عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2017, 02:22 PM   #77
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

وائد عَظِيمَة النفعِ
قال بعضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى سَبِيْلِ النُصْحِ والإِرْشَادِ : يَا هَذَا إنَّمَا خُلِقَتِ الدُّنْيَا لِتَجُوزَهَا لا لِتَحُوزَهَا ، ولِتَعْبُرَها لا لِتَعْمُرها فاقْتُلْ هَوَاكَ الْمَائِلَ إِلَيْهَا ولا تُعَوّلْ عَلَيهَا . واعْلَمْ أَنَّ الدُنْيَا مَزْرعةُ النَّوائِبِ ومَشْرَعَةُ المَصَائِبِ ومُفَرّقَةُ المَجَامِعِ ومُجْرِيَةُ المَدَامِعْ .
(1)
اللِّيْلُ والنَّهار يَعْمَلان فِيْكَ فاعْمَلْ فيهما أَعْمَالاً صَالِحَةً تَرْبَحَ وتَحْمَدِ العَاقِبةَ الحَمَيْدَة إن شاء الله تعالى .
فائدة : حفْظُ الأَوْقَاتِ تُفيْد الأَعْمَارَ وَتُكْثِرُ الآثارْ والله الموفق .

وَالوَقْتَ أَنْفَسُ ما عُنِيْتَ بِحْفظِهِ
( وَأرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَليْكَ يضِيْعُ
(

آخر : والعُمر أنفسُ مَا لإنسان مُنْفِقُهُ
( فاجْعَلْهُ في طَاعَةِ الرحمنِ مَصْرُوْفًا
( (2)
المَلائِكةُ يَكْتُبَان مَا تَلفَّظُ به ، فَاحْرَصْ عَلَى أنْ لا تَنْطِقَ إلاَّ بِمَا يَسُرُّكَ يَوم القِيَامِة مِن ذِكر الله وما وَلاه .
(3)
اعْلَم أنَّ قِصَرَ الأمَلِ عليه مَدِارٌ عظيم وحِصْنُ قِصَرِ الأمَلِ ذِكْرُ الموِتِ وحِصْنُ حِصْنِهِ ذِكْرُ فِجْأَةِ الموتِ وَأخْذُ الإِنسان على غِرَّةٍ وغَفْلةٍ ، وهُوَ في غِرُرٍ وفُتُور عن العمل للآخرة ، فأحفظ هذه الفوائد وأعمل بها تُفْلح وتَربَحْ إنْ شاءَ الله تعالى . وَقَالَ بَعْضهم : الواجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ المُبَادَرَةُ إلَى الأَعْمَالَ الصَّالِحَةِ عَلَى أَيَّ حَالٍ كَانْ وَأنْ يَنْتَهِزَ فُرصْةَ الإمْكَانِ قَبْلَ مُفَاجأَةِ هَادِمِ اللَّذَاتِ وأَنْ يَتَوكِّلَ عَلَى اللهِ وَيَطْلُبَ مِنْهُ العَوْنَ في تَيْسِيْرهَا إلَيْهِ وَصَرْفِ المَوانِعِ الحَائِلَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا .


آخر : مُنَايَ مِن الدُّنْيَا عُلُومٌ أبثُهَا
( وأنْشُرُهَا في كُلِ بَادٍ وحَاضِرِ
( دُعَاءً إِلَى القُرْآنِ والسُنَّةِ الَّتِي
( تَنَاسَى رِجُالٌ ذِكْرَهَا في المَحاضِرِ
( وَقَدْ أبْدِلُوهَا الجَرَائِد تَارةً
( وتِلْفَازِهِمْ رأَسُ الشُرور المنَاكِرِ
( ومِذْيَاعهِمْ أيْضًِا فلا تَنْس شَرَّهُ
( فكَمْ ضَاعَ مِن وَقْتٍ بِهَا بالخَسَائِرِ
(
آخر : كُلُ امْرئٍ فِيمَا يَدِينُ يُدَانُ
( سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ عِلْمِهِ مَكَانُ
( يَا عَامِرَ الدُّنْيَا لِيَسْكُنَها وَمَا
( هِيَ باللَّتي يَبْقَى بِهَا سُكَّانُ
( تَفْنَى وتَبْقَى الأَرضُ بَعْدَكِ مِثْلَمَا
( يَبْقَى المَكَانُ وتَرْحَلْ الرُّكْبَانُ
( أَأُسَرُّ بالدنيا بكُلِّ زِيَادَةٍ
( وزِيَادَتِيْ فِيهَا هِيَ النُقْصَانٌ

