عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2017, 01:42 PM   #62
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

تفسير العلماء لشعب الإيمان
س: بما فسر العلماء هذه الشعب?
ج: قد عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا ،ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا في الإيمان ،بل يكفي الإيمان بها جملة ،وهي لا تخرج عن الكتاب والسنة، فعلى العبد امتثال أوامرهما ،واجتناب زواجرهما ،وتصديق أخبارهما ،وقد استكمل شعب الإيمان ،والذي عددوه حق كله من أمور الإيمان ،ولكن القطع بأنه هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج إلى توقيف.
خلاصة ما عده العلماء من شعب الإيمان
س: اذكر خلاصة ما عدوه ؟
ج: قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله: إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب ،وأعمال اللسان ،وأعمال البدن ،فأعمال القلب :المعتقدات والنيات، على أربع وعشرين خصلة, الإيمان بالله ويدخل فيه: الإيمان بذاته ،وصفاته ،وتوحيده ،بأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) واعتقاد حدوث ما دونه ،والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله ،والقدر خيره وشره ،والإيمان باليوم الآخر ،ويدخل فيه ،المسألة في القبر، والبعث والنشور ،والحساب والميزان ،والصراط ،والجنة ،والنار ،ومحبة الله، والحب والبغض فيه ،ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ،واعتقاد تعظيمه ،ويدخل فيه: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته ،والإخلاص ،ويدخل فيه :ترك الرياء ،والنفاق ،والتوبة، والخوف، والرجاء ،والشكر ،والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء ،والتوكل ،والرحمة ،والتواضع ،ويدخل فيه :توقير الكبير ،ورحمة الصغير، وترك التكبر والعجب ،وترك الحسد ،وترك الحقد ،وترك الغضب.
وأعمال اللسان: وتشتمل على سبع خصال: التلفظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعاء ،والذكر، ويدخل فيه :الاستغفار واجتناب اللغو ،وأعمال البدن :وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة :منها ما يتعلق بالأعيان، وهي خمس عشرة خصلة :التطهر حسيا وحكما ،ويدخل فيه إطعام الطعام ،وإكرام الضيف ،الصيام فرضا ونفلا، والاعتكاف ،والتماس ليلة القدر، والحج ،والعمرة ،الطواف كذلك ، والفرار بالدين، ويدخل فيه :الهجرة من دار الشرك ،والوفاء بالنذر، والتحري في الأيمان ،وأداء الكفارات ،ومنها ما يتعلق بالاتباع ،وهي ست خصال: التعفف بالنكاح، والقيام بحقوق العيال, وبر الوالدين، ويدخل فيه :اجتناب العقوق ،وتربية الأولاد، وصلة الرحم ،وطاعة السادة ،والرفق بالعبيد, ومنها ما يتعلق بالعامة ،وهي سبع عشرة خصلة: القيام بالإمارة مع العدل ،ومتابعة الجماعة، وطاعة أولي الأمر، والإصلاح بين الناس ،ويدخل فيه: قتال الخوارج والبغاة ،والمعاونة على البر، ويدخل فيه :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد ،ومنه :المرابطة وأداء الأمانة ،ومنه :أداء الخمس ،والقرض مع وفائه ،وإكرام الجار، وحسن المعاملة ،ويدخل فيه: جمع المال من حله ،وإنفاقه في حقه ،ويدخل فيه :ترك التبذير والإسراف, ورد السلام ،وتشميت العاطس ،وكف الضرر عن الناس، واجتناب اللهو، وإماطة الأذى عن الطريق، فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر والله أعلم.
دليل الإحسان من الكتاب والسنة
الإحسان في العبادة
س: ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلته كثيرة ،منها قوله تعالى وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )،( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )،( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)،( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )،(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن الله كتب الإحسان على كل شيء ” وقال صلى الله عليه وسلم ك:”نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له”.
س: ما هو الإحسان في العبادة ؟
ج: فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له :”فأخبرني عن الإحسان؟ قال :أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ،أعلاهما :عبادة الله كأنك تراه ,وهذا مقام المشاهدة ،وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الإحسان .
الثاني :مقام المراقبة ،وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه ،فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى ;لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل .ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر.
