث بالألوان للمرة الأولى، وفقا لPBS NewsHour.
لا يمكن للشركة أن تتنافس مع الأسعار المنخفضة التي تقدمها الصين لمعروضها من المعادن الأرضية النادرة، وأغلقت منجمها في عام 2002. لكن في السنوات الخمس الماضية، حاولت الشركات الصينية شراء المنجم ثلاث مرات، لكن الكونغرس منع البيع، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". حاليا، تعالج "مونيكورب" الخام من المخزون الذي استخرجته قبل عدة سنوات، بحيث تنتج 2.000 إلى 3.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة. مع خطط استثمارات رأسمالية بقيمة 500 إلى 530 مليون دولارا، تهدف الشركة إلى تحسين عمليات إعادة تدوير المياه وتثبيت محطة للغاز الطبيعي محطة لتوليد طاقتها الكهربائية. بحلول العام المقبل، تستهدف "مونيكورب" العودة مرة أخرى إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة مع إنتاج سنوي مستهدف قدره 20.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة.


هناك فاعل آخر كبير في صناعة تعدين الأتربة النادرة وهو "ليناس" Lynas في أستراليا. من المتوقع أن يبلغ الإنتاج الكلي لمنجمها "ماونت ويلد" Mount Weld في غرب أستراليا بحلول عام 2012 مع قدرة إنتاج 21.000 طنا سنويا من أكسيدات الأتربة النادرة، وفقا لروسكيل. يقع مصنع المعالجة الرئيس ل"ليناس" في ماليزيا. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إحدى الشركات الصينية المملوكة للدولة أبرمت بنجاح صفقة شراء 52 ٪ من "ليناس"، لكن الحكومة الاسترالية منعت الصفقة على أساس اعتبارات متعلقة بالأمن القومي.
كذلك، عادت شركة "إنديان رير أورثس ليميتيد" Indian Rare Earths Limited، التي تملكها الحكومة الهندية، الآن إلى الإنتاج بهدف إنتاج 5.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة بحلول عام 2012. "إنها ليست موردا رئيسا، لكن لا يستهان بها أيضا، لأن خمسة في المائة من الإمدادات العالمية تعني مصدرا ثانويا كبيرا بالنسبة على الأقل لبعض الشركات الكبرى،" قال ر. ن. باترا R.N. Patra، رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري للشركة، في مقابلة مع "رويترز".


في الوقت نفسه، هناك بحث عن المزيد من ودائع الأتربة النادرة في جميع أنحاء العالم.تعقد "تويوتا" شراكة مع الحكومة الفيتنامية لاستكشاف مناجم في ذلك البلد، وتبحث "ميتسوبيشي" في البرازيل، وتستثمر"سوميتومو" Sumitomo، وهي شركة صناعية يابانية، في كازاخستان، وفقا ل"بيزنس ويك" التابعة ل"بلومبرغ" وروسكيل.


استشهدت "بلومبرغ" بفوخات فايزولا Furkhat Faizulla، مدير التسويق في شركة "أدفانست ماتيريال دجابان" Advanced Material Japan Corp. بقوله في مؤتمر عقد مؤخرا نظمته "آزيان ميتال" Asian ****l في بيتسبرغ، أنه إذا أنجزت سائر مشاريع التعدين الأرضية النادرة في العالم كما هو مخطط لها، فإن حصة الصين من الموارد العالمية قد تنخفض إلى 70 ٪ في السنوات الخمس المقبلة.
لكن ديلاني يقول، "تعتمد على صادرات الصين حتى يتم تشغيل المناجم غير الصينية. بين الآن و عام 2012، لا يمكن لأحد القيام بأمور كثيرة. إن الشركات المصنعة للمعدات الأصلية على علم بهذه المشاكل. إنها تشعر بالقلق من وضعها كل البيض في سلة صينية ولا تريد تكرار ذلك."
اسعاف دولي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 22-06-2013 , 05:10 AM
اسعاف دولي اسعاف دولي غير متواجد حالياً
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 4,966
افتراضي مع

