عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2017, 01:49 PM   #9
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: موسوعة_خطب_المنبر ..

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فيقول الله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيْبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.

وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "

الكلام الطيب: ذكر الله، والعمل الصالح: أداء فرائضه.

فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله.

ومن ذكر الله، ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51] وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟ " رواه مسلم.

قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 275) : "وقوله صلى الله عليه وسلم: " «فأنى يستجاب لذلك» " معناه: كيف يستجاب له؟ فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد، وليس صريحا في استحالة الاستجابة، ومنعها بالكلية، فيؤخذ من هذا أن التوسع في الحرام والتغذي به من جملة موانع الإجابة، وقد يوجد ما يمنع هذا المانع من منعه، وقد يكون ارتكاب المحرمات الفعلية مانعا من الإجابة أيضا، وكذلك ترك الواجبات كما في الحديث أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع استجابة دعاء الأخيار، وفعل الطاعات يكون موجبا لاستجابة الدعاء. ولهذا لما توسل الذين دخلوا الغار، وانطبقت الصخرة عليهم بأعمالهم الصالحة التي أخلصوا فيها لله تعالى ودعوا الله بها، أجيبت دعوتهم.

وقال وهب بن منبه: مثل الذي يدعو بغير عمل، كمثل الذي يرمي بغير وتر". انتهى المراد منه.

وأعظم الأعمال الصالحة وعليه مدار العمل: التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، وإخلاص العمل له.

قال يحيى بن سلام في تفسيره: "{والعمل الصالح يرفعه} التوحيد , لا يرتفع العمل إلا بالتوحيد كقوله: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 19]".

فمن كان حريصا على أن تجاب دعوته، ويريد من الله أن يفرج همه ويزيل وينفس كربته فليصلح عمله، وليخلص لله عبادته.

وذكر الله عز وجل ودعاؤه لا يقبل إلا بالتوحيد.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-10-2017 , 01:49 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: موسوعة_خطب_المنبر ..

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فيقول الله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيْبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.

وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "

الكلام الطيب: ذكر الله، والعمل الصالح: أداء فرائضه.

فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله.

ومن ذكر الله، ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51] وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟ " رواه مسلم.

قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 275) : "وقوله صلى الله عليه وسلم: " «فأنى يستجاب لذلك» " معناه: كيف يستجاب له؟ فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد، وليس صريحا في استحالة الاستجابة، ومنعها بالكلية، فيؤخذ من هذا أن التوسع في الحرام والتغذي به من جملة موانع الإجابة، وقد يوجد ما يمنع هذا المانع من منعه، وقد يكون ارتكاب المحرمات الفعلية مانعا من الإجابة أيضا، وكذلك ترك الواجبات كما في الحديث أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع استجابة دعاء الأخيار، وفعل الطاعات يكون موجبا لاستجابة الدعاء. ولهذا لما توسل الذين دخلوا الغار، وانطبقت الصخرة عليهم بأعمالهم الصالحة التي أخلصوا فيها لله تعالى ودعوا الله بها، أجيبت دعوتهم.

وقال وهب بن منبه: مثل الذي يدعو بغير عمل، كمثل الذي يرمي بغير وتر". انتهى المراد منه.

وأعظم الأعمال الصالحة وعليه مدار العمل: التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، وإخلاص العمل له.

قال يحيى بن سلام في تفسيره: "{والعمل الصالح يرفعه} التوحيد , لا يرتفع العمل إلا بالتوحيد كقوله: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 19]".

فمن كان حريصا على أن تجاب دعوته، ويريد من الله أن يفرج همه ويزيل وينفس كربته فليصلح عمله، وليخلص لله عبادته.

وذكر الله عز وجل ودعاؤه لا يقبل إلا بالتوحيد.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
رد مع اقتباس