عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2017, 10:56 PM   #14
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

إخواني إن كانت جرأتنا على معصية الله معتقدين أن الله لا يرانا، فيا ألله، ما أعظمه من كفرٍ لمن أعتقد ذلك، يوم أن يقدم على معصية الله وعلى الآثام والخطايا والأوزار، معتقدًا أن الله لا يراه، فهذا كفر مخرج عن المِلة، يُستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قُتِل، وإن كان مع علمنا باطِّلاعه علينا ونعصيه - جل جلاله - فوالله ما أشد وقاحتنا وأقل حياءَنا يوم أن نعصيه وهو يرانا - جل جلاله وتقدست أسمائه.
وَإِذَا خلوْتَ بِرِيبةٍ في ظُلْمَةٍ
والنَّفْسُ داعيةٌ إلى الطغيانِ
فاسْتَحْيِ مِن نَظَرِ الإلهِ وَقُلْ لَهَا
إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظلامَ يَرَانِي



إخواني، يا مسلمون:

﴿ مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ [نوح:13، 14]، فاستحوا عباد الله ممن خلقكم وأوجدكم من العدم، وأسبغ عليكم وافرَ النعم، وهداكم من الضلالة، وعلَّمكم من الجهالة، وكساكم من العُري، وفضَّلكم على كثير من خلقه، فهلا استحيينا منه - سبحانه! فاستحوا من خالقكم - عز وجل - ووقِّروه وقدِّروه حق قدره - سبحانه وتعالى.



عباد الله، إلى متى ونحن نزين الظاهر ونبارز الله - جلت قدرته - بسرائرنا وبجوارحنا عندما نختفي من أعين الناس، إنه من باب أولى أن نستحيي من الله أشد مما نستحيي من الناس، لماذا جعلنا الله أهون الناظرين؟ لماذا سوَّفنا؟ لماذا أسرفنا؟ لماذا جهِلنا؟ لماذا غرَّنا ستره علينا؟ فلا إله إلا الله من وقوفنا غدًا بين يديه - سبحانه - حُفاة عُراة غُرلاً، فيسألنا عن الدقيق والجليل، والقليل والكثير، والنقير والقطمير، في محكمة قاضيك فيها الله وجنوده الزبانية، وساحتها القيامة، وحسابها بالخردلة والذرة، وشهودها الجوارح والأعضاء، وبعدها إلى جنةٍ عالية أو إلى نارٍ حامية، أعاذني الله وإيَّاكم منها.



إخواني في الله، لماذا كلما كبرت أعمارنا، كثُرت ذنوبنا؟ ما لكم لا تقدرون الله حق قدره، وتوقِّرونه حق توقيره؟ سُئل ابن عباس عن قول الله تعالى: ﴿ مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾، فقال: "أي: ما لكم لا تعظِّمون الله حقَّ عظمته"، فعظموا الله - عباد الله - حقَّ تعظيمه، وراقبوه، فأنا وأنتم تحت سمائه وفوق أرضه وفي قبضته: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]، فحريٌّ بنا أن نأخذ سلاح المراقبة نحارب به الشيطان ونحارب به النفس، ونحارب به الهوى، ونحارب به الدنيا، حتى نلقى الله - سبحانه وتعالى.



فيا عبد الله، راقِب الله في أعمالك وأقوالك، يا من تعصي الله، راقب الله، يا من تصبح وتمسي على أذيَّة الناس، راقب الله، يا من تسعى في ظلم الناس، راقب الله، يا من تغش في البيع والشراء، راقب الله، يا أيها الموظف، راقب الله، يا من استرعاه الله رعية، راقب الله، فراقِبوا الله عباد الله في جميع أحوالكم وأوقاتكم، فوالله كلها حياة بسيطة وأيام قليلة، ثم نرحل من هذه الدنيا، ولن نعود لها أبدًا، فراقبوا الله عباد الله، فالله - عز وجل - مطلع ومشاهد، ورقيب عليكم، فلا يغركم ستره وحِلمه عليكم،
ولا يكون هو أهون الناظرين - سبحانه.

