عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-2014, 07:22 PM   #2
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: !!!! فوائد من حديث إنما الدنيا لأربعة نفر وبعض المقتطفات الدينيه ارجو النفع والفائده !!!

2- الصبر على المصائب عز وشرف :
قال عليه الصلاة والسلام: \" وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً، فَصَبَرَ عَلَيْهَا، إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عِزًّا \".
الظلم من أقبح المعاصي وأشدها عقوبة, يقول الله عز وجل: أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ . هود:18، ويقول الله تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ* مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء . إبراهيم:42-43، وإن من فضل الله تعالى على عباده أن حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، فقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. رواه مسلم، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
ويقول أيضاً: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ. متفق عليه.
ويقول أيضاً: واتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام ثم يقول الله جلا جلاله: لأنصرنك ولو بعد حين. كما ثبت في أحاديث في الصحيحين والمسند وغير ذلك.
والإنسان في هذه الحياة لا بد أن يبتلى ولا بد أن يتعرض للظلم , وما عليه حينئذ إلا أن يصبر ويتحمل , فقد قال سبحانه وتعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . الشورى:43، وفي صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم، ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما تقول، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك.
قال طرفة بن العبد:
وظُلْم ذوي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً * * *على المَرْءِ من وَقْع الحُسَام المُهَنَّدِ
ولكن لا نتصور أن الصبر على الظلم خير من مقاومته، استشهاداً بحوادث تاريخية جزئية دون إدراك خطورة الظلم ذاته، وأن ما يترتب عليه من نتائج أشد على المدى البعيد من الآثار السلبية التي تنتج عن مقاومته. ومن ينظر في تاريخ الأمم يجد ذلك جلياً واضحاً، وكل الأمم اليوم التي تنعم بالحرية والعدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الإنسان ؛ لم يتحقق لها ذلك إلا بعد الثورة على الظلم ومقاومته، ورفضها له. وعلى العكس من ذلك حال الشعوب التي لم تتصد له، إذ ما تزال ترسف في أغلال العبودية للأنظمة الاستبدادية، ولا يمكن للشعوب المستعبدة أن تحقق نهضة أو تحمل رسالة، ولهذا أنزل الله هذا الدين على بني إسماعيل خاصة؛ لكونهم لم يعرفوا الخضوع للملوك من قبل، بل ظلت مكة -أم القرى- مدة ألف عام قبل الإسلام تدار شؤونها دون وجود سلطة، ولهذا أقام أهلها دار الندوة للشورى وإدارة شؤونها بصورة جماعية، وكذا كان حال الطائف ،وحال المدينة والحجاز عامة، فكانوا أقدر الأمم على حمل رسالة الإسلام للناس جميعا، وهو ما عبر عنه (ربعي بن عامر) بقوله :\" إن الله أخرجنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عد ل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة\" ، وهذا ما يستفاد من قصة موسى مع فرعون وإصراره على تحرير بني إسرائيل من العبودية، كما في قوله تعالى على لسانه : وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائيلَ (الشعراء:22)، فلا يمكن تحقيق نهضة إصلاحية قبل تحرير الشعوب من الظلم والاستبداد.

قال تعالى : \" {وَالَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} وكان النخعي رحمه الله إذا قرأ هذه الآية يقول : كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فتجترئ عليهم السفهاء.
قال الشاعر :
ولا يقيم على ضيم يراد به * * * إلا الأذلان غير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته* * *وذا يشج فلا يرثي له أحد
أي : لا يبصر على ظلم يراد في حقه إلا الأذلان اللذان هما في غاية الذل ، وهما : الحمار المربوط على الذل بقطعة حبل بالية ، والوتد الذي يدق ويشق رأسه ، فلا يرحم له أحد ، ولفظ البيت خبر. إسماعيل حقي : تفسير.
فالأمر ليس على إطلاقه فالظلم الذي نصبر عليه هو ظلم من لهم قربى ورحم , وظلم من يؤدي مقاومة ظلمهم إلى فتنة وظلم أشد , أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما (224) عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي قال : من رأي من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجمعة شبراً فمات فميتة جاهلية.
وفي رواية لمسلم : من كره من أميره شيئاً ،فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً، فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية .
وأخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (226) – أيضا-، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : أن رسول الله قال :
إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تكرهونها. قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم .
أخرج أبو عمرو الداني في (( الفتن (238) عن محمد بن المنكدر، قال : لما بويع يزيد بن معاوية ذكر ذلك لابن عمرو فقال :
إن كان خيراً رضينا وإن كان شراً صبرنا .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-03-2014 , 07:22 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: !!!! فوائد من حديث إنما الدنيا لأربعة نفر وبعض المقتطفات الدينيه ارجو النفع والفائده !!!

