عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2017, 01:38 PM   #59
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل الصراط من السنة وصفته
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة: منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة:” يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ،فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ” الحديث في الصحيح وقال أبو سعيد رضي الله عنه: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف.
دليل القصاص من الكتاب
س: ما دليل القصاص من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ) إلى قوله والله يقضي بالحق ) الآيات، وقوله تعالى وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) الآيات.
دليل القصاص وصفته من السنة
س: ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أول ما يقضى بين الناس في الدماء ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه” وقوله صلى الله عليه وسلم :”يخلص المؤمنون من النار فيجلسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ) وكلها في الصحيح وغيرها كثير.
دليل الحوض من الكتاب
س: ما دليل الحوض من الكتاب ؟
ج: قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر) السورة.
دليل الحوض وصفته من السنة
س: ما دليله وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أنا فرطكم على الحوض ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن” وقوله صلى الله عليه وسلم :”حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر” وغير ذلك من الأحاديث فيه كثير.
دليل الإيمان بالجنة والنار
س: ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟
ج: قال الله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) الآية. وغيرها ما لا يحصى, وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل” ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق, والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق ” الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ” أخرجاه وفي رواية” من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء ” .
معنى الإيمان بالجنة والنار
س: ما معنى الإيمان بالجنة والنار?
ج: معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا, ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.
الدليل على وجود الجنة والنار
س: ما الدليل على وجودهما الآن ؟
ج: أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان فقال في الجنة أعدت للمتقين )، وقال في النار أعدت للكافرين ) وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء” الحديث, وتقدم في فتنة وعذاب القبر “إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده ” الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم” أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم “، وقال صلى الله عليه وسلم” اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت ربي أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير “، وقال صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء وقال صلى الله عليه وسلم” لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال اذهب فانظر إليها ” الحديث وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء ،وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى.
الدليل على بقاء الجنة والنار أبدا
س: ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟
ج: قال الله تعالى في الجنة خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )، وقال تعالى ما هم منها بمخرجين )، وقال تعالى فيها عطاء غير مجذوذ )، وقال تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة )، وقال تعالى إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )، وقال تعالى إن المتقين في مقام أمين ) إلى قوله لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى )، وغيرها من الآيات فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها, وكذلك النار قال تعالى فيها إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا )، وقال تعالى ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى وما هم بخارجين من النار )، وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )، وقال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها )، وقال تعالى إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى )، وغير ذلك من الآيات . فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها أنهم خالدون فيها أبدا فنفى تعالى خروجهم منها بقوله :وما هم بخارجين ، ونفى انقطاعها عنهم بقوله :لا يفتر عنهم ، ونفى فناءهم فيها بقوله :لا يموت فيها ولا يحيى ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ” الحديث, وقال صلى الله عليه وسلم:” إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ,ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم” – وفي لفظ – كل خالد فيما هو فيه ،وفي رواية ثم :قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) وهي في الصحيح وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .
الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة
س: ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟
ج: قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )، وقال تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )، وقال تعالى في الكفار كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه, وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:” إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا” وقوله :”كما ترون هذا “أي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ,كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :”ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ” وهذا تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع, تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو أعلم الخلق بالله عز وجل, وفي حديث صهيب عند مسلم:” فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ” ثم تلا هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح “سلم الوصول” خمسة وأربعين حديثا عن أكثر من ثلاثين صحابيا, ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ,وكان من الذين قال الله تعالى فيهم كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) نسأل الله تعالى العفو والعافية وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه .آمين.
دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون
س: ما دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون ؟
ج: قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة, بقيود ثقيلة وأخبرنا تعالى إنها ملك له، ليس لأحد فيها شيء فقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا (.
فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )،( ما من شفيع إلا من بعد إذنه )،(وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )،( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) وأما ممن تكون فكما أخبرنا تعالى إنها لا تكون إلا من بعد إذنه أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) وقال لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) وأما لمن تكون فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )،(يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص, وأما غيرهم فقال تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) وقال تعالى عنهم فما لنا من شافعين ولا صديق حميم )، وقال تعالى فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :”ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع ” الحديث ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة بل قال :”فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة “ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة, وقال له أبو هريرة رضي الله عنه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال” من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه” .
أنواع الشفاعة وأعظمها
س: كم أنواع الشفاعة وما أعظمها ؟
ج: أعظمها: الشفاعة العظمى في موقف القيامة في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده ,وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل كما قال تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف ,وطال المقام واشتد القلق، وألجمهم العرق ،التمسوا الشفاعة في أن يفصل الله بينهم فيأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ابن مريم وكلهم يقول نفسي نفسي إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما.
الثانية: الشفاعة في استفتاح باب الجنة ،وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته.
الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
الرابعة: في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل.
الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة، وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه هو المقدم فيها ,ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون ،ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة.
السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار ,وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب كما في مسلم ,وغيره ولا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي – بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم الجنة وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة.
أثر العمل في دخول الجنة والنجاة من النار
س: هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله – قالوا يا رسول الله ولا أنت – قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ” وفي رواية” سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله – قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل” .
الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة
س: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون(؟
ج: لا منافاة بينهما بحمد الله، فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية ;لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه, والمنفي في الحديث هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة, فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة( رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين .(
دليل الإيمان بالقدر جملة
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #59  
قديم 12-07-2017 , 01:38 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

دليل الصراط من السنة وصفته
س: ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة: منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة:” يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ،فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا ” الحديث في الصحيح وقال أبو سعيد رضي الله عنه: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف.
