 للدنيا للعظة للعبرة للأخرة
حلاوة الحياة بطعم الراحة والسعادة والهناءة لاتتذوقها إلا الذائقة
الحصيفة التي تسقطر الحلال من المباح من الكسب في البلد الطيب بهيج
الزرع وتستعف عما عف من عطايا الناس والنظر فيما ساب من أموالهم
قناعة حاجزة لهم عن الطمع ورادعة جماح الهوى عن مكاسب غير
مشروعة ينزل منها ولو لقمة الى جوفه حرام تخلط
مع الحلال فتلوثه وتنقله دما فاسدا يأتي على الروح فايمرضها
وعلى البدن فايهرمه وعلى العقل فيضعفه وعلى الكرامة فايمسحها
خالع لباس الحياء بعد ان أدمنه
إذ لاشيء بعد ذلك يعتد به ليظهر إنه إنسان صالح ونافع
وكل العقبات في الحياة تتشكل صعابا وان جمل الشيطان في عينة
الحياة وألبسه الغرور وغمره بالسرور وتيسرت له من الله الأمور
وفرحة اخو قارون لن تدوم ولن تدوم
كل مايشيد بناؤه مهدوم من زينة الدنيا مال او بنون
المال حرام ، ( واي جسم نبت من الحرام فالنار اولى به )
مؤشرات تشير الى انقطاع الأعمال الثلاثة الصالحة للإنسان في الدنيا
( صدقة جاريه .. علم ينتفع به .. ولد صالح يدعو له )
وكيف لها بالوصول اليه وقد وقعت في اسر الحرام فحبست
وحال نفعها عنه
والتثريب واقع ان لم نعي اليوم قبل غد وقع جمرة الحرام على جلودنا
يوم القيامة لنطهر انفسنا وأولادنا وأهلنا واموالنا منه
لندرك بركة الحال وضعف نفعهم لنا في الدنيا كابركة لايدركها إلا أولي
الألباب من غير ان يسعوا لها ولايملكونها لأنفسهم
كرامة منحت لهم من الله وانزلت غيثا من السماء تراه الأعين وتبصره القلوب
فيما منع منها آكل الحرام وضاع حرصه وبذله على ولده وذرفي الهواء
هباء منثورا وقد حجب عنه وعنهم التوفيق واختفت الفطنة في كثرة البطنة وزيادة القسمة
وتلاشت المنفعة بعد ان ساء العمل وخاب الأمل
اللهم أرنا الحلال حلالا وارزقنا اتباعه وارنا الحراما حراما وارزقنا إجتنابه
الهاشميه4 |