عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2017, 01:15 PM   #52
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

151 فيختم الله على فيه وتنطق جوارحه التي لم تكن ناطقة في الدنيا تشهد عليه(اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيدهم..)(وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا 152 والمعاذير لله تعالى يعتذر الكريم ويقيم حجته عليهم (و شهدوا على أنفسهم أنهم كافرين)ثم يبعثهم إلى النار"لا أحد أحب إليه العذر من الله"البخاري 153 ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا،وسخرت لك الأنعام، والحرث وترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول:لا فيقول: اليوم أنساك كما نسيتني 154 والعرضة الثالثة للمؤمنين وهو العرض الأكبر يخلو بهم فيعاتبهم في تلك الخلوات و يقررهم بذنوبهم ثم يغفر لهم ويرضى عنهم 155 إن الله يدني المؤمن يوم القيامة حتى يلقي عليه كنفه ويقول:فعلت كذا وكذايوم كذا،فيقول:نعم فيقول:أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم 156 وفي الصحيحين أيضا " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أيسر منه فلا يرى.. 157 قال القرطبي : فمن استحى من الله في الدنيا مما يصنع استحى الله عن سؤاله في القيامة ولم يجمع عليه حياءين كما لم يجمع عليه خوفين 158 [من ستر على مسلم عورته، ستر الله عورته يوم القيامة] ، قال أبو حامد الغزالي : فهذا إنما يرجوه عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم 159 واحتمل تقصيرهم في حقه ولم يحرك لسانه بذكر مساوئ الناس ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، فهذا جدير بأن يجازى بمثله في القيامة. 160 كما أن الإعسارمن أعظم كرب الدنيا بل هوأعظمها فجوزي من نفس عن أحد من المعسرين بتفريج أعظم كرب الآخرة وهو هول الموقف وشدائده 161 الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم قال"كان تاجر يداين الناس،فإذارأى معسرا،قال لصبيانه:تجاوزوا عنه،لعل الله أن يتجاوزعنا،فتجاوز الله عنه 162 أما مظالم العباد فالقصاص،قال الثوري:إنك أن تلقى الله عز وجل ب 70 ذنبا فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد 163 في البخاري"من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارا ولادرهم إن كان له عمل صالح أخذه منه بقدر مظلمته 164 وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" "إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاةويأتي قد شئتم هذا وقذف هذا 165 وأكل هذا وسفك دم هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل انقضاء ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"مسلم 166 قال الربيع بن خيثم:إن أهل الدَين في الآخرة أشد تقاضيا له منكم في الدنيا"قال ابن مسعود:يؤخذ بيد العبد أوالأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين 167 ثم ينادي مناد:هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة بأن يكون لها الحق على ابنها أو أختها أو أبيها أو على زوجها. 168 ما من أمير عشيرة إلا يؤتى يوم القيامة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه"وعيد لمن ضيع من استرعاه أوخانه أوظلمه بالمطالبة بمظالم العباد 169 "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا"وإنما حسابه لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله 170 ثم يرد المظالم إلى أهلها حبة حبة، ويستحل كل من تعرض له بلسانه ويده ،حتى يموت ولم يبق عليه فريضة ولا مظلمة، فهذا حري أن يدخل الجنة بغير حساب 171 وإذا انقضى الحساب تبين له و ما عليه من السيئات و الحسنات حيث أخذوا حقهم من حسناته و أخذ من حسناتهم و استبعد أي عمل لم يتوفربه شرطا القبول 172 يكون الميزان بعد الحساب لتوزن سيئاته وحسناته التي صفت له أيهما يرجح و من ثم يحدد المصير بعد الميزان إما إلى جنة أو نار 173 ابن مسعود"من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة،ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار،ومن استوت له كان من أصحاب الأعراف 174 فالميزان دقيق يخف أو يثقل بمثقال حبة(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" 175 "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرؤوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) رواه البخاري. 