عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2017, 10:53 PM   #12
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

عباد الله:

ما أحوجنا إلى أن تعبد الله بأسمائه الحسنى، فمن أسمائه الرقيب الذي يعد الأنفاس، فمن علم أن الله عليه رقيب ومشاهد له في كل حركةِ من حركاته، حصلت له المراقبة، ولا بد أن يعلم كل مِنَّا أن الله هو الحفيظ، فلا بد أن نحفظ الجوارح مع الحفيظ عن الشهوات المحرمة، ومن أسمائه العليم الذي يعلم الخطرات، يعلم الضمائر ووساوس الخاطر، ومن أسمائه السميع والبصير، السميع للسر والنجوى، البصير لما تحت الثرى، ومن أسمائه الشهيد الذي يعلم الأفعال ويرى الأحوال، ومن أسمائه الخبير الذي لا يخفى عليه شيء، ومن أسمائه المحصي، المحصي للكليات والجزئيات، يُحصي الأنفاس في دخولها وخروجها، يحصي عدد دقات قلوبنا، محصي عدد ذرَّات الرمال، يحصي الأعمال والأقوال: خيرها وشرَّها، صغيرها وكبيرها، ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، لا إله إلا الله سبحانه.
كل معلومٌ ففي علمك كانا
أنت محصيه زمانًا ومكانَا
أنت محصيها وهاديها
إلى نشوة التسبيح قلبًا ولسانَا



إخواني في الله، لا بد أن يصير الغالب علينا أن نذكر الله - سبحانه وتعالى - في قلوبنا، وأن نعلم أن الله - جل جلاله - مطلع علينا فنخاف من سطوت عقوبته، ونخافه - سبحانه - في كل وقت وحين، سُئل أحد الصالحين: بماذا يستعين الرجل على غضِّ بصره من المحرَّمات؟ قال: "بعلمهِ أن رأيت الله - أي: إن نظر الله - بعلمهِ أن رأيت الله، سابقةٌ على نظرهِ لذلك الحرام".



فيا أخي، يا عبد الله، يا من يُطلق نظره في المحرمات دون خوفٍ ولا حياءٍ من الله، غُض بصرك، واعلم أن نظر الله - عز وجل - سابقٌ لما تريد النظر إليه، قال ابن المبارك لرجل: راقِب الله، فسأله الرجل: ما معنى راقب الله؟ قال ابن المبارك: "كن دائمًا كأنك ترى الله"، وصدقه - رحمه الله - بأن مَن غفل عن الله نسِيه، ومن نسي الله نسِيه الله، ومن نسيه الله طرَده من رحمته، وهذا والله هو عين الخسران والحِرمان.
اذكر الله ما خلوت كثيرًا
فهو أزكى ما يكتب الملكان
وأخشه إن لهوت فهو رقيبٌ
وقريبٌ للقلب والشريان
هذب النفس لا تطع ما تمنت
وتمسك بشرعه القرآن
لا تقل إن خلوت إني وحيدٌ
فمع الله أنت في كل شان
إن عين الإله ما غاب عنها
أيُّ حي في عالم الأكوان
ترقب الخلق في جلالٍ وحكم
واقتدار ورحمة وحنان



يا ألله، سبحانك يا مَن تعلم خطرات الضمائر! سبحانك يا من تعلم وساوس الخاطر! سبحانك يا من تملِك هذه القوة وهذه القدرة!