ما يضداد الإيمان
س: ما هو ضد الإيمان؟
ج: ضد الإيمان الكفر ،وهو أصل له شعب ،كما أن الإيمان أصل له شعب ،وقد عرفت مما تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ،فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ،فالطاعات كلها من شعب الإيمان، وقد سمي في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا, والمعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمي في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي، فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران :كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية، وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ,وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه، وهو الكفر العملي الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك.
كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية
س: بين لي كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية وفصل لي ما أجملته في إزالته إياه؟
ج: قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل ،قول القلب واللسان ،وعمل القلب واللسان والجوارح ،فقول القلب ،هو التصديق ،وقول اللسان ،هو التكلم بكلمة الإسلام, وعمل القلب، هو النية والإخلاص, وعمل الجوارح ،هو الانقياد بجميع الطاعات, فإذا زالت جميع هذه الأربعة قول القلب وعمله ،وقول اللسان وعمل الجوارح زال الإيمان بالكلية ،وإذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية ،فإن تصديق القلب شرط في انعقادها وكونها نافعة وذلك كمن كذب بأسماء الله وصفاته، أو بأي شيء مما أرسل الله به وأنزل به كتبه, وإن زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان كله بزواله ،وإنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده ،كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.
أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة
كفر الجهل والتكذيب
س: كم أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة ؟
ج: علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام :كفر جهل وتكذيب ،وكفر جحود, وكفر عناد واستكبار ،وكفر نفاق.
س: ما كفر الجهل والتكذيب ؟
ج: هو ما كان ظاهرا وباطنا ،كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من الأمم الذين قال الله تعالى فيهم الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون )، وقال تعالى وأعرض عن الجاهلين)، وقال تعالى ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ) الآيات، وقال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) الآيات وغيرها.
كفر الجحود
س: ما هو كفر الجحود ؟
ج: هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ،ككفر فرعون وقومه بموسى، وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى في كفر فرعون وقومه وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )، وقال تعالى في اليهود فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ،وقال تعالى وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون).
كفر العناد والاستكبار
كفر النفاق
س: ما كفر العناد والاستكبار ؟
ج: هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به ،ككفر إبليس إذ يقول الله تعالى فيه إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره وإنما اعترض عليه وطعن في حكمة الآمر به وعدله وقال ء أسجد لمن خلقت طينا)، وقال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) ، وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين( .
س: ما هو كفر النفاق ؟
ج: هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس، ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال الله تعالى فيهم ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون – إلى قوله: إن الله على كل شيء قدير) وغيرها من الآيات.
الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة
س: ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ؟
ج: هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله، كقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ” وقوله صلى الله عليه وسلم” سباب المسلم فسوق وقتاله كفر” فأطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر, وسمى من يفعل ذلك كفارا، مع قول الله تعالى وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما – إلى قوله – إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان ولم ينف عنهم شيئا من ذلك, وقال تعالى في آية القصاص فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ) فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ،والتوبة معروضة بعد” زاد في رواية” ولا يقتل وهو مؤمن – وفي رواية – ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم ” الحديث فى الصحيحين مع حديث أبي ذر فيهما أيضا، قال صلى الله عليه وسلم “ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة” قلت وإن زنى وإن سرق قال:” وإن زنى وإن سرق” ثلاثا ثم قال في الرابعة “على رغم أنف أبي ذر ” فهذا يدل على أنه لم ينف عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الإيمان بالكلية مع التوحيد فإنه لو أراد ذلك لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة ,وإن فعل تلك المعاصي فلن يدخل الجنة إلا نفس مومنة, وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله , وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله إياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمها بل يكفر باعتقاد حلها ,وإن لم يفعلها والله سبحانه وتعالى أعلم.
السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين
س: إذا قيل لنا هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ,فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟
ج: اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ,ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ,ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا إنما كنا نخوض ونلعب قال الله تعالى قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله.
أقسام الظلم والفسوق والنفاق
س: إلى كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق ?
ج: ينقسم كل منهما إلى قسمين أكبر هو الكفر وأصغر دون ذلك.
مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال الظلم الأكبر ما ذكره الله تعالى في قوله إن الشرك لظلم عظيم وقوله تعالى إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه وقوله تعالى ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه .
مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال الفسوق الأكبر ما ذكره الله تعالى بقوله إن المنافقين هم الفاسقون وقوله تعالى إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه وقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين روي أنها نزلت في الوليد بن عقبة.
مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال النفاق الأكبر ما قدمنا ذكره في الآيات من صدر البقرة وقوله تعالى إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم إلى قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار الآيات وقوله تعالى إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون وغير ذلك من الآيات, ومثال النفاق الذي دون ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ,وإذا وعد أخلف ,وإذا ائتمن خان وحديث أربع من كن فيه كان منافقا الحديث .
حكم السحر والساحر
س: ما حكم السحر والساحر?
ج: السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني كما قال تعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله وتأثيره ثابت في الأحاديث الصحيحة.
وأما الساحر فإن كان سحره مما يتلقى عن الشياطين كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر لقوله تعالى وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر إلى قوله- ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق الآيات.
حد الساحر
س: ما حد الساحر ؟
ج: روى الترمذي عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربه بالسيف وصحح وقفه قال والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول مالك بن أنس وقال الشافعي رحمه الله تعالى: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر ,فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير عليه قتلا ,وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد الله وابنته حفصة وعثمان بن عفان وجندب بن عبد الله وجندب بن كعب بن وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم رحمهم الله.
تعريف النشرة وحكمها
الرقى المشروعة
س: ما النشرة وما حكمها ?
ج: النشرة حل السحر عن المسحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان ,وإن كانت بالرقى والتعاويذ المشروعة فلا بأس بذلك.
س: ما الرقى المشروعة?
ج: هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العربي, واعتقد كل من الراقي والمرتقي أن تأثيرها لا يكون إلا بإذن الله عز وجل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقاه جبريل عليه السلام ورقى هو كثيرا من الصحابة وأقرهم على فعلها بل وأمرهم بها وأحل لهم أخذ الأجرة عليها ,كل ذلك في الصحيحين وغيرهما.
الرقى الممنوعة
س: ما الرقى الممنوعة?
ج: هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ولا كانت بالعربية بل هي من عمل الشيطان واستخدامه ,والتقرب إليه بما يحبه كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل ,والطلاسم كشمس المعارف وشموس الأنوار وغيرهما مما أدخله أعداء الإسلام عليه ,وليست منه في شيء ولا من علومه في ظل ولا فيء كما بيناه في شرح السلم وغيره.
حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها
س: ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم من علق شيئا وكل إليه وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت وقال صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك وقال صلى الله عليه وسلم من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له وفي رواية من تعلق تميمة فقد أشرك وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر ماهذا ؟ فقال من الواهنة قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ,فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ثم تلا قوله تعالى وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة, وهذا في حكم المرفوع.
س: ما حكم المعلق إذا كان من القرآن ؟
ج: يروى جوازه عن بعض السلف وأكثرهم على منعه كعبد الله بن عكيم وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وأصحابه رضي الله عنهم وهو الأولى لعموم النهي عن التعليق, ولعدم شيء من المرفوع يخصص ذلك ولصون القرآن عن إهانته إذ قد يحملونه غالبا على غير طهارة, ولئلا يتوصل بذلك إلى تعليق غيره , ولسد الذريعة عن اعتقاد المحظور والتفات القلوب إلى غير الله عز وجل لا سيما في هذا الزمان.
حكم الكهان
س: ما حكم الكهان ؟
ج: الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطين الذين يوحون إليهم كما قال تعالى وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم الآية ويتنزلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة كما قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة الحديث في الصحيح بكماله ومن ذلك الخط بالأرض الذي يسمونه ضرب الرمل وكذا الطرق بالحصى ونحوه.
حكم من صدق كاهنا
س: ما حكم من صدق كاهنا ؟
ج: قال الله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وقال تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو الآية وقال تعالى أم عندهم الغيب فهم يكتبون وقال تعالى أعنده علم الغيب فهو يرى وقال تعالى والله يعلم وأنتم لا تعلمون وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما
حكم التنجيم
س: ما حكم التنجيم ؟
ج: قال الله تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر وقال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وقال تعالى والنجوم مسخرات بأمره وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الأئمة وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم “ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق” وقال قتادة رحمه الله تعالى: خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها ,فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به.