اتمنى قراءة المقال بالكامل الصادر من كلية وارتن



المعادن النادرة : هيمنة الصين وكنوز المملكة


في عام 1978، أرسلت المملكة العربية السعودية فريقا جيولوجيا أجنبيا لمسح موقع جرانيت كبير في المنطقة الشمالية الغربية، المعروفة باسم رواسب الغريا. كانت الآمال المعلقة على الفريق هي اكتشاف اليورانيوم. كان الاكتشاف هو أن الرواسب كانت غنية بفلزات رمادية مزرقة تعرف باسم التنتالوم والنيوبيوم.مع الطلب القليل على الفلزات، تحرك المساحون، وبعد ذلك بعام، تسببت الثورة الإيرانية في أزمة نفط عالمية ثانية، مما أدى إلى الارتفاع الصاروخي لأسعار المورد الرئيس في المملكة العربية السعودية.
بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، عاد الجيولوجيون إلى رواسب الغريا. اعتبرت الشركة البريطانية التي فازت بترخيص استكشاف المنطقة في الوقت الراهن "تيرتياري مينيرالز" Tertiary Minerals هذه الرواسب أكبر مستودع معروف للتنتالوم و النيوبيوم في العالم، مع تقديرات تشير إلى وجود ما يقرب من 95.000 طن متريا متاحة الاستخراج. كان تجدد الاهتمام هذا لأنه في السنوات التي انقضت منذ ذلك المسح الأولي، استخدمت الفلزات في عدد من الأجهزة الإلكترونية الحديثة. لكن الأهم من ذلك أنها تنتمي إلى مجموعة معدنية معروفة باسم الفلزات الأرضية النادرة، وهي مورد يمكن للطلب عليه أن يقزم أسعار النفط خلال أزمات الطاقة.


يرجع السبب في ذلك إلى سيطرة الصين الآن على أكثر من 95 ٪ من موارد العالم من الفلزات الأرضية النادرة، ووضعها قيودا على صادرات الأتربة النادرة، مما تسبب في اختناق الموارد. وفي هذا الإطار، خفضت الصين حصص التصدير بنسبة 72 في المائة في النصف الثاني من العام الماضي، وفرضت تخفيضا آخر بنسبة 35 في المائة في النصف الأول من عام 2011 من مستوى العام الماضي. نتيجة لذلك، قفزت أسعار بعض الأتربة النادرة بأكثر من 1.000 ٪. تشير بعض التقديرات إلى أن الطلب العالمي على المعادن قد يتجاوز الضعف بحلول عام 2020 من 125.000 طن متريا في العام الماضي.


حث مؤخرا اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي البيت الأبيض على منع مشاريع التعدين الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أماكن أخرى حتى تخفف بكين قيودها على صادرات المعادن الأرضية النادرة، والتي تعتبر مكونات لا غنى عنها في مجموعة من المنتجات بما في ذلك السيارات الهجينة، والبطاريات المستخدمة في الهواتف النقالة، وأحجار المغناطيس ذات التقنية الفائقة، و الحفازات المستخدمة في تكرير النفط. قال عضوا مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، تشاك شومر Chuck Schumer و ديبي ستابينو Debbie Stabenow، في بيان إنهما يهدفان إلى معالجة "كنز" الصين للفلزات المربحة، والتي تتكون من مجموعة من 17 عنصرا ذات أسماء غريبة مثل التربيوم، والأوروبيوم، والدسبروزيوم، واللوتيتيوم.
لقد انخرط الصينيون في السياسة الخاصة بهم والمتعلقة بالفلزات. إنهم يقومون ببطء بتخفيف القيود المفروضة على شحنات الأتربة النادرة إلى اليابان، والتي كانت قد توقفت منذ 21 سبتمبر/ أيلول، بعد إلقاء القبض على قبطان زورق صيد صيني من جانب السلطات اليابانية في المياه الإقليمية المتنازع عليها. على الرغم من تأكيد المسؤولين الصينيين أنه لا وجود لحظر رسمي، فإن توقيت التوقف المفاجئ للشحنات اليابانية لا يبدو البتة من قبيل الصدفة. بعد ذلك وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، أوقفت الصين جميع صادراتها من المواد الأرضية النادرة لمدة 10 أيام، مما عطل التجارة بصورة فعالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وأبرزت هذه التحركات احتكار الصين العملي للموارد العالمية. تقوم الصين في الواقع بخفض حصتها من الصادرات على الفلزات الأرضية النادرة بطريقة متحكم بها ومنظمة منذ عام 2005؛ مما يعتبر تحذيرا من أن القليل ثم القليل من الموارد ستكون متاحة لبقية العالم.
في الخطاب الذي يحيل إلى أزمات الطاقة في فترة السبعينات، تشير التقارير إلى أن الزعيم الصيني السابق دنغ تشياو بينغ Deng Xiaoping قد قال في خطاب ألقاه في عام 1992، "لدى الشرق الأوسط نفطه، ولدى الصين الأتربة النادرة." بعد ذلك بسنوات، طلب الرئيس الصيني جيانغ زيمين Jiang Zemin المزيد من بلاده، قائلا :"تحسين تطوير وتطبيقات الأتربة النادرة، وتغيير ميزة الموارد إلى تفوق اقتصادي."


