عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2014, 09:19 PM   #25
شابوري
عضو غير حقيقي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: بالجرشي / قرية البكير/ شابور
المشاركات: 2,648
افتراضي رد: اختر الرجيم الذي يناسبك ..

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا


قد يثير هذا العنوان تساؤلاً عند كثير من الناس ومهما في حياة الإنسان ، لماذا الاعتدال؟

, فقد خلق الله الطعام والشراب لنأكل ونتمتع وأحجامنا بحاجة للغذاء, ولا نستطيع أن نقاوم.


إن أبسط إجابة على هذا التساؤل أن ننظر ونقيّم ما يجري حولنا من انتشار الأمراض المزمنة والتي تسببها زيادة

تناول الطعام إلى حد أن هذه الأمراض أصبحت متداخلة وتؤدي بعضها إلى بعض مما يصعب السيطرة عليها وتزيد

بشكل متسارع يوميًا في كل دول العالم.

إن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى الطاقة التي تأتي من العناصر الغذائية الأساسية من النشويات والبروتينات والدهون

وكذاك الفيتامينات والمعادن, وتختلف احتياجاته حسب عمره وجنسه وعمله، فالرجل يحتاج إلى كمية أكبر من الطاقة

من المرأة والشاب أكثر من الكهل, والرياضي يحتاج إلى طاقة عالية.

ولكن الإسراف في تناول الطاقة يؤدي بالإنسان إلى أخذ كميات فائضة عن حاجته وهو يكون أما بالتهام كمية كبيرة

من الطعام أو بتناوله دون مضغه جيداً وهو ما يعرف بالشراهة، ويكون عادة سببه نفسي, كظاهرة للحرمان أو

التدليل, أو بسبب الملل كما هو عند بعض الأطفال, أو بسبب التفكير أو توفر المنتجات الغذائية اللذيذة التي تحفز على

تناولها بكميات كبيرة دون توقف.

ومن مضار الإسراف:

تأثيره على الجهاز الهضمي بسبب التخمة وعسر الهضم, وتوسع المعدة وزيادة إفراز الغازات وترهل عضلات البطن

وظهور الكرش.

زيادة احتمال إصابة الشخص ببعض الجراثيم (الضارة , وذلك لعدم تعرض كامل الطعام لحموضة المعدة وللهضم

المبدئي حيث إن حموضة المعدة هي المسؤولة عادة عن القضاء على مثل هذه الجراثيم.

النقرس:

وهو ألم مفصلي يأتي على شكل نوبات مؤلمة وخاصة في مفاصل القدم ويكون عند الذين يأكلون كميات من

اللحوم بكثرة

السمنة وأمراض القلب:

وهو المرض الخطير الذي نجده في أبناء الطبقات الغنية وعند أصحاب الوظائف الكسولة,

ويحصل نتيجة الإكثار من الطعام وخاصة الحلوى والدهون ونتيجة لقلة الحركة , والسمنة في الواقع مرض بشع يحد

من إمكانات الفرد ونشاطاته بشكل كبير كما يؤدي للأمراض المزمنة والخطيرة, كاحتشاء عضلة القلب والذبحة

الصدرية, والسكري, وتصلب الشرايين وكل هذه الأمراض هي اليوم الأشد شيوعاً في مجتمعاتنا التي مالت إلى

الزيادة في رفاهية الأكل والشرب.

والسكري كمرض مصاحب إلى حد كبير للسمنة، حيث أن حوالي 75% من المصابين بالسمنة معرضين للإصابة

بالسكري، وله مخاطر كبيرة كإصابة شبكية العين واعتلال الكلى وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب, وقد أظهرت

إحدى الدراسات في دول الخليج أن هناك تغير مطرد ومفاجئ في العادات الغذائية ونمط الحياة في آخر ثلاثة عقود مع

الارتفاع الحاد في الدخل, حيث إن الأغذية التقليدية والمكونة من التمور والحليب والأرز والخبز الأسمر والسمك

والخضراوات فد استبدلت بالأغذية السريعة الغربية والعالية بالسعرات الحرارية مع قلة المواد المغذية فيها, واستبدال

النشاط الحركي إلى حياة خاملة اعتاد عليها الناس حيث يمارس فقط حوالي 20-25% من الرجال مقارنة بـ 6-10%

من النساء التمارين الرياضية.