حكم الاستسقاء بالأنواء
حكم الطيرة وما يذهبها
س: ما حكم الاستسقاء بالأنواء.
ج: قال الله تعالى وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون وقال النبي صلى الله عليه وسلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ,والطعن في الأنساب, والاستسقاء بالأنواء ,والنياحة وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ,فأما من قال مطرنا بفضل الله ,فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب, وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب
س: ما حكم الطيرة وما يذهبها.
ج: قال الله تعالى ألا إنما طائرهم عند الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وقال صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيرة شرك قال ابن مسعود: وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل, وقال صلى الله عليه وسلم إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك وقال صلى الله عليه وسلم أصدقها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدا ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك
حكم العين
س: ما حكم العين ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم العين حق ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال استرقوا لها فإن بها النظرة وقالت عائشة رضي الله عنها أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسترقي من العين, وقال صلى الله عليه وسلم لا رقية إلا من عين أو حمة وكلها في الصحيح وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة, ولا تأثير لها إلا بإذن الله وقد فسر بها قوله عز وجل وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر عن كثير من السلف رضي الله عنهم.
أقسام المعاصي
س: إلى كم قسم تنقسم المعاصي?
ج: تنقسم إلى صغائر هي السيئات, وكبائر هي الموبقات.
ما تكفر به السيئات
س: بماذا تكفر السيئات؟
ج: قال الله تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وقال تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات فأخبرنا الله تعالى أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات وكذلك جاء في الحديث واتبع السيئة الحسنة تمحها وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة أن إسباغ الوضوء على المكاره ,ونقل الخطى إلى المساجد والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ,ورمضان إلى رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر وصيام عاشوراء وغيرها من الطاعات إنها كفارات للسيئات والخطايا وأكثر تلك الأحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه يحمل المطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #62  
قديم 12-07-2017 , 01:42 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

تفسير العلماء لشعب الإيمان
س: بما فسر العلماء هذه الشعب?
ج: قد عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا ،ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا في الإيمان ،بل يكفي الإيمان بها جملة ،وهي لا تخرج عن الكتاب والسنة، فعلى العبد امتثال أوامرهما ،واجتناب زواجرهما ،وتصديق أخبارهما ،وقد استكمل شعب الإيمان ،والذي عددوه حق كله من أمور الإيمان ،ولكن القطع بأنه هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج إلى توقيف.
خلاصة ما عده العلماء من شعب الإيمان
س: اذكر خلاصة ما عدوه ؟
ج: قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله: إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب ،وأعمال اللسان ،وأعمال البدن ،فأعمال القلب :المعتقدات والنيات، على أربع وعشرين خصلة, الإيمان بالله ويدخل فيه: الإيمان بذاته ،وصفاته ،وتوحيده ،بأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) واعتقاد حدوث ما دونه ،والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله ،والقدر خيره وشره ،والإيمان باليوم الآخر ،ويدخل فيه ،المسألة في القبر، والبعث والنشور ،والحساب والميزان ،والصراط ،والجنة ،والنار ،ومحبة الله، والحب والبغض فيه ،ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ،واعتقاد تعظيمه ،ويدخل فيه: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته ،والإخلاص ،ويدخل فيه :ترك الرياء ،والنفاق ،والتوبة، والخوف، والرجاء ،والشكر ،والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء ،والتوكل ،والرحمة ،والتواضع ،ويدخل فيه :توقير الكبير ،ورحمة الصغير، وترك التكبر والعجب ،وترك الحسد ،وترك الحقد ،وترك الغضب.