176 حديث البطاقة"فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء»من فوائده كيفية الميزان ووزن الأعمال 177 وأما الكفار، فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، ، ولكن تعد أعمالهم وتحصى، فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها 178 فالهدف من حساب الكفار عرض أعمالهم عليهم وتوبيخهم عليها فكان الحساب لبيان مراتب العذاب لا لأجل دخولهم الجنة . 179 فبعض الكفار أشد عذابا من بعض لكثرة سيئاته وقلة حسناته قال ابن تيمية:ومن كان له حسنات خفف عنه العذاب كما أن أبا طالب أخف عذابا من أبي لهب . 180 قال عليه الصلاة و السلام: «ما شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن» و صاحبه أحب الناس إلى الله وأقربهم من النبيين مجلساً 181 فالميزان يعتبر من أشد المواقف قالت عائشة:هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال: أما في3 مواطن فلا يذكر أحد أحداعند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه 182 أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله من وراء ظهره،وعند الصراط إذا وضع على ظهر جهنم حتى يجوز" 183 بعد الميزان يتحدد المصير و يعرف كل إنسان ما له أو عليه فإما الجنة أو النار ثم مآله إلى الجنة إن كان موحدا أو الخلود الأبدي السرمدي للكافرين 184 فيؤذن:لتتبع كل أمة ما كانت تعبد،فمن كان يعبد الشمس يتبعها وم كان يعبد الطواغيت،فيتساقطون في النار فورودهم للناردخولهم فيها قال الله عن فرعون 185 (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)و قال(إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون*لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها و كل فيها خالدون) 186 و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيقال لهم:ماذا تنتظرون؟لتتبع كل أمة ما تعبد،قالوا:يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا افقر ما كنا إليهم فيقول: 187 أنا ربكم فيقولون:نعوذ بالله منك!لا نشرك بالله شيئا فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون نعم،فيكشف عن ساقه فيسجدون إلا من 188 كان يسجد رياءفلا يستطيع!تأمل التصاق المنافقين بالمؤمنين قال سليم بن عامر:ما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور،ويميز الله بين المؤمن والمنافق 189 فيضرب الصراط على متن جهنم و يعطى المؤمن والمنافق نورا للعبور فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين فقالوا(انظرونا نقتبس من نوركم) 190 ثم يضرب السور ليحجز بين المؤمنين و المنافقين فإذا دخل المؤمنون واستكملوا أغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة 191 قال مجاهد:كان المنافقون مع المؤمنين أحياء وأمواتا، ويعطون النور جميعا يوم القيامة،ويطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور،ويمايز بينهم حينئذ. 192 والجسردحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم 193 فقوله"دحض مزلة " هما بمعنى واحد وهو الموضع الذي تزل فيه الاقدام ولا تستقر أما الكلاليب فهي حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم وترسل في التنور 194 واما الحسك فهو شوك صلب من حديد وأما السعدان فبفتح السين واسكان العين وهو نبت له شوكة عظيمة و الجسر أدق من الشعرة و أحد من السيف 195 ابن مسعود{نورهم يسعى بين أيديهم.. }قال:على قدر أعمالهم يمرون على الصراط،منهم من نوره مثل الجبل وأدناهم من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ أخرى 196 ابن عباس:ليس أحد من أهل التوحيد إلا يعطى نورا يوم القيامة،فأما المنافق فيطفأ نوره، فيشفق المؤمن من ذلك و يقول (ربنا أتمم لنا نورنا) 197 فمرورهم على الصراط بحسب ما معهم من النور،و النور بحسب أعمالهم،فمنهم من يضئ له نوره ومنهم من يطفأ ويضيئ ومنهم من يطفأ بالكلية وهم المنافقون 198 ثم قسمهم إلى 3 أقسام:
قسم يسلم فلا يناله شئ أصلا
وقسم يخدش ثم يسلم
وقسم يكردس فيسقط في جهنم 199 و من هول الموقف لا يتكلم أحد حينئذ إلا الرسل و الملائكة و شعارهم "اللهم سلم سلم"و الأمانة و الرحم تطالبان بحقهما 200 كما في صحيح مسلم(فتقومان جنبتى الصراط )أي جانباه وذلك لعظم أمرهما وكبر موقعهما فتقومان بمطالبة كل من يريد الجواز بحقهما 201 فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها،قد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال،والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال 202 فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق تصرخ و تخطف للجحيم فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، ومجاز ما أضيقه فاللهم
