عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2017, 01:19 PM   #56
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء
الحسنى من أحصاها دخل الجنة
س: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى ( من أحصاها دخل الجنة ) ?
ج: قد فسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به ,وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها, وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرءوف الحليم الجواد الكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة, وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد العقاب سريع الحساب ;فليقف منه عند الخشية والرهبة.
ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء الإعزاز والإذلال والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه, وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون.
ضد توحيد الأسماء والصفات
س: ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟
ج: ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته, وهو ثلاثة أنواع.
الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
الثالث: إلحاد النفاة المعطلة وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك, وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)،( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)،( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) .
جميع أنواع التوحيد متلازمة
س: هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟
ج: نعم هي متلازمة فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله, فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله فهذا شرك في الإلهية, وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك, هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته, ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات.
الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة
س: ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلة ذلك من الكتاب كثيرة منها قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) وقوله تعالى إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) وقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره, وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور, والأحاديث في شأنهم كثيرة.
معنى الإيمان بالملائكة
س: ما معنى الإيمان بالملائكة ؟
ج: هو الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون و( عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)،( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )،( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لايفترون) ولا يسأمون ولايستحسرون.
أنواع الملائكة باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به
س: اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟
ج: هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة, فمنهم الموكل بأداء الوحي إلى الرسل ،وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام.
ومنهم الموكل بالقطر،وهو ميكائيل عليه السلام. ومنهم الموكل بالصور،وهو اسرافيل عليه السلام. ومنهم الموكل
بقبض الأرواح،وهو ملك الموت وأعوانه. ومنهم الموكل بأعمال العباد،وهم الكرام الكاتبون. ومنهم الموكل بحفظ
العبد من بين يديه ومن خلفه ،وهم المعقبات. ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها، وهم رضوان ومن معه. ومنهم
الموكل بالنار وعذابها،وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر.ومنهم الموكل بفتنة القبر،وهم منكر ونكير
ومنهم حملة العرش.ومنهم الكروبيون.ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام ومن تخليقها وكتابة مايراد بها.ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ماعليهم،ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر.ومنهم صفوف قيام لا يفترون.ومنهم ركع سجد لا يرفعون.ومنهم غير من ذلك(وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر).ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى.
دليل الإيمان بالكتب
س: ما دليل الإيمان بالكتب ؟
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )وقوله تعالى(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم )الآيات وغيرها كثير ويكفي في ذلك قوله تعالى(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
هل سميت جميع الكتب في القرآن
س: هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟
ج: سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جملة فقال تعالى(الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل )وقال تعالى(وآتينا داود زبورا )وقال تعالى(أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى )وقال تعالى(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الإيمان به تفصيلا,وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا فنقول فيه ما أمر الله به رسوله(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
معنى الإيمان بكتب الله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟
ج: معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل وأن الله تكلم بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي, ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري, ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) وقال تعالى لموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي )،(وكلم الله موسى تكليما ) وقال تعالى في شأن التوراة وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وقال في عيسى(و آتيناه الإنجيل ( وقال تعالىوآتينا داود زبورا ) وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل
وقال تعالى في شأن القرآن( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) وقال تعالى فيه( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) وقال تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الآيات, وقال تعالى فيه إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) الآيات, وغيرها كثير.
منزلة القرآن من الكتب
س: ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة?
ج: قال الله تعالى فيهوأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال تعالى وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)
وقال تعالى ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) قال أهل التفسير :مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها، يعني يصدق ما فيها من الصحيح, وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير, ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) وغير ذلك.
الذي يجب التزامه في حق القرآن
س: ما الذي يجب التزامه في حق القرآن على جميع الأمة ؟
ج: هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه, قال تعالى وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) وقال تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) وقال تعالى والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ) وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال:” فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به” وفي حديث علي مرفوعا “إنها ستكون فتن “قلت: ما المخرج منها يا رسول الله قال:”كتاب الله ” وذكر الحديث.
معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه
س: ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟
ج: حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلال حلاله, وتحريم حرامه والانقياد لأوامره, والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله, والاتعاظ بقصصه والعمل بمحكمه ,والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده, والذب عنه لتحريف الغالين وانتحال المبطلين, والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة.
حكم من قال بخلق القرآن
س: ما حكم من قال بخلق القرآن ؟
ج: القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا وآمن به المؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن, فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق, والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق, والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق.
قال الله تعالى إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) وقال تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) وقال تعالى اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) وقال تعالى وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “أديموا النظر في المصحف” والنصوص في ذلك لا تحصى, ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية, لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام ,فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
صفة الكلام ذاتية أو فعلية
س: هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
ج: أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه وأنزله بعلمه وهو أعلم بما ينزل ,وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي “الحديث- ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معا, فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا ,وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء, وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء, (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )،( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )،( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) .
