سورة ابراهيم السورة الرابعة عشرة :سورة ابراهيم .
وقد سميت بهذا الاسم : لتضمنها قصة إسكان إبراهيم عليه السلام ولده إسماعيل بواد غير زرع عند بيت الله الحرام ، وشكره لله تعالى على ما أنعم عليه من الولدين إسماعيل وإسحق
كما اشتملت على دعوات لإبراهيم ، عليه السلام .
السورة مكية من المثاني.
تناولت السورة دعوة
الرسل بشئ من التفصيل وبينت وحدة الرسالات السماوية ، و وظيفة الرسل الذين جاءؤا للتعريف بالاله الحق وإخراج الناس من الظلمات للنور .
وترتبط هذه السورة مع سورة الرعد
ارتباطا قويا جداً.
ويتضح هذا التناسب والترابط فى النقاط التالية :
(على سبيل المثال ):
1- إذا كان تعالى قد افتتح الرعد بمدح الكتاب العزيز فى قوله تعالى :"تلك آيات الكتاب والذى أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون".
فإنه تعالى : قد افتتح هذه السورة بوصف الكتاب العزيز كذلك بما فيه الإيماء إلى أنه مغن عما يطلبونه من آيات . في قوله تعالى :"كتاب أنزل إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد" .
2- إذا كان تعالى فى الرعد ضرب الأمثال للحق والباطل
يقوله تعالى:" كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال" .
فإنه تعالى فى إبراهيم : قد ضرب الأمثال أيضاً لذلك
يقول تعالى:"ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء * تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار".
3- إذ اكان تعالى قد أشار فى الرعد إلى مكر الكفرة بقوله تعالى :"وقد مكر الذين من قبلهم" .
فإن تعالى قد تحدث عن ذلك فى إبراهيم بما فيه مزيد الوصف والتوضيح .
في قوله تعالى :"وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال".
4- إذا كان المولى ذكر فى الرعد إنزال القرآن حكماً عربياً ، فى قوله تعالى "وكذلك أنزلناه حكماً عربياً"
وذلك : دون التصريح بحكمة ذلك .
فإنه تعالى صرح فى إبراهيم بهدف الحكمة فى قوله تعالى :"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء".
5-إذا كان تعالى فى الرعد أخبر عن قول الحبيب صلى الله عليه وسلم "عليه توكلت" .
فإنه تعالى أخبر فى هذه السورة عن إخوانه من المرسلين قولهم ":وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون".
للسورة فوائد وأهداف كثيرة أوجزتها لكم ...لاتنسوني من صالح دعائكم . |