أسباب الهيمنة الصينية

إن سيطرة الصين على 95 ٪ من المعروض العالمي من الأتربة النادرة هي إحصائية مميزة بالنسبة لصناعة لم تبدأ في تطويرها سوى منذ فترة الخمسينات، وفقا لورقة بحثية تحدد "تطوير وسياسات صناعة الأتربة النادرة في الصين" Development and Policies of China's Rare Earth Industry ، والتي نشرها جانهينغ تشن Zhanheng Chen، نائب مدير "الجمعية الصينية للأتربة النادرة" Chinese Society of Rare Earths. تقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الصين لديها ما يقرب من 36 ٪ من احتياطيات العالم، لكنه من السهل استخراج المعادن في الصين لأسباب جيولوجية. كما أن البلاد كانت، في الماضي، أكثر تحملا للأضرار البيئية التي تتسبب فيها المناجم على المناطق المحيطة بها. في الآونة الأخيرة، تعاملت الصين بشكل أكثر صرامة مع عمليات الأتربة النادرة للتقيد بالقوانين البيئية الأكثر صرامة مع إطلاق البلد لحملات لتكون رائدة عالمية في مجال الطاقة النظيفة.


"لا أعتقد أن هناك أي شيء شرير فيما يتعلق بما تقوم به الصين مع الحظر،" يقول كيث ديلاني Keith Delaney، المدير التنفيذي ل"جمعية صناعة الأتربة النادرة والتكنولوجيا"Rare Earth Industry and Technology Association . تأسست الجمعية غير الربحية، والتي تتخذ من كولورادو مقرا لها، قبل نحو سنة لدعم الإمدادات البديلة للمواد الأرضية النادرة حول العالم. "لقد هدأت المياه، لكنها لا تقلل حقا من سرعة تأثر التجارة التي يتعين على الشركات أن تواجهها،" يضيف.


"لا أعتقد أنه كان هناك أي حظر مفروض من قبل الحكومة الصينية في الفترات الأخيرة،" يقول ز. جون تشانغ Z. John Zhang، أستاذ التسويق في كلية وارتن. "بصفة عامة، قد تكون الحكومة الصينية مذنبة بكونها حريصة جدا على التصدير، لكنها نادرا ما تفرض قيودا على الصادرات. في الواقع، حتى في هذه الحالة، تنفي الحكومة الصينية رسميا أي حظر. فهمي هو أن وعي الصين بموقفها من الاحتكار فيما يخص إنتاج العناصر الأرضية النادرة كان هناك لبعض الوقت. ومع ذلك، وحتى وقت قريب، كانت تنتج وتبيع العناصر الأرضية النادرة كما لو أنها في سوق تنافسية. لبعض الوقت الآن، تستعد الصين لتغيير الممارسات ولتتصرف بوصفها محتكرا. هذه التغييرات متوقعة، ولا يمكن أن تعاب الصين من أجل الاستفادة من قوى السوق مثل كثير من البلدان الأخرى التي تملك الموارد.


