عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2017, 01:13 PM   #50
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

51 (إن الذي أحياها لمحي الموتي)(قل يحييها الذي أنشأها أول مرة)( أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)(لتجزى كل نفس بما تسعى } 52 ثم أمر الله نبيه بالقسم في ثلاثة مواضع من القرآن على وقوع البعث كما يوجد في سورة البقرة لوحدها خمسة قصص على إحياء الموتى 53 كما اهتم القرآن ببعض الصور الحسية المؤثرة في تصوير البعث(و استمع يوم يناد المناد من مكان قريب) إلى(يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً) 54 ثم نقل لنا وصف الوانهم ( يومئذ زرقا) من شدة الرعب و الخوف و الحسرة(يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا)و أبصارهم شاخصة (لا يرتد إليهم طرفهم ) 55 (و افئدتهم هواء) فهي فارغة من صدورهم (إذ القلوب لدى الحناجر) فحينها (يعض الظالم على يديه)يدعون بالويل والثبور (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا..) 56 ثم نقل لنا(قالوا من بعثنا من مرقدنا)ثم كيف ينطلقون للموقف(يوم يخرجون من الأجداث سراعا)في انتشارهم(كالفراش المبثوث)(كالجراد لمنتشر) 57 فيحشرالمؤمنون في أحسن حال بينما يحشرغيرهم(على وجوههم عميا و بكما و صما)(الذي أمشاهم على أرجلهم قادرأن يمشيهم على وجوههم)البخاري 58 ابن مسعود:يحشرالناس أعرىماكانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوافمن كسا لله كساه الله ومن أطعم لله أطعمه ومن سقا سقاه ومن عفا لله عفاعنه 59 و قد قرر العلماء بأن موقف القيامة طويل ويشمل أحوالا كثيرة ومتغيرة فهم عمي وبكم في بعض المواقف يبصرون ويجادلون في بعضها. 60 "يحشر الناس على ارض بيضاء عفراء " فبين هذا الحديث اختلاف ارض المحشر عن أرضنا هذه من حيث اللون و الطبيعة 61 "بيضاء عفراء" أبيض يميل للحمرة كما يخرج الخبز من النار ليس فيها معلم لأحد"لا منخفض ولا مرتفع"ما لهم من ملجأ يومئذ وما لهم من نكير 62 في قوله( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ) توبيخ للذين كانوا(يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله..) 63 كما في تبديل الأرض درس مهم لكل من يقطع الرحم و يتباغض من أجل قطعة أرض لا تغني و لا تسمن من جوع يكفيه منها مترين في متر 64 فيجتمع عليها كل المخلوقات من الإنس و الجن وحيوانات البر والبحر والطير(وما من دابة في الارض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم....يحشرون) 65 فتأمل ازدحامهم وانضغاطهم،وتدافعهم،حيث لا فرار ولا انتصار، ولا ملاذ ولا مهرب، والشمس على قدر ميل،ولا ظل إلا ظل العرش فهنيئا لمن استظل به 66 والعرق منهم على قدرأعمالهم حتى يغوص في الأرض 70 ذراعا كما في -مسلم-هذا عمقه تحت؛أما فوق فإنه على قدرأعمالهم حتى إن البعض يلجمه العرق 67 كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار فإن القيامة تقوم في يوم الجمعة 68 لا ينتصف ذلك النهارحتى يقيل أهل الجنة فيها وأهل النار فيها (أصحاب الجنة يومئذ خيرمستقرا وأحسن مقيلا) 69 فمن تأذى من حرها اليوم فليتذكرحرالموقف قال بعض السلف:لو طلعت الشمس على الأرض كهيتئها يوم القيامة لأحرقت الأرض وذاب الصخر وجفت الأنهار 70 قال الغزالي:واعلم أن كل عرق لم يخرجه التعب في سبيل الله من حج وجهاد وصيام قضاء حاجة مسلم فسيخرجه الحياء والخوف في صعيد القيامة 71 في هذا الحر والزحام يشتد العطش ولكل نبي حوض تشرب منه أمته فقط وحوض نبينا مسيرة شهرفي شهرماؤه ابيض من الثلج وأحلى من العسل يذاد عنه أناس 72 بسبب ما أحدثوا بعده من الارتداد عن دينه أو ابتداع مالم يأذن به الله أو بسبب مخالفتهم لسنته عليه الصلاة و السلام وقد سئل :كيف تعرف أمتك و تميزها؟ 