سلم 203 وهناك من يمر على الصراط و هو لا يسمع حسيس جهنم و لا يرى لهيبها و هم عنها مبعدون فهنيئاً لهم 204 أما الكافر والمنافق فلا يستضيء بنور المؤمن ، كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من }. 205 بكى ابن رواحة فبكت امرأته فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بكيت حين رأيتك تبكي.فقال عبد الله: إني علمت أني وارد النار فما أدري أناج منها أم لا؟ 206 فإذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لمظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة 207 قال القرطبي:علم الله أن القصاص لا يستنفذ حسناتهم ا.هـ فلا تمنعهم هذه المظالم من دخول الجنة و هي مظالم بين المؤمنين خاصة 208 كما أن القصاص قد يبقى معه شيئا في النفوس لا حيلة له في تطهيره حتى إذا هذبوا ونقوا باطناوظاهراأذن لهم في دخول الجنة(ونزعنا ما في صدورهم من غل 209 فإذا خلص المؤمنون من الصراط تذكروا إخوانهم الذين سقطوا في النار "فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله تعالى في استقصاء الحق . 210 من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون"ربنا كانوا يصومون و يصلون و يحجون فيقال لهم :أخرجوا من عرفتم"مسلم . 211 فإذا خرج الموحدون من النار بالشفاعة بعد مكوثهم فيها ما شاء الله وأستقر أهل الجنة والنار فيهما ذبح الموت بينهما ونودي أهلهما"خلود بلاموت". 212 و من البشائر أن ما يحصل للمؤمن في الدنيا و البرزخ و القيامة من الألم و الأهوال و العذاب من المكفرات التي يكفر الله بها خطاياه لأن التكليف لا ينقطع إلا بدخول الجنة و النار . 213 و منها أيضا قال ابن حجر و وقع في حديث أبي سعيد عند احمد انه يخفف الوقوف عن المؤمن حتى يكون كصلاة مكتوبة وسنده حسن . 214 خطب عمر بن عبدالعزيز و في آخرالخطبة قال: إما إلى جنة و إما إلى نار، إن كنا مصدقين إنا لحمقى ، و إن كنا مكذبين إنا لحمقى، ثم نزل. 215 تمت بحمد الله و فضله و منته فله الحمد أولاً و آخرا و ظاهرا و باطنا.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #52  
قديم 12-07-2017 , 01:15 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

151 فيختم الله على فيه وتنطق جوارحه التي لم تكن ناطقة في الدنيا تشهد عليه(اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيدهم..)(وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا 152 والمعاذير لله تعالى يعتذر الكريم ويقيم حجته عليهم (و شهدوا على أنفسهم أنهم كافرين)ثم يبعثهم إلى النار"لا أحد أحب إليه العذر من الله"البخاري 153 ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا،وسخرت لك الأنعام، والحرث وترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول:لا فيقول: اليوم أنساك كما نسيتني 154 والعرضة الثالثة للمؤمنين وهو العرض الأكبر يخلو بهم فيعاتبهم في تلك الخلوات و يقررهم بذنوبهم ثم يغفر لهم ويرضى عنهم 155 إن الله يدني المؤمن يوم القيامة حتى يلقي عليه كنفه ويقول:فعلت كذا وكذايوم كذا،فيقول:نعم فيقول:أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم 156 وفي الصحيحين أيضا " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أيسر منه فلا يرى.. 157 قال القرطبي : فمن استحى من الله في الدنيا مما يصنع استحى الله عن سؤاله في القيامة ولم يجمع عليه حياءين كما لم يجمع عليه خوفين 158 [من ستر على مسلم عورته، ستر الله عورته يوم القيامة] ، قال أبو حامد الغزالي : فهذا إنما يرجوه عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم 159 واحتمل تقصيرهم في حقه ولم يحرك لسانه بذكر مساوئ الناس ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، فهذا جدير بأن يجازى بمثله في القيامة. 