"من الناحية المثالية، تريد الصين تسعير العناصر الأرضية النادرة بشكل يجعلها تنتزع ربحية قصوى (أو الفوائد) من المشترين، لكن الثمن ليس مرتفعا بعد لتشجيع ظهور مزودين أو بدائل لذلك،" يضيف تشانغ. "الآن، مع تسييس القيود المفروضة على صادرات الأتربة النادرة بسبب سوء التوقيت، قد يكون المشترون أكثر حماسا للبحث عن بدائل على المدى الطويل."
في عام 2009، بلغت قيمة المبيعات العالمية من أكسيدات الأتربة النادرة 1.4 بليون دولارا، ونمت بنسبة فاقت 10 ٪ سنويا، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". منذ النقص الحاصل في المواد الأرضية النادرة، ارتفعت قيمتها. كما ارتفعت أسعار المواد الأرضية النادرة سبع مرات منذ أن خفضت الصين من صادراتها بنسبة 72 في المائة في النصف الثاني من عام 2010، وفقا لمجلة "بيزنيس ويك" Businessweek التابعة ل"بلومبرغ".


في عام 2009، تم تزويد الصناعات العالمية بما يقرب من 125.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة، وفقا ل"خدمات معلومات روسكيل" Roskill Information Services، وهي شركة تعنى بأبحاث الفلزات والمعادن يوجد مقرها في لندن. من هذه الكمية، زودت الصين 120.000 طنا، في حين قدمت روسيا 2.500 طنا، و الولايات المتحدة الأمريكية 2.400 طنا، والهند 25 طنا. هناك أيضا رواسب معدنية أرضية نادرة في ماليزيا، و فيتنام، والبرازيل يجري استكشافها. في المجموع، حددت روسكيل نحو 200 مشروع أتربة نادرة في أجزاء مختلفة من العالم.


بحلول عام 2014، قدرت روسكيل أن الطلب على الفلزات الأرضية النادرة سيكون 205.000 طنا، لكن من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 180.000 طنا فقط، ما سيجعل العالم يعاني من عجز قدره 25.000 طنا. ستعاني بعض العناصر الأرضية النادرة، مثل الدسبروزيوم، والذي يستعمل في صنع أحجار المغناطيس وأشعة الليزر، من عجز في العرض قدره 700 طنا، وسيعاني الأوروبيوم، المستخدم في صنع اللون الأحمر في أجهزة التلفزيون، من خصاص قدره 50 طنا فيما يخص الاحتياجات المتوقعة.


ما هي العناصر الأرضية النادرة؟

هناك ما بين 15 و17 عنصرا أرضيا نادرا يحتل أسفل صفين من الجدول الدوري. لكن في الواقع، لا تعتبر نادرة جدا. فالقشرة الأرضية تزخر بهذه المعادن، لكن نادرا ما توجد مركزة في رواسب خام قابلة للاستغلال، وتصعب معالجتها واستخراجها بشكل آمن، وفعال، وصديق للبيئة. في الواقع، تشير "هيئة المسح الجيولوجي" الأمريكية إلى أن جميع العناصر الأرضية النادرة، ما عدا البروميثيوم، متوفرة أكثر من الفضة أو الزئبق. ومع ذلك، فإن النفايات المشعة الناتجة عن استخراج المعادن الأرضية النادرة من الشواغل الرئيسة عند تطوير منجم. كما أنه من الصعب العثور على رواسب خام غنية بما فيه الكفاية بكتل مركزة لجعل عملية التعدين مجدية اقتصاديا.
في الأصل، كانت هذه العناصر تسمى "نادرة" لأنها لم تكتشف إلا بحلول القرنين 18 و19، واكتشفت على شكل مكونات الأكسيد فيما يبدو معادن نادرة، وفقا ل"هيئة المسح الجيولوجي" الأمريكية. اكتشف أول عنصر أرضي نادر الإيتريوم (Y) في عام 1787 في محجر في إيتيربيYtterby في السويد. ويستخدم هذا العنصر الخاص في الموصلات الفائقة ذات درجة الحرارة العالية.كما أن المعادن الأرضية النادرة تلعب دورا حيويا في تكنولوجيا البطاريات المنمنمة، وبالتالي أهميتها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والكاميرات الرقمية، والهواتف المحمولة.


تعني الحملة العالمية من أجل طاقة نظيفة زيادة الطلب على الفلزات الأرضية النادرة. لصنع السيارات الهجينة، و توربينات الرياح، والمصابيح الكهربائية ذات الكفاءة في استخدام الطاقة و الفلورية المدمجة، لا بد من الفلزات الأرضية النادرة. تحتوي السيارات الهجينة على 5 أرطال من المواد الأرضية النادرة فيما يخص بطارياتها وأحجار المغناطيس.


