اللهم صلي على محمد ((باب النصيحه ))
باب النصيحة
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ) (الحجرات:10) ، وقال تعالى إخباراً عن نوح صلى الله عليه وسلم : (وَأَنْصَحُ لَكُمْ )(لأعراف:62)، وعن هود صلى الله عليه وسلم : (وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)(لأعراف:68).
الشرح
النصيحة : هي بذل النصح للغير، والنصح معناه أن الشخص يحب لأخيه الخير ، ويدعوه إليه، ويبينه له، ويرغبه فيه، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصحية ، فقال " الدين النصيحة " ثلاث مرات، قالوا: لمن يا رسول الله ؟ قال :" لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" [264]وضد النصيحة المكر والغش والخيانة والخديعة.
.................................................. .........
الآية الأولى: قوله تعالى : ِ(إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ) (الحجرات:10)، مثل أي: إذا تحقق فيهم الأخوة واتصفوا بها، فإنه لابد أن تكون هذه الأخوة مثمرة للنصيحة.
والواجب على المؤمنين أن يكونوا كما قال الله عزّ وجلّ : : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ) وهم إخوة في الدين، والأخوة في الدين أقوى من الأخوة في النسب، بل إن الأخوة في النسب مع عدم الدين ليست بشيء، ولهذا قال الله - عزّ وجلّ - لنوح لما قال : ( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ) قال تعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )(هود:45،46).
أما المؤمنون فإنهم وإن تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم، فإنهم إخوة مهما كان ، والأخ لابد أن يكون ناصحاً لأخيه ، مبدياً له الخير ، مبيناً ذلك له، داعياً له.
أما الآية الثانية: فهي قول نوح ، وهو أول الرسل، يقول لقومه حين دعاهم إلى الله تعالى( وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(لأعراف: 62)، يعني لست بغاش لكم ، ولا خادع ، ولا غادر ، ولكني ناصح.
أما الآية الثالثة: فقول الله تعالى عن هود: ( وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)(لأعراف:68) .
وعلى كل حال يجب على المرء أن يكون لإخوانه ناصحاً مبدياً لهم الخير ، داعياً لهم إليه ، حتى يحقق بذلك الأخوة الإيمانية، والله الموفق.
وأما الأحاديث : 181- فالأول عن أبي رقية تميم بن أوسٍ الدارس- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الدين النصيحةُ" قلنا: لمن؟ قال:" لله، ولكتابه ، ولرسوله، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم" رواه مسلم[265].
تحياتي لكم ., |