عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2011, 11:46 AM   #2
عبدالرحيم
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الشرقية
المشاركات: 383
افتراضي رد: شيعة الخليج... الحفاظ على المذهب وتحييد الطائفة

إن المصالح يا سادة، ليست كذبة كي نستخف بها، وليست أضحوكة كي نتهكم عليها، بل هي محور ما يجري حتى اليوم في هذا الكون وفي هذا العالم. فهي سبب التحالفات، ومولدة الصراعات. بل إنها حتى في أقل صورها إذا تلاشت أو كادت تختفي، فإنها فقط تتحول، من صورتها النفعية المادية، إلى صورتها النفعية العاطفية والشعورية. فنحن البشر نبحث عن مصالحنا أحياناً هناك. وذلك لا ينقض بقاء قاعدة المصالح، تلك التي يحاول البعض التظاهر بغيابها، ويتذرع ويبرر لإخفائها، والتخلص من تبعات الاعتراف بها. وهنا، فإن علينا أن نفهم ذلك جيداً، لنفهم أن مصالحنا لا يمكن ولا يجوز أبداً، أن تنبع من خارج حدود أوطاننا، التي هي أصل ومحور ومركز مصالحنا ومنافعنا، في هذا العصر خصوصاً.
والكلام هنا عن الأوطان، وأولويتها وأهميتها، ليس موجهاً ضد أحدٍ، لا بدافع العداء للآخر السياسي، ولا من أجل الاستعداء لجهات خارجية منافسة، ولا من أجل أية نوايا غريبة خبيثة أخرى قد يتوهمها البعض، وقد توصلهم إليها بعض ظنونهم السيئة، وعدم قدرتهم على الاستيعاب والفهم.
إن الوطن في الحقيقة، كالأسرة الواحدة، والأسرة الواحدة لا تفرط في أيٍ من أبنائها، أياً كان ومهما حصل، على الأقل ما دامت تلك الأسرة الواحدة تعيش تحت سقفٍ واحدٍ. فما بالك بالتفريط في جزءٍ كبيرٍ من تلك الأسرة الجامعة، أو الاحتراب معه. ونحن في أوطاننا نعيش هكذا... تحت سقفٍ واحد... وضمن كتلة سياسية واجتماعية واحدة... ولهذا فمصالحنا متداخلة مترابطة مشتركة لا يمكن فصلها وتفتيتها... ولأجل هذا يجب أن نتحد وأن نتجمع وأن ندافع عن بعضنا مهما حصل، وأن نصلح الوطن.
لذا، فالدعوة هنا للشيعة والسنة - عامة -، هي أن يحيدوا المذاهب، وأن يتجهوا لتقوية هويتهم الجامعة الأولى المحققة لمصالحهم، وهي الوطن. أي أن يتجه كلُ إنسانٍ منهم لبناء وطنه الخاص. ولن ينقص ذلك من إيمانهم ولا من دينهم شيءً، أن يكون الوطن هو الأهم عندهم، والأولى والأقرب مما سواه. فحب الوطن والدفع باتجاه إصلاحه ورقيه، ليس نقيض الإيمان كما قد يفهم البعض. بل إن حب الأوطان بحسب نصوص السماء، وما جاءت به الرسل، من الإيمان، كما قال ، والعقل الذي أمرنا الله باتباعه، وهو الميزان في حياة الإنسان، والمائز بينه وبين الحيوان، بلا شك يدعو كذلك لتقديم الوطن على غيره من البلدان. وليس في ذلك الحب للأوطان والاهتمام بها وتفضيلها على غيرها من البلدان الأخرى، أي تناقض مع أن ندعوا للسلام، وأن نحب الآخرين، وأن نحب ونشجع القيم والمبادئ السامية، التي فطرنا الله عليها، وأن نحرض على الخير، وأن نحترم الأشقاء العرب والمسلمين ودول الجوار، بل وبقية البشر كافة، وكل الدول، بما يحقق المصلحة البشرية العامة... لكن الميزان هنا هو في النهاية، ميزان فهم الواقع، والتعقل في التعامل مع المصالح ومع الآخرين.