تستخدم الفلزات الأرضية النادرة لتشغيل توربينات الرياح بشكل أكثر كفاءة وبأقل صيانة. "لا يتعين تشغيل كل توربينات الرياح بالأتربة النادرة، لكن هذه التكنولوجيا مقنعة جدا،" يقول ديلاني. في مقابلة مع "ذي أوستراليان" The Australian، قال كازونورى فوكودا Kazunori Fukuda، نائب مدير قسم الفلزات غير الحديدية في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، "تعتمد كل التكنولوجيا الخضراء على الفلزات النادرة، وتعتمد التجارة العالمية كلها فيما يخص الأتربة النادرة على الصين."
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المواد الأرضية النادرة ضرورية في التطبيقات العسكرية الأمريكية، مثل الأسلحة دقيقة التوجيه، والتكنولوجيا الشبح، ونظارات الرؤية الليلية. لقد أدركت وزارة الدفاع الأمريكية أن اعتمادها على إمدادات الصين من الأتربة النادرة قد يعرض للخطر عمليات الدفاع الأمريكية، وقامت بإجراء دراسة لبحث سلسلة معروض الأتربة النادرة. مع ذلك، وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت "بلومبرغ نيوز" Bloomberg News أن وزارة الدفاع الأمريكية خلصت، بعد دراسة دامت عاما كاملا، إلى أن هيمنة الصين على المواد الأرضية النادرة لا تشكل تهديدا للأمن القومي لأن القوة العسكرية تتطلب أقل من 5 ٪ من استهلاك الولايات المتحدة الأمريكية من الأتربة النادرة.


الأجهزة الحديثة تحرك الطلب

قدرت روسكيل أن الصين استهلكت في 2008 ما يقرب من 60 ٪ من حصتها من معروض الأتربة النادرة على شكل أحجار المغناطيس، وأكثر من ذلك في عام 2009 مع تطور صناعاتها المتمثلة في وسائل النقل والتكنولوجيا الخضراء. ازداد الطلب على أحجار المغناطيس من الأتربة النادرة بنسبة 15 ٪ سنويا على مدى السنوات ال10 الماضية، وفقا لوكالة "رويترز". تستعمل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، في المقام الأول، المواد الأرضية النادرة و الحفازات في صناعة السيارات. وقدرت "هيئة المسح الجيولوجي" الأمريكية أن الاستهلاك المحلي الأمريكي من الفلزات الأرضية النادرة هو 10.200 طنا في 2007. ومع ذلك، فإن البلدان الغربية تشتري بشكل شره منتجات مثل "آيباد" iPads، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف النقالة، وأجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة، والتي تتطلب جميعها المواد الأرضية النادرة.
في الوقت الذي تعتبر فيه الصين أكبر مستهلك، فإن اليابان هي أكبر مستورد للمواد الأرضية النادرة. "هناك الكثير من القلق في اليابان أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية [بشأن الحظر] لأن اليابان لديها الكثير في خطر أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية،" يلاحظ ديلاني.


نقلت "بلومبرغ" مؤخرا عن مسئول صيني عن "لجنة منطقة التنمية الصناعية ذات التقنية العالية للأتربة النادرة باوتو" Baotou Rare Earth High-Tech Industrial Development Zone Committee قوله إن الصين قد تبدأ في استيراد بعض العناصر الأرضية النادرة الثقيلة في السنوات الثلاثة والأربعة المقبلة لتلبية الطلب المحلي المتزايد. وقال المسئول إن الطلب المحلي على الأتربة النادرة زاد بنسبة 200 ٪ في الأشهر ال12 الماضية، مع ما يقرب من نصف هذه الزيادة لم يظهر سوى منذ بداية العام.
إن كمية المواد النادرة التي تستوردها اليابان رسميا ليست كمية هائلة. في عام 2009، كانت شحناتها المخصصة من الصين فقط 38.000 طنا، والتي كانت كافية بالكاد لتلبية احتياجات "تويوتا" و"هوندا" لوحدهما، وفقا ل"ذي أوستراليان".


