عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-2017, 08:12 PM   #19
ضامي
مراقب سابق
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
الدولة: في قلب شجرة التوت
المشاركات: 3,097
افتراضي رد: [[[[ رواية .. أنا والدكتورة منال ]]]]

...

الفصل الثاني


أخذت الورده

وتركت كل ماعدا ذلك

ثم مررت على إحدى المنظفات في الطواري وأخبرتها بأغراض الدكتورة منال

وطلبت منها أن تقوم بتنظيفها وتسليمها لها لاحقاً

فهزت رأسها ورددت عباراتها المعتاده ( ان سا الله بابا )

أخرجت من جيبي ورقة نقدية ذات ثقـل فوضعتها في يدها وقلت ( عيد مُبارك )

فطارت من الفرحه وأرادت أن تقبـّـل يدي ولكنني سبقتها لأقبل رأسها

نعم فهي غريبة وكبيرة في السن ولازلت أشعر بالسعادة الغامرة كل مارأيت مثل هؤلاء سعداء

غادرتُ المستشفى منهكاً متخلخل الأعضاء ..

كل شئ في جسمي يشتكي ..

فمنذ تلك النظرات الفاتنه

لم أمسي بخير ولم اصبح على مايرام

ذهبت إلى المنزل ونمت نوماً غير هادئ ..

كان لزاماً عليّ أن أذهب الى الوالد والوالدة حفظهما الله لمعايدتهما مع بقية الإخوان

أما صلاة العيد فلم أحظـرها وذلك لأول مرة في حياتي منذ أن كنتُ طفلاً

ستقرأون ولأول مرة أيضاً

بأنني حملت زوجتي وطفلتي معي لأذهب بهما لمعايدة الأهل والأقارب

نعم زوجتي

فأنا بكل أسف متزوج ولدي طفل ومع ذلك لم أستطع أن أمنع ماحدث لقلبي أن يحدث

كيف ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال

ماتركت بعدي فتنة أشدّ على الرجال من النساء

نعم إنها الفتنة الحقيقية

كيف لا

وهذه المـُـخلصة في المنزل قد تعلق قلبها ولبها بزوجها

تودّعه عندالباب بخالص الدعوات

وتستقبله بكل بـِـشر وفرح وسرور

ولاتنقص من حقوقه شيئاً .. ومع ذلك استطاعت تلك الغانيه في الشق المقابل أن تستميل قلبه أليها لتخطفه

وتترك من عايشت معه هذا القلق لحظة بلحظة حتى تغير لون وجهها وهي لاتعرف مالسبب ؟!

تعاني الحسرة وتكابد المشقة وحدها

كنت أنظـرُ إلى زوجتي وهي تتودد اليّ في كل مرة فأحزن حزناً شديداً

وأصف نفسي بالخائن المقيت وأصف الأخرى بسارقة القلوب ..

عموماً

مرّ هذا اليوم باهتاً قد تقاذفتني به لجج الأفكار في كل بحـــــر

ثم قفلتُ عائداً إلى منزلي برفقة زوجتي وطفلي في الساعة العاشرة ليلاً

رنّ الجوال

نظرتُ إليه فإذا به رقمها

نظرت الى زوجتي بجانبي وقلت في نفسي

ياترى ماذا ستكون ردة فعلك لو علمتي بأن هناك من اقتحم قلب زوجك عنوة ليشاركك لذة السكن فيه

وينغــّـص عليك الشعور بامتلاك المكان لك وحدك ..

لم أردّ

ثم عاودت الاتصال بعد أن وصلت الى المنزل فلم أرد

ثم عاودت الاتصال بعد ساعه

فرددتُ عليها ثم ذهبت الى الملحق الخارجي وجلست هناك أتبادل معها اطراف الحديث

الذي بدأته بالاعتذار عما حصل البارحة

وأن الأمر لم يكن بيدها

وأنها لم تتوقع هذه الأبيات التي أتت سريعاً

ولم تتمالك نفسها من الفرحه حينما علمت بأنها قد احتلت مكاناً في قلبي

وأن هذا الشاعر الذي طالما سمعت أبياته مع الزملاء والزميلات

أصبح ينظم فيها شعراً

سألتها منذ متى وأنتي تفكرين في هذا الشاعر

فقالت منذ أن سمعت أول قصيدة قلتها في زوجتك فأصبحت أغبطها على مثلك

ولكنني لم افكر أبداً بأن يتطور الإعجاب بك الى أن يصل الى هذه الدرجه

فقلت ولكنك لم تفعلي مايستوجب استمالتي يوماً

فقالت كنت أحمل في صدري ثقل الجبال ولكنني كنت اتمالك نفسي وأكبته

حتى حصل الانفجار الذي رأيت

انتهى الكلام بتبادل عبارات الوداع الى لقاء قادم

بعد مكالمة دامت لأكثر من ساعة ونصف

وبعد أن انكشف الغطاء لنعلم مابداخل البير

عدتُ الى غرفتي لأرى شريكة الحياة قد غطـّــت في نومٍ عميق

وهي لاتعلم بأن هناك من يعبث بمملكتها الآمنه

لك الله

كم كان هذا الرجل مخلصاً لحبك وهائماً فيك ومرافقاً لطيفك الراااائع

لم يكن لي في مثل هذا الموقف

سوى تناول ذلك العود الذي أدمنت عليه منذ زمن

فهو الرفيق الذي أترجم أسراري من خلال أوتاره الحريرية

من غير أن يعلم أحد بماأقول

قمت بتلحين أبيات الورد وغنيتها على مقام الكرد

فصدحت الجدران من حولي صدىً يلملم ماتبقى من جراح

أذن الفجر

صليت

ثم رميت بنفسي على الفراش من غير ترتيــــب

حتى حان موعد اللقاء في اليوم التالي ..

