رد: ♥ ♥ اللهُم أرزُقنَا.." إيمَانا ".. كإيمَان العجَائِز ♥ ♥
يا الله يا الله سبحانك ما أعظمك ربي
أن جعلت مثل هذه الأقلام،دائما شامخة بما من الله عليها من علم ودين.
بالرغم من جمال سرد الموضوع وحسن الاختيار والتنسيق
إلا أن لب الموضع ليس فقط زانه بل جعله يتلألأ كما الثرياء
فما أروع ما خطت أناملك حفظك الله أبنتي.
والله لقد أغرورقت عيناي بالدمع وعاد بي الفكر والحنين لسنوات مضت
لحنين الأم ودفيء أحضانها وعبق أصالتها وصفاء سريرتها وصدق دعائها.
الله يا ابنتي، ما أجمل بساطتهم وقربهم لله ، بالرغم من أكثر من "22"
سنة على وفات والدتي رحمها الله وأموات المسلمين أجمع، إلا أنها
ولله الحمد تزورني في منامي بصفة مستمرة.
واقسم بالله ما يصيبني من خير أو شر، إلا وأراها أو أحد أخواتي وكأنها
تخبر بذلك قبل حدوثه.
حدث لي حادث اليم في المنزل ونتج عنه "5" كسور في الحوض
كانت ليلة زواج أبن أخي، وكنت مستعجل في الدرج، وحصل الحادث،
ولم أستطع النهوض بعدها ولا يوجد لدي أي وسيلة اتصال.
تحلف با الله أحدى أخواتي، وتقول كأن صوت والدتي تقول وين فلان؟
فأخبرت أخي الأكبر وتم البحث فورا،ومن ثم أسعفت ولله الحمد.
وهبني الله ثلاث بنات، توفيت والدتي وكانت زوجتي حامل فيما قبل الشهر الأخير
وطلبت لها أسم وإن وهبني الله بنت أخرى أسم أخر، وكان ولله الحمد، ثم وهبني الله
ابنة ثالثة، بعدها أنقطع النسل، وبعد الحادث، زارتني والدتي رحمها الله في المنام
وأهدتني ثوب ابيض وكانت تدعي وتقول اللهم أجعله لباس لك.
والله ثم والله حملت زوجتي ورزقني الله بولد.
إثناء حياتها وبالذات السنوات الأخيرة، لم يبقى بالمنزل سوى أنا وهي ووالدي رحمة الله عليهما
حيث أن جميع أخواني وأخواتي تزوجوا، واستقروا بحياتهم، أصابها عافنا الله وإياكم بمرض السرطان
وكنت ملازم لها ولله الحمد،رفضت البعثات، وحدث وأن التحقت بمعهد الإدارة، بعد انقطاع
عن الدراسة وبعد اعتذاري عن الجامعة حينها،وكنت على وشك التخرج، ولكن قرر عليها
عملية لأستأصل البنكرياس آن ذاك ، فمكثت في المستشفى حوالي "45" يوم، وكنت طوال الليل المرافق
لها ولله الحمد، حيث كانوا أخواتي في النهار وأنا في الليل. فصلت من المعهد بسبب الغياب.
وتلك الفترة، كان الاقتصاد، بالذات العقار قد أنهار، ولا يوجد لدي بعد الله أي دخل يذكر.
وأقسم بالله، ثم بالله، بعد خروجها من المستشفى فقط بأسبوع، أتتني وظيفة لم أحلم بها، وزملائي الذين
كانوا معي في المعهد لم يكن مرتبهم بعد التخرج ولا منصبهم، إلا دون مني بشكل كبير، وفتح الله لي أبواب
الرزق بشكل عجيب وغريب، وكل ما طرقت باب وإلا أنفتح لي.
لازلت أتذكر ولله الحمد حينما كنت أحممها أحيانا، وتمسك بيدي وتقول جعل دربك خضر ياولدي.
لازلت أتذكر، حينما نمت وزجتي في ثاني ليلة من زواجي معها في غرفتها، هي على سريها ونحن في
الأرض، حيث كانت تأن من المرض رحمها الله، وهي تقول واخزياه، العرسان يسافرون وأنتم هنيا
وتصر على أن نطلع لغرفتنا وإلا تنامون أنتم فوق السرير، وأنا بنام تحت، الله ما أجملك أمي رحمك الله.
جاء رجل إلى رسول الله فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه.فقال : (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي.فقال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد ).
ما أجمل الأم ، وما أصعب فراقها، والله أنني بلغت من العمر أكثر من ثلثيه
ولازالت والدتي ووالدي رحمهما الله أجمع يلازماني دائما، و والله لا أحد يستطيع معرفت حق قدرهم إلا بعد فراقهم وبعد أن يكون أبا أو أما.
أشكرك أبنتي على هذا الموضع القيم، ولعلي أوجه أحبائي الأعضاء بالبر في والديهم بالذات الأمهات، أحياء أو أموات، يقول أحدهم كيف أبر بوالدي وقد ماتوا؟
نعم تستطيع ذلك، بصدقة جارية، زيارة قبورهم والدعاء لهم، والأهم الأهم إن كان لهم رفقاء لازالوا على قيد الحيات فزرهم، فو الله أن دعائهم كما دعاء والديك.
أطلت أبنتي ولو سمح لقلمي والله ما توقفت عن الكتابة عن "عجائزنا"
وقبل الختام،،،
سوف نكون يوما ماء إن أعطانا الله عمر بمقامهم وهكذا الدنيا،لذا بروا يأباكم تبر بكم أبنائكم.
مرة أخر جزيل الشكر والعرفان أبنتي على هذا الموضوع القيم جدا. |