160 كما أن الإعسارمن أعظم كرب الدنيا بل هوأعظمها فجوزي من نفس عن أحد من المعسرين بتفريج أعظم كرب الآخرة وهو هول الموقف وشدائده 161 الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم قال"كان تاجر يداين الناس،فإذارأى معسرا،قال لصبيانه:تجاوزوا عنه،لعل الله أن يتجاوزعنا،فتجاوز الله عنه 162 أما مظالم العباد فالقصاص،قال الثوري:إنك أن تلقى الله عز وجل ب 70 ذنبا فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد 163 في البخاري"من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارا ولادرهم إن كان له عمل صالح أخذه منه بقدر مظلمته 164 وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" "إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاةويأتي قد شئتم هذا وقذف هذا 165 وأكل هذا وسفك دم هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل انقضاء ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"مسلم 166 قال الربيع بن خيثم:إن أهل الدَين في الآخرة أشد تقاضيا له منكم في الدنيا"قال ابن مسعود:يؤخذ بيد العبد أوالأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين 167 ثم ينادي مناد:هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة بأن يكون لها الحق على ابنها أو أختها أو أبيها أو على زوجها. 168 ما من أمير عشيرة إلا يؤتى يوم القيامة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه"وعيد لمن ضيع من استرعاه أوخانه أوظلمه بالمطالبة بمظالم العباد 169 "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا"وإنما حسابه لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله 170 ثم يرد المظالم إلى أهلها حبة حبة، ويستحل كل من تعرض له بلسانه ويده ،حتى يموت ولم يبق عليه فريضة ولا مظلمة، فهذا حري أن يدخل الجنة بغير حساب 171 وإذا انقضى الحساب تبين له و ما عليه من السيئات و الحسنات حيث أخذوا حقهم من حسناته و أخذ من حسناتهم و استبعد أي عمل لم يتوفربه شرطا القبول 172 يكون الميزان بعد الحساب لتوزن سيئاته وحسناته التي صفت له أيهما يرجح و من ثم يحدد المصير بعد الميزان إما إلى جنة أو نار 173 ابن مسعود"من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة،ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار،ومن استوت له كان من أصحاب الأعراف 174 فالميزان دقيق يخف أو يثقل بمثقال حبة(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" 175 "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرؤوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) رواه البخاري. 176 حديث البطاقة"فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء»من فوائده كيفية الميزان ووزن الأعمال 177 وأما الكفار، فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، ، ولكن تعد أعمالهم وتحصى، فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها 178 فالهدف من حساب الكفار عرض أعمالهم عليهم وتوبيخهم عليها فكان الحساب لبيان مراتب العذاب لا لأجل دخولهم الجنة . 179 فبعض الكفار أشد عذابا من بعض لكثرة سيئاته وقلة حسناته قال ابن تيمية:ومن كان له حسنات خفف عنه العذاب كما أن أبا طالب أخف عذابا من أبي لهب . 180 قال عليه الصلاة و السلام: «ما شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن» و صاحبه أحب الناس إلى الله وأقربهم من النبيين مجلساً 181 فالميزان يعتبر من أشد المواقف قالت عائشة:هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال: أما في3 مواطن فلا يذكر أحد أحداعند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه 182 أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله من وراء ظهره،وعند الصراط إذا وضع على ظهر جهنم حتى يجوز" 183 بعد الميزان يتحدد المصير و يعرف كل إنسان ما له أو عليه فإما الجنة أو النار ثم مآله إلى الجنة إن كان موحدا أو الخلود الأبدي السرمدي للكافرين 184 فيؤذن:لتتبع كل أمة ما كانت تعبد،فمن كان يعبد الشمس يتبعها وم كان يعبد الطواغيت،فيتساقطون في النار فورودهم للناردخولهم فيها قال الله عن فرعون 185 (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)و قال(إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون*لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها و كل فيها خالدون) 186 و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيقال لهم:ماذا تنتظرون؟لتتبع كل أمة ما تعبد،قالوا:يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا افقر ما كنا إليهم فيقول: 187 أنا ربكم فيقولون:نعوذ بالله منك!لا نشرك بالله شيئا فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون نعم،فيكشف عن ساقه فيسجدون إلا من 188 كان يسجد رياءفلا يستطيع!