73 فقال:إن امتي غرا محجلين من آثار الوضوء،فمن كان أكثر سجودا ووضوءا كان وجهه أعظم ضياء وأشد إشراقا فهم على مراتب من عظم النور 74 في هذا الموقف الرهيب و ليس لأحد إلا موضع قدميه من شدة الزحام و الناس وقوفاً و ابصارهم شاخصة يأتي أناس بوضع مختلف ! 75 سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ... 76 قال ابن رجب:اختلفت أعمالهم فِي الصورة،وجمعها معنى واحد ،وهومجاهدتهم لأنفسهم فأطفئوا حر نار الشهوة أوالغضب فوقاهم الله حرالشمس جزاءوفاقا 77 ولا ينحصر الإظلال في هذه الخصال فقط بل هناك غيرها،وقد جمعها الحافظ ابن حجر و أفردها بكتاب خاص ثم السخاوي وغيره إلى 97 خصلة 78 "والذي نفسي بيده،لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ، إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاه يتعر) البخاري 79 في البخاري"إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة"فهذا وعيد لكل من يتصرف بالمال تصرفاً غير شرعي إلا أن يتوب 80 .كما يدل حديث"لكل غادر لواء يوم القيامة"على أن في الموقف ألوية، فمنها ألوية خزي وفضيحة يعرف بها أهلها،ومنها ألوية حمد وثناء كلواء الحمد 81 فلما كان الغدر لا يقع إلا بسبب خفي عوقب بضد ما فعل وهي شهرته التي تتضمن الخزي على رؤوس الأشهاد ويكون ذلك اللواء(عند استه)زيادة في الفضيحة 82 في السنن(من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة و أحد شقيه مائل) فهذا وعيد لمن لم يعدل بين زوجاته فيما يملك 83 و تأمل حديث حذيفة عند أبي داود" قال: (( من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه )) 84 كما أن هناك ذنوب توعد الله أصحابها بأن لا يكلمهم كلام لطف بهم و لا ينظر لهم بعين الرحمة و لا يزكيهم أي: من الذنوب والأدناس، بل يأمر بهم إلى النار 85 منهم المسبل والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان وكاتم العلم ورجل له فضل ماء يمنعه ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه رضي وإن لم يعط سخط 86 النائحة إذا لم تتب قبل موتها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربال من قطران"فالجرب كالقميص ع جلدها والقطران يحرقه ويلذعه مع سوء اللون والرائحة 87 في ذلك اليوم(يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه *....) فيفر كل واحد من صاحبه حذرا من مطالبته إياه،إما لما بينهم من التبعات أو لئلا يروا ماهو فيه من الشدة 88 قال الأبهري: يفر منهم لما يتبين له من عجزهم وقلة حيلتهم ، ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئاً سوى ربه تعالى" فلا تتعلق بغير الله. 89 عندما يشتد الموقف ويطول يذهب الناس لآدم ثم إلى نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى فيدلهم على محمد عبد غفرالله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر 90 فيستجيب لهم ويقول أنا لها فيذهب ويسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة الكبرى،ويؤذن له فيها,ويحمد ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذ 91 فيكرمه الله بإجابة سؤاله للفصل و الحساب وإظهار فضله للأولين والآخرين فقام مقاماً حمده عليه أهل الموقف كلهم مسلمهم وكافرهم أولهم وآخرهم 92 ويعطيه الله و يكرمه بأمرين في الشفاعة الكبرى:
