مركز السوق السعودي

السورة الخامسة عشر :سورة الحجر.
وهي مكية من المثاني .

سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر ماحدث لقوم صالح وهم قبيلة ثمود وديارهم بالحجر (وهي مكان بين المدينة والشام) فقد كانوا أشداء ينحتون الجبال ليسكنوها وكأنهم لا يعتريهم موت ولافناء ،فبينما هم آمنون مطمئنون جاءتهم صيحة العذاب في الصباح. ولفتا لأنظار أولى التبصر والابتصار ، بمصارع أهل هذا المكان ،و ما جرى منهم ، ولهم .
وذلك : دال على مؤاخذتهم لمجرد تكذيب الرسل والإعراض عن آيات الله بأدنى وجوه المؤاخذه مع غاية تحصنهم .

نجد أن السورة ركزت بصفة خاصة : على بعض الموضوعات .
مثل : وصف القرآن الكريم ، إعراض المشركين واستهزائهم ، وإقامة الأدلة على وجود الله ووحدانيته بما يرونه من الآيات فى خلق السماوات والأرض والإنسان ، ثم بيان حالى أهل الجنة ، وأهل النار يوم القيامة ، ثم قصص بعض الأنبياء ...إلخ .

تهدف هذه السورة إلى ما تهدف إليه السور المكية بعامة من ترسيخ المقاصد الأساسية لأركان الدعوة الإسلامية من تقرير الوحى والرسالة ، والبعث والجزاء ، وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله رب العالمين .

في هذه السورة كما في غيرها نجد أن كل سورة متناسبة مع التي قبلها.. والتناسب بين هذه السورة وبين سورة إبراهيم واضح جداً فى النقاط التالية :على سبيل المثال :

1- إذا كانت سورة إبراهيم قد بدأت بـ "الر" فإن سورة الحجر بدايتها كذلك .

2-إذا كانت سورة إبراهيم تحدثت عن بعض أحوال الكفار يوم القيامة ثم بينت أنهم يودون هناك لو كانوا مسلمين فى قوله تعالى : "يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل"
فإن سورة الحجر كذلك تحدثت عنهم مبينة أيضاً أنهم يودون هناك لو كانوا مسلمين فى قوله تعالى "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين".

3- إذا كانت سورة إبراهيم ذكرت بعضاً مما يلاقيه الكفار فى الآخرة ، فى مثل قوله تعالى: "وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد * سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار".
فإن سورة الحجر ذكرت بعضاً مما لاقاه الكفار فى الدنيا فى مثل قوله تعالى: "فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل" .الخ من الآيات.

4-إذا كان تعالى قد تعرض
لسيدنا إبراهيم فى سورة إبراهيم ، فى مثل قوله تعالى :"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام *
رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم * الخ.
فإن سورة الحجر قد تعرضت لضيف سيدنا إبراهيم
وذلك فى قوله تعالى: "ونبئهم عن ضيف إبراهيم * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال إنا منكم وجلون * قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم * قال أبشرتمونى على أن مسنى الكبر فبم تبشرون * قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين * قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون * قال فما خطبكم أيها المرسلون * الخ.
هذه أمثلة مختصرة قدر الإمكان ...
تقبل الله صيامكم وقيامكم ..لاتنسوني من صالح دعائكم.