وفي النهاية هنا، فإنني أحب أن أؤكد، على أنني، لا أدعو أي سني سعودي أو خليجي، للتناقض مع بقية سنة العالم أو عدائهم أو التناقض مع مصالحهم وعدم حب الخير لهم من منطلقات إسلامية وإنسانية راقية، كما لا أدعو أيضاً أي شيعي سعودي أو خليجي للتناقض مع بقية شيعة العالم أو عدائهم أو التناقض مع مصالحهم وعدم حب الخير لهم من منطلقات إسلامية وإنسانية راقية، لكن الدعوة هنا إنما هي دعوة لعدم الغلو في حب الآخرين والالتقاء مع مصالحهم، خصوصاً عندما يتناقض ذلك الحب والالتقاء والتأييد مع مصالح الوطن، أو عندما يتفوق ذلك كله على حب الوطن وتأييده والدفاع عنه.
وفي الختام، فإنني ادعو هنا كي تكون الصورة واضحة تماماً، لحسن الجوار مع بقية جيراننا، واتمنى لهم الرفعة والعزة والخير، كما ادعو لبقية المسلمين في هذا العالم، سنة كانوا أم شيعة، ولكل مقاومة وطنية حرة وشريفة، لبنانية كانت أم فلسطينية أم غيرها، بالخير والصلاح والنصر والانتصار والنجاح والرفاه، كما ادعو لنا ولأوطاننا بأضعاف ذلك، فأوطاننا هي الأهم، ونحن لا يجب علينا أن نجير أنفسنا أو نؤجرها للدفاع عن أي أحدٍ وقضاياه - حتى لو كانت قضاياه عادلة تماماً - بصورة فاقعة، وبما يضر بمصلحتنا ولحمتنا الوطنية، كما يفعل البعض، هداهم الله... والسلام مسك الختام... ولذا فالسلام عليكم ورحمة الله

مقال عجبني ونقلته واذا يخالف سياسة ادارة المنتدى الرجاء حذفه ، لأن المفروض استأذن قبل نشره من الادارة.
عبدالرحيم غير متواجد حالياً  
  #2  
قديم 09-06-2011 , 11:46 AM
عبدالرحيم عبدالرحيم غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الشرقية
المشاركات: 383
افتراضي رد: شيعة الخليج... الحفاظ على المذهب وتحييد الطائفة

إن المصالح يا سادة، ليست كذبة كي نستخف بها، وليست أضحوكة كي نتهكم عليها، بل هي محور ما يجري حتى اليوم في هذا الكون وفي هذا العالم. فهي سبب التحالفات، ومولدة الصراعات. بل إنها حتى في أقل صورها إذا تلاشت أو كادت تختفي، فإنها فقط تتحول، من صورتها النفعية المادية، إلى صورتها النفعية العاطفية والشعورية. فنحن البشر نبحث عن مصالحنا أحياناً هناك. وذلك لا ينقض بقاء قاعدة المصالح، تلك التي يحاول البعض التظاهر بغيابها، ويتذرع ويبرر لإخفائها، والتخلص من تبعات الاعتراف بها. وهنا، فإن علينا أن نفهم ذلك جيداً، لنفهم أن مصالحنا لا يمكن ولا يجوز أبداً، أن تنبع من خارج حدود أوطاننا، التي هي أصل ومحور ومركز مصالحنا ومنافعنا، في هذا العصر خصوصاً.
والكلام هنا عن الأوطان، وأولويتها وأهميتها، ليس موجهاً ضد أحدٍ، لا بدافع العداء للآخر السياسي، ولا من أجل الاستعداء لجهات خارجية منافسة، ولا من أجل أية نوايا غريبة خبيثة أخرى قد يتوهمها البعض، وقد توصلهم إليها بعض ظنونهم السيئة، وعدم قدرتهم على الاستيعاب والفهم.