أ الفصل بين أهل الموقف وإراحتهم من الوقوف و الزحام
ب دخول 70 الفاً من امته ممن لا حساب عليهم 93 من قال حين يسمع النداء:اللهم رب هذه الدعوة التامة"موعود بشفاعة نبينا وهوفي أشد الحاجة لها وليس المقصود الشفاعة الكبرى لأنها عامة للخلق 94 لكن المقصود الأنواع الأخرى من الشفاعة لرفع الدرجات في الجنة أوعدم دخول النار لمن استحقها من الموحدين أو اخراج من دخلها منهم 95 و ليس هذا بأول مظاهر تشريفه و إظهار فضله يوم القيامة فهو سيد ولد آدم وأول من تنشق الأرض عنه من الناس ويبعث راكبا إلى المحشر 96 وله اللواء الذي آدم فمن دونه تحت لوائه،وله الحوض الذي ليس في الموقف أكثر واردا منه وهو أول الأنبياء يُقضى بين أمته، وأولهم جوازاعلى الصراط 97 شفاعة خاصة به لفتح أبواب الجنة ودخولها وهو صاحب الوسيلة أعلى منازل الجنة،ويشفع لخلائق لا يعلم عدتهم إلا الله مع غيره ممن أذن الله لهم 98 فبعد الشفاعة الكبرى يأتي الله لفصل القضاء بين العباد، فأخبر الله بمجيئه سبحانه و تعالى والملائكة و مجيئ جهنم كما في سورة الفجر 99 (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا)،فيحيطون بأهل الموقف ثم الثانية يصفون بعدهم،ثم هكذا إلى السابعة بـ 7 صفوف حول أهل الموقف 100 ثم يأتي الله عز وجل ( في ظلل من الغمام و الملائكة)(وجاء ربك و الملك صفا صفا) ( و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #50  
قديم 12-07-2017 , 01:13 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

51 (إن الذي أحياها لمحي الموتي)(قل يحييها الذي أنشأها أول مرة)( أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)(لتجزى كل نفس بما تسعى } 52 ثم أمر الله نبيه بالقسم في ثلاثة مواضع من القرآن على وقوع البعث كما يوجد في سورة البقرة لوحدها خمسة قصص على إحياء الموتى 53 كما اهتم القرآن ببعض الصور الحسية المؤثرة في تصوير البعث(و استمع يوم يناد المناد من مكان قريب) إلى(يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً) 54 ثم نقل لنا وصف الوانهم ( يومئذ زرقا) من شدة الرعب و الخوف و الحسرة(يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا)و أبصارهم شاخصة (لا يرتد إليهم طرفهم ) 55 (و افئدتهم هواء) فهي فارغة من صدورهم (إذ القلوب لدى الحناجر) فحينها (يعض الظالم على يديه)يدعون بالويل والثبور (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا..) 56 ثم نقل لنا(قالوا من بعثنا من مرقدنا)ثم كيف ينطلقون للموقف(يوم يخرجون من الأجداث سراعا)في انتشارهم(كالفراش المبثوث)(كالجراد لمنتشر) 57 فيحشرالمؤمنون في أحسن حال بينما يحشرغيرهم(على وجوههم عميا و بكما و صما)(الذي أمشاهم على أرجلهم قادرأن يمشيهم على وجوههم)البخاري 58 ابن مسعود:يحشرالناس أعرىماكانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوافمن كسا لله كساه الله ومن أطعم لله أطعمه ومن سقا سقاه ومن عفا لله عفاعنه 59 و قد قرر العلماء بأن موقف القيامة طويل ويشمل أحوالا كثيرة ومتغيرة فهم عمي وبكم في بعض المواقف يبصرون ويجادلون في بعضها. 