وبعد ما رأينا من مضار الإسراف كأن الاعتدال هو الحل ولنرجع إلى القاعدة العريضة في قول الله تعالى: {وكلوا

واشربوا ولا تسرفوا}, فإن أهم مقصد أوردته الآية هو الاعتدال في الأكل والشرب, والاعتدال في أي أمر من أسمى

درجاته, ففي هذه الآية دعوة للإنسان إلى الطعام والشراب ليتغذى بها على طاعة الله واستمرار حياته بصحة

وعافية.


ولقد كان الاعتدال واقياً في حياة الرسول [ وحياة صحابته, فلم تقتصر توجهاته على عدم الإفراط في الطعام بل حذر

أيضًا من التقتير فيه ومنع أقوام عن الصوم أياما متتالية دون إفطار, وجاء في أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم:

"ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه, حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه , وثلث لشرابه,

وثلث لنفسه".

وكذلك تجنب التفاخر في أنواع الأطعمة, والتباهي في أطيبها لأن في ذلك كسر قلب الفقير، وتشبه بالكفار الذين لا

يعرفون من الدنيا إلا اللذائذ والشهوات.

ونستخلص مما ذكرنا أن تناول الطعام والشراب باعتدال يتم بأخذ كمية مناسبة من الغذاء ومتوازنة واتباع عادات

صحية وغذائية سليمة وأهمها:

تناول ثلاثة وجبات رئيسية يوميا وبانتظام وأن تحتوي هذه الوجبات على مجموعات الطعام الأساسية من الحليب

واللحوم والنشويات والفواكه والخضراوات وبكميات محددة من الدهون والزيوت, وترك الاعتماد على الأطعمة

المجهزة خارج البيت, ومضغ الطعام جيدا, وتعويد الأطفال منذ الصغر على تناول الوجبات المحضرة في البيت .

تغيير نظام الحياة الخامل إلى نظام صحي ونشيط, فبدلاً من الجلوس في البيت ومشاهدة التلفاز, يتم ممارسة الرياضة

وزيادة النشاط سواء في البيت أو خارجه مع اختيار المكان المناسب وتخصيص الوقت لذلك.

وأخيرًا نتذكر أن نعمة الأكل والشراب رزقنا بها الله لغاية يجب تذكرها والاعتدال فيها مطلوب، والإسراف فيها منهي

عنه ومشدد عليه. {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}
شابوري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #25  
قديم 01-02-2014 , 09:19 PM
شابوري شابوري غير متواجد حالياً
عضو غير حقيقي
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: بالجرشي / قرية البكير/ شابور
المشاركات: 2,648
افتراضي رد: اختر الرجيم الذي يناسبك ..

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا


قد يثير هذا العنوان تساؤلاً عند كثير من الناس ومهما في حياة الإنسان ، لماذا الاعتدال؟

, فقد خلق الله الطعام والشراب لنأكل ونتمتع وأحجامنا بحاجة للغذاء, ولا نستطيع أن نقاوم.


إن أبسط إجابة على هذا التساؤل أن ننظر ونقيّم ما يجري حولنا من انتشار الأمراض المزمنة والتي تسببها زيادة

تناول الطعام إلى حد أن هذه الأمراض أصبحت متداخلة وتؤدي بعضها إلى بعض مما يصعب السيطرة عليها وتزيد

بشكل متسارع يوميًا في كل دول العالم.

إن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى الطاقة التي تأتي من العناصر الغذائية الأساسية من النشويات والبروتينات والدهون

وكذاك الفيتامينات والمعادن, وتختلف احتياجاته حسب عمره وجنسه وعمله، فالرجل يحتاج إلى كمية أكبر من الطاقة

من المرأة والشاب أكثر من الكهل, والرياضي يحتاج إلى طاقة عالية.

ولكن الإسراف في تناول الطاقة يؤدي بالإنسان إلى أخذ كميات فائضة عن حاجته وهو يكون أما بالتهام كمية كبيرة

من الطعام أو بتناوله دون مضغه جيداً وهو ما يعرف بالشراهة، ويكون عادة سببه نفسي, كظاهرة للحرمان أو

التدليل, أو بسبب الملل كما هو عند بعض الأطفال, أو بسبب التفكير أو توفر المنتجات الغذائية اللذيذة التي تحفز على

تناولها بكميات كبيرة دون توقف.

ومن مضار الإسراف:

تأثيره على الجهاز الهضمي بسبب التخمة وعسر الهضم, وتوسع المعدة وزيادة إفراز الغازات وترهل عضلات البطن

وظهور الكرش.

