عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2017, 01:13 PM   #49
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

1 أقسم الله بوقوعها(إن الساعة لآتية لا ريب فيها) و أخبر عنها بصيغة الماضي(أتى أمر الله)وما زال يقربها حتى جعلها كغد(و لتنظر نفس ما قدمت لغد). 2 مدح الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب{ إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار}أي ذكرهم للآخرة وعملهم لها،قال قتادة: كانوا يذَكّرون الناس الدار الآخرة والعمل لها. 3 وأخبرعن المؤمنين بأنهم(مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) خائفون وجلون من وقوعها فهم مستعدون لها عاملون من أجلها. 4 و السؤال:كيف يتذكرها أو يستعد لها أو يشفق من وقوعها من لا يعلم أوصافها و قوارعها و زلازلها و مصاعبها و كيفية تسلسل مواقفها! . 5 قالت رابعة بنت اسماعيل:ما رأيت ثلجا قط إلا ذكرت تطاير الصحف ولا رأيت جرادا قط إلا ذكرت الحشر ولا سمعت أذانا قط إلا ذكرت منادي القيامة . 6 نحن هنا نساعدك و نقرب لك أحداثها لتكون ملماً به مدركا لوقائعها مما يزيد الإيمان بها و يحث للاستعداد لها،و لما سئل نبينا:متى تقع؟أجاب"ما أعددت لها" . 7 قال الحسن : يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط : ليلة تبيت مع أهل القبور ولم تبت ليلة قبلها و ليلة صبيحتها يوم القيامة . 8 يطول الليل جدا حتى يرتاب الناس ويأخذهم الخوف فيخرجون إلى المساجد والصعدات يجأرون ويدعون،فيطلع الفجر ولكن الشمس خرجت من مغربها . 9 هذا التغير الكوني في هذا النظام الدقيق هو العلامة الفارقة بين قرب انتهاء الحياة الدنيا و القيام الوشيك ليوم الدين . 10 تموت الشهوات حينها ويكثر النادمون والمتحسرون ويوقن الناس بيوم القيامة ولكن(لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) . 11 فيترتب على خروجها غلق باب التوبة كما في مسلم "حتى تخرج الشمس من مغربها "
أ‌- فلا ينفع إيمان الكافر
ب‌- لا تنفع توبة العاصي . 12 حينها تبدأ أطناب الأرض الأربعة ( القرآن و الكعبة و الدين و المؤمنون ) بالذهاب و التلاشي إيذاناً بذهاب الدنيا و زوالها. 13 "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة و لا نسك" فهذا ذهاب الدين"لا تقوم الساعة و في الأرض من يقول الله الله" 14 " ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقَى في الأرضِ منه آيةٌ"و هذا ذهاب القرآن،قال ابن تيمية:فلا يبقى في الصدور منه كلمة،ولا في المصاحف منه حرف 15 ويخرب الكعبة ذوالسويقتين من الحبشة فيهدمها حجرا حجرا ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظرإليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله" 16 ثم يرسل الله ريحا باردة فلا يبقى على وجه الأرضِ أحد في قلبِه مثقال ذرة من خيرإلا قبضته حتى لوأن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه" 17 فذهاب هذه الأوتاد الأربعة يترتب عليها فساد الناس وانحرافهم بأربعة مظاهر 1فساد العقيدة2فساد الأخلاق3لا يعرفون معروفا 4لا ينكرون منكرا 18 " فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون:فما تأمرنا؟فيأمرهم بعبادة الأوثان" فتنتشر الأوثان في الأرض ..فساد العقيدة 19 والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريقِ فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراءَ هذا الحائط 20 فيجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير لا يكترثون ..