اللهم آنِس وحشتنا في القبور، وآمِن فزَعنا يوم البعث والنشور.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-07-2017 , 10:56 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

إخواني إن كانت جرأتنا على معصية الله معتقدين أن الله لا يرانا، فيا ألله، ما أعظمه من كفرٍ لمن أعتقد ذلك، يوم أن يقدم على معصية الله وعلى الآثام والخطايا والأوزار، معتقدًا أن الله لا يراه، فهذا كفر مخرج عن المِلة، يُستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قُتِل، وإن كان مع علمنا باطِّلاعه علينا ونعصيه - جل جلاله - فوالله ما أشد وقاحتنا وأقل حياءَنا يوم أن نعصيه وهو يرانا - جل جلاله وتقدست أسمائه.
وَإِذَا خلوْتَ بِرِيبةٍ في ظُلْمَةٍ
والنَّفْسُ داعيةٌ إلى الطغيانِ
فاسْتَحْيِ مِن نَظَرِ الإلهِ وَقُلْ لَهَا
إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظلامَ يَرَانِي



إخواني، يا مسلمون:

﴿ مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ [نوح:13، 14]، فاستحوا عباد الله ممن خلقكم وأوجدكم من العدم، وأسبغ عليكم وافرَ النعم، وهداكم من الضلالة، وعلَّمكم من الجهالة، وكساكم من العُري، وفضَّلكم على كثير من خلقه، فهلا استحيينا منه - سبحانه! فاستحوا من خالقكم - عز وجل - ووقِّروه وقدِّروه حق قدره - سبحانه وتعالى.



عباد الله، إلى متى ونحن نزين الظاهر ونبارز الله - جلت قدرته - بسرائرنا وبجوارحنا عندما نختفي من أعين الناس، إنه من باب أولى أن نستحيي من الله أشد مما نستحيي من الناس، لماذا جعلنا الله أهون الناظرين؟ لماذا سوَّفنا؟ لماذا أسرفنا؟ لماذا جهِلنا؟ لماذا غرَّنا ستره علينا؟ فلا إله إلا الله من وقوفنا غدًا بين يديه - سبحانه - حُفاة عُراة غُرلاً، فيسألنا عن الدقيق والجليل، والقليل والكثير، والنقير والقطمير، في محكمة قاضيك فيها الله وجنوده الزبانية، وساحتها القيامة، وحسابها بالخردلة والذرة، وشهودها الجوارح والأعضاء، وبعدها إلى جنةٍ عالية أو إلى نارٍ حامية، أعاذني الله وإيَّاكم منها.



إخواني في الله، لماذا كلما كبرت أعمارنا، كثُرت ذنوبنا؟ ما لكم لا تقدرون الله حق قدره، وتوقِّرونه حق توقيره؟ سُئل ابن عباس عن قول الله تعالى: ﴿ مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾، فقال: "أي: ما لكم لا تعظِّمون الله حقَّ عظمته"، فعظموا الله - عباد الله - حقَّ تعظيمه، وراقبوه، فأنا وأنتم تحت سمائه وفوق أرضه وفي قبضته: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]، فحريٌّ بنا أن نأخذ سلاح المراقبة نحارب به الشيطان ونحارب به النفس، ونحارب به الهوى، ونحارب به الدنيا، حتى نلقى الله - سبحانه وتعالى.



فيا عبد الله، راقِب الله في أعمالك وأقوالك، يا من تعصي الله، راقب الله، يا من تصبح وتمسي على أذيَّة الناس، راقب الله، يا من تسعى في ظلم الناس، راقب الله، يا من تغش في البيع والشراء، راقب الله، يا أيها الموظف، راقب الله، يا من استرعاه الله رعية، راقب الله، فراقِبوا الله عباد الله في جميع أحوالكم وأوقاتكم، فوالله كلها حياة بسيطة وأيام قليلة، ثم نرحل من هذه الدنيا، ولن نعود لها أبدًا، فراقبوا الله عباد الله، فالله - عز وجل - مطلع ومشاهد، ورقيب عليكم، فلا يغركم ستره وحِلمه عليكم،
ولا يكون هو أهون الناظرين - سبحانه.

اللهم آنِس وحشتنا في القبور، وآمِن فزَعنا يوم البعث والنشور.
رد مع اقتباس