ذهبت الى العمل

لأجدها هناك تكرر أسفها وبيدها سلة تحتوي على القهوة والتمر السكري وشاي الكبوس المنعنش بنعناع المدينة

تسامرنا سوياً

سألتها كيف عرفتي بأنني اعشق هذه الأشياء

قالت هل هذه قهوتك التي تناسب مزاجك ؟

فقلت نعم

قالت والشاي ؟

أيضاً نعم

والتمر

نعم

والبقلاوة

نعم

ولكن سؤالي كيف عرفتي ؟!

قالت سأزيدك من الشعـر بيتاً كمايقولون

أنت لاتحب الموز

وتموت في الفستق

وتأكل سكري القصيم لأن الخلاص وبقية التمور تسبب لك حساسية

تعشق الطحينية مع جبنة المراعي البيضاء

وتحب الكيري من الأجبان

لاتحب جبنة الكرافت

ولاتأكل السمك

ولا السلطة والمقبلات

تحب العصائر ولاتحب الألبان نهائياً

لاتحب الشماغ أبداً

وكل الغتر البيضاء التي تلبسها ليست من السعودية بل من الإمارات لأنها أنعم ملمساً وأكثر استدامة ً

لاتحب الثياب السلك .. بل تعشق القطن بكل أنواعه

لاتحب المشالح ولاتلبسها

تحب الأمريكي من السيارات دون سواها

شاعر

وعازف لجميع أنواع الموسيقى

ومبدع في عزف العود

هنا قاطعتها قائلاً

بس بس بس

معقولة ؟

زوجتي لاتعرف عني كل هذه التفاصيل

فضحكت وقالت

هل رأيت كم أنا مفتونة بك ؟

فقلت

ليست هذه بفتنة هذا جنون

هل أنتي ساحرة

قالت لا

ولكن عشقـتـك بجنون حتى أصبحت أسجل في ذاكرتي كل ماتفعل وتقول وكل ماتحب وتكره

فأتناول كل ماتحب ان تتناوله وأتلذذ به وأكره كل ماتكرهه وأمقته ..

قسماً بالله بأنني قد فكرت أن أدخـّـن

فقط لأمسك بالسيجارة كما تمسكها أنت

وأنفثها كما تنفثها ..

هنا لم أتمالك نفسي من الضحك فقلت

حتى السيجارة اصبح لها مسكه معينه !!

فقالت نعم

انت غير الناس .. هم يمسكون السيجارة بمنتصف الأصابع ( انت تمسكها برؤس الأصابع )

وتنفثها بطريقة معينه للأعلى

بصراحه طريقتك في التدخين ( مررررره حلوه )

قلت

لا لا إلا هذه ارجوك .. التدخين مرض وبلوى .. وانا باذن الله سأتركه قريباً فلاتـتورطي

لكن .. واصلي .. غردي فكلي آذان صاغية

فقالت

بسيطه ياعزيزي

أنواع الأكل والشرب عرفتها من خلال اجتماعنا في الحفلات

أركز على كل ماتتناول وأسمع كل ماتقول عن حبك لأكلات معينه وعدم حبك لأشياء أخرى

فنحن هنا كالأسرة الواحدة لايمر شهر أو شهرين الى ثلاثة إلا وتجمعنا مناسبة لأحد الزملاء أو الزميلات

أو اجتماع عام او استقبال أو توديع ... الخ

اما بالنسبة للبس فأسمع كل مايدور بينكم في القسم من دردشة لأنني شبه مرابطة معكم

وأقضي كل اوقات الفراغ في قسم الباطنية مع الحبايب

أما بالنسبة لعزفك للموسيقى والعود بالذات فأنا كنت حاظره في حفلة الدكتور خالد

والتي أقامها بمناسبة تخرج ابنه من كليةالطب

وكنت أسمع كل الأغاني التي أتحفتنا بها والتي لاقت إشادة الجميع

فالمايك قد تم توصيله للقسم النسائي وقد تراقصنا جميعاً على أنغامك الجميله في تلك الليلة

اما بالنسبة للشعر فهو الذي جذبني إليك من خلال قصيدتك في زوجتك

فقلت ( أبداً مانتي سهلة .. كيف استطعتي ان تجمعي كل هذه المعلومات بهذا الوقت الوجيز يادكتورة )

فقالت

أولاً أرجوك من اليوم انا منال بس بدون دكتورة

أصل الدكتورة طالعه ثقيله بفمـّــك ومالها داعي

ثانياً الفترة ليست وجيزه أنا مولعه بك من ثلاث سنوات

فقلت

ولّ من ثلاث سنوات وصابرة

فقالت والله انني كماذكرت لك كنت احمل بصدري كالجبال من حبك

ولكنني كنت أكبت ذلك واتسلى برؤيتي لك بشكل يومي وأنت تتمتع بصحة وعافية

حتى انفجرت البارحة هذا الانفجار الغريب الذي كان بمثابة اعلان انتهاء الكبت

فقلت لها :

طيب

سؤال

مالذي جعلك تكبتين كل هذا الحب لكل هذه السنين ؟

ولماذا اخترتي هذا الوقت بالذات للإفراج عن هذا الكبت ؟

ومالذي جذبك إلي بالذات ؟

فقالت اما بالنسبة للكبت فقد كنت أعلم قصة الحب التي بينك وبين نورة

ولم أكن أتوقع من كثرة ماسمعت عن قصة العشق التي دارت بينكما في هذا المستشفى

أن أجد لي مكاناً بجانبها

قلت وتعرفين نورة أيضاً ؟

هل تعرفين تفاصيل القصة ؟

قالت نعم

كانت مراجعة تراجع بوالدتها هنا .. وكانت جارة قديمة لكم في القرية

وكنت تقوم بخدمة والدتها حتى شغفتـك البنت حباً وملكتَ أنت زمام قلبها

ثم رفض والدك أن يخطبها لك لأن والدك لايرغب بالارتباط بأسرة ثرية وكان يقول لك ابحث عن وحده من ثوبك

لأن غالب الزيجات الغير متكافئة نهايتها الفشل والطلاق

ولكنك أصريت على رأيك وبعد يأسك من الموضوع ..تركت الوظيفة وهربت من المنزل وكدت أن تـُـجنّ

ثم إن والدك تدارك الموقف وخطبها لك بعد أن اشترط عليك أن تعود الى المنزل وتعود إلى وظيفتك

وتم تعييني في المستشفى والناس لازالوا يخوضون في قصتـكما وماصاحبها من احداث

فعرفتك قبل أن أراك ..