وأعمال اللسان: وتشتمل على سبع خصال: التلفظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعاء ،والذكر، ويدخل فيه :الاستغفار واجتناب اللغو ،وأعمال البدن :وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة :منها ما يتعلق بالأعيان، وهي خمس عشرة خصلة :التطهر حسيا وحكما ،ويدخل فيه إطعام الطعام ،وإكرام الضيف ،الصيام فرضا ونفلا، والاعتكاف ،والتماس ليلة القدر، والحج ،والعمرة ،الطواف كذلك ، والفرار بالدين، ويدخل فيه :الهجرة من دار الشرك ،والوفاء بالنذر، والتحري في الأيمان ،وأداء الكفارات ،ومنها ما يتعلق بالاتباع ،وهي ست خصال: التعفف بالنكاح، والقيام بحقوق العيال, وبر الوالدين، ويدخل فيه :اجتناب العقوق ،وتربية الأولاد، وصلة الرحم ،وطاعة السادة ،والرفق بالعبيد, ومنها ما يتعلق بالعامة ،وهي سبع عشرة خصلة: القيام بالإمارة مع العدل ،ومتابعة الجماعة، وطاعة أولي الأمر، والإصلاح بين الناس ،ويدخل فيه: قتال الخوارج والبغاة ،والمعاونة على البر، ويدخل فيه :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد ،ومنه :المرابطة وأداء الأمانة ،ومنه :أداء الخمس ،والقرض مع وفائه ،وإكرام الجار، وحسن المعاملة ،ويدخل فيه: جمع المال من حله ،وإنفاقه في حقه ،ويدخل فيه :ترك التبذير والإسراف, ورد السلام ،وتشميت العاطس ،وكف الضرر عن الناس، واجتناب اللهو، وإماطة الأذى عن الطريق، فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر والله أعلم.
دليل الإحسان من الكتاب والسنة
الإحسان في العبادة
س: ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلته كثيرة ،منها قوله تعالى وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )،( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )،( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)،( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )،(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن الله كتب الإحسان على كل شيء ” وقال صلى الله عليه وسلم ك:”نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له”.
س: ما هو الإحسان في العبادة ؟
ج: فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له :”فأخبرني عن الإحسان؟ قال :أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ،أعلاهما :عبادة الله كأنك تراه ,وهذا مقام المشاهدة ،وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الإحسان .
الثاني :مقام المراقبة ،وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه ،فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى ;لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل .ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر.
ما يضداد الإيمان
س: ما هو ضد الإيمان؟
ج: ضد الإيمان الكفر ،وهو أصل له شعب ،كما أن الإيمان أصل له شعب ،وقد عرفت مما تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ،فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ،فالطاعات كلها من شعب الإيمان، وقد سمي في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا, والمعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمي في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي، فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران :كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية، وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ,وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه، وهو الكفر العملي الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك.
كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية
س: بين لي كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية وفصل لي ما أجملته في إزالته إياه؟
ج: قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل ،قول القلب واللسان ،وعمل القلب واللسان والجوارح ،فقول القلب ،هو التصديق ،وقول اللسان ،هو التكلم بكلمة الإسلام, وعمل القلب، هو النية والإخلاص, وعمل الجوارح ،هو الانقياد بجميع الطاعات, فإذا زالت جميع هذه الأربعة قول القلب وعمله ،وقول اللسان وعمل الجوارح زال الإيمان بالكلية ،وإذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية ،فإن تصديق القلب شرط في انعقادها وكونها نافعة وذلك كمن كذب بأسماء الله وصفاته، أو بأي شيء مما أرسل الله به وأنزل به كتبه, وإن زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان كله بزواله ،وإنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده ،كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.
أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة
كفر الجهل والتكذيب
س: كم أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة ؟
ج: علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام :كفر جهل وتكذيب ،وكفر جحود, وكفر عناد واستكبار ،وكفر نفاق.
س: ما كفر الجهل والتكذيب ؟
ج: هو ما كان ظاهرا وباطنا ،كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من الأمم الذين قال الله تعالى فيهم الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون )، وقال تعالى وأعرض عن الجاهلين)، وقال تعالى ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ) الآيات، وقال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) الآيات وغيرها.
كفر الجحود
س: ما هو كفر الجحود ؟
ج: هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ،ككفر فرعون وقومه بموسى، وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى في كفر فرعون وقومه وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )، وقال تعالى في اليهود فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ،وقال تعالى وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون).