الواقفة وما حكمهم
س: من هم الواقفة وما حكمهم ؟
ج: الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق, قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :”من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق, وإلا فهو شر من الجهمية”.
حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق
س: ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
ج: هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ;لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد, وبين الملفوظ به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني, ورجع إلى قول الجهمية, وإذا قيل غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ,وهذا من بدع الاتحادية, ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى:” من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ,ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع”.
دليل الإيمان بالرسل
س: ما دليل الإيمان بالرسل ؟
ج: أدلته كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا؛ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” آمنت بالله ورسله” .
معنى الإيمان بالرسل
س: ما معنى الإيمان بالرسل ؟
ج: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده ,والكفر بما يعبد من دونه وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون, وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون, وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به لم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه( فهل على الرسل إلا البلاغ )،وأنهم كلهم كانوا على الحق المبين, وإن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا, واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وكلم موسى تكليما, ورفع إدريس مكانا عليا, وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وإن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات.
اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه
س: هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه ؟
ج: اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا ويكفر بكل ما يعبد ما دونه. وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يفرض على الآخرين, ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين امتحانا من الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
الدليل على اتفاق الرسل في أصل العبادة
س: ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟
ج: الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل,
أما المجمل فمثل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وقوله تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) الآيات.
وأما المفصل فمثل قوله تعالى ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني)،( وقال موسى إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما)، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار)،( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار) وغيرها من الآيات.
دليل اختلاف شرائع الرسل في فروعها من الحلال والحرام
س: ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها من الحلال والحرام ؟
ج: قول الله عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : ” شرعة ومنهاجا” سبيلا وسنة ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي، وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم :”نحن معشر الأنبياء أخوة لعلات ديننا واحد ” يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه كل كتاب أنزله, وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام( ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
هل قص الله جميع الرسل في القرآن
س: هل قص الله جميع الرسل في القرآن ؟
ج: قد قص الله علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة ثم قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ) فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل, وإجمالا فيما أجمل.
ما سمي من الرسل في القرآن
س: كم سمى منهم في القرآن?
ج: سمى منهم فيه: آدم ،ونوح، وإدريس, وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل،وإسحاق، ويعقوب، ويوسف ،ولوط وشعيب، ويونس, وموسى، وهارون، وإلياس، وزكريا ،ويحيى ،واليسع، وذا الكفل ،وداود، وسليمان ،وأيوب، وذكر الأسباط جملة- وعيسى ،ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
أولو العزم من الرسل
س: من هم أولو العزم من الرسل ؟
ج: هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه, الموضع الأول في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) الآية, الموضع الثاني في سورة الشورى وهو قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الآية.
أول الرسل
س: من هو أول الرسل ؟
ج: أولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام، كما قال تعالى إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم .(
س: متى كان الاختلاف ؟
ج: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .(
خاتم النبيين
س: من هو خاتم النبيين ؟
ج: خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .
س: ما الدليل على ذلك ؟
ج: قال الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه” ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال:” وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وغير ذلك كثير.
ما اختص به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء
س: بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء ؟
ج: له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة قد أفردت بالتصنيف: منها كونه خاتم النبيين كما ذكرنا,ومنها كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما فسر به قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) وقال صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم ولا فخر ” ومنها بعثه صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم كما قال تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) الآية.
وقال تعالى وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) وقال صلى الله عليه وسلم :” أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر ,وجعلت لي الأرض مسجدا وطهور فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ,وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ,وأعطيت الشفاعة ,وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة” وقال صلى الله عليه وسلم :” والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ,ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص.
معجزات الأنبياء
س: ما معجزات الأنبياء ؟
ج: المعجزات هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة وهي أما حسية تشاهد بالبصر ,أو تسمع كخروج الناقة من الصخرة وانقلاب العصا حية وكلام الجمادات ونحو ذلك ,وإما معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنبي إلا وله صلى الله عليه وسلم أعظم منها في بابها فمن المحسوسات انشقاق القمر وحنين الجذع ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ,وكلام الذراع وتسبيح الطعام وغير ذلك مما تواترت به الأخبار الصحيحة ولكنها كغيرها من معجزات الأنبياء التي انقرضت بانقراض أعصارهم ,ولم يبق إلا ذكرها وإنما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه و( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #56  
قديم 12-07-2017 , 01:19 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: ... رسائل إلي كل عاصي واسرف على نفسه لاتقنط من رحمة ارحم الراحمين ...

قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء
الحسنى من أحصاها دخل الجنة
س: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى ( من أحصاها دخل الجنة ) ?
ج: قد فسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به ,وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها, وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرءوف الحليم الجواد الكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة, وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد العقاب سريع الحساب ;فليقف منه عند الخشية والرهبة.
ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء الإعزاز والإذلال والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه, وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون.
ضد توحيد الأسماء والصفات
س: ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟
ج: ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته, وهو ثلاثة أنواع.
الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
الثالث: إلحاد النفاة المعطلة وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك, وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)،( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)،( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) .
جميع أنواع التوحيد متلازمة
س: هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟
ج: نعم هي متلازمة فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله, فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله فهذا شرك في الإلهية, وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك, هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته, ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات.
الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة
س: ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟
ج: أدلة ذلك من الكتاب كثيرة منها قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) وقوله تعالى إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) وقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره, وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور, والأحاديث في شأنهم كثيرة.
معنى الإيمان بالملائكة
س: ما معنى الإيمان بالملائكة ؟
ج: هو الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون و( عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)،( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )،( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لايفترون) ولا يسأمون ولايستحسرون.
أنواع الملائكة باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به
س: اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟
ج: هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة, فمنهم الموكل بأداء الوحي إلى الرسل ،وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام.
ومنهم الموكل بالقطر،وهو ميكائيل عليه السلام. ومنهم الموكل بالصور،وهو اسرافيل عليه السلام. ومنهم الموكل
بقبض الأرواح،وهو ملك الموت وأعوانه. ومنهم الموكل بأعمال العباد،وهم الكرام الكاتبون. ومنهم الموكل بحفظ
العبد من بين يديه ومن خلفه ،وهم المعقبات. ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها، وهم رضوان ومن معه. ومنهم
الموكل بالنار وعذابها،وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر.ومنهم الموكل بفتنة القبر،وهم منكر ونكير
ومنهم حملة العرش.ومنهم الكروبيون.ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام ومن تخليقها وكتابة مايراد بها.ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ماعليهم،ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر.ومنهم صفوف قيام لا يفترون.ومنهم ركع سجد لا يرفعون.ومنهم غير من ذلك(وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر).ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى.
دليل الإيمان بالكتب
س: ما دليل الإيمان بالكتب ؟
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )وقوله تعالى(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم )الآيات وغيرها كثير ويكفي في ذلك قوله تعالى(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
هل سميت جميع الكتب في القرآن
س: هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟
ج: سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جملة فقال تعالى(الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل )وقال تعالى(وآتينا داود زبورا )وقال تعالى(أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى )وقال تعالى(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الإيمان به تفصيلا,وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا فنقول فيه ما أمر الله به رسوله(وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .(
معنى الإيمان بكتب الله عز وجل
س: ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟
ج: معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل وأن الله تكلم بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي, ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري, ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) وقال تعالى لموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي )،(وكلم الله موسى تكليما ) وقال تعالى في شأن التوراة وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وقال في عيسى(و آتيناه الإنجيل ( وقال تعالىوآتينا داود زبورا ) وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل
وقال تعالى في شأن القرآن( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) وقال تعالى فيه( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) وقال تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الآيات, وقال تعالى فيه إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) الآيات, وغيرها كثير.
منزلة القرآن من الكتب
س: ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة?
ج: قال الله تعالى فيهوأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال تعالى وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)
وقال تعالى ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) قال أهل التفسير :مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها، يعني يصدق ما فيها من الصحيح, وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير, ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) وغير ذلك.
الذي يجب التزامه في حق القرآن
س: ما الذي يجب التزامه في حق القرآن على جميع الأمة ؟
ج: هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه, قال تعالى وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) وقال تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) وقال تعالى والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ) وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال:” فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به” وفي حديث علي مرفوعا “إنها ستكون فتن “قلت: ما المخرج منها يا رسول الله قال:”كتاب الله ” وذكر الحديث.
معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه
س: ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟
ج: حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلال حلاله, وتحريم حرامه والانقياد لأوامره, والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله, والاتعاظ بقصصه والعمل بمحكمه ,والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده, والذب عنه لتحريف الغالين وانتحال المبطلين, والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة.
حكم من قال بخلق القرآن
س: ما حكم من قال بخلق القرآن ؟
ج: القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا وآمن به المؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن, فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق, والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق, والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق.
