عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2011, 07:34 AM   #1
أبو مرير
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: بقاع كوبي
المشاركات: 3,031
افتراضي ثواب قضاء حوائج المسلمين والمسلمات

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمـد ابن عبدالله وعلى آله وصحبة وسلم

إن بعض الناس يتأفف من لجوء الناس إليه لقضاء حوائجهم خاصة إذا كان ذا وجاهة أو سعة من المال . ولا يدري أن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. فلئن تقضي لأخيك حاجة كأن تعلمه أو ترشده أو تحمله أو تقرضه أو تشفع له في خير أفضل عند الله من ثواب اعتكافك شهرا كاملا .

فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )
رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .

فتخيل إن مجرد أن تقضي لأخيك حاجة قد لايستغرق أداؤها أحيانا نصف ساعة فإنه يسجل لك بها ثواب اعتكاف شهر واحد


وتخيل لو أردت اعتكاف شهر كامل كم ستحتاج من مجاهدة للنفس بتعطيل أعمالك الخاصة ، وبقائك حبيس المسجد ثلاثين يوما إما ذاكرا لله أو ساجدا أو قارئا للقرآن ؟ ولكن خلال دقائق معدودة تنجز فيها لأخيك حاجته تسجل في صحيفتك كأنك اعتكفت سنوات عديدة.

( إن الموظف الذي يقابل الجمهور وهو على مكتبه ليخدمهم وينجز لهم معاملاتهم لو استحضر هذا الحديث واحتسب عمله عند الله تعالي ، فكم من السنوات سيسجل له ثواب اعتكافها يا ترى ؟ إن بعض هؤلاء الموظفين تجدهم يشغلون أنفسهم عن المراجعين بأحاديث جانبية مع زملائهم في الوظيفة أو يتغيبون عن مكاتبهم وبعضهم يتعمد تعطيل المراجعين وتأخير معاملاتهم ولو علم بهذه الأحاديث النبوية وأمثالها لما بدرت منه هذه التصرفات, كذالك لابد من تصفية النوايا والقلوب فيما بيننا وبين الله وما بيننا وبين الناس حتى تقبل منا دعواتنا وأعمالنا الصالحة ولا تعلق بين السماء والارض , مع مراعآة إفشاء السلام بيننا والتحفظ عن الغيبة والنميمة فإنها ليست من صفات المسلم ولا المسلمة ...

فاحرص يا أخي على قضاء حوائج المسلمين وليس فن التفلت من ذلك .
واعلم أنه كلما كانت العبادة يتعدى نفعها إلى غيرك كان أجرها أعظم إذا احتسبتها عند الله).......



أمثلة من السلف في حرصهم على قضاء حوائج الناس :

1) كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم ، فلما استُخلف قالت جارية منهم : الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر : بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله

2) وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل. ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة . فدخل إليها طلحة نهارا فإذ عجوزا عمياء مقعدة ، فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت : هذا له منذ كذا وكذا يتعاهد ني ، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى . فقال طلحة :ـ
ثكلتك أمك يا طلحة ، عثرات عمر تتيع ؟ !


3) وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن.

4) وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر.

5) وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجا ليقضي له حاجته. فيقول : ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة ، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها.



وإذا علمت أخي المسلم أن هذا الثواب العظيم كله لمن يخدم أخاه المسلم وهو له سنة فاضلة . فكيف بمن يكون في خدمة والديه وفي قضاء حوائجهما وهو أمر واجب عليه. فالله الله بالوالدين والحذر كل الحذر من العقوق أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

* اللهم ارزقنا رقة القلب واجعلنا سببا في تفريج كرب المكروبين او تفريج هم المهمومين من المسلمين والمسلمات ... آمين.*