(
آخر : كَأَنَّكَ لم تَسْمعْ بأخْبَار مَن مَضَى

( ولمْ تَرَ في البَاقِينَ مَا يَصْنَعُ الدَّهرُ
( فِإِنْ كُنِتَ لا تَدري فَتِلْكَ دِيَارُهُم
( عَليها مَجَالُ الرِّيحِ بَعَدكَ والقَطْرُ
( وَهَلْ أَبْصَرَتْ عَينَاكَ حيًّا بِمنزِلٍ
( عَلَى الأَرضِ إِلاَّ بالفَنَاءِ لَهُ قَبْرُ
( وَأَهْلُ الثَّرَى نَحْوَ المَقَابِرِ شُرّعٌ
( وَلَيْسَ لَهْمُ إِلاَّ إِلَى رَبَّهمْ نَشْرُ
( على ذَاكَ مَرُّوا أجْمَعُونَ وهكذا
( يَمُرُّونَ حتّى يَسْتَردُّهُم الحَشْرُ
( فَلاَ تَحْسَبنَّ الوَفْرَ مَالاً جَمْعَتَهُ
( ولكنَّ مَا قَدَّمْتَ مِن صَالِحِ وَفْرُ
( وَلَيْسَ الذِي يَبْقَى الذِي أَنْتَ جَامعٌ
( ولكنَّ مَا أَوْلَيْتَ مِنْهُ هُوَ الذُّخْرُ
( قَضَى جَامِعُوا الأَمْوَالِ لَمْ يَتَزَوَّدُوا
( سِوَى الفَقْرِ يَا بُؤْسًا لِمَنْ زَادُهُ الفَقْرُ
( بَلَى سَوفَ تَصْحُو حِيْنَ يَنْكَشِفُ الغَطَا
( وَتَذْكرُ قَوْلي حِيْنَ لا يَنْفَعُ الذِّكْرُ
( وَمَا بَيْنَ مِيُلادِ الفَتَى وَوَفَاتِهِ
( إِذَا نَصَحَ الأَقْوَامُ أَنْفسَهُمْ عُمْرُ
( لأَنَّ الذِي يَأْتِي كَمِثْلِ الذِي مَضَى
( وما هُو إِلاَّ وَقْتُكَ الضَّيِّقُ النَّزْرُ
( فصَبْرًا على الأَوقاتِ حَتَّى تَحُوْزَهَا
( فَعَمَّا قَلِيْلٍ بَعْدَهَا يَنْفَعُ الصَّبْرُ
( تَقْضِي المآربَ والسَّاعَاتُ سَاعِيَةٌ
( كأنَّهُنَّ صِعَابٌ تَحتَنَا ذُلُلُ
(
آخر : طالَ التَّبَسُط مِنَّا في حَوَائِجنَا
( وَإنَّمَا نَحْنُ فَوق الأرض أَضْيَافُ
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ أَحَدُ العُلَماءِ رَحِمَهُ الله تَعالى : عَلَيْكَ يَا أَخِي بمُحَارَبَةِ الشَّيْطَانِ ، وقَهْرِهِ ، وذَلِكَ لِخَصْلَتَيْن أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ عَدُوٌ مُظلٌ مُبين ، لا مَطْمَعَ فِيهِ بِمُصَالحَة وَاتَّقَاءِ شَرّه أَبَدًا ، لأِنَّه لاَ يُرْضِيْهِ وَيُقْنِعُهُ إِلاَّ هَلاَكُكَ أَصْلاً ، فَلا وَجْهَ إِذًا للأَمْنِ مِنْ هَذَا الْعَدُوْ وَالْغَفْلَةِ عَنْهِ ، قَالَ اللهُ جَلَّ وعَلاَ : ? أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ? ، وقال تعالى : ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ? ، وَالخَصْلَةُ الثَّانِيَةُ : أَنَّهُ مَجْبُولٌ عَلَى عَدَاوَاتِكَ ، ومُنْتَصِبٌ لِمُحَارِبَتِكَ ، في اللَّيْلِ والنَّهَارِ يَرْمِيْكَ بسِهَامِهِ ، وأَنْتَ غَافِلٌ عَنْهُ ، ثُمَّ هُوَ لَهُ مَعَ جَمِيْعِ المؤمِنِيْنَ عَدَاوَةٌ عَامَةٌ ، وَمَعَ المُجْتَهِدِ في العِبَادَةِ وَالعِلْمِ عَدَاوَةٌ خَاصَةٌ ، ومَعَهُ عَلَيْكَ أَعْوَانُ : نَفْسُكَ الأمَّارَةِ بالسَّوْء ، والهَوَى ، والدُّنْيَا ، وَهُوَ فارِغٌ وَأَنْتَ مَشْغُول ، وَهُوَ يَرَاكَ وَأَنْتَ لاَ تَرَاه ، وأَنْتَ تَنْسَاهُ وَهَوَ لاَ يَنْسَاكَ ، فَإِذًا لاَ بُدَّ مِن مُحَارَبَتِهِ وَقَهْرِهِ ، وَإِلاَّ فَلا تَأَمَنْ الفَسَادَ وَالهَلاكَ وَالدَّمَار ، وَمُحَارَبَتُهُ بالاسْتِعَاذَةِ باللهِ والإِكثارِ من ذِكْرِهِ .