كفر العناد والاستكبار
كفر النفاق
س: ما كفر العناد والاستكبار ؟
ج: هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به ،ككفر إبليس إذ يقول الله تعالى فيه إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره وإنما اعترض عليه وطعن في حكمة الآمر به وعدله وقال ء أسجد لمن خلقت طينا)، وقال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) ، وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين( .
س: ما هو كفر النفاق ؟
ج: هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس، ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال الله تعالى فيهم ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون – إلى قوله: إن الله على كل شيء قدير) وغيرها من الآيات.
الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة
س: ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ؟
ج: هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله، كقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ” وقوله صلى الله عليه وسلم” سباب المسلم فسوق وقتاله كفر” فأطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر, وسمى من يفعل ذلك كفارا، مع قول الله تعالى وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما – إلى قوله – إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان ولم ينف عنهم شيئا من ذلك, وقال تعالى في آية القصاص فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ) فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ،والتوبة معروضة بعد” زاد في رواية” ولا يقتل وهو مؤمن – وفي رواية – ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم ” الحديث فى الصحيحين مع حديث أبي ذر فيهما أيضا، قال صلى الله عليه وسلم “ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة” قلت وإن زنى وإن سرق قال:” وإن زنى وإن سرق” ثلاثا ثم قال في الرابعة “على رغم أنف أبي ذر ” فهذا يدل على أنه لم ينف عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الإيمان بالكلية مع التوحيد فإنه لو أراد ذلك لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة ,وإن فعل تلك المعاصي فلن يدخل الجنة إلا نفس مومنة, وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله , وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله إياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمها بل يكفر باعتقاد حلها ,وإن لم يفعلها والله سبحانه وتعالى أعلم.
السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين
س: إذا قيل لنا هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ,فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟
ج: اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ,ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ,ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا إنما كنا نخوض ونلعب قال الله تعالى قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله.
أقسام الظلم والفسوق والنفاق
س: إلى كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق ?
ج: ينقسم كل منهما إلى قسمين أكبر هو الكفر وأصغر دون ذلك.
مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال الظلم الأكبر ما ذكره الله تعالى في قوله إن الشرك لظلم عظيم وقوله تعالى إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه وقوله تعالى ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه .
مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال الفسوق الأكبر ما ذكره الله تعالى بقوله إن المنافقين هم الفاسقون وقوله تعالى إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه وقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين روي أنها نزلت في الوليد بن عقبة.
مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر
س: ما مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر ؟
ج: مثال النفاق الأكبر ما قدمنا ذكره في الآيات من صدر البقرة وقوله تعالى إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم إلى قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار الآيات وقوله تعالى إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون وغير ذلك من الآيات, ومثال النفاق الذي دون ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ,وإذا وعد أخلف ,وإذا ائتمن خان وحديث أربع من كن فيه كان منافقا الحديث .
حكم السحر والساحر
س: ما حكم السحر والساحر?
ج: السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني كما قال تعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله وتأثيره ثابت في الأحاديث الصحيحة.
وأما الساحر فإن كان سحره مما يتلقى عن الشياطين كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر لقوله تعالى وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر إلى قوله- ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق الآيات.
حد الساحر
س: ما حد الساحر ؟
ج: روى الترمذي عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربه بالسيف وصحح وقفه قال والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول مالك بن أنس وقال الشافعي رحمه الله تعالى: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر ,فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير عليه قتلا ,وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد الله وابنته حفصة وعثمان بن عفان وجندب بن عبد الله وجندب بن كعب بن وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم رحمهم الله.
تعريف النشرة وحكمها
الرقى المشروعة
س: ما النشرة وما حكمها ?
ج: النشرة حل السحر عن المسحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان ,وإن كانت بالرقى والتعاويذ المشروعة فلا بأس بذلك.
س: ما الرقى المشروعة?
ج: هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العربي, واعتقد كل من الراقي والمرتقي أن تأثيرها لا يكون إلا بإذن الله عز وجل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقاه جبريل عليه السلام ورقى هو كثيرا من الصحابة وأقرهم على فعلها بل وأمرهم بها وأحل لهم أخذ الأجرة عليها ,كل ذلك في الصحيحين وغيرهما.