2- الصبر على المصائب عز وشرف :
قال عليه الصلاة والسلام: \" وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً، فَصَبَرَ عَلَيْهَا، إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عِزًّا \".
الظلم من أقبح المعاصي وأشدها عقوبة, يقول الله عز وجل: أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ . هود:18، ويقول الله تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ* مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء . إبراهيم:42-43، وإن من فضل الله تعالى على عباده أن حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، فقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. رواه مسلم، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
ويقول أيضاً: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ. متفق عليه.
ويقول أيضاً: واتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام ثم يقول الله جلا جلاله: لأنصرنك ولو بعد حين. كما ثبت في أحاديث في الصحيحين والمسند وغير ذلك.
والإنسان في هذه الحياة لا بد أن يبتلى ولا بد أن يتعرض للظلم , وما عليه حينئذ إلا أن يصبر ويتحمل , فقد قال سبحانه وتعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . الشورى:43، وفي صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم، ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما تقول، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك.
قال طرفة بن العبد:
وظُلْم ذوي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً * * *على المَرْءِ من وَقْع الحُسَام المُهَنَّدِ
ولكن لا نتصور أن الصبر على الظلم خير من مقاومته، استشهاداً بحوادث تاريخية جزئية دون إدراك خطورة الظلم ذاته، وأن ما يترتب عليه من نتائج أشد على المدى البعيد من الآثار السلبية التي تنتج عن مقاومته. ومن ينظر في تاريخ الأمم يجد ذلك جلياً واضحاً، وكل الأمم اليوم التي تنعم بالحرية والعدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الإنسان ؛ لم يتحقق لها ذلك إلا بعد الثورة على الظلم ومقاومته، ورفضها له. وعلى العكس من ذلك حال الشعوب التي لم تتصد له، إذ ما تزال ترسف في أغلال العبودية للأنظمة الاستبدادية، ولا يمكن للشعوب المستعبدة أن تحقق نهضة أو تحمل رسالة، ولهذا أنزل الله هذا الدين على بني إسماعيل خاصة؛ لكونهم لم يعرفوا الخضوع للملوك من قبل، بل ظلت مكة -أم القرى- مدة ألف عام قبل الإسلام تدار شؤونها دون وجود سلطة، ولهذا أقام أهلها دار الندوة للشورى وإدارة شؤونها بصورة جماعية، وكذا كان حال الطائف ،وحال المدينة والحجاز عامة، فكانوا أقدر الأمم على حمل رسالة الإسلام للناس جميعا، وهو ما عبر عنه (ربعي بن عامر) بقوله :\" إن الله أخرجنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عد ل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة\" ، وهذا ما يستفاد من قصة موسى مع فرعون وإصراره على تحرير بني إسرائيل من العبودية، كما في قوله تعالى على لسانه : وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائيلَ (الشعراء:22)، فلا يمكن تحقيق نهضة إصلاحية قبل تحرير الشعوب من الظلم والاستبداد.

قال تعالى : \" {وَالَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} وكان النخعي رحمه الله إذا قرأ هذه الآية يقول : كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فتجترئ عليهم السفهاء.
قال الشاعر :
ولا يقيم على ضيم يراد به * * * إلا الأذلان غير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته* * *وذا يشج فلا يرثي له أحد
أي : لا يبصر على ظلم يراد في حقه إلا الأذلان اللذان هما في غاية الذل ، وهما : الحمار المربوط على الذل بقطعة حبل بالية ، والوتد الذي يدق ويشق رأسه ، فلا يرحم له أحد ، ولفظ البيت خبر. إسماعيل حقي : تفسير.
فالأمر ليس على إطلاقه فالظلم الذي نصبر عليه هو ظلم من لهم قربى ورحم , وظلم من يؤدي مقاومة ظلمهم إلى فتنة وظلم أشد , أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما (224) عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي قال : من رأي من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجمعة شبراً فمات فميتة جاهلية.
وفي رواية لمسلم : من كره من أميره شيئاً ،فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً، فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية .
وأخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (226) – أيضا-، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : أن رسول الله قال :
إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تكرهونها. قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم .
أخرج أبو عمرو الداني في (( الفتن (238) عن محمد بن المنكدر، قال : لما بويع يزيد بن معاوية ذكر ذلك لابن عمرو فقال :
إن كان خيراً رضينا وإن كان شراً صبرنا .
رد مع اقتباس