شعرًا: إِذَا شئتَ أَنْ تَلْقَى عَدُوَّكَ رَاغِمًا
( فَتُحْرِقَهُ حُزُنًا وَتَقْتُلَهُ غَمًّا

( فَعَلَيْكَ بالإِخْلاصِ وَالزُّهْدِ والتُّقَى
( فَمَنْ فَازَ فِيهَا مَاتَ حُسَّادُهُ هَمًّا

(
آخر : وَلِمَ أَرَى كَالإِخْلاصِ للهِ وَحَدَهُ
( وَلا مِثل تقوْاهُ وَإكْثَارِ ذِكْرِهِ

( فَصْلٌ
اعْلَمْ وَفَّقَنا اللهُ وَإيَّاكَ وَجَمِيْعَ المُسْلِميْنَ أنَّهُ لَم يُؤْثَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنَ الصَّحَابَةِ وتَابِعْيِهْم بإِحْسَانٍ تَعْظِيْمُ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ وَالمُوَالِيْنَ لأَهْلِ البِدَعِ وَالمُنَادِيْنَ بِمُوَالاتِهمْ ، لأَنّ أَهْلِ البِدَعِ مَرْضَى قُلُوب ، وَيُخْشَى عَلَىَ مَنْ خَالطَهُمْ أَو اتَّصَلَ بِهِمْ أَنْ يَصِلَ إِلِيْهِ مِنْ مَا بِهِِِمْ مِنَ هَذَا الدَّاءِ العُضَال، لأِنّ المَرِيْضَ يُعْدِي الصَّحَيْحَ وَلاَ عَكسْ، فَالْحَذَرَ الحذرَ مِنْ جَمِيعِ أهْلِ

البدَعِ ، وَمِنْ أهْلِ البِدَعِ الذَيْنَ يَجِبُ البُعْدُ عَنْهُمْ وَهِجَرانُهُمْ : الجَهْمِيَّةُ ، والرَّافضَةُ ، وَالْمُْعَتِزلَةُ ، والْمَاتُرِيْدِيَّةُ ، وَالخَوَارُِج ، والصُّوْفِيَّةُ ، والأَشَاعَرة ، وَمَنْ عَلَىَ طَريْقَتِهمْ مِنَ الطَّوَائِف المُنْحَرِفَةِ عن طريقة السَّلَفْ ، فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أنْ يَحْذّرَهُمْ وَيُحَذِرَّ عَنْهُمَ وصلى الله على محمد وآله وسلم .
فائدة : وَقْتُ الإِنسان هُو عُمره وَمَادَة حَيَاتِه الأبدِيَّة في النَّعِيم المقيم وَمَادةُ المعِيْشَةِ الضَّنْكِ في العَذَابِ الأَلِيْم وَهو يَمَرُ مَرَّ السِّحَابْ .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #77  
قديم 16-07-2017 , 02:22 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

