عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2013, 11:59 PM   #1
السافري
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: في خارج الوطن لخدمة الوطن
المشاركات: 3,031
افتراضي نهاية ملك الفرس ( يزدجرد )

في سنة 22 هـ اقترح الأحنف بن قيس على أمير المؤمنين عمر ان يغزو بلاد خراسان وهي بلاد واسعة شرق فارس حتى يضيقو على كسرى يزدجرد ، فإنه هو الذي يستحث الفرس والجنود على قتال المسلمين .
فلما علم يزدجرد بقدوم المسلمين كتب إلى ملك الصغد يستمده ، وكتب إلى ملك الصين يستعينه ، وكتب إلى خاقان ملك الترك يستمده ، فلم يحفلو برسائله .
ودخل الأحنف خراسان وأخذ يفتح البلد تلو البلد ، ويزدجرد يفر من أمامه إلى بلد آخر ، حتى اضطر يزدجرد ان يعبر النهر .
وتمكن الأحنف من خراسان ، واستخلف في كل بلدة أميراً ، وكتب بذلك إلى عمر ، فكتب إليه عمر ينهاه عن العبور إلى ما وراء النهر وقال : احفظ ما بيدك من بلاد خراسان .
ودخل يزدجرد بلاد ما وراء النهر وكان قد استغاث بملوكها فلم يهتموا ، ولكن لما لجأ إلى بلادهم تعين عليهم إنجاده في شرع الملوك ، فسار معه خاقان الأعظم ملك الترك ، ورجع يزدجرد بجنود عظيمة فيها ملك الترك ، واستردوا بعض مدن خراسان ، ثم قصدوا إلى حيث يقيم الأحنف بن قيس وكان جميع من عنده عشرين الفاً من الجنود فقام الأحنف في الناس خطيباً ( إنكم قليل وعدوكم كثير فلا يهولنكم ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) .
وكان من عادة الترك أنهم لايخرجون للقتال من أماكنهم التي يكمنون فيها حتى يخرج ثلاثة من كهولهم بين أيديهم يضرب الأول بطلبلة ثم يخرج الثاني بطبلة ثم يخرج الثالث بطبلة ثم يخرجون بعد الثالث .
وكان الأحنف بن قيس قد خرج مع بعض أصحابه ليلاً يستطلعون اين يبيت عدوهم ، فلما كان قرب الصبح خرج الثلاثة الذين يضربون الطبل فقتلهم الأحنف الوحد تلو الآخر ، فلما خرجت الترك ووجدوهم مقتولين ، تشأم بذلك ملكهم وتطير وقال مالنا في قتال هولاء القوم من خير ، فأنصرفو بنا .
ورجع كسرى خاسراً الصفقة ، وتخلى عنه من كان يرجو النصر منه ، وتحير إلى اين يذهب .
وأشار عليه بعض أولى النهي من قومه إنا نرى ان نصالح هولاء القوم فإن لهم ذمة وديناً يرجعون إليه ، فنكون في بعض هذه البلاد وهم مجاورونا ، فهم خير لنا من غيرهم ، فأبى عليهم كسرى ذلك .
ثم بعث إلى ملك الصين يستغيث به ، فجعل ملك الصين يسأل رسول يزدجرد عن هولاء المسلمين الذين فتحو البلاد وقهروا العباد فجعل الرسول يصفهم له : كيف يصلون ، وكيف يقاتلون ، فكتب إلى يزدجرد : انه لم يمنعني أن ابعث إليك بجيش أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق لك علي ولكن هؤلاء الذين وصفهم لي رسولك لو يحاولون الجبال لهدوها فسالمهم وارض منهم المسالمة .
هرب يزدجرد في جماعة يسيرة إلى مرو ، فسأل من بعض أهلها مالاً فمنعوه وخافو على أنفسهم ، فبعثو إلى الترك يستفزونهم عليه ، فأتوه فقتلو أصحابه وهرب هو حتى أتى منزل رجل ينقش الطواحين على شط ، فأوى إليه ليلاً ، فلما نام قتله وأخذ ماعليه من ملبس وتيجان ، وجاء الترك في طلبه فوجدوه قد قتله هذا الرجل فقتلو ذلك الرجل واهل بيته واخذو ما كان مع كسرى ووضعو كسرى في تابوت وحملوه إلى اصطخر ، وهو آخر ملوك فارس على الاطلاق ،، لقول الرسول صل الله عليه وسلم ( إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ) .

