لـمَّــا عـــددت مـزايــا كـــلِّ ذي ثـقــةٍ ××× مـــن الـصـحـاب تـكـاثــرتُ المحـبّـيـنـا
وحـيـن عُــدتُ إلــى أقـذائـهـم حَـــذِرًا ××× وجــــدتُ كُــــلَّ أحـبَّـائــي شيـاطـيـنـا
فكـن مـع الـنـاس عيـنًـا لاتــرى خـطـأً ××× أو كن مع الناس طينًـا يفهـم الطينـا !
إنّي سئمتُ من الحمقى وعشرتهم ××× فعشرةُ الحمْـق تـردي العقـل والدينـا
فاهنأ ، من الآن ، يا قلبي فقد تخذت ××× نفسـي مــن الـوقـتِ تأديـبًـا وتلقيـنـا
فصـرتُ أعْـرِفُ أهـل اللـؤم مـن شَفَـةٍ ××× تُـــبـــدي نــواجــذهــا زورًا وتـلــويــنــا
وقـد تكشّـفـت الأحــداث عــن بـشـرٍ ××× كـانــوا لقـلـبـيَ فـــي الأيَّـــامِ تأمـيـنـا
بالأمـس كنـتُ ومـا أبغـي بـهـم بــدلا ××× واليـوم صـاروا علـى ظهـري سكاكينـا
فـــادنُ إلـــيَّ بــأوراقــي ومـحـبـرتـي ××× ما عاد لي غيـر هـذا الشعـر تسكينـا
بـــه أضــمِّــد آلامــــي ، وتـؤنـسـنـي ××× أبـيــاتُــه الــغـــرُّ تـلـحـيـنــا وتــدويــنــا
وحـيـن يملـؤنـي يـــأسٌ ، وتلفـظـنـي ××× دنـيـا الأنــام ، أُغـنّـي عُسـرَهـا لـيـنـا
فأُبصـر الجـدب عشبًـا ، والـرّدى أمــلا ××× والليـلَ صُبحًـا ، وصـوت الـبـوم تلحيـنـا
أودّ مـــن زمـنــي مـــا لــــو أحـقّـقــه ××× لـكـنــتُ أكــثــر خــلــق الله تـمـكـيـنـا
كـوخًــا تصـبّـحـنـي فــيــه مُـحـدِّثـتـي ××× واللـيـل فـيـه عـــن الأنـظــار يخفـيـنـا
نـعـيـش خـلـويــن والأيَّــــامُ تحـمـلـنـا ××× إلــى مضاجعـنـا والـمــزن تسقـيـنـا !
ما عُدتُ أهوى حياة الناس ، ترفعنـي ××× حينًا ، وتخفضنـي ، إن أدبـرت ، حينـا
الشاعر / سعود حامد الصاعدي _ مكة المكرمة