على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت اليابان تخزن المواد الأرضية النادرة كإجراء احترازي، لأنها تدرك جيدا اعتمادها على-وسرعة تأثرها المحتمل من-- حصص الصين التصديرية. بالإضافة إلى ذلك، تقوم اليابان بشراء الأكسيدات الأرضية النادرة في السوق السوداء، بقدر خمس استهلاكها السنوي، وفقا ل"ذي أوستراليان". قال جينيا أداتشي Ginya Adachi من "الرابطة اليابانية للأتربة النادرة" Japanese Rare Earth Association في المقال نفسه، "إن الحكومة الصينية تريد ممارسة سيطرة كاملة، لكنها لا تملك الوسائل لذلك. إنها لا تسيطر على سوق الأتربة النادرة بنفس طريقة سيطرة منظمة "أوبك" على النفط. سوف يبيع عمال المناجم المحليين حتى لو حاولت الحكومة السيطرة على الأسعار أو الحصص." كما يعترف تشين، من "الجمعية الصينية للأتربة النادرة" Chinese Society of Rare Earths، بسوق سوداء مزدهرة من المواد الأرضية النادرة في تقريره، بحيث يقدر أن ما بين 30.000 إلى 40.000 طنا تغادر الصين بصورة غير مشروعة. ومع ذلك، وفي العام الماضي، شنت الصين حملة على السوق السوداء، مستشهدة بالأضرار البيئية التي يلحقها عمال المناجم غير الشرعيين.


تحول تركيز جديد إلى التعدين في المناطق الحضرية، والتي تعيد تدوير المعادن والفلزات من الإلكترونيات المستخدمة مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة. يقدر "المعهد الوطني لعلوم المواد" أن هناك 300.000 طنا من الفلزات الأرضية النادرة في ساحات الخردة في اليابان، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". تمكنت "دووا هولدينغس" Dowa Holdings في كوساكا Kosaka من إعادة تدوير الأنتيمون، الذي يستخدم في أشباه الموصلات، والإنديوم، الذي يوجد في شاشات العرض المصنعة من الكريستال السائل. إنهم لا يزالون يبحثون عن طرق لاستخراج النيوديميوم، الذي يستخدم في المحركات الكهربائية، و الدسبروزيوم، الذي يوجد في الليزر.


تشمل العملية تجزيء الأجزاء الإلكترونية إلى مربعات من سنتيمترين وتذويبها في درجات حرارة عالية. في يوم واحد، دورت "دووا" 300 طنا من المواد، بحيث استخرجت 45 كيلوغراما من الفلزات الأرضية النادرة، كما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز".
تطور شركات يابانية أخرى محركات لن تستخدم الفلزات الأرضية النادرة. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "منظمة الطاقة الجديدة وتنمية التكنولوجيا الصناعية" New Energy and Industrial Technology Development Organization، والمعروفة اختصارا باسم N.E.D.O، تنتج الآن محركا للسيارات الهجينة يستخدم أحجار مغناطيس الفريت ferrite بدلا من الفلزات الأرضية النادرة. تصنع شركة "نيديك" Nidec Corporation محركات الآلات الثقيلة والجرارات التي لن تستخدم النيوديميوم، وفقا ل"رويترز".


البحث عن مصادر أرضية نادرة

في الوقت نفسه، تتسابق شركات أخرى حول العالم إما لرفع الإنتاج في مناجم الأتربة النادرة الحالية خارج الصين أو لاكتشاف مستودعات أرضية نادرة جديدة. و مع ذلك، فإن إطلاق منجم جديد من الأتربة النادرة يتطلب قدرا هائلا من الاستثمارات ومن الوقت. يقدر ديلاني من رابطة الأتربة النادرة أن الأمر يستغرق ما بين خمس و 12 سنة وما يناهز بليون دولارا لتشغيل منجم جديد للأتربة النادرة.
حتى فترة الثمانينات، زودت شركة "موليكورب" Molycorp Inc. التي يوجد مقرها في كولورادو معظم الفلزات الأرضية النادرة في العالم. يقع منجمها "ماونتين باس" Mountain Pass الذي يوجد في صحراء موجافي في ولاية كاليفورنيا والذي يبعد بنحو ساعة من لاس فيغاس. اكتشف المنقبون، الذين لاحظوا في البداية وجود النشاط الإشعاعي في المناطق المحيطة، المنجم في عام 1949.لقد دخل التاريخ عندما مكن الأوروبيوم المستخرج من المنجم التلفزيون للبث بالألوان للمرة الأولى، وفقا لPBS NewsHour.
لا يمكن للشركة أن تتنافس مع الأسعار المنخفضة التي تقدمها الصين لمعروضها من المعادن الأرضية النادرة، وأغلقت منجمها في عام 2002. لكن في السنوات الخمس الماضية، حاولت الشركات الصينية شراء المنجم ثلاث مرات، لكن الكونغرس منع البيع، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". حاليا، تعالج "مونيكورب" الخام من المخزون الذي استخرجته قبل عدة سنوات، بحيث تنتج 2.000 إلى 3.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة. مع خطط استثمارات رأسمالية بقيمة 500 إلى 530 مليون دولارا، تهدف الشركة إلى تحسين عمليات إعادة تدوير المياه وتثبيت محطة للغاز الطبيعي محطة لتوليد طاقتها الكهربائية. بحلول العام المقبل، تستهدف "مونيكورب" العودة مرة أخرى إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة مع إنتاج سنوي مستهدف قدره 20.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة.