الرقى الممنوعة
س: ما الرقى الممنوعة?
ج: هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ولا كانت بالعربية بل هي من عمل الشيطان واستخدامه ,والتقرب إليه بما يحبه كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل ,والطلاسم كشمس المعارف وشموس الأنوار وغيرهما مما أدخله أعداء الإسلام عليه ,وليست منه في شيء ولا من علومه في ظل ولا فيء كما بيناه في شرح السلم وغيره.
حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها
س: ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم من علق شيئا وكل إليه وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت وقال صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك وقال صلى الله عليه وسلم من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له وفي رواية من تعلق تميمة فقد أشرك وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر ماهذا ؟ فقال من الواهنة قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ,فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ثم تلا قوله تعالى وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة, وهذا في حكم المرفوع.
س: ما حكم المعلق إذا كان من القرآن ؟
ج: يروى جوازه عن بعض السلف وأكثرهم على منعه كعبد الله بن عكيم وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وأصحابه رضي الله عنهم وهو الأولى لعموم النهي عن التعليق, ولعدم شيء من المرفوع يخصص ذلك ولصون القرآن عن إهانته إذ قد يحملونه غالبا على غير طهارة, ولئلا يتوصل بذلك إلى تعليق غيره , ولسد الذريعة عن اعتقاد المحظور والتفات القلوب إلى غير الله عز وجل لا سيما في هذا الزمان.
حكم الكهان
س: ما حكم الكهان ؟
ج: الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطين الذين يوحون إليهم كما قال تعالى وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم الآية ويتنزلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة كما قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة الحديث في الصحيح بكماله ومن ذلك الخط بالأرض الذي يسمونه ضرب الرمل وكذا الطرق بالحصى ونحوه.
حكم من صدق كاهنا
س: ما حكم من صدق كاهنا ؟
ج: قال الله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وقال تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو الآية وقال تعالى أم عندهم الغيب فهم يكتبون وقال تعالى أعنده علم الغيب فهو يرى وقال تعالى والله يعلم وأنتم لا تعلمون وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما
حكم التنجيم
س: ما حكم التنجيم ؟
ج: قال الله تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر وقال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وقال تعالى والنجوم مسخرات بأمره وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الأئمة وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم “ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق” وقال قتادة رحمه الله تعالى: خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها ,فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به.
حكم الاستسقاء بالأنواء
حكم الطيرة وما يذهبها
س: ما حكم الاستسقاء بالأنواء.
ج: قال الله تعالى وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون وقال النبي صلى الله عليه وسلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ,والطعن في الأنساب, والاستسقاء بالأنواء ,والنياحة وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ,فأما من قال مطرنا بفضل الله ,فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب, وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب
س: ما حكم الطيرة وما يذهبها.
ج: قال الله تعالى ألا إنما طائرهم عند الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وقال صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيرة شرك قال ابن مسعود: وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل, وقال صلى الله عليه وسلم إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك وقال صلى الله عليه وسلم أصدقها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدا ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك
حكم العين
س: ما حكم العين ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم العين حق ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال استرقوا لها فإن بها النظرة وقالت عائشة رضي الله عنها أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسترقي من العين, وقال صلى الله عليه وسلم لا رقية إلا من عين أو حمة وكلها في الصحيح وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة, ولا تأثير لها إلا بإذن الله وقد فسر بها قوله عز وجل وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر عن كثير من السلف رضي الله عنهم.
أقسام المعاصي
س: إلى كم قسم تنقسم المعاصي?
ج: تنقسم إلى صغائر هي السيئات, وكبائر هي الموبقات.
ما تكفر به السيئات
س: بماذا تكفر السيئات؟
ج: قال الله تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وقال تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات فأخبرنا الله تعالى أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات وكذلك جاء في الحديث واتبع السيئة الحسنة تمحها وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة أن إسباغ الوضوء على المكاره ,ونقل الخطى إلى المساجد والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ,ورمضان إلى رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر وصيام عاشوراء وغيرها من الطاعات إنها كفارات للسيئات والخطايا وأكثر تلك الأحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه يحمل المطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها.
رد مع اقتباس