رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ... أيها المسلمون، يقول الله - عز وجل -:
﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾، آية نسمعها دائمًا فما الذي تعنيه يا ترى؟ إنها تعني المراقبة، المراقبة التي هي أعلى مراتب الدين، وهي دوام العبد وتيقن العبد أن الله مطلع على ظاهره وباطنه، واستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة، وهي ثمرة العلم بأن الله رقيبٌ علينا، ناظرٌ إلينا، سامع لأقوالنا، مطلع على أعمالنا في كل وقت وفي كل لحظةٍ، وفي كل نفسٍ، ومع كل طرْفة عينٍ.
قد حفظنا مع الله الأنفاس وراقبناه في جميع الأحوال، نعلم أنه علينا رقيب ومن قلوبنا قريب، يعلم الأحوال ويرى الأفعال، منطلقين من قوله - جل جلاله -: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 108]، فمعية الله مع خلقه جميعًا، ومع أوليائه معيَّة خاصة: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52]، ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235]،
﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ﴾ [الإسراء: 25، 26]، ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]،
﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 13، 14]، ﴿ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 97]. |