60 "يحشر الناس على ارض بيضاء عفراء " فبين هذا الحديث اختلاف ارض المحشر عن أرضنا هذه من حيث اللون و الطبيعة 61 "بيضاء عفراء" أبيض يميل للحمرة كما يخرج الخبز من النار ليس فيها معلم لأحد"لا منخفض ولا مرتفع"ما لهم من ملجأ يومئذ وما لهم من نكير 62 في قوله( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ) توبيخ للذين كانوا(يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله..) 63 كما في تبديل الأرض درس مهم لكل من يقطع الرحم و يتباغض من أجل قطعة أرض لا تغني و لا تسمن من جوع يكفيه منها مترين في متر 64 فيجتمع عليها كل المخلوقات من الإنس و الجن وحيوانات البر والبحر والطير(وما من دابة في الارض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم....يحشرون) 65 فتأمل ازدحامهم وانضغاطهم،وتدافعهم،حيث لا فرار ولا انتصار، ولا ملاذ ولا مهرب، والشمس على قدر ميل،ولا ظل إلا ظل العرش فهنيئا لمن استظل به 66 والعرق منهم على قدرأعمالهم حتى يغوص في الأرض 70 ذراعا كما في -مسلم-هذا عمقه تحت؛أما فوق فإنه على قدرأعمالهم حتى إن البعض يلجمه العرق 67 كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار فإن القيامة تقوم في يوم الجمعة 68 لا ينتصف ذلك النهارحتى يقيل أهل الجنة فيها وأهل النار فيها (أصحاب الجنة يومئذ خيرمستقرا وأحسن مقيلا) 69 فمن تأذى من حرها اليوم فليتذكرحرالموقف قال بعض السلف:لو طلعت الشمس على الأرض كهيتئها يوم القيامة لأحرقت الأرض وذاب الصخر وجفت الأنهار 70 قال الغزالي:واعلم أن كل عرق لم يخرجه التعب في سبيل الله من حج وجهاد وصيام قضاء حاجة مسلم فسيخرجه الحياء والخوف في صعيد القيامة 71 في هذا الحر والزحام يشتد العطش ولكل نبي حوض تشرب منه أمته فقط وحوض نبينا مسيرة شهرفي شهرماؤه ابيض من الثلج وأحلى من العسل يذاد عنه أناس 72 بسبب ما أحدثوا بعده من الارتداد عن دينه أو ابتداع مالم يأذن به الله أو بسبب مخالفتهم لسنته عليه الصلاة و السلام وقد سئل :كيف تعرف أمتك و تميزها؟ 73 فقال:إن امتي غرا محجلين من آثار الوضوء،فمن كان أكثر سجودا ووضوءا كان وجهه أعظم ضياء وأشد إشراقا فهم على مراتب من عظم النور 74 في هذا الموقف الرهيب و ليس لأحد إلا موضع قدميه من شدة الزحام و الناس وقوفاً و ابصارهم شاخصة يأتي أناس بوضع مختلف ! 75 سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ... 76 قال ابن رجب:اختلفت أعمالهم فِي الصورة،وجمعها معنى واحد ،وهومجاهدتهم لأنفسهم فأطفئوا حر نار الشهوة أوالغضب فوقاهم الله حرالشمس جزاءوفاقا 77 ولا ينحصر الإظلال في هذه الخصال فقط بل هناك غيرها،وقد جمعها الحافظ ابن حجر و أفردها بكتاب خاص ثم السخاوي وغيره إلى 97 خصلة 78 "والذي نفسي بيده،لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ، إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاه يتعر) البخاري 79 في البخاري"إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة"فهذا وعيد لكل من يتصرف بالمال تصرفاً غير شرعي إلا أن يتوب 80 .