فساد أخلاقي،فالفساد شئ والسكوت عنه شئ وعدم إنكاره ثم الرضا به 21 لم يصل الناس إلى هذه الدرجة من الفساد العقدي والانحطاط الأخلاقي من قبل ولكن هناك مقاربة لها دون الوصول لهاالفترة التي جاءت قبل مبعث نبينا 22 "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ،عربِهم وعجمهم،إلا بقايا من أهل الكتاب "و هنا يظهر فضل نبينا على الناس إذ كان الشمس التي أشرقت عليهم 23 فالموحدون في الأرض قليل و الكتب المنزلة حرفت فلم يبق لهم إلا تعظيمهم البيت على شركهم فكادت تقوم الساعة " بعثت أنا و الساعة كهاتين" 24 بينما الناس في فسادهم وغيهم وهم في ذلك دار رزقُهم ،حسن عيشهم لم يبق عليها إلا شرارالخلق،تظهر آخر العلامات الكبرى قبل القيام الوشيك ليوم القيامة 25 (ستخرج نار من عدن تحشر الناس وأومأ بيده إلى الشام) فهي تخرج من قعر عدن ثم تنتشر في الأرض وتلم الناس إلى الشام أرض المحشر و المنشر 26 هي نار عظيمة وعجيبة تسير مع الناس وتبيت معهم و تقيل معهم حيث قالوا و تصبح معهم حيث أصبحوا و تمسي حيث أمسوا كما في البخاري 27 تحشرهم على ثلاثة أنواع راكبين طاعمين و قسم يتعاقبون على البعير و قسم على أرجلهم ماشين تسوقهم النار سوقا من تخلف منهم أحرقته 28 علماء الجيلوجيا اليوم ينصحون أهل عدن بمغادرتها نظراً للكم الهائل من النار في باطنها و التي ستنفجر في أي لحظة- بإذن الله- ! 29 هذا الحشر إلى الشام هو الحشر الثاني و الأخير في الدنيا و سيأتي حشران آخران في الآخرة هما حشر الموقف قبل الحساب و حشرالمؤمنين قبل دخول الجنة 30 بعد هذه الآية العظيمة يكون قيام الساعة وشيكا وعلى الأبواب ولكن تحديد وقتها مما استأثر الله بعلمه .....لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل 31 إخفاء وقتها وتذكير الله بذلك دليل على عظمتها (ثقلت في السموات و الأرض) إضافة إلى وقوعها بغته سرعتها (كلمح البصر أو هو أقرب) 32 البداية تكون بالنفخ في الصور فهو بالنسبة ليوم القيامة كالآذان للصلاة إعلام بدخولها فينفرط نظام الكون حينئذ و تنتهي الحياة الدنيا 33 يصورالقرآن البداية(يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) 34 في النفخة الأولى يفزع الناس ويموجون ويصيحون كأنهم سكارى وليس هذا خاصاً بالناس بل(ففزع من في السموات والأرض) مكلفين وغيرهم ثم يموتون 35 قال ابن حجر"هما نفختان فقط فالأولى يموت فيها من كان حيا و يُغشى على من لم يمت ممن استثنى الله،و الثانية يعيش بها من مات ويفيق من غُشي عليه" 36 ذكر القرآن 3 صور للأطفال للتنبيه على شدته
أ(تضع كل ذات حمل حملها )
ب(وتذهل كل مرضعة عما ارضعت)
ج(يوما يجعل الولدان شيبا)
فكيف بغيرهم ! 37 "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ(إذا الشمس كورت)و(إذا السماء انفطرت)و(إذا السماء انشقت)حسنه ابن حجر، تفكر فيها ! 38 الذي أمامنا في حياتنا هي السماء و الأرض و الجبال و البحار و النجوم و الحيوانات و الوحوش فأخبرنا الله عن مصيرها يوم القيامة 39 فتأمل ما يحصل للأرض( يوم ترجف الأرض..) ثم ( يوم ترج الأرض رجا ) ثم ( إذا دكت الأرض دكا ) و من أعظم من يبين حالها سورة الزلزلة 40 وهذه الجبال الثابته اليوم فإنها ترجف ثم تحرك عن أماكنها(نسير الجبال) ثم (وبست الجبال بسا )حتى تكون ( كثيبلا مهيلا)وتكون(كالعهن المنفوش) 41 و أما البحار فجاء مصيرها بآيتين ( فجرت ) و