عباد الله، حريٌّ والله بنا أن نستحيي من الله - جل جلاله - وأن نكفَّ عن معاصيه، ولا نغتر بجميل ستره علينا، وإمهاله لنا، إخواني خافوا من الله، اخشوا بغتات قهره، خافوا مفاجئات مكره، فهو الذي يسمع السر والنجوى، ويبصر ما تحت الثرى؛ قال القشيري - رحمه الله -: فمن عرف أن الله بهذه الصفة كان من أدبه دوام المراقبة ومطالبة النفس بدقيق المحاسبة.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #12  
قديم 08-07-2017 , 10:53 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

عباد الله:

ما أحوجنا إلى أن تعبد الله بأسمائه الحسنى، فمن أسمائه الرقيب الذي يعد الأنفاس، فمن علم أن الله عليه رقيب ومشاهد له في كل حركةِ من حركاته، حصلت له المراقبة، ولا بد أن يعلم كل مِنَّا أن الله هو الحفيظ، فلا بد أن نحفظ الجوارح مع الحفيظ عن الشهوات المحرمة، ومن أسمائه العليم الذي يعلم الخطرات، يعلم الضمائر ووساوس الخاطر، ومن أسمائه السميع والبصير، السميع للسر والنجوى، البصير لما تحت الثرى، ومن أسمائه الشهيد الذي يعلم الأفعال ويرى الأحوال، ومن أسمائه الخبير الذي لا يخفى عليه شيء، ومن أسمائه المحصي، المحصي للكليات والجزئيات، يُحصي الأنفاس في دخولها وخروجها، يحصي عدد دقات قلوبنا، محصي عدد ذرَّات الرمال، يحصي الأعمال والأقوال: خيرها وشرَّها، صغيرها وكبيرها، ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، لا إله إلا الله سبحانه.
كل معلومٌ ففي علمك كانا
أنت محصيه زمانًا ومكانَا
أنت محصيها وهاديها
إلى نشوة التسبيح قلبًا ولسانَا



إخواني في الله، لا بد أن يصير الغالب علينا أن نذكر الله - سبحانه وتعالى - في قلوبنا، وأن نعلم أن الله - جل جلاله - مطلع علينا فنخاف من سطوت عقوبته، ونخافه - سبحانه - في كل وقت وحين، سُئل أحد الصالحين: بماذا يستعين الرجل على غضِّ بصره من المحرَّمات؟ قال: "بعلمهِ أن رأيت الله - أي: إن نظر الله - بعلمهِ أن رأيت الله، سابقةٌ على نظرهِ لذلك الحرام".



فيا أخي، يا عبد الله، يا من يُطلق نظره في المحرمات دون خوفٍ ولا حياءٍ من الله، غُض بصرك، واعلم أن نظر الله - عز وجل - سابقٌ لما تريد النظر إليه، قال ابن المبارك لرجل: راقِب الله، فسأله الرجل: ما معنى راقب الله؟ قال ابن المبارك: "كن دائمًا كأنك ترى الله"، وصدقه - رحمه الله - بأن مَن غفل عن الله نسِيه، ومن نسي الله نسِيه الله، ومن نسيه الله طرَده من رحمته، وهذا والله هو عين الخسران والحِرمان.
اذكر الله ما خلوت كثيرًا
فهو أزكى ما يكتب الملكان
وأخشه إن لهوت فهو رقيبٌ
وقريبٌ للقلب والشريان
هذب النفس لا تطع ما تمنت
وتمسك بشرعه القرآن
لا تقل إن خلوت إني وحيدٌ
فمع الله أنت في كل شان
إن عين الإله ما غاب عنها
أيُّ حي في عالم الأكوان
ترقب الخلق في جلالٍ وحكم
واقتدار ورحمة وحنان



يا ألله، سبحانك يا مَن تعلم خطرات الضمائر! سبحانك يا من تعلم وساوس الخاطر! سبحانك يا من تملِك هذه القوة وهذه القدرة!



عباد الله، حريٌّ والله بنا أن نستحيي من الله - جل جلاله - وأن نكفَّ عن معاصيه، ولا نغتر بجميل ستره علينا، وإمهاله لنا، إخواني خافوا من الله، اخشوا بغتات قهره، خافوا مفاجئات مكره، فهو الذي يسمع السر والنجوى، ويبصر ما تحت الثرى؛ قال القشيري - رحمه الله -: فمن عرف أن الله بهذه الصفة كان من أدبه دوام المراقبة ومطالبة النفس بدقيق المحاسبة.
رد مع اقتباس