دليل القصاص من الكتاب
س: ما دليل القصاص من الكتاب ؟
ج: قال الله تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ) إلى قوله والله يقضي بالحق ) الآيات، وقوله تعالى وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) الآيات.
دليل القصاص وصفته من السنة
س: ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أول ما يقضى بين الناس في الدماء ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه” وقوله صلى الله عليه وسلم :”يخلص المؤمنون من النار فيجلسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ) وكلها في الصحيح وغيرها كثير.
دليل الحوض من الكتاب
س: ما دليل الحوض من الكتاب ؟
ج: قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر) السورة.
دليل الحوض وصفته من السنة
س: ما دليله وصفته من السنة ؟
ج: فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى الله عليه وسلم:” أنا فرطكم على الحوض ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن” وقوله صلى الله عليه وسلم :”حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر” وغير ذلك من الأحاديث فيه كثير.
دليل الإيمان بالجنة والنار
س: ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟
ج: قال الله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) الآية. وغيرها ما لا يحصى, وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل” ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق, والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق ” الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ” أخرجاه وفي رواية” من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء ” .
معنى الإيمان بالجنة والنار
س: ما معنى الإيمان بالجنة والنار?
ج: معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا, ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.
الدليل على وجود الجنة والنار
س: ما الدليل على وجودهما الآن ؟
ج: أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان فقال في الجنة أعدت للمتقين )، وقال في النار أعدت للكافرين ) وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء” الحديث, وتقدم في فتنة وعذاب القبر “إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده ” الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم” أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم “، وقال صلى الله عليه وسلم” اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت ربي أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير “، وقال صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء وقال صلى الله عليه وسلم” لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال اذهب فانظر إليها ” الحديث وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء ،وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى.
الدليل على بقاء الجنة والنار أبدا
س: ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟
ج: قال الله تعالى في الجنة خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )، وقال تعالى ما هم منها بمخرجين )، وقال تعالى فيها عطاء غير مجذوذ )، وقال تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة )، وقال تعالى إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )، وقال تعالى إن المتقين في مقام أمين ) إلى قوله لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى )، وغيرها من الآيات فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها, وكذلك النار قال تعالى فيها إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا )، وقال تعالى ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )، وقال تعالى وما هم بخارجين من النار )، وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )، وقال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها )، وقال تعالى إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى )، وغير ذلك من الآيات . فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها أنهم خالدون فيها أبدا فنفى تعالى خروجهم منها بقوله :وما هم بخارجين ، ونفى انقطاعها عنهم بقوله :لا يفتر عنهم ، ونفى فناءهم فيها بقوله :لا يموت فيها ولا يحيى ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ” الحديث, وقال صلى الله عليه وسلم:” إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ,ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم” – وفي لفظ – كل خالد فيما هو فيه ،وفي رواية ثم :قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) وهي في الصحيح وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .
الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة
س: ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟
ج: قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )، وقال تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )، وقال تعالى في الكفار كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه, وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:” إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا” وقوله :”كما ترون هذا “أي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ,كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :”ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ” وهذا تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع, تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو أعلم الخلق بالله عز وجل, وفي حديث صهيب عند مسلم:” فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ” ثم تلا هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح “سلم الوصول” خمسة وأربعين حديثا عن أكثر من ثلاثين صحابيا, ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ,وكان من الذين قال الله تعالى فيهم كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) نسأل الله تعالى العفو والعافية وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه .آمين.
دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون
س: ما دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون ؟
ج: قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة, بقيود ثقيلة وأخبرنا تعالى إنها ملك له، ليس لأحد فيها شيء فقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا (.
فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )،( ما من شفيع إلا من بعد إذنه )،(وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )،( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) وأما ممن تكون فكما أخبرنا تعالى إنها لا تكون إلا من بعد إذنه أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) وقال لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) وأما لمن تكون فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )،(يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص, وأما غيرهم فقال تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) وقال تعالى عنهم فما لنا من شافعين ولا صديق حميم )، وقال تعالى فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :”ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع ” الحديث ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة بل قال :”فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة “ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة, وقال له أبو هريرة رضي الله عنه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال” من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه” .
أنواع الشفاعة وأعظمها
س: كم أنواع الشفاعة وما أعظمها ؟
ج: أعظمها: الشفاعة العظمى في موقف القيامة في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده ,وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل كما قال تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف ,وطال المقام واشتد القلق، وألجمهم العرق ،التمسوا الشفاعة في أن يفصل الله بينهم فيأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ابن مريم وكلهم يقول نفسي نفسي إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما.
الثانية: الشفاعة في استفتاح باب الجنة ،وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته.
الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
الرابعة: في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل.
الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة، وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه هو المقدم فيها ,ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون ،ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة.
السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار ,وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب كما في مسلم ,وغيره ولا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي – بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم الجنة وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة.
أثر العمل في دخول الجنة والنجاة من النار
س: هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله – قالوا يا رسول الله ولا أنت – قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ” وفي رواية” سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله – قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل” .
الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة
س: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون(؟
ج: لا منافاة بينهما بحمد الله، فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية ;لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه, والمنفي في الحديث هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة, فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة( رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين .(
دليل الإيمان بالقدر جملة
رد مع اقتباس