تأمل التصاق المنافقين بالمؤمنين قال سليم بن عامر:ما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور،ويميز الله بين المؤمن والمنافق 189 فيضرب الصراط على متن جهنم و يعطى المؤمن والمنافق نورا للعبور فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين فقالوا(انظرونا نقتبس من نوركم) 190 ثم يضرب السور ليحجز بين المؤمنين و المنافقين فإذا دخل المؤمنون واستكملوا أغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة 191 قال مجاهد:كان المنافقون مع المؤمنين أحياء وأمواتا، ويعطون النور جميعا يوم القيامة،ويطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور،ويمايز بينهم حينئذ. 192 والجسردحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم 193 فقوله"دحض مزلة " هما بمعنى واحد وهو الموضع الذي تزل فيه الاقدام ولا تستقر أما الكلاليب فهي حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم وترسل في التنور 194 واما الحسك فهو شوك صلب من حديد وأما السعدان فبفتح السين واسكان العين وهو نبت له شوكة عظيمة و الجسر أدق من الشعرة و أحد من السيف 195 ابن مسعود{نورهم يسعى بين أيديهم.. }قال:على قدر أعمالهم يمرون على الصراط،منهم من نوره مثل الجبل وأدناهم من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ أخرى 196 ابن عباس:ليس أحد من أهل التوحيد إلا يعطى نورا يوم القيامة،فأما المنافق فيطفأ نوره، فيشفق المؤمن من ذلك و يقول (ربنا أتمم لنا نورنا) 197 فمرورهم على الصراط بحسب ما معهم من النور،و النور بحسب أعمالهم،فمنهم من يضئ له نوره ومنهم من يطفأ ويضيئ ومنهم من يطفأ بالكلية وهم المنافقون 198 ثم قسمهم إلى 3 أقسام:
قسم يسلم فلا يناله شئ أصلا
وقسم يخدش ثم يسلم
وقسم يكردس فيسقط في جهنم 199 و من هول الموقف لا يتكلم أحد حينئذ إلا الرسل و الملائكة و شعارهم "اللهم سلم سلم"و الأمانة و الرحم تطالبان بحقهما 200 كما في صحيح مسلم(فتقومان جنبتى الصراط )أي جانباه وذلك لعظم أمرهما وكبر موقعهما فتقومان بمطالبة كل من يريد الجواز بحقهما 201 فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها،قد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال،والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال 202 فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق تصرخ و تخطف للجحيم فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، ومجاز ما أضيقه فاللهم
سلم 203 وهناك من يمر على الصراط و هو لا يسمع حسيس جهنم و لا يرى لهيبها و هم عنها مبعدون فهنيئاً لهم 204 أما الكافر والمنافق فلا يستضيء بنور المؤمن ، كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من }. 205 بكى ابن رواحة فبكت امرأته فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بكيت حين رأيتك تبكي.فقال عبد الله: إني علمت أني وارد النار فما أدري أناج منها أم لا؟ 206 فإذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لمظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة 207 قال القرطبي:علم الله أن القصاص لا يستنفذ حسناتهم ا.هـ فلا تمنعهم هذه المظالم من دخول الجنة و هي مظالم بين المؤمنين خاصة 208 كما أن القصاص قد يبقى معه شيئا في النفوس لا حيلة له في تطهيره حتى إذا هذبوا ونقوا باطناوظاهراأذن لهم في دخول الجنة(ونزعنا ما في صدورهم من غل 209 فإذا خلص المؤمنون من الصراط تذكروا إخوانهم الذين سقطوا في النار "فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله تعالى في استقصاء الحق . 210 من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون"ربنا كانوا يصومون و يصلون و يحجون فيقال لهم :أخرجوا من عرفتم"مسلم . 211 فإذا خرج الموحدون من النار بالشفاعة بعد مكوثهم فيها ما شاء الله وأستقر أهل الجنة والنار فيهما ذبح الموت بينهما ونودي أهلهما"خلود بلاموت". 212 و من البشائر أن ما يحصل للمؤمن في الدنيا و البرزخ و القيامة من الألم و الأهوال و العذاب من المكفرات التي يكفر الله بها خطاياه لأن التكليف لا ينقطع إلا بدخول الجنة و النار . 213 و منها أيضا قال ابن حجر و وقع في حديث أبي سعيد عند احمد انه يخفف الوقوف عن المؤمن حتى يكون كصلاة مكتوبة وسنده حسن . 214 خطب عمر بن عبدالعزيز و في آخرالخطبة قال: إما إلى جنة و إما إلى نار، إن كنا مصدقين إنا لحمقى ، و إن كنا مكذبين إنا لحمقى، ثم نزل. 215 تمت بحمد الله و فضله و منته فله الحمد أولاً و آخرا و ظاهرا و باطنا.
رد مع اقتباس