هناك فاعل آخر كبير في صناعة تعدين الأتربة النادرة وهو "ليناس" Lynas في أستراليا. من المتوقع أن يبلغ الإنتاج الكلي لمنجمها "ماونت ويلد" Mount Weld في غرب أستراليا بحلول عام 2012 مع قدرة إنتاج 21.000 طنا سنويا من أكسيدات الأتربة النادرة، وفقا لروسكيل. يقع مصنع المعالجة الرئيس ل"ليناس" في ماليزيا. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إحدى الشركات الصينية المملوكة للدولة أبرمت بنجاح صفقة شراء 52 ٪ من "ليناس"، لكن الحكومة الاسترالية منعت الصفقة على أساس اعتبارات متعلقة بالأمن القومي.
كذلك، عادت شركة "إنديان رير أورثس ليميتيد" Indian Rare Earths Limited، التي تملكها الحكومة الهندية، الآن إلى الإنتاج بهدف إنتاج 5.000 طنا من أكسيدات الأتربة النادرة بحلول عام 2012. "إنها ليست موردا رئيسا، لكن لا يستهان بها أيضا، لأن خمسة في المائة من الإمدادات العالمية تعني مصدرا ثانويا كبيرا بالنسبة على الأقل لبعض الشركات الكبرى،" قال ر. ن. باترا R.N. Patra، رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري للشركة، في مقابلة مع "رويترز".


في الوقت نفسه، هناك بحث عن المزيد من ودائع الأتربة النادرة في جميع أنحاء العالم.تعقد "تويوتا" شراكة مع الحكومة الفيتنامية لاستكشاف مناجم في ذلك البلد، وتبحث "ميتسوبيشي" في البرازيل، وتستثمر"سوميتومو" Sumitomo، وهي شركة صناعية يابانية، في كازاخستان، وفقا ل"بيزنس ويك" التابعة ل"بلومبرغ" وروسكيل.


استشهدت "بلومبرغ" بفوخات فايزولا Furkhat Faizulla، مدير التسويق في شركة "أدفانست ماتيريال دجابان" Advanced Material Japan Corp. بقوله في مؤتمر عقد مؤخرا نظمته "آزيان ميتال" Asian ****l في بيتسبرغ، أنه إذا أنجزت سائر مشاريع التعدين الأرضية النادرة في العالم كما هو مخطط لها، فإن حصة الصين من الموارد العالمية قد تنخفض إلى 70 ٪ في السنوات الخمس المقبلة.
لكن ديلاني يقول، "تعتمد على صادرات الصين حتى يتم تشغيل المناجم غير الصينية. بين الآن و عام 2012، لا يمكن لأحد القيام بأمور كثيرة. إن الشركات المصنعة للمعدات الأصلية على علم بهذه المشاكل. إنها تشعر بالقلق من وضعها كل البيض في سلة صينية ولا تريد تكرار ذلك."
رد مع اقتباس
قديم 22-06-2013, 05:18 AM   #2
بركان الاسهم
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: اعلى القمه
المشاركات: 1,575
افتراضي رد: مع

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
بركان الاسهم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-06-2013 , 05:18 AM
بركان الاسهم بركان الاسهم غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: اعلى القمه
المشاركات: 1,575
افتراضي رد: مع

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 AM