ثم بعد أن سمعت تلك القصيدة التي كنت تتوجد عليها بها

زاد فضولي لرؤيتك والاقتراب منك أكثر لأرى ماهي المميزات التي جعلتها تتعلق بك

كذلك أعجبني فيك قوة إصرارك وتعلقك بها ومدافعتك عن رأيك حتى حصلت عليها ..

وبعد أن رأيتك وبدأت اقتربت منك وجدت نفسي أتقدم كل يوم خطوة في بحر حبك

حتى كدت أن أغرق لولا أنك انتشلتني في آخر لحظة ..

قلت لها

طيب

ماهو الشئ الذي جذبك إلي ّ تحديداً

فقالت كل شيئ

لطفك أدبك ذوقك كرمك احترامك للصغير قبل الكبير تواضعك ثقافتك شعرك تميزك

ماذا أقول وماذا أدع

على قول المثل كلك على بعضك حلو ..

فقلت

لماذا اخترتي هذا الوقت بالذات للإفراج عن سجين الثلاث سنوات ؟

تبسمت ثم قالت

أنت أعطيتني المجال لذلك

رأيتك في الأيام الأخيرة تميل إليّ وتحاول أن تستلطفني بطريقه شبه واضحه

هنا قررت أن أضع حداً لهذا الكبت المميت

فاخترت الزمان والمكان والطريقه

علمت بخبرتي في المستشفى بأن هذه الليله ميـّـته جداً

فلايوجد موظفين ولامراجعين فالكل مشغول بالتحضير للعيد

فاتصلت على الطواري وسألتهم عن المناوبين من زملاءنا

فأخبروني بهم جميعاً إلا انهم لم يذكروا اسمك

فسألتهم سؤالاً يبدو عفوياً ( هل يوجد احد في الأقسام الأخرى ؟ )

فأخبروني بأنك هنا في الباطنية

فاخـترت فكرة الورده ثم حضرت الى هنا ودارت الفصول كمارأيت

إلا أنني كنت متردده جداً وكاد ترددي أن يفوّت علي الفرصة الوحيده التي كنت أحلم بها منذ زمن بعيد

إذ كان من الممكن أن تذهب بمجرد انتهاء دوامك فلا أجدك

ولكن حظي السعيد حبسك لي لأقوم بهذه التجربه في آخر لحظة قبل أن تغادر

حقيقة ً لم أكن أتوقع ردة فعلك بهذا الشكل

حينما أشرت لي بيدك بأن اتوقف عن تقديم الوردة

وطأطأت براسك الى الطاوله كاد قلبي أن يتوقف

كانت فترة الانتظار قصيرة جداً لاتتجاوز الدقائق

ولكنها كانت قاتلة بالنسبة لي

عن دهر

فأنا انتظر منك قرار مصيري

اما ان اكون لك وإما ان اسقط من عينك الى الأبد وأخسر حتى وجودي معك بشكل يومي

كنت أحبس أنفاسي لسماع ماستقول

حينما بدأت بالأبيات الشعرية

بدأ الكبت يتفاعل حتى انفجر بتلك الدموع التي كانت بمثابة الإعلان عن اطلاق سراح السجين كما سمـّـيته

حقيقة بقدر ما غبطت نفسي بقدر ماحتقرتها

فأنا اول مره أضعف بهذا الشكل امام كائناً من كان

لاتلمني يا أحمد فأنا لأول مره في حياتي أسمع كلام جميل يخصني

لم أسمع من والدتي يوماً كلمة جميله

ولامن والدي

أو إخواني

كل العلاقات بيننا كأسرة جافة جداً

تتركز على الطلبات والأوامر فقط

هل تصدق بأننا لانجتمع حتى على الأكل

حتى زوجي لم يقل لي يوماً ( أحبك )

بل كلما حاولت جاهدة الاقتراب منه كل ماحاول الابتعاد

كل حياته سهر مع أصحابه في الاستراحه وإهمال لمنزله وطفلته الوحيده

كنت عائشة وحيده فعلاً

قبل أن أجد هذا البستان الذي ظللت أتـنزه في أرجاءه فترة طويله من غير أن أجرء على شم وروده

البارحه فقط سمح لي صاحبه بأن اقطف من ثماره ماشئت وأشم من وروده ماشئت

فأنا مدينة له طوال حياتي بهذا الجميل وهذا الفضل العظيم الذي منحني إياه ..

أطرقـَـت قليلاً ثم قالت

هاأنا قد سردت لك القصة بتفاصيلها

فهل لك أن تخبرني بسرّ الجاذبية التي جذبتك الي ّ؟

فقلت انتظري قليلاً

ثم أحضرت قلم وورقه

فكتبت عليها :

إذا أردتي أن تعرفي جاذبيتك فهي في البيتين التاليه :

انـتي الجمال وكل مافيــــك جذاب
من القدم لاهامة الراس من فوق

ماهوب لازم يالغلا نذكر اسباب
دام الدلع كاسيك والملح والذوق

أمــا

إذا أردتي أن تعرفي كلمة الحب الخالدة

فخذي اول حرف من كل شطر

في الأبيات التالية :

وركــّـبي منها تلك الكلمة التي لن يمحوها من قلبي تقادم الزمن

داويــتي الــقــلـب الجريــح وتـداوى
كفـّـك مع الـورده مسح ضيم واحزان

تـوّ العليل اللي عرفـك يـــتشـــــاوى
والصـــــدر توّه يابعـــد خاطري زان

رمش العـنـــــود اللي رماني وداوى
هـــايم جريح ومتعب الروح ولهــان

ماظـــن غيره لي مع الناس ماوى
نــوّه لياديـّـم روى كـــل عطشـــان

اموت واحيا بــــــه غلا ونتخـــاوى
لين الزمن يروي حكايات والحــان


مددت إليها الورقه

قرأتها

أخذت أول حرف من كل شطر

كتبت بيدها ( دكتورة منال )

قفزت من الفرحه وهي تردد

الله الله الله

رووووووووعه

ماهذا الجمال

فضحكت ُ وقلتُ لها مازحاً

انتبهي لاتبـكـيـن يالبكــّـــايه

تبسـّــمت ثم نظرت إليّ وقالت

وحياتـك يا احمد

ودي يكون لك جنحان وتخطفني من هنا تطير بي فوق السحاب

نعيش لوحدنا هناااااك بدون ازعاج ( انا وانت بس )

قلت

ياسلام !!