* وصلى الله وسلم على سيــد الأولين والآخــرين محمــد ابن عبدالله وعلى آله وصحبـة وسلــم.*
أبو مرير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 02-06-2011 , 07:34 AM
أبو مرير أبو مرير غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: بقاع كوبي
المشاركات: 3,031
افتراضي ثواب قضاء حوائج المسلمين والمسلمات

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمـد ابن عبدالله وعلى آله وصحبة وسلم

إن بعض الناس يتأفف من لجوء الناس إليه لقضاء حوائجهم خاصة إذا كان ذا وجاهة أو سعة من المال . ولا يدري أن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. فلئن تقضي لأخيك حاجة كأن تعلمه أو ترشده أو تحمله أو تقرضه أو تشفع له في خير أفضل عند الله من ثواب اعتكافك شهرا كاملا .

فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )
رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .

فتخيل إن مجرد أن تقضي لأخيك حاجة قد لايستغرق أداؤها أحيانا نصف ساعة فإنه يسجل لك بها ثواب اعتكاف شهر واحد


وتخيل لو أردت اعتكاف شهر كامل كم ستحتاج من مجاهدة للنفس بتعطيل أعمالك الخاصة ، وبقائك حبيس المسجد ثلاثين يوما إما ذاكرا لله أو ساجدا أو قارئا للقرآن ؟ ولكن خلال دقائق معدودة تنجز فيها لأخيك حاجته تسجل في صحيفتك كأنك اعتكفت سنوات عديدة.

( إن الموظف الذي يقابل الجمهور وهو على مكتبه ليخدمهم وينجز لهم معاملاتهم لو استحضر هذا الحديث واحتسب عمله عند الله تعالي ، فكم من السنوات سيسجل له ثواب اعتكافها يا ترى ؟ إن بعض هؤلاء الموظفين تجدهم يشغلون أنفسهم عن المراجعين بأحاديث جانبية مع زملائهم في الوظيفة أو يتغيبون عن مكاتبهم وبعضهم يتعمد تعطيل المراجعين وتأخير معاملاتهم ولو علم بهذه الأحاديث النبوية وأمثالها لما بدرت منه هذه التصرفات, كذالك لابد من تصفية النوايا والقلوب فيما بيننا وبين الله وما بيننا وبين الناس حتى تقبل منا دعواتنا وأعمالنا الصالحة ولا تعلق بين السماء والارض , مع مراعآة إفشاء السلام بيننا والتحفظ عن الغيبة والنميمة فإنها ليست من صفات المسلم ولا المسلمة ...

فاحرص يا أخي على قضاء حوائج المسلمين وليس فن التفلت من ذلك .
واعلم أنه كلما كانت العبادة يتعدى نفعها إلى غيرك كان أجرها أعظم إذا احتسبتها عند الله).......



أمثلة من السلف في حرصهم على قضاء حوائج الناس :

1) كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم ، فلما استُخلف قالت جارية منهم : الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر : بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله

2) وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل. ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة . فدخل إليها طلحة نهارا فإذ عجوزا عمياء مقعدة ، فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت : هذا له منذ كذا وكذا يتعاهد ني ، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى . فقال طلحة :ـ
ثكلتك أمك يا طلحة ، عثرات عمر تتيع ؟ !


3) وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن.

4) وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر.

5) وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجا ليقضي له حاجته. فيقول : ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة ، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها.



وإذا علمت أخي المسلم أن هذا الثواب العظيم كله لمن يخدم أخاه المسلم وهو له سنة فاضلة . فكيف بمن يكون في خدمة والديه وفي قضاء حوائجهما وهو أمر واجب عليه. فالله الله بالوالدين والحذر كل الحذر من العقوق أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

* اللهم ارزقنا رقة القلب واجعلنا سببا في تفريج كرب المكروبين او تفريج هم المهمومين من المسلمين والمسلمات ... آمين.*

* وصلى الله وسلم على سيــد الأولين والآخــرين محمــد ابن عبدالله وعلى آله وصحبـة وسلــم.*
رد مع اقتباس