قال الله تعالى إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) وقال تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) وقال تعالى اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) وقال تعالى وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “أديموا النظر في المصحف” والنصوص في ذلك لا تحصى, ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية, لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام ,فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
صفة الكلام ذاتية أو فعلية
س: هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
ج: أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه وأنزله بعلمه وهو أعلم بما ينزل ,وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي “الحديث- ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معا, فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا ,وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء, وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء, (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )،( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )،( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) .
الواقفة وما حكمهم
س: من هم الواقفة وما حكمهم ؟
ج: الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق, قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :”من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق, وإلا فهو شر من الجهمية”.
حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق
س: ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
ج: هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ;لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد, وبين الملفوظ به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني, ورجع إلى قول الجهمية, وإذا قيل غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ,وهذا من بدع الاتحادية, ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى:” من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ,ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع”.
دليل الإيمان بالرسل
س: ما دليل الإيمان بالرسل ؟
ج: أدلته كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا؛ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” آمنت بالله ورسله” .
معنى الإيمان بالرسل
س: ما معنى الإيمان بالرسل ؟
ج: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده ,والكفر بما يعبد من دونه وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون, وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون, وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به لم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه( فهل على الرسل إلا البلاغ )،وأنهم كلهم كانوا على الحق المبين, وإن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا, واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وكلم موسى تكليما, ورفع إدريس مكانا عليا, وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وإن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات.
اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه
س: هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه ؟
ج: اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا ويكفر بكل ما يعبد ما دونه. وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يفرض على الآخرين, ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين امتحانا من الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
الدليل على اتفاق الرسل في أصل العبادة
س: ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟
ج: الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل,
أما المجمل فمثل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وقوله تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) الآيات.
وأما المفصل فمثل قوله تعالى ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )،( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني)،( وقال موسى إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما)، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار)،( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار) وغيرها من الآيات.
دليل اختلاف شرائع الرسل في فروعها من الحلال والحرام
س: ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها من الحلال والحرام ؟
ج: قول الله عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : ” شرعة ومنهاجا” سبيلا وسنة ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي، وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم :”نحن معشر الأنبياء أخوة لعلات ديننا واحد ” يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه كل كتاب أنزله, وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام( ليبلوكم أيكم أحسن عملا .(
هل قص الله جميع الرسل في القرآن
س: هل قص الله جميع الرسل في القرآن ؟
ج: قد قص الله علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة ثم قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ) فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل, وإجمالا فيما أجمل.
ما سمي من الرسل في القرآن
س: كم سمى منهم في القرآن?
ج: سمى منهم فيه: آدم ،ونوح، وإدريس, وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل،وإسحاق، ويعقوب، ويوسف ،ولوط وشعيب، ويونس, وموسى، وهارون، وإلياس، وزكريا ،ويحيى ،واليسع، وذا الكفل ،وداود، وسليمان ،وأيوب، وذكر الأسباط جملة- وعيسى ،ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
أولو العزم من الرسل
س: من هم أولو العزم من الرسل ؟
ج: هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه, الموضع الأول في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) الآية, الموضع الثاني في سورة الشورى وهو قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الآية.
أول الرسل
س: من هو أول الرسل ؟
ج: أولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام، كما قال تعالى إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم .(
س: متى كان الاختلاف ؟
ج: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .(
خاتم النبيين
س: من هو خاتم النبيين ؟
ج: خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .
س: ما الدليل على ذلك ؟
ج: قال الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه” ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال:” وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ” وغير ذلك كثير.
ما اختص به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء
س: بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء ؟
ج: له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة قد أفردت بالتصنيف: منها كونه خاتم النبيين كما ذكرنا,ومنها كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما فسر به قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) وقال صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم ولا فخر ” ومنها بعثه صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم كما قال تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) الآية.
وقال تعالى وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) وقال صلى الله عليه وسلم :” أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر ,وجعلت لي الأرض مسجدا وطهور فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ,وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ,وأعطيت الشفاعة ,وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة” وقال صلى الله عليه وسلم :” والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ,ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص.
معجزات الأنبياء
س: ما معجزات الأنبياء ؟
ج: المعجزات هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة وهي أما حسية تشاهد بالبصر ,أو تسمع كخروج الناقة من الصخرة وانقلاب العصا حية وكلام الجمادات ونحو ذلك ,وإما معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنبي إلا وله صلى الله عليه وسلم أعظم منها في بابها فمن المحسوسات انشقاق القمر وحنين الجذع ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ,وكلام الذراع وتسبيح الطعام وغير ذلك مما تواترت به الأخبار الصحيحة ولكنها كغيرها من معجزات الأنبياء التي انقرضت بانقراض أعصارهم ,ولم يبق إلا ذكرها وإنما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه و( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( .
رد مع اقتباس