والمحروسه اللي عندي والمحروس اللي عندك وين يروحون

قالت عيالنا ناخذهم معنا بس

وهم كيفهم نخليهم ياخذون بعض ويعيشون مع بعض

فقلت

على فكره اولاً لايجوز ان تقولي وحياتك ( شرك ) اذا اردتي أن تقسمي فأقسمي بالله فقط

فقالت شكراً ( أمرك ياسيدي )

فقلت

ثانياً

محروسك تقولين بأنه لايناسبك فمن السهل أن تتنازلي عنه

أما محروستي فمن المستحيل أن أفرط فيها ..

انا فقط أريد ان أعرف كيف استطعتي أن تخترقي قلبي

بالرغم من كل الحواجز التي وضعتها لتحجز كل جنس أنثى عن الولوج إليه سوى نورة ..

فقالت

هذا الحب لانتحكم فيه لا أنا ولا أنت يا احمد

هي جاذبية مغناطيسية معينه

تجذب شخص للآخر فإما أن يستجيب الآخر لنفس الجاذبيه فيكون الحب من طرفين

وإما أن لايستجيب فيكون الحب من طرف واحد وهذا الذي قتل كثير من العشاق

الذين قرأنا عنهم عبر التاريخ

هنا

انتهى اللقاء باتصال السائق ( ماما انا عند الباب )

ضــفـّــت سلالها وجوالها وحملت ورقة القصيدة التي قالت

بأنها تتمنى لو استطاعت أن تعلقها على نحرها افتخاراً بها

وودعتني قائلة

الى اللقاء غداً بإذن الله

فقلت الى اللقاء

غااااادرت المكان وأنا أتبعها ببصري وأردد بيني وبين نفسي

يابـُعــد بكره على اللي ينتظــــر بــــكره

وياقــرب بكره على اللي خاطره سالي

لم يدم انتظاري بعدها طويلاً

ذهبت إلى المنزل لأتناول العشاء ثم أسهر على عودي الى الصباح

لايكدر صفو هذا الجوّ وينقلني من جوّ الفرح الى الندم والحزن

سوى رؤية تلك المرأة الصابرة التي كلما نظرتُ اليها وجدتها تصلي

وترفع يديها لتتمتم بدعاء لاأسمعه

ولكن الله يسمعه ..

شتّان بين صورتين في نفس المنزل

الصورة الأولى: لعابدة ترفع أكفها للسماء في هذا الوقت المبارك

والثانية : لعازفٍ أهمل هذا الوقت الثمين ورفع صوت أوتاره بدلاً من التسبيح والتهليل

رانت على قلبه معاصيه حتى أصبح يصلي كل الصلوات في المنزل

غير آبهٍ بفضل صلاة الجماعة ..

وأعظم من ذلك أصبح يعشق امرأة في ذمة رجل

هزني هذا التأمل السريع

رميت العود

قمت لأتوضأ وأقوم الليل بجانب زوجتي

ولكن سرعان ماأذن الفجر قبل أن أفعل ذلك ..

صليت الفجر بدلاً من قيام الليل

ثم قذفت بنفسي على الفراش بعد أن تبادلت التحايا مع أم إبني الوحيد

سألتني هل تريد قهوة ؟

فقلت لا

فطور

لا

فقالت هداك الله يا احمد كل شيئ فيك تغير

حتى قهوة الصباح ووجبة الإفطار التي كنا نتناولها سوياً منذ زمن بعيد

لم تعد تتناولها معي

فسكتّ ُ ولم أعلق على الموضوع

ماذا أقول ؟

هل أقول تناولتها مع منال !!

لم تكرر الكلام كثيراً ولم تزد على ماقالت

بل ذهبت لتصنع لنفسها القهوة ووجبة الإفطار

فقفزت من فراشي برغم ماكنت أشعر به من تعب ٍ وإرهاق

وجلست بجانبها لأتقاسم معها وجبتها التي أعدتها لنفسها

وبعد ان تداولنا أطرافاً من الحديث حول شؤن المنزل

قالت

لن أزعجك بالنصائح كثيراً يا احمد

فأنت تغيرت بلاشك

وبالرغم من اتفاقنا في أول أيام زواجنا بأن يكون كلٌ منا مستشاراً للآخر في حل مشاكله

إلا أنك لم تفي بذلك ولازلت تخفي في صدرك مالا يطـّـلع عليه إلا الله

ولكن اسألك بالله ثم اسألك بالله

أن لاتترك صلاة الجماعة في المسجد وأن تقيمها بخشوع وحظور قلب

فإن الصلاة كفيلة بحل كل ماتعانيه من مشاكل لاتود البوح بها حتى لزوجتك شريكة حياتك ..

هذا كل ما أود قوله لك فقط .. ولن أكرره عليك بعد الآن

نظرتُ إليها ولم أستطع أن اتكلم بكلمة واحدة سوى كلمة

( جزاك الله خير )

غادَرَت الى مطبخها ثم رميت بنفسي على فراشي ونمت ..