إن الوطن في الحقيقة، كالأسرة الواحدة، والأسرة الواحدة لا تفرط في أيٍ من أبنائها، أياً كان ومهما حصل، على الأقل ما دامت تلك الأسرة الواحدة تعيش تحت سقفٍ واحدٍ. فما بالك بالتفريط في جزءٍ كبيرٍ من تلك الأسرة الجامعة، أو الاحتراب معه. ونحن في أوطاننا نعيش هكذا... تحت سقفٍ واحد... وضمن كتلة سياسية واجتماعية واحدة... ولهذا فمصالحنا متداخلة مترابطة مشتركة لا يمكن فصلها وتفتيتها... ولأجل هذا يجب أن نتحد وأن نتجمع وأن ندافع عن بعضنا مهما حصل، وأن نصلح الوطن.
لذا، فالدعوة هنا للشيعة والسنة - عامة -، هي أن يحيدوا المذاهب، وأن يتجهوا لتقوية هويتهم الجامعة الأولى المحققة لمصالحهم، وهي الوطن. أي أن يتجه كلُ إنسانٍ منهم لبناء وطنه الخاص. ولن ينقص ذلك من إيمانهم ولا من دينهم شيءً، أن يكون الوطن هو الأهم عندهم، والأولى والأقرب مما سواه. فحب الوطن والدفع باتجاه إصلاحه ورقيه، ليس نقيض الإيمان كما قد يفهم البعض. بل إن حب الأوطان بحسب نصوص السماء، وما جاءت به الرسل، من الإيمان، كما قال ، والعقل الذي أمرنا الله باتباعه، وهو الميزان في حياة الإنسان، والمائز بينه وبين الحيوان، بلا شك يدعو كذلك لتقديم الوطن على غيره من البلدان. وليس في ذلك الحب للأوطان والاهتمام بها وتفضيلها على غيرها من البلدان الأخرى، أي تناقض مع أن ندعوا للسلام، وأن نحب الآخرين، وأن نحب ونشجع القيم والمبادئ السامية، التي فطرنا الله عليها، وأن نحرض على الخير، وأن نحترم الأشقاء العرب والمسلمين ودول الجوار، بل وبقية البشر كافة، وكل الدول، بما يحقق المصلحة البشرية العامة... لكن الميزان هنا هو في النهاية، ميزان فهم الواقع، والتعقل في التعامل مع المصالح ومع الآخرين.
وفي النهاية هنا، فإنني أحب أن أؤكد، على أنني، لا أدعو أي سني سعودي أو خليجي، للتناقض مع بقية سنة العالم أو عدائهم أو التناقض مع مصالحهم وعدم حب الخير لهم من منطلقات إسلامية وإنسانية راقية، كما لا أدعو أيضاً أي شيعي سعودي أو خليجي للتناقض مع بقية شيعة العالم أو عدائهم أو التناقض مع مصالحهم وعدم حب الخير لهم من منطلقات إسلامية وإنسانية راقية، لكن الدعوة هنا إنما هي دعوة لعدم الغلو في حب الآخرين والالتقاء مع مصالحهم، خصوصاً عندما يتناقض ذلك الحب والالتقاء والتأييد مع مصالح الوطن، أو عندما يتفوق ذلك كله على حب الوطن وتأييده والدفاع عنه.
وفي الختام، فإنني ادعو هنا كي تكون الصورة واضحة تماماً، لحسن الجوار مع بقية جيراننا، واتمنى لهم الرفعة والعزة والخير، كما ادعو لبقية المسلمين في هذا العالم، سنة كانوا أم شيعة، ولكل مقاومة وطنية حرة وشريفة، لبنانية كانت أم فلسطينية أم غيرها، بالخير والصلاح والنصر والانتصار والنجاح والرفاه، كما ادعو لنا ولأوطاننا بأضعاف ذلك، فأوطاننا هي الأهم، ونحن لا يجب علينا أن نجير أنفسنا أو نؤجرها للدفاع عن أي أحدٍ وقضاياه - حتى لو كانت قضاياه عادلة تماماً - بصورة فاقعة، وبما يضر بمصلحتنا ولحمتنا الوطنية، كما يفعل البعض، هداهم الله... والسلام مسك الختام... ولذا فالسلام عليكم ورحمة الله

مقال عجبني ونقلته واذا يخالف سياسة ادارة المنتدى الرجاء حذفه ، لأن المفروض استأذن قبل نشره من الادارة.