سجرت ) فالتسجير هو الاشتعال و أما قوله ( فجرت ) فطغيانها و تغير قوانينها 42 وهذه السماء الجميلة القوية الصافية أجمع وصف لها حينئذ(فهي يومئذ واهية)و تكون(كالمهل)فشبه انحلالها بالزيت وهي تمور مورا أي تتحرك وتضطرب 43 ثم تنشق وتتغير الوانها(فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) فهي تتفجر يوم القيامة بنجومها و كواكبها حتى تختلط الوانها ثم تسلخ سلخا(كشطت) 44 فالكسوف في الدنيا من قبيل هذا التغير لتذكيرالقلوب الغافلة وإيقاظها وليرى الناس أنموذج القيامة وأنه قد يؤخذ من لا ذنب له فكيف من غرق فيها 45 (و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من الأرض إلا من شاء الله) فنفحة الصعق تموت عند سماعها كل نفس في السموات و في الأرض 46 (إنا نحن نرث السموات والأرض ومن عليها)فمات أهل السموات والأرض وورثها الله وحده وبقي آخرا كما كان أولا(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار 47 بين النفختين أربعون ثم يُنزل الله من السماء ماء كمني الرجال فينبتون كما ينبت البقل فيبقى عجب الذنب لا يبلى منه يركب الخلق يوم القيامة 48 إذا تهيأت الأجساد نفخ نفخة البعث(فإذاهم قيام ينظرون)هكذا مباشرة بالرغم من الكم الهائل للأرواح ولكن(ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) 49 حقيقة البعث أنه دعوة من الله( يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده)فبدأ الله الخلق للدنيا بالحمد وبدأ النشأة الأخرىبالحمد وختم مصيرهم به 50 اهتم القرآن كثيرا بالتدليل على وقوع البعث وتقريره ونوع في ذلك ما بين الأدلة النقلية والعقلية والكونية حتى أقسم الله به(ليجمعنكم إلى يوم القيامة)
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #49  
قديم 12-07-2017 , 01:13 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

1 أقسم الله بوقوعها(إن الساعة لآتية لا ريب فيها) و أخبر عنها بصيغة الماضي(أتى أمر الله)وما زال يقربها حتى جعلها كغد(و لتنظر نفس ما قدمت لغد). 2 مدح الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب{ إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار}أي ذكرهم للآخرة وعملهم لها،قال قتادة: كانوا يذَكّرون الناس الدار الآخرة والعمل لها. 3 وأخبرعن المؤمنين بأنهم(مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) خائفون وجلون من وقوعها فهم مستعدون لها عاملون من أجلها. 4 و السؤال:كيف يتذكرها أو يستعد لها أو يشفق من وقوعها من لا يعلم أوصافها و قوارعها و زلازلها و مصاعبها و كيفية تسلسل مواقفها! . 5 قالت رابعة بنت اسماعيل:ما رأيت ثلجا قط إلا ذكرت تطاير الصحف ولا رأيت جرادا قط إلا ذكرت الحشر ولا سمعت أذانا قط إلا ذكرت منادي القيامة . 6 نحن هنا نساعدك و نقرب لك أحداثها لتكون ملماً به مدركا لوقائعها مما يزيد الإيمان بها و يحث للاستعداد لها،و لما سئل نبينا:متى تقع؟أجاب"ما أعددت لها" . 7 قال الحسن : يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط : ليلة تبيت مع أهل القبور ولم تبت ليلة قبلها و ليلة صبيحتها يوم القيامة . 8 يطول الليل جدا حتى يرتاب الناس ويأخذهم الخوف فيخرجون إلى المساجد والصعدات يجأرون ويدعون،فيطلع الفجر ولكن الشمس خرجت من مغربها . 9 هذا التغير الكوني في هذا النظام الدقيق هو العلامة الفارقة بين قرب انتهاء الحياة الدنيا و القيام الوشيك ليوم الدين . 10 تموت الشهوات حينها ويكثر النادمون والمتحسرون ويوقن الناس بيوم القيامة ولكن(لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) . 11 فيترتب على خروجها غلق باب التوبة كما في مسلم "حتى تخرج الشمس من مغربها "