أ.هـ


توقيع ضامي قليل ٌمن التجاهل يعيد كل شخص الى حجمه الطبيعــي
ضامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #19  
قديم 23-04-2017 , 08:12 PM
ضامي ضامي غير متواجد حالياً
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Aug 2016
الدولة: في قلب شجرة التوت
المشاركات: 3,097
افتراضي رد: [[[[ رواية .. أنا والدكتورة منال ]]]]

...

الفصل الثاني


أخذت الورده

وتركت كل ماعدا ذلك

ثم مررت على إحدى المنظفات في الطواري وأخبرتها بأغراض الدكتورة منال

وطلبت منها أن تقوم بتنظيفها وتسليمها لها لاحقاً

فهزت رأسها ورددت عباراتها المعتاده ( ان سا الله بابا )

أخرجت من جيبي ورقة نقدية ذات ثقـل فوضعتها في يدها وقلت ( عيد مُبارك )

فطارت من الفرحه وأرادت أن تقبـّـل يدي ولكنني سبقتها لأقبل رأسها

نعم فهي غريبة وكبيرة في السن ولازلت أشعر بالسعادة الغامرة كل مارأيت مثل هؤلاء سعداء

غادرتُ المستشفى منهكاً متخلخل الأعضاء ..

كل شئ في جسمي يشتكي ..

فمنذ تلك النظرات الفاتنه

لم أمسي بخير ولم اصبح على مايرام

ذهبت إلى المنزل ونمت نوماً غير هادئ ..

كان لزاماً عليّ أن أذهب الى الوالد والوالدة حفظهما الله لمعايدتهما مع بقية الإخوان

أما صلاة العيد فلم أحظـرها وذلك لأول مرة في حياتي منذ أن كنتُ طفلاً

ستقرأون ولأول مرة أيضاً

بأنني حملت زوجتي وطفلتي معي لأذهب بهما لمعايدة الأهل والأقارب

نعم زوجتي

فأنا بكل أسف متزوج ولدي طفل ومع ذلك لم أستطع أن أمنع ماحدث لقلبي أن يحدث

كيف ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال

ماتركت بعدي فتنة أشدّ على الرجال من النساء

نعم إنها الفتنة الحقيقية

كيف لا

وهذه المـُـخلصة في المنزل قد تعلق قلبها ولبها بزوجها

تودّعه عندالباب بخالص الدعوات

وتستقبله بكل بـِـشر وفرح وسرور

ولاتنقص من حقوقه شيئاً .. ومع ذلك استطاعت تلك الغانيه في الشق المقابل أن تستميل قلبه أليها لتخطفه

وتترك من عايشت معه هذا القلق لحظة بلحظة حتى تغير لون وجهها وهي لاتعرف مالسبب ؟!

تعاني الحسرة وتكابد المشقة وحدها

كنت أنظـرُ إلى زوجتي وهي تتودد اليّ في كل مرة فأحزن حزناً شديداً

وأصف نفسي بالخائن المقيت وأصف الأخرى بسارقة القلوب ..

عموماً

مرّ هذا اليوم باهتاً قد تقاذفتني به لجج الأفكار في كل بحـــــر

ثم قفلتُ عائداً إلى منزلي برفقة زوجتي وطفلي في الساعة العاشرة ليلاً

رنّ الجوال

نظرتُ إليه فإذا به رقمها

نظرت الى زوجتي بجانبي وقلت في نفسي

ياترى ماذا ستكون ردة فعلك لو علمتي بأن هناك من اقتحم قلب زوجك عنوة ليشاركك لذة السكن فيه

وينغــّـص عليك الشعور بامتلاك المكان لك وحدك ..

لم أردّ

ثم عاودت الاتصال بعد أن وصلت الى المنزل فلم أرد

ثم عاودت الاتصال بعد ساعه

فرددتُ عليها ثم ذهبت الى الملحق الخارجي وجلست هناك أتبادل معها اطراف الحديث

الذي بدأته بالاعتذار عما حصل البارحة

وأن الأمر لم يكن بيدها

وأنها لم تتوقع هذه الأبيات التي أتت سريعاً

ولم تتمالك نفسها من الفرحه حينما علمت بأنها قد احتلت مكاناً في قلبي

وأن هذا الشاعر الذي طالما سمعت أبياته مع الزملاء والزميلات

أصبح ينظم فيها شعراً

سألتها منذ متى وأنتي تفكرين في هذا الشاعر

فقالت منذ أن سمعت أول قصيدة قلتها في زوجتك فأصبحت أغبطها على مثلك

ولكنني لم افكر أبداً بأن يتطور الإعجاب بك الى أن يصل الى هذه الدرجه

فقلت ولكنك لم تفعلي مايستوجب استمالتي يوماً

فقالت كنت أحمل في صدري ثقل الجبال ولكنني كنت اتمالك نفسي وأكبته

حتى حصل الانفجار الذي رأيت

انتهى الكلام بتبادل عبارات الوداع الى لقاء قادم

بعد مكالمة دامت لأكثر من ساعة ونصف

وبعد أن انكشف الغطاء لنعلم مابداخل البير

عدتُ الى غرفتي لأرى شريكة الحياة قد غطـّــت في نومٍ عميق

وهي لاتعلم بأن هناك من يعبث بمملكتها الآمنه

لك الله

كم كان هذا الرجل مخلصاً لحبك وهائماً فيك ومرافقاً لطيفك الراااائع

لم يكن لي في مثل هذا الموقف

سوى تناول ذلك العود الذي أدمنت عليه منذ زمن

فهو الرفيق الذي أترجم أسراري من خلال أوتاره الحريرية

من غير أن يعلم أحد بماأقول

قمت بتلحين أبيات الورد وغنيتها على مقام الكرد

فصدحت الجدران من حولي صدىً يلملم ماتبقى من جراح

أذن الفجر

صليت

ثم رميت بنفسي على الفراش من غير ترتيــــب

حتى حان موعد اللقاء في اليوم التالي ..