كما يدل حديث"لكل غادر لواء يوم القيامة"على أن في الموقف ألوية، فمنها ألوية خزي وفضيحة يعرف بها أهلها،ومنها ألوية حمد وثناء كلواء الحمد 81 فلما كان الغدر لا يقع إلا بسبب خفي عوقب بضد ما فعل وهي شهرته التي تتضمن الخزي على رؤوس الأشهاد ويكون ذلك اللواء(عند استه)زيادة في الفضيحة 82 في السنن(من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة و أحد شقيه مائل) فهذا وعيد لمن لم يعدل بين زوجاته فيما يملك 83 و تأمل حديث حذيفة عند أبي داود" قال: (( من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه )) 84 كما أن هناك ذنوب توعد الله أصحابها بأن لا يكلمهم كلام لطف بهم و لا ينظر لهم بعين الرحمة و لا يزكيهم أي: من الذنوب والأدناس، بل يأمر بهم إلى النار 85 منهم المسبل والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان وكاتم العلم ورجل له فضل ماء يمنعه ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه رضي وإن لم يعط سخط 86 النائحة إذا لم تتب قبل موتها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربال من قطران"فالجرب كالقميص ع جلدها والقطران يحرقه ويلذعه مع سوء اللون والرائحة 87 في ذلك اليوم(يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه *....) فيفر كل واحد من صاحبه حذرا من مطالبته إياه،إما لما بينهم من التبعات أو لئلا يروا ماهو فيه من الشدة 88 قال الأبهري: يفر منهم لما يتبين له من عجزهم وقلة حيلتهم ، ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئاً سوى ربه تعالى" فلا تتعلق بغير الله. 89 عندما يشتد الموقف ويطول يذهب الناس لآدم ثم إلى نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى فيدلهم على محمد عبد غفرالله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر 90 فيستجيب لهم ويقول أنا لها فيذهب ويسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة الكبرى،ويؤذن له فيها,ويحمد ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذ 91 فيكرمه الله بإجابة سؤاله للفصل و الحساب وإظهار فضله للأولين والآخرين فقام مقاماً حمده عليه أهل الموقف كلهم مسلمهم وكافرهم أولهم وآخرهم 92 ويعطيه الله و يكرمه بأمرين في الشفاعة الكبرى:
أ الفصل بين أهل الموقف وإراحتهم من الوقوف و الزحام
ب دخول 70 الفاً من امته ممن لا حساب عليهم 93 من قال حين يسمع النداء:اللهم رب هذه الدعوة التامة"موعود بشفاعة نبينا وهوفي أشد الحاجة لها وليس المقصود الشفاعة الكبرى لأنها عامة للخلق 94 لكن المقصود الأنواع الأخرى من الشفاعة لرفع الدرجات في الجنة أوعدم دخول النار لمن استحقها من الموحدين أو اخراج من دخلها منهم 95 و ليس هذا بأول مظاهر تشريفه و إظهار فضله يوم القيامة فهو سيد ولد آدم وأول من تنشق الأرض عنه من الناس ويبعث راكبا إلى المحشر 96 وله اللواء الذي آدم فمن دونه تحت لوائه،وله الحوض الذي ليس في الموقف أكثر واردا منه وهو أول الأنبياء يُقضى بين أمته، وأولهم جوازاعلى الصراط 97 شفاعة خاصة به لفتح أبواب الجنة ودخولها وهو صاحب الوسيلة أعلى منازل الجنة،ويشفع لخلائق لا يعلم عدتهم إلا الله مع غيره ممن أذن الله لهم 98 فبعد الشفاعة الكبرى يأتي الله لفصل القضاء بين العباد، فأخبر الله بمجيئه سبحانه و تعالى والملائكة و مجيئ جهنم كما في سورة الفجر 99 (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا)،فيحيطون بأهل الموقف ثم الثانية يصفون بعدهم،ثم هكذا إلى السابعة بـ 7 صفوف حول أهل الموقف 100 ثم يأتي الله عز وجل ( في ظلل من الغمام و الملائكة)(وجاء ربك و الملك صفا صفا) ( و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)
رد مع اقتباس