التعديل الأخير تم بواسطة ابوسامر ; 21-06-2013 الساعة 01:49 AM سبب آخر: تعديل كلمة كسرى
السافري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 20-06-2013 , 11:59 PM
السافري السافري غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: في خارج الوطن لخدمة الوطن
المشاركات: 3,031
افتراضي نهاية ملك الفرس ( يزدجرد )

في سنة 22 هـ اقترح الأحنف بن قيس على أمير المؤمنين عمر ان يغزو بلاد خراسان وهي بلاد واسعة شرق فارس حتى يضيقو على كسرى يزدجرد ، فإنه هو الذي يستحث الفرس والجنود على قتال المسلمين .
فلما علم يزدجرد بقدوم المسلمين كتب إلى ملك الصغد يستمده ، وكتب إلى ملك الصين يستعينه ، وكتب إلى خاقان ملك الترك يستمده ، فلم يحفلو برسائله .
ودخل الأحنف خراسان وأخذ يفتح البلد تلو البلد ، ويزدجرد يفر من أمامه إلى بلد آخر ، حتى اضطر يزدجرد ان يعبر النهر .
وتمكن الأحنف من خراسان ، واستخلف في كل بلدة أميراً ، وكتب بذلك إلى عمر ، فكتب إليه عمر ينهاه عن العبور إلى ما وراء النهر وقال : احفظ ما بيدك من بلاد خراسان .
ودخل يزدجرد بلاد ما وراء النهر وكان قد استغاث بملوكها فلم يهتموا ، ولكن لما لجأ إلى بلادهم تعين عليهم إنجاده في شرع الملوك ، فسار معه خاقان الأعظم ملك الترك ، ورجع يزدجرد بجنود عظيمة فيها ملك الترك ، واستردوا بعض مدن خراسان ، ثم قصدوا إلى حيث يقيم الأحنف بن قيس وكان جميع من عنده عشرين الفاً من الجنود فقام الأحنف في الناس خطيباً ( إنكم قليل وعدوكم كثير فلا يهولنكم ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) .
وكان من عادة الترك أنهم لايخرجون للقتال من أماكنهم التي يكمنون فيها حتى يخرج ثلاثة من كهولهم بين أيديهم يضرب الأول بطلبلة ثم يخرج الثاني بطبلة ثم يخرج الثالث بطبلة ثم يخرجون بعد الثالث .
وكان الأحنف بن قيس قد خرج مع بعض أصحابه ليلاً يستطلعون اين يبيت عدوهم ، فلما كان قرب الصبح خرج الثلاثة الذين يضربون الطبل فقتلهم الأحنف الوحد تلو الآخر ، فلما خرجت الترك ووجدوهم مقتولين ، تشأم بذلك ملكهم وتطير وقال مالنا في قتال هولاء القوم من خير ، فأنصرفو بنا .
ورجع كسرى خاسراً الصفقة ، وتخلى عنه من كان يرجو النصر منه ، وتحير إلى اين يذهب .
وأشار عليه بعض أولى النهي من قومه إنا نرى ان نصالح هولاء القوم فإن لهم ذمة وديناً يرجعون إليه ، فنكون في بعض هذه البلاد وهم مجاورونا ، فهم خير لنا من غيرهم ، فأبى عليهم كسرى ذلك .
ثم بعث إلى ملك الصين يستغيث به ، فجعل ملك الصين يسأل رسول يزدجرد عن هولاء المسلمين الذين فتحو البلاد وقهروا العباد فجعل الرسول يصفهم له : كيف يصلون ، وكيف يقاتلون ، فكتب إلى يزدجرد : انه لم يمنعني أن ابعث إليك بجيش أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق لك علي ولكن هؤلاء الذين وصفهم لي رسولك لو يحاولون الجبال لهدوها فسالمهم وارض منهم المسالمة .
هرب يزدجرد في جماعة يسيرة إلى مرو ، فسأل من بعض أهلها مالاً فمنعوه وخافو على أنفسهم ، فبعثو إلى الترك يستفزونهم عليه ، فأتوه فقتلو أصحابه وهرب هو حتى أتى منزل رجل ينقش الطواحين على شط ، فأوى إليه ليلاً ، فلما نام قتله وأخذ ماعليه من ملبس وتيجان ، وجاء الترك في طلبه فوجدوه قد قتله هذا الرجل فقتلو ذلك الرجل واهل بيته واخذو ما كان مع كسرى ووضعو كسرى في تابوت وحملوه إلى اصطخر ، وهو آخر ملوك فارس على الاطلاق ،، لقول الرسول صل الله عليه وسلم ( إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ) .

التعديل الأخير تم بواسطة ابوسامر ; 21-06-2013 الساعة 01:49 AM سبب آخر: تعديل كلمة كسرى
رد مع اقتباس