ذهبت الى العمل

لأجدها هناك تكرر أسفها وبيدها سلة تحتوي على القهوة والتمر السكري وشاي الكبوس المنعنش بنعناع المدينة

تسامرنا سوياً

سألتها كيف عرفتي بأنني اعشق هذه الأشياء

قالت هل هذه قهوتك التي تناسب مزاجك ؟

فقلت نعم

قالت والشاي ؟

أيضاً نعم

والتمر

نعم

والبقلاوة

نعم

ولكن سؤالي كيف عرفتي ؟!

قالت سأزيدك من الشعـر بيتاً كمايقولون

أنت لاتحب الموز

وتموت في الفستق

وتأكل سكري القصيم لأن الخلاص وبقية التمور تسبب لك حساسية

تعشق الطحينية مع جبنة المراعي البيضاء

وتحب الكيري من الأجبان

لاتحب جبنة الكرافت

ولاتأكل السمك

ولا السلطة والمقبلات

تحب العصائر ولاتحب الألبان نهائياً

لاتحب الشماغ أبداً

وكل الغتر البيضاء التي تلبسها ليست من السعودية بل من الإمارات لأنها أنعم ملمساً وأكثر استدامة ً

لاتحب الثياب السلك .. بل تعشق القطن بكل أنواعه

لاتحب المشالح ولاتلبسها

تحب الأمريكي من السيارات دون سواها

شاعر

وعازف لجميع أنواع الموسيقى

ومبدع في عزف العود

هنا قاطعتها قائلاً

بس بس بس

معقولة ؟

زوجتي لاتعرف عني كل هذه التفاصيل

فضحكت وقالت

هل رأيت كم أنا مفتونة بك ؟

فقلت

ليست هذه بفتنة هذا جنون

هل أنتي ساحرة

قالت لا

ولكن عشقـتـك بجنون حتى أصبحت أسجل في ذاكرتي كل ماتفعل وتقول وكل ماتحب وتكره

فأتناول كل ماتحب ان تتناوله وأتلذذ به وأكره كل ماتكرهه وأمقته ..

قسماً بالله بأنني قد فكرت أن أدخـّـن

فقط لأمسك بالسيجارة كما تمسكها أنت

وأنفثها كما تنفثها ..

هنا لم أتمالك نفسي من الضحك فقلت

حتى السيجارة اصبح لها مسكه معينه !!

فقالت نعم

انت غير الناس .. هم يمسكون السيجارة بمنتصف الأصابع ( انت تمسكها برؤس الأصابع )

وتنفثها بطريقة معينه للأعلى

بصراحه طريقتك في التدخين ( مررررره حلوه )

قلت

لا لا إلا هذه ارجوك .. التدخين مرض وبلوى .. وانا باذن الله سأتركه قريباً فلاتـتورطي

لكن .. واصلي .. غردي فكلي آذان صاغية

فقالت

بسيطه ياعزيزي

أنواع الأكل والشرب عرفتها من خلال اجتماعنا في الحفلات

أركز على كل ماتتناول وأسمع كل ماتقول عن حبك لأكلات معينه وعدم حبك لأشياء أخرى

فنحن هنا كالأسرة الواحدة لايمر شهر أو شهرين الى ثلاثة إلا وتجمعنا مناسبة لأحد الزملاء أو الزميلات

أو اجتماع عام او استقبال أو توديع ... الخ

اما بالنسبة للبس فأسمع كل مايدور بينكم في القسم من دردشة لأنني شبه مرابطة معكم

وأقضي كل اوقات الفراغ في قسم الباطنية مع الحبايب

أما بالنسبة لعزفك للموسيقى والعود بالذات فأنا كنت حاظره في حفلة الدكتور خالد

والتي أقامها بمناسبة تخرج ابنه من كليةالطب

وكنت أسمع كل الأغاني التي أتحفتنا بها والتي لاقت إشادة الجميع

فالمايك قد تم توصيله للقسم النسائي وقد تراقصنا جميعاً على أنغامك الجميله في تلك الليلة

اما بالنسبة للشعر فهو الذي جذبني إليك من خلال قصيدتك في زوجتك

فقلت ( أبداً مانتي سهلة .. كيف استطعتي ان تجمعي كل هذه المعلومات بهذا الوقت الوجيز يادكتورة )

فقالت

أولاً أرجوك من اليوم انا منال بس بدون دكتورة

أصل الدكتورة طالعه ثقيله بفمـّــك ومالها داعي

ثانياً الفترة ليست وجيزه أنا مولعه بك من ثلاث سنوات

فقلت

ولّ من ثلاث سنوات وصابرة

فقالت والله انني كماذكرت لك كنت احمل بصدري كالجبال من حبك

ولكنني كنت أكبت ذلك واتسلى برؤيتي لك بشكل يومي وأنت تتمتع بصحة وعافية

حتى انفجرت البارحة هذا الانفجار الغريب الذي كان بمثابة اعلان انتهاء الكبت

فقلت لها :

طيب

سؤال

مالذي جعلك تكبتين كل هذا الحب لكل هذه السنين ؟

ولماذا اخترتي هذا الوقت بالذات للإفراج عن هذا الكبت ؟

ومالذي جذبك إلي بالذات ؟

فقالت اما بالنسبة للكبت فقد كنت أعلم قصة الحب التي بينك وبين نورة

ولم أكن أتوقع من كثرة ماسمعت عن قصة العشق التي دارت بينكما في هذا المستشفى

أن أجد لي مكاناً بجانبها

قلت وتعرفين نورة أيضاً ؟

هل تعرفين تفاصيل القصة ؟

قالت نعم

كانت مراجعة تراجع بوالدتها هنا .. وكانت جارة قديمة لكم في القرية

وكنت تقوم بخدمة والدتها حتى شغفتـك البنت حباً وملكتَ أنت زمام قلبها

ثم رفض والدك أن يخطبها لك لأن والدك لايرغب بالارتباط بأسرة ثرية وكان يقول لك ابحث عن وحده من ثوبك

لأن غالب الزيجات الغير متكافئة نهايتها الفشل والطلاق

ولكنك أصريت على رأيك وبعد يأسك من الموضوع ..تركت الوظيفة وهربت من المنزل وكدت أن تـُـجنّ

ثم إن والدك تدارك الموقف وخطبها لك بعد أن اشترط عليك أن تعود الى المنزل وتعود إلى وظيفتك

وتم تعييني في المستشفى والناس لازالوا يخوضون في قصتـكما وماصاحبها من احداث

فعرفتك قبل أن أراك ..