زيادة احتمال إصابة الشخص ببعض الجراثيم (الضارة , وذلك لعدم تعرض كامل الطعام لحموضة المعدة وللهضم

المبدئي حيث إن حموضة المعدة هي المسؤولة عادة عن القضاء على مثل هذه الجراثيم.

النقرس:

وهو ألم مفصلي يأتي على شكل نوبات مؤلمة وخاصة في مفاصل القدم ويكون عند الذين يأكلون كميات من

اللحوم بكثرة

السمنة وأمراض القلب:

وهو المرض الخطير الذي نجده في أبناء الطبقات الغنية وعند أصحاب الوظائف الكسولة,

ويحصل نتيجة الإكثار من الطعام وخاصة الحلوى والدهون ونتيجة لقلة الحركة , والسمنة في الواقع مرض بشع يحد

من إمكانات الفرد ونشاطاته بشكل كبير كما يؤدي للأمراض المزمنة والخطيرة, كاحتشاء عضلة القلب والذبحة

الصدرية, والسكري, وتصلب الشرايين وكل هذه الأمراض هي اليوم الأشد شيوعاً في مجتمعاتنا التي مالت إلى

الزيادة في رفاهية الأكل والشرب.

والسكري كمرض مصاحب إلى حد كبير للسمنة، حيث أن حوالي 75% من المصابين بالسمنة معرضين للإصابة

بالسكري، وله مخاطر كبيرة كإصابة شبكية العين واعتلال الكلى وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب, وقد أظهرت

إحدى الدراسات في دول الخليج أن هناك تغير مطرد ومفاجئ في العادات الغذائية ونمط الحياة في آخر ثلاثة عقود مع

الارتفاع الحاد في الدخل, حيث إن الأغذية التقليدية والمكونة من التمور والحليب والأرز والخبز الأسمر والسمك

والخضراوات فد استبدلت بالأغذية السريعة الغربية والعالية بالسعرات الحرارية مع قلة المواد المغذية فيها, واستبدال

النشاط الحركي إلى حياة خاملة اعتاد عليها الناس حيث يمارس فقط حوالي 20-25% من الرجال مقارنة بـ 6-10%

من النساء التمارين الرياضية.

وبعد ما رأينا من مضار الإسراف كأن الاعتدال هو الحل ولنرجع إلى القاعدة العريضة في قول الله تعالى: {وكلوا

واشربوا ولا تسرفوا}, فإن أهم مقصد أوردته الآية هو الاعتدال في الأكل والشرب, والاعتدال في أي أمر من أسمى

درجاته, ففي هذه الآية دعوة للإنسان إلى الطعام والشراب ليتغذى بها على طاعة الله واستمرار حياته بصحة

وعافية.


ولقد كان الاعتدال واقياً في حياة الرسول [ وحياة صحابته, فلم تقتصر توجهاته على عدم الإفراط في الطعام بل حذر

أيضًا من التقتير فيه ومنع أقوام عن الصوم أياما متتالية دون إفطار, وجاء في أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم:

"ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه, حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه , وثلث لشرابه,

وثلث لنفسه".

وكذلك تجنب التفاخر في أنواع الأطعمة, والتباهي في أطيبها لأن في ذلك كسر قلب الفقير، وتشبه بالكفار الذين لا

يعرفون من الدنيا إلا اللذائذ والشهوات.

ونستخلص مما ذكرنا أن تناول الطعام والشراب باعتدال يتم بأخذ كمية مناسبة من الغذاء ومتوازنة واتباع عادات

صحية وغذائية سليمة وأهمها:

تناول ثلاثة وجبات رئيسية يوميا وبانتظام وأن تحتوي هذه الوجبات على مجموعات الطعام الأساسية من الحليب

واللحوم والنشويات والفواكه والخضراوات وبكميات محددة من الدهون والزيوت, وترك الاعتماد على الأطعمة

المجهزة خارج البيت, ومضغ الطعام جيدا, وتعويد الأطفال منذ الصغر على تناول الوجبات المحضرة في البيت .

تغيير نظام الحياة الخامل إلى نظام صحي ونشيط, فبدلاً من الجلوس في البيت ومشاهدة التلفاز, يتم ممارسة الرياضة

وزيادة النشاط سواء في البيت أو خارجه مع اختيار المكان المناسب وتخصيص الوقت لذلك.

وأخيرًا نتذكر أن نعمة الأكل والشراب رزقنا بها الله لغاية يجب تذكرها والاعتدال فيها مطلوب، والإسراف فيها منهي

عنه ومشدد عليه. {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}
رد مع اقتباس