وائد عَظِيمَة النفعِ
قال بعضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى سَبِيْلِ النُصْحِ والإِرْشَادِ : يَا هَذَا إنَّمَا خُلِقَتِ الدُّنْيَا لِتَجُوزَهَا لا لِتَحُوزَهَا ، ولِتَعْبُرَها لا لِتَعْمُرها فاقْتُلْ هَوَاكَ الْمَائِلَ إِلَيْهَا ولا تُعَوّلْ عَلَيهَا . واعْلَمْ أَنَّ الدُنْيَا مَزْرعةُ النَّوائِبِ ومَشْرَعَةُ المَصَائِبِ ومُفَرّقَةُ المَجَامِعِ ومُجْرِيَةُ المَدَامِعْ .
(1)
اللِّيْلُ والنَّهار يَعْمَلان فِيْكَ فاعْمَلْ فيهما أَعْمَالاً صَالِحَةً تَرْبَحَ وتَحْمَدِ العَاقِبةَ الحَمَيْدَة إن شاء الله تعالى .
فائدة : حفْظُ الأَوْقَاتِ تُفيْد الأَعْمَارَ وَتُكْثِرُ الآثارْ والله الموفق .

وَالوَقْتَ أَنْفَسُ ما عُنِيْتَ بِحْفظِهِ
( وَأرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَليْكَ يضِيْعُ
(

آخر : والعُمر أنفسُ مَا لإنسان مُنْفِقُهُ
( فاجْعَلْهُ في طَاعَةِ الرحمنِ مَصْرُوْفًا
( (2)
المَلائِكةُ يَكْتُبَان مَا تَلفَّظُ به ، فَاحْرَصْ عَلَى أنْ لا تَنْطِقَ إلاَّ بِمَا يَسُرُّكَ يَوم القِيَامِة مِن ذِكر الله وما وَلاه .
(3)
اعْلَم أنَّ قِصَرَ الأمَلِ عليه مَدِارٌ عظيم وحِصْنُ قِصَرِ الأمَلِ ذِكْرُ الموِتِ وحِصْنُ حِصْنِهِ ذِكْرُ فِجْأَةِ الموتِ وَأخْذُ الإِنسان على غِرَّةٍ وغَفْلةٍ ، وهُوَ في غِرُرٍ وفُتُور عن العمل للآخرة ، فأحفظ هذه الفوائد وأعمل بها تُفْلح وتَربَحْ إنْ شاءَ الله تعالى . وَقَالَ بَعْضهم : الواجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ المُبَادَرَةُ إلَى الأَعْمَالَ الصَّالِحَةِ عَلَى أَيَّ حَالٍ كَانْ وَأنْ يَنْتَهِزَ فُرصْةَ الإمْكَانِ قَبْلَ مُفَاجأَةِ هَادِمِ اللَّذَاتِ وأَنْ يَتَوكِّلَ عَلَى اللهِ وَيَطْلُبَ مِنْهُ العَوْنَ في تَيْسِيْرهَا إلَيْهِ وَصَرْفِ المَوانِعِ الحَائِلَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا .


آخر : مُنَايَ مِن الدُّنْيَا عُلُومٌ أبثُهَا
( وأنْشُرُهَا في كُلِ بَادٍ وحَاضِرِ
( دُعَاءً إِلَى القُرْآنِ والسُنَّةِ الَّتِي
( تَنَاسَى رِجُالٌ ذِكْرَهَا في المَحاضِرِ
( وَقَدْ أبْدِلُوهَا الجَرَائِد تَارةً
( وتِلْفَازِهِمْ رأَسُ الشُرور المنَاكِرِ
( ومِذْيَاعهِمْ أيْضًِا فلا تَنْس شَرَّهُ
( فكَمْ ضَاعَ مِن وَقْتٍ بِهَا بالخَسَائِرِ
(
آخر : كُلُ امْرئٍ فِيمَا يَدِينُ يُدَانُ
( سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ عِلْمِهِ مَكَانُ
( يَا عَامِرَ الدُّنْيَا لِيَسْكُنَها وَمَا
( هِيَ باللَّتي يَبْقَى بِهَا سُكَّانُ
( تَفْنَى وتَبْقَى الأَرضُ بَعْدَكِ مِثْلَمَا
( يَبْقَى المَكَانُ وتَرْحَلْ الرُّكْبَانُ
( أَأُسَرُّ بالدنيا بكُلِّ زِيَادَةٍ
( وزِيَادَتِيْ فِيهَا هِيَ النُقْصَانٌ

(
آخر : كَأَنَّكَ لم تَسْمعْ بأخْبَار مَن مَضَى

( ولمْ تَرَ في البَاقِينَ مَا يَصْنَعُ الدَّهرُ
( فِإِنْ كُنِتَ لا تَدري فَتِلْكَ دِيَارُهُم
( عَليها مَجَالُ الرِّيحِ بَعَدكَ والقَطْرُ
( وَهَلْ أَبْصَرَتْ عَينَاكَ حيًّا بِمنزِلٍ
( عَلَى الأَرضِ إِلاَّ بالفَنَاءِ لَهُ قَبْرُ
( وَأَهْلُ الثَّرَى نَحْوَ المَقَابِرِ شُرّعٌ
( وَلَيْسَ لَهْمُ إِلاَّ إِلَى رَبَّهمْ نَشْرُ
( على ذَاكَ مَرُّوا أجْمَعُونَ وهكذا
( يَمُرُّونَ حتّى يَسْتَردُّهُم الحَشْرُ
( فَلاَ تَحْسَبنَّ الوَفْرَ مَالاً جَمْعَتَهُ
( ولكنَّ مَا قَدَّمْتَ مِن صَالِحِ وَفْرُ
( وَلَيْسَ الذِي يَبْقَى الذِي أَنْتَ جَامعٌ
( ولكنَّ مَا أَوْلَيْتَ مِنْهُ هُوَ الذُّخْرُ
( قَضَى جَامِعُوا الأَمْوَالِ لَمْ يَتَزَوَّدُوا
( سِوَى الفَقْرِ يَا بُؤْسًا لِمَنْ زَادُهُ الفَقْرُ
( بَلَى سَوفَ تَصْحُو حِيْنَ يَنْكَشِفُ الغَطَا
( وَتَذْكرُ قَوْلي حِيْنَ لا يَنْفَعُ الذِّكْرُ
( وَمَا بَيْنَ مِيُلادِ الفَتَى وَوَفَاتِهِ
( إِذَا نَصَحَ الأَقْوَامُ أَنْفسَهُمْ عُمْرُ
( لأَنَّ الذِي يَأْتِي كَمِثْلِ الذِي مَضَى
( وما هُو إِلاَّ وَقْتُكَ الضَّيِّقُ النَّزْرُ
( فصَبْرًا على الأَوقاتِ حَتَّى تَحُوْزَهَا
( فَعَمَّا قَلِيْلٍ بَعْدَهَا يَنْفَعُ الصَّبْرُ
( تَقْضِي المآربَ والسَّاعَاتُ سَاعِيَةٌ
( كأنَّهُنَّ صِعَابٌ تَحتَنَا ذُلُلُ
(
آخر : طالَ التَّبَسُط مِنَّا في حَوَائِجنَا
( وَإنَّمَا نَحْنُ فَوق الأرض أَضْيَافُ
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ أَحَدُ العُلَماءِ رَحِمَهُ الله تَعالى : عَلَيْكَ يَا أَخِي بمُحَارَبَةِ الشَّيْطَانِ ، وقَهْرِهِ ، وذَلِكَ لِخَصْلَتَيْن أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ عَدُوٌ مُظلٌ مُبين ، لا مَطْمَعَ فِيهِ بِمُصَالحَة وَاتَّقَاءِ شَرّه أَبَدًا ، لأِنَّه لاَ يُرْضِيْهِ وَيُقْنِعُهُ إِلاَّ هَلاَكُكَ أَصْلاً ، فَلا وَجْهَ إِذًا للأَمْنِ مِنْ هَذَا الْعَدُوْ وَالْغَفْلَةِ عَنْهِ ، قَالَ اللهُ جَلَّ وعَلاَ : ? أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ? ، وقال تعالى : ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ? ، وَالخَصْلَةُ الثَّانِيَةُ : أَنَّهُ مَجْبُولٌ عَلَى عَدَاوَاتِكَ ، ومُنْتَصِبٌ لِمُحَارِبَتِكَ ، في اللَّيْلِ والنَّهَارِ يَرْمِيْكَ بسِهَامِهِ ، وأَنْتَ غَافِلٌ عَنْهُ ، ثُمَّ هُوَ لَهُ مَعَ جَمِيْعِ المؤمِنِيْنَ عَدَاوَةٌ عَامَةٌ ، وَمَعَ المُجْتَهِدِ في العِبَادَةِ وَالعِلْمِ عَدَاوَةٌ خَاصَةٌ ، ومَعَهُ عَلَيْكَ أَعْوَانُ : نَفْسُكَ الأمَّارَةِ بالسَّوْء ، والهَوَى ، والدُّنْيَا ، وَهُوَ فارِغٌ وَأَنْتَ مَشْغُول ، وَهُوَ يَرَاكَ وَأَنْتَ لاَ تَرَاه ، وأَنْتَ تَنْسَاهُ وَهَوَ لاَ يَنْسَاكَ ، فَإِذًا لاَ بُدَّ مِن مُحَارَبَتِهِ وَقَهْرِهِ ، وَإِلاَّ فَلا تَأَمَنْ الفَسَادَ وَالهَلاكَ وَالدَّمَار ، وَمُحَارَبَتُهُ بالاسْتِعَاذَةِ باللهِ والإِكثارِ من ذِكْرِهِ .

شعرًا: إِذَا شئتَ أَنْ تَلْقَى عَدُوَّكَ رَاغِمًا
( فَتُحْرِقَهُ حُزُنًا وَتَقْتُلَهُ غَمًّا

( فَعَلَيْكَ بالإِخْلاصِ وَالزُّهْدِ والتُّقَى
( فَمَنْ فَازَ فِيهَا مَاتَ حُسَّادُهُ هَمًّا

(
آخر : وَلِمَ أَرَى كَالإِخْلاصِ للهِ وَحَدَهُ
( وَلا مِثل تقوْاهُ وَإكْثَارِ ذِكْرِهِ

( فَصْلٌ
اعْلَمْ وَفَّقَنا اللهُ وَإيَّاكَ وَجَمِيْعَ المُسْلِميْنَ أنَّهُ لَم يُؤْثَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنَ الصَّحَابَةِ وتَابِعْيِهْم بإِحْسَانٍ تَعْظِيْمُ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ وَالمُوَالِيْنَ لأَهْلِ البِدَعِ وَالمُنَادِيْنَ بِمُوَالاتِهمْ ، لأَنّ أَهْلِ البِدَعِ مَرْضَى قُلُوب ، وَيُخْشَى عَلَىَ مَنْ خَالطَهُمْ أَو اتَّصَلَ بِهِمْ أَنْ يَصِلَ إِلِيْهِ مِنْ مَا بِهِِِمْ مِنَ هَذَا الدَّاءِ العُضَال، لأِنّ المَرِيْضَ يُعْدِي الصَّحَيْحَ وَلاَ عَكسْ، فَالْحَذَرَ الحذرَ مِنْ جَمِيعِ أهْلِ

البدَعِ ، وَمِنْ أهْلِ البِدَعِ الذَيْنَ يَجِبُ البُعْدُ عَنْهُمْ وَهِجَرانُهُمْ : الجَهْمِيَّةُ ، والرَّافضَةُ ، وَالْمُْعَتِزلَةُ ، والْمَاتُرِيْدِيَّةُ ، وَالخَوَارُِج ، والصُّوْفِيَّةُ ، والأَشَاعَرة ، وَمَنْ عَلَىَ طَريْقَتِهمْ مِنَ الطَّوَائِف المُنْحَرِفَةِ عن طريقة السَّلَفْ ، فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أنْ يَحْذّرَهُمْ وَيُحَذِرَّ عَنْهُمَ وصلى الله على محمد وآله وسلم .
فائدة : وَقْتُ الإِنسان هُو عُمره وَمَادَة حَيَاتِه الأبدِيَّة في النَّعِيم المقيم وَمَادةُ المعِيْشَةِ الضَّنْكِ في العَذَابِ الأَلِيْم وَهو يَمَرُ مَرَّ السِّحَابْ .
رد مع اقتباس