أ‌- فلا ينفع إيمان الكافر
ب‌- لا تنفع توبة العاصي . 12 حينها تبدأ أطناب الأرض الأربعة ( القرآن و الكعبة و الدين و المؤمنون ) بالذهاب و التلاشي إيذاناً بذهاب الدنيا و زوالها. 13 "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة و لا نسك" فهذا ذهاب الدين"لا تقوم الساعة و في الأرض من يقول الله الله" 14 " ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقَى في الأرضِ منه آيةٌ"و هذا ذهاب القرآن،قال ابن تيمية:فلا يبقى في الصدور منه كلمة،ولا في المصاحف منه حرف 15 ويخرب الكعبة ذوالسويقتين من الحبشة فيهدمها حجرا حجرا ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظرإليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله" 16 ثم يرسل الله ريحا باردة فلا يبقى على وجه الأرضِ أحد في قلبِه مثقال ذرة من خيرإلا قبضته حتى لوأن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه" 17 فذهاب هذه الأوتاد الأربعة يترتب عليها فساد الناس وانحرافهم بأربعة مظاهر 1فساد العقيدة2فساد الأخلاق3لا يعرفون معروفا 4لا ينكرون منكرا 18 " فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون:فما تأمرنا؟فيأمرهم بعبادة الأوثان" فتنتشر الأوثان في الأرض ..فساد العقيدة 19 والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريقِ فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراءَ هذا الحائط 20 فيجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير لا يكترثون ..فساد أخلاقي،فالفساد شئ والسكوت عنه شئ وعدم إنكاره ثم الرضا به 21 لم يصل الناس إلى هذه الدرجة من الفساد العقدي والانحطاط الأخلاقي من قبل ولكن هناك مقاربة لها دون الوصول لهاالفترة التي جاءت قبل مبعث نبينا 22 "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ،عربِهم وعجمهم،إلا بقايا من أهل الكتاب "و هنا يظهر فضل نبينا على الناس إذ كان الشمس التي أشرقت عليهم 23 فالموحدون في الأرض قليل و الكتب المنزلة حرفت فلم يبق لهم إلا تعظيمهم البيت على شركهم فكادت تقوم الساعة " بعثت أنا و الساعة كهاتين" 24 بينما الناس في فسادهم وغيهم وهم في ذلك دار رزقُهم ،حسن عيشهم لم يبق عليها إلا شرارالخلق،تظهر آخر العلامات الكبرى قبل القيام الوشيك ليوم القيامة 25 (ستخرج نار من عدن تحشر الناس وأومأ بيده إلى الشام) فهي تخرج من قعر عدن ثم تنتشر في الأرض وتلم الناس إلى الشام أرض المحشر و المنشر 26 هي نار عظيمة وعجيبة تسير مع الناس وتبيت معهم و تقيل معهم حيث قالوا و تصبح معهم حيث أصبحوا و تمسي حيث أمسوا كما في البخاري 27 تحشرهم على ثلاثة أنواع راكبين طاعمين و قسم يتعاقبون على البعير و قسم على أرجلهم ماشين تسوقهم النار سوقا من تخلف منهم أحرقته 28 علماء الجيلوجيا اليوم ينصحون أهل عدن بمغادرتها نظراً للكم الهائل من النار في باطنها و التي ستنفجر في أي لحظة- بإذن الله- ! 29 هذا الحشر إلى الشام هو الحشر الثاني و الأخير في الدنيا و سيأتي حشران آخران في الآخرة هما حشر الموقف قبل الحساب و حشرالمؤمنين قبل دخول الجنة 30 بعد هذه الآية العظيمة يكون قيام الساعة وشيكا وعلى الأبواب ولكن تحديد وقتها مما استأثر الله بعلمه .....لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل 31 إخفاء وقتها وتذكير الله بذلك دليل على عظمتها (ثقلت في السموات و الأرض) إضافة إلى وقوعها بغته سرعتها (كلمح البصر أو هو أقرب) 32 البداية تكون بالنفخ في الصور فهو بالنسبة ليوم القيامة كالآذان للصلاة إعلام بدخولها فينفرط نظام الكون حينئذ و تنتهي الحياة الدنيا 33 يصورالقرآن البداية(يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) 34 في النفخة الأولى يفزع الناس ويموجون ويصيحون كأنهم سكارى وليس هذا خاصاً بالناس بل(ففزع من في السموات والأرض) مكلفين وغيرهم ثم يموتون 35 قال ابن حجر"هما نفختان فقط فالأولى يموت فيها من كان حيا و يُغشى على من لم يمت ممن استثنى الله،و الثانية يعيش بها من مات ويفيق من غُشي عليه" 36 ذكر القرآن 3 صور للأطفال للتنبيه على شدته
أ(تضع كل ذات حمل حملها )
ب(وتذهل كل مرضعة عما ارضعت)
ج(يوما يجعل الولدان شيبا)
فكيف بغيرهم ! 37 "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ(إذا الشمس كورت)و(إذا السماء انفطرت)و(إذا السماء انشقت)حسنه ابن حجر، تفكر فيها ! 38 الذي أمامنا في حياتنا هي السماء و الأرض و الجبال و البحار و النجوم و الحيوانات و الوحوش فأخبرنا الله عن مصيرها يوم القيامة 39 فتأمل ما يحصل للأرض( يوم ترجف الأرض..) ثم ( يوم ترج الأرض رجا ) ثم ( إذا دكت الأرض دكا ) و من أعظم من يبين حالها سورة الزلزلة 40 وهذه الجبال الثابته اليوم فإنها ترجف ثم تحرك عن أماكنها(نسير الجبال) ثم (وبست الجبال بسا )حتى تكون ( كثيبلا مهيلا)وتكون(كالعهن المنفوش) 41 و أما البحار فجاء مصيرها بآيتين ( فجرت ) و سجرت ) فالتسجير هو الاشتعال و أما قوله ( فجرت ) فطغيانها و تغير قوانينها 42 وهذه السماء الجميلة القوية الصافية أجمع وصف لها حينئذ(فهي يومئذ واهية)و تكون(كالمهل)فشبه انحلالها بالزيت وهي تمور مورا أي تتحرك وتضطرب 43 ثم تنشق وتتغير الوانها(فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) فهي تتفجر يوم القيامة بنجومها و كواكبها حتى تختلط الوانها ثم تسلخ سلخا(كشطت) 44 فالكسوف في الدنيا من قبيل هذا التغير لتذكيرالقلوب الغافلة وإيقاظها وليرى الناس أنموذج القيامة وأنه قد يؤخذ من لا ذنب له فكيف من غرق فيها 45 (و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من الأرض إلا من شاء الله) فنفحة الصعق تموت عند سماعها كل نفس في السموات و في الأرض 46 (إنا نحن نرث السموات والأرض ومن عليها)فمات أهل السموات والأرض وورثها الله وحده وبقي آخرا كما كان أولا(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار 47 بين النفختين أربعون ثم يُنزل الله من السماء ماء كمني الرجال فينبتون كما ينبت البقل فيبقى عجب الذنب لا يبلى منه يركب الخلق يوم القيامة 48 إذا تهيأت الأجساد نفخ نفخة البعث(فإذاهم قيام ينظرون)هكذا مباشرة بالرغم من الكم الهائل للأرواح ولكن(ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) 49 حقيقة البعث أنه دعوة من الله( يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده)فبدأ الله الخلق للدنيا بالحمد وبدأ النشأة الأخرىبالحمد وختم مصيرهم به 50 اهتم القرآن كثيرا بالتدليل على وقوع البعث وتقريره ونوع في ذلك ما بين الأدلة النقلية والعقلية والكونية حتى أقسم الله به(ليجمعنكم إلى يوم القيامة)
رد مع اقتباس