رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ... إخواني عباد الله:
إن جماع ما ترون من إقدام الناس على معصية الله في هذا الزمان؛ سواءً كبُرت المعصية، أم صغُرت - إنما هو بسبب نسيان المراقبة، نسيان أن الله يرانا ومطلع علينا، فلماذا إخواني جعلنا الله أهون الناظرين إلينا؟ لماذا نستخفي من الناس والله يرانا؟ لماذا نخشى ونخاف من نظر الناس ولا نخاف ونخشى الله - عز وجل - وهو أحق - سبحانه - أن نخافه ونخشاه، قال الجُنيد - رحمه الله -: "من تحقَّق في المراقبة، خاف على فَوات حظه من ربِّه"، وقال ذو النون: "علامة المراقبة: إيثار ما أنزل الله، وتعظيم ما عظَّم الله، وتصغير ما صغَّر الله"، وقيل أيضًا: من راقب الله في خواطره، عصمه الله في حركات جوارحه، وقال أبو حفص لأبي عثمان النيسابوري: "إذا جلست للناس، إذا جلست تعِظ الناس، إذا خطبت بالناس، إذا ذكرت الناس، إذا حدَّثت الناس - فكن واعظًا لقلبك ونفسك قبل أن تعِظ الناس؛ فإن الناس لو اجتمعوا عليك، إنما يراقبون ظاهرك والله - جل جلاله - يراقب باطنك".
وسُئل ابن عطاء عن أفضل الطاعات، فقال: "مراقبة الله في جميع الأوقات". |