ثم بعد أن سمعت تلك القصيدة التي كنت تتوجد عليها بها

زاد فضولي لرؤيتك والاقتراب منك أكثر لأرى ماهي المميزات التي جعلتها تتعلق بك

كذلك أعجبني فيك قوة إصرارك وتعلقك بها ومدافعتك عن رأيك حتى حصلت عليها ..

وبعد أن رأيتك وبدأت اقتربت منك وجدت نفسي أتقدم كل يوم خطوة في بحر حبك

حتى كدت أن أغرق لولا أنك انتشلتني في آخر لحظة ..

قلت لها

طيب

ماهو الشئ الذي جذبك إلي ّ تحديداً

فقالت كل شيئ

لطفك أدبك ذوقك كرمك احترامك للصغير قبل الكبير تواضعك ثقافتك شعرك تميزك

ماذا أقول وماذا أدع

على قول المثل كلك على بعضك حلو ..

فقلت

لماذا اخترتي هذا الوقت بالذات للإفراج عن سجين الثلاث سنوات ؟

تبسمت ثم قالت

أنت أعطيتني المجال لذلك

رأيتك في الأيام الأخيرة تميل إليّ وتحاول أن تستلطفني بطريقه شبه واضحه

هنا قررت أن أضع حداً لهذا الكبت المميت

فاخترت الزمان والمكان والطريقه

علمت بخبرتي في المستشفى بأن هذه الليله ميـّـته جداً

فلايوجد موظفين ولامراجعين فالكل مشغول بالتحضير للعيد

فاتصلت على الطواري وسألتهم عن المناوبين من زملاءنا

فأخبروني بهم جميعاً إلا انهم لم يذكروا اسمك

فسألتهم سؤالاً يبدو عفوياً ( هل يوجد احد في الأقسام الأخرى ؟ )

فأخبروني بأنك هنا في الباطنية

فاخـترت فكرة الورده ثم حضرت الى هنا ودارت الفصول كمارأيت

إلا أنني كنت متردده جداً وكاد ترددي أن يفوّت علي الفرصة الوحيده التي كنت أحلم بها منذ زمن بعيد

إذ كان من الممكن أن تذهب بمجرد انتهاء دوامك فلا أجدك

ولكن حظي السعيد حبسك لي لأقوم بهذه التجربه في آخر لحظة قبل أن تغادر

حقيقة ً لم أكن أتوقع ردة فعلك بهذا الشكل

حينما أشرت لي بيدك بأن اتوقف عن تقديم الوردة

وطأطأت براسك الى الطاوله كاد قلبي أن يتوقف

كانت فترة الانتظار قصيرة جداً لاتتجاوز الدقائق

ولكنها كانت قاتلة بالنسبة لي

عن دهر

فأنا انتظر منك قرار مصيري

اما ان اكون لك وإما ان اسقط من عينك الى الأبد وأخسر حتى وجودي معك بشكل يومي

كنت أحبس أنفاسي لسماع ماستقول

حينما بدأت بالأبيات الشعرية

بدأ الكبت يتفاعل حتى انفجر بتلك الدموع التي كانت بمثابة الإعلان عن اطلاق سراح السجين كما سمـّـيته

حقيقة بقدر ما غبطت نفسي بقدر ماحتقرتها

فأنا اول مره أضعف بهذا الشكل امام كائناً من كان

لاتلمني يا أحمد فأنا لأول مره في حياتي أسمع كلام جميل يخصني

لم أسمع من والدتي يوماً كلمة جميله

ولامن والدي

أو إخواني

كل العلاقات بيننا كأسرة جافة جداً

تتركز على الطلبات والأوامر فقط

هل تصدق بأننا لانجتمع حتى على الأكل

حتى زوجي لم يقل لي يوماً ( أحبك )

بل كلما حاولت جاهدة الاقتراب منه كل ماحاول الابتعاد

كل حياته سهر مع أصحابه في الاستراحه وإهمال لمنزله وطفلته الوحيده

كنت عائشة وحيده فعلاً

قبل أن أجد هذا البستان الذي ظللت أتـنزه في أرجاءه فترة طويله من غير أن أجرء على شم وروده

البارحه فقط سمح لي صاحبه بأن اقطف من ثماره ماشئت وأشم من وروده ماشئت

فأنا مدينة له طوال حياتي بهذا الجميل وهذا الفضل العظيم الذي منحني إياه ..

أطرقـَـت قليلاً ثم قالت

هاأنا قد سردت لك القصة بتفاصيلها

فهل لك أن تخبرني بسرّ الجاذبية التي جذبتك الي ّ؟

فقلت انتظري قليلاً

ثم أحضرت قلم وورقه

فكتبت عليها :

إذا أردتي أن تعرفي جاذبيتك فهي في البيتين التاليه :

انـتي الجمال وكل مافيــــك جذاب
من القدم لاهامة الراس من فوق

ماهوب لازم يالغلا نذكر اسباب
دام الدلع كاسيك والملح والذوق

أمــا

إذا أردتي أن تعرفي كلمة الحب الخالدة

فخذي اول حرف من كل شطر

في الأبيات التالية :

وركــّـبي منها تلك الكلمة التي لن يمحوها من قلبي تقادم الزمن

داويــتي الــقــلـب الجريــح وتـداوى
كفـّـك مع الـورده مسح ضيم واحزان

تـوّ العليل اللي عرفـك يـــتشـــــاوى
والصـــــدر توّه يابعـــد خاطري زان

رمش العـنـــــود اللي رماني وداوى
هـــايم جريح ومتعب الروح ولهــان

ماظـــن غيره لي مع الناس ماوى
نــوّه لياديـّـم روى كـــل عطشـــان

اموت واحيا بــــــه غلا ونتخـــاوى
لين الزمن يروي حكايات والحــان


مددت إليها الورقه

قرأتها

أخذت أول حرف من كل شطر

كتبت بيدها ( دكتورة منال )

قفزت من الفرحه وهي تردد

الله الله الله

رووووووووعه

ماهذا الجمال

فضحكت ُ وقلتُ لها مازحاً

انتبهي لاتبـكـيـن يالبكــّـــايه

تبسـّــمت ثم نظرت إليّ وقالت

وحياتـك يا احمد

ودي يكون لك جنحان وتخطفني من هنا تطير بي فوق السحاب

نعيش لوحدنا هناااااك بدون ازعاج ( انا وانت بس )

قلت

ياسلام !!

والمحروسه اللي عندي والمحروس اللي عندك وين يروحون

قالت عيالنا ناخذهم معنا بس

وهم كيفهم نخليهم ياخذون بعض ويعيشون مع بعض

فقلت

على فكره اولاً لايجوز ان تقولي وحياتك ( شرك ) اذا اردتي أن تقسمي فأقسمي بالله فقط

فقالت شكراً ( أمرك ياسيدي )

فقلت

ثانياً

محروسك تقولين بأنه لايناسبك فمن السهل أن تتنازلي عنه

أما محروستي فمن المستحيل أن أفرط فيها ..

انا فقط أريد ان أعرف كيف استطعتي أن تخترقي قلبي

بالرغم من كل الحواجز التي وضعتها لتحجز كل جنس أنثى عن الولوج إليه سوى نورة ..

فقالت

هذا الحب لانتحكم فيه لا أنا ولا أنت يا احمد

هي جاذبية مغناطيسية معينه

تجذب شخص للآخر فإما أن يستجيب الآخر لنفس الجاذبيه فيكون الحب من طرفين

وإما أن لايستجيب فيكون الحب من طرف واحد وهذا الذي قتل كثير من العشاق

الذين قرأنا عنهم عبر التاريخ

هنا

انتهى اللقاء باتصال السائق ( ماما انا عند الباب )

ضــفـّــت سلالها وجوالها وحملت ورقة القصيدة التي قالت

بأنها تتمنى لو استطاعت أن تعلقها على نحرها افتخاراً بها

وودعتني قائلة

الى اللقاء غداً بإذن الله

فقلت الى اللقاء

غااااادرت المكان وأنا أتبعها ببصري وأردد بيني وبين نفسي

يابـُعــد بكره على اللي ينتظــــر بــــكره

وياقــرب بكره على اللي خاطره سالي

لم يدم انتظاري بعدها طويلاً

ذهبت إلى المنزل لأتناول العشاء ثم أسهر على عودي الى الصباح

لايكدر صفو هذا الجوّ وينقلني من جوّ الفرح الى الندم والحزن

سوى رؤية تلك المرأة الصابرة التي كلما نظرتُ اليها وجدتها تصلي

وترفع يديها لتتمتم بدعاء لاأسمعه

ولكن الله يسمعه ..

شتّان بين صورتين في نفس المنزل

الصورة الأولى: لعابدة ترفع أكفها للسماء في هذا الوقت المبارك

والثانية : لعازفٍ أهمل هذا الوقت الثمين ورفع صوت أوتاره بدلاً من التسبيح والتهليل

رانت على قلبه معاصيه حتى أصبح يصلي كل الصلوات في المنزل

غير آبهٍ بفضل صلاة الجماعة ..

وأعظم من ذلك أصبح يعشق امرأة في ذمة رجل

هزني هذا التأمل السريع

رميت العود

قمت لأتوضأ وأقوم الليل بجانب زوجتي

ولكن سرعان ماأذن الفجر قبل أن أفعل ذلك ..

صليت الفجر بدلاً من قيام الليل

ثم قذفت بنفسي على الفراش بعد أن تبادلت التحايا مع أم إبني الوحيد

سألتني هل تريد قهوة ؟

فقلت لا

فطور

لا

فقالت هداك الله يا احمد كل شيئ فيك تغير

حتى قهوة الصباح ووجبة الإفطار التي كنا نتناولها سوياً منذ زمن بعيد

لم تعد تتناولها معي

فسكتّ ُ ولم أعلق على الموضوع

ماذا أقول ؟

هل أقول تناولتها مع منال !!

لم تكرر الكلام كثيراً ولم تزد على ماقالت

بل ذهبت لتصنع لنفسها القهوة ووجبة الإفطار

فقفزت من فراشي برغم ماكنت أشعر به من تعب ٍ وإرهاق

وجلست بجانبها لأتقاسم معها وجبتها التي أعدتها لنفسها

وبعد ان تداولنا أطرافاً من الحديث حول شؤن المنزل

قالت

لن أزعجك بالنصائح كثيراً يا احمد

فأنت تغيرت بلاشك

وبالرغم من اتفاقنا في أول أيام زواجنا بأن يكون كلٌ منا مستشاراً للآخر في حل مشاكله

إلا أنك لم تفي بذلك ولازلت تخفي في صدرك مالا يطـّـلع عليه إلا الله

ولكن اسألك بالله ثم اسألك بالله

أن لاتترك صلاة الجماعة في المسجد وأن تقيمها بخشوع وحظور قلب

فإن الصلاة كفيلة بحل كل ماتعانيه من مشاكل لاتود البوح بها حتى لزوجتك شريكة حياتك ..

هذا كل ما أود قوله لك فقط .. ولن أكرره عليك بعد الآن

نظرتُ إليها ولم أستطع أن اتكلم بكلمة واحدة سوى كلمة

( جزاك الله خير )

غادَرَت الى مطبخها ثم رميت بنفسي على فراشي ونمت ..

أ.هـ


توقيع ضامي قليل ٌمن التجاهل يعيد كل